منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

الأدلة على صدق الرسول

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. المنتديات الإسلامية ..°ღ°╣●╠°ღ° :: القسم القرآن الكريم

شاطر
الأدلة على صدق الرسول  Emptyالجمعة 25 يناير - 21:47
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17945
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
رابطة موقعك : ورقلة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الأدلة على صدق الرسول



الأدلة على صدق الرسول

الأدلة على صدق الرسول
المطلب الأول : بشارة الكتب السابقة به:

أعني شهادة التوراة والإنجيل والكتب السابقة بصدق الرسول ( ومعجزته (القرآن)، قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ( [الشعراء:196] .
يقول القرطبي Sadأي وإن ذكر نزوله لفي كتب الأولين يعني الأنبياء ، وقيل: أي إن ذكر محمد عليه السلام في كتب الأولين ; كما قال تعالى: ( يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل( [الأعراف: 157] والزبر الكتب ،الواحد زبور، كرسول ورسل)(87) .
وقال تعالىSad وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( [الصف:6] .
وقال تعالى مبينا أن النبي ( وأصحابه ليسوا فقط مذكورين في التوراة والإنجيل بأسمائهم ، بل بصفتهم كذلك : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( [الفتح:29] .
بل بلغ من وصف الله تعالى لنبيه ( في الكتب السابقة ، أنهم أصبحوا يعرفونه كما يعرف أحدهم ابنه ؛ قال تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( [البقرة :146] .

وعَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ قَالَ :لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( فِي التَّوْرَاةِ ،قَالَ :أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا )(88) وزاد الإمام أحمد :قَالَ عَطَاءٌ لَقِيتُ كَعْبًا(89) فَسَأَلْتُهُ فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ : أَعْيُنًا عُمُومَى وَآذَانًا صُمُومَى وَقُلُوبًا غُلُوفَى)(90).
وعَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ قَالَ :جَلَبْتُ جَلُوبَةً(91) إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ( ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَيْعَتِي قُلْتُ :لَأَلْقَيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ . قَالَ : فَتَلَقَّانِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ ، فَتَبِعْتُهُمْ فِي أَقْفَائِهِمْ حَتَّى أَتَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَؤُهَا ، يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ ،كَأَحْسَنِ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( : « َنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِكَ ذَا صِفَتِي وَمَخْرَجِي».فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا أَيْ لَا . قَالَ ابْنُهُ :إِنِّي وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِنَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ ، أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ :« أَقِيمُوا الْيَهُودَ عَنْ أَخِيكُمْ ،ثُمَّ وَلِيَ كَفَنَهُ وَحَنَّطَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ » (92).

المطلب الثاني : شهادة المنصفين :

الكثير من المخالفين لديننا –سواء كانوا أهل كتاب أو ملاحدة- شهدوا لنبينا ( بالصدق وأنه نبي من الله حقا ، وبعضهم أسلم ، وبعضهم لم يسلم ولكنه أنصف ، وإذا كان المخالف المتربص المتصيد للأخطاء أقر بصحة مذهب خصمه ، فإن هذا من أقوى الأدلة على صدق النبي (، وقد قيل سابقا :
وشمائلُ شَهِدَ العَدُوُ بفضِلها والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعْدَاءُ
وقيل:
ما قولُ مولانا الإمامُ البدرُ مَن بعلومِه شهد العدوُ الحاسدُ
- هل رأيتم قط رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد دينا عجيبا؟ إنه لا يقدر أن يبني بيتا من الطوب، فهو لم يكن عليما بخصائص الجير والجص والتراب ، وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه بيت ، إنما هو تل من الأنقاض ، وكثيب من أخلاط المواد؛ وليس جديرا أن يبقى على دعائمه اثنى عشر قرنا يسكنه مائتا مليون من الأنفس(93) ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم، فكأنه لم يكن، وأني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة، وإلا أبت أن تجيبه طلبته ، كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيلوه حق، ومحنة أن ينخدع الناس –شعوبا وأمما- بهذه الأضاليل..[توماس كارلايل(94) ](95).
-ويقول كارلايل أيضاً Sadلقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن في هذا العصر ، أن يصغي إلى القول بأن دين الإسلام كذب ، وأن محمدا خداع مزور ،فإن الرسالة التي أداها ذلك الرجل ، ومازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لمئات الملايين من الناس أمثالنا ، خلقهم الله الذي خلقنا .
أكان أحدهم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والعد أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، فلو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ، ويصادفان منهم ذلك التصديق والقبول ، فما الناس إذاً إلا بله ومجانين ، وما الحياة إلا سخف وعبث ؛كان الأولى ألا تُخلق)(96).
- وقد ألف د.جفري لانغ الأمريكي كتابا بعنوان (الصراع من أجل الإيمان)، يتكلم فيه عن سبب إسلامه ، وأنه كان بعد تأمل طويل في الدين، ثم عقد فصلا بعنوان (رسول الله) تكلم فيه كلاما طويلا في كيفية إعجابه بشخصية الرسول ( ، وكيف استدل على صدقه(97).
إلى غير ذلك من الشهادات الصادقة التي ما تركتها إلا إيثارا للاختصار ، وقد جمعت في كتب كثيرة منها كتاب (قالوا عن الإسلام) الذي أصدرته الندوة العالمية للشباب، وهو كتاب حافل ملئ بالنقول والشهادات والاعترافات من جميع الملل .
وقد ألف د.خالد السيوطي كتابا حافلا بعنوان "المهتدون إلى الإسلام من قساوسة النصارى وأخبار اليهود حتى القرن التاسع الهجري"(98).
.
(و اعلم أنك مهما أزحت عن نفسك راحة اليقين. وأرخيت لها عنان الشك، وتركتها تفترض أسوأ الفروض في الواقعة الواحدة، والحادثة الفذة من هذه السيرة المكرمة، فإنك متى وقفت منها على مجموعة صالحة، لا تملك أن تدفع هذا اليقين عن نفسك، إلا بعد أن تتهم وجدانك و تشك في سلامة عقلك ، فنحن قد نرى الناس يدرسون حياة الشعراء في أشعارهم، فيأخذون عن الشاعر من كلامه صورة كاملة؛ تتمثل فيها عقائده، وعوائده، وأخلاقه، ومجرى تفكيره، و أسلوب معيشته، و لا يمنعهم زخرف الشعر و طلاؤه عن استنباط خيلته(99) ، وكشف رغوته عن صريحه(100)؛ ذلك أن للحقيقة قوة غلابة تنفذ من حجب الكتمان، فتُقرأ بين السطور و تُعرف في لحن القول ، و الإنسان مهما أمعن في تصنعه و مداهنته لا يخلو من فلتات في قوله وفعله، تنم على طبعه إذا أُحفِظ أو أُحرج، أو احتاج أو ظفر، أو خلا بمن يطمئن إليه .
ثم إن الكاذب لو استطاع أن يكذب على كل الناس ؛ فإنه لن يكذب على نفسه ويصدِّقُ كذبه ،
ومن هذه الأمثلة على هذه الحقيقة قوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( [المائدة:67].
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :كَانَ النَّبِيُّ ( يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ( فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ( رَأْسَهُ مِنْ الْقُبَّةِ ، فَقَالَ لَهُمْ :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ».(101)، فهل هذا فعل كاذب ، كيف لكاذب أن يطرد الذين يحرسونه بزعم أن الله سيعصمه، وهو يعلم في قرارة ذاته كذب نفسه ،والعرب قد رمته عن قوس واحدة تتربص له في كل طريق ، ألا يخاف أن يغتال ؟!.
إن هذا الأمر لا يفعله إلا رجل صادق، يأوي إلى ركن شديد، واثق من أن الذي أرسله سيحميه من كل المخاطر.

-المطلب السابع عشر: الإلزام :
نريد أن نسأل اليهود :كيف آمنتم برسولكم موسى عليه السلام ؟
فإن قالوا :بسبب معجزاته ، أو أخلاقه ، أو تشريعه ، أو تأييد الله له ونصرته ، أو استجابة دعائه ، أو عدم رغبته في المصلحة الذاتية،أو غير ذلك من الأدلة .
قلنا: كل ما ذكرتموه هو موجود في النبي ( .
وكذلك النصارى نسألهم هل هم يؤمنون بنبوة موسى(102) عليه السلام ؟، فإن الجواب سيكون :نعم . قلنا: كيف استدللتم على نبوته ؟ . فإن قالوا: لأنه قد ذكره لنا عيسى .
قلنا: هل هناك دليل آخر؟ .
إن قالوا: لا يوجد دليل آخر على نبوة موسى عليه السلام . قلنا: إذن أنتم صَحَّحْتم مذهب مَن كفر بموسى عليه السلام من قومه ؛ حيث إن موسى عليه السلام لم يأت بدليل على رسالته ، ولم ينزل عيسى عليه السلام في ذلك الوقت ، وأثبتم لمن آمن به أنه آمن بغير بينة ولا علم ولا دليل ، وأن رسالة موسى علقت عن التصحيح قرونا متطاولة حتى بعث الله عيسى عليه السلام .
فإن قالوا : نعم، هناك أدلة أخرى على رسالة موسى عليه السلام.
قلنا: كل دليل استدللتم به على نبوة موسى عليه السلام هو موجود في محمد (.
وبعد هذا فلا حجة لرجل لا يؤمن بالنبي ( ،ولكن صدق الله إذ يقول: ( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ( [الأعراف : 198]،يعني ينظرون إلى النبي ( ودلائل صدقه, ثم لا يبصرون كأنهم عميان(103).
فإذا ثبت أن النبي ( صادق ، فإنه أخبرنا أن هذا القرآن كلام الله عز وجل منزل من عنده سبحانه حقا ، فحصل بهذا المراد ، وهو إثبات أن القرآن من الله تعالى .

المطلب الأول :إعجاز القرآن :

إعجاز القرآن من الأدلة على صدقه ، وأنه من عند الله تعالى حقا ، وأوجه إعجاز القرآن كثيرة جدا منها :
1- إخبار القرآن بالغيب:
سواء الغيب الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، وهذا دليل على صدق النبي ( وإعجاز القرآن؛
وهذا الدليل مأخوذ من قوله تعالى :
( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( [آل عمران:44] .
( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ( [هود :49].
( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( [يوسف:102] .
( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ()وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ()وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( [القصص:44-46] .
أي أنك يا محمد لم تكن موجودا في ذلك المكان حتى تستطيع أن تعرف هذه القصة –قصة موسى-ولكن الله تعالى هو الذي أوحى إليك بها ، فلعل الناس إذا عرفوا ذلك تذكروا وآمنوا بك ، قال ابن كثير -رحمه الله- : (يقول تعالى منبها على برهان نبوة محمد ( حيث أخبر بالغيوب الماضية خبرا كأن سامعه شاهد وراء لما تقدم وهو رجل أمي لا يقرأ شيئا من الكتب نشأ بين قوم لا يعرفون شيئا من ذلك كما أنه لما أخبره عن مريم وما كان من أمرها قال تعالى: "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون" الآية أي وما كنت حاضرا لذلك ولكن الله أوحاه إليك وهكذا لما أخبره عن نوح وقومه وما كان من إنجاء الله له وإغراق قومه ثم قال تعالى: "تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين" الآية وقال في آخر السورة "ذلك من أنباء القرى نقصه عليك" وقال بعد ذكر قصة يوسف "ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون" الآية وقال في سورة طه "كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق" الآية وقال ههنا بعدما أخبر عن قصة موسى من أولها إلى آخرها وكيف كان ابتداء إيحاء الله إليه وتكليمه له "وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر" يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطئ الوادي "وما كنت من الشاهدين" لذلك ولكن الله سبحانه وتعالى أوحى إليك ذلك ليكون حجة وبرهانا على قرون قد تطاول عهدها ونسوا حجج الله عليهم وما أوحاه إلى الأنبياء المتقدمين وقوله تعالى: "وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا" أي وما كنت مقيما في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا حين أخبرت عن نبيها شعيب وما قال لقومه وما ردوا عليه "ولكنا كنا مرسلين" أي ولكن نحن أوحينا إليك ذلك وأرسلناك إلى الناس رسولا)(104) .
وقال تعالى Sad وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ()بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ ( [العنكبوت:48-49].
فإذا كان النبي ( ليس موجودا في تلك الأمكنة ، ولا يستطيع أن يقرأ و لا يكتب ، دل هذا قطعا أن هذه الأخبار إنما هي من عند الله تعالى ، الذي لا تخفى عليه خافيه.

ومن إخباره بالغيب المستقبل؛ قوله تعالى Sad غُلِبَتِ الرُّومُ()فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ()فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ()بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ()وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( [الروم :2-6]،وقد تحققت غلبت الروم بعد سنوات قليلة .
فعن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( ألم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ( قَالَ : غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ فَارِسَ عَلَى الرُّومِ ؛ لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ أَهْلُ الْأَوْثَانِ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ ؛ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ( قَالَ : « أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ ». فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ فَقَالُوا : اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا ، فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا . فَجَعَلَ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ ، فَلَمْ يَظْهَرُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ (فَقَالَ: «أَلَا جَعَلْتَهُ إِلَى دُونَ الْعَشْرَ ». قَالَ : ثُمَّ ظَهَرَتْ الرُّومُ بَعْدُ . قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( ألم غُلِبَتْ الرُّومُ …إِلَى قَوْلِهِ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ( قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ)(105) .
وقوله تعالى Sad أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ( [القمر:43-46] ، هذه الآية نزلت تتحدث عن غزوة بدر، ووقت نزولها كان قبل الهجرة بسنوات ، وعائشة كانت صغيرة :
عن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ :لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ( بِمَكَّةَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ ( بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ( (106).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ (وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يوم بدر:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ». فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ . وَهُوَ فِي الدِّرْعِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: « سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ . » (107) .
قال ابن كثير Sad ( يولون الدبر ( أي سيتفرق شملهم ويغلبون، وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما نزلت ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ( قال عمر : أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله ( يثب في الدرع وهو يقول : (سيهزم الجمع ويولون الدبر( فعرفت تأويلها يومئذ.أهـ )(108).
ومن هذا إخباره عن بعض المشركين أنه من أهل النار وهو حي ، فيموت على الكفر؛ كأبي لهب وامرأته Sad تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ()مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ()سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ()وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ()فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ( [المسد:1-5].

2- الإعجاز العلمي:
من مثل قوله تعالى:
( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ()بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ( [الرحمن:19-20] .
( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ( [الفرقان :53].
فقد لاحظ علماء البحار عند التقاء فرعي نهر النيل عند دمياط وعند الرشيد بالبحر الأبيض، حيث تندفع مياه النهر العذبة بقوة شديدة إلى البحر المالحة ، ومع هذا كل منهما تحتفظ بمذاقها وأحيائها(109) .
وهذا الإعجاز في جميع المجالات ؛ الطبية ، والجغرافية ، والاجتماعية ، والفضائية ، وفي عالم الحيوان ، وعالم النبات ، وغيرها(110).

3- الإعجاز البياني(111) :
فقد حوى القرآن على القدح المعلى من البلاغة والبيان والفصاحة ، وشمل على جميع شروط الكلام البليغ في كل سُوَرِه وآياته وكلماته .
وقد أخذ من أكل أنواع البلاغة بأوفر نصيب ، فتجد فيه إيجاز القصر ، والتشبيه الرفيع، والتتميم.
هذا وقد احتوى النظم القرآني على الجزالة ، والتناسق ، والاهتمام بالإيقاع ، والانسجام في اللفظ والنغم؛وقد حصل للصحابة وهم أفصح الناس ، وأعلمهم باللغة وبيانها ، حصل لهم التأثير الكبير به ، فمن ذلك:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ ( قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ قَالَ : فَقُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ ، قَالَ : فَقَرَأَ Sad إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ( . قَالَ قُلْتُ : كَاهِنٌ . قَالَ Sad وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِن رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ... (إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، قَالَ: فَوَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ)(112).
وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ( ، قَالَ :سَمِعْتُ النَّبِيَّ ( يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُم الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لاَ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُم الْمُسَيْطِرُونَ ( قَالَ :كَادَ قَلْبِي أَن يَطِيرَ)(113) .
(وفي رواية وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ الْإِيمَان فِي قَلْبِي " وَلِلطَّبَرَانِيّ مِنْ رِوَايَةِ أُسَامَة بْن زَيْد عَنْ اَلزُّهْرِيِّ نَحْوُهُ وَزَادَ " فَأَخَذَنِي مِنْ قِرَاءَتِهِ الْكَرْب " وَلِسَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ هُشَيْمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ" فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حِينَ سَمِعْت الْقُرْآن)(114).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ Sadأَنَّ النَّبِيَّ ( قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ بِهَا فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِن الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ ،فَأَخَذَ رَجُلٌ مِن الْقَوْمِ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ ، فَرَفَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ وَقَالَ : يَكْفِينِي هَذَا . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا ، وهو أمية بن خلف)(115) .
وعن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي ( ، فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال : يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا . قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ؛ فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله . قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا. قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك إنك منكر له أو إنك كاره له . قال : ماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا برجز ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وأنه ليحطم ما تحته . قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . قال: فدعني حتى أفكر فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يؤثره عن غيره . فنـزلت: ( ذرني ومن خلقت وحيدا ((116)[المدثر:11] .
4- الإعجاز التشريعي(117):
فالقرآن معجز في تنظيمه لأحوال البشر في جانب العقائد والعبادات والأخلاق(118)، في تنظيمه لجميع مصالح الأفراد والمجتمعات والسياسات والدول ؛ فقد نظم الإسلام حياة الإنسان في نفسه ، ومع غيره ؛ فهناك آداب الزوجية ، وحقوق الوالدين والأبناء والأصدقاء والجيران، وولاة الأمر ، والمجتمع ، والمسلمين بعامة ، ونظم العلاقة بغير المسلمين ، فهناك الذمي والمعاهد والمحارب ، وهناك حال ضعف الدولة الإسلامية وحال قوتها ، وهناك حال الدعوة، وحال المجادلة ، وحال المجالدة ، وغير ذلك(119).

قال القرطبي رحمه الله Sadووجوه إعجاز القرآن الكريم عشرة :
- منها النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيرها ، لأن نظمه ليس من نظم الشعر في شيء ، وكذلك قال رب العزة الذي تولى نظمهSad وما علمناه الشعر وما ينبغي له (
وفي " صحيح مسلم " أن أنيسا أخا أبي ذر قال لأبي ذر :لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله . قلت :فما يقول الناس ؟ قال :يقولون : شاعركاهن ساحر -وكان أنيس أحد الشعراء -قال أنيس :لقد سمعت قول الكهنة ، فما هو بقولهم ، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر ، فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر ، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون . وكذلك أقر عتبة بن ربيعة أنه ليس بسحر ولا شعر ، لما قرأ عليه رسول الله (حم فصلت ، على مايأتي بيانه هنالك ،فإذا اعترف عتبة على موضعه من اللسان ، وموضعه من الفصاحة والبلاغة ، بأنه ما سمع مثل القرآن قط ، كان في هذا القول مقرا بإعجاز القرآن له ، ولضربائه من المتحققين بالفصاحة والقدرة على التكلم بجميع أجناس القول وأنواعه .
- ومنها الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب(120) .
- ومنها الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال ، وتأمل ذلك في سورة ق والقرآن المجيد إلى آخرها ، وقوله سبحانه : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ( [الزمر : 42] إلى آخر السورة ، وكذلك قوله سبحانه : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ( إلى آخر السورة .
فمن علم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق : علم أن مثل هذه الجزالة لا تصح في خطاب غيره، ولا يصح من أعظم ملوك الدنيا أن يقول : ( لمن الملك اليوم ( [غافر : 16] ولا أن يقول : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ([الرعد : 13] .
قال ابن الحصار :وهذه الثلاثة من النظم والأسلوب والجزالة لازمة كل سورة ، بل هي لازمة كل آية ، وبمجموع هذه الثلاثة يتميز مسموع كل آية وكل سورة عن سائر كلام البشر ، وبها وقع التحدي والتعجيز ،ومع هذا فكل سورة تنفرد بهذه الثلاثة أن ينضاف إليها أمر آخر من الوجوه العشرة ، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات قصار ، وهي أقصر سورة في القرآن وقد تضمنت الإخبار عن مغيبين ؛ أحدهما الإخبار عن الكوثر وعِظَمِهِ وسعته وكثرة أوانيه، وذلك يدل على أن المصدقين به أكثر من أتباع سائر الرسل ، والثاني الإخبار عن الوليد بن المغيرة ، وقد كان أول نزول الآية ذا مال وولد على ما يقتضيه قول الحق ( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ( [المدثر :11-14]ثم أهلك الله سبحانه ماله وولده وانقطع نسله ( إن شانئك هو الأبتر (.
- ومنها التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي ، حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه .
- ومنها الإخبار عن الأمور التي في أول الدنيا إلى وقت نزوله ، من أمي ما كان يتلو من قبله من كتاب ولا يخطه بيمينه ، فأخبر بما كان من قصص الأنبياء مع أممها والقرون الخالية في دهرها ، وذكر ما سأله أهل الكتاب عنه وتحدوه به من قصص أهل الكهف ، وشأن موسى والخضر عليهما السلام ، وحال ذي القرنين فجاءهم وهو أمي من أمة أمية ، ليس لها بذلك علم بما عرفوا من الكتب السالفة صحته فتحققوا صدقه ،قال القاضي ابن الطيب : ونحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه إلا عن تعلم ، وإذا كان معروفا أنه لم يكن ملابسا لأهل الآثار وحملة الأخبار ، ولا مترددا إلى المتعلم منهم ، ولا كان ممن يقرأ فيجوز أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه ؛ عُلم أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحي .
- ومنها الوفاء بالوعد المدرك بالحس في العيان ، في كل ما وعد الله سبحانه ، وينقسم إلى أخباره المطلقة ، كوعده بنصر رسوله عليه السلام ، وإخراج الذين أخرجوه من وطنه ، وإلى وعد مقيد بشرط كقوله : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ( [الطلاق : 3]( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ( [التغابن : 11]( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ( [الطلاق : 2]( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ( [الأنفال : 65]وشبه ذلك.
- ومنها الإخبار عن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي ، فمن ذلك ما وعد الله نبيه عليه السلام أنه سيظهر دينه على الأديان بقوله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ( الآية [الصف : 9] ففعل ذلك وكان أبو بكر رضي - الله عنه - إذا أغزى جيوشه عرفهم ما وعدهم الله في إظهار دينه ؛ ليثقوا بالنصر وليستيقنوا بالنجح ، وكان عمر – رضي الله عنه - يفعل ذلك ، فلم يزل الفتح يتوالى شرقا وغربا برا وبحرا قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ([النور : 55] وقال : ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ( [الفتح : 27]وقال : ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ( [الأنفال : 7] وقال : ( ألم ،غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ( [الروم:1-3] فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين ، أو من أوقفه عليها رب العالمين ، فدل على أن الله تعالى قد أوقف عليها رسوله ، لتكون دلالة على صدقه.
- ومنها ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام في الحلال والحرام ، وفي سائر الأحكام .
- ومنها الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي .
- ومنها التناسب في جميع ما تضمنه اختلاف ، قال الله تعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ( [النساء : 82] قلت فهذه عشرة أوجه ذكرها علماؤنا رحمة الله عليهم)(121).
(وقد سرد هبةُ الدين الحسيني الشهرستاني المزايا الإجمالية للقرآن وهي :
- فصاحةُ ألفاظه الجامعة لكل شرائعها .
- بلاغته بالمعنى المشهور ؛ أي موافقة الكلام لمقتضى الحال ومناسبات المقام ، أو بلاغته المعنوية .
- توفر المحاسن الطبيعية فوق المحاسن البديعية .
- إيجاز بالغ مع الإعجاز بدون أن يخل بالمقصود .
- إطناب غير ممل في مكرراته .
- سمو المعاني وعلو المرمى في قصد الكمال الأسمى .
- طلاوة أساليبه الفطرية ، ومقاطعه المبهجة ، وأوزانه المتنوعة .
- فواصله الحسنى وأسماعه الفطرية .
- أسرار علمية لم تهتد العقول إليها بعد عصر القرآن إلا بمعونة الأدوات الدقيقة ، والآلات الرقيقة المستحدثة .
- غوامض أحوال المجتمع ، وآداب أخلاقية تهذب الأفراد وتصلح شؤون العائلات .
- قوانين حكيمة في فقه تشريعي ، فوق ما في التوراة ، والإنجيل ، وكتب الشرائع الأخرى .
- سلامته عن التعارض ، والتناقض ، والاختلاف .
- خلوصه من تنافر الحروف ، وتنافي المقاصد .
- ظهوره على لسان أُمي لم يعرف الدراسة ، ولا ألف محاضرة العلماء ، ولا جاب الممالك سائحا مستكملا .
- طراوته في كل زمان ، كونه غضاً طرياً كلما تُلي وأينما تُلي .
- اشتماله على السهل الممتنع ، الذي يعد ملاك الإعجاز ،والتفوق النهائي .
-قوة عبارته لتحمل الوجوه ، وتشابه المعاني .
-قصصه الحلوة ، وكشوفه التاريخية من حوادث القرون الخالية .
- أمثاله الحسنى التي تجعل المعقول محسوسا ، وتجعل الغائب عن الذهن حاضرا لديه .
- معارفه الإلهية كأحسن كتاب في علم اللاهوت ، وكشف أسرار عالم الملكوت ، وأوسع سفر من مراحل المبدأ والمعاد .
- خطاباته البديعية ، وطرق إقناعه الفذة .
- تعاليمه العسكرية ، ومناهجه في سبيل الصلح ، وفنون الحرب .
- سلامته من الخرافات والأباطيل ، التي من شأنها إجهاز العلم عليها كلما تكاملت أصوله وفروعه .
- قوة الحجة ، وتفوق المنطق .
- اشتماله على الرموز في فواتح السور ، ودهشة الفكر حولها وحول غيرها .
- جذباته الروحية الخلابة للألباب ، السحرة للعقول ، الفتانة للنفوس .
هذا وإن وجوه إعجاز القرآن كثيرة ، وقد أُلفت فيها كتب كثيرة ، ويمكن أن يضاف إلى ما ذكره الشهرستاني ما يلي :
- ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة ، مما يؤكد عجز البشر عن الإتيان بمثله.
- اتساق القرآن في أغراضه ومعانيه على طول المدة التي استغرقها في تجميعه ، فخواتيمه بعد ربع قرن جاءت مطابقة متساوقة لفواتحه يصدق بعضها بعضا، ويكلمه كأنه نَفَس واحد.
- سهولة حفظه كما قال تعالى Sad ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ( . فهو ميسر على جميع الألسنة ، ومحفوظ في الصدور.
- حسن التخلص من قصة إلى أخرى ، والخروج من باب إلى غيره.
- إطنابه في خطاب اليهود ، وإيجازه في خطاب العرب ، للتفاوت بينهما فَهْمًا وبلاغة .
- وجود كلمات في جمل لا يسد مسدها غيرها ، مثل قوله تعالى : ( وأهش بها على غنمي ( [طه:18] فليس بمقدور أحد أن يأتي بكلمة تسد مسدها .
- نزاهته في التعبير ، كقوله : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ( [البقرة:187]، وقوله: ( نساؤكم حرث لكم ( [البقرة:223] وقوله : ( أفضى بعضكم إلى بعض ( [النساء:21] وقوله Sad أو جاء أحد منكم من الغائط ( [النساء : 43].
- خلوص ألفاظ الهجاء فيه من الفحش ،كقوله تعالى Sad أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ( [النور:50].
- ما تضمنه من الأخبار عن الضمائر ، كقوله تعالى Sad وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول... ( [المجادلة :8]، وقوله تعالى Sad يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا... ( [آل عمران:154] وقوله تعالى Sad ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم ( [النساء:46]، وقوله Sad وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ( [الأنفال :7].
- جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة ، وهما كالمتضادين لا يجتمعان في كلام البشر غالبا .
- اقتران معانيه المتغايرة في السور المختلفة ، فيخرج في السورة من وعد إلى وعيد ،ومن ترغيب إلي ترهيب ، ومن ماض إلي مستقبل، ومن قَصَصٍ إلي مَثَلٍ ، ومن حكمة إلى جدل ، فلا يتنافر ، وهي في غيره من الكلام متنافر .
- لا يخرج عن أسلوبه ،ولا يزول عن اعتداله باختلاف آياته في الطول والقصر .
- آي وردت بتعجيز قوم في قضايا ، وإعلامهم أنهم لا يفعلونها ،فما فعلوها ولا قدروا ، فالإخبار بالعجز عن الإتيان بمثل القرآن معجزة للقرآن .
- قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه ، بل الانكباب علي تلاوته يزيده حلاوة ، وترديده يوجب له محبة ، وغيره من الكلام يُعادى إذا أعيد ، ويمل على الترديد .
- كونه آية باقية لا يعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله بحفظه .
- الإعجاز في ترتيب الآيات والسور)(122) .
وذكر السيوطي في كتاب معترك الأقران خمسة وثلاثين وجها من وجوه إعجاز القرآن، وهكذا لو تُتبعت لزادت عن المائة وجه .
وكل عالم يزيد وجها لم يذكره غيره وهذا مصداقا لقول عليٍّ ( « لاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ » (123).
بل إن السيوطي - رحمه الله تعالى - فصل في كتاب الخصائص في وجوه إعجاز القرآن بعملية حسابية ، فبلغت تلك الوجوه عشرات الألوف ، فإليك ما قال :
قال السيوطي -رحمه الله- Sadوقد اختلف الناس في الوجه الذي وقع به إعجاز القرآن على أقوال بينتها مبسوطة في كتاب الإتقان والملخص انه وقع بعدة وجوه :
1-منها حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته ووجوه إعجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام وأرباب هذا الشأن.
2-ومنها صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومنهاج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت إليه فواصل كلماته ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له.
3-ومنها ما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات وما لم يكن فوجد كما ورد .
4-ومنها ما أنبأ به من أخبار القرون الماضية والشرائع السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك فيورده على وجهه ويأتي به على نصه وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
5-ومنها ما تضمنه من الأخبار عن الضمائر كقوله تعالى إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وقوله تعالى ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول.





أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : الأدلة على صدق الرسول // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: manel

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : manel


التوقيع



الأدلة على صدق الرسول  Emptyالجمعة 25 يناير - 21:48
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17945
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
رابطة موقعك : ورقلة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الأدلة على صدق الرسول



الأدلة على صدق الرسول

6-ومنها آي وردت بتعجيز قوم في قضايا وإعلامهم أنهم لا يفعلونها فما فعلوا ولا قدروا كقوله في اليهود ولن يتمنوه أبدا.
7-ومنها ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة.
8-ومنها الروعة التي تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم والهيبة التي تعتريهم عند سماع تلاوته كما وقع لجبير بن مطعم انه سمع النبي يقرأ في المغرب بالطور قال فلما بلغ هذه الآية ام خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون إلى قوله المصيطرون كاد قلبي يطير قال وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي .
9-ومنها أن قارئه لا يمله وسامعه لا يمجه بل الإكباب على تلاوته يزيد حلاوة وترديده يوجب له محبة وغيره من الكلام يعادي إذا أعيد ويمل مع الترديد ولهدا وصف القرآن بأنه لايخلق على كثرة الرد
10-ومنها كونه آية باقية لا يعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله بحفظه.
11-ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة.
12-ومنها جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين لا يجتمعان في كلام البشر غالبا.
13-ومنها جعله آخر الكتب غنيا من غيره وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد تحتاج إلى بيان يرجع فيه اليه كما قال تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)(124)
ثم بين السيوطي أن وجوه الإعجاز تصل إلى عشرات الألوف فقال:
(قال القاضي عياض : إذا عرفت ما ذكر من وجوه إعجاز القرآن ، عرفت أنه لا يحصى عدد معجزاته بألف ولا ألفين ولا أكثر ؛ لأنه قد تحدى بسورة منه فعجزوا عنها ، قال أهل العلم : وأقصر السور ( إنا أعطيناك الكوثر ( فكل آية أو آيات منه بعددها وقدرها معجزة ، ثم فيها نفسها معجزات على ما سبق . قلتُ(125) :و إذا عَدَدْتَ كلمات سورة الكوثر وجدتها بضع عشرة كلمة ، وقد عد قوم كلمات القرآن سبعا وسبعين ألف كلمة وتسعمائة وأربعا وثلاثين، فالقدر المعجز منه يكون في العدد نحو سبعة آلاف تقريبا ، تضرب في ثمانية أوجه ؛ الأولان(126) والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر(127) تبلغ ستة وخمسين ألف معجزة ، ثم ينضم إلى ذلك في بعضه من الوجه الثالث والرابع والخامس والسادس(128) جملة وافرة ، فتصل معجزات القرآن بذلك إلى ستين ألف معجزة أو أكثر)(129) .
ولعل هذا أن يكون وجها جديدا من وجوه الإعجاز ، وهو كثرة وجوه إعجازه، فكلام غير الله مهما حصل فيه من البلاغة والحكمة والتوفيق ، إلا أنه لا يمكن أن يشمل كل وجوه الإعجاز السابقة، والله أعلم .

المطلب الثاني :التحدي أن يؤتى بمثله:

من علامات صدق القرآن وصحته ، هو أنه تحدى الخلق من أنس وجن أن يأتوا بأحسن منه فلم يطيقوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو معارضته ، ثم لم يزل يتنـزل معهم بالتحدى ، فلما عجزوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله ، فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بحديث من مثله فعجزوا:
قال سبحانهSad قُل فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( [القصص:49].
وقال تعالىSad قُل لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)[الإسراء:88].
ثم قال سبحانهSad أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[هود:13].
ثم قال جل جلالهSad وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( [البقرة:23].
وقال تبارك اسمهSad أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( [يونس:38].
ثم قال سبحانه Sad فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ( [الطور:34].
قال ابن كثير -رحمه الله- : (ثم شرع تعالى في تقرير النبوة بعد أن قرر أنه لا إله إلا هو ، فقال مخاطبا للكافرين : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ( [البقرة : 23] يعني محمدا ( فأتوا بسورة من مثل ما جاء به : ، إن زعمتم أنه من عند غير الله فعارضوه بمثل ما جاء به، واستعينوا على ذلك بمن شئتم من دون الله ، فإنكم لا تستطيعون ذلك ، وقد تحداهم الله تعالى بهذا في غير موضع من القرآن ، فقال في سورة القصص : ( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ( [القصص : 49] وقال في سورة سبحان ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( [الإسراء : 88] وقال في سورة هود : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ( [هود : 13] وقال في سورة يونس : ( وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ( [يونس : 37 ، 38] وكل هذه الآيات مكية.
ثم تحداهم بذلك أيضا في المدينة فقال في هذه الآية : ( وإن كنتم في ريب ( أي شك ( مما نزلنا على عبدنا ( يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ( فأتوا بسورة من مثله ( يعني من مثل القرآن ،فتحداهم كلهم متفرقين ومجتمعين سواء في ذلك أميهم وكتابيهم ، وقد تحداهم بهذا في مكة والمدينة مرات عديدة مع شدة عداوتهم له وبغضهم لدينه ومع هذا أعجزوا عن ذلك)(130).
قال الإمام ابن جرير رحمه الله : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} : وهذا من الله عز وجل احتجاج لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي قومه من العرب ومنافقيهم وكفار أهل الكتاب وضلالهم الذين افتتح بقصصهم قوله جل ثناؤه: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} وإياهم يخاطب بهذه الآيات, وضرباءهم يعني بها, قال الله جل ثناؤه: وإن كنتم أيها المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين في شك - وهو الريب - مما نزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي, وأني الذي أنزلته إليه, فلم تؤمنوا به ولم تصدقوه فيما يقول, فأتوا بحجة تدفع حجته; لأنكم تعلمون أن حجة كل ذي نبوة على صدقه في دعواه النبوة أن يأتي ببرهان يعجز عن أن يأتي بمثله جميع الخلق, ومن حجة محمد صلى الله عليه وسلم على صدقه وبرهانه على نبوته, وأن ما جاء به من عندي, عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم عن أن تأتوا بسورة من مثله. وإذا عجزتم عن ذلك, وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة والدراية, فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز. كما كان برهان من سلف من رسلي وأنبيائي على صدقه وحجته على نبوته من الآيات ما يعجز عن الإتيان بمثله جميع خلقي. فيتقرر حينئذ عندكم أن محمدا لم يتقوله ولم يختلقه, لأن ذلك لو كان منه اختلافا وتقولا لم يعجزوا وجميع خلقه عن الإتيان بمثله, لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعد أن يكون بشرا مثلكم, وفي مثل حالكم في الجسم وبسطة الخلق وذرابة اللسان, فيمكن أن يظن به اقتدار على ما عجزتم عنه, أو يتوهم منكم عجز عما اقتدر عليه)(131) .
فلما عجزوا عن معارضته مع توفر الدواعي لذلك ، علمنا أنه ليس بمقدور إنسان أن يأتي بمثله، فهو إذن من خالق البشر الذي هو على كل شيء قدير.

المطلب الثالث:شهادة المنصفين من أهل الكتاب والكفار وأعدائه له بالصحة والصدق:

وهذا من باب أن أقوى الشهادات على صحة الشيء شهادة الخصوم ؛ فأهل الكتاب والكفار مع شدة عداوتهم للقرآن ، إلا أن منهم من اعترف به ، وأقر بصدقه وصحته، وهذا الدليل مأخوذ من قوله تعالى:
( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( [الأنعام:114].
وقوله جل جلالهSad الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( [القصص:52-53].
وقوله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ( [الإسراء:106-108].
وقوله سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( [الأحقاف:10] .
وقوله تعالى (...وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( [المائدة:82-85].
أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (132)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .
قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (133) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(134).
(وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(135) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده .
فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ( أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
وأخرج أبو نعيم(136) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(137) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(138) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله ( :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها
ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(139).
وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :
-يقول إبراهيم خليل(140)Sad يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنهSadويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(141) .
وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(142).
وقال بلاشير(143): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنـون )(144).
وقالت بوتر(145) Sadعندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(146).
وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(147).
قال بوكاي(148): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعـهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتـاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينـها وبين أكثر معطيات العلم رسوخـاً في عصـرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(149) .
وقال حتي(150) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(151).
وقال أرنولد(152) Sad.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(153).
ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(154)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.
إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .
قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(155).

المطلب الخامس: عدم التناقض:

وقد أشار الله تعالى إلى هذا الدليل في قوله سبحانه:
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ( [النساء:82].
قال ابن جرير الطبري -رحمه الله- Sad القول في تأويل قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ؛ يعني جل ثناؤه بقوله: {أفلا يتدبرون القرآن} أفلا يتدبر المبيتون غير الذي تقول لهم يا محمد كتاب الله ؛ فيعلموا حجة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك، وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم، لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضا بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق ؛ فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض)(156).
وفي طيات هذه الآية تحدي ، كأنه يقول : تدبر القرآن، وستجده خاليا من التناقضات، ولن تستطيع أن تجد تناقضا واحدا، مما يدلك ، أنه من عند الله ؛ إذ لو كان من البشر ، لكان فيه اختلاف كثير ، وتناقض واضح.
فكتاب ينزل على مدار ثلاث وعشرين سنة منجما مفرقا ، على النبي ( لا تجد فيه أي تناقض ، إن هذا لشيء عجاب، قال ابن كثير -رحمه الله- Sad يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن وناهيا لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة ومخبرا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد فهو حق من حق ولهذا قال تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ثم قال "ولو كان من عند غير الله" أي لو كان مفتعلا مختلفا كما يقوله من يقوله من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم لوجدوا فيه اختلافا أي اضطرابا وتضادا كثيرا أي وهذا سالم من الاختلاف فهو من عند الله )(157).
وقال القرطبي -رحمه الله- Sad ليس من متكلم يتكلم كلاما كثيرا إلا وجد في كلامه اختلاف كثير ؛ إما في الوصف واللفظ ؛ وإما في جودة المعنى، وإما في التناقض، وإما في الكذب، فأنزل الله عز وجل القرآن وأمرهم بتدبره ؛ لأنهم لا يجدون فيه اختلافا في وصف ولا ردا له في معنى ولا تناقضا ولا كذبا فيما يخبرون به من الغيوب وما يسرون)(158).
وبهذا استدل جفري لانغ(159) على صدق القرآن(160) وأدى إلى إسلامه ؛ فالقرآن لا يتناقض مع نفسه، ولا يتناقض مع السنة، ولا يتناقض مع العلم الحديث ، بل على العكس فدائما يأتي العلم التجريبي الحديث بالتدليل على صدق القرآن وما فيه ، ولا يخالف الوقائع التاريخية ، بل هو منسجم تمام الانسجام معها كلها، مما يدلك أنه ليس من بشر ، بل هو من خالق البشر وخالق الكون ومدبر العالم(161) .



(87)الجامع لأحكام القرآن (13/93).
(88) أخرجه البخاري (كتاب البيوع ، باب كراهية السخب في الأسواق ، رقم :2018).
(89) يعني كعب الأحبار الذي كان يهوديا من علماء اليهود ثم أسلم.
(90) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (رقم:6585).
(91) يعني بضاعة ، اسم مصدر من جلب (انظر لسان العرب: 1/268).
(92) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (رقم :22981) وإسناده صحيح( صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، المجلد السابع، رقم : 3269 ) .
(93) تعداد المسلمين جاوز المليار، ولكن هذا العالم يتحدث عن علمه ووقته حيث إنه ولد سنة 1795م .
(94) كاتب إنجليزي معروف ، ولد سنة 1795، وتوفي 1881، من آثاره (الأبطال) ، وقد عقد فيه فصلا رائعا عن النبي (، انظر :"قالوا عن الإسلام" ص:123.
(95) "قالوا عن الإسلام" (ص:123).
(96) انظر : القرآن والمستشرقون،د.التهامي نقرة (ص:25).
(97) الصراع من أجل الإيمان ، انطباعات أمريكي اعتنق الإيمان ، د. جفري لانغ (ص:121)،ترجمة د.منذر العبسي، دار الفكر ، دمشق،الطبعة الأولي،1998. وقد ألف كتاب أخر بعنوان : "حتى الملائكة تسأل ، رحلة إلي الإسلام في أمريكا" . ترجمة د. منذر العبسي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت الطبعة الأولي ، 2001 .
(98) طبعته مكتبة وهبة ، القاهرة، الطبعة الأولى 2002.
(99) استنباط خيلته : الخيلة في اللغة هي الكبر ، و لكن اشتقاقات فعل : خال يخيل تظهر معاني الخفاء و الاستشكال و التلون ، فهنا قد تعني كلمة ( استنباط خيلته) : فهم و إظهار ما يراد إخفاؤه .
(100) كشف رغوته عن صريحه : الرغوة هي ما يكون فوق اللبن عند صبه في الإناء [ أي الفقاقيع ]، و الصريح هو اللبن الخالص ، و هذا التعبير يعني إجمالاً : كشف الزيف عن الحقيقة .
(101) أخرجه الترمذي (كتاب تفسير القرآن ، باب من سورة المائدة ، رقم :3046) وحسنه الألباني (صحيح الترمذي رقم:2440).
(102) ولم نقل عيسى عليه السلام ؛ لأنهم يرونه إلها لا رسولا .
(103) وهذا أحد معان الآية ، فبعض رأى أن المقصود بالآية هم الأصنام ، فهي كأنها تنظر ولكنها لا تبصر ، وبعضهم قال : إن المقصود بالآية هم المشركون – كما روى عن مجاهد وغيره – أي وإن كانوا ينظرون إليك يا محمد ( ولكنهم لا ينتفعون بالنظر والرؤية . انظر : "محاسن التأويل" ، للقاسمي (3/683) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، مؤسسة التاريخ العربي ، بيروت ، الطبعة الأولي ، 1994 .
(104) تفسير ابن كثير (3/391).
(105) أخرجه الترمذي (كتاب تفسير القرآن،باب من سورة الروم ،رقم :3193) ، وإسناده صحيح. انظر : صحيح سنن الترمذي للألباني رقم : 2551.
(106) أخرجه البخاريSadكتاب تفسير القرآن ،باب قوله : (سيهزم الجمع ويولون الدبر)، رقم :4595.
(107) أخرجه البخاريSadكتاب الجهاد والسير ،باب ما قيل في درع النبي ،رقم :2758).
(108) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/266) .
(109) انظر :الإعجاز العلمي في القرآن لسيد الجميلي (ص:27)، والقرآن الكريم ،من منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو) (ص:30)،الطبعة الأولي،1997، فقد أشار القرآن إلى كروية الأرض ودورانها ، والجنين ومراحل تطوره ، وغير ذلك من أنواع الإعجاز العلمي .
(110) انظر : الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لسيد الجميلي ، دار الهلال،بيروت .
- والإعجاز العلمي في القرآن الكريم لحمادة الدبلاني ،دار الوفاء ،والمنصورة ،الطبعة الأولي،2000.
- والإبداعات الطبية لرسول الإنسانية لمختار سالم ، مؤسسة المعارف في بيروت ، الطبعة الأولي،1995. =
=
- والجراد في القرآن الكريم والعلم الحديث ، د. كارم السيد غنيم ، ود. عبد العظيم محمد الجمال ، دار الصحوة ، القاهرة، الطبعة الأولي ، 1988م .
- وإعجاز النبات في القرآن الكريم ، د. نظمي خليل أبو العطا ، مكتبة النور ، مصر الجديدة .
- والاكتشاف العلمية الحديثة ودلالتها في القرآن الكريم ، د. سليمان عمر قوش ، دار الحرمين ، الدوحة ، الطبعة الأولي ، 1987م .
- والقرآن والسنة والعلوم الحديثة ، محمد أحمد مدني ، وليس فيه ذكر المكتبة ولا تاريخ الطبع .
(111) انظر :دلائل الإعجاز لعبدالقاهر الجرجاني ، تحقيق محمود شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة،ط3،1992،و إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمصطفى صادق الرافعي ، طباعة دار الكتاب العربي في بيروت ،1990.
(112) أخرجه أحمد في المسند (مسند العشرة المبشرين بالجنة ،رقم:108) ورجاله ثقات ، إلا أنه منقطع فشريح لم يدرك عمر ،انظر (المسند تحقيق أحمد شاكر (1/201).
(113) أخرجه البخاري (كتاب تفسير القرآن ،باب سورة الطور ، رقم :4573)
(114) انظر فتح الباري(2/290).
(115) متفق عليهSad البخاري:كتاب الجمعة باب سجدة النجم ، رقم:1020، ومسلم :كتاب المساجد وموضع الصلاة،باب سجود التلاوة ،رقم :576).
(116) أخرجه الحاكم (2/550)وقال الذهبي :صحيح ، طبعة دار الباز تحقيق مصطفى عطا .
(117) انظر كتاب " القرآن وإعجازه التشريعي " لمحمد إبراهيم إسماعيل ، دار الفكر العربي ، القاهرة .
(118) انظر دستور الإخلاق في القرآن ، لدراز ، تحقيق عبدالصبور شاهين ،بيروت ،مطبعة الرسالة ،الطبعة الأولي0،1998.
(119) انظر كتاب مباحث في إعجاز القرآن ،لمصطفى مسلم ، في الفصل الثالث :الإعجاز التشريعي، ص:231-258، وكتاب (القرآن الكريم )ص:31، من أساليب الغزو الفكر ، لغنايم (ص:543).
(120) يعني أنه ليس بشعر ولا نثر ولا سجع.
(121) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/52-54)، بيروت ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولي،1988.
(122) انظر كتاب الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره ، للدكتور محمد أحمد يوسف قاسم ، دار المطبوعات الدولية ، الطبعة الأولي،1979.
(123) أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن ،باب ما جاء في فضل القرآن ، رقم :2906) مرفوعا ، قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي:هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وَفِي الْحَارِثِ مَقَالٌ.أهـ وأخرجه الدارمي من نفس الطريق (كتاب فضائل القرآن،باب فضل من قرأ القرآن،رقم:3331) ، وأخرجه الإمام أحمد (رقم:706) عن علي مرفوعا ولفظه Sadأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ قَالَ فَقَالَ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ يَقْصِمُ اللَّهُ كُلَّ جَبَّارٍ مَنْ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا وَمَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ مَرَّتَيْنِ قَوْلٌ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِالْهَزْلِ لَا تَخْتَلِقُهُ الْأَلْسُنُ وَلَا تَفْنَى أَعَاجِيبُهُ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ) والراوي عن علي هو الحارث أيضا كما هو الحال في إسناده الترمذي والدارمي،
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الدارمي في نفس الباب الماضي ،رقم:3315، ولفظه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَنَجَاةٌ لِمَنْ اتَّبَعَهُ لَا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ وَلَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ الم وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وَلَامٍ وَمِيمٍ)، وهو ضعيف فيه إبراهيم الهجري وهو لين الحديث يرفع الموقوفات كما قال ابن حجر في التقريب(ص:116).
(124) الخصائص الكبرى (1/195-196).
(125) القائل السيوطي.
(126) وهما: 1-حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته ووجوه إعجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام وأرباب هذا الشأن.
2-صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومنهاج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت إليه فواصل كلماته ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له.

(127) وهي : 7-ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة.
8- الروعة التي تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم والهيبة التي تعتريهم عند سماع تلاوته.
9-أن قارئه لا يمله وسامعه لا يمجه بل الإكباب على تلاوته يزيد حلاوة وترديده يوجب له محبة وغيره من الكلام يعادي إذا أعيد ويمل مع الترديد ولهدا وصف القرآن بأنه لايخلق على كثرة الرد.
10-كونه آية باقية لا يعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله بحفظه.
11-جمعه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة.
12-جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين لا يجتمعان في كلام البشر غالبا.
(128) وهي :3-ما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات وما لم يكن فوجد كما ورد .
4-ما أنبأ به من أخبار القرون الماضية والشرائع السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك فيورده على وجهه ويأتي به على نصه وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
5-ما تضمنه من الأخبار عن الضمائر.
6-آيات وردت بتعجيز قوم في قضايا وإعلامهم أنهم لا يفعلونها فما فعلوا ولا قدروا.
(129) الخصائص الكبرى للسيوطي (1/197).
(130) تفسير القرآن العظيم (1/59-60) بتصرف.
(131) تفسير الطبري (1/165) .
(1) راث : أبطأ . مختار الصحاح ( 1/111) .
(2) مدرة : جمعه مرد وهو قطع الطين اليابس . لسان العرب ( 5/162 ) .
(134) أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة ،باب من فضائل أبي ذر، رقم :2473.
(4)أخرجه ابن اسحاق كما في مختصر السيرة لابن هشام(2/105) تحقيق طه عبدالرؤوف سعد ، دار الجيل ، بيروت، الطبعة الأولى، 1411، ، والبيهقي في شعب الإيمان (1/157)، تحقيق محمد السعيد زغلول ، دار الكتب العلمية ، بيروت،الطبعة الأولى، 1410، والسند ضعيف فيه محمد بن أبي محمد وهو مجهول (التقريب ص:505).
(136)لم أجده في الحلية لأبي نعيم بعد البحث في مظانه ولكن أخرجه مسندا ابن جرير الطبري في تفسير (29/156)،وعطية العوفي ضعيف (تهذيب تهذيب لابن حجر (7/201) دار الفكر، بيروت،الطبعة الأولى،1984.
(137)أخرجه ابن اسحاق كما في مختصر سيرته لابن هشام معلقا (2/137) عن ابن عباس من غير إسناد .
(138)أخرجه الأصبهاني في دلائل النبوة (ص:221)تحقيق محمد محمد الحداد ، دار طيبة ، الرياض، الطبعة الأولى،1409، ويحيى ابن معين في تاريخه(3/54)،تحقيق د.أحمد محمد نور سيف، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي،مكة المكرمة، الطبعة الأولى ،1979، وفي إسناده يحيى بن عبدالله الأجلح الكوفي لين الحديث(ص:592) والذيال بن حرملة لم يوثقه إلا ابن حبان (الثقات لابن حبان (4/222)تحقيق السيد شرف الدين أحمد، دار الفكر ، الطبعة الأولى 1975.
(139) الخصائص الكبرى للسيوطي (1/189-193) باختصار.
(140) قس مبشر من مواليد الإسكندرية عام 1919، يحمل شهادات عالية في علم اللاهوت من كلية اللاهوت المصرية ، ومن جامعة برنستون الأمريكية ، عمل أستاذا بكلية اللاهوت في أسيوط ، كما أرسل عام 1954 إلى أسوان سكرتيرا عاما للإرسالية الألمانية السويسرية ، وكانت مهمته الحقيقية التنصير والعمل ضد الإسلام ، لكن تعمقه في دراسة الإسلام قاده إلى الإيمان بهذا الدين وأشهر إسلامه عام 1959، ومن مؤلفاته :محمد في التوراة والإنجيل والقرآن-المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي –تاريخ بني إسرائيل. (انظر قالوا عن الإسلام للدكتور عماد الدين خليل (ص:49).
(141) محمد في التوراة والإنجيل والقرآن (ص:47-48).
(142) محمد في التوراة والإنجيل والقرآن (ص: 48).
(143) تقدمت ترجمته ص 10.
(144) قالوا عن الإسلام(ص52)
(145) ديبورا بوتر : ولدت عام 1954 بمدينة ترافيرز في ولاية ميتشغان الأمريكية ، وتخرجت من فرع الصحافة بجامعة ميتشغان ، اعتنقت الإسلام عام 1980 ، بعد زواجها من أحد الدعاة الإسلاميين العاملين في أمريكا بعد اقتناع عميق بأنه ليس ثمة دين غير الإسلام يمكن أن يستجيب لمطالب الإنسان : ( قالوا عن الإسلام : ص 55 ).
(146) قالوا عن الإسلام(ص55)
(147) قالوا عن الإسلام(ص55)
(148) د. موريس بوكاي : الطبيب والعالم الفرنسي ، ألف كتابه المشهور " القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم" وهو من أكثر المؤلفات التي عالجت هذا الموضوع ( تعارض الكتب المقدسة مع العلم الحديث ) أصالة واستيعاباً وعمقاً ، ويبدوا أن هذا الكتاب القيم منحه قناعات مطلقة بصدق الكتاب ، وبالتالي صدق الذي جاءته . (انظر:"قالوا عن الإسلام " : ص 56)
(149) " القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم " : ص 13 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1978
(150) حتى : د . فيليب حتى ، ولد عام 1886م، لبناني الأصل ، أمريكي الجنسية ، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت وقال الدكتوراة من جامعة كولومبيا (1915م) وتنقل في عدة مناصب كبيرة . من مؤلفاته : أصول الدولة الإسلامي ، تاريخ العرب وغيرها . (انظر : "قالوا عن الإسلام" ص 58)
(151) قالوا عن الإسلام (ص58)
(152) توماس آرنولد [1864-1930] : مستشرق إنجليزي التحق بكلية المجدلية في جامعة كمبردج عام 1882م حيث اجتذبته الدراسات الشرقية ، وبعد أن أنجز بنجاح دراسته أمضي السنة الرابعة عاكفاً على دراسة الإسلام ، واختير لتدريس الفلسفة في كلية عليكرة الإسلامية في الهند ، فقضي فيها عشر سنوات ، كان لها تأثير بالغ في نظره تجاه الإسلام ، وكان يدعو إلي التوفيق بين الثقافة الإسلامية والفكر الأوربي ، وتولي عدة مناصب ، وقبل وفاته بعام دعته الجامعة المصرية ( جامعة القاهرة الآن) أستاذاً زائراً . وبعد أن أمضي النصف الثاني من العالم الدراسي 1929-1930 في التدريس بقسم التاريخ عاد إلي لندن وتوفي فيها في 30 يونيو 1930 ، من مؤلفاته " الدعوة الإسلامية" و "ةالخلافة" وغيرها . ( انظر : موسوعة المستشرقين ، لبدوي ص 9 ) باختصار ، الأعلام للزركلى (2/94) .
(153) قالوا عن الإسلام (ص50)
(154) من منشورات مكتبة العبيكان ، الرياض ، ط3، 2001.
(155) انظر كتاب : قصة أبو زيد وانحسار العلمانية في جامعة القاهرة، د. عبدالصبور شاهين، ص:29، دار الاعتصام ،القاهرة، وقد نقل كلامه هذا من مقال لـ(أبو زيد) في مجلة الهلال.
(156) جامع البيان عن تأويل آي القرآن (8/567)، تحقيق محمود وأحمد ابنا محمد شاكر ،دار المعارف، القاهرة ، الطبعة الثانية
(157) تفسير القرآن العظيم (1/529)
(158) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5/187).
(159) تقدمت ترجمته ص 101 .
(160) انظر كتابه الصراع من أجل الإيمان ، ص:66.
(161) وسيأتي الرد على من ادعى تناقض القرآن في مبحث مستقل.




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : الأدلة على صدق الرسول // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: manel

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : manel


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



الكلمات الدليلية (Tags)
الأدلة على صدق الرسول , الأدلة على صدق الرسول , الأدلة على صدق الرسول ,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





الأدلة على صدق الرسول  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب