منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

معاني القرآن الجزء الثاني

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. المنتديات الإسلامية ..°ღ°╣●╠°ღ° :: القسم القرآن الكريم

شاطر
معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:00
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

معاني القرآن الجزء الثاني

تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة





الكتاب : معاني القرآن
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[
ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]


68 - وقوله جل وعز فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون قال أبو عبيدة هو جمع صورة قال أبو جعفر يذهب إلى ان المعنى فإذا نفخ في صور
الناس الأرواح وهذا غلط عند أهل التفسير واللغة روى أبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود فإذا نفخ في الصور قال في القرن روى عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر قال المسلمون يا رسول الله فما نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا ولا يعرف أهل اللغة في جمع صورة إلا صورا ولو كان جمع صورة لكان ثم نفخ فيها إلا على بعد من الكلام

(4/486)



قال أبو جعفر وهذه الاية مشكلة لأنه قال جل وعز فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون وقال في موضع آخر واقبل بعضهم على بعض يتساءلون والجواب عن هذا وهو معنى قول عبد الله بن عباس وان خالف بعض لفظه والمعنى واحد أنه إذا نفخ في الصور أول نفخة تقطعت الأرحام وصعق من في السموات ومن في الأرض وشغل بعض الناس عن بعض بأنفسهم فعند ذلك لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال أبو جعفر ومعنى يومئذ 6 في قوله فلا انساب بينهم يومئذ كما تقول أنا اليوم كذا أي في هذا الوقت لا تريد وقتا بعينه 69 - وقوله جل وعز تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون
آية 104

(4/487)



روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال الكالح صلى الله عليه وسلم الذي قد بدت أسنانه وتقلصت شفته كالرأس المشيط بالنار 70 - وقوله جل وعز قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا آية 106 قال مجاهد أي التي كتبت علينا 71 - وقوله جل وعز قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون آية 108 يقال خسأته إذا باعدته بانتهار 72 - وقوله جل وعز فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري آية 110 قال الحسن وقتادة وأبو عمرو بن العلاء وهذا معنى ما قالو السخري بالضم ما كان من جهة السخرة والسخري
(4/488)



بالكسر ما كان من الهزؤ 73 - وقوله جل وعز إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون آية 111 أي لأنهم ويجوز أن يكون المعنى إني جزيتهم الفوز 74 - وقوله جل وعز قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين آية 113 قال مجاهد فاسأل العادين الملائكة
(4/489)



وقال قتادة أي الحساب 75 - وقوله جل وعز ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به آية 117 قال مجاهد أي لا بينة له به انتهت سورة المؤمنون
(4/490)



تفسير سورة النور مدنية وآياتها 64 آية
(4/491)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة النور وهي مدينة 1 - من ذلك قوله جل وعز سورة أنزلناها وفرضناها آية 1 أي هذه سورة وقرأ الأعرج ومجاهد وقتادة وأبو عمرو وفرضناها قال قتادة أي بيناها وقال أبو عمرو أي فصلناها ومعنى فرضناها فرضنا الحدود التي فيها أي أوجبناها بأن جعلناها فرضا
(4/493)



2 - وقوله جل وعز الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
قال أبو جعفر ليس بين أهل التفسير اختلاف أن هذا ناسخ لقوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم إلى آخر الآية ولقوله واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فكان من زنى من النساء حبست حتى تموت ومن زنى من الرجال أوذي قال مجاهد بالسب ثم نسخ ذلك بقوله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة واختلفوا في المعنى فقال أكثر أهل التفسير هذا عام يراد به خاص والمعنى الزانية والزاني من الأبكار فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة

(4/494)



وقال بعضهم هو عام على كل من زنى من بكر ومحصن واحتج بحديث عبادة وبحديث علي رضي الله عنه أنه جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة وقال جلدتها بكتاب الله عز وجل ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 3 - وقوله جل وعز ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قال مجاهد وعطاء والضحاك أي في تعطيل الحدود
(4/495)



والمعنى على قولهم لا ترحموهما إذا فتتركوا حدهما إذا زنيا 4 - وقوله جل وعز وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين
روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الطائفة الرجل فما فوقه وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الطائفة الرجل فما زاد وكذا قال الحسن والشعبي وروى ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عطاء قال الطائفة الرجلان فصاعدا وقال مالك الطائفة أربعة

(4/496)



قال أبو إسحاق لا يجوز أن تكون الطائفة واحدا لأن معناها معنى الجماعة والجماعة لا تكون لأقل من اثنين لأن معنى طائفة قطعة يقال أكلت طائفة من الشاة أي قطعة منها وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عز وجل وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا أنهما كانا رجلين قال أبو جعفر إلا أن الأشبه بمعنى الآية والله أعلم أن تكون الطائفة لأكثر من واحد في هذا الموضع لأنه إنما يراد به الشهرة وهذا بالجماعة أشبه 5 - وقوله جل وعز الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين قال مجاهد والزهري وقتادة كان في الجاهلية نساء معلوم منهن الزنى فأراد ناس من المسلمين نكاحهن فنزلت فنزلت الآية
(4/497)



الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة وهذا القول الأول وقال الحسن الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله قال حبيب المعلم فقال رجل لعمرو بن شعيب إن الحسن يقول كذا فقال ما عجبك من هذا حدثني سعيد بن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله وقال إبراهيم النخعي نحوه وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النكاح ههنا الجماع وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الزاني من أهل القبلة لا يزني إلا بزانية من أهل القبلة أو مشركة والزانية من أهل القبلة لا تزني إلا بزان من أهل القبلة أو مشرك
(4/498)



قال أبو جعفر فهذه ثلاثة أقوال وفي الآية قول رابع كأنه أولاها حدثنا إسحاق بن إبراهيم المعروف بالقطان قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا الليث قال حدثنا يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري عن سعيد بن المسيب أنه قال يزعمون أن تلك الآية الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك نسخت بالآيات التي بعدها وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم فدخلت الزانية في أيامى المسلمين
وإنما قلنا كأن هذا أولى لأن حديث القاسم عن عبد الله مضطرب الإسناد وحديث سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله قبل نزول الآية الناسخة

(4/499)



والقول الثالث أن يكون النكاح هو الجماع زعم أبو إسحاق أنه بعيد وأنه لا يعرف في القرآن النكاح بمعنى الجماع وقوله تعالى وحرم ذلك على المؤمنين فدل على أنه التزويج لأنه لا يقال في الزنى هو محرم على المؤمن خاصة وقول من قال إنهن نساء معلومات يدل على أن ذلك كان في شئ بعينه ثم زال فقد صار قول سعيد أولاها وأيضا فإن سعيدا قال يزعمون فدل على أنه أخه عن غيره وإنما يأخذه عن الصحابة 6 - ثم قال جل وعز وحرم ذلك على المؤمنين
(4/500)



قال ابن عباس يعني الزنى 7 - وقوله جل وعز والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك قال أبو جعفر في هذه الآية ثلاثة أحكام على القاذف منها جلده وترك قبول شهادته وتفسيقه وفيها ثلاثة أقوال
أحدها قاله الحسن وشريح وإبراهيم أن الاستثناء من قوله وأولئك هم الفاسقون وقالوا لا تقبل شهادته وإن تاب وهذا قول الكوفيين

(4/501)



والقول الثاني أن يكون الاستثناء من قوله تعالى ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أي إلا من تاب فإنه تقبل شهادته وهذا قول مسروق وعطاء ومجاهد وطاووس ويروى عن عمر ابن الخطاب أنه قال لأبي بكرة إن تبت قبلت شهادتك وهذا قول أهل المدينة والقول الثالث يروى عن الشعبي أنه قال الاستثناء من الأحكام الثلاثة فإذا تاب وظهرت توبته لم يحد وقبلت شهادته وزال عنه التفسيق لأنه قد صار ممن يرضى من الشهداء وقد قال الله عز وجل وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى
(4/502)



قال أبو جعفر يجوز أن يكون الاستثناء من قوله وأولئك هم الفاسقون كما ذكرنا في القول الأول ويكون الذين في موضع نصب إلا أنه يجب أن يزول عنه اسم الفسوق فيجب قبول شهادته ويكون عدلا ويجوز أن يكون الاستثناء من قوله ولا تقبلوا لهم شهادة
أبدا ويكون الذين في موضع خفض بمعنى إلا الذين تابوا ويكون قبول شهادته أوكد وهو أيضا متعارف عن عمر فهو أولى أيضا لهذا ويجوز أن يكون كما روي عن الشعبي إلا أن الفقهاء على خلافه وفي الكلام حذف المعنى والذين يرمون المحصنات بالزنى ثم حذف لأن قبله ذكر الزانية والزاني والفائدة في قوله جل وعز ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أن أبدا مقدار مدة حياة الرجل ومقدار انقضاء قصته فإذا قلت الكافر لا تقبل له شهادة أبدا فمعناه ما دام كافرا

(4/503)



وإذا قلت القاذف لا تقبل له شهادة أبدا فمعناه ما دام قاذفا وهذا من جهة اللغة وكلام العرب يؤكد قبول شهادته وألا يكون أسوأ حالا من القاتل 8 - وقوله جل وعز والذين يرمون أزواجهم في هذا قولان أحدهما أن المعنى والذين يقولون لأزواجهم يا زواني أو يقول لها رأيتك تزنين وهذا قول أهل الكوفة والقول الآخر أنه يقول لها رأيتك تزنين لا غير وهذا قول أهل المدينة قال أبو جعفر والقول الأول أولى لأن الرمي في قوله
والذين يرمون المحصنات هو أن يقول لها يا زانية أو رأيتك تزنين فيجب أن يكون هذا مثله

(4/504)



9 - ثم قال جل وعز ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم روى إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كان رجل معنا جالسا ليلة جمعة فقال إن أحدنا وجد مع امرأته رجلا فإن قتله قتلتموه وإن تكلم حددتموه وإن سكت سكت عل غيظ اللهم احكم فأنزلت والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم إلى آخر الآية وقال سهل بن سعد جاء عويمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وسط الناس فسأله وذكر الحديث وقال في آخره فطلقها ثلاثا وقال عبد الله بن عمر فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما 10 - وقوله جل وعز والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين
(4/505)



وتقرأ والخامسة بمعنى ويشهد الشهادة الخامسة والمعنى أنه لعنة الله عليه وأنشد سيبويه * في فتية كسيوف الهند قد علموا * أن هالك كل من يحفى وينتعل * 11 - وقوله جل وعز ويدرأ عنها العذاب معنى يدرأ يدفع وفي معنى العذاب ههنا قولان
أحدهما أنه الحبس والآخر أنه الحد

(4/506)



12 - وقوله جل وعز ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله ثواب حكيم في الكلام حذف والمعنى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لنال الكاذب منكم عذاب عظيم 13 - وقوله جل وعز إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم قال الضحاك هم الذين قالوا لعائشة ما قالوا قال أبو جعفر يقال للكذب إفك وأصله من قولهم أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشئ فقيل للكذب إفك لأنه مصروف عن الصدق ومقلوب عنه ومنه المؤتفكات والذين جاءوا بالإفك فيما روي عبد الله بي أبي
(4/507)




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:02
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت ثم قال تعالى لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم فالمخاطبة لعائشة وأهلها وصفوان أي تؤجرون فيه ونزل فيهم القرآن 14 - وقوله جل وعز والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم روى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول
وروى الزهري عن عروة عن عائشة قالت هو عبد الله بن أبي

(4/508)



وقرأ حميد بن قيس ويعقوب والذي تولى كبره بضم الكاف قال يعقوب كما تقول الذي تولى عظمه قال الفراء هو وجه جيد في النحو قال أبو جعفر وخالفه في ذلك الرؤساء من النحويين قيل لأبي عمرو بن العلاء أتقرأ والذي تولى كبره فقال لا إنما الكبر في النسب قال أبو جعفر يريد أنه يقال الكبر من ولد فلان لفلان 15 - وقوله جل وعز لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا

(4/509)



أي هلا ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا أي بأهل دينهم ومن يقوم مقامهم ومعنى قوله أفضتم فيه خضتم فيه 16 - وقوله جل وعز إذ تلقونه بألسنتكم قال مجاهد أي يرويه بعضكم عن بعض وقرأت عائشة وابن يعمر إذ تلقونه بألسنتكم بكسر اللام وضم القاف يقال ولق يلق إذا أسرع في الكذب وغيره 17 - وقوله جل وعز يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا
قال مجاهد أي ينهاكم

(4/510)



18 - وقوله جل وعز إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا روى سعيد عن قتادة قال أن يظهر الزنى 19 - وقوله جل وعز ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة قل أبو جعفر فيه قولان أحدهما رواه علي بن أبي طلحة عن أبن عباس قال لا يقسموا ألا ينفعوا أحدا والآخر أن المعنى لا يقصروا من قولهم ما ألوت أن أفعل قال هشام ومنه قول الشاعر ألا رب خصم فيك ألوى رددته نصيح على تعذاله غير مؤتلي *

(4/511)



قال أبو جعفر القول الأول أولى لأن الزهري روى عن سعيد بن المسيب وعروة وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت كان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره فقال والله لا أنفق عليه بعدما قال في عائشة ما قال فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى قال أبو جعفر والتقدير في العربية ولا يحلف أولو الفضل
كراهة أن يؤتوا وعلى قول الكوفيين لأن لا يؤتوا ومن قال معناه ولا يقصر فالتقدير عنده ولا يقصر أولو الفضل عن أن يؤتوا فإن قيل أولو لجماعة وفي الحديث أن المراد أبو بكر فالجواب أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال قال أبو بكر

(4/512)



وغيره من المسلمين لا نبر أحدا ممن ذكر عائشة فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية 20 - وقوله جل وعز إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم روى سفيان عن خصيف قال سألت سعيد بن جبير من قذف محصنة لعن في الدنيا والآخرة فقال هذا خاص بعائشة وروى سلمة بن نبيط عن الضحاك قال هذا في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة قال أبو جعفر وقول ابن عباس والضحاك أولى من القول الأول لأن قوله المحصنات يدل على جمع

(4/513)



وقيل خص بهذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لمن قذفهن ملعون في الدنيا والآخرة ومن قذف غيرهن قيل له فاسق ولم يقل له هذا 21 - وقوله جل وعز يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق
الدين ههنا الحساب والجزاء كما قال تعالى ذلك الدين القيم وملك يوم الدين 22 - وقوله جل وعز الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيببون فقال للطيبات قال سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد أي الكلمات الخبيثات

(4/514)



للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والخبيثات من الناس والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول والطيبات من الناس قال أبو جعفر وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية والمعنى الكلمات الخبيثات لا يقولهن إلا الخبيثون والخبيثات من الناس والكلمات الطيبات لا يقولهن إلا الطيبون والطيبات من الناس ودل على صحة هذا القول أولئك مبرءون مما

(4/515)



يقولون أي عائشة وصفوان مبرءون مما يقول الخبيثون والخبيثات وجمع وإن كانا اثنين كما قال تعالى فإن كان له إخوة هذا قول الفراء في الجمع وفي قوله تعالى الخبيثات للخبيثين قولان آخران أ قيل المعنى الخبيثات من الكلام إنما تلصق بالخبيثين والخبيثات
من الناس لا بالطيبين والطيبات ب وقيل المعنى الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال 23 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها قال عبد الله بن عباس إنما هو حتى تستأذنوا

(4/516)



قال مجاهد هو التنحنح والتنخم قال أبو جعفر الاستئناس في اللغة الاستعلام يقال استأنست فلم أر أحدا كما قال النابغة كان رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد أي على ثور قد فزع فهو يستعلم ذلك ومنه قول الشاعر آنست نبأة وأفزعها القنا * ص عصرا وقد دنا الإمساء * ومنه قوله جل وعز فإن آنستم منهم رشدا أي علمتم ويبين لك هذا الحديث المرفوع

(4/517)



روى أبو بردة عن أبي موسى الأشعري قال جئت الى عمر بن الخطاب أستأذن عليه فقلت السلام عليكم أندخل ثلاث مرات فلم يؤذن لي فقال فهلا أقمت فقلت إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليستأذن المرء المسلم على أخيه ثلاث مرات فإن أذن وإلا رجع فقال لتأتيني على هذا بمن يشهد لك أو لتنالنك أي مني عقوبة فجئت إلى أبي بن كعب فجاء فشهد لي قال أبو جعفر فهذا يبين لك أن معنى حتى تستأنسوا حتى تستعلموا أيؤذن لكم أم لا 24 - وقوله جل وعز فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم

(4/518)



المعنى حتى يأذن لكم أصحابها بالدخول لأنه لا ينبغي له أن يدخل إلى منزل غيره وإن علم أنه ليس فيه حتى يأذن له صاحبه 25 - وقوله جل وعز ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم قال مجاهد كانت بيوت في طرق المدينة يجعل الناس فيها أمتعاتهم فأحل لهم أن يدخلوها بغير إذن وروى سالم المكي عن محمد بن الحنفية قال هي بيوت الخانات والسوق وقال الضحاك هي الخانات وقال جابر بن زيد ليس يعني بالمتاع الجهاز وإنما هو البيت ينظر إليه أو الخربة يدخلها لقضاء حاجة وكل متاع الدنيا منفعة
وقال عطاء فيها متاع لكم للخلاء والبول

(4/519)



وهذه الأقوال متقاربة وأبينها قول مجاهد لأنه تعالى حظر عليهم بدءا أن يدخلوا غير بيوتهم ثم أذن لهم إذا كان لهم في بيوت غيرهم متاع على جهة اكتراء أو نظيره أن يدخلوا والذي قاله غير مجاهد جائز في اللغة لأن يقال لكل منفعة متاع ومنه فمتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره 26 - وقوله جل وعز قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم آية 30 قال قتادة أي عما لا يحل لهم من ههنا لبيان الجنس قال جرير بن عبد الله سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال اصرف بصرك

(4/520)



فأمره صلى الله عليه وسلم يصرف بصره لأنه إذا لم يصرف بصره كان تاركا ما أمره الله جل وعز به وكان ناظرا نظرة ثانية اختيارا كما قال أبو سلمة عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا علي إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة 27 - وقوله جل وعز ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها آية 31 روى أبو اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال
القرط والدملج والسوار 28 - ثم قال جل وعز إلا ما ظهر منها في هذا اختلاف روى أبو الأحوص عن عبد الله قال الثياب

(4/521)



وهذا مبدأ أبي عبيد وروى نافع عن ابن عمر قال الوجه والكفان وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الوجه والكف وبعضهم يقول عن ابن عباس الكحل والخضاب وكذلك قال مجاهد وعطاء ومعنى الكحل والخضاب ومعنى الوجه والكف سواء وروت أم شبيب عن عائشة قالت القلب والفتخة والفتخة الخاتم وجمعها فتخ وفتخات قال أبو جعفر وهذا قريب من قول ابن عمر وابن عباس وهو أشبه بمعنى الآية من الثيباب لأنه من جنس الزينة الأولى وأكثر الفقهاء عليه ألا ترى أن المرأة يجب عليها أن تستر في

(4/522)



الصلاة كل موضع منها يراه المرء وانه لا يظهر منها إلا وجهها وكفاها والقلب السوار قال ذلك يحيى بن سليمان الجعفي
29 - وقوله جل وعز أو نسائهن آية 31 يعني النساء المسلمات ولا يجوز أن يبدين ذلك للمشركات لقوله سبحانه أو نسائهن 30 - ثم قال جل وعز أو ما ملكت أيمانهن فيه أقوال الأول أن لهن أن يبدين ذلك لعبيدهن وأن يروا شعورهن وهذا القول معروف من قول عائشة وأم سلمة

(4/523)



جعلتا العبد بمنزلة المحرم في هذا لأنه لا يحل أن يتزوج بسيدته ما دام مملوكا لها كما لا يحل ذلك لذوي المحارم ويقوي هذا قوله سبحانه ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم والقول الثاني أنه ليس لعبيدهن أن يروا منهن إلا ما يرى الأجنبي كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال ولا ينظر عبدها إلى شعرها ولا نحرها وأما الخلخال فلا ينظر إليه إلا الزوج وهو مذهب عبد الله بن مسعود ومجاهد وعطاء والشعبي وروى أبو مالك عن ابن عباس خلاف هذا قال ينظر العبد إلى شعر مولاته ويكون التقدير على القول الثاني أو ما

(4/524)



ملكت أيمانهن غير أولي الإربة أو التابعين غير أولي الإربة ثم حذف كما قال الشاعر * نحن بما عندنا وأنت بم * عندك راض والرأي مختلف * على أن يزيد بن القعقاع وعاصما قرءا غير أولي الإربة بنصب غير فعلى هذا يجوز أن يكون الاستثناء منهما جميعا والقول الثالث أن يكون أو ما ملكت أيمانهن للإماء خاصة قال ذلك سعيد بن المسيب وقيل الصغار خاصة قال أبو جعفر هذا بعيد في اللغة لأن ما عامة 31 - وقوله جل وعز أو التابعين غير أولي الإربة قال عطاء هو الذي يتبعك وهمه بطنه روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال هو المغفل وقيل الطفل وقال الشعبي هو الذي لا أرب له في النساء وقال عكرمة هو العنين

(4/525)



وهذه الأقوال متقاربة وهو الذي لا حاجة له في النساء نحو الشيخ الهرم والخنثى والمعتوه والطفل والعنين والإربة والأرب الحاجة ومنه حديث وأيكم أملك لأربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رواه لإربه فقد أخطأ لأنه يقال قطعته إربا إربا أي عضوا عضوا
32 - وقوله جل وعز أو الطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء الطفل ههنا بمعنى الأطفال يدل على هذا قوله الذين لم يظهروا على عورات النساء أي لم يطيقوا ذلك كما تقول ظهر فلان على فلان أي غلبه وقوى عليه

(4/526)



33 - ثم قال جل وعز ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن قال أبو الجوزاء كن يضربن بأرجلهن لتبدو خلاخيلهن وقال أبو مالك كن يجعلن في أرجلهن خرزا ويحركنها ثنا حتى يسمع الصوت قال غيره فنهين عن ذلك لأنه يحرك من الشهوة 34 - وقوله جل وعز وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم آية 32 قال الضحاك هن اللواتي لا أزواج لهن يقال رجل أيم وامرأة أيم وقد آمت تئيم

(4/527)



وقرأ الحسن والصالحين من عبيدكم يقال عبد وعباد وعبيد 35 - وقوله تعالى إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله آية 32 وكذا قوله وإن يتفرقا يعن الله كلا من سعته أي
بالنكاح لأنه لم يجعل كل زوج مقصورا على زوج أبدا والفقر الحاجة إلى الشئ المذكور بعقبه ومثله إنما الصدقات للفقراء أي للفقراء إلى الصدقات وقد يكون الرجل فقيرا إلى الشئ وليس بمسكين 36 - وقوله جل وعز والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا قيل هذا على الحض والندب لا على الحتم والوجوب ولولا الإذن لما علمنا أن ذلك يجوز

(4/528)



وكتاب ومكاتبة بمعنى واحد كما يقال قتال ومقاتلة 37 - ثم قال جل وعز إن علمتم فيهم خيرا قال أبو جعفر في هذا اختلاف قال الحسن أي دينا وأمانة وقال ابراهيم النخعي أي صدقا ووفاء وقال عبيدة إن أقاموا الصلاة وقال سعيد بن جبير إن علمتم أنهم يريدون بذلك الخير قال أبو جعفر وأجمعها قول سعيد بن جبير لأنه إذا أراد بذلك الخير استعمل الوفاء كما يستعمل أهل الدين والوفاء والصدق والأمانة ومن يقيم الصلاة ويرى لها حقا وفي الآية قول آخر قال مجاهد وعطاء الخير ههنا المال

(4/529)



وهذا بعيد جدا لأنه كان يجب على هذا أن يقول إن علمتم لهم خيرا وأيضا فإن العبد مال لمولاه فكيف يقال إن علمتم لهم مالا وقال أشهب سئل مالك عن قوله جل وعز إن علمتم فيهم خيرا فقال إنه ليقال الخير القوة والأداء قال أبو جعفر وهذا قول حسن أي قوة على الاحتراف والاكتساب ووفاء بما أوجب نفسه وصدق لهجة فأما المال وإن كان من الخير فليس هو في العبد وإنما يكون عنده أو له 38 - ثم قال جل وعز وآتوهم من مال الله الذي آتاكم آية 33 قال أبو جعفر في هذا ثلاثة أقوال أحدهما أن يكون على الحض والندب كما روى ابن بريدة عن أبيه قال حثهم على هذا ويروى هذا عن عمر وعثمان والزبير وعن ابراهيم النخعي

(4/530)



ويكون المعنى وأعطوهم ما يستعينون به على قضاء الكتابة بدفع إليهم أو بإسقاط عنهم والقول الثاني أن يسقط المكاتب عن مكاتبه شيئا محدودا روي عن علي بن أبي طلب قال الربع وكذا قال مجاهد وعن ابن مسعود قال الثلث والقول الثالث قال سعيد بن جبير قال يضع عنه شيئا
من كتابته ولم يحدوه قال أبو جعفر قيل أولاها القول الأول لجلالة من قال به وأيضا فإن قوله تعالى وآتوهم من مال الله الذي آتاكم معطوف على قوله فكاتبوهم فيجب في العربية أن يكون مثله على الحض والندب

(4/531)



وأيضا فإن قول علي عليه السلام الربع وقول عبد الله الثلث لا يوجب أن يكون ذلك حتما واجبا ويحتمل أن يكون على الندب 39 - وقوله جل وعز ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال مجاهد نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول أمر أمته أن تزني فجاءته ببرد فأمرها أن تعود إلى الزنى فأبت فأنزل الله عز وجل ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء وروى أبو سفيان عن جابر وعكرمة عن ابن عباس قال نزلت في عبد الله بن أبي أكره أمته على الزنى فأنزل الله جل وعز ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء

(4/532)



ويسأل عن قوله جل وعز إن أردن تحصنا فالجواب أن المعنى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء البتة وقوله جل وعز إن أردن تحصنا متعلق بقوله سبحانه وانكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصنا
ومعنى قوله لتبتغوا عرض الحياة الدنيا لتبتغوا أجورهن مما يكسبن 40 - وقوله تعالى ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم آية 33

(4/533)



قال مجاهد فإن الله للمكرهات من بعد إكراههن غفور رحيم 41 - ثم قال جل وعز ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات آية 34 قال قتادة يعني القرآن فيه بيان الحلال من الحرام ويقرأ مبينات بكسر الياء أي بينات هاديات 42 - وقوله جل وعز الله نور السموات والأرض آية 35 هو تمثيل أي بنوره يهتدي أهل السموات والأرض والتقدير الله ذو نور السموات والأرض والهدي يمثل بالنور 43 - ثم قال جل وعز مثل نوره كمشكاة فيها مصباح آية 35 روى علي بن طلحة عن ابن عباس الله نور

(4/534)



السموات والأرض قال هادي أهل أهل السموات والأرض كما هداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضئ قبل أن تمسه نار فإذا مسته ازداد ضوءا على ضوء كذا قلب المؤمن يعمل الهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا جاءه العلم ازداد هدى ونورا على نور
كما قال ابراهيم صلى الله عليه وعلى آله قبل أن تجيئه المعرفة حين رأى الكوكب هذا ربي من غير أن يخبره أحد أن له ربا فلما أخبره الله جل وعز أنه ربه ازداد هدى على هداه قال ابن عباس هذا للمؤمن وقال سعيد بن جبير أي مثل نور المؤمن

(4/535)



وروى أبو العالية عن أبي بن كعب أنه قرأ مثل نور المؤمن وقال زيد بن أسلم مثل نوره يعني القرآن قال أبو جعفر ويجوز أن يكون المعنى مثل نوره للمؤمن ويكون معنى قول ابن عباس للمؤمن ويجوز أن يكون معناه مثل نور المؤمن كمشكاة قال ابن عباس وابن عمر المشكاة هي الكوة وروى أبي بن كعب في قوله تعالى لا شرقية ولا غربية أي تصيبها الشمس وقت الشروق فهي شرقية غربية

(4/536)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:02
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وقال عكرمة لا تخلو من الشمس وقت الشروق والغروب وذلك أصفى لدهنها ثم قال تعالى يكاد زيتها يضئ أي لصفائه ولو لم تمسسه نار تم الكلام 44 - ثم قال جل وعز نور على نور
قال الضحاك أي الإيمان والعمل وقال غيره نور السراج على نور الزيت والقنديل وقال أبي بن كعب مثله كمثل شجرة التفت بها الشجر لا تصيبها الشمس عل حال فهي خضراء ناعمة فكذا المؤمن نور على نور كلامه نور وعلمه نور ومصيره إلى النور يوم القيامة وقال السدي نور النار ونور الزيت لا يغير واحدا تغير صاحبه وكذا نور القرآن ونور الإيمان

(4/537)



45 - وقوله جل وعز في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه والمعنى كمشكاة في بيوت وقيل المعنى المصباح في بيوت وقيل المعنى يسبح له رجال في بيوت قال الحسن في بيوت أي مساجد أذن الله أن ترفع أي تعظم وتصان وقال عكرمة هي البيوت كلها وقال مجاهد أن ترفع أي تبنى 46 - وقوله جل وعز يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله

(4/538)



قال عطاء أي لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن حضور الصلاة في
جماعة وقال سالم جاز عبد الله بن عمر بالسوق وقد أغلقوا حوانيتهم وقاموا ليصلوا في جماعة فقال فيهم نزلت رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة 47 - وقوله جل وعز يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار أي تعرف القلوب الأمر عيانا فتنقلب عما كانت عليه من الشك والكفر ويزداد المؤمنون يقينا ويكشف عن الأبصار غطاؤها

(4/539)



فتنظر ومثله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد 48 - ثم مثل جل وعز عمل الكافر بعد المؤمن فقال والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة قال الفراء قيعة جمع قاع كما يقال جيرة وجار وقال أبو عبيدة قيعة وقاع واحد والقاع والقيعة عند أهل اللغة ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبت

(4/540)



49 - ثم قال جل وعز يحسبه الظمآن ماء أي العطشان والسراب ما ارتفع نصف النهار فإذا رؤي من بعد ظن أنه ماء 50 - ثم قال جل وعز حتى إذا جاءه لم يجده شيئا
أي حتى إذا جاء إلى الموضع الذي فيه السراب لم يجده شيئا مما قدره ووجد أرضا لا ماء فيها وفي الكلام حذف فكذلك مثل الكافر يتوهم أن عمله ينفعه حتى إذا جاءه أي مات لم يجد عمله شيئا لأن الله جل وعز قد محقه وأبطله بكفره ووجد الله عنده أي عند عمله فوفاه حسابه أي جزاءه فمثل جل وعز عمل الكافر بما يوجد ثم مثله بما يرى فقال

(4/541)



51 - قال جل وعز أو كظلمات ثم في بحر لجي وهو منسوب إلى اللج وهو وسط البحر قال أبي بن كعب الكافر كلامه ظلمة وعمله ظلمة ومصيره إلى ظلمة 52 - وقوله جل وعز إذا أخرج يده لم يكد يراها 6 قال أبو عبيدة أي لم يرها ولم يكد يراها 6 أي لا يراها إلا على بعد قال أبو أبو جعفر وأصح الأقوال في هذا أن المعنى لم يقارب رؤيتها وإذا لم يقارب رؤيتها فلم يرها رؤية بعيدة ولا قريبة 53 - وقوله جل وعز ألم تر أن الله يسبح له من في السموات

(4/542)



والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه حدثنا الفريابي قال أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا
شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله كل قد علم صلاته وتسبيحه الصلاة للإنسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه 54 - وقوله جل وعز ألم تر أن الله يزجي سحابا أي يسوقه ثم يؤلف بينه أي يجمع القطع المتفرقة حتى تتألف ثم يجعله ركاما أي بعضه فوق بعض فترى الودق يخرج من خلاله الودق المطر يقال ودقت سرته تدق ودقا ودقة وكل خارج وادق كما قال فلا مزنة ودقت ودقها * ولا أرض أبقل إبقالها *

(4/543)



وخلال جمع خلل يقال جبل وجبال 55 - ثم قال جل وعز وينزل من السماء من جبال فيها من برد قيل المعنى من جبال برد فيها كما تقول هذا خاتم في يدي من حديد أي هذا خاتم حديد في يدي كما يقال جبال من طين وجبال طين وقيل إن المعنى من مقدار جبال ثم حذف كما تقول عند فلان جبال مال والأخفش يذهب إلى أن من فيهما زائدة أي جبالا فيها برد
قال وقال بعضهم الجبال من برد فيها في السماء وتجعل الإنزال منها

(4/544)



56 - وقوله جل وعز يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار أي ضوء برقه وروى ربيعة بن أبيض عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال البرق مخاريق الملائكة وقال عبد الله بن عمرو هو ما يكون من جبال البرد حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة بن مصرف أنه قرأ يكاد سنا برقه قال أحمد بن يحيى وهو جمع برقة قال أبو جعفر البرقة المقدار من البرق والبرقة المرة الواحدة مثل غرفة وغرفة

(4/545)



57 - وقوله جل وعز والله خلق كل دابة من ماء يقال لكل شئ من الحيوان مميزا كان أو غير مميز دابة 58 - ثم قال جل وعز فمنهم من يمشي على بطنه ولم يقل فمنها ولا فمنهن لأنه غلب ما يميز فلما وقعت الكناية على ما يكون لما يميز جاء ب من ولم يأت ب ما ألا ترى أنه قد خلط في أول الكلام ما يميز مع ما
لا يميز 59 - وقوله جل وعز وإن يكن لهم الحق يأتو اإليه مذعنين

(4/546)



قال عطاء أي مسرعين وهم قريش يقال أذعن إذا جاء مسرعا طائعا غير مكره 60 - وقوله جل وعز أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله والمعنى أم يخافون أن يحيف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله أم يخافون أن يحيف الله عليهم افتتاح كلام ألا ترى أن قبله وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ولم يقل ليحكما بينهم وهذا كما يقال قد أعتقك الله وأعتقتك وما شاء الله ثم شئت 61 - وقوله جل وعز إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم

(4/547)



خبر فيه معنى الأمر والتحضيض أي إنما ينبغي أن يكونوا كذا قرئ على بكر بن سهل عن عمرو بن هشام وهو البيروتي عن ابن أبي كريمة في قول الله جل عز ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون قال ومن يطع الله فيوحده ورسوله فيصدقه ويخش الله فيما مضى من ذنوبه ويتقه فيما بقى من
عمره فأولئك هم الفائزون قال أبو جعفر والفوز في اللغة النجاة

(4/548)



62 - وقوله جل وعز وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا قل لا تقسموا تم الكلام ثم قال طاعة معروفة أي طاعة معروفة أمثل وهذا للمنافقين أي لا تحلفوا على الكذب فالطاعة أمثل ويجوز أن يكون المعنى لتكن منكم طاعة 63 - وقوله جل وعز فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم والمعنى فإن تتولوا ثم حذف ويدل على أن بعده وعليكم ما حملتم ولم يقل وعليهم والمعنى فإنما على النبي صلى الله عليه وسلم التبليغ وعليكم القبول وليس عليه أن تقبلوا

(4/549)



64 - وقوله جل وعز وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض جاء باللام لأن معنى وعد وقال واحد والمعنى ليجعلنهم يخلفون من قبلهم وليمكنن لهم دينهم وهو الإسلام 65 - وقوله جل وعز لا تحسبن الذين كفروا معجزين في
الأرض أي هم في قبضة الله عز وجل 66 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم في هذه الآية أقوال

(4/550)



روى ابن جريح عن مجاهد قال هم العبيد المملوكون وروى إسرائيل عن ليث عن نافع عن ابن عمر ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الإناث وروى سفيان عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن قال هي للنساء خاصة أي إن سبيل الرجال أن يستأذنوا في كل وقت والنساء يستأذن في هذه الأوقات الخاصة ولا يجوز في اللغة أن يقال للنساء الذين ولو كان للنساء خاصة لقيل اللاتي أو اللائي أو ما أشبه ذلك إلا أن يجتمع مذكر ومؤنث فيقال الذين لهم جميعا وروى عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلين من أهل العراق سألاه عن قوله عز وجل ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم فقال إن الله جل وعز ستير يحب السترة ولم يكن للمسلمين يومئذ ستور ولا حجال فكان ولد

(4/551)



الرجل وخادمه ويتيمه ربما دخل عليه وهو مع أهله فأمر الله جل وعز بالاستئذان فلما بسط الله الرزق واتخذ الناس الستور والحجال رأوا أن ذلك يغنيهم عن الاستئذان وفي بعض الروايات فترك الناس العمل بالآية قال الشعبي ليست بمنسوخة وأولى ما في هذا وأصحه إسنادا ما رواه عبد الملك عن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول ثلاث آيات ترك الناس العمل بها أ قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ب وقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم ويقول فلان أنا أكرم من فلان وإنما أكرمهما أتقاهما

(4/552)



قال عطاء ونسيت الثالثة قال أبو جعفر فهذا من ابن عباس على جهة الإنكار وهو مفسر لما رواه عكرمة في رواية من قال فترك الناس العمل بها وقد روى ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال إني لآمر جاريتي هذه وأومأ إلى جارية بيضاء قصيرة أن تستأذن علي 67 - ثم بين المرات فقال سبحانه من قبل صلاة الفجر لأنه الوقت الذي يلبس الناس فيه ثيابهم يخرجون من فرشهم وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة لأنه وقت القائلة

(4/553)



ومن بعد صلاة العشاء قال الزهري وهي التي يسميها الناس العتمة قال فيستأذنون في هذه الأوقات خاصة فأما غيرهم فيستأذنوا كل وقت 68 - ثم قال تعالى ثلاث عورت لكم أي أوقات الاستئذان ثلاث عورات والنصب بمعنى يستأذنون وقت ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن أي في الدخول بغير إذن طوافون عليكم أي يخدمونكم بعضكم على بعض أي يطوف بعضكم على بعض 69 - وقوله جل وعز وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا

(4/554)



قال الزهري أي يستأذن الرجل على أمه وفي هذا المعنى نزلت هذه الآية 70 - ثم قال تعالى كما استأذن الذيم من قبلهم يعني البالغين 71 - وقوله جل وعز والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا قال أبو جعفر أبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى اللواتي قعدن عن الولد وقال غيره يراد بهذا العجوز الكبيرة التي قعدت عن
التصرف لأنها قد تقعد عن الولد وفيها بقية قال ربيعة هي التي إذا رأيتها استقذرتها

(4/555)



72 - ثم قال تعالى فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال يعني الرداء قال أبو جعفر والمعروف من قراءة عبد الله أن يضعن من ثيابهن 73 - وقوله جل وعز وأن يستعففن خير لهن قال مجاهد أي يلبسن الجلباب خير لهن 74 - وقوله جل وعز ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج حدثنا محمد بن جعفر الأنباري قال حدثنا زيد بن أجزم قال أنبأنا بشر بن عمر الزهراني قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان

(4/556)



المسلمون يوعبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يدفعون مفاتحهم إلى ضمناهم ويقولون إن احتجتم فكلوا فيقولون إنما أحلوه لنا عن غير طيب نفس فأنزل الله جل وعز ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم إلى آخر الآية قال أبو جعفر يوعبون أي يخرجون بأجمعهم في المغازي يقال أوعب بنو فلان لبني فلان إذا جاءوهم بأجمعهم
ويقال بيت وعيب إذا كان واسعا يستوعب كل ما وضع فيه والضمنى هم الزمنى واحدهم ضمن مثل زمن قال معمر سألت الزهري عن قوله تعالى ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ما بال هؤلاء ذكروا ههنا فقال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن الناس كانوا إذا خرجوا إلى الغزو دفعوا مفاتحهم إلى الزمنى وأحلوا لهم أن يأكلوا مما في بيوتهم فكانوا لا يفعلون ذلك

(4/557)



ويتوقون ويقولون إنما أطلقوا لنا عن غير طيب نفس فأنزل الله الآية ليس على الأعمى حرج قال أبو جعفر فالمعنى على هذا بين أي ليس عليهم في الأكل شئ والقول الآخر قول ابن عباس حدثناه بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم إلى قوله جميعا أو أشتاتا وذلك لما أنزل الله جل وعز يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل فقال المسلمون إن الله عز وجل قد نهى أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل والطعام هو من أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فأنزل الله جل وعز بعد ذلك ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج إلى قوله

(4/558)



أو ما ملكت مفاتحه وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته قال أبو جعفر والذي رخص الله جل وعز أن يؤكل من ذلك الطعام والتمر وشرب اللبن وكانوا أيضا يتقون ويتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال جل وعز ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا قال أبو جعفر فبين ابن عباس في هذا الحديث ما الذي رخص لهم فيه من الطعام وفي غير هذه الرواية عنه أن الأعمى كان يتحرج أن يأكل طعام غيره لجعله يده في غير موضعه وكان الأعرج يتحرج لاتساعه في الموضع والمريض لرائحته وما يلحقه فأباح الله جل وعز لهم الأكل مع غيرهم وهذا معنى رواية صالح عنه 75 - فأما قوله تعالى ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم فقيل معناه من بيوت عيالكم

(4/559)



وقيل معناه من بيوت أولادكم لأن أولادهم من كسبهم فنسبت بيوتهم إليهم واستدل صاحب هذا القول بأنه ذكر الأقرباء بعد ولم يذكر الأولاد ومعنى إخوانكم وإخوتكم واحد وفي غير رواية معاوية عن ابن عباس أو ما ملكتم
مفاتحه يعني العبيد وقيل يعني الزمنى أبيح لهم ما خزنوه من هذا للغزاة وقرأ سعيد بن جبير أو ما ملكتم مفاتحه بضم الميم وتشديد اللام وقال مجاهد كان الرجل يذهب بالأعمى وبالأعرج ولا وبالمريض إلى بيت أبيه أو غيره من الأقرباء فيتحرج من ذلك ويقول هو بيت غيره فنزلت هذه الآية رخصة

(4/560)



وقيل ليس على الأعمى حرج أي في الغزو وكذا الأعرج المريض ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أي من بيوت أنفسكم لأنه قد كان يجوز أن يحظر ذلك لأنه قد يكون في بيت الرجل ما ليس له وكان يجوز أن يحظر عليه مال غيره وإن أذن له فأبيح ذلك لهذا إذا أذن له أحد من هؤلاء وذكر فيهم الخص والعام لأن قوله أو بيوت إخوانكم عام

(4/561)



76 - وقوله جل وعز فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم روى عمر بن دينار عن ابن عباس فإذا دخلتم بيوتا قال المساجد فسلموا على أنفسكم يقول السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين وقال أبو مالك إذا دخلتم بيوتا ليس فيها أحد من المسلمين فقولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وقال ماهان إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل السلام علينا من ربنا وقال الحسن فسلموا على أنفسكم ليسلم بعضكم على بعض

(4/562)



كما قال تعالى فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم قال الضحاك فسلموا على أهليكم وغيرهم قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول صحيح في اللغة والمسلم من المسلم بمنزلة نفسه لأن دينهما واحد وعلى كل واحد منهما نصح صاحبه وقال الشاعر قد جعلت نفسي في الأديم * يعني الماء لأن الماء به العيش فجعله نفسه فكذلك المسلم يطمئن إلى المسلم كما يطمئن إلى نفسه والأولى أن يكون لجميع البيوت لأن اللفظ عام والمعنى فليحيي بعضكم بعضا تحية من عند الله مباركه طيبه ثم خبر أن السلام طيب مبارك فقال تحية من عند الله مباركة طيبة 77 - وقوله جل وعز إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا

(4/563)



كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه قال سعيد بن جبير إذا حزبهم أمر من حرب أو غيرها استأذنوه قبل أن يذهبوا وقال مجاهد هذا في الغزو ويوم الجمعة وقال قتادة والضحاك وإذا كانوا معه على أمر جامع أي على أمر طاعة قال أبو جعفر قول سعيد بن جبير أولاها أي إذا احتاج الإمام إلى جمع المسلمين لأمر يحتاج إلى اجتماعهم فيه فالإمام مخير في الإذن لمن رأى الإذن له فأما إذا انتقض وضوءه يوم الجمعة فلا وجه لمقامه في المسجد ولا معنى لاستئذانه الإمام في ذلك لأنه لا يجوز له منعه 78 - وقوله تعالى فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم قال قتادة وقد قال سبحانه عفا الله عنك لم أذنت

(4/564)



لهم فنسخت هذه يعني التي في سورة النور التي في سورة براءة 79 - وقوله جل وعز لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال مجاهد قولوا يا رسول الله في رفق ولين ولا تقولوا يا محمد بتجهم وقال قتادة أمروا أن يفخموه ويشرفوه
ويروى عن ابن عباس كان يقول دعوة الرسول عليكم واجبة فاحذروها وهذا قول حسن لكون الكلام متصلا لأن الذي قبله

(4/565)



والذي بعده نهي عن مخالفته أي لا تتعرضوا لما يسخطه فيدعو عليكم فتهلكوا ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس 80 - وقوله جل وعز قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا قال مجاهد أي خلافا وقيل حيادا لم كما تقول لذت من فلان أي حدت عنه وقيل لواذا في سترة ولذت من فلان تنحيت عنه في سترة قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يدل عليه فليحذر الذين يخالفون عن أمره ولواذ حدثنا مصدر لاوذ فأما لاذ فمصدره لياذ

(4/566)



وزعم أبو عبيدة أن قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره معناه يخالفون أمره قال أبو جعفر وهذا القول خطأ على مذهب الخليل وسيبويه لأن عن وعلى لا يفعل بهما ذلك أي لا يزادان وعن في موضعها غير زائدة والمعنى يخالفون بعد ما أمر كما قال الشاعر *
عليكم فتهلكوا ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس 80 - وقوله جل وعز قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا قال مجاهد أي خلافا وقيل حيادا لم كما تقول لذت من فلان أي حدت عنه وقيل لواذا في سترة ولذت من فلان تنحيت عنه في سترة قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يدل عليه فليحذر الذين يخالفون عن أمره ولواذ حدثنا مصدر لاوذ فأما لاذ فمصدره لياذ

(4/567)



وزعم أبو عبيدة أن قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره معناه يخالفون أمره قال أبو جعفر وهذا القول خطأ على مذهب الخليل وسيبويه لأن عن وعلى لا يفعل بهما ذلك أي لا يزادان وعن في موضعها غير زائدة والمعنى يخالفون بعد ما أمر كما قال الشاعر * نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل * وحقيقة عن ههنا إن شئت خلافهم أن تأمر فخلافهم عن أمره وهذا مذهب الخليل وسيبويه كذا قالا في قوله جل وعز ففسق عن أمر ربه انتهت سورة النور

(4/567)



معاني القرآن - النحاس ج 5
معاني القرآن
النحاس ج 5

(5/)



المملكة العربية السعودية جامعة أم القرى معهد البحوث وإحياء التارث الاسلامي مركز إحياء التارث الاسلامي مكة المكرمة معاني القرآن الكريم للامام ابي جعفر النحاس المتوفى سنة 338 ه تحقيق الشيخ محمد على الصابوني الاستاذ يجامعة ام القرى الجزء الخامس

(5/1)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:03
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

الطبعة الاولى 1410 ه / 1989 م حقوق الطييع محفوظة لجامعة ام القرى

(5/2)



اني لاعجب ممن يقرا القرآن كيف يلتذ بتلاوته ولهم يفهم معناه الامام الطبري

(5/3)



تفسير سورة الفرقان مكية وآياتها 77 آية

(5/5)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفرقان وهي مكية حدثني يموت بن المزرع قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا يونس بن حبيب قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول سألت مجاهدا تلخيص الآي المدني من المكي فقال مجاهد سألت ابن عباس وذكر الحديث وقال فيه نزلت سورة الفرقان بمكة فهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز تبارك الذي نزل الفرقان على عبده آية 1 وقرأ عبد الله بن الزبير على عباده

(5/7)



تبارك تفاعل من البركة وهي حلول الخير ومنه فلان مبارك أي الخير يحل بحلوله مشتق من البرك والبركة وهما المصدر والفرقان القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر والنذير المخوف عذاب الله تبارك وتعالى وكل مخوف نذير ومنذر 2 - وقوله جل وعز وخلق كل شئ فقدره تقديرا آية 2
أي قدره لكل شئ ما يصلحه ويقوم به 3 - وقوله جل وعز ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا آية 3 يقال أنشر الله الموتى فنشروا

(5/Cool



4 - ثم قال تعالى وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه آية قال مجاهد وقتادة إفك أي كذب ثم قال تعالى وأعانه عليه قوم آخرون روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اليهود 5 - ثم قال جل وعز فقد جاءوا ظلما وزورا آية 4 قال مجاهد أي كذبا قال أبو جعفر والتقدير فقد جاءوا بظلم وزور 6 - ثم قال جل وعز وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا آية 5 قال مجاهد أي أحاديث الأولين قال قتادة وأصيلا أي عشيا 7 - وقوله جل وعز وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق آية 7

(5/9)



أي أي شئ له آكلا وماشيا ثم طلبوا أن يكون معه ملك شريكا فقالوا لولا أنزل إليه ملك وقد قال عز وجل ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا
وللبسنا عليهم ما يلبسون أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل 8 - وقوله جل وعز تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار آية 10 روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا

(5/10)



وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة فأنزل الله عز وجل تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا آية 10 9 - وقوله جل وعز إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا آية 12 قيل في معنى هذا قولان أحدهما سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل لهم فيها زفير وشهيق والقول الآخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال
تعالى تكاد تميز من الغيظ

(5/11)



والقول الثاني أولى لأنه قال سمعوا لها ولم يقل سمعوا فيها ولا منها والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ 10 - وقوله جل وعز دعوا هنالك ثبورا آية 13 قال مجاهد والضحاك أي هلاكا قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه فالمثبور ابن هو المصروف عن الخير والمعنى يقولون واثبوراه وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على

(5/12)



جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا 11 - ثم قال جل وعز قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون آية 15 وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون 12 - ثم قال جل وعز كان على ربك وعدا مسئولا آية 16 قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى
الله عليه ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم

(5/13)



وقيل إن ذلك يراد به قولهم لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها 13 - وقوله جل وعز ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله آية 17 قال مجاهد المسيح وعزيرا والملائكة 14 - وقوله جل وعز حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا آية 18 قال مجاهد أي هالكين قال أبو جعفر يقال لما هلك أو فسد أو كسد بائر ومنه بارت السوق وبارت الأيم وبور يقع للواحد والجماعة على قول أكثر النحويين وقال بعضهم الواحد بائر والجمع بور كما يقال عائد وعوذ وهائد وهود 15 - ثم قال جل وعز فقد كذبوكم بما تقولون آية 19 أي بقولكم إنهم آلهة

(5/14)



وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء 16 - ثم قال تعالى فما يستطيعون صرفا ولا نصرا آية 19
قال يونس الصرف الحيلة من قولهم فلان يتصرف في الأشياء أي فما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ولا ينصروها 17 - وقوله جل وعز ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا آية 19 قال الحسن الشرك 18 - وقوله جل وعز وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا آية 20

(5/15)



قال قتادة فتنة أي بلاء قال أبو جعفر الفتنة في اللغة الاختبار والمعنى جعلنا الشريف للوضيع والوضيع للشريف فتنة يروى أن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله فيقول أعير بسبقه إياي وإن بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم لم أكن غنيا وصحيحا فأسلم ثم قال جل وعز أتصبرون أي إن صبرتم فقد عرفتم أجر الصابرين 19 - ثم خبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يقترحون من الآيات ما لم يعطه أحد فقال جل وعز وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى

(5/16)



ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا آية 21 والعتو التجاوز فيما لا ينبغي 20 - ثم قال جل وعز يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا آية 22 روى عطية عن أبي سعيد الخدري حجرا محجورا قال حراما محرما قال الضحاك أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار قال أبو جعفر والمعنى حراما عليكم البشرى ومن هذا حجر القاضي إنما هو منعه ومن هذا حجر الإنسان

(5/17)



21 - وقوله جل وعز وقدمنا إلى ما عملوا من عمل آية 23 قال مجاهد وقدمنا أي عمدنا قال أبو جعفر وأصل هذا أن القادم إلى الموضع يعمد له ويقصد إليه 22 - ثم قال جل وعز فجعلناه هباء منثورا آية 23 روى أبو إسحق عن الحارث عن علي قال الهباء المنثور شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة قال أبو جعفر وهباء جمع هباءة فيقال لما يكون من شعاع الشمس
وهو شبيه بالغبار هباء منثور ويقال لما يطير من تحت سنابك الخيل هباء منبث

(5/18)



وأصله من أهبأ قوله التراب إهباء له إذا أثاره كما قيل منينا كأنه أهباء 23 - وقوله جل وعز أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا آية 24 قال أبو جعفر القول في هذا كالقول في قوله تعالى أذلك خير أم جنة الخلد والفراء يذهب إلى أنه ليس في هذا سؤال البتة 24 - ثم قال جل وعز وأحسن مقيلا آية 24 قال قتادة أي مأوى ومنزلا قال أبو جعفر المقيل في اللغة هو المقام وقت القيلولة خاصة فقيل إن أهل الجنة ينصرفون إلى نسائهم مقدار وقت

(5/19)



نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ذلك الوقت 25 - ثم قال جل وعز ونزل الملائكة تنزيلا آية 25 قال قتادة تنزل ملائكة كل سماء سماء فيقول الخلائق لهم أفيكم ربنا جل وعز وذكر الحديث 26 - ثم قال جل وعز الملك يومئذ الحق للرحمن آية 26 لأن ملك الدنيا زائل

(5/20)



27 - وقوله جل وعز ويوم يعض الظالم على يديه آية 27 قال سعيد بن المسيب كان عقبة بن أبي معيط خدنا لأمية بن خلف فبلغ أمية أن عقبة عزم على أن يسلم فأتاه فقال له وجهي من وجهك حرام إن لم تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ففعل الشقي فأنزل الله جل وعز ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وقال أبو رجاء فلان هو الشيطان واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده وكان الشيطان للإنسان خذولا والقول الأول هو الذي عليه أهل التفسير 28 - روى عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس أن هذا نزل في عقبة وأمية

(5/21)



وفي رواية مقسم فأما عقبة فكان في الأسارى يوم بدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقال أأقتل دونهم فقال نعم بكفرك وعتوك فقال من للصبية فقال النار فقام علي بن أبي طالب فقتله وأما أمية بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده وكان قال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أقتله إن شاء الله وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمية لعقبة
أصبأت فقال عقبة إنما صنعت طعاما فأبي محمد أن يأكل منه حتى أشهد له بالرسالة والذي قال أبو رجاء ليس بناقض لهذا لأن هذا كان

(5/22)



بإغواء الشيطان وتزيينه فيجوز أن يكون نسب إليه على هذا 29 - وقوله جل وعز وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا آية 30 قال مجاهد وإبراهيم أي قالوا فيه غير الحق قال إبراهيم ألم تر إلى المريض كيف يهجر أي يهذي وقيل مهجورا أي متروكا 30 - وقوله جل وعز وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين آية 31 قال أبو جعفر يجوز أن يكون عدوا بمعنى أعداء ويجوز أن يكون لواحد

(5/23)



وفي بعض الروايات عن ابن عباس أنه يراد به أبو جهل 31 - وقوله جل وعز وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك آية 32 قيل هذا التمام والمعنى أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك كذلك التثبيت كما قال جل وعز ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
لأنه إذا انزله متفرقا كان فيه جواب ما يسألون في وقته فكان في ذلك تثبيت فقيل التمام قوله كذلك وقيل التمام عند قوله جملة واحدة

(5/24)



والمعنى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل ومعنى هذا لم أنزل متفرقا فقال جل وعز كذلك لنثبت به فؤادك أي أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك 32 - ثم قال جل وعز ورتلناه ترتيلا آية 32 روى مغيرة عن إبراهيم قال أنزل متفرقا وقال الحسن كلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ نزل جوابه حتى كمل نزوله في نحو من عشرين سنة 33 - ثم قال جل وعز ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا آية 33 قال الضحاك أي تفصيلا قال أبو جعفر في الكلام حذف والمعنى وأحسن تفسيرا من مثلهم ومثل هذا يحذف كثيرا 34 - ثم قال جل وعز الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا آية 34 في الحديث الشريف يحشر الناس على ثلاث طبقات

(5/25)



ركبانا ومشاة وعلى وجوههم قال أنس قيل يا رسول الله كيف يحشرون على وجوههم فقال إن الذي أمشاهم على
أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم 35 - وقوله جل وعز وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا آية 35 روى سعيد عن قتادة قال أي عونا وعضدا 36 - وقوله تعالى وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم آية 37 قيل هذا يوجب أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح صلى الله عليه وسلم فقيل من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء لأن الأنبياء كلهم يؤمنون بالله جل وعز وبجميع كتبه وقيل هذا كما يقال فلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة أي يركب هذا الجنس

(5/26)



37 - وقوله جل وعز وعادا وثمود وأصحاب الرس آية 38 قال قتادة كانوا أصحاب فلج باليمامة وآبار قال مجاهد أصحاب الرس كانوا على بئر لهم وكان اسمها الرس فنسبوا إليها قال أبو جعفر الرس عند أهل اللغة كل بئر غير مطوية ومنه قول الشاعر * تنابلة يحفرون الرساسا يعني آبار المعادن ويروى أنهم قتلوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه فيها

(5/27)



إلا أن قتادة قال إن أصحاب الأيكة وأصحاب الرس
أمتان أرسل إليهم جميعا شعيب صلى الله عليه وسلم فعذبتا بعذابين 38 - ثم قال جل وعز وقرونا بين ذلك كثيرا آية 38 قال قتادة بلغنا أن القرن سبعون سنة ومعنى تبرنا أهلكنا ودمرنا 39 - وقوله جل وعز ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء آية 40 قال قتادة يعني مدينة قوم لوط 40 - وقوله جل وعز بل كانوا لا يرجون نشورا آية 40 قال قتادة أي حسابا وبعثا قيل يرجون ههنا بمعنى يخافون وقال من ينكر الأضداد يرجون على بابه أي لا يرجون ثواب الآخرة فيتقوا المعاصي

(5/28)



41 - وقوله جل وعز أرأيت من اتخذ إلهه هواه آية 43 قال الحسن لا يهوى شيئا إلا اتبعه وقال غيره كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى حجرا أحسن منه أخذه وترك الأول قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول جامع أي يتبع هواه ويؤثره فقد صار له بمنزلة الإله 42 - ثم قال جل وعز أفأنت تكون عليه وكيلا آية 43 قيل حافظا وقيل كفيلا
43 - ثم قال تعالى أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا آية 44

(5/29)



لأن الأنعام تسبح وتجتنب مضارها 44 - وقوله جل وعز ألم تر إلى ربك كيف مد الظل آية 45 ترى ههنا في موضع تعلم ويجوز أن يكون من رؤية العين قال الحسن وأبو مالك وإبراهيم التيمي وقتادة والضحاك في قوله تعالى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس 45 - ثم قال تعالى ولو شاء لجعله ساكنا آية 45

(5/30)



قال الحسن أي لو شاء لتركه ظلا كما هو وقال الضحاك أي لو شاء لجعل النهار كله ظلا وقال قتادة ساكنا أي دائما ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تتلوه وتتبعه ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا روى سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد يسيرا أي خفيا وقال الضحاك سريعا وقال أبو مالك وإبراهيم التيمي قبضا يسيرا هو ما تقبضه الشمس من الظل
قال أبو جعفر قول مجاهد أولى في العربية وأشبه بالمعنى لما نذكره وصف الله جل وعز لطفه وقدرته فقال ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أي ما بين طلوع الفجر إلى طلوع

(5/31)



الشمس كما قال أهل التفسير وبينته لك في قوله جل وعز في وصفه الجنة وظل ممدود 46 - ثم قال سبحانه ولو شاء لجعله ساكنا آية 45 أي دائما كما في الجنة ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تدل عليه وعلى معناه لأن الشئ يدل على ضده فيدل النور على الظلمة والحر على البرد وقيل دالة على الله عز وجل ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أي إذا غابت الشمس قبض الظل فبضا ذلك خفيا كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة وليس يزول دفعة واحدة فهذا قول مجاهد وقول أبي مالك وإبراهيم التيمي أن المعنى ثم قبضنا الظل بمجئ الشمس ويذهبان إلى أن معنى يسيرا سهلا علينا

(5/32)



وقول مجاهد أولى لأن ثم يدل على أن الثاني بعد الأول وقوله أيضا أجمع للمعنى 33 - وقوله جل وعز وهو الذي جعل لكم الليل لباسا
آية 47 أي سترا والنوم سباتا أي راحة وجعل النهار نشورا أي ينتشر فيه 48 - وقوله جل وعز وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته آية 48 أكثر القراء يقرءون ما كان في معنى الرحمة على الرياح وما كان في معنى العذاب على الريح ويحتج بعضهم بحديث ضعيف يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هبت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا

(5/33)



قال أبو جعفر وقيل إنما وقع هذا هكذا لأن ما يأتي بالرحمة ثلاث رياح وهي الصبا والشمال والجنوب والرابعة الدبور ولا تكاد تأتي بمطر فقيل لما أتى بالرحمة رياح هذا ولا أصل للحديث ومعنى نشرا إحياء أي تأتي بالسحاب الذي فيه المطر الذي به حياة الخلق ونشرا جمع نشور وروى عن عاصم بشرا جمع بشيرة وروي عنه بشرا بحذف الضمة لثقلها أو يكون جمع بشرة كما يقال بسرة وبسر

(5/34)



وعن محمد اليماني بشرى أي بشارة
بين يدي رحمته أي المطر 49 - وقوله جل وعز وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا آية 49 قال محمد بن يزيد أناسي جمع إنسي مثل كرسي وكراسي وقال غيره أناسي جمع إنسان والأصل أناسين مثل سراحين ثم أبدل من النون ياء 50 - ثم قال سبحانه ولقد صرفناه بينهم ليذكروا آية 50 يعني المطر أي نسقي أرضا ونترك أرضا ليذكروا أي ليفكروا في نعم الله جل وعز ويحمدوه

(5/35)



فأبى أكثر الناس إلا كفورا وهو أن يقولوا مطرنا بنوء كذا أي بسقوط كوكب كذا كما يقول المنجمون فجعلهم كفارا بذلك 51 - وقوله جل وعز وجاهدهم به جهادا كبيرا آية 52 أي بالقرآن 52 - وقوله جل وعز وهو الذي مرج البحرين آية 53 أي خلطهما وخلاهما فهما مختلطان في مرآة العين وبينهما حاجز من قدرة الله عز وجل وفي الحديث مرجت أماناتهم أي اختطلت

(5/36)



ويقال مرج السلطان الناس أي خلاهم وأمرجت محمد الدابة
ومرجتها إلى أي خليتها لترعى 53 - ثم قال تعالى هذا عذب فرات آية 53 أي شديد العذوبة وهذا ملح أجاج آية 53 روى معمر عن قتادة قال الأجاج المر قال أبو جعفر والمعروف عند أهل اللغة أن الأجاج الشديد الملوحة ويقال ماء ملح ولا يقال مالح وروي عن طلحة أنه قرأ وهذا ملح أجاج بفتح الميم وكسر اللام 54 - ثم قال جل وعز وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا آية 53

(5/37)



برزخا أي حاجزا وحجرا محجورا أي مانعا 55 - ثم قال تعالى وهو الذي خلق من الماء بشرا آية 54 يعني بالماء النطفة والله عز وجل أعلم 56 - وقوله جل وعز فجعله نسبا وصهرا آية 54 قيل هو الماء الذي خلق منه أصول الحيوان وقيل النسب البنون ينتسوب كان إليه وخلق له بنات من جهتهن الأصهار وقال أبو إسحاق النسب الذي ليس بصهر من قوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله وأن تجمعوا
بين الأختين إلا ما قد سلف والصهر من يحل له التزوج وروى عميرة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه وهو قول الضحاك قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع

(5/38)



ثم قرأ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم إلى قوله وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وقيل من الصهر خمس وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى وحلائل أبنائكم وهذا لفظ الضحاك وقد اختلف في الفرق بين الختن والصهر فقال الأصمعي الأختان كل شئ من قبل المرأة مثل أبي المرأة وأخيها وعمها والأصهار يجمع هذا كله يقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم وقال ابن الأعرابي الأختان أبو المرأة وأخوها وعمها والصهر زوج ابنة الرجل وأخوه وأبوه وعمه

(5/39)



وقال محمد بن الحسن في رواية أبي سليمان الجوزجاني أختان الرجل أزواج بناته وأخواته وعماته وخالاته وكل ذي محرم منه اصهاره كل ذي رحم محرم من زوجته قال أبو جعفر الأولى في هذا أن يكون القول في الأصهار
ما قال الأصمعي وأن يكون من قبلهما جميعا لأنه يقال صهرت الشئ أي خلطته فكل واحد منهما قد خلط صاحبه والأولى في الأختان ما قاله محمد بن الحسن لجهتين أحدهما الحديث المرفوع روى محمد بن إسحق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك فهذا يدل على أن زوج البنت ختن

(5/40)



والجهة الأخرى أنه يقال ختنه إذا قطعه فالزوج قد انقطع عن أهله وقطع المرأة عن أهلها فهو أولى بهذا الأسم 57 - وقوله جل وعز وكان الكافر على ربه ظهيرا آية 55 قال مجاهد أي معينا وقال الحسن أي عونا للشيطان على الله عز وجل على المعاصي 58 - ثم قال جل وعز وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا آية 56 قال قتادة أي مبشرا بالجنة ونذيرا من النار 59 - ثم قال جل وعز قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا آية 57 قال قتادة بطاعة الله عز وجل

(5/41)



60 - وقوله تعالى الرحمن فاسأل به خبيرا آية 59 قال أبو إسحق أي اسأل عنه وقد حكى هذا جماعة من
أهل اللغة أن الباء بمعنى عن كما قال جل وعز سأل سائل بعذاب واقع وقال الشاعر هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي قال علي بن سليمان أهل النظر ينكرون أن تكون الباء بمعنى عن لأن في هذا فساد المعاني قال ولكن هذا مثل قول العرب لو لقيت فلانا للقيك به الأسد أي للقيك بلقائك إياه الأسد والمعنى فاسأل بسؤالك على ما تقدم

(5/42)



61 - وقوله جل وعز تبارك الذي جعل في السماء بروجا آية 61 قال قتادة أي نجوما وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال البروج النجوم العظام وروى إسماعيل عن يحيى بن رافع قال البروج قصور في السماء قال أبو جعفر يقال لكل ما ظهر وتبين برج ومنه قيل تبرجت المرأة وقد برج برجا إذا ظهر 62 - ثم قال جل وعز وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا آية 61 سراجا يعني الشمس ويقرأ سرجا

(5/43)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:04
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وقيل من قرأ هذه القراءة فالمعنى عنده وجعل في البروج سرجا فإن قيل فقد أعاد ذكر القمر وقد قال سرجا والقمر داخل فيها فالجواب أنه أعيد ذكر القمر لفضله عليها كما قال جل وعز فيهما فاكهة ونخل ورمان 63 - وقوله جل وعز وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة آية 62 قال مجاهد أي يخلف هذا هذا ويخلف هذا هذا وقال الحسن من نسي شيئا من التذكر والشكر بالنهار كانت له في الليل عتبى ومن نسيه بالليل كانت له في النهار عتبى

(5/44)



وقيل خلفة أي مختلفين كما قال جل وعز واختلاف الليل والنهار قال أبو جعفر وأولى هذه الأقوال قول مجاهد والمعنى كل واحد منهما يخلف صاحبه مشتق من الخلف ومنه خلف فلان فلانا بخير أو شر ومنه قول زهير بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم 64 - وقوله جل وعز وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض
هونا آية 63 وكل واحد عبده فنسبهم إليه لاصطفائه إياهم كما يقال بيت الله وناقة الله 65 - وقوله جل وعز الذين يمشون على الأرض هونا آية 63

(5/45)



قال مجاهد أي بالوقار والسكينة وقال الحسن علماء حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا 66 - ثم قال تعالى وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما آية 63 قال مجاهد أي سدادا قال سيبويه وزعم أبو الخطاب أن مثله قولك للرجل سلاما تريد تسلما منك كما قلت براءة منك قال وزعم أن هذه الآية فيما زعم مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين ولكنه على قوله تسلما ولا خير بيننا وبينكم ولا شر 67 - وقوله جل وعز والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما آية 64

(5/46)



يقال بات إذا أدركه الليل نام أو لم ينم كما قال الشاعر فبتنا قياما عند رأس جوادنا يزاولنا عن نفسه ونزاوله
68 - وقوله جل وعز إن عذابها كان غراما آية 65 قال أبو عبيدة أي هلاكا وأنشد ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذابا وكانا غراما وقال الفراء كان غراما أي ملحا ملازما ومنه فلان غريمي أي يلح في الطلب والغرام عند أكثر أهل اللغة أشد العذاب قال الأعشى

(5/47)



إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي قال محمد بن كعب طالبهم الله بثمن النعم فلما لم يأتوا به غرمهم ثمنها وأدخلهم النار 69 - وقوله جل وعز والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا آية 67 قال سفيان لم يسرفوا لم ينفقوا في غير حق ولم يقتروا لم يمسكوا عن حق وأحسن ما قيل ما حدثنا أبو علي الحسن بن غليب قال حدثني عمران بن أبي عمران قال حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمي قال حدثني عمرو بن لبيد عن أبي عبد الرحمن الحبلي في قوله جل وعز والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما قال
من أنفق في غير طاعة الله عز وجل فهو الإسراف ومن أمسك عن طاعة الله عز وجل فهو الإقتار

(5/48)



ومن أنفق في طاعة الله عز وجل فهو القوام وكان بين ذلك قواما أي عدلا قال أحمد بن يحيى يقال هذا قوام الأمر وملاكه وقال بعض أهل اللغة هذا غلط وإنما يقال هذا قوام الأمر واحتج بقوله تعالى وكان بين ذلك قواما قال أبو جعفر والصواب ما قال أحمد بن يحيى والمعنيان مختلفان فالقوام أبو بالفتح الاستقامة والعدل كما قال لبيد واحب المجامل أو بالجزيل وصرمه باق إذا ضلعت وزاغ قوامها

(5/49)



والقوام بالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر 70 - وقوله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر آية 68 قال أبو وائل قال عبد الله بن مسعود سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم فقال أن تشرك بالله جل وعلا وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك وتزني بحليلة جارك ثم قرأ عبد الله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية 71 - وقوله جل وعز ومن يفعل ذلك يلق أثاما آية 68
قال مجاهد هو واد في جهنم وقال أبو عمرو الشيباني يقال لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك

(5/50)



وقال القتبي الأثام جزاء العقوبة وأنشد والعقوق له أثام قال أبو جعفر وأصح ما قيل في هذا وهو قول الخليل وسيبويه أن المعنى يلق جزاء الأثام كما قال سبحانه واسأل القرية وبين جزاء الأثام فقال يضاعف له العذاب يوم القيامة كما بين الشاعر في قوله متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا قال الضحاك لما أنزل الله جل وعز والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى آخر الآية قال المشركون قد زعم أنه

(5/51)



لا توبة لنا فأنزل الله جل وعز إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا أي تاب من الشرك ودخل في الإسلام ونزل هذا بمكة وأنزل الله قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا الآية ثم أنزل بالمدينة بعد ثماني سنين ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وهي مبهمة لا مخرج منها
72 - وقوله جل وعز فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات آية 70 روى عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال يقرأ المؤمن في أول كتابه السيئات ويرى الحسنات دون ذلك فينظر وجهه وينظر

(5/52)



أعلاه فإذا هو حسنات كله فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات قال والضحاك أي يبدلهم من الشرك الإيمان وقال الحسن مجاهد قوم يقولون التبديل في الآخرة يوم القيامة وليس كذلك إنما التبديل في الدنيا يبدلهم الله إيمانا من الشرك وإخلاصا من الشك وإحصانا من الفجور قال أبو إسحق ليس يجعل مكان السيئة حسنة ولكن يجعل مكان السيئة التوبة والحسنة مع التوبة

(5/53)



73 - وقوله جل وعز ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متاب آية 71 أي توبة مؤكدة أي إذا عمل صالحا بعد التوبة قيل تاب متابا أي متابا مرضيا مقبولا 74 - وقوله جل وعز والذين لا يشهدون الزور آية 72 قال محمد بن الحنفية يعني الغناء وقال الضحاك يعني الشرك وأصل الزور في اللغة الكذب
والشرك أشد الكذب 75 - وقوله وإذا مروا باللغو مروا كراما آية 72 قال الضحاك باللغو أي بالشرك وروي عنه أيضا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه وقال الحسن اللغو المعاصي كلها

(5/54)



وأصل اللغو في اللغة ما ينبغي أن يلغى أي يطرح أي تركوه وأكرموا أنفسهم عنه 76 - وقوله جل وعز والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا آية 73 أي لم يتغافلوا عنها ويتركوها حتى يكونوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر 77 - ثم قال جل وعز والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين آية 74 قال الضحاك أي مطيعين لك ثم قال واجعلنا للمتقين إماما آية 74 قال الضحاك أي اجعلنا أئمة يقتدى بنا في الخير وقال الحسن أي اجعلنا نقتدي بالمتقين الذين قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا

(5/55)



78 - وقوله جل وعز قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم آية 77
ورى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أي ما يفعل بكم ربي لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه وهذا أحسن ما قيل في الآية كما قال جل وعز ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وأصل يعبأ من العب ء وهو الثقل وقول الشاعر كأن بصدره وبجانبيه عبيرا بات يعبأه) عروس أي يجعل بعضه على بعض أي أي وزن لكم عند ربكم لولا أنه أراد أن يدعوكم إلى طاعته

(5/56)



وقال القتبي المعنى ما يعبأ بعذابكم ربي لولا دعاؤكم غيره أي لولا شرككم 79 - ثم قال سبحانه فقد كذبتم فسوف يكون لزاما آية 77 بوى مسروق عن عبد الله قال يعني يوم بدر وكذلك قال مجاهد والضحاك قال أبو إسحاق أي فسوف يكون التكذيب لازما يلزمكم ولا تعطون التوبة وقال القتبي أي فسوف يكون العذاب لزاما وقال أبو عبيدة لزاما أي فيصلا

(5/57)



وقال مسلم بن عمار سمعت ابن عباس يقرؤها فقد
كذب الكافرون فسوف يكون لزاما وقال أبو زيد سمعت قعنبا يقرأ فسوف يكون لزاما بفتح اللام قال أبو جعفر وهذا مصدر لزم والأول مصدر لوزم حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم يقول لولا إيمانكم وأخبر الله جل وعز الكفار أنه لا حاجة له بهم إذا لم يخلقهم مؤمنين ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين فسوف يكون لزاما قال يقول موتا انتهت سورة الفرقان

(5/58)



تفسير سورة الشعراء مكية وآياتها 227 آية

(5/59)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الشعراء وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز طسم آية 1 روى معمر عن قتادة قال طسم اسم 2 - وقوله جل وعز تلك آيات الكتاب المبين آية 2 لأن القرآن مذكور في التوراة والإنجيل فالمعنى هذه تلك آيات الكتاب
وقيل تلك بمعنى هذه 3 - وقوله جل وعز لعلك باخع نفسك آية 3

(5/61)



قال مجاهد وقتادة أي قاتل وقال الضحاك أي قاتل نفسك عليهم حرصا قال أبو عبيدة باخع أي مهلك قال أبو جعفر وأصل هذا من بخعه عبد أي أذله والمعنى لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان 4 - وقوله جل وعز إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية آية 4 أي لو شئنا لاضطررناهم عليه إلى الطاعة بأن نهلك كل من عصى 5 - ثم قال جل وعز فظلت أعناقهم لها خاضعين آية 4 في هذا أقوال قال مجاهد أعناقهم كبراؤهم

(5/62)



وقال أبو زيد والأخفش أعناقهم جماعاتهم يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة وقال عيسى بن عمر خاضعين وخاضعة ههنا واحد والكسائي يذهب إلى أن المعنى خاضعيها قال أبو جعفر قول مجاهد أعناقهم كبراؤهم
معروف في اللغة يقال جاءني عنق من الناس أي رؤساؤهم وكذل يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة ولهذا يقال على فلان عتق رقبة ولا يقال عتق عنق لما يقع فيه من الاشتراك وقول عيسى بن عمر أحسن هذه الأقوال وهو اختيار أبي العباس

(5/63)



والمعنى على قوله فظلوا لها خاضعين فأخبر عن المضاف إليه وجاء بالمضاف مقحما توكيدا كما قال الشاعر رأت مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال وكما قال الشاعر وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم قال أبو العباس ومثله سقطت بعض أصابعه قال ومثله يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يلقينكم أبي في سوءة عمر فجاء بتيم الأول مقحما توكيدا

(5/64)



وأما قول الكسائي فخطأ عند البصريين والفراء ومثل هذا الحذف لا يقع في شئ من الكلام 65 - وقوله جل وعز أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل
زوج كريم آية 7 قال مجاهد من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام وروي عن الشعبي أنه قال الناس من نبات الأرض فمن صار منهم إلى الجنة فهو كريم ومن صار إلى النار فهو لئيم والمعنى على قول مجاهد من كل جنس نافع حسن 7 - ثم قال جل وعز إن في ذلك لآية آية 8 أي لدلالة على الله جل وعز وأنه ليس كمثله شئ ثم قال وما كان أكثرهم مؤمنين أي قد علم الله أنهم لا يؤمنون كما قال سبحانه لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد

(5/65)



8 - وقوله جل وعز وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين آية 11 أي واتل عليهم هذا وبعده واتل عليهم نبأ إبراهيم 9 - وقوله جل وعز قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني آية 12 قرأ الأعرج وطلحة وعيسى ويضيق صدري ولا ينطلق لساني والقراءة الأولى أحسن لأن انطلاق اللسان ليس مما يدخل في الخوف لأنه قد كان 10 - ثم قال تعالى فأرسل إلى هارون آية 13
في الكلام حذف والمعنى فأرسل إلى هارون ليعينني ويؤازرني كما تقول فأرسل إلي إني لأعينك

(5/66)



11 - ثم قال جل وعز ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون آية 14 قال مجاهد وقتادة يعني قتل النفس فأخاف أن يقتلون أي بقتلي رجلا منهم 12 - ثم قال جل وعز قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون آية 15 كلا ردع وزجر أي انزجر عن هذا الخوف وثق بالله ثم قال جل وعز فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون آية 15 يحتمل أن يكون معكم لموسى وهارون عليهما السلام لأن الاثنين جمع كما قال تعالى فإن كان له إخوة ويحتمل أن يكون لموسى وهارون والآيات ويحتمل أن يكون لموسى وهارون ومن أرسل إليهم

(5/67)



قال أبو جعفر الأول أولاها ليكون المعنى إنا معكم ناصرين ومقوين 13 - ثم قال جل وعز فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) آية 16
قال أبو عبيدة رسول بمعنى رسالة وأنشد لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول والتقدير على قوله إنا ذوا رسالة والأخفش يذهب إلى أنه واحد يدل على اثنين وجمع 14 - ثم قال جل وعز أن أرسل معنا بني إسرائيل آية 17 المعنى أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل

(5/68)



15 - ثم قال جل وعز قال ألم نربك فينا وليدا آية 18 أي مولودا فامتن عليه بتربيته إياه صغيرا إلى أن كبر 16 - ثم قال تعالى ولبثت فينا من عمرك سنين آية 18 ومن عمرك وعمرك 17 - وقوله جل وعز وفعلت فعلتك التي فعلت آية 19 قال مجاهد يعني قتل النفس وقرأ الشعبي وفعلت فعلتك بكسر الفاء والفتح للأول لأنها للمرة الواحدة والكسر بمعنى الهيئة والحال أي فعلتك التي تعرف كما قال كأن مشيتها من دار جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل ويقال كان ذلك أيام الردة والردة

(5/69)



قال أبو جعفر قال علي بن سليمان واختار
ذلك لأن الارتداد لم يكن مرة واحدة والفتح أجود 18 - ثم قال جل وعز وأنت من الكافرين آية 19 في معناه أقوال أ - منها أن المعنى من الكافرين لنعمتي كما قال والكفر مخبثة لنفس المنعم ب - والضحاك يذهب إلى أن المعنى وأنت من الكافرين لقتلك القبطي قال فنفى عن نفسه الكفر وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل ج وقال الفراء المعنى وأنت من الكافرين الساعة د - قال السدي أي وأنت من الكافرين لأنك كنت تتبعنا على الدين الذي تعيبه الساعة فقد كنت من الكافرين على قولك

(5/70)



قال أبو جعفر ومن أحسن ما قال في معناه ما قاله ابن زيد قال من الكافرين لنعمتنا ما أي لنعمة تربيتي لك 19 - ثم قال وعز قال فعلتها إذا وأنا من الضالين آية 20 أي من الجاهلين وقال أبو عبيدة من الضالين أي من الناسين كما قال سبحانه أن تضل إحداهما 20 - وقوله جل وعز فوهب لي ربي حكما آية 21 قال السدي يعني النبوة 21 - وقوله جل وعز وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل
آية 22

(5/71)



في هذه الآية أقوال قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال تروح من الحي أم تبتكر وماذا يضرك لو تنتظر وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني

(5/72)



وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل 22 - وقوله جل وعز قال فرعون وما رب العالمين آية 23 فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين
آية 24 فلم يرد فرعون هذه الحجة بأكثر من أن قال قال لمن حوله ألا تستمعون أي ألا تستمعون إلى قوله فأجابه موسى لأنه المراد وزاده في البيان قال ربكم ورب آبائكم الأولين فلم يحتج فرعون عليه بأكثر من أن نسبه إلى الجنون قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون آية 27 أي لمغلوب على عقله لأنه يقول قولا لا يعرفه لأنه كان

(5/73)



عند قوم فرعون أن الذي يعرفونه ربا لهم في ذلك الوقت هو فرعون وأن الذي يعرفونهم أربابا لآبائهم الأولين ملوك أخر كانوا قبل فرعون فزاده موسى في البيان فقال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون آية 28 فتهدده فرعون قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين آية 29 فاحتج موسى عليه وعليهم بما يشاهدونه قال أو لو جئتك بشئ مبين آية 30 أي ببرهان قاطع واضح يدل على صدقي 23 - وقوله جل وعز فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين آية 32

(5/74)



يقال الثعبان الكبير من الحيات وقد قال في موضع آخر
تهتز كأنها جان والجان الصغير من الحيات ففي هذا دليل على أن الآية كانت عظيمة لأنه وصف عظمها وأنها تهتز اهتزاز الصغير لخفتها ولا يمنعها عظمها من ذلك فهذا أعظم في الآية 24 - ثم قال جل وعز ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين آية 33 أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم آية 34 ثم تواضع لهم فقال يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين آية 37

(5/75)



روى مجاهد عن ابن عباس قال يعني الشرط ويروى أن السحرة كانوا اثني عشر ألفا وأن موسى بعث والسحر كثير وأعطي الآيات العظام كما بعث النبي صلى الله عليه وسلم والبلاغة أكثر ما كانت فأعطي القرآن ودعوا إلى أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك قال قتادة إنه لكبيركم يعني موسى صلى الله عليه وسلم
25 - وقوله جل وعز لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف آية 49 يروى أنه أول من قطع وصلب قالوا لا ضير فيما يلحقنا من عذاب الدنيا مع أملنا للمغفرة

(5/76)



يقال ضرر وضر وضير وضور بمعنى واحد وأنشد أبو عبيده فإنك لا يضورك بعد حول أظبي كان أمك أم حمار أن كنا أول المؤمنين أي لأن كنا قال الفراء أي أول مؤمني أهل زماننا قال أبو إسحاق هذا كلام من لم يعرف الرواية لأنه يروى أنه معه ستمائة ألف وسبعون ألفا وإنما المعنى أول من آمن عند ظهور هذه الآية 26 - ثم قال جل وعز وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي آية 52

(5/77)



يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل قال مجاهد خرج موسى صلى الله عليه وسلم ليلا قال عمرو بن ميمون قالوا لفرعون إن موسى قد خرج ببني إسرائيل فقال لا تكلموهم حتى يصيح الديك فلم يصيح
ديك تلك الليلة فلما أصبح أحضر شاة فذبحت وقال لا يتم سلخها حتى يحضر خمس مائة ألف فارس من القبط فحضروا وروى يونس بن أبي إسحق عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعهدنا فأتنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما حاجتك فقال ناقة أرتحلها لا وأعنز يحتلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل قالوا وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ببني إسرائيل ضل عن الطريق فقال ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ألا نخرج إلا بعظامه فقال أين قبره فقالوا ما يعرفه إلا عجوز بني إسرائيل فسألوها فقالت حتى تعطيني حكمي قال وما

(5/78)



حكمك قالت أن أكون معك في الجنة فكره ذلك فأوحى الله جل وعز إليه أن أعطها ففعل فأتت بهم إلى بحيرة فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فتبينت لهم الطريق كضوء النهار 27 - ثم قال جل وعز إنكم متبعون آية 52 روى عكرمة عن ابن عباس قال اتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى صلى الله عليه في ستمائة ألف من بني إسرائيل فقال فرعون إن هؤلاء لشرذمة قليلون وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا

(5/79)



وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وإنا لجميع حاذرون قال مؤدون قال أبو جعفر المؤدون الذين معهم أداة وهي السلاح والسلاح أداة الحرب وأبو عبيدة يذهب إلى أن حاذرين وحذرين وحذرين بضم الذال بمعنى واحد قال أبو جعفر وحقيقة هذا أن الحاذر هو المستعد والحذر المتيقظ كأن ذلك فيه خلقة ولهذا قال أكثر النحويين لا يتعدى حذر

(5/80)



وروى حميد الأعرج عن أبي عمار أنه قرأ وإنا لجميع حادرون الدال غير معجمة يقال جمل حادر إذا كان غليظا ممتليا ومنه قول الشاعر وعين لها حدرة بدرة شقت مآقيهما من أخر 28 - ثم قال جل وعز فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم آية 58 57 حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذلله له فإذا أراد
الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره

(5/81)



وقال في وقوله الله جل وعز فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم قال كانت الجنات بحافتي هذا النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا من أسوان إلى رشيد وكان له سبعة خلج خليج الاسكندرية وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى متصلة لا ينقطع منها شئ من شئ وزروع ما بين الجبلين كله من أول مصر إلى آخرها ما يبلغه الماء فكانت جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها قال ومقام كريم المنابر كان بها ألف منبر قال أبو جعفر المقام في اللغة الموضع من قولك قام يقوم وكذلك المقامات واحدها مقامة كما قال الشاعر

(5/82)



وفيهم مقامات حسان وجوهها وأندية ينتابها القول والفعل والمقام أيضا المصدر والمقام بالضم الموضع من أقام يقيم والمصدر أيضا من أقام يقيم إلا أن ابن لهيعة قال سمعت أن المقام الكريم الفيوم
29 - وقوله جل وعز فأتبعوهم مشرقين آية 60 أكثر أهل التفسير على أن المعنى وقت الشروق وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى ناحية الشرق والأول أولى يقال أشرقنا أي دخلنا في الشروق كما يقال أصبحنا أي دخلنا في الصباح وإنما يقال في ذلك شرقنا وغربنا 30 - وقوله جل وعز فلما تراءى الجمعان آية 61 أي رأى بعضهم بعضا

(5/83)



أصحاب موسى إنا لمدركون آية 61 وقرئ لمدركون والمعنى واحد أي سيدركنا هذا الجمع الكثير ولا طاقة لنا به 31 - وقوله جل وعز قال كلا إن معي ربي سيهدين آية 62 كلا أي ارتدعوا وانزجروا عن هذا القول إن معي ربي سيهدين 32 - وقوله جل وعز فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم آية 63 قال الضحاك كالطود العظيم أي كالجبل كما قال الأسود بن يعفر نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجئ من أطواد جمع طود أي جبل

(5/84)



33 - وقوله جل وعز وأزلفنا ثم الآخرين آية 64 قال الحسن أزلفنا أهلكنا وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت ومنه مر الليالي زلفا فزلفا وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ وأزلقنا بالقاف 34 - وقوله جل وعز واتل عليهم نبأ إبراهيم آية 69 أي خبر إبراهيم

(5/85)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:05
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

35 - وقوله جل وعز قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين آية 71 أي مقيمين على عبادتها قال هل يسمعونكم إذ تدعون قال أبو عبيدة أي هل يسمعون لكم قال أبو حاتم أي هل يسمعون أصواتكم وقرأ قتادة هل يسمعونكم بضم الياء أي هل يسمعونكم أصواتهم وكلامهم 36 - وقوله جل وعز فإنهم عدو لي إلا رب العالمين آية 77
يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول ويجوز أن يكون المعنى كل ما تعبدونه عدو لي يوم القيامة إلا الله جل وعز

(5/86)



ومن أصح ما قيل فيه أن المعنى فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة 37 - وقوله جل وعز الذي خلقني فهو يهدين آية 78 وقرأ بن أبي أسحق فهو يهديني بإثبات الياء فيها كلها وقرأ والذي أطمع أن يغفر لي خطاياي يوم الدين وقال ليست خطيئة واحدة قال أبو جعفر والتوحيد جيد على أن تكون خطيئة بمعنى خطايا كما قرئ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال مجاهد في قوله والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي قال هو قوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله إني سقيم

(5/87)



وقوله حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذ سارة قال هي أختي 38 - قال مجاهد في قوله جل وعز واجعل لي لسان صدق في الآخرين آية 84
قال الثناء الحسن وروي عن ابن عباس قال اجتماع الأمم عليه 39 - وقوله جل وعز إلا من أتى الله بقلب سليم آية 89 قال قتادة أي سليم من الشرك وقال عروة لم يلعن شيئا قط

(5/88)



40 - ثم قال تعالى وأزلفت الجنة للمتقين آية 90 أي قربت بمعنى قرب دخولهم إياها 41 - وقوله جل وعز فكبكبوا فيها هم والغاوون آية 94 كبكبوا أي قلبوا على رؤوسهم وقيل طرح بعضهم على بعض هذا قول أبي عبيدة والأصل كببوا فأبدل من الباء كاف استثقالا للتضعيف وقيل معنى فكبكبوا فجمعوا مشتق من كوكب الشئ أي معظمه والجماعة من الخيل كوكب وكبكبه قال قتادة والغاوون الشياطين وقال السدي فكبكبوا أي مشركو العرب والغاوون الآلهة وجنود إبليس من كان من ذريته

(5/89)



42 - قال أبو جعفر ومعنى إذ نسويكم برب العالمين نعبدكم كما نعبده
43 - وقوله جل وعز فما لنا من شافعين ولا صديق حميم آية 101 حميم أي خاص ومنه حامة الرجل وأصل هذا من الحميم وهو الماء الحار ومنه الحمام والحمى فحامة الرجل الذين يحرقهم ما أحرقه كما يقال هم حزانتهم على أي يحزنهم ما يحزنه 44 - وقرأ يعقوب وغيره قالوا أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون آية 111 وهي قراءة حسنة وهذه الواو أكثر ما يتبعها الأسماء والأفعال بعد وأتباع جمع تبع وتبع يكون للواحد والجميع قال الشاعر

(5/90)



له تبع قد يعلم الناس أنه على من تدانى صيف وربيع وقيل إنما أرادوا أن أتباعك الحجامون والحاكة والصناعات ليست بضارة في الدين وروى عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسعيد عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحاكة 45 - وقوله تعالى فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون آية 119 المشحون المملوء 46 - وقوله جل وعز أتبنون بكل ريع آية تعبثون آية 128

(5/91)



قال قتادة والضحاك الريع الطريق وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد بكل ريع بكل فج قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد أتبنون بكل ريع آية تعبثون آية 128 قال بروج الحمامات 92 - ثم قال جل وعز وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون آية 129

(5/92)



روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا وقال سفيان هي مصانع الماء قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد وتتخذون مصانع
قال بالآجر والطين وفي بعض القراءات كأنكم تخلدون والمعنيان

(5/93)



متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود 48 - وقوله جل وعز وإذا بطشتم بطشتم جبارين آية 130 قال مجاهد بالسيف والسوط 49 - وقوله جل وعز إن هذا إلا خلق الأولين آية 137 قال قتادة خلق الأولين بالضم يعيشون كما عاشوا أي نحيا ونموت كما حيوا وماتوا قال عبد الله بن مسعود خلق الأولين أي اختلاقهم

(5/94)



قال أبو جعفر خلق الشئ واختلقه بمعنى 50 - وقوله جل وعز وزروع ونخل طلعها هضيم آية 148 قال الضحاك أي يركب بعضه بعضا قال أبو جعفر وقيل هضيم أي هاضم مرئ لطيف أول ما طلع وقال مجاهد حين يطلع يقبض عليه فيهضمه قال أبو جعفر أصل الهضم انضمام الشئ ومنه هضيم الكشح ريا المخلخل
ومنه فلان أهضم الكشح أي ضامره فيقال للطلع هضيم قبل أن يتفتح وروى إسحاق عن بريد ونخل طلعها هضيم

(5/95)



قال منه ما قد أرطب ومنه مذنب 51 - ثم قال جل وعز وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين آية 149 قال أبو صالح أي حاذقين بنحتها وقال منصور بن المعتمر فارهين أي حاذقين وقال الحسن فرهين أي آمنين وقال عبد الله بن شداد فارهين بألف أي متجبرين وقال قتادة فرهين أي معجبين وقال مجاهد فرهين أي أشرين بطرين

(5/96)



قال أبو جعفر وهذا أعرفها في اللغة وهو قول أبي عمرو وأبي عبيدة فكأن الهاء مبدلة من حاء لأنهما من حروف الحلق وأبو عبيدة يذهب إلى أن فارهين وفرهين بمعنى واحد 52 - وقوله جل وعز قالوا إنما أنت من المسحرين آية 153 أي من المسحورين قاله مجاهد وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى إنما أنت بشر لك سحر والسحر الرئة
وقيل من المسحرين أي من المعللين بالطعام والشراب كما قال الشاعر أرانا موضعين لحتم غيب ونسحر بالطعام وبالشراب 53 - وقوله جل وعز لها شرب ولكم شرب يوم معلوم آية 155

(5/97)



والشرب الحظ من الماء 54 - وقوله جل وعز وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم آية 166 قال إبراهيم بن المهاجر قال لي مجاهد كيف يقرأ عبد الله بن مسعود وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قلت وتذرون ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم قال الفرج كما قال تعالى فأتوهن من حيث أمركم الله وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال القبل الفرج إلى أدبار النساء والرجال 55 - ثم قال جل وعز بل أنتم قوم عادون آية 166

(5/98)



يقال عدا إذا تجاوز في الظلم 56 - وقوله جل وعز قال إني لعملكم من القالين آية 168 أي المبغضين الكارهين وقد قلاه يقليه قلى وقلاء
كما قال عليك السلام لا مللك قريبة ومالك عندي إن نأيت قلاء 57 - وقوله جل وعز إلا عجوزا في الغابرين آية 171 قال أبو عبيدة والفراء أي الباقين قال أبو جعفر يقال للذاهب غابر وللباقي غابر كما قال لا تكسع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج

(5/99)



وكما قال فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر أي وما بقي والأغبار بقيات الألبان والشول الإبل التي قد شالت بأذنابها 58 - وقوله جل وعز كذب أصحاب الأيكة المرسلين آية 176 الأيكة عند أهل اللغة الشجر لالملتف والجمع أيك ويروى أنهم كانوا أصحاب شجر ملتف وقد قيل إن الأيكة اسم موضع ولا يصح ذلك ولا يعرف

(5/100)



59 - وقوله جل وعز إذ قال لهم شعيب ألا تتقون آية 177 قرئ على أحمد بن شعيب عن عبد الحميد بن محمد قال حدثنا مخلد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وصالح وهود وشعيب وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومحمد صلى الله عليهم وزعم الشرقي بن قطامي أن شعيبا هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم وزعم ابن سمعان أن شعيبا بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم صلى الله عليهم 60 - وقوله جل وعز وزنوا بالقسطاس المستقيم آية 182 قال عبد الله بن عباس ومجاهد القسطاس العدل

(5/101)



61 - ثم قال جل وعز ولا تبخسوا الناس أشياءهم آية 183 أي ولا تظلموا ومنه قول العرب تحسبها حمقاء وهي باخس 62 - وقوله جل وعز واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين آية 184 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد الجبلة الخليقة قال أبو جعفر يقال جبل فلان على كذا أي خلق وقوله جبلة وجبلة وجبلة 63 - وقوله جل وعز فأسقط علينا كسفا من السماء
آية 187 روى علي بن الحكم عن الضحاك فأسقط علينا كسفا قال جانبا

(5/102)



قال أبو جعفر ويقرأ كسفا وهو جمع كسفة وهي القطعة 64 - ثم قال جل وعز فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة آية 189 قال عبد الله بن عباس أصابهم حر شديد فدخلوا البيوت فأخذ بأنفاسهم فخرجوا إلى البرية لا يسترهم شئ فأرسل الله إليهم سحابة فهربوا إليها ليستظلوا بها ونادى بعضهم بعضا فلما اجتمعوا تحتها أهلكهم الله جل وعز وقال مجاهد فلما اجتمعوا تحتها صيح بهم فهلكوا 65 - وقوله جل وعز نزل به الروح الأمين آية 193 يعني جبريل صلى الله عليه على قلبك أي يتلوه فيعيه قلبك

(5/103)



66 - وقوله جل وعز وإنه لفي زبر الأولين آية 196 أي إن إنزاله وذكره ثم قال جل 67 - وعز أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل آية 197 وفي قراءة عبد الله أو ليس لكم آية أن يعلمه علماء بني
إسرائيل قال مجاهد هو عبد الله بن سلام وقال غيره هو عبد الله وغيره ممن أسلم 68 - ثم قال جل وعز ولو نزلناه على بعض الأعجمين آية 198

(5/104)



الأعجم الذي لا يفصح وإن كان عربيا والعجمي الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا وقد ذكرنا قوله كذلك سلكناه في قلوب المجرمين في سورة الحج 69 - وقوله جل وعز إنهم عن السمع لمعزولون آية 212 أي عن استماع الوحي لممنوعون بالرجم وروى عروة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشئ فنجده كما يقولون فقال تلك الكلمة يخطفها أحدهم فيكذب معها مائة كذبة وذكر الحديث 70 - ثم قال جل وعز وأنذر عشيرتك الأقربين آية 214

(5/105)



قال عبد الله بن عباس لما نزلت صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصاح يا صباحاه فاجتمعوا إليه من بين رجل يجئ وبين رجل يبعث برسول فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن رجلا جاء من هذا الفج ليغير عليكم أصدقتموني قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا
قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب ألهذا دعوتنا تبا لك فأنزل الله جل وعز تبت يدا أبي لهب وتب وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة ابنة محمد يا بني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم

(5/106)



71 - وقوله جل وعز الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين آية 219 218 قال مجاهد وقتادة في الساجدين في المصلين قال مجاهد وكان يرى من خلفه كما يرى من أمامه قال عكرمة أي قائما وراكعا وساجدا وروي عن ابن عباس أنه قال تقلبه في الظهور حتى أخرجه نبيا 72 - وقوله جل وعز تنزل على كل أفاك أثيم آية 222 قال مجاهد على كل أفاك على كل كذاب 73 - وقوله جل وعز والشعراء يتبعهم الغاوون آية 224 قال ابن عباس الرواة

(5/107)



وقال الضحاك هما اثنان تهاجيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار وكان مع كل واحد منهما جماعة وهم
الغواة أي السفهاء وقال عكرمة هم الذين يتبعون الشاعر وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يتبعهم الغاوون قال الشياطين وروى خصيف عن مجاهد قال هم الذين يتبعونهم ويروون شعرهم 74 - ثم قال جل وعز ألم تر أنهم في كل واد يهيمون آية 225 قال مجاهد أي في كل فن يفتنون قال أبو جعفر والتقدير في اللغة في كل واد من القول يهيمون قال أبو عبيدة الهائم المخالف للقصد في كل شئ

(5/108)



75 - وقوله جل وعز إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات آية 227 قال عبد الله بن عباس يعني عبد الله بن رواحة وحسانا وفي غير هذا الحديث لما نزلت هذه الآية قال عبد الله قد علم الله جل وعز أنا نقول الشعر وأنزل هذا فأنزل الله عز وجل إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا أي ناضلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين من هجاهم

(5/109)



76 - ثم قال جل وعز وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون آية 227 روي في الحديث أنه يراد به من بين يدي الله جل وعز إلى النار انتهت سورة الشعراء

(5/110)



تفسير سورة النمل مكية وآياتها 93 آية

(5/111)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة النمل وهي مكية 113 - من ذلك قوله جل وعز طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين آية 1 تلك أي هذه آيات القرآن الذي كنتم توعدون به وكتاب مبين أي وآيات كتاب مبين 2 - وقوله جل وعز إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم آية 4 قال أبو إسحق أي جعلنا جزاءهم على الكفر هذا وقيل أي زينا لهم الطاعة والإيمان لأنهما من أعمال الخلق

(5/113)



3 - ثم قال جل وعز فهم يعمهون آية 4 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال فهم يترددون في
الضلالة 4 - ثم قال جل وعز وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم آية 6 أي يلقى عليك فتتلقاه 5 - وقوله جل وعز إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا آية 7 قال أبو عبيدة أي أبصرت قال أبو جعفر ومنه قيل إنس لأنهم مرئيون 6 - ثم قال جل وعز سأتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس آية 7

(5/114)



قال أبو عبيدة الشهاب النار قال أبو إسحق يقال لكل ذي نور شهاب قال أحمد بن يحيى أصل الشهاب عود في أحد طرفيه جمرة والآخر لا نار فيه والجذوة كذلك إلا أنها أغلظ من الشهاب وسميت جذوة لأنها أصل الشجرة كما هي قال أبو جعفر يقال قبست النار أقبسها قال قبسا والاسم القبس 7 - ثم قال جل وعز لعلكم تصطلون آية 7 روى عكرمة عن ابن عباس قال كانوا شاتين وكانوا قد أخطأوا الطريق 8 - ثم قال جل وعز فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن
حولها آية 8

(5/115)



أي فلما جاءها موسى نودي أن بورك من في النار ومن حولها روى عطاء بن السائب عن سعبد بن جبير عن ابن عباس قال النار نور الله جل وعز نادى موسى صلى الله عليه وسلم وهو في النور ومن حولها الملائكة وروى موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب النار نور الله جل وعز ومن حولها موسى والملائكة صلى الله عليه وسلم وقيل من في النار الملائكة الموكلون بها ومن حولها الملائكة أيضا والمعنى يقولون سبحان الله رب العالمين

(5/116)



وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد ولم يعقب ولم يرجع 9 - وقوله جل وعز إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم آية 10 في معناه أقوال أ - منها أن في الكلام حذفا والمعنى إني لا يخاف لدي المرسلون إنما يخاف غيرهم ممن ظلم إلا من ظلم ثم تاب فإنه لا يخاف
ب وقيل المعنى لا يخاف لدي المرسلون لكن من ظلم من المرسلين وغيرهم ثم تاب فليس يخاف ج - وقيل إلا بمعنى الواو وذا ليس بجيد في العربية 10 - وقوله جل وعز وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء آية 12 المعنى وأخرجها تخرج بيضاء وروى مقسم عن ابن عباس من غير سوء من غير برص

(5/117)



11 - ثم قال جل وعز في تسع آيات آية 12 المعنى من تسع آيات وفي بمعنى من لقربها منها كما تقول خذ لي عشرا من الإبل فيها فحلان أي منها وقال الأصمعي في قول امرئ القيس وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال في بمعنى من ويجوز أن تكون بمعنى مع والمعنى وألق عصاك وأدخل يدك في جيبك آيتان من تسع آيات والتسع الآيات فيما روي كون العصا حية وكون يده بيضاء من غير سوء والجدب الذي أصابهم في بواديهم ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم
12 - ثم قال جل وعز إلى فرعون وقومه آية 12

(5/118)



تخرج بيضاء إلى فرعون وقومه وقيل المعنى إلى فرعون وقومه مبعوث ومرسل وهذا قول الفراء 13 - وقوله جل وعز فلما جاءتهم آياتنا مبصرة آية 13 أي واضحة ومبصرة أي مبينة 14 - وقوله جل وعز وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا آية 14 أي تكبرا أن ؤمنوا عن بموسى صلى الله عليه وسلم وقد جاءهم بالبراهين والآيات 15 - وقوله جل وعز وورث سليمان داود آية 16 سبيل الولد أن يرث أباه فالفائدة في هذا أنه من وراثة العلم والقيام بأمر الناس ومن هذا العلماء ورثة الأنبياء

(5/119)



ويروى أنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولدا فورثه سليمان في النبوة والملك دونهم وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير 16 - ثم قال جل وعز وأوتينا من كل شئ آية 16 أي من كل شئ يؤتاه الأنبياء والناس وهذا على التكثير كما يقال ما بقيت أحدا حتى كلمته في
أمرك 17 - وقوله جل وعز فهم يوزعون آية 17 روى معمر عن قتادة قال يرد أولهم على آخرهم قال أبو جعفر أصل وزعته كففته ومنه لا بد للناس من وزعة ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن

(5/120)



روى عطاء الخراساني عن ابن عباس فهم يوزعون قال على كل صنف منهم وزعة يرد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يصنع الملوك فهذا قول بين ومنه وزع فلان فلانا عن الظلم إذا كفه عنه كما قال النابغة على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما يصح والشيب وازع 18 - ثم قال جل وعز حتى إذا أتوا على واد النمل آية 18 يروى أنه واد كان بالشام نمله على قدر الذباب وقرأ سليمان التيمي يا أيها النمل ادخلوا مساكنكن لا يحطمنكن من سليمان بجنوده

(5/121)



19 - وقوله جل وعز فتبسم ضاحكا من قولها آية 19 ويقرأ فتبسم ضحكا من قولها ويقال كذلك ضحك الأنبياء 20 - وقوله جل وعز وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك
آية 19 قال أهل التفسير أوزعني أألهمني وهو مأخوذ من الأول أي كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك أي كفني عما يباعد منك 21 - وقوله جل وعز وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد آية 20 قال أبو مجلز قال ابن عباس لعبدالله بن سلام أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل قال أتسألني وأنت تقرأ القرآن قال نعم ثلاث مرات قال لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير

(5/122)



قال احتاج إلى الماء ولم يعرف عمقه أو قال مسافته وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير فتفقده وفي غير هذا عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له كيف هذا والصبي يصيده فقال له ابن عباس إذا وقع القضاء عمي البصر وقال عطاء حدثنا مجاهد عن ابن عباس قال كان سليمان يجلس وتجعل السرر بين يديه ويأمر الإنس فيجلسون عليها ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ثم يظلهم الطير وتقلهم في الريح مسيرة شهر

(5/123)



ورواحها شهر فتفقد الهدهد من الطير فقال لأعذبنه عذابا
شديدا آية 21 وكان تعذيبه إياه نتفه وإلقاءه إياه في الأرض لا يمتنع من نملة ولا هامة قال عبد الله بن شداد كان تعذيبه اياه أن ينتفه ويلقيه في الشمس ثم قال جل وعز أو ليأتيني بسلطان مبين آية 21 أي بحجة بينة 22 - وقوله جل وعز فمكث غير بعيد آية 22 أي غير وقت بعيد والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته فقال أحطت بما لم تحط به

(5/124)



ومعنى أحطت بالشئ علمته من جميع جهاته 23 - وقوله جل وعز وجئتك من سبأ بنبأ يقين آية 22 قيل سبأ اسم رجل وقيل هي مدينة قرب اليمن 24 - وقوله جل وعز إني وجدت امرأة تملكهم آية 23 قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار
25 - ثم قال جل وعز وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم آية 23 أي من كل شئ يؤتاه مثلها ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر

(5/125)



26 - وقوله جل وعز ألا يسجدوا لله آية 25 هي أن دخلت عليها لا والمعنى لئلا يسجدوا لله ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم وقرأ ابن عباس وعبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج ألا يا اسجدوا لله والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا لله كما قال الشاعر يا لعنة الله والأقوام كلهم والصالحين على سمعان من جار فالمعنى يا هؤلاء لعنة الله

(5/126)



وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شئ ليس منه 27 - ثم قال جل وعز الذي يخرج الخب ء في السموات
والأرض آية 25 روى ابن نجيح عن مجاهد قال الخب ء ما غاب وروى معمر عن قتادة قال الخب ء السر وقيل الخب ء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله ويعلم ما يخفون وما يعلنون

(5/127)



وفي قراءة عبد الله يخرج الخب ء من السموات والأرض 28 - وقوله جل وعز إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون آية 28 قيل المعنى فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم وقيل إنما أدبه بأدب الملوك أي فألقه إليهم ولا تقف منتظرا ولكن تول ثم ارجع 29 - وقوله جل وعز قالت يا أيها الملأ آية 29 في الكلام حذف والمعنى فذهب فألقاه إليهم فسمعها تقول يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم قيل قالت كريم لكرم صاحبه وشرفه وقيل لأنه كان مختوما

(5/128)



وقيل قالت كريم من أجل ما فيه
وكان فيه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان إلى بلقيس ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين وكانت كتب الأنبياء مختصرة واحتذى الناس عليه من عبد الله قال عاصم عن الشعبي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كتب كان يكتب باسمك اللهم فلما نزلت بسم الله مجريها ومرساها كتب بسم الله فلما نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن كتب بسم الله الرحمن فلما نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم كتب بسم الله الرحمن الرحيم قال عاصم قلت للشعبي أنا رأيت كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم فقال ذاك الكتاب الثالث

(5/129)



30 - وقوله جل وعز ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين آية 31 أي أن لا تتكبروا ويجوز أن يكون المعنى بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو ويجوز على مذهب الخليل وسيبويه أن تكون أن بمعنى أي مفسرة كما قال وانطلق الملأ منهم أن امشوا ويجوز أن يكون المعنى إني ألقي إلي أن لا تعلوا علي 31 - وقوله جل وعز قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها آية 34 أي إذا دخلوها عنوة
ويقال لكل مدينة يجتمع الناس فيها قرية من قريت الشئ أي جمعته 32 - وقوله جل وعز وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون آية 34

(5/130)



يجوز أن يكون وكذلك يفعلون من قول الله جل وعز ويجوز أن يكون من قولها 33 - وقوله جل وعز وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون آية 35 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وجهت بغلمان عليهم لبس الجواري وبجوار عليهن لبس الغلمان وروى يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير قال أرسلت بمائتي وصيف ووصيفة وقالت إن كان نبيا فسيلعم بن الذكور من الإناث فأمرهم فتوضؤوا فمن توضأ منهم فبدأ بمرفقه قبل كفه قال هو من الإناث ومن بدأ بكفه قبل مرفقه قال هو من الذكور قال أبو جعفر وقيل وجهت إليه بلبنة من ذهب في خرقة حرير فأمر سليمان صلى الله عليه وسلم بلبن من ذهب فألقي تحت الدواب حتى وطأته

(5/131)



وهذا أشبه لقوله أتمدونني بمال ويجوز أن يكون وجهت بهما جميعا ومعنى قوله تعالى لا قبل لهم بها أي لا يطيقونها ولا يثبتون
لها 34 - وقوله عز وجل قال يا أيها الملأ أيكم يأتني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين آية 38 قيل إنما قال سليمان هذا لانهم إذا أسلموا لم يحل لهم أن يأخذ لهم شيئا وقيل إنما أراد أن يظهر بذلك آية معجزة 35 - وقوله جل وعز قال عفريات سنة من الجن أنا آتيك به قبل أن تكون من مقامك آية 39 وقرأ أبو رجاء قال عفرية بتحريك الياء قال قتادة هو الداهية

(5/132)



قال أبو جعفر يقال للشديد إذا كان معه خبث ودهاء عفر وعفرية وعفريت وعفارية وقيل عفريت أي رئيس قال وهب إن العفريت اسمه كوذن عمرو وقوله أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك أي من مجلسك الذي تقضي فيه بين الناس قال أبو جعفر يقال مقام ومقامة للموضع الذي يقام فيه 36 - وقوله جل وعز قال الذي عنده علم من الكتاب آية 40 في معنى هذا اقوال روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان يعرف اسم الله جل
وعز الذي إذا دعي به أجاب وهو يا ذا الجلال والإكرام

(5/133)



وقال غيره اسمه آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل فهذا قول وقيل إن الذي عنده علم من الكتاب هو سليمان نفسه لما قال له الجني أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وادعى شيئا يبعد أن يكون مثله قال له سليمان أنا آتيك به في وقت أقرب من هذا بقدرة الله جل وعز على أن نهلكه وتعيده موضعنا هذا من قبل أن تطرف وقال إبراهيم النخعي هو جبريل صلى الله عليه وسلم

(5/134)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:06
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

37 - وفي قوله جل وعز قبل أن يرتد إليك طرفك آية 40 فيه قولان أيضا روى إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال فرفع طرفه ثم رده فإذا بالعرش وقال مجاهد من قبل مد الطرف ثم قال مجاهد كما بيننا وبين الحيرة وهو يومئذ بالكوفة في كندة واستدل من قال إن قائل هذا سليمان بقوله قال هذا من فضل ربي إلى آخر الآية

(5/135)



قال عبد الله بن شداد فظهر العرش من نفق تحت
الأرض 38 - وقوله جل وعز قال نكروا لها عرشها تنظر أتهتدي آية 41 أي غيروه قيل جعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه وقال قتادة نكروا لها عرشها غيروه بزيادة أو نقصان ننظر أتهتدي قال مجاهد أي أتعرفه 39 - وقوله جل وعز قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو آية 42 قال قتادة شبهته به لأنها خلفته خلفها وخرجت

(5/136)



40 - ثم قال جل وعز وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين آية 42 قال مجاهد يقوله سليمان عليه السلام 41 - وقوله جل وعز وصدها ما كانت تعبد من دون الله آية 43 قال مجاهد أي كفرها قال أبو جعفر والمعنى على هذا وصدها اعتيادها ما كانت عليه من الكفر وبين ذلك بقوله إنها كانت من قوم كافرين وقال يعلى بن مسلم قرأت على سعيد بن جبير إنها
كانت من قوم كافرين فقال أنها بالفتح وقال إنما وصفها وليس يستأنف وفي معناه قول آخر وهو أن يكون المعنى وصدها عما كانت تعبد من دون الله ثم حذف عن كما تحذف حروف الخفض مع ما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف

(5/137)



42 - وقوله جل وعز قيل لها ادخلي الصرح آية 44 قال مجاهد هو بركة ماء ألبسها سليمان زجاجا وقال قتادة كان من قوارير خلفه ماء فلما رأته حسبته لجة أي ماء وقيل الصرح القصر عن أبي عبيدة كما قال تحسب أعلامهن الصروحا وقيل الصرح الصحن كما نقل هذه صرحة الدار وقاعتها بمعنى وحكى أبو عبيد في الغريب المصنف أن الصرح كل بناء عال مرتفع وأن الممرد الطويل

(5/138)



قال أبو جعفر أصل هذا أنه يقال لكل ما عمل عملا واحدا صرح من قولهم لبن صريح إذا لم يشبه ماء ومن قولهم صرح بالأمر ومنه عربي صريح وقال الفراء الصرح الممرد هو الأملس أخذ من قول العرب شجرة مرداء إذا سقط ورقها عنها
قال الفراء وتمرد الرجل إذا أبطأ خروج لحيته بعد إدراكه وقال غيره ومنه رملة مرداء إذا كانت لا تنبت ورجل أمرد وقيل الممرد المطول ومنه قيل لبعض الحصون مارد 43 - وقوله جل وعز فإذا هم فريقان يختصمون آية 45 قال مجاهد أي مؤمن وكافر قال والخصومة قولهم قالوا أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه فهذه الخصومة

(5/139)



وقيل تقول كل فرقة نحن على الحق 44 - وقوله جل وعز قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة آية 46 قال مجاهد أي بالعذاب قبل الرحمة قال أبو جعفر وفي الكلام حذف والمعنى والله أعلم فاستعجلت الفرقة الكافرة بالعذاب فقال لهم صالح لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله أي هلا تستغفرون الله 45 - وقوله جل وعز قالوا اطيرنا بك وبمن معك آية 47 قال مجاهد اطيرنا أي تشاءمنا 46 - وقوله جل وعز قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون آية 47 قال الضحاك أي الأمر الذي أصابكم عند الله
أي الأمر لله أصابكم به بما قدمت أيديكم

(5/140)



وقيل ما تطيرتم به عقوبته عند الله تلحقكم وقيل طائركم ما يطير لكم بل أنتم قوم تفتنون أي تختبرون 47 - وقوله جل وعز وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون آية 48 قال جعفر بن سليمان تلا مالك بن دينار هذه الآية فقال كم في كل حي وقبيلة ممن يفسد وقال عطاء بن أبي رباح بلغني أنهم كانوا يقرضون الدراهم 48 - وقوله جل وعز قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله آية 49

(5/141)



قال قتادة تحالفوا على أن يفتكوا بصالح ليلا فمروا يتعانقون أي يسرعون فأرسل الله عليهم صخرة فأهلكتهم قال مجاهد تقاسموا على أن يأتوا صالحا ليلا فأهلكوا وهلك قومهم أجمعون 49 - وقوله جل وعز ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون آية 54 أي واذكر لوطا أو وأرسلنا لوطا ثم قال أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أي وأنتم تبصرون أي تعلمون أنها فاحشة فذلك أعظم لذنبكم
وقيل يرى بعضكم ذلك من بعض ولا يكتمه منه

(5/142)



قال مجاهد في قوله تعالى إنهم أناس يتطهرون أي عن أدبار الرجال والنساء على الاستهزاء بهم وقال قتادة عابوهم والله بغير عيب فإنهم يتطهرون من أعمال السوء 50 - وقوله جل وعز قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آية 59 وروى الحكم بن ظهير عن السدي ووكيع وأبو عاصم عن سفيان وسلام على عباده الذين اصطفى قالا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم 51 - وقال جل وعز آلله خير أم ما يشركون آية 59 وليس فيما يشركون خير فالمعنى أثواب الله خير أم ثواب ما يشركون

(5/143)



وجواب آخر أجود من هذا يكون المعنى الخير قبل في هذا أم في هذا الذي يشركون به في العبادة كما قال أتهجوه ولست له بكف ء فشركما لخيركما الفداء وحكى سيبويه السعادة أحب إليك أم الشقاء وهو يعلم أن السعادة أحب إليه والمعنى أم ما تشركون بالله خير أم الذي يهديكم في
ظلمات البر والبحر إذا ضللتم الطريق 52 - وقوله جل وعز بل هم قوم يعدلون آية 60 أي يعدلون عن القصد والحق ويجوز أن يكون المعنى يعدلون بالله جل وعز

(5/144)



53 - وقوله جل وعز فأنبتنا به حدائق ذات بهجة آية 60 روى معمر عن قتادة قال النخل الحسان قال أبو جعفر وهو من قولهم حدق به أي أحيط به كما قال وقد حدقت بي المنية واستبطأت أنصاري 54 - وقوله جل وعز بل ادارك علمهم في الآخرة آية 66 ويقال بل ادرك أي كمل لأنهم عاينوا الحقائق وروى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس أنه قرأ بلى

(5/145)



أدارك بفتح الهمزة على الاستفهام وبتشديد الدال علمهم في الآخرة وقال أي لم يدرك وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي غاب والمعروف من قراءته بلى ادارك أي تتابع يقولون تكون ولا تكون وإلى كذا تكون قال أبو جعفر في آدارك يحيى هذه ألف التوقيف أي أدارك علمهم في الدنيا حقيقة الآخرة أي لم يدرك وربما جاء مثل هذا
بغير ألف استفهام وقرأ ابن محيصن بل أدارك علمهم وأنكر هذا أبو عمرو قال لأن بل لا يقع بعدها إلا ايجاب قال أبو جعفر وهو جائز على أن يكون المعنى بل لم يدرك علمهم وبل يقال لهم هذا

(5/146)



55 - وقوله جل وعز قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعلجون آية 72 قال مجاهد أي أعجلكم الرحمن وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ردف لكم أي اقترب لكم قال أبو جعفر وهو من ردفه إذا اتبعه وجاء في أثره وتكون اللام أدخلت لأن المعنى اقترب لكم ودنا لكم أو تكون متعلقة بمصدر 56 - وقوله جل وعز وإذا وقع القول عليهم آية 82 أي وجب قال الفراء أي وقع السخط عليهم 57 - وقوله جل وعز أخرجنا لهم دابة من اأرض تكلمهم آية 82 وقرأ ابن عباس تكلمهم

(5/147)



وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير تكلمهم وقرأ أبي
تنبئهم قال إبراهيم تخرج الدابة من مكة وروى أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال تخرج الدابة ثلاث خرجات خرجة بالبوادي ثم تنكمي وخرجة بالقرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء وخرجة من أفضل المساجد وأشرفها وأعظمها حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام ولم يسمه فيتهارب وكان الناس وتبقى جميعة من المسلمين فتخرج فتجلو وجوههم ثم لا ينجو منها هارب ولا يلحقها طالب وإنها لتأتي الرجل وهو يصلي فتقول له أتمتنع روى بالصلاة فتخطه ولم وتخطم وجه الكافر وتجلو وجه المؤمن

(5/148)



59 - وقوله جل وعز ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون آية 85 روى عطية عن ابن عمر قال ذلك إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر وقوله جل وعز ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله آية 87 حدثنا أحمد بم محمد البراثي قال حدثنا علي بن الجعد عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى إلا من شاء الله قال جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحدثنا الحسين بن عمر الكوفي قال حدثنا هناد بن
السري قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري عن سعيد بن جبير في قوله إلا من شاء الله قال هم الشهداء هم ثنية الله جل وعز متقلدوا السيوف حول العرش

(5/149)



60 - ثم قال جل وعز وكل أتوه داخرين آية 87 قال قتادة أي صاغرين 61 - ثم قال جل وعز وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب آية 88 لأنها قد بست وجمعت 62 - وقوله جل وعز من جاء بالحسنة فله خير منها آية 89 قال عبد الله بن مسعود لا إله إلا الله وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله فله خير منها وصل إليه

(5/150)



الخير ومن جاء بالسيئة وهي الشرك فكبت وجوههم في النار وقال الحسن ومجاهد وقيس بن سعد من جاء بالحسنة ب لا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة الشرك قال أبو جعفر ولا نعلم أحدا من أهل التفسير قال غير هذا
63 - وقوله جل وعز وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها آية 93 أي في أنفسكم وغيرها تمت بعونه تعالى سورة النمل

(5/151)



تفسير سورة القصص مكيه وآياتها 88 آية

(5/153)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة القصص وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز طسم آية 1 قال قتادة طسم اسم من أسماء القرآن 2 - ثم قال جل وعز تلك آيات الكتاب المبين آية 2 أي المبين بركته وخيره والمبين الحق من الباطل والحلال من الحرام وقصص الأنبياء صلوات الله عليهم ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويقال أبان الشئ وبان وأبان اتضح 3 - ثم قال جل وعز نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق آية 3 النبأ الخبر

(5/155)



4 - وقوله جل وعز إن فرعون علا في الأرض آية 4 قال السدي أي تجبر
5 - ثم قال جل وعز وجعل أهلها شيعا آية 4 قال مجاهد أي فرقهم قال السدي أي فرقهم في الأعمال القذرة وقال قتادة شيعا أي ذبح بعضهم واستحيا بعضهم وقتل بعضهم والشيع عند أهل اللغة جمع شيعة والشيعة الفرقة التي بعضها مساعد لبعض ومؤازر 6 - وقوله جل وعز ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض آية 5 يعني بني إسرائيل صلى الله عليه ونجعلهم أئمة أي

(5/156)



ولاة ونجعلهم الوارثين أي الوارثين فرعون وملأه 7 - وقوله جل وعز ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون آية 6 قال قتادة كان حاز لفرعون والحازي المنجم قال له إنه يولد في هذه السنة مولود يذهب بملكك فأمر فرعون بقتل الولدان في تلك السنة قال فذلك قول الله جل وعز ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون 8 - وقوله جل وعز وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم آية 7 روى معمر عن قتادة قال قذف في نفسها وقيل هي رؤيا رأتها

(5/157)



وقال غيره بل كان ضمانا من الله عز وجل قال أبو جعفر والوحي في اللغة إعلام في خفاء فلذلك جاز أن يقال للإلهام وحي كما قال تعالى وأوحى ربك إلى النحل وقال وإذ أوحيت إلى الحواريين والقول الثالث يدل على صحته قوله تعالى إنا رادوه إليك وقوله جل وعز ولتعلم أن وعد الله حق واليم البحر 9 - وقوله جل وعز فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا لما كان التقاطهم إياه يئول إلى هذا قيل التقطوه له كما يقال لمن كسب ماله فأوبقه أهل إنما كسبه ليهلكه وهذا مذهب الخليل

(5/158)



وسيبويه ومن يرضى قوله من النحويين وهو كثير في كلام العرب 10 - وقوله جل وعز وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك آية 9 هذا تمام الكلام والدليل على ذلك أنه في قراءة عبد الله بن مسعود وقالت امرأة فرعون لا تقتلوه قرة عين لي ولك ومعنى قرة عين قرت عينه من القر وهو البرد أي لم تسخن بالبكاء وقيل قرت من قر في المكان أي لم تبك
11 - وقوله جل وعز وأصبح فؤاد أم موسى فارغا آية 10 قال أبو جعفر فيه أربعة أقوال

(5/159)



أ منها ما حدثنا أحمد بن محمد البراثي قال حدثنا عمرو بن الهيثم عن يونس بن أبي اسحق عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال فرغ من كل شئ في الدنيا إلا من ذكر موسى صلى الله عليه وسلم ب - قال أبو جعفر وكذا قال ابن عباس وأبو عبيدة وأبو عمران الجوني والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك ج وقال الكسائي فارغا أي ناسيا ذاهلا كما يقال لمن لم تقض حاجته فرغ وللميت قد فرغ وأنكر الكسائي أن يكون المعنى فارغا من كل شئ إلا من ذكر موسى وليس المعنى عليه وقال الأخفش سعيد وأصبح فؤاد أم موسى

(5/160)



فارغا من الوحي إن كادت لتبدي به أي بالوحي د وقال أبو عبيدة وأصبح فؤاد أم موسى فارغا أي من الحزن لما علمت أنه لم يغرق قال أبو جعفر أصح هذه الأقوال الأول والذين قالوه أعلم بكتاب الله جل وعز وإذا كان فارغا من كل شئ إلا من ذكر موسى فهو فارغ من الوحي وقولهم قد فرغ الميت من هذا أي فرغ مما يجب عليه أن بعلمه
وقول أبي عبيدة فارغا من الغم غلط قبيح لأن بعده إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها

(5/161)



وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كادت تقول واإبناه حديث قال أبو جعفر ومعنى ربطنا شددنا وقوينا قال قتادة لولا أن ربطنا على قلبها أي ربطنا على قلبها بالإيمان 12 - وقوله جل وعز وقالت لأخته قصيه آية 11 قال مجاهد أي اتبعي أثره وقال ابن عباس أي قصي أثره واطلبيه 13 - ثم قال جل وعز فبصرت به عن جنب آية 11 قال مجاهد أي عن بعد ومنه الأجنبي قال الشاعر فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب والمعنى تبصرته من بعيد لئلا يفطنوا بها

(5/162)



وقال أبو عمرو وقال بعض المفسرين فبصرت به عن جنب أي عن شوق قال وهي لغة الجذام يقولون جنبت إلى لقائك أي اشتقت ثم قال وهم لا يشعرون أي لا يشعرون أنها أخته 14 - ثم قال جل وعز وحرمنا عليه المراضع من قبل آية 12
أي من قبل رده إلى أمه قال قتادة لم يكن يقبل ثديا فقالت أخته هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون قال السدي فاسترابوا عند بها لما قالت لهم وهم له ناصحون فقالت إنما أردت وهم للملك ناصحون فدلتهم

(5/163)



على أمه فدفعوه إليها لترضعه لهم في حسبانهم فذلك قوله جل وعز فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق لقوله عز وجل إنا رادوه إليك 15 - وقوله جل وعز ولما بلغ أش ده واستوى آية 14 قال مجاهد عن ابن عباس وقتادة لما بلغ أشده أي ثلاثا وثلاثين سنة واستوى بلغ أربعين سنة قال أبو جعفر سيبويه يذهب إلى أن واحد الأشد شدة وقال الكسائي وبعض البصريين الواحد شد وقال أبو عبيدة لا واحد لها

(5/164)



16 - وقوله جل وعز آتيناه حكما وعلما آية 14 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله جل وعز آتيناه حكما قال فقها وعقلا وعلما يعني النبوة
17 - وقوله جل وعز ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها آية 15 قال سعيد بن جبير وقتادة وقت الظهيرة والناس نيام 18 - وقوله جل وعز فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه آية 15 قال أبو مالك أحدهما من بني إسرائيل والآخر قبطي قال أبو جعفر فإن قيل كيف قيل هذا لغائب

(5/165)



فالجواب أن المعنى يقول الناظر إذا نظر إليهما هذا من شيعته وهذا من عدوه 19 - وقوله جل وعز فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى آية 15 عليه فاستغاثه الذي من شيعته يعني الإسرائيلي على الذي من عدوه يعني القبطي فوكزه موسى يعني القبطي قال مجاهد ضربه بجمع كفه وكذلك هو في اللغة يقال وكزه إذا ضربه بجمع كفه في صدره وفي قراءة عبد الله فنكزه موسى والمعنى واحد وكذلك لكمه ولكزه لأنه ولهزه

(5/166)



وروى معمر عن قتادة قال وكزه بالعصا فقضى عليه أي قتله قال هذا من عمل الشيطان فدل هذا أن قتله كان خطأ وأنه لم يؤمر بقتل ولا قتال 20 - وقوله جل وعز قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين آية 17 أي معينا للمجرمين قال ابن عباس لم يستثن فابتلي أي فابتلي بأن الإسرائيلي كان سبب الإخبار عنه بما صنع وقال الكسائي فلن أكون ظهيرا للمجرمين فيه معنى الدعاء وفي قراءة عبد الله فلا تجعلني ظهيرا للمجرمين

(5/167)



21 - وقوله جل وعز فأصبح في المدينة خائفا يترقب آية 18 قال قتادة أي يترقب الطلب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي يستغيث به من رجل آخر قال موسى إنك لغوي مبين من أجل أنه كان سبب القتل 22 - وقوله جل وعز فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما آية 19 في معناه قولان أ - فمذهب سعيد بن جبير وأبي مالك أن المعنى فلما أراد موسى أن يبطش بالقبطي توهم الإسرائيلي أن موسى صلى الله عليه وسلم
يريده على أن يبطش به لأنه أغلظ له في القول فقال الإسرائيلي يا موسى أتريد أن تقتلني فسمع القبطي الكلام فذهب فأفشى على موسى

(5/168)



ب - وقيل المعنى فلما أراد الإسرائيلي أن يبطش موسى بالذي هو عدو لهما ويروى عن ابن نجيح فلما أن أراد الإسرائيلي أن يبطش بالقبطي نهاه موسى عليه السلام ففرق الإسرائيلي منه فقال أتريد أن تقتلني الآية فسعى به القبطي 23 - وقوله جل وعز وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى آية 20 روى معمر عن قتادة قال هو مؤمن آل فرعون قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك قال أبو عبيدة يأتمرون أي يتشاورون وأنشد

(5/169)



أحار بن عمرو كأني خمر ويعدو على المرء ما يأتمر قال أبو جعفر وهذا القول غلط ولو كان كما قال لكان يتآمرون فيك أي يتشاورون فيك أي يستأمر بعضهم بعضا ومعنى يأتمرون يهمون من قوله جل وعز وائتمروا بينكم بمعروف وكذلك معنى ويعدو على المرء ما يأتمر
كما يقال من وسع حفرة وقع فيها 24 - وقوله جل وعز ولما توجه تلقاء مدين آية 22 قال أبو عبيدة أي نحو مدين

(5/170)



25 - وقوله جل وعز قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل آية 22 قال مجاهد أي طريق مدين قال أبو مالك فوجه فرعون في طلبه وقال لهم اطلبوه في بنيات الطرق فإن موسى لا يعرف الطريق فجاء ملك راكب فرسا ومعه عنزة فقال لموسى اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق 26 - وقوله جل وعز ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون آية 23 أي جماعة ووجد من دونهم امرأتين تذودان وفي قراءة عبد الله ودونهم امرأتان حابستان فسألهما عن حبسهما فقالتا لا نقوى على السقي مع الناس حتى يصدروا

(5/171)



ومعنى تذودان فيما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس تحبسان وروى سفيان بن أبي الهيثم عن سعيد بن جبير تذودان قال حابستان وروى هشيم عن حصين عن أبي مالك ووجد من دونهم
امرأتين تذودان قال تحبسان غنمهما حتى يفرغ الناس فتخلو لهم البئر قال أبو جعفر وهذا قول بين يقال ذاد يذود إذا حبس وذدت يا الشئ حبسته ثم يحذف المفعول إما إيهاما على المخاطب وإما استغناء بعلمه

(5/172)



ومذهب قتادة أنهما كانتا تذودان الناس عن غنمهما والأول أولى لأن بعده قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ولو كانتا تذودان عن غنمهما الناس لم تخبرا عن سبب تأخر سقيهما إلى أن يصدر الرعاء قال ما خطبكما أي ما حالكما وما أمركما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ومن قرأ بضم الياء يصدر حذف المفعول أي حتى يصدروا غنمهم وأبونا شيخ كبير والفائدة في هذا أنه لا يقدر على السقي لكبره فلذلك خرجنا ونحن نساء

(5/173)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:08
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

27 - وقوله جل وعز فسقى لهما ثم تولى إلى الظل آية 24 روى عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه قال لما
استقى الرعاء غطوا على البئر صخرة لا يقلها إلا عشرة رجال فجاء موسى صلى الله عليه وسلم فاقتلعها وسقى ذنوبا واحدا لم يحتج إلى غيره فسقى لهما 28 - وقوله جل وعز ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير آية 24 روى عكرمة عن ابن عباس قال ما سأل إلا الطعام وقال مجاهد لم يكن له ما يأكل

(5/174)



29 - ثم قال جل وعز فجاءته إحداهما تمشي على استحياء آية 25 المعنى فذهبتا إلى أبيهما قبل وقتهما فخبرتاه لو بخبر موسى وسقيه فأرسل إحداهما فجاءت تمشي على استحياء قال عمرو بن ميمون قال تمشي ويدها على وجهها حياء ليست بسلفع خراجة ولاجة 30 - وقوله جل وعز فلما جاءه وقص عليه القصص آية 25 أي قص عليه خبره وعرفه بقتله النفس وخوفه قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين لأن مدين لم تكن في ملكة فرعون 31 - وقوله جل وعز قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين آية 26 روى عمرو بن ميمون عن عمر قال فقال لها من أين عرفت قوته وأمانته

(5/175)



قالت أما قوته فإنه أقل حجرا لا يحمله إلا عشرة وأما أمانته فإنه لما جاء معي مررت بين يديه فقال لي كوني خلفي ودليني على الطريق لئلا تصفك الريح لي 32 - وقوله جل وعز قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين آية 27 وفي الحديث أنه أنكحه الصغيرة منهما واسمها طوريا ثم قال على أن تأجرني ثماني حجج أي تكون لي أجيرا فإن أتممت عشرا فمن عندك أي فذلك تفضل منك قال ذلك بيني وبينك أي لك ما شرطت ولي مثله أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي العدوان المجاوزة في الظلم

(5/176)



33 - وقوله جل وعز فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آية 29 روى الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت جبريل أي الأجلين قضى موسى فقال أتمهما وأكملهما ومعنى لعلي آتيكم منها بخبر لعلي أعلم لم أوقدت جذوة من النار قال قتادة الجذوة أصل الشجرة فيها نار قال أبو جعفر وكذلك الجذوة بضم الجيم وكسرها وفتحها والجذوة القطعة من الخشب الكبيرة فيها نار ليس فيها لهب

(5/177)



وقال جل وعز في البقعة المباركة من الشجرة لأنه جل وعز كلمه فيها 34 - وقوله جل وعز أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء آية 32 معنى أسلك أدخل 35 - ثم قال جل وعز واضمم إليك جناحك من الرهب آية 32 قال الفراء الجناح ههنا العصا ولم يقل هذا أحد من أهل التفسير ولا من المتقدمين علمته وحكى أكثر أهل اللغة أن الجناح من أسفل العضد إلى آخر الإبط وربما قيل لليد جناح ولهذا قال أبو عبيدة جناحك أي يدك

(5/178)



قال مجاهد من الرهب من الفرق 36 - وقوله جل وعز فذانك برهانان من ربك آية 32 قال مجاهد يعني اليد والعصا والبرهان الحجة قال ابن عباس جناحك يدك وقال أبو زيد العضد هو الجناح حدثني محمد بن أيوب قال أنبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا محمد بن عامر عن أبيه عن بشر بن الحصين عن الزبير بن عدي عن
الضحاك عن ابن عباس واضمم إليك جناحك من الرهب أي أدخل يدك فضعها على صدرك حتى يذهب عنك الرعب قال فقال ابن عباس ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى ثم يدخل يده فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعب 37 - وقوله جل وعز فأرسله معي ردءا يصدقني

(5/179)



الردء العون وقد أردأه وردأه يكون أي أعانه وقوله تعالى سنشد عضدك آية 35 أي سنعينك ونقويك وهو تمثيل لأن قوة اليد بالعضد ونجعل لكما سلطانا قال سعيد بن جبير أي حجة فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمنعان بآياتنا ويجوز أن يكون المعنى ونجعل لكما سلطانا بآياتنا أي بالعصا واليد وما أشبههما 38 - وقوله جل وعز فأوقد لي يا هامان على الطين آية 38 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال حتى يصير آجرا قال قتادة بلغني أنه أول من صنع الآجر

(5/180)



ثم قال تعالى فاجعل لي صرحا قيل بنيانا مرتفعا 39 - وقوله جل وعز ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر اي بيانا
40 - وقوله جل وعز وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا الى موسى الأمر آية 44 قال قتادة هو جبل وقوله وما كنت ثاويا اي مقيما 41 - وقوله جل وعز وما كنت بجانب الطور إذ نادينا آية 46

(5/181)



روى عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير رفع الحديث في قوله جل وعز وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني فذلك قوله وما كنت بجانب إذ نادينا 42 - وقوله جل وعز ولكن رحمة من ربك آية 46 أي لم تشهد قصص الأنبياء ولا تليت عليك ولكنا بعثناك وأوحيناها إليك للرحمة لتنذر قوما فتعرفهم هلاك من هلك وفوز من فاز لعلهم يتذكرون 43 - وقوله جل وعز ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم آية 47 أي لولا هذا لم نحتج إلى إرسال الرسل وتواتر الاحتجاج

(5/182)



44 - وقوله جل وعز فلما جاءهم الحق من عندنا آية 48 أي الحجج الظاهرة البينة التي كان يجوز أن يحتجوا بتأخرها قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى يعني من العصا وانفلاق
البحر وما أشبه ذلك وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمرت يهود قريشا أن يسألوا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى محمدا فقال الله جل وعز لمحمد صلى الله عليه وسلم قل لهم يقولوا لهم أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل 45 - ثم قال جل وعز قالوا ساحران تظاهرا آية 48 روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت سعيد بن

(5/183)



جبير يقول قالوا ساحران تظاهرا قال موسى وهارون صلى الله عليهما وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعنون موسى وهارون عليهما السلام وروى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس قالوا ساحران تظاهرا قال موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم وكذا روى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس وكذلك قال الحسن وقرأ عكرمة وعطاء الخرساني وأبو رزين قالوا سحران تظاهرا

(5/184)



قال عكرمة يعني كتابين وقال أبو رزين يعني التوراة والإنجيل وقال الفراء يعني التوراة والقرآن واحتج بعض من يقرأ هذه القراءة بقوله قل فاتوا بكتاب
من عند الله هو أهدى منهما أتبعه والمعنى على القراءة الأولى هو أهدى من كتابيهما 46 - وقوله جل وعز ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون آية 51 أي أتبعنا بعضه بعضا قال مجاهد يعني لقريش

(5/185)



وقرأ الحسن وصلنا مخففا ومعنى إنا كنا من قبله مسلمين أنهم وجدوا صفة النبي صلى الله عليه في كتابهم من قبل أن يبعث فآمنوا به ثم آمنوا به بعد ما بعث 47 - ثم قال الله جل وعز أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا آية 54 يجوز أن يكون المعنى من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون من قبل القرآن ومعنى قوله تعالى ويدرءون بالحسنة السيئة أي يدفعون بعملهم الحسنات السيئات التي عملوها 48 - وقوله جل وعز وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه آية 55 أي ما لا يجوز وما ينبغي أن يلغى

(5/186)



قال مجاهد هؤلاء قوم من أهل الكتاب أسلموا فكان المشركون يؤذونهم
ومعنى سلام عليكم قد تاركناكم مع وليس من التحية في شئ وهذا كلام متعارف عند العرب 49 - وقوله جل وعز إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء أية 56 روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال جاء أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة إلى أبي طالب في العلة التي مات فيها وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله جل وعز فقال له أبو جهل يا أبا طالب أترغب عن دين عبد المطلب فكان آخر ما قال لهما هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أدع الاستغفار لك

(5/187)



فأنزل الله جل وعز إنك لا تهدي من أحببت ونزل فيه ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى قال أبو جعفر يجوز أن يكون معنى من أحببت أن تهدي ويجوز أن يكون المعنى من أحببت لقرابته ثم قال جل وعز ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين آية 56

(5/188)



أي الله أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ولله
الحكمة التامة 50 - وقوله جل وعز وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا آية 57 قال الضحاك هذا قول المشركين الذين بمكة وقال غيره قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم نحن نعلم أن ما جئت به حق ولكنا نكره أن نتبعك فتقصد ونتخطف سعيد لمخالفتنا الناس قال الله جل وعز أو لم نمكن لهم حرما آمنا آية 57 أي قد كانوا آمنين قبل الإسلام فلو أسلموا لكانوا أوكد قال قتادة كان أهل الحرم آمنين يخرج أحدهم فإذا عرض له قال أنا من أهل الحرم فيترك وغيرهم يقتل ويسلب

(5/189)



قال مجاهد عن ابن عباس يجبى إليه ثمرات كل شئ آية 57 أي ثمرات الأرضين 51 - وقوله جل وعز وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها آية 58 البطر الطغيان بالنعمة قال أبو إسحق المعنى بطرت في معيشتها قال الفراء أبطرتها معيشتها 52 - ثم قال جل وعز فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا
قال الفراء والمعنى أنها خربت فلم يسكن منها إلا القليل والباقي خراب

(5/190)



53 - وقوله جل وعز وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا آية 59 أي في أعظمها وأم القرى مكة 54 - وقوله جل وعز أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو اقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا آية 61 يعني به المؤمن والكافر وقيل نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل 55 - وقوله تعالى ثم هو يوم القيامة من المحضرين آية 61 قال مجاهد أي أهل النار أحضروا

(5/191)



56 - وقوله جل وعز ويوم يناديهم فيقول أين شركائي آية 62 أي ويوم ينادي الله الإنس أين شركائي أي على قولكم 57 - وقوله جل وعز قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا آية 63 قال قتادة حق عليهم القول يعني الشياطين وقال غيره حق عليهم القول أي وجبت عليهم الحجة فعذبوا
ربنا هؤلاء الذين أغوينا أي دعوناهم إلى الغي أغويناهم كما غوينا أي أضللناهم كما ضللنا

(5/192)



تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون فبرئ بعضهم من بعض وعاداه كما قال تعالى الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 58 - وقوله جل وعز فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون آية 64 أي دعوهم فلم يجيبوهم بحجة ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون جواب لو محذوف أي لو أنهم كانوا يهتدون ما دعوهم 59 - وقوله جل وعز فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون آية 66 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأنباء الحجج

(5/193)



فهم لا يتساءلون قال بالأنساب 60 - وقوله جل وعز وربك يخلق ما يشاء ويختار آية 68 هذا التمام أي ويختار الرسل ماكان لهم الخيرة آية 68 أي ليس برسل من اختاروه هم
61 - وقوله جل وعز قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة آية 72 قال مجاهد سرمدا أي دائما من إله غير الله يأتيكم بضياء أي بنهار تتعيشون فيه ويصلح ثماركم وزرعكم

(5/194)



62 - وقوله جل وعز ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله آية 73 فيه قولان أحدهما أن المعنى لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله بالنهار والقول الآخر أن يكون المعنى لتسكنوا فيهما وقال فيه لأن الليل والنهار ضياء وظلمة كما تقول في المصادر ذهابك ومجيئك يؤذيني فيكون المعنى جعل لكم الزمان لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله والقول الأولى أعرف في كلام العرب يأتون بالخبرين ثم يجمعون تفسيرهما إذا كان السامع يعرف ذاك كما روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال ما أحسن الحسنات في إثر السيئات وما أقبح السيئات في إثر

(5/195)



الحسنات وأحسن من ذا وأقبح من ذا السيئات في آثار
السيئات والحسنات في آثار الحس نات قال أبو جعفر فجاء بالتفسير مجملا وهذا فصيح كثير 63 - وقوله جل وعز ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم آية 75 قال مجاهد شهيدا أي نبيا فقلنا هاتوا برهانكم قال أي حجتكم بما كنتم تقولون وتعملون فعلموا أن الحق لله أي أن الله واحد وأن الحق ما جاءت به الأنبياء

(5/196)



وضل عنهم ما كانوا يفترون أي لم ينتفعوا بما عبدوا من دون الله بل ضرهم 64 - وقوله جل وعز إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم آية 76 قال إبراهيم النخعي كان ابن عمه 65 - وقوله جل وعز فبغى عليهم آية 76 أي تجاوز الحد في مساندة موسى صلى الله عليه وسلم والتكذيب به 66 - وقوله جل وعز وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة روى الأعمش عن خيثمة قال كانت مفاتحه من جلود كل مفتاح منها على قدر الإصبع لخزانة يحملها ستون بغلا إذا ركب

(5/197)



وقال مجاهد كانت من جلود الإبل قال أبو صالح كانت تحملها أربعون بغلا وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال كانت مفاتيح قارون يحملها أربعون رجلا قال ابن عيينة العصبة أربعون رجلا وقال مجاهد العصبة من العشرة إلى الخمسة عشر قال أبو جعفر العصبة في اللغة الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض قال أبو عبيدة لتنوء بالعصبة تأويله أن العصبة لتنوء بها كما قال وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر

(5/198)



الضياطرة التباع والأجراء قال أبو جعفر يذهب أبو عبيدة إلى أن هذا من المقلوب وهذا غلط والصحيح فيه ما قال أبو زيد قال يقال نؤت بالحمل إذا نهضت به على ثقل وناءني وفي إذا أثقلني قال أبو العباس سئل الأصمعي عن قوله وتشقى قال نعم هي تشقى بالرجال 67 - ثم قال جل وعز إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين آية 76 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الفرحين
البطرين الذين لا يشكرون الله جل وعز فيما أعطاهم 68 - وقوله جل وعز ولا تنس نصيبك من الدنيا آية 77 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نصيبه من الدنيا العمل

(5/199)



بطاعة الله جل وعز الذي يثاب عليه يوم القيامة وروى أشعث عن الحسن قال أمسك القوت وقدم ما فضل وروى معمر عن قتادة قال ابتغ الحلال قال أبو جعفر قول مجاهد حسن جدا لأن نصيب الإنسان في الدنيا على الحقيقة هو الذي يؤديه إلى الجنة وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولا تنس نصيبك من الدنيا يقول لا تترك أن تعمل لله جل وعز في الدنيا وقد قيل المعنى ولا تنس شكر نصيبك

(5/200)



69 - وقوله جل وعز قال إنما أوتيته على علم عندي آية 78 يروى أن قارون كان من قراء بني إسرائيل للتوراة والمعنى إنما أوتيته على علم فيما أرى فأما ما روي أنه كان يعمل الكيمياء فلا يصح وقيل المعنى على علم بالوجوه التي تكسب منها الأموال وترك الشكر وقال ابن زيد قال أي قارون لولا رضى الله عني
ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا وهذا اولاها يدل عليه ما بعده

(5/201)



202 - وقوله جل وعز ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون آية 78 قال مجاهد هو مثل قوله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم زرقا سود الوجوه لا تسأل عنهم الملائكة لأنها تعرفهم وقال قتادة ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون أي يدخلون النار بغير حساب قال محمد بن كعب ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون أي لا يسأل الآخر لم هلك الأول فيعتبر وقيل لا يسأل عنها سؤال استعلام

(5/202)



71 - وقوله جل وعز فخرج على قومه في زينته آية 79 روى عثمان بن الأسود عن مجاهد قال خرج هو وأصحابه على براذين بيض عليها سروج أرجوان وعليهم المعصفر قال قتادة خرجوا على أربعة آلاف دابة عليها ثياب حمرة منها ألف بغل بيض عليها قطف حمر 72 - وقوله جل وعز ولا يلقاها إلا الصابرون أي لا يلقى هذه الفعلة وهي القول ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا إلا الصابرون
73 - وقوله جل وعز فخسفنا به وبداره الأرض آية 81 قال ابن عباس خسف به إلى الأرض السفلى فما كان له من فئة أي من فرقة 74 - وقوله جل وعز وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون

(5/203)



ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر آية 82 قوله ويكأن قيل هي ويك أن ويك بمعنى ويلك قال أبو جعفر وهذا لا يصح لأن هذه اللام لا تحذف ولو كان هكذا لوجب أن يقال ويلك إنه ولا يجوز أن يضمر إعلم وليس ههنا مخاطبة لواحد والصحيح في هذا ما قال الخليل وسيبويه والكسائي قال الكسائي وي ههنا صلة وفيها معنى التعجب وقال سيبويه سألت الخليل عن قوله جل وعز ويكأنه لا يفلح الكافرون وقوله ويكأن الله فزعم أنها وي مفصولة من كأن والمعنى وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم

(5/204)



أو نبهوا فقيل لهم أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم وأما المفسرون فقالوا معناها ألم تر أن الله
قال قتادة ويكأن المعنى أو لا تعلم قال أبو جعفر وقول الخليل موافق لهذا وأنشد أهل اللغة وي كأن من يكن له نشب * يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر وقد كتبت في المصحف متصلة كأنهم لما كثر استعمالهم إياها جعلوها مع ما بعدها بمنزلة شئ واحد 75 - وقوله جل وعز تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا آلية 83 روى سفيان عن منصور عن مسلم البطين قال العلو

(5/205)



التكبر بغير الحق والفساد أخذ الأموال بغير الحق قال الثوري ولا فسادا المعاصي 76 - وقوله جل وعز إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد آية 75 روى عكرمة عن ابن عباس قال إلى معاد إلى مكة وكذلك روى يونس بن إسحاق عن مجاهد وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إلى الموت وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلى أن يحييك يوم القيامة وقال الزهري والحسن المعاد يوم القيامة

(5/206)



قال أبو جعفر وهذا معروف في اللغة يقال بيني وبينك
المعاد أي يوم القيامة لأن الناس يعودون فيه أحياء والقول الأول حسن كثير والله أعلم بما أراد ويكون المعنى إن الذي نزل عليك القرآن وما كنت ترجو أن يلقى إليك لرادك إلى معاد أي إلى وطنك ومعادك يعني مكة ويقال رجع فلان إلى معاده أي الى بيته 77 - وقوله جل وعز كل شئ هالك إلا وجهه آية 88 قال سفيان أي إلا ما أريد به وجهه قال محمد بن يزيد حدثني الثوري قال سألت أبا عبيدة عن قوله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه فقال إلا جاهه كما تقول لفلان وجه في الناس أي جاه

(5/207)



وقيل إلا وجهه أي إلا إياه جل وعز وتقول أكرم الله وجهه وفلان وجه القوم وقول سفيان معروف في اللغة أي كل ما فعله العباد يهلك إلا الوجه الذي يتوجهون به إلى الله جل وعز تمت صورة القصص

(5/208)



تفسير سورة العنكبوت مكية وآياتها 69 آية

(5/209)



بسم الله الرحمان الرحيم سورة العنكبوت وهي مكية 1 - وقوله جل وعز الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون آية 2 هذا استفهام فيه معنى التقرير والتوبيخ أي أحسب الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا آمنا فقط ولا يختبروا حتى يعرف حقيقة إيمانهم وصبرهم وصدقهم وكذبهم ويظهر ذلك منهم فيجازوا عليه وأما الغيب فقد علمه الله جل وعز منهم ثم قال أن يقولوا آمنا أي على أن يقولوا ولأن يقولوا وبأن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال مجاهد وقتادة أي لا يبتلون

(5/211)



2 - ثم قال جل وعز ولقد فتنا الذين من قبلهم آية 3 أي ابتليناهم 3 - وقوله جل وعز أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا آية 4 قال مجاهد أي أن يعجزونا 4 - وقوله جل وعز من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت آية 5 قال أبو إسحق المعنى من كان يرجو لقاء ثواب الله جل وعز 5 - وقوله جل وعز ووصينا الإنسان بوالديه حسنا آية 8 أي ما يحسن 6 - ثم قال جل وعز وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم
فلا تطعهما

(5/212)



قال أبو إسحق المعنى وإن جاهداك أيها الإنسان والداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما 7 - وقوله جل وعز ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله آية 10 قال مجاهد فإذا أوذي في الله أي عذب خاف من عذاب الناس كما يخاف من عذاب الله جل وعز قال الضحاك هؤلاء قوم قالوا آمنا فإذا أوذي أحدهم أشرك وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال كان قوم بمكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله فلما خرج المشركون إلى بدر أكرهوهم على الخروج معهم فقتل بعضهم فأنزل الله

(5/213)



جل وعز فيهم إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم إلى قوله فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة فخرج مسلمون من مكة فلحقهم المشركون فافتتن بعضهم فأنزل الله جل وعز فيهم ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله قال الشعبي نزلت فيهم عشر آيات من قوله تعالى الم أحسب الناس أن يتركوا قال عكرمة فكتب بها المسلمون
الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين كانوا بمكة قال رجل من بني ضمرة كان مريضا أخرجوني إلى الروح فأخرجوه فمات فأنزل الله جل وعز فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله إلى آخر

(5/214)



الآية وأنزل في المسلمين الذين كانوا افتتنوا ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا إلى آخر الآية 8 - وقوله جل وعز وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم آية 12 قال الضحاك هؤلاء القادة من المشركين قال مجاهد هم مشركو ا أهل مكة قالوا لمن آمن منهم نحن وأنتم لا نبعث فاتبعونا فإن كان عليكم وزر فهو علينا قال أبو جعفر هذا كما تقول قلدني هذا إن كان فيه وزر أي ليس فيه وزر قال الفراء وفيه معنى المجازاة وأنشد فقلت ادعي وادع فإن أندى لصوت أن ينادي داعيان

(5/215)



قال المعنى ادعي ولأدع أي إن دعوت دعوت 9 - وقوله جل وعز وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ آية 12 المعنى وما هم بحاملين عنهم شيئا يخفف ثقلهم
10 - ثم قال جل وعز وليحملن كل أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم آية 13 قال أبو أمامة الباهلي يؤتى بالرجل يوم القيامة وهو كثير الحسنات فلا يزال يقتص منه حتى تفنى حسناته ثم يطالب ثم يقول الله جل وعز اقتصوا من عبدي فتقول الملائكة ما بقيت له حسنات فيقول خذوا من سيئات المظلوم فاجعلوها عليه قال أبو أمامة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وقال قتادة في قوله عز وجل وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم

(5/216)



قال من دعا إلى ضلالة كتب عليه وزرها ووزر من يعمل بها ولا ينقص ذلك منها شيئا قال أبو جعفر وأهل التفسير على أن معنى الآية كما قال قتادة ومثله قوله جل وعز ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم 11 - وقوله جل وعز فأخذهم الطوفان وهم ظالمون آية 14 يقال لكل كثير مطيف بالجميع من مطر أو قتل أو موت طوفان وقوله جل وعز وتخلقون إفكا آية 17 أي وتنحتون

(5/217)



والمعنى على هذا إنما تعبدون من دون الله أوثانا وأنتم تصنعونها وقال مجاهد إفكا أي كذبا والمعنى على هذا ويختلقون الكذب وقرأ أبو عبد الرحمن وتخلقون إفكا والمعنى واحد 12 - وقوله جل وعز وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء آية 22 قال محمد بن يزيد المعنى ولا من في السماء ومن نكرة وأنشد غيره فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء وقال غير أبي العباس المعنى وما أنتم بمعجزين في الأرض ولو كنتم في السماء وخوطب الناس على ما يعرفون وهذا أولى والله أعلم

(5/218)



13 - وقوله جل وعز فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار آية 24 المعنى فحرقوه فأنجاه الله من النار ويروى أنه لم تحرق إلا وثاقه 14 - وقوله جل وعز فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي آية 26
قال الضحاك إبراهيم هاجر وهو أول من هاجر وقال قتادة هاجر من كوثى إلى الشام 15 - وقوله جل وعز وآتيناه أجره في الدنيا آية 27

(5/219)



روى سفيان عن حميد بن قيس قال أمر سعيد بن جبير إنسانا أن يسأل عكرمة عن قوله تعالى وآتيناه أجره في الدنيا فقال عكرمة أهل الملل كلها تدعيه وتقول هو منا فقال سعيد بن جبير صدق وقال قتادة هو مثل قوله تعالى وآتيناه في الدنيا حسنة أي عافية وعملا صالحا وثناء حسنا وذاك أن أهل كل دين يتولونه وقيل وآتيناه أجره في الدنيا إن أكثر الأنبياء من ولده

(5/220)



16 - وقوله جل وعز ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين آية 28 يروى أنهم أول من نزا على الرجال 17 - ثم قال جل وعز أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل آية 29 استفهام فيه معنى التوبيخ والتقرير
وقوله جل وعز وتقطعون السبيل آية 29 قيل كانوا يتلقون الناس من الطرق للفساد وقيل أي تقطعون سبيل الولد 18 - ثم قال جل وعز وتأتون في ناديكم المنكر

(5/221)



قال مجاهد النادي المجلس والمنكر فعلهم بالرجال قال أبو جعفر المنكر في اللغة يقع على القول الفاحش وعلى الفعل حدثنا محمد بن إدريس بن الأسود قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك عن أبي صالح مولى أم هانئ ابنة أبي طالب رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قلت يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل وتأتون في ناديكم المنكر ما كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم قال كانوا يضحكون بأهل الطريق ويحذفونهم

(5/222)



قال أبو جعفر فسمى الله جل وعز هذا منكرا لأنه لا ينبغي للناس أن يتعاشروا به وحدثنا أسامة بن أحمد قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم عن يزيد بن بكير عن القاسم بن محمد في قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يتفاعلون في مجالسهم يفعل بعضهم على بعض
قال أبو جعفر قالها الشيخ بالضاد والطاء

(5/223)



19 - وقوله عز وجل قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها آية 32 روى أبو نصر عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم للملائكة إن كان فيهم مائة يكرهون هذا أتهلكونهم قالوا لا قال فإن كان فيهم تسعون قالوا لا إلى أن بلغ عشرين قال إن فيها لوطا قالت الملائكة صلى الله عليهم نحن أعلم بمن فيها قال عبد الرحمن وكانوا أربعمائة ألف 20 - وقوله جل وعز ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا آية 33 قال قتادة أي ساء ظنه بقومه وضاق درعه بضيفه

(5/224)



قال أبو جعفر يقال ضقت به ذرعا أي لم أطقه مشتق من الذراع لأن القوة فيه 21 - وقوله جل وعز ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون قال مجاهد آية بينة أي عبرة وقال قتادة هي الحجارة التي أبقيت وقال غيره يرجم بها قوم من هذه الأمة 22 - ثم قال جل وعز وإلى مدين أخاهم شعيبا آية 36
قال قتادة أرسل شعيب صلى الله عليه وسلم مرتين إلى أمتين إلى أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة

(5/225)



23 - وقوله عز وجل وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم آية 38 أي وأهلكنا عادا وثمود وقيل التقدير واذكر عادا وثمود 24 - وقوله جل وعز وكانوا مستبصرين آية 38 قال مجاهد أي في الضلالة وقال قتادة أي معجبين بضلالتهم وقيل وكانوا مستبصرين أي قد علموا أنهم معذبون وقد فعلوا ما فعلوا

(5/226)



25 - وقوله عز وجل فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا آية 40 أي حصبا وهي الحجارة وهم قوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة هم ثمود وأهل مدين ومنهم من خسفنا به الأرض قارون وأصحابه ومنهم من أغرقنا قوم نوح وفرعون وأصحابه 26 - ثم أخبر تعالى أنه لم يظلمهم في ذلك فقال وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون آية 40 27 - وقوله جل وعز مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا آية 41
قال قتادة هذا مثل ضربه الله عز وجل أي إنه لا ينفع لضعفه كما أن بيت العنكبوت لا ينفع ولا يقي

(5/227)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:09
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

28 - ثم قال جل وعز وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون آية 41 لو متعلقة بقوله مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت لو كانوا يعلمون أن أولياءهم لا يغنون عنهم شيئا وأن هذا مثلهم 29 - وقوله جل وعز وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر آية 45 روى يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا وروى علي بن طلحة عن ابن عباس قال في الصلاة منتهى ومزدجر عن المعاصي

(5/228)



قال أبو جعفر قيل معنى هذا إن العبد مادام في الصلاة فليس في فحشاء ولا منكر 30 - ثم قال جل وعز ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون روى سفيان عن ابن مسعود وروى عن سلمان وسعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله جل وعز ولذكر الله أكبر قالوا ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه زاد ابن عباس إذا ذكرتموه بعد قوله إياكم

(5/229)



31 - وقوله جل وعز ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال من قاتلك ولم يعطك الجزية فقاتله بالسيف وروى معمر عن قتادة هي منسوخة نسخها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ولا مجادلة أشد من السيف قال أبو جعفر قول قتادة أولى بالصواب لأن السورة مكية

(5/230)



وإنما أمر بالقتال بعد الهجرة وأمر بأخذ الجزية بعد ذلك بمدة طويلة وأيضا فإنه قال وهم صاغرون 32 - وقوله جل وعز وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم روى سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار قال كان قوم من اليهود يجلسون مع المسلمين فيحدثونهم فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم إلى آخر الآية 33 - وقوله جل وعز وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك وكذا صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة

(5/231)



ثم قال تعالى إذا لارتاب المبطلون قال مجاهد قريش 34 - ثم قال جل وعز بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم آية 49 في معناه ثلاثة أقوال ا - قال الحسن بل القرآن آيات بينات في صدور المؤمنين ب - وقال قتادة بل النبي صلى الله عليه وسلم آية بينة كذا قرأ قتادة في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب ج - وقال الضحاك كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يكتب بيمينه ولا يتلو كتابا فذلك آية بينة

(5/232)



35 - وقوله جل وعز أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم آية 51 روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيها كتاب فقال كفى بقوم حمقا أو ضلالة أن يرغبوا عن نبيهم إلى نبي غيره أو إلى كتاب غير كتابهم فأنزل الله جل وعز أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الاية 36 - وقوله جل وعز يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون آية 56 قال سعيد بن جبير إذا أمرتم بالمعاصي فاهربوا
وقال عطاء إذا رأيتم المعاصي فاهربوا

(5/233)



وقال مجاهد هاجروا واعتزلوا الأوثان قال أبو جعفر القولان يرجعان إلى شئ واحد فقول مجاهد أنهم أمروا بالهجرة ومجانبة أصحاب الأوثان وقال العلماء كذلك إذا لم يقدر أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر خرج وكان حكمه حكم أولئك وقيل أي إن أرض الجنة واسعة فاعبدوني حتى أعطيكموها 37 - وقوله جل وعز والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا آية 58 أي لننزلنهم ومعنى لنثوينهم لنعطينهم منازل يثوون فيها يقال ثوى إذا أقام

(5/234)



38 - وقوله جل وعز وكأين من دابة لا تحمل رزقها آية 60 قال مجاهد الطير والبهائم لا تحمل رزقها وروى الحميدي عن سفيان لا تحمل لا تخبئ قال وليس شئ يدخر إلا الإنسان والنملة والفأرة قال أبو جعفر دابة تقع لكل الحيوان مما يعقل ولا يعقل إلا أن معناه ههنا الخصوص أي وكم من دابة عاجزة الله
يرزقها وإياكم

(5/235)



39 - وقوله جل وعز وإن الدار الآخرة لهي الحيوان آية 64 قال مجاهد لا موت فيها وقال قتادة الحيوان الحياة قال أبو جعفر يقال حيوان وحياة وحي كما قال * وقد ترى إذ الحياة حي 40 - وقوله جل وعز فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين آية 65 أي فإذا أصابتهم شدة دعوا الله وحده وتركوا ما يعبدون من دونه وقوله جل وعز فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون أي يدعون معه غيره

(5/236)



41 - وقوله جل وعز ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون وليتمتعوا على التهديد وكسر اللام 42 - وقوله جل وعز والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا أي لنزيدنهم هدى 43 - ثم أخبرنا جل وعز أنه ينصرهم فقال وإن الله لمع المحسنين تمت سورة العنكبوت

(5/237)



تفسير سورة الروم مكية وآياتها 60 آية

(5/239)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الروم وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز آلم غلبت الروم في أدنى الأرض آية 2 قال مجاهد هي الجزيرة كانت أقرب أرض الروم إلى فارس حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو إسحق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن

(5/241)



ابن عباس في قول الله جل وعز آلم غلبت الروم قال كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب فذكر لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنهم سيغلبون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال الا جعلتها ما دون أراه قال دون العشر قال سعيد والبضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله جل وعز آلم
غلبت الروم في أدنى الأرض إلى قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال الشعبي وكان القمار ذلك الوقت حلالا قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر كم البضع قال ما بين الثلاث إلى التسع

(5/242)



وقرأ عبد الله بن عمر غلبت الروم بفتح الغين واللام وقال غلبت على أدنى ريف قال أبو جعفر المعنى على قراءة من قرأ غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون الروم من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون ومن قرأ سيغلبون فالمعنى عنده وفارس من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون 2 - وقوله جل وعز في بضع سنين آية 4 البضع عند قتادة أكثر من الثلاث ودون العشر وعند الأخفش والفراء ما دون العشر وعند أبي عبيدة ما بين ثلاث وخمس

(5/243)



وحكى أبو زيد بضع وهو مشتق من قولهم بضعة إذا قطعه ومنه بضعة من لحم ومنه هو يملك فلا بضع المرأة إنما هو كناية عن عضوها وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس في أدنى
الأرض قال يقول في طرف الشام قال أبو جعفر التقدير في أدنى الأرض من فارس 3 - ثم قال جل وعز لله الأمر من قبل ومن بعد آية 4 قال محمد بن يزيد إذا قلت من قبل ومن بعد فمعناه من قبل ما تعلم ومن بعد ما تعلم ومن قبل كل شئ ومن بعد كل شئ قال أبو جعفر المعنى لله القضاء بالغلبة من قبل الغلبة ومن بعدها

(5/244)



4 - ثم قال جل وعز ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله آية 4 أي يفرحون بنصر الله الروم لأنهم أهل كتاب على فارس وهم مجوس ويفرحون بالآية العظيمة التي لا يعلمها إلا الله جل وعز لأنه خبرهم بما سيكون 5 - وقوله جل وعز يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون آية 7 قال عكرمة وإبراهيم أي يعلمون أمر معايشهم ومصلحة دنياهم

(5/245)



6 - وقوله جل وعز أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق آية 8 أي إلا لإقامة الحق
7 - وقوله جل وعز وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها آية 9 وأثاروا الأرض أي حرثوها وزرعوها وليس بمكة حرث ولا زرع وقال تعالى تثير الأرض 8 - وقوله جل وعز ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى وقرأ الأعمش ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء برفع السوء

(5/246)



قال أبو جعفر السوء أشد الشر والسوءى أي الفعلي منه وقيل السوءى ههنا النار كما أن الحسنى الجنة ومعنى اساءوا ههنا أشركوا يدل على ذلك قوله تعالى أن كذبوا بآيات الله قال الكسائي أي لأن كذبوا بآيات الله 9 - وقوله جل وعز ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يكتئبون منه وروى أبو يحيى عن مجاهد قال الإبلاس الفضيحة

(5/247)



قال أبو جعفر يقال أبلس الرجل إذا تحير وحزن وانقطعت حجته فلم يهتد لها ويئس من الخير كما قال
قال نعم أعرفه وأبلسا 10 - وقوله جل وعز فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون قال مجاهد يحبرون أي ينعمون قال أبو جعفر حقيقته أنهم تتبين عليهم أثر النعمة من ذلك الحبر وعلى أسنانه حبرة وروى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير في روضة يحبرون قال السماع في الجنة

(5/248)



11 - وقوله جل وعز فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون آية 17 قال ابن عباس الصلوات الخمس في كتاب الله جل وعز وتلا الآية فسبحان الله حين تمسون قال المغرب والعشاء وحين تصبحون قال الفجر وعشيا العصر وحين تظهرون الظهر

(5/249)



12 - وقوله جل وعز يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون آية 19 في معناه أقوال قال عبد الله بن مسعود أي يخرج النطفة من الرجل والرجل من النطفة
قال الضحاك وكذلك البيضة وقال سلمان يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن وكذلك قال الحسن وقيل يميت الحي ويحيي الميت ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

(5/250)



أي كما يحيي الأرض بالنبات 13 - وقوله جل وعز ومن آياته أن خلقكم من تراب آية 20 المعنى أن خلق أصلكم وهو آدم عليه السلام كما قال تعالى واسأل القرية ويجوز أن يكون الماء مخلوقا من تراب 14 - وقوله جل وعز ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها فيه قولان أحدهما أن حواء خلقت من آدم والآخر أن المعنى خلق لكم من جنسكم أزواجا لأن الإنسان

(5/251)



بجنسه آنس وإليه أسكن ومثله قوله جل وعز هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها في معناه القولان جميعا أي جعل من جنسها روجها ودل هذا على الجنسين جميعا
ويكون الضمير في قوله تعالى جعلا له شركاء فيما آتاهما يعود على الجنسين والضمير في قوله يشركون يعود على الجنسين لأنهما جماعة 15 - وقوله جل وعز وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون آية 21

(5/252)



قال مجاهد المودة الجماع والرحمة الولد وقيل المودة والرحمة عطف قلوب بعضهم على بعض والمعنى ومن آياته التي تدل على وحدانيته وأنه لا شريك له ولا نظير 16 - وقوله جل وعز إن في ذلك لآيات للعالمين آية 22 للعالمين أي للجن والإنس وحكى للعالمين وهو حسن 17 - وقوله جل وعز ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا آية 24 والمعنى ويريكم البرق من آياته وعطفت جملة على جملة ويجوز أن يكون المعنى ومن آياته آية يريكم بها البرق كما قال الشاعر

(5/253)



وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح والخوف للمسافر والطمع للمقيم
18 - وقوله جل وعز ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره آية 25 أي أن تدوما قائمتين 19 - وقوله جل وعز وله من في السموات والأرض كل له قانتون آية 26 وهذا أيضا من آياته وحذف لأن في الكلام دليلا عليه والقانت القائم بالطاعة والقيام ههنا الانقياد لله جل وعز على ما حب العباد أو كرهوا

(5/254)



20 - وقوله جل وعز وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه آية 27 في معناه ثلاثة أقوال في رواية صالح عن ابن عباس وهو أهون عليه وهو أهون على المخلوق لأنه ابتدأ خلقه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة والإعادة بأن يقول له كن فيكون فذلك أهون على المخلوق وقال مجاهد الإعادة أهون عليه من البدأة وكل عليه هين والمعنى على هذا وهو أهون عليه عندكم وفيما تعرفون على التمثيل وبعده وله المثل الأعلى

(5/255)



وقال قتادة وهو أهون عليه أي هين
وهذا قول حسن ومنه الله أكبر أي كبير ومنه قول الشاعر لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول وقول الآخر إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول وروى معمر عن قتادة قال في قراءة عبد الله بن مسعود وهو هين عليه

(5/256)



21 - ثم قال جل وعز وله المثل الأعلى في السموات والأرض آية 27 روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول ليس كمثله شئ وقيل يعني لا إله إلا الله وحقيقته في اللغة وله الوصف الأعلى 22 - وقوله جل وعز ضرب لكم مثلا من أنفسكم آية 28 قال قتادة هذا مثل ضربه الله عز وجل للمشركين فقال هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء أي هل يرضى أحدكم أن يكون مملوكه في ماله ونفسه مثله فإذا لم ترضوا بهذا فكيف جعلتم لله جل وعز شريكا

(5/257)



قال أبو جعفر هذا قول حسن أي هل يرضى أحدكم أن يجعل مملوكه مثل نفسه أي مثل شريكه الحر الذي لا يقطع أمرا دونه كما قال تعالى ولا تلمزوا أنفسكم أي لا يعب بعضكم بعضا وكذا قوله تعالى كخيفتكم أنفسكم وكما قال جل وعز لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وكما قال تعالى فاقتلوا أنفسكم وقيل كما يخاف من قبلكم إنفاقها

(5/258)



أي فأنتم لا تجعلون مماليككم مثلكم وأنتم كلكم أرقاء لله جل وعز فكيف تجعلون لله جل وعز شريكا وليس كمثله شئ 23 - وقوله جل وعز فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها آية 30 الفطرة ابتداء الخلق ومنه فاطر السموات ومنه فطر ناب البعير ومنه فطرت البئر أي ابتدأت حفرها أي ابتدأ خلقهم على أنهم يعلمون أن لهم خالقا ومدبرا وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه

(5/259)



قال الأوزاعي وحماد بن سلمة هذا مثل قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم والمعنى على هذا كل مولود يولد على العهد الذي أخذ
عليه وفي الحديث أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم العهد فكل مولود يولد على ذلك العهد وإن نسب عبادته إلى غير الله جل وعز أو ووصفه بغير صفته حتى يكون أبواه يعلمانه اليهودية والنصرانية وقيل على الخلقة التي تعرفونها لا تميز شيئا

(5/260)



وقال عبد الله بن المبارك هذا لمن يكون مسلما يذهب إلى أنه مخصوص وقال محمد بن الحسن هذا من قبل أن تنزل الفرائض ويؤمر بالجهاد قال أبو جعفر وأولاها القول الأول وهو قول أهل السنة وهو موافق للغة ولا يجوز أن يكون منسوخا لأنه خبر ولا يكون خاصا وإنما أشكل معنى الحديث لأنهم تأولوا الفطرة على الإسلام وإنما هي ابتداء الخلق 24 - وقوله جل وعز منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين منيبين إليه أي راجعين إليه بالطاعة والمعنى فأقيموا وجوهكم منيبين إليه

(5/261)



ومعنى كل حزب بما لديهم فرحون
كل يقول إني على الهدى 25 - ثم قال جل وعز وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه آية 33 أي لم يلتجئوا: إلا إليه وتركوا ما كانوا يعبدون من دونه 26 - ثم قال جل وعز ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون فخرج من الإخبار إلى المخاطبة وهذا على التهديد والوعيد كما قال جل وعز وقل الحق من ربكم فمن شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر

(5/262)



27 - ثم قال جل وعز أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون آية 35 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن فهو عذر وحجة قال أبو جعفر المعنى أم أنزلنا عليهم كتابا فيه عذر أو حجة أو برهان يدلهم على الشرك 28 - ثم قال جل وعز أذقنا الناس رحمة فرحوا بها أي نعمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة أي وإن تصبهم مصيبة 29 - وقوله جل وعز فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل آية 38

(5/263)



قال قتادة إذا لم تعط ذا قرابتك وتمشي إليه برجليك فقد قطعته 30 - وقوله جل وعز وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله قال مجاهد وابن عباس هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية فيطلب ما هو أفضل منها فليس له أجر ولا عليه إثم قال عكرمة الربا ربوان فربا حلال وربا حرام فأما الحلال فأن يعطي الرجل الآخر شيئا ليعطيه أكثر منه فلا يربوا عند الله والحرام في النسيئة

(5/264)



وقال ابراهيم كان هذا في الجاهلية يعطي الرجل ذا قرابته المال ليكثر عنده فلا يربو عند الله 31 - ثم قال جل وعز وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون آية 39 قال ابن عباس من زكاة أي من صدقة ثم قال فأولئك هم المضعفون أي الذين يجدون أضعاف ذلك أي ذوو الإضعاف كما تقول رجل مقو أي ذو قوة 32 - وقوله جل وعز ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس آية 41 قال مجاهد في البر قتل ابن آدم أخاه والبحر أخذ السفينة غصبا

(5/265)



وقال عكرمة وقتادة البر البوادي والبحر القرى قال قتادة والفساد الشرك قال أبو جعفر والتقدير على هذا وفي مواضع البحر أي التي على البحر وأحسن ما قيل في هذه الآية والله أعلم قول ابن عباس حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ظهر الفساد في البر والبحر يقول نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا والمعنى على هذا ظهر الجدب في البر والبحر بذنوب الناس

(5/266)



33 - وقوله جل وعز فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون آية 43 أي اجعل قصدك إلى الدين القيم من قبل أن يأتي يوم القيامة فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ومعنى يصدعون يتفرقون فريقا في الجنة وفريقا في السعير 34 - وقوله جل وعز ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون آية 44 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال فلأنفسهم
يمهدون في القبر

(5/267)



قال أبو جعفر معنى يمهدون في اللغة يوطئون لأنفسهم بعمل الخير من المهاد وهو الفراش 35 - وقوله جل وعز ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله آية 48 ويجعله كسفا جمع كسفة وهي القطعة فترى الودق قال مجاهد أي القطر يخرج يخرج من خلاله أي من بين السحاب 37 - وقوله جل وعز وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين آية 49 في تكرير قبل ههنا ثلاثة أقوال أ - قال الأخفش سعيد هذا على التوكيد وأكثر النحويين على هذا القول

(5/268)



ب - وقال قطرب أي وإن كانوا من قبل التنزيل من قبل المطر ج والقول الثالث عندي أحسنها وهو أن يكون المعنى من قبل السحاب أي من قبل رؤية السحاب ليائسين وقد تقدم ذكر السحاب 37 - وقوله جل وعز فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها آية 50
رحمة الله أي المطر الذي هو من رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها

(5/269)



وقرأ محمد اليماني كيف تحيى الأرض بعد موتها والمعنى على قراءته كيف تحيي الرحمة الأرض أو الآثار ويحيي بالياء أي يحيي الله أو المطر أو الأثر فيمن قرأ هكذا 38 - وقوله جل وعز ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون قال النحويون فرأوه مصفرا أي فرأوا النبات مصفرا وحقيقته فرأوا الأثر مصفرا لظلوا من بعده يكفرون أي ليظلن هذا قول الخليل قال أبو جعفر وهذا يقع في حروف المجازاة

(5/270)



39 - ثم قال جل وعز فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين آية 52 أي إنهم بمنزلة الموتى والصم لأنهم لا يقبلون لمعاندتهم 40 - وقوله جل وعز إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون آية 53 أي ما تسمع إلا من كان قابلا غير معاند
41 - وقوله جل وعز الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة آية 54 خلقكم من ضعف أي من المني أي خلقكم في حال ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة أي الشباب

(5/271)



42 - وقوله جل وعز ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة أي يحلفون ما لبثوا في القبور إلا ساعة واحدة 43 - ثم قال تعالى كذلك كانوا يؤفكون آية 55 أي كذلك كانوا يكذبون في الدنيا يقال إفك الرجل إذا صرف عن الصدق والخير وأرض مأفوكة ممنوعة من المطر 44 - وقوله جل وعز وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث آية 56 قيل المعنى في خبر كتاب الله أنكم لبثتم في قبوركم إلى يوم القيامة وقيل في الكلام تقديم وتأخير

(5/272)



والمعنى وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث 45 - وقوله جل وعز فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين
لا يوقنون آية 60 ولا يستخفنك أي لا يستفزنك الذين لا يوقنون أي الشاكون انتهت سورة الروم

(5/273)



تفسير سورة لقمان مكية آياتها 43 آية

(5/275)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة لقمان وهي مكية قال عبد الله بن عباس هي مكية إلا ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة وهن قوله جل وعز ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام إلى تمام الآيات الثلاث 1 - من ذلك قوله عز وجل ومن الناس من يشتري لهو الحديث آية 6 روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال سئل عبد الله بن مسعود عن قوله جل وعز ومن الناس من يشتري لهو الحديث فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات

(5/277)



وبغير هذا الإسناد عنه والغناء ينبت في القلب النفاق وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الرجل يشتري الجارية المغنية تغنيه ليلا أو نهارا وروي عن ابن عمر هو الغناء وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول وروى علي بن الحكم عن الضحاك ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال الشرك

(5/278)



وروى جويبر عنه قال الغناء مهلكة للمال مسخطة للرب مقساة غير للقلب وسئل القاسم بن محمد عنه فقال الغناء باطل والباطل في النار قال أبو جعفر وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم عن مجاهد قال الغناء وكل لعب لهو قال أبو جعفر فالمعنى ما يلهيه من الغناء وغيره مما يلهي وقد قال معمر بلغني أن هذه الآية نزلت في رجل من بني عدي يعنى النضر بن الحارث كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ويقول محمد يحدثكم عن عاد وثمود وأنا

(5/279)



أحدثكم عن فارس والروم ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه
2 - وقوله جل وعز ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا آية 6 أي ليضل غيره وإذا أضل غيره فقد ضل وليضل هو أي يئول أمره إلى هذا كما قال ربنا ليضلوا عن سبيلك 3 - وقوله جل وعز كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا آية 7 قال مجاهد وقرا أي ثقلا 4 - وقوله جل وعز خلق السموات بغير عمد ترونها

(5/280)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:10
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

يجوز أن تكون ترونها بمعنى ترونها بغير عمد ويجوز أن تكون نعتا على قول من قال هي بعمد ولكن لا يرونها قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى معنى واحد لأن من قال إنها بعمد إنما يريد بالعمد قدرة الله جل وعز التي يمسك بها السموات والأرض 5 - ثم قال جل وعز وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم آية 10 أي جبالا ثابتة وقد رسا أي ثبت أن تميد بكم أي كراهة أن تميد بكم يقال ماد يميد إذا اشتدت حركته

(5/281)



6 - وقوله جل وعز هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه آية 11 هذا خلق الله يعني ما ذكر من خلق السموات وغيرها فأروني ماذا خلق الذين من دونه أي مما تعبدونه 7 - ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه بل الظالمون في ضلال مبين آية 11 8 - ثم قال جل وعز ولقد آتينا لقمان الحكمة آية 12 روى سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان لقمان من سودان مصر

(5/282)



وقال غيره كان في وقت داود النبي صلى الله عليه وسلم قال وهب بن منبه قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب قال مجاهد الحكمة التي أوتيها العقل والفقه والصواب في الكلام من غير نبوة قال زيد بن أسلم الحكمة العقل في دين الله عز وجل ويقال إن ابنه اسمه ثاران 9 - وقوله جل وعز يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قال الأصمعي الظلم وضع الشئ في غير موضعه

(5/283)



قال أبو جعفر الشرك نسب نعمة الله جل وعز إلى غيره
لأن الله جل وعز الرزاق والمحيي والمميت وقال هو ظالم لنفسه 10 - ثم قال جل وعز ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن آية 14 وقرأ عيسى وهنا على وهن قال الضحاك الوهن الضعف وكذلك هو في اللغة يقال وهن يهن ووهن يوهن ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف يعني ضعف الحمل وضعف الطلق وضعف النفاس

(5/284)



11 - ثم قال جل وعز وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك آية 14 وفصاله في عامين أي فطامه في عامين أن اشكر لي ولوالديك على التقديم والتأخير والمعنى ووصينا الإنسان أن اشكر لي ولوالديك 12 - ثم قال جل وعز وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما آية 15 يروى أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص

(5/285)



13 - ثم قال جل وعز وصاحبهما في الدنيا معروفا آية 15 أي مصاحبا معروفا يقال صاحبته مصاحبة ومصاحبا ومعروفا أي ما يحسن
14 - ثم رجع إلى الإخبار عن لقمان فقال يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله آية 16 وهذا على التمثيل كما قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال سفيان بلغني أنه الصخرة التي عليها الأرضون وروى أن ابن لقمان سأله عن حبة وقعت في مقل البحر أي في مغاصه أحمد فأجابه بهذا

(5/286)



قال أبو مالك يأت بها الله أي يعلمها الله 15 - ثم قال جل وعز إن الله لطيف خبير آية 16 قال أبو العالية أي لطيف باستخراجها خبير بمكانها 16 - وقوله جل وعز ولا تصعر خدك للناس آية 18 وقرأ الجحدري ولا تصعر ويقرأ ولا تصاعر قال الحسن وقتادة والضحاك في قوله تعالى ولا تصعر الإعراض عن الناس قال قتادة لا تتكبر فتعرض وقال إبراهيم هو التشدق

(5/287)



قال أبو الجوزاء يقول بوجهه هكذا ازدراء بالناس قال أبو جعفر أصل هذا من الصعر وهو داء يأخذ
الإبل تلوي منها أعناقها فقيل هذا للمتكبر لأنه يلوي عنقه تكبرا وتصعر على التكثير وتصعر تلزم نفسك بهذا لأنه يفعله ولا داء به وتصاعر أي تعارض بوجهك 17 - ثم قال جل وعز ولا تمش في الأرض مرحا آية 18 أي متبخترا متكبرا 18 - وقوله جل وعز واقصد في مشيك واغضض من صوتك آية 19 واقصد في مشيك أي يكون متوسطا روى حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب واقصد في مشيك قال من السرعة

(5/288)



ثم قل واغضض من صوتك آية 19 أي انقص منه وقد غض بصره ومنه فلان يغض من الناس 19 - ثم قال تعالى إن أنكر الأصوات لصوت الحمير آية 19 أي أقبحها ومنه أتانا بوجه منكر 20 - ثم قال جل وعز ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض آية 20 ما في السموات يعني الشمس والقمر والنجوم وما في الأرض من البحار والدواب وغيرها
21 - ثم قال جل وعز وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة آية 20 وقرأ ابن عباس وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة على التوحيد وقال هو ومجاهد هي الإسلام

(5/289)



ويجوز أن تكون نعمة بمعنى نعم كما قال سبحانه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها 22 - وقوله جل وعز ومن سلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى آية 22 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس فقد استمسك بالعروة الوثقى قال لا إله إلا الله 23 - وقوله جل وعز ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله آية 27 في رواية أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم بلغنا أنك تقول وما أوتيتم من

(5/290)



العلم إلا قليلا فهذا لنا أو لغيرنا فقال صلى الله عليه وسلم للجميع فقالوا أما علمت أن الله أعطى موسى التوراة وخلفها فينا ومعنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم التوراة وما فيها من الأنباء في علم الله جل وعز قليل فأنزل الله ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده
سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إلى تمام ثلاث آيات قال أبو جعفر فقد تبين أن الكلمات ههنا يراد بها العلم وحقائق الأشياء لأنه علم قبل أن يخلق الخلق ما هو خالق في السموات والأرض من شئ وعلم ما فيه من مثاقيل الذر وعلم الأجناس كلها وما فيها من شعرة وعضو وما في الشجرة من ورقة وما فيها من ضروب الخلق وما يتصرف فيه من ضروب الطعم واللون فلو سمى كل دابة وحدها وسمى أجزائها على ما يعلم من قليلها وكثيرها وما تحولت عليه في الأحوال وما زاد فيها في كل زمان وبين كل شجرة وحدها وما تفرعت عليه وقدر ما ييبس من ذلك في كل زمان ثم

(5/291)



كتب البيان عن كل واحد منها على ما أحاط الله عز وجل منها ثم كان البحر مدادا لذلك البيان الذي بين الله عز وجل تلك الأشياء يمده من بعده سبعة أبحر لكان البيان عن تلك الأشياء أكثر 24 - وقوله جل وعز ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير قال مجاهد إنما يقول كن فيكون القليل والكثير 25 - وقوله جل وعز فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد آية 32 قال مجاهد فمنهم مقتصد في القول وهو كافر وقيل مقتصد أي مقتصد في فعله خبر أن منهم من لا يشرك 26 - وقوله جل وعز وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور
آية 32 قال مجاهد وقتادة الختار الغدور

(5/292)



قال أبو جعفر الختر في كلام العرب أقبح الغدر 27 - وقوله جل وعز فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور آية 33 قال مجاهد والضحاك الغرور الشيطان 28 - وقوله جل وعز إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمسة وقد ذكرنا هذا بإسناده في سورة الأنعام في قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب الآية انتهت سورة لقمان

(5/293)



تفسير سورة السجدة مكية وآياتها 30 آية

(5/295)



بسم الله الرحمان الرحيم سورة السجدة وهي مكية قال عبد الله بن عباس إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة وفي رجلين من قريش وهن أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا إلى آخر الآيات الثلاث 1 - من ذلك قوله جل وعز آلم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
المعنى هذا تنزيل الكتاب وقيل المعنى آلم من تنزيل الكتاب

(5/297)



ويجوز أن يكون المعنى تنزيل الكتاب لا شك فيه وقد بينا معنى آلم ولا ريب فيه في سورة البقرة 2 - وقوله جل وعز أم يقولون افتراه آية 3 أي بل أيقولون افتراه 3 - وقوله جل وعز يدبر الأمر من السماء إلى الأرض أي يقضي القضاء في السماء ثم ينزله إلى الأرض 4 - وقوله جل وعز ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون آية 5 قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة وقد قال في موضع آخر في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ولأهل التفسير فيها أقوال أ - من ذلك ما حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد الله بن

(5/298)



صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في يوم كان مقداره ألف سنة قال هذا في الدنيا وقوله جل وعز في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال فهذا يوم القيامة جعله الله عز وجل على الكفار مقدار خمسين ألف سنة ب - وحدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال حدثنا أبو داود
سليمان بن داود قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن وهب بن منبه في يوم كان مقداره ألف سنة قال ما بين أسفل الأرض إلى العرش ج قال ابن أبي نجيح عن مجاهد وفي ذلك قال الدنيا من أولها

(5/299)



إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحد كم مضى منها ولا كم بقي قال أبو جعفر وقيل يوم القيامة أيام فمنه ما مقداره ألف سنة ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة قال أبو جعفر يوم في اللغة بمعنى وقت فالمعنى على هذا تعرج الملائكة والروح إليه في وقت مقداره ألف سنة وفي وقت آخر أكثر من ذاك وعروجا أكثر من ذاك مقداره خمسون ألف سنة 5 - وقوله جل وعز الذي أحسن كل شئ خلقه آية 7 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتقنه

(5/300)



قال وهو مثل قوله تعالى أعطى كل شئ خلقه أي لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان وقيل أي لم يعجزه
وأحسن ما قيل في هذا ما رواه خصيف عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز أحسن كل شئ خلقه قال أحسن في خلقه جعل الكلب في خلقه حسنا قال أبو جعفر ومعنى هذا أحسن في فعله كما تقول أحسن فلان في قطع اللص 6 - وقوله جل وعز ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين آية 8 السلالة للقليل مما ينسل والمهين الضعيف

(5/301)



7 - وقوله جل وعز وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد آية 10 وروى عن الحسن أنه قرأ صللنا بفتح اللام وروى بعضهم بكسر اللام قال مجاهد ضللنا أي أهلكنا قال أبو جعفر معنى ضللنا صرنا ترابا وعظاما فلم نتبين وهو يرجع إلى قول مجاهد ومعنى صللنا بفتح اللام أنتنا وتغيرنا وتغيرت صورنا يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن وتغير ويجوز أن يكون من الصلة وهي الأرض اليابسة ولا يعرف صللنا بكسر اللام

(5/302)



8 - وقوله جل وعز ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعما صالحا آية 12 في الكلام حذف والمعنى ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم لرأيت ما تعتبر به اعتباره شديدا والمعنى يقولون ربنا ثم حذف القول أيضا 9 - وقوله جل وعز ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها آية 13 أي لو شئنا لأريناهم آية تضطرهم إلى الإيمان كما قال تعالى إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين 10 - ثم قال جل وعز ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين آية 13 قال قتادة أي بذنوبهم

(5/303)



11 - وقوله جل وعز تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا آية 16 روى قتادة عن أنس قال يتيقظون بين العشاء والعتمة فيصلون وقال عطاء لا ينامون قبل العشاء حتى يصلوها وقال الحسن ومجاهد يصلون في جوف الليل

(5/304)



وكذلك قال مالك والأوزاعي
وهذا القول أشبهها لجهتين إحداهما أن أبا وائل روى عن معاذ بن جبل قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على أعمال الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى يعملون والجهة الأخرى أنه جل وعز قال فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين حدثنا محمد بن أحمد يعرف بالجريجي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن السلمي قال حدثنا عمرو بن عبد الوهاب قال حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن

(5/305)



النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ من قرات أعين فهذه بصلاة الليل أشبه لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي روى أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون 306 - وقوله جل وعز أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا آية 18 روى أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال نزلت في رجلين من قريش إلى تمام الآيات الثلاث

(5/306)



وقال ابن أبي ليلى نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ورجل من قريش وقيل نزلت في علي عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط فشهد الله جل وعز لعلي بن أبي طالب بالإيمان وأنه في الجنة 13 - فقال جل وعز أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى آية 19 وجاء على الجمع لأن الاثنين جماعة ويكون لجميع المؤمنين وإن كان سبب النزول مخصوصا لإبهام من

(5/307)



14 - وقوله جل وعز ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون آية 21 روى أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال يوم بدر لعلهم يرجون لعلى من تقى منهم يتوب وروى إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن عبد الله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال سنون أصابت قوما قبلكم وروى عكرمة عن ابن عباس ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال الحدود

(5/308)



وقال علقمة والحسن وأبو العالية والضحاك قالوا المصيبات في الدنيا وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال القتل والجوع لقريش في لدنيا دون العذاب الأكبر يوم القيامة في الآخرة وروى أبو يحيى عن مجاهد قال العذاب الأدنى عذاب القبر وعذاب الدنيا وروى الأعمش عن مجاهد قال المصيبات وهذه الأقوال ليست بمتناقضة وهي ترجع إلى أن معنى الأدنى ما كان قبل يوم القيامة

(5/309)



15 - وقوله جل وعز ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه آية 23 قيل الهاء للكتاب واسم موسى صلى الله عليه وسلم مضمر والمعنى الهاء لموسى وحذف الكتاب لأنه تقدم ذكره وهذا أولى والمعنى فلا تكن في شك من تلقي موسى الكتاب بالقبول ومخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لجميع الناس ويجوز أن يكون المعنى قل لهذا الشاك ويجوز أن يكون المعنى فلا تكن في شك من تلقي هذا الخبر بالقبول
قال قتادة معنى ذلك فلا تكن في شك من أنك لقيته أو تلقاه ليلة أسري به

(5/310)



واختار هذا القول بعض أهل العلم لأن ابن عباس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أريت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة الحديث فالتقدير على هذا فلا تكن في مرية من لقائه أنه قد رأى موسى ليلة أسري به وتأول وجعلناه بمعنى وجعلنا موسى هدى أي رشادا لبني إسرائيل يرشدون باتباعه ويصيبون الحق بالاقتداء به وقد روى سعيد عن قتادة وجعلناه هدى لبني إسرائيل قال جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل

(5/311)



16 - وقوله جل وعز أو لم نهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من آية 26 القرون أي أولم نبين لهم 17 - وقوله جل وعز أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز آية 27 قال مجاهد هي الأرض التي لا تنبت قال الضحاك هي الأرض التي لا نبات بها قال أبو جعفر الجرز في اللغة الأرض اليابسة المحتاجة إلى
الماء التي ليس فيها نبات كأنها أكلت ما فيها ومنه قيل رجل جروز إذا كان أكولا

(5/312)



18 - وقوله جل وعز ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين آية 28 قال مجاهد هو يوم القيامة وقال قتادة الفتح القضاء وقال الفراء والقتبي فتح مكة قال أبو جعفر والقول الأول أولى لقوله تعالى قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم آية 29 وسمى فتحا لأن الله جل وعز يفتح فيه على المؤمنين

(5/313)



أو لأن القضاء فيه كما قال تعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي اقض 19 - ثم قال جل وعز فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ثم نسخ هذا بالأمر بالقتال انتهت سورة السجدة

(5/314)



تفسير سورة الأحزاب مدنية وآياتها يقول 73 آية

(5/315)



بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الأحزاب وهى مدنية قال ابن عباس وهي مدنية 1 - من ذلك قوله جل وعز يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين آية 1 معناه اثبت على تقوى الله كما قال سبحانه يا أيها الذين آمنوا آمنوا 2 - ثم قال جل وعز إن الله كان عليما حكيما آية 1 أي عليما بما يكون قبل أن يكون حكيما فيما يخلقه قبل أن يخلقه

(5/317)



3 - وقوله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه آية 4 قال أبو جعفر في معنى هذا ونزوله ثلاث أقوال فمن ذلك ما حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال قتادة كان رجل لا يسمع شيئا إلا وعاه فقال الناس ما يعي هذا إلا أن له قلبين فكان يسمى ذا القلبين فقال الله عز وجل ما جعل الله لرجل من قلبين قال معمر وقال الحسن كان رجل يقول إن نفسا تأمرني بكذا ونفسا تأمرني بكذا فقال الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وروى أبو هلال عن عبد الله بن بريدة قال كان في الجاهلية
رجل يقال له ذو قلبين فأنزل الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قال رجل من بني فهر إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد صلى الله عليه وسلم وكذب قال أبو جعفر وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو أن

(5/318)



الآية نزلت في رجل بعينه ويقال إن الرجل عبد الله بن خطل والقول الثاني قول ضعيف لا يصح في اللغة وهو من منقطعات الزهري رواه معمر عنه في قوله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال بلغنا أن ذلك في شأن زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك والقول الثالث أصحها وأعلاها إسنادا وهو جيد الإسناد قرئ على محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال قلنا لابن عباس أرأيت قول الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في

(5/319)



جوفه ما عني بذلك قال كان نبي الله يوما يصلي فخطر خطرة فقال النافقون الذين يصلون معه ألا ترون أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فأنزل الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
قال أبو جعفر وهذا أولى الأقوال في الآية لما قلنا والمعنى ما جعل الله لرجل قلبا يحب به وقلبا يبغض به وقلبا يؤمن به وقلبا يكفر به 4 - ثم قرن بهذا ما كان المشركون يطلقون به مما لا يكون فقال وما جعل أزواجكم اللاتي تظاهرون منهن أمهاتكم

(5/320)



وهو لفظ مشتق من الظهر وقرأ الحسن تظاهرون وأنكر هذه القراءة أبو عمرو بن العلاء وقال إنما يكون هذا من المعاونة قال أبو جعفر وليس يمتنع شئ من هذا لاتفاق اللفظين ويدل على صحته الظهار 5 - ثم قال جل وعز وما جعل أدعياءكم أبناءكم آية 4 أي ما جعل من تبنيتموه واتخذتموه ولدا بمنزلة الولد في الميراث قال مجاهد نزل هذا في زيد بن حارثة

(5/321)



6 - ثم قال جل وعز ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل آية 4 أي هو شئ تقولونه على التشبيه وليس بحقيقة والله يقول الحق أي لا يجعل غير الولد ولدا وهو يهدي السبيل أي سبيل الحق
7 - ثم قال جل وعز ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله آية 5 روى سالم عن ابن عمر قال ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم ثم قال جل وعز هو أقسط عند الله أي أعدل 8 - وقوله جل وعز فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم آية 5

(5/322)



أي فقولوا يا أخي في الدين ومواليكم أي بنو عمكم أو أولياؤكم في الدين 9 - ثم قال جل وعز وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم آية 5 في معناه ثلاثة أقوال قال مجاهد فيما أخطأتم به قبل النهي في هذا وفي غيره ولكن ما تعمدت قلوبكم بعد النهي في هذا وفي غيره وقيل فيما أخطأتم به أن يقول له يا بني في المخاطبة على غير تبن

(5/323)



وقال قتادة هو أن تنسب الرجل إلى غير أبيه وأنت ترى أنه أبوه
وهذا أولاها وأبينها 10 - وقوله جل وعز النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم آية 6 روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما رجل مات وترك دينا فإلي وإن ترك مالا فلورثته وحقيقة معنى الآية والله جل وعز أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمر بشئ أو نهى عنه ثم خالفته النفس كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه أولى بالاتباع من الناس

(5/324)



11 - ثم قال جل وعز وأزواجه أمهاتهم آية 6 أي هن في الحرمة بمنزلة الأمهات في الإجلال ولا يتزوجن بعده صلى الله عليه وسلم وروي أنه إنما فعل هذا لأنهن أزواجه في الجنة 12 - ثم قال جل وعز وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال مجاهد أي إلا أن توصوا لمن حالفتموه من المهاجرين والأنصار وكان رسول الله آخى بين المهاجرين فكانوا يتوارثون حتى هذا وابيحت لهم الوصية وهذا قول بين لأنه بعيد أن يقال للمشرك ولي وقال ابن الحنفية والحسن وعطاء في قوله تعالى

(5/325)



إلا أن تمعلوا الذي إلى أوليائكم معروفا أن يوصي لذي قرابته من المشركين قال الحسن هو وليك في النسب وليس بوليك في الدين 13 - ثم قال جل وعز كان ذلك في الكتاب مسطورا قال قتادة أي مكتوبا عند الله جل وعز لا يرث كافر مسلما قال أبو جعفر يجوز أن يكون المعنى حل ذلك في الكتاب أي في القرآن ويجوز أن يكون ذلك قوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض 14 - وقوله جل وعز وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم

(5/326)



قال مجاهد هذا في ظهر آدم صلى الله عليه وسلم وقال قتادة أخذنا ميثاقهم أن يصدق بعضهم بعضا 15 - وقوله جل وعز ليسأل الصادقين عن صدقهم أي ليسأل الصادقين من الرسل توبيخا لمن كذبهم كما قال جل وعز أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله وقيل ليسأل الصادقين عن صدقهم هل كان لله جل وعز
وقيل ليثابوا عليه 16 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود آية 9 قال مجاهد جاءهم أبو سفيان وعيينة بن بدر وبنو قريظة وهم الأحزاب

(5/327)



17 - ثم قال جل وعز فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها روى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال هي الصبا كفأت قدورهم ونزعت فساطيطهم حتى أظعنتهم وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ثم قال جل وعز وجنودا لم تروها آية 9 قال مجاهد الملائكة ولم تقاتل يومئذ يوم الأحزاب 18 - وقوله جل وعز إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم آية 10 قال محمد بن إسحق الذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة

(5/328)



والذين جاءوهم من أسفل منهم قريش وغطفان 19 - ثم قال جل وعز وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر آية 10 روى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال بلغ فزعها
وقال قتادة شخصت عن مواضعها فلولا أن الحلوق ضاقت عنها لخرجت وقيل كادت تبلغ قال أبو جعفر وأحسن هذه الأقوال القول الأول أي بلغ وجيفها من شدة الفزع الحلوق فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب 20 - وقوله جل وعز هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا أية 11

(5/329)



قال مجاهد أي محصوا ثم قال وزلزلوا زلزالا شديدا أي أزعجوا وحركوا 21 - ثم قال جل وعز وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا آية 12 قال قتادة قال قوم من المنافقين وعدنا محمد أن نفتح قصور الشام وفارس وأحدنا لا يقدر أن يجاوز رحله ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا

(5/330)



22 - ثم قال جل وعز وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وقرأ أبو عبد الرحمن والأعرج لا مقام لكم بضم الميم قال أبو جعفر المقام بالفتح الموضع الذي يقام فيه والمصدر من قام يقوم والمقام بالضم بمعنى الإقامة والموضع من أقام هو وأقامه
غيره 23 - ثم قال جل وعز ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة آية 13 قال ابن اسحق هو أوس بن قيظي الذي قال إن بيوتنا عورة عن ملأ من قومه وقرأ يحيى بن يعمر وأبو رجاء عورة بكسر الواو

(5/331)



يقال أعور المنزل إذا ضاع أو لم يكن له ما يستره أو سقط جداره فالمعنى إن بيوتنا ضائعة متهتكة ليس لها من يحفظها فأعلم الله جل وعز أنها ليست كذلك وأن العدو لا يصل إليها لأن الله جل وعز يحفظها قال أي نخاف أن تسرق ويقال للمرأة عورة فيجوز مجاهد أن يكون المعنى إن بيوتنا ذات عورة فأكذبهم الله جل وعز قال قتادة قال قوم من المنافقين إن بيوتنا عورة وإنا نخاف على أهلينا فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليها فلم يوجد فيها أحد ويجوز أن يكون عورة مسكنا من عورة

(5/332)



24 - ثم قال جل وعز إن يريدون إلا فرارا آية 13 أي عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم 25 - ثم قال جل وعز ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سألوا
الفتنة لأتوها آية 14 قال الحسن من أقطارها أي من نواحيها قال غيره نواحي البيوت ثم سئلو الفتنة لأتوها أي لقصدوها وجاءوها قال الحسن الفتنة ههنا الشرك وقرئ لآتوها

(5/333)



قال الحسن أي لأعطوها من أنفسهم قال غيره كما روي في الذين عذبوا أنهم أعطوا ما سئلوا في النبي صلى الله عليه وسلم إلا بلالا 26 - ثم قال جل وعز وما تلبثوا بها إلا يسيرا قال القتبي أي بالمدينة 27 - وقوله جل وعز وإذا لا تمتعون إلا قليلا آية 16 قال مجاهد والربيع بن خيثم في قوله وإذا لا تمتعون إلا قليلا ما بينهم وبين الأجل 28 - وقوله جل وعز قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا آية 18

(5/334)



قال قتادة هم قوم من المنافقين قالوا ما أصحاب محمد عندنا إلا أكلة رأس ولن يطيقوا أبا سفيان وأصحابه فهلم إلينا 29 - ثم قال جل وعز ولا يأتون البأس إلا قليلا آيد 18
أي إلا تعذيرا 30 - ثم قال جل وعز أشحة عليكم فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد آية 19 أي أشحة عليكم بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أي بالغوا في الاحتجاج عليكم

(5/335)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:11
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وقال قتادة سلقوكم بطلب الغنيمة وهذا قول حسن لأن بعده أشحة على الخير وعن ابن عباس استقبلوكم بالأذى وقال يزيد بن رومان سلقوكم بما تحبون نفاقا منهم يقال خطيب مسلاق وسلاق أي بليغ 31 - ثم قال جل وعز أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا آية 19 أي أشحة على الغنيمة أولئك لم يؤمنوا وإن كانوا قد أظهروا الإيمان فإن اعتقادهم غير ذلك 32 - وقوله جل وعز يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب آية 20

(5/336)



أي يحسبون الأحزاب لم يذهبوا لجبنهم
وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب المعنى إنهم لفزعهم ورعبهم إذا جاء من يقاتلهم ودوا أنهم بادون في الأعراب وقرأ طلحة بن مصرف يودوا لو أنهم بذا في الأعراب بدا والمعنى واحد وهو جمع باد كما يقال غزا وغزى 33 - ثم خبر تعالى بما يقول المؤمنون فقال ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وقيل الذي وعدهم في قوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة

(5/337)



ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء كذا قال قتادة وقال يزيد بن رومان الأحزاب قريش وغطفان 34 - وقوله جل وعز من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقال صدقت العهد أي وفيته 35 - ثم قال جل وعز فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا آية 23 روى سعيد بن مسروق عن مجاهد قال نحبه عهده وروى خصيف عن عكرمة عن ابن عباس فمنهم من قضى نحبه قال مات على ما عاهد عليه ومنهم من ينتظر ذلك

(5/338)



قال أبو جعفر حكى أهل اللغة أن النحب العهد والنفس والخطر العظيم وأشهرها أن النحب العهد كما قال مجاهد ويصححه أنه يروى أن قوما جعلوا على أنفسهم إن لاقوا العدو أن يصدقوا القتال حتى تقبلوا أو يفتح الله جل وعز عليهم فالمعنى فمنهم من قضى أجله وسمي الأجل عهدا لأنه على العهد كان أو قضى عهده

(5/339)



ثم قال تعالى وما بدلوا تبديلا أي وما بدلوا دينهم تبديلا 36 - ثم قال جل وعز ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا قال مجاهد أبا سفيان وأصحابه 37 - ثم قال جل وعز وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم أي أعاونهم من أهل الكتاب قال مجاهد بني قريظة من صياصهم من قصورهم وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة من صياصيهم من حصونهم
قال أبو جعفر والقصور قد يتحصن بها وأصل الصيصية

(5/340)



في اللغة ما يمتنع به ومنه قيل لقرون البقر صياصي ومنه قوله كوقع الصياصي في النسيج الممد * يقال جذ الله صيصته علي أي أصله 38 - وقوله جل وعز وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها آية 27 قال الحسن فارس والروم وقال قتادة مكة وقال ابن اسحق خيبر وقال أبو جعفر وهذه كلها قد أورثها الله جل وعز المسلمين إلا أن الأشبه بالمعنى أن تكون خيبر والله أعلم

(5/341)



روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة في قوله تعالى وأرضا لم تطئوها قال ما يفتح على المسلمين إلى يوم القيامة 39 - وقوله جل وعز يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا آية 28 حتى روى يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة ومعمر عن عروة عن عائشة قالت لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي فيه حتى
تستأمري أبويك قال وقد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه ثم تلا يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فقلت أو في هذا استأمر أبوي فإني أختار الله جل وعز ورسوله والدار الأخرة

(5/342)



قال يونس في حديثه وفعل أزواجه كما فعلت فلم يكن ذلك طلاقا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرهن فاخترنه 40 - وقوله جل وعز يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين آية 30 فرق أبو عمرو بين يضعف ويضاعف قال يضاعف للمرار الكثيرة ويضعف مرتين وقرأ يضعف لهذا وقال أبو عبيدة يضاعف لها العذاب يجعل ثلاثة أعذبة

(5/343)



قال أبو جعفر التفريق الذي جاء به أبو عمرو لا يعرفه أحد من أهل اللغة علمته والمعنى في يضاعف ويضعف واحد أي يجعل ضعفين أي مثلين كما تقول إن دفعت إلي درهما دفعت إليك ضعفيه أي مثليه يعني درهمين ويدل على هذا نؤتها أجرها مرتين فلا يكون العذاب أكثر من الأجر وقال في موضع آخر ربنا آتهم ضعفين من العذاب أي
مثلين وروى معمر عن قتادة يضاعف لها العذاب ضعفين قال عذاب الدنيا وعذاب الآخرة

(5/344)



41 - وقوله جل وعز ومن يقنت منكن لله ورسوله ومعناه من يطع قال قتادة كل قنوت في القرآن طاعة وقال وأعتدنا لها رزقا كريما الجنة 42 - وقوله جل وعز فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض آية 32 يقال خضع في قوله إذا لان ولم يبين ويبينه قوله تعالى ي وقلن قولا معروفا أي بينا ظاهرا قال قتادة والسدي فيطمع الذي في قلبه مرض أي شك ونفاق قال عكرمة هو شهوة الزنى

(5/345)



43 - وقوله جل وعز وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى هو من وقر يقر وقارا في المكان إذا ثبت فيه وفيه قول آخر قال محمد بن يزيد هو من قررت في المكان أقر والأصل واقررن جاء على لغة من قال في مسست مست حذفت الراء
الأولى وألقيت حركتها على القاف فصار وقرن قال ومن قرأ وقرن فقد لحن قال أبو جعفر يجوز أن يكون وقرن من قررت به عينا أقر فيكون المعنى واقررن به عينا في بيوتكن

(5/346)



44 - ثم قال جل وعز ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى آية 33 روى علي بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال الجاهلية الأولى ما بين إدريس ونوح صلى الله عليهما وروى عبد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال ستكون جاهلية أخرى وروى هشيم عن زكريا عن الشعبي قال الجاهلية الأولى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما

(5/347)



قال مجاهد كان النساء يتمشين بين الرجال فذلك التبرج وقال ابن أبي نجيح هو التبختر قال أبو جعفر التبرج في اللغة هو إظهار الزينة وما تستدعى به الشهوة وكان هذا ظاهرا بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وكان ثم بغايا يقصدن وقوله جل وعز إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت آية 33
قال عطية حدثني أبو سعيد الخدري قال حدثتني أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيت وكنت جالسة على الباب فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى خير وأنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكان في البيت النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم

(5/348)



46 - وقوله جل وعز واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة آية 34 قال قتادة أي القرآن والسنة وروى محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أرى الله جل وعز يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات 47 - وقوله جل وعز والحافظين فروجهم والحافظات آية 35

(5/349)



أي والحافظاتها ونظيره وكمتا مدماة كأن متونها جرى فوقها واستشعرت لون المذهب مذهب وروى سيبويه لوت مذهب بالنصب وإنما يجوز الرفع على حذف الهاء كأنه قال فاستشعرته تعالى فيمن رفع لونا 48 - وقوله جل وعز وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله
أمرا آية 36 قال قتادة لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وهي ابنة عمته وهو يريدها لزيد ظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت وامتنعت فأنزل الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم فأطاعت وسلمت

(5/350)



49 - وقوله جل وعز وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه قال قتادة هو زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق ثم قال أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه روى ثابت عن أنس قال جاء زيد يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أمسك عليك زوجك واتق الله فأنزل الله جل وعز وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه إلى آخر الآية قال ولو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن لكتمها قال قتادة جاء زيد فقال يا رسول الله إني أشكو إليك لسان زينب وإني أريد أن أطلقها فقال له أمسك عليك

(5/351)



زوجك واتق الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها زيد فكره أن يقول له طلقها فيسمع الناس بذلك

(5/352)



قال أبو جعفر أي فيفتتنوا وسئل علي بن الحسين عليه السلام عن هذه الآية فقال أعلم الله جل وعز النبي صلى الله عليه وسلم أن زيدا سيطلق زينب ثم يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده أي فقد أعلمتك أنه يطلقها قبل أن يطلقها 50 - وقوله جل وعز فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها آية 37 قال الخليل معنى الوطر كل حاجة يهتم بها فإذا قضاها قيل قضى وطره وأربه 51 - ثم خبر جل وعز بالعلة التي من أجلها كان من أمر زيد ما كان فقال لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا أي زوجناك زينب وكانت امرأة زيد وأنت متبن فإن له لئلا

(5/353)



يتوهم أن تحريم التبني كتحريم الولادة كما كانت الجاهلية تقول 52 - وقوله جل وعز ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له آية 38 قال قتادة أي فيما أحل الله له
قال أبو جعفر وفيه معنى المدح كما قال جل وعز ما على المحسنين من سبيل 53 - ثم قال جل وعز سنة الله في الذين خلوا من قبل أي لا يؤاخذون بما لم يحرم عليهم

(5/354)



54 - وقوله جل وعز وكفى بالله حسيبا آية 39 يجوز أن يكون بمعنى محاسب كما تقول أكيل وشريب ويجوز أن يكون بمعنى محسب أي كاف يقال أحسبني الشئ كفاني 55 - وقوله جل وعز ما كان محمد أبا أحد من رجالكم آية 40 قال علي بن الحسين عليه السلام نزلت في زيد بن حارثة قال أبو جعفر أي ليس هو أباهم بالولادة وإن كان كذلك في التبجيل والتعظيم

(5/355)



56 - ثم قال جل وعز ولكن رسول الله وخاتم النبيين قال قتادة أي آخرهم قال أبو جعفر من قرأ خاتم بفتح التاء فمعناه عنده آخرهم ومن قرأ بالكسر خاتم فمعناه عندهم أنه ختمهم
قال قتادة وسبحوه بكرة وأصيلا آية 42 صلاة الصبح والعصر 57 - وقوله جل وعز هو الذي يصلي عليكم وملائكته آية 43 قال الحسن سألت بنو إسرائيل موسى صلى الله عليه أيصلي ربك فكأنه أعظم ذلك فأوحى الله جل وعز إليه إن صلاتي أن رحمتي تسبق غضبي

(5/356)



والأصيل العشي قال الفراء معنى هو الذي يصلي عليكم وملائكته هو الذي يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته 58 - وقوله جل وعز تحيتهم يوم يلقونه سلام هو كما قال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم أي تحيتهم في الجنة سلام 59 - وقوله جل وعز يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا آية 45

(5/357)



شاهدا أي شاهدا بالإبلاغ ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى الله بإذنه أي بأمره
وسراجا منيرا أي وذا سراج وهو القرآن ويجوز أن يكون المعنى ومبينا وتاليا حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن شيبان النحوي قال حدثنا قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا دعا رسول الله عليا ومعاذا فقال انطلقا فيسرا ولا تعسرا فإنه قد نزل علي الليلة آية إنا أرسلناك

(5/358)



شاهدا ومبشرا ونذيرا من النار وداعيا إلى الله قال شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه بأمره وسراجا منيرا قال بالقرآن 60 - وقوله جل وعز ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم آية 48 قال مجاهد ودع أذاهم أي أعرض عنهم 61 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها قال حبيب بن أبي ثابت سئل علي بن الحسين عليه السلام عن رجل قال لامرأته إن تزوجتك فأنت طالق فقال ليس بشئ

(5/359)



ذكر الله جل وعز النكاح قبل الطلاق فقال إذا نكحتم
المؤمنات ثم طلقتموهن 62 - وقوله جل وعز فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا قال سعيد بن المسيب هي منسوخة بالتي في البقرة يعني قوله جل وعز وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة أي فلم يذكر المتعة 63 - وقوله جل وعز يا أيها النبي إنا حللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن آية 50

(5/360)



قال مجاهد أي صداقهن وروى أبو صالح عن أم هانئ قالت خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت منه فعذرني فأنزل الله جل وعز يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن إلى قوله اللاتي هاجرن معك ولم أكن هاجرت إنما كنت من الطلقاء فكنت لا أحل له 64 - ثم قال جل وعز وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي آية 50 قال علي بن الحسين رضي الله عنه وعروة والشعبي هي أم شريك وقال الزهري وعكرمة ومحمد بن كعب هي ميمونة ابنة الحارث وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم

(5/361)



قال الزهري ووهبت سودة يومها لعائشة
وقرأ الحسن أن وهبت وقرأ الأعمش وامرأة مؤمنة وهبت وكسر إن أجمع للمعاني لأنه قيل إنهن نساء وإذا فتح كان المعنى على واحدة بعينها لأن الفتح على البدل من امرأة وبمعنى لأن وقال مجاهد لم تهب نفسها فعلى هذا القول لا تكون إن إلا مكسورة وقيل ومعنى وهبت نفسها إن تزوجت بلا صداق

(5/362)



وقيل هو أن تجعل الهبة صداقا وأن هذا لا يحل لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر والقول الأول أولى لأن معنى الهبة في اللغة دفع شئ بلا عوض 65 - وقوله جل وعز قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم أي قد علمنا ما في ذلك من الصلاح وهذه كلمة مستعملة يقال أنا أعلم مالك في ذا وروى زياد بن عبد الله عن أبي بن كعب في قوله تعالى قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال مثنى وثلاث ورباع وقال قتادة فرض عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدي

(5/363)



عدل وصداق وأن لا يتزوج الرجل أكثر من أربع
66 - وقوله جل وعز لكيلا يكون عليك حرج آية 50 متعلق بقوله إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتهن آجورهن 67 - وقوله جل وعز ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء آية 51 روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى

(5/364)



ترجي من تشاء منهن قال هذا في الواهبات أنفسهن قال الشعبي هن الواهبات أنفسهن تزوج رسول الله منهن وترك منهن وقال الزهري ما علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ أحدا من أزواجه بل آواهن كلهن وقال قتادة أطلق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بينهن كيف شاء ولم يقسم بينهن إلا بالقسط حدثنا أحمد بن محمد بن نافع حدثنا سلمة حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن منصور عن أبي رزين قال المرجآت النبي ميمونة وسودة وصفية وجويرية وأم حبيبة وكانت عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب سواء في قسم النبي صلى الله عليه وسلم يساوي بينهن في القسم

(5/365)



وقال مجاهد هو أن يعتزلهن بلا طلاق قال أبو جعفر قول قتادة وأبي رزين ومجاهد يرجع إلى
معنى واحد أن ذلك في القسم وقد روى منصور عن أبي رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخلي اللواتي أرجأهن فقلن له اقسم لنا كيف شئت واتركنا على حالنا فتركهن وقال قتادة في قوله تعالى ذلك أدنى أن تقر أعينهن إذا علمن أن ذلك من الله جل وعز قرت أعينهن ولم يحزن ورضين

(5/366)



68 - وقوله جل وعز لا يحل لك النساء من بعد آية 52 في هذه الآية أقوال فمنها ما روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن عائشة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء وقال الحسن لما خير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه فاخترنه شكر الله جل وعز لهن ذلك فحرم على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج غيرهن أي فامتحنه بذلك كما امتحنهن وقال علي بن الحسين قد كان له أن يتزوج

(5/367)



قال أبو جعفر هذه الثلاثة الأقوال غير متناقضة تقول عائشة ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء إسناده جيد ويتأول على أنه ناسخ للحظر ويحتج به في أن السنة تنسخ القرآن كما قال جل وعز إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث
ومذهب الضحاك أن الناسخ لها قوله ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء وهذا لا يصح لأن بعده ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن وقول علي بن الحسين عليه السلام يجوز أن يكون يرجع إلى قول عائشة وإن كان قد أنكر قول الحسن فإن الحسن لم يذكر أن الآية منسوخة فيجوز أن يكون أنكره من هذه الجهة وتكون الآية عنده منسوخة

(5/368)



وعوض الله جل وعز نساء النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أن جعلهن أزواجه في الجنة وفي الآية غير هذا قال زياد بن عبد الله سألت أبي بن كعب عن قول الله جل وعز لا يحل لك النساء من بعد فقلت أكان يحل له أن يتزوج فقال نعم ما بأس بذلك قال الله جل وعز إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن إلى قوله وامرأة مؤمنة ثم قال جل وعز لا يحل لك النساء من بعد أي لا يحل لك الأمهات ولا الأخوات ولا البنات فهذا قول آخر أي لا يحل لك النساء من بعد من أحللنا إلا ما ملكت يمينك وقال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء والحكم قولا آخر
قالوا لا يحل لك النساء من بعد أي لا يحل لك اليهوديات ولا النصرانيات

(5/369)



قال مجاهد أي لا يحل أن تتزوج كافرة فتكون أما للمؤمنين ولو أعجبك حسنها إلا ما ملكت يمينك فإن له أن يتسرى بها 69 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم قال أنس بن مالك أنا أعلم الناس بهذه الآية لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش أمرني أن أدعو كل من لقيت ودعا النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الله جل وعز في الطعام البركة فأكل قوم وانصرفوا وبقيت طائفة وكانت زينب في البيت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وخرج وهم جلوس فأنزل الله جل وعز يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى آخر الآية فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاب وانصرفوا

(5/370)



قال مجاهد في قوله تعالى إلى طعام غير ناظرين إناه آية 53 غير متحينين نضجه ولا مستأنسين لحديث قال بعد الأكل وقوله جل وعز وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب

(5/371)



فكان لا يحل لأحد أن يسألهن طعاما ولا غيره ولا ينظر إليهن متنقبات ولا غير متنقبات إلا من وراء حجاب وكانت عائشة إذا طافت بالبيت سترت وفي الحديث لما ماتت زينب قال عمر لا يخرج في جنازتها إلا ذو محرم منها فوصف له النعش فاستحسنه وأمر به وقال اخرجوا فصلوا على أمكم قال أنس كنت أدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلت هذه الآية جئت لأدخل فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم وراءك يا بني

(5/372)



70 - وقوله عزو جل وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا آية 53 قال قتادة قال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة قال معمر قال هذا طلحة لعائشة 71 - وقوله جل وعز لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن يعني في الاستئذان وقيل معنى ولا نسائهن ولا أهل دينهن وقد قيل بل هو لجميع النساء أي اللواتي من جنسهن

(5/373)



وقيل ولا ما ملكت أيمانهن من النساء خاصة
وقيل عام إذا لم تعرف ريبة 72 - وقوله جل وعز إن الله وملائكته يصلون على النبي آية 56 قال أبو مسعود الأنصاري أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله جل وعز أن نصلي عليك يارسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين

(5/374)



إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم وروى المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود عن عبد الله أنه قال إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل الله يعرض ذلك عليه قالوا فعلمنا قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم آل إبراهيم إنك حميد مجيد

(5/375)



اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد 73 - وقوله جل وعز إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة آية 57 قيل المعنى يؤذون أولياء الله وروى همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل شتمني عبدي ولم يكن له أن يشتمني وكذبني ولم يكن ينبغي له أن يكذبني

(5/376)



فأما شتمه إياي فقوله إني اتخذت ولدا وأنا الأحد الصمد وأما تكذيبه إياي فإنه زعم أن لن يبعث يعني بعد الموت 74 - وقوله جل وعز والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا لأية 58 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يقعون في المؤمنين والمؤمنات بغير ما عملوا 75 - وقوله جل وعز يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن آية 59 قال أبو مالك والحسن كان النساء يخرجن بالليل في حاجاتهن فيؤذيهن وإن المنافقون ويتوهمون إنهن إماء فأنزل الله جل وعز

(5/377)



يا أيها النبي قل لأزواجك إلى آخر الآية قال الحسن ذلك أدني أن يعرف أنهن حرائر فلا يؤذين قال الحسن تغطي نصف وجهها وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت علاها بالدرة قال محمد بن سيرين سألت عبيدة عن قوله تعالى يدنين عليهن من جلابيبهن فقال تغطي حاجبها بالرداء ثم ترده على أنفها حتى تغطي رأسها ووجهها وإحدى عينيها

(5/378)



قال مجاهد يتجلببن حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول 76 - وقوله جل وعز لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم آية 60 قال قتادة كان ناس من المنافقين أرادوا أن يظهروا نفاقهم فأنزل الله جل وعز لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم أي لنحرشنك عليهم وقال مالك بن دينار سألت عكرمة عن قوله والذين في قلوبهم مرض فقال الزنى وكذلك شهر بن حوشب

(5/379)



وقال طاووس نزلت هذه الآية في أمر النساء وقال سلمة بن كهيل نزلت في أصحاب الفواحش 77 - ثم قال جل وعز ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا آية 60 يجوز أن يكون المعنى إلا وهم قليل ويجوز أن يكون المعنى إلا وقتا قليلا
78 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها آية 69 حدثنا محمد بن إدريس قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة في هذه الآية لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى صلى الله عليه وسلم كان رجلا حييا ستيرا لا يكاد يرى من جلده شئ استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل وقالوا ما يستتر هذا التستر

(5/380)



إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه مما قالوا وإن موسى خلا يوما وحده فوضع ثوبه على حجر ثم اغتسل فلما فرغ من غسله أقبل إلى ثوبه ليأخذه وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر وجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأوه كما مما قالوا له وإن الحجر قام فأخذ ثوبه فلبسه قال فطفق بالحجر ضربا قال فوالله إن في الحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا وروى سفيان بن حسين عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن علي عليه السلام في قوله جل وعز لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا قال صعد موسى وهارون صلى الله عليهما وسلم إلى الجبل فمات هارون عليه
السلام فقالت بنو إسرائيل لموسى أنت قتلته كان ألين لنا منك وأشد حبا فأوذي في ذلك فأمر الله جل وعز الملائكة فحملته

(5/381)



فمروا به على مجالس بني إسرائيل فتكلمت الملائكة بموته حتى علمت بنو إسرائيل أنه مات فدفنوه فلم يعلم موضع قبره إلا الرخم فإن الله قد جعله أصم أبكم قال أبو جعفر والمعنى لا تؤذوا محمدا صلى الله عليه وسلم كما آذى قوم موسى موسى فبرأه الله مما قالوا مما رموه به من الأمرين جميعا وكان عند الله وجيها أي كلمه تكليما 79 - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا آية 70 قال مجاهد وقولوا قولا سديدا أي سدادا وقال الحسن أي صدقا 80 - وقوله جل وعز إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض

(5/382)



والجبال فأبين أن يحملنها آية 71 في هذه الآية أقوال منها أن المعنى على أهل السموات ويكون معنى عرضنا أظهرنا كما تقول عرضت المتاع ويكون فأبين على لفظ الأول لأنهم لم يحملوها كلهم ويكون المعنى فأبوا أن يقبلوها
وحملها الإنسان أي تكلفها وكلهم قد كلفها وقيل لما حضرت آدم صلى الله عليه وسلم الوفاة أمر أن يعرض الأمانة على الخلق فعرضها فلم يقبلها إلا بنوه وقول ثالث هو الذي عليه أهل التفسير

(5/383)



حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال قال الأمانة الفرائض عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله جل وعز ألا يقوموا به ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله تعالى وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا غرا بأمر الله جل وعز وقال مجاهد عرض الله الثواب والعقاب على السموات والأرض والجبال فأبين ذلك وأشفقن منه وقيل لأدم فقبله فما أقام في الجنة إلا ساعتين وقال سعيد بن جبير عرضت الفرائض على السموات والأرض والجبال فأشفقن منها وامتنعن وقبلها آدم صلى الله عليه وسلم

(5/384)



وقال عبد الله بن عمر عرض على آدم الثواب والعقاب وقال الضحاك الأمانة الطاعة عرضت على السموات
والأرض والجبال إن خالفنها هو عذبن وسلم فأبين وحملها الإنسان وقال قتادة عرضت الفرائض على الخلق فأبين إلا آدم صلى الله عليه وسلم

(5/385)



قال أبو جعفر وهذ الأقوال وهي أقوال الأئمة من أهل التفسير تتأول على معنيين أحدهما أن الله جل وعز جعل في هذه الأشياء ما تميز به ثم عرض عليها الفرائض والطاعة والمعصية والمعنى الآخر أن الله جل وعز ائتمن ابن آدم على الطاعة وائتمن هذه الأشياء على الطاعة والخضوع فخبرنا أن هذه الأشياء لم تحتمل الأمانة أي لم تخنها يقال حمل الأمانة واحتملها أي خانها وحمل إثمها

(5/386)



وقيل المعنى وحملها الإنسان ولم يقم بها فحذف لعلم المخاطب بذلك فقال جل وعز قالتا أتينا طائعين وقال وإن منها لما يهبط من خشية الله وحملها الإنسان أي خانها وحمل إثمها قال الحسن وحملها الإنسان أي الكافر والمنافق قال أبو جعفر وقول الحسن يدل على التأويل الثاني ويدل عليه أيضا قوله ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما
تمت بعونه تعالى سورة الأحزاب

(5/387)



تفسير سورة سبأ مكيه ة آياتها عنه 54 آية

(5/389)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة سبأ وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة آية 1 وهو قوله جل وعز وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ثم قال تعالى وهو الحكيم الخبير آية 1 روى معمر عن قتادة قال حكيم في أمره خبير بخلقه 2 - ثم قال جل وعز يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها آية 2

(5/391)



أي ما يدخل فيها من قطر وغيره وما يخرج منها من نبات وغيره وما ينزل من السماء وما يعرج فيها من عرج يعرج إذا صعد 3 - وقوله جل وعز وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب آية 3
أي بلى وربي عالم الغيب لتأتينكم 4 - ثم قال جل وعز لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض آية 3 روى أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس لا يعزب لا يغيب

(5/392)



وقرأ يحيى بن وثاب لا يعزب وهي لغة معروفة يقال عزب يعزب ويعزب إذا بعد وغاب 5 - وقوله جل وعز والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم آية 5 قال قتادة ظنوا أنهم يعجزون الله جل وعز ولن يعجزوه قال أبو جعفر يقال عاجزة وأعجزه إذا غالبه وسبقه ومن قرأ معجزين أراد مثبطين المؤمنين كذا قاله ابن الزبير 6 - وقال قتادة في قوله جل وعز وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق آية 7

(5/393)



أي إذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا إنكم لفي خلق جديد أي ستحيون وتبعثون 7 - ثم أعلمهم أن الذي خلق السموات والأرض يقدر على ذلك وعلى أن يعجل لهم العقوبة فقال أفلم يروا إلى ما بين أيديهم ومن خلفهم ومن السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من
السماء آية 9 أي قطعة إن في ذلك لآية لكل عبد منيب آية 9 قال قتادة أي تائب 8 - وقوله جل وعز ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه آية 10

(5/394)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:12
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وأبو ميسرة أوبي أي سبحي وقرأ الحسن وابن أبي إسحق أولي معه والمعروف في اللغة أنه يقال آب يئوب إذا رجع وعاد فيكون معنى أوبي أي عودي معه في التسبيح وأوبي في كلام العرب على معنيين أحدهما على التكثير من أوبي فيكون معنى أوبي على هذا رجعي معه في التسبيح

(5/395)



الثاني ويقال أوب إذا سار نهارا فيكون معنى أوبي على هذا سيري معه 9 - وقوله جل وعز وألنا له الحديد آية 10 قال قتادة ألان الله جل وعز له الحديد فكان يعمله بغير نار
وقال الأعمش ألين له الحديد حتى صار مثل الخيوط 10 - ثم قال جل وعز أن اعمل سابغات وقدر في السرد آية 11 قال قتادة أي دروعا سابغات

(5/396)



قال أبو جعفر يقال سبغ الثوب والدرع وغيرهما إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه ثم قال وقدر في السرد آية 11 قال قتادة السرد المسمار الذي في حلق الدرع قال أبو جعفر وقال ابن زيد السرد الحلق والسرد في اللغة كل ما عمل متسقا متتابعا يقرب بعضه من بعض ومنه سرد الكلام قال سيبويه ومنه رجل سرندي أي جرئ قال لأنه يمضي قدما قال أبو جعفر ومنه قيل للذي يصنع الدروع زراد وسراد

(5/397)



فالمعنى وهو قول مجاهد وقدر المسامير في حلق الدرع حتى تكون بمقدار لا يغلظ المسمار وتضيق الحلقة فتفصم الحلقة ولا توسع الحلقة وتصغر المسمار وتدقه فتسلس الحلقة 11 - وقوله جل وعز وأسلنا له عين القطر آية 12 قال قتادة أسال الله جل وعز له عينا من نحاس
أي حتى سالت وظهرت فكان يستعملها فيما يريد قال الأعمش سيلت له كما يسيل الماء وقيل لم يذب النحاس لأحد قبله 12 - وقوله جل وعز يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل آية 13 روى أبو هلال عن قتادة قال محاريب مساجد

(5/398)



وكذلك قال الضحاك قال مجاهد المحاريب دون القصور والمحاريب في اللغة كل موضع مشرف أو شريف ثم قال جل وعز وتماثيل قال الضحاك أي صورا قال مجاهد تماثيل أي من نحاس 13 - ثم قال جل وعز وجفان كالجواب وقدور راسيات قال مجاهد الجوابي حياض الإبل قال أبو جعفر الجابية في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الشئ أي يجمع ومنه قول الأعشى

(5/399)



نفى الذم عن آل المحلق جفنة كجابية الشيخ العراقي تفهق ويروي كجابية الشيح قال مجاهد راسيات أي عظام وقال سعيد بن جبير راسيات تفرغ إفراغا ولا
تحمل وقال قتادة راسيات أي ثابتات 14 - ثم قال جل وعز اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور

(5/400)



قال عطاء بن يسار صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما المنبر فتلا اعملوا آل داود شكرا فقال ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود والعدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وخشية الله جل وعز في السر والعلانية قال مجاهد لما قال الله جل وعز اعملوا آل داود شكرا قال داود لسليمان صلى الله عليهما إن الله جل وعز قد ذكر الشكر فاكفني صلاة النهار أكفك صلاة الليل قال لا أقدر قال فاكفني قال الفاريابي أراه قال إلى صلاة الظهر قال نعم فكفاه

(5/401)



وقال الزهري اعملوا آل داود شكرا أي قولوا الحمد لله وروي عن عبد الله بن عباس قال شكرا على ما أنعم به عليكم
15 - وقوله جل وعز فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته آية 14 قال عبد الله بن مسعود أقام حولا حتى أكلت الأرضة عصاه فسقط فعلم أنه قد مات وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المنسأة العصا

(5/402)



قال أبو جعفر قيل للعصا منسأة لأنه يؤخر بها الشئ ويساق بها قال طرفة أمون كألواح الإران نسأتها على لاحب كأنه ظهر برجد 16 - وقوله جل وعز فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين آية 14 قال قتادة كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب فلما مات سليمان صلى الله عليه وسلم ولم تعلم به الجن تبينت الجن للإنس أنهم لا يعلمون الغيب وهذا أحسن ما قيل في الآية

(5/403)



والمعنى تبين أمر الجن ويدل على صحته الحديث المرفوع روى إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان
سليمان نبي الله إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها ما اسمك فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه فقال ما اسمك فقالت الخرنوب قال لأي شئ أنت قالت لخراب أهل هذا البيت قال اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا لا يعلمون فسقطت فعلمت الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنظروا مقدار ذلك فوجدوه سنة فشكرت الجن للأرضة

(5/404)



قال قتادة وفي مصحف عبد الله بن مسعود تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ومن قرأ تبينت الجن أراد تبينت الإنس الجن 17 - وقوله جل وعز لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال آية 15 يروى أن سبأ اسم رجل فيكون على هذا اسما للقبيلة فيمن لم يصرف وقيل هو اسم موضع

(5/405)



ثم قال تعالى جنتان عن يمين وشمال أي جنة عن اليمين وجنة عن اليسار 18 - وقوله جل وعز بلدة طيبة ورب غفور
والمعنى هذه بلدة طيبة والله رب غفور 19 - ثم قال جل وعز فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم أي فأعرضوا عن أمر الله جل وعز وشكره فأرسلنا عليهم سيل العرم قال عطاء العرم اسم الوادي وقيل هو الجرذ الذي أرسل عليهم

(5/406)



روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس العرم الشديد وقيل هو المطر العرم أي الشديد وقال قتادة أرسل الله عليهم جرذا فهدم عرمهم يريد بالعرم السكر قال فغرق جناتهم وخرب أرضهم عقوبة لهم وهذا أعرف ما قيل في معنى العرم يقال للسكر عرمة وجمعه عرم سمي بذلك لشدته ومنه قيل فلان عارم قال الشاعر إذ يبنون من دون سيله العرما

(5/407)



20 - وقوله جل وعز وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط آية 16 الأكل الثمر قال أبو مالك ومجاهد وقتادة والضحاك الخمط
الأراك وكذا قال الخليل قال أبو عبيدة الخمط كل شجرة فيها مرارة ذات شوك وقال القتبي في أدب الكاتب يقال للحامضة خمطة ويقال الخمطة التي أخذت شيئا من الريح وأنشد

(5/408)



عقار كماء النئ ليست بخمطة ولا خلة يكوي الشروب شهابها 21 - وقوله جل وعز ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور آية 17 قال طاووس هو المناقشة في الحساب من نوقش عذب قال أبو جعفر ويبين لك صحة هذا ما رواه أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت قلت فإن الله يقول فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال إنما ذاك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب

(5/409)



قال أبو جعفر المعنى أن المؤمن يكفر عنه سيئاته والكافر يحبط عمله ويجازى كما قال جل وعز أضل أعمالهم 22 - وقوله جل وعز وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة آية 18
قال الحسن بين اليمن والشام قال القرى التي باركنا فيها الشام قال قتادة قرى ظاهرة على الطريق متصلة وقال مجاهد يردون كل يوم على ماء 23 - ثم قال جل وعز وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين آية 18 قال قتادة يغدون ويقيلون في قرية ويروحون ويبيتون في

(5/410)



قرية يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء وإن كانت المرأة لتمر وعلى رأسها مكتلها فلا ترجع إلا وهو ملآن ثمرا من غير اجتناء قال فبطروا النعمة فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا 24 - قال الله جل وعز وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث آية 19 وقرأ عبد الله بن عباس وابن الحنفية ربنا باعد بين أسفارنا قال ابن عباس شكوا ربهم جل وعز

(5/411)



وقرأ يحيى بن يعمر وعيسى ربنا بعد بين أسفارنا وقرأ سعيد بن أبي الحسن أخو الحسين ربنا بعد بين أسفارنا
والقراءة الأولى أبين وأهل التفسير يقولون بطروا النعمة وأخبر الله جل وعز أنه عاقبهم على ذلك إلا أنه يجوز أن يكونوا قالوا هذا بعدما باعد الله جل وعز بين أسفارهم أو يكونوا لبطرهم إلا استبعدوا القريب وكانت العرب تضرب بهم المثل فتقول تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ أي مذاهب سبأ وطرقها

(5/412)



25 - وقوله جل وعز ولقد صدق عليهم إبليس ظنه آية 20 وهي قراءة الهجهاج ويجوز ولقد صدق عليهم إبليس ظنه في ظنه روى عن ابن عباس أنه قال قال إبليس خلقت من نار وخلق آدم صلى الله عليه من طين ضعيفا لأحتنكن ذريته إلا قليلا ويروى أنه قال قد أعويت فيه آدم على موضعه وعلمه فأنا على ولده أقدر فصدق ظنه ويبين هذا قوله تعالى ثم لآتينهم من بين آيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين وقوله جل وعز لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم

(5/413)



المخلصين فإنما قال هذا ظنا فصدق ظنه ومن قرأ صدق صير الظن مفعولا ومن رفع الظن ونصب إبليس أراد ولقد صدق ظن
إبليس حين اتبعوه 26 - وقوله جل وعز وما كان له عليهم من سلطان آية 21 أي من حجة إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة أي ما امتحناهم به إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة علم شهادة فأما علم الغيب فالله جل وعز عالم به قبل أن يكون

(5/414)



27 - وقوله جل وعز وما له منهم من ظهير آية 22 قال أبو عبيدة من ظهير أي من معين 28 - وقوله جل وعز ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له آية 23 يجوز أن يكون المعنى إلا لمن أذن له أن يشفع وأن يكون للمشفوع والأول أبين لقوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم وقرأ ابن عباس حتى إذا فزع عن قلوبهم أي فزع

(5/415)



الله عز وجل عن قلوبهم يقال فزعته أزلت عنه الفزع والمعروف من قراءة الحسن حتى إذا فرغ عن قلوبهم أي فرغ منها الفزع قال عكرمة سمعت أبا هريرة يقول إن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لله جل وعز فيسمع كالسلسلة على الصفوان فيقولون ماذا قال
ربكم فيقال للذي قال الحق وهو العلي الكبير وذكر وذكر الحديث وقال عبد الله بن مسعود تسمع الملائكة في السماء للوحي

(5/416)



صوتا كصوت الفولاذ على الصفا فيخرون على جباههم فإذا جلي عنهم قالوا للرسل ماذا قال ربكم فيقولون الحق الحق وقال قتادة لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم فنزل الوحي خرت الملائكة سجدا حتى إذا فزع عن قلوبهم أي جلي قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق 29 - وقوله جل وعز وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين آية 24 المعنى وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ثم حذف وهذا على حسن المخاطبة والتقرير أي قد ظهرت البراهين وتبين الحق كما يقال قد علمت أينا الكاذب

(5/417)



قال قتادة ثم يفتح بيننا أي يقضي بيننا 30 - وقوله جل وعز وما أرسلناك إلا كافة للناس آية 28
قال مجاهد أي إلى الناس جميعا وقال النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى كل أحمر وأسود 31 - وقوله جل وعز وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه آية 31 قال أبو إسحق يعني الكتب المتقدمة وهم كفار العرب

(5/418)



32 - وقوله جل وعز بل مكر الليل والنهار آية 33 روى معمر عن قتادة أي بل مكركم بالليل والنهار وقرأ سعيد بن جبير بل مكر الليل والنهار من الكرور وقرأ راشد وهو الذي كان ينظر في المصاحف وقت الحجاج بل مكر الليل والنهار والمعنى وقت مكر الليل والنهار وقوله 33 - جل وعز إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون آية 34 أي رؤساها صلى ومتكبروها وقال وقادتها

(5/419)



34 - وقوله جل وعز وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى المعنى وما أموالكم بالتي تقربكم ولا أولادكم بالذين يقربونكم ثم حذف 35 - وقوله جل وعز فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا
أي جزاء الضعف الذي أعلمناكموه أنه وهو قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 36 - وقوله جل وعز وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه

(5/420)



روى المنهال عن سعيد بن جبير قال في غير سرف ولا تقتير أي فالله جل وعز يخلفه بالثواب 37 - وقوله جل وعز وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير آية 44 أي لم يكونوا أهل كتاب ولم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم 38 - ثم قال جل وعز وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم آية 45

(5/421)



قال قتادة أي كذب الذين قبل هؤلاء وما بلغ هؤلاء معشار ما أوتي أولئك كانوا أجلد وأقوى وقد أهلكوا قال أبو جعفر معشار بمعنى عشر ونظير هذه الآية قوله تعالى ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه 39 - وقوله جل وعز قل إنما إعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى آية 46 قال قتادة أي واحدة أعظكم بها أن تقوموا لله وهذا وعظهم
والمعنى على قول قتادة إنما أعظكم بخصلة واحدة ثم بينها فقال أن تقوموا لله مثنى وفرادى

(5/422)



وقال مجاهد بواحدة بطاعة الله جل وعز وقيل بتوحيده والمعنى على هذا لأن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة أي يقوم أحدكم وحده ويشاور غيره فيقول هل علمت أن هذا الرجل كذب قط أو سحر أو كهن أو شعر ثم تتفكروا بعد ذلك فإنه يعلم أن ما جاء به من عند الله جل وعز ويقال إن من تحير في أمر ثم شاور فيه ثم فكر بعد ذلك تبين له الحق واعتبر 40 - وقوله جل وعز قل ما سألتكم من أجر فهو لكم

(5/423)



أي ما سألتكم من أجر على تأدية الرسالة ودعائكم إلى القبول فهو لكم 41 - وقوله جل وعز قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب يقذف بالحق أي يأتي به قال قتادة بالحق أي بالقرآن 42 - وقوله جل وعز قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد آية 49 أي وأي شئ يبدئ الباطل ويجوز أن تكون ما نافية

(5/424)



قال قتادة الباطل الشيطان ما يخلق أحدا ولا يبعثه 43 - وقوله جل وعز ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت آية 51 قال الضحاك هذا في الدنيا قال سعيد بن جبير يخسف بهم بالبيداء فلا يسلم منهم إلا رجل واحد يخبر الناس بخبر أصحابه قال قتادة هذا في الدنيا إذا رأوا بأس الله جل وعز وقال الحسن هذا إذا خرجوا من قبورهم

(5/425)



قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة والمعنى على القول الأول إذا فزعوا في الدنيا حين نزل بهم الموت أو غيره من بأس الله كما قال جل وعز فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا والمعنى على قول الحسن إذا فزعوا حين خروجهم من قبورهم فلا فوت يصلون إليه ولا ملجأ ولا مهرب كما قال قتادة ولات حين مناص 44 - وقوله جل وعز وأخذوا من مكان قريب أي قريب على الله جل وعز أي لأنهم حيث كانوا فهم من الله قريب لا يبعدون عنه وقيل ولو ترى الكفار إذ فزعوا يوم القيامة من مكان قريب

(5/426)



أي من جهنم فأخذوا فقذفوا فيها 45 - وقوله جل وعز وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد آية 52 قال مجاهد وقالوا آمنا به أي بالله جل وعز وقال قتادة أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأني لهم التناوش من مكان بعيد آية 52 قال الحسن وأبو مالك أي التوبة

(5/427)



قال مجاهد التناوش التناول قال قتادة التناوش تناول التوبة قال أبو جعفر هذا أبينها يقال ناش ينوش إذا تناول وأنشد النحويون فهي تنوش الحوض نوشا من علا ويقال تناوش القوم إذا تناول بعضهم بعضا ولم يقربوا كل القرب والمعنى ومن أين لهم تناول التوبة من مكان بعيد أي يبعد منه تقبل التوبة

(5/428)



وقرأ الكوفيون التناؤش بالهمز وأنكره بعض أهل اللغة قال لأن النأش وهو البعد فكيف يكون وأنى لهم البعد
من مكان بعيد قال أبو جعفر وهو يجوز أن تهمز الواو لانضمامها ويكون بمعنى الأول وروى أبو إسحق عن التميمي عن ابن عباس وأنى لهم التناوش قال الرد سألوه وليس بحين رد قال مجاهد من مكان بعيد ما بين الآخرة والدنيا

(5/429)



قال أبو جعفر هذا يرجع إلى الأول 46 - ثم قال جل وعز وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد آية 53 أي قد كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا حين لا ينفعهم إيمانهم ويقذفون بالغيب قال قتادة أي بالظن قال يقولون لا بعث ولا جنة ولا نار قال مجاهد ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قولهم هو ساحر وهو كاهن وهو شاعر 47 - ثم قال جل وعز صلى الله عليه وسلم وحيل بينهم وبين ما يشتهون آية 54

(5/430)



قال الحسن وحيل بينهم وبين الإيمان لما رأوا العذاب يعني قبول الإيمان
قال مجاهد حيل بينهم وبين زهرة الدنيا ولذتها وأموالهم وأولادهم كما فعل بأشياعهم من قبل قال مجاهد أي بالكفار قبلهم إنهم كانوا في شك مريب فأخبر جل وعز أنه يعذب على الشك انتهت سورة سبأ

(5/431)



تفسير سورة فاطر مكية وآياتها 45 آية

(5/433)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة فاطر وهي مكية 435 - من ذلك قوله جل وعز الحمد لله فاطر السموات والأرض آية 1 قال ابن عباس ما كنت أدري ما فاطر حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها ثم قال جل وعز جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع آية 1 الرسل منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت صلى الله عليهم وقوله تعالى أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع أي
أصحاب أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة في كل جانب

(5/435)



3 - ثم قال جل وعز يزيد في الخلق ما يشاء آية 1 أي يزيد في خلق الملائكة ما يشاء وقال الزهري يزيد في الخلق ما يشاء حسن الصوت والأول أولى 4 - وقوله جل وعز ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها آية 2

(5/436)



أي ما يأتي به الله جل وعز من الغيث والرزق فلا يقدر أحد على رده وقال قتادة من رحمة من خير فلا يقدر أحد على حبسه 5 - وقوله تعالى لا إله إلا هو فأنى تؤفكون آية 3 أي فمن أين تصرفون عن التوحيد والإيمان بالبعث بعد البراهين والآيات 6 - وقوله جل وعز فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور آية 5 روى معمر عن قتادة قال الغرور الشيطان

(5/437)



وروى شعبة عن سماك بن حرب الغرور بضم الغين فقيل إن هذا لا يجوز لأنه إنما يقال غره غرا ولا يكاد يأتي على فعول فيما يعتدى إلا شاذا قال أبو جعفر يجوز أن يكون غرور جمع غار أو جمع غر أو يشبه بقولهم نهكه المرض نهوكا ولزمه لزوما 7 - وقوله جل وعز أفمن رين له سوء عمله فرآه حسنا آية 8 الجواب محذوف لعلم السامع فيجوز أن يكون المعنى أفمن زين له سوء علمه كمن هداه الله جل وعز ويكون يدل على هذا المحذوف فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء

(5/438)



ويجوز أن يكون المعنى أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليه ويكون يدل عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات 8 - وقوله جل وعز من كان يريد العزة فلله العزة جميعا آية 10 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال من كان يريد العزة بعبادة الأوثان قال الفراء من كان يريد علم العزة ثم قال فلله العزة جميعا أي فالله عز وجل يعز من يشاء بطاعته

(5/439)



وقال قتادة فليتعزز بطاعة الله جل وعز قال أبو جعفر وأولاها الأول لأن الآيات التي قبلها وبخ فيها المشركون بعبادة الأوثان فكان أولى بهذه أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك أيضا 9 - ثم قال جل وعز إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه آية 10 في معناه ثلاثة أقوال أ - من ذلك ما حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال الكلام الطيب ذكر الله جل وعز والعمل الصالح أداء فرائضه

(5/440)



فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد إلى الله سبحانه ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به قال أبو جعفر وكذلك قال الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وأبو العالية والضحاك قالوا العمل الصالح يرفع الكلام الطيب قال الحسن فإذا كان كلام طيب وعمل سئ رد القول
على العمل فكان عملك أولى بك من قولك

(5/441)



ب وقال شهر بن حوشب إليه يصعد الكلم الطيب القرآن والعمل الصالح يرفعه القرآن وروى معمر عن قتادة قال والعمل الصالح يرفعه الله عز وجل قال أبو جعفر قول قتادة ليس ببعيد في المعنى لأن الله عز وجل يرفع الأعمال وقول شهر بن حوشب معناه أن العمل الصالح لا ينفعك إلا مع التوحيد فكأن التوحيد يرفعه إلا أن القول الأول أولاها وأصحها لعلو من قال به وأنه في العربية أولى لأن القراء على رفع العمل ولو كان المعنى والعمل الصالح يرفعه الله أو والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب لكان الاختيار نصب العمل ولا نعلم أحدا قرأه منصوبا إلا شيئا روي عن عيسى بن عمر أنه قال قرأه أناس والعمل الصالح يرفعه

(5/442)



10 - وقوله جل وعز والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور آية 10 روى معمر عن قتادة يبور قال يفسد قال أبو جعفر وقد بين الله جل وعز هذا المكر في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك
وروى قيس عن منصور عن مجاهد ومكر أولئك هو يبور قال الرياء 11 - وقوله جل وعز وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب آية 11 في معنى هذه الآية أقوال أ - فمن أحسنها وأشبهها بظاهر التنزيل قول الضحاك

(5/443)



قال من قضيت له أن يعمر حتى يدركه الهرم أو يعمر دون ذلك فكل ذلك بقضاء وكل في كتاب قال أبو جعفر والمعنى على هذا وما يعمر من معمر أي هرم وفلان معمر أي كبير ولا ينقص آخر من عمره من عمر الهرم إلا بقضاء من الله عز وجل ب - وروى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله جل وعز وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب قال يكتب عمره كذا وكذا سنة وكذا وكذا شهر وكذا وكذا يوما ثم يكتب نقص من عمره يوم ونقص من عمره شهر ونقص من عمره سنة في كتاب آخر إلى أن يستوفي أجله فيموت

(5/444)



ج - قال سعيد بن جبير فيما مضى من عمره فهو النقصان وما يستقبل فهو الذي يعمر
د - وروى الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب الأحبار أنه قال لما طعن عمر بن الخطاب لو دعا الله لزاد في أجله فأنكر ذلك عليه المسلمون وقالوا إن الله عز وجل يقول فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فقال وإن الله تعالى يقول وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب

(5/445)



ه - قال الزهري نرى أنه يؤخر ما لم يحضر الأجل فإذا حضر الإجل لم يزد في العمر ولم يقع تأخير قال أبو جعفر وقيل في معنى الآية إنه يكون أن يحكم أن عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع وتسعون إن عصى فأيهما بلغ فهو في كتاب إن ذلك على الله يسير أي إحصاء طويل الأعمار وقصيرها لا يتعذر عليه 12 - وقوله جل وعز وما يستوي البحران هذا عذب فرات آية 12 قال أبو عبيدة الفرات أعذب العذوبة والأجاج أملح الملوحة 13 - ثم قال جل وعز ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها آية 12 الحلية اللؤلؤ والمرجان كما قال تعالى يخرج منهما

(5/446)



اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من الملح قال أبو جعفر وهذا كثير في كلام العرب لأن البحرين مختلطان فجاز أن يقال يخرج منهما وإنما يخرج من أحدهما على قول بعض أهل اللغة 14 - ثم قال جل وعز وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله آية 12 قال قتادة أي تجري الفلك مقبلة ومدبرة قال أبو جعفر مخرت السفينة تمخر وتمخر مخرا ومخورا إذا خرقت الماء 15 - وقوله جل وعز والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير آية 13

(5/447)



روى خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال القطمير القشرة التي على النواة أي بينها وبين التمرة و الفتيل الذي في شق النواة قال والنقير الحبة التي في وسط النواة 16 - وقوله جل وعز ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينتئك مثل خبير آية 14 أي يتبرءون منهم ومن عبادتهم إياهم ويوبخونهم على ذلك ثم قال تعالى ولا ينبئك مثل خبير وهو الله جل وعز خبير بما يكون لا يعلمه غيره

(5/448)



17 - وقوله جل وعز ولا تزر وازرة وزر أخرى آية 18 روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لا يؤاخذ أحد بذنب أحد 18 - ثم قال جل وعز وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ آية 18 قال مجاهد إلى حملها أي إلى الذنوب فقال قال أبو جعفر المعنى وإن تدع نفس قد أثقلته الذنوب إلى حملها وهو ذنوبها لا يحمل من حملها وهو ذنوبها شئ

(5/449)



ولو كان ذا قربى أي ولو كان الذي تدعوه إلى ذلك أبا أو إبنا أو ما أشبههما 19 - وقوله جل وعز وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور آية 20 قال قتادة أي كما لا يستوي الأعمى والبصير لا يستوي المؤمن والكافر وقال غيره المعنى وما يستوي الأعمى عن الحق وهو الكافر ولا البصير بالهدى وهو المؤمن ولا الظلمات وهي الضلالات ولا النور وهو الهدى ثم قال تعالى ولا الظل ولا الحرور

(5/450)



قال أبو عبيدة الحرور في هذا الموضع إنما يكون بالنهار مع الشمس وقيل يعني الجنة والنار وقيل لا يستوي من كان في ظل من الحق ومن كان في الحرور وقال الفراء الحرور الحر الدائم ليلا أو نهارا والسموم بالنهار خاصة وقال رؤبة بن العجاج الحرور بالليل خاصة والسموم بالنهار

(5/451)



قال أبو جعفر وقول أبي عبيدة أشبه لأن الظل إنما يستعمل في اليوم الشمس 20 - ثم قال جل وعز وما يستوي الأحياء ولا الأموات آية 22 أي العقلاء والجهال والمراد بالأحياء الأحياء القلوب بالإيمان والمعرفة والأموات الأموات القلوب بغلبة الكفر عليها حتى صارت لا تعرف الهدى من الضلال 21 - وقوله جل وعز وإن من أمة إلا خلا فيها نذير آية 24 أي سلف فيها نبي

(5/452)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:13
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

يا جبال أوبي معه أي قلنا قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك


22 - وقوله جل وعز ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه
وغرابيب سود آية 27 قال الضحاك أي ألوان مختلفة أي أبيض وأحمر وأسود قال والجدد الطرائق قال أبو جعفر قال أبو عبيدة الغريب الشديد السواد 23 - ثم قال جل وعز ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك آية 28 قال الضحاك إي من الناس الأبيض والأحمر والأسود

(5/453)



24 - ثم قال جل وعز إنما يخشى الله من عباده العلماء آية 28 أي العلماء بقدرته على ما يشاء فمن علم ذلك أيقن بمعاقبته على المعصية فخافه كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إنما يخشى الله من عباده العلماء قال الذين يعلمون أن الله على كل شئ قدير وفي الحديث كفى بخشية الله علما وبالغرة به جهلا

(5/454)



25 - وقوله جل وعز ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن
الله آية 32 قيل إن الناجي هو المقتصد والسابق وأن قوله تعالى جنات عدن يدخلونها للمقتصد والسابق هذا مذهب ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس فمنهم ظالم لنفسه قال كافر

(5/455)



وعن ابن عباس قال الكتاب كل كتاب أنزل وعنه كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم من رواية ابن أبي طلحة عنه وهذا أولى ما قيل فيها وروى الثوري عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إلى آخر الآية قال هذا مثل قوله جل وعز فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون قال فنجت فرقتان قال مجاهد فمنهم ظالم لنفسه أصحاب المشأمة

(5/456)



ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله السابقون من الناس كلهم وقال عكرمة فمنهم ظالم لنفسه كما قال فذوقوا
فما للظالمين من نصير وقال الحسن وقتادة فمنهم ظالم لنفسه المنافق قال قتادة الكتاب شهادة أن لا إله إلا الله وقيل إن الفرق الثلاث ناجية قال ذلك عمر وأبو الدرداء وإبراهيم النخعي وكعب الأحبار

(5/457)



وقال عثمان هم أهل باديتنا يعني الظالم لنفسه قال عمر سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له وقال أبو الدرداء السابق يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا والظالم لنفسه يؤخذ منه ثم ينجو فذلك قوله جل وعز وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وقال كعب هذه الأمة على ثلاث فرق كلها في الجنة ثم تلا ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه إلى قوله جنات عدن يدخلونها فقال دخلوها ورب الكعبة وبعد هذا للكفار

(5/458)



26 - وهو قوله جل وعز والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا آية 36 قال محمد بن يزيد الرجال أربعة جواد وبخيل
ومسرف ومقتصد فالجواد الذي وجه نصيب آخرته ونصيب دنياه جميعا إلى آخرته والبخيل الذي لا يعطي واحدة منهما حقا والمسرف الذي يجمعهما للدنيا والمقتصد الذي يلحق بكل واحدة نصيبها أي عمله قصد ليس بمجتهد

(5/459)



قال أبو إسحق معنى أذهب عنا الحزن أي الهم بالمعيشة والخوف من العذاب وتوقع الموت وكل ما قاله قد جاء في التفسير فهو عام لجميع الحزن والمقامة والمقام واحد والنصب التعب واللغوب الإعياء واللغوب بفتح اللام ما يلغب منه وقرأ الحسن لا يقضى عليهم فيموتون والمعنى على قراءته لا يقضى عليهم الموت ولا يموتون 460 - وقوله جل وعز أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر

(5/460)



قال أبو هريرة وابن عباس ستين سنة وعنه أيضا أربعين وهذا أشبه لأن في الأربعين تناهي العقل وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه والله جل وعز أعلم وقال الحسن أيضا أربعين ويقال إن ابن سبع عشرة داخل
فيها ثم قال تعالى وجاءكم النذير آية 37 قال ابن زيد النبي صلى الله عليه وسلم

(5/461)



وقيل يعني الشيب والأول أكثر والمعنى على الثاني حتى شبتم وهو قول ابن عباس 28 - وقوله جل وعز هو الذي جعلكم خلائف في الأرض آية 39 أي تخلفون من كان قبلكم وتعتبرون بما نزل بهم 29 - ثم قال جل وعز فمن كفر فعليه كفره آية 39 أي جزاء كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا آية 39 المقت أسد الإبغاض

(5/462)



30 - وقوله جل وعز قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله آية 40 المعنى عند سيبويه أخبروني عن الذين تدعون من دون الله على التوقيف 31 - ثم قال جل وعز أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات آية 40
أي أعبدتموهم لأنهم خلقوا من الأرض شيئا أم لهم شركة في خلق السموات أم آتيناهم كتابا بالشركة فهم على بينة منه أي على بينات منه 32 - وقوله جل وعز إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا آية 41

(5/463)



المعنى عند البصريين كراهة أن تزولا كما قال سبحانه واسأل القرية 33 - ثم قال جل وعز ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده آية 41 يجوز أن يكون المعنى لزوالهما يوم القيامة ويجوز أن يقال هذا وإن لم تزولا وإن بمعنى ما وهو يشبه قوله تعالى ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا قال أبو جعفر وفي الآية سؤال يقال هذا موضع قدرة

(5/464)



فكيف قال إنه كان حليما غفورا فالجواب أنهم لما قالوا اتخذ الرحمن ولدا كادت الجبال تزول وكادت السموات ينفطرن وكادت الأرض تخر لعظم ما قالوا فأسكنها الله جل وعز وأخر عقابهم وحلم عنهم فذلك قوله سبحانه إنه كان حليما غفورا آية 41
34 - وقوله جل وعز لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم آية 42 معنى أهدى من إحدى الإمم من اليهود والنصارى 35 - وقوله جل وعز استكبارا في الأرض ومكر السئ ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله آية 43 ومكر السئ قيل أي ومكر الكفر

(5/465)



ثم قال تعالى ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله أي ولا ينزل مكروه المكر السئ إلا بأهله أي بالذين يمكرونه 36 - ثم قال جل وعز فهل ينظرون إلا سنة الأولين آية 43 أي فهل ينتظرون إلا سنة الأولين في العذاب حين كفروا 37 - وقوله جل وعز ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة آية 45 قال أبو عبيدة يعني الناس خاصة وعن عبد الله بن مسعود ما يدل على أنه يعني الناس وغيرهم

(5/466)



قال كاد الجعل يعذب بذنب بني آدم ثم تلا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة الآية قال قتادة قد فعل ذلك في أيام نوح صلى الله عليه وسلم
وقوله تعالى على ظهرها آية 45 قيل قد عرف أن المعنى على ظهر الأرض قال أبو جعفر والأجود أن يكون الإضمار يعود على ما جرى

(5/467)



ذكره في قوله سبحانه أولم يسيروا في الأرض 38 - وقوله جل وعز فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا آية 45 فإذا جاء أجلهم أي أجل عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا أي بصيرا بما يستحق كل فريق منهم إنتهت سورة فاطر

(5/468)



تفسير سورة يس مكية وآياتها 83 آية

(5/469)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة يس وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز يسن والقرآن الحكيم آية 2 وقرأ عيسى ياسين بفتح النون روى سفيان عن أبي بكر الهذلي عن الحسين يس قال افتتاح القرآن وروى هشيم عن حصين عن الحسن قال يس
قال يا إنسان وكذلك قال الضحاك

(5/471)



وقال عكرمة هو قسم وقال مجاهد من فواتح كلام الله جل وعز وقال قتادة هو اسم للسورة وقراة عيسى تحتمل أن تكون اسما للسورة ونصب بإضمار فعل ويجوز أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين قال سيبويه وقد قرأ بعضهم يسن والقرآن وق والقرآن يعني بنصبهما جميعا قال فمن قال هذا فكأنه جعله اسما أعجميا ثم قال اذكر ياسين

(5/472)



قال أبو جعفر هذا يدل على أن مذهب سيبويه في يس أنه اسم السورة كما قال قتادة قال سيبويه ويجوز أن يكون يس وص اسمين غير متمكنين فيلزما ثنا الفتح كما ألزمت الأسماء غير المتمكنة الحركات نحو كيف وأين وحيث وأمس 2 - وقوله جل وعز إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم آية 3 و 4 خبر بعد خبر ويجوز أن يكون على صراط مستقيم من صلة

(5/473)



المرسلين أي لمن المرسلين على استقامة من الحق 3 - وقوله جل وعز تنزيل العزيز الرحيم آية 5 أي الذي أوحي إليك تنزيل العزيز الرحيم والنصب لأنه مصدر 4 - ثم قال جل وعز لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون آية 6 قال قتادة قال قوم لتنذر قوما ما أتى آباءهم قبلك من نذير وقال قوم لتنذر قوما مثل ما أنذر آباؤهم قال أبو جعفر المعنى على القول الثاني لتنذر قوما بما أنذر

(5/474)



آباؤهم كما قال سبحانه فقل أنذرتكم صاعقة 5 - ثم قال جل وعز لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون آية 7 أي وجب القول عليهم بكفرهم بأن لهم النار وقيل عقوبة على كفرهم 6 - ثم قال جل وعز إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا آية 8 في معنى هذا أقوال قال الضحاك منعناهم من النفقة في سبيل الله كما قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وقيل هذا في يوم القيامة إذا دخلوا النار

(5/475)



والماضي بمعنى المستقبل أو لأن الله جل وعز أخبر به أو على إضمار إذا كان وقيل جعلنا بمعنى وصفنا أنهم كذا وقد حكى سيبويه أن جعل تأتي في كلام العرب على هذا المعنى وهو أحد أقواله في قولهم جعلت متاعك بعضه فوق بعض وقوله جل وعز وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا

(5/476)



7 - ثم قال جل وعز فهي إلى الأذقان فهم مقمحون آية 8 والمعنى فأيديهم إلى الأذقان ولم يجر للأيدي ذكر لأن المعنى قد عرف كما قال فما أدري إذا يممت وجها أريد الخير أيهما يليني أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي لا يأتليني وفي قراءة عبد الله بن مسعود إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا ثم قال تعالى فهم مقمحون آية 8 قال مجاهد أي رافعوا رؤوسهم وأيديهم على أفواههم

(5/477)



وقال الفراء هو الرافع رأسه الغاض بصره
وقال أبو عبيدة هو الذي يجذب وهو رافع رأسه قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن المقمح الرافع رأسه لمكروه ومنه قيل لكانونين به شهرا قماح لأن الإبل إذا وردت فيهما الماء رفعت رؤوسها من البرد ومنه قوله ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح 8 - ثم قال جل وعز وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا آية 9

(5/478)



قال أبو جعفر السد والسد الجبل والمعنى أعميناهم كما قال ومن الحوادث لا أبالك أنني ضربت على الأرض بالأسداد لا أهتدي فيها لموضع تلعة بين العذيب وبين أرض مراد قال عكرمة كل ما كان من صنعة الله عز وجل فهو سد وما كان من صنعة المخلوقين فهو سد وقال ابن أبي إسحق كل ما لا يرى فهو سد وما رئي فهو سد ويروى أنهم أرادوا النبي صلى الله عليه وسلم بسوء فأحال الله جل وعز

(5/479)



بينهم وبينه أي فصاروا كأن بينهم وبينه سدا وكأن في أعناقهم
إغلالا كذا قال عكرمة ونزلت في أبي جهل 9 - ثم قال جل وعز فأغشيناهم فهم لا يبصرون آية 9 التغشية التغطية وروي عن ابن عباس وعمر بن عبد العزيز فأغشيناهم بالعين غير معجمة كما قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 10 - وقوله جل وعز إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم آية 12

(5/480)



روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس كانت الأنصار بعيدة من المسجد فقالوا نأخذ أمكنة تقرب من المسجد فأنزل الله جل وعز ونكتب ما قدموا وآثارهم فقالوا نثبت مكاننا وقال مسروق ما من رجل يخطو خطوة إلا كتب الله له حسنة أو سيئة وقال مجاهد وقتادة آثارهم خطاهم وقال سعيد بن جبير نكتب ما قدموا أعمالهم وآثارهم ما سنوا بعدهم

(5/481)



11 - وقوله جل وعز واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون آية 13 قال عكرمة هي أنطاكية
قال أبو جعفر يقال عندي ضروب من هذا أي أمثال فالمعنى على هذا ومثل لهم مثلا أي اذكر لهم مثلا أصحاب القرية على البدل أي اذكر أصحاب القرية والمعنى واذكر خبر أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون 12 - وقوله جل وعز إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث آية

(5/482)



قال قتادة أرسل إليهم عيسى صلى الله عليه وسلم اثنين من الحواريين فكذبوهما وقال كعب ووهب أرسل الله جل وعز إلى أنطيخس الفرعون بأنطاكية وكان يعبد الأصنام اثنين ثم عزز بثالث قال الفراء الثالث أرسل قبل الإثنين وفي التلاوة كأنه أرسل بعدهما قال ومعنى فعززنا بثالث فعززنا بتعليم الثالث

(5/483)



قال وفي قراءة ابن مسعود فعززنا بالثالث وأهل وأهل التفسير على خلاف قوله وقوله ليس بالبين والله أعلم قال الحسن ومجاهد فعززنا فشددنا قال الفراء وقرأ عاصم فعززنا خفيفة قال وهو مثل شددنا وشددنا
قال أبو جعفر والمعرو ف في اللغة أن معنى عززنا غلبنا وقهرنا والمستقبل يفعل بالضم 13 - وقوله جل وعز قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم

(5/484)



قال قتادة أي ما أصابنا من شر فهو بكم ثم قال تعالى لئن لم تنتهوا لنرجمنكم أي لنقتلنكم رجما 14 - وقوله جل وعز قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون آية 19 روي عن مجاهد عن ابن عباس قال طائركم معكم أي الأرزاق والأقدار تتبعكم قال أبو جعفر ومن هذا قوله جل وعز وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه أي ما يطير له من الخير والشر فهو لازم له في عنقه على التمثيل

(5/485)



ثم قال تعالى أئن ذكرتم قال قتادة أي أإن ذكرتم تطيرتم وقرأ أبو رزين أأن ذكرتم والمعنى على قراءته ألأن ذكرتم بالله أو بالعذاب تطيرتم وقرأ عيسى قالوا طائركم معكم أين ذكرتم
وقرأ الحسن أين ذكرتم وفسره حيث ذكرتم طائركم معكم 15 - وقوله جل وعز وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى آية 20 قال مجاهد هو حبيب النجار

(5/486)



قال قتادة كان يعبد الله جل وعز في غار فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى فقال للمرسلين أتطلبون على ما جئتم به أجرا قالوا لا ما أجرنا إلا على الله فقال يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله إني آمنت بربكم فاسمعون يقول هذا للمرسلين وقال كعب ووهب قال هذا لقومه قال قتادة فرجمه قومه فقال اللهم اهد قومي أحسبه قال فإنهم لا يعلمون فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه فأدخله

(5/487)



الله جل وعز الجنة ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم قال كعب ووهب وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه فإذا هم خامدون 16 - وقوله جل وعز قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون آية 29 قال مجاهد في قوله تعالى قيل ادخل الجنة قال قيل له وجبت لك الجنة 17 - وقوله جل وعز إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون آية 29 وقرأ أبو جعفر إن كانت إلا صيحة واحدة
والمعنى على قراءته إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة

(5/488)



فإذا هم خامدون أي ساكنون بمنزلة الرماد الخامد 18 - وقوله جل وعز يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون آية 30 وفي حرف أبي يا حسرة العباد أي هذا موضع حضور الحسرة قال أبو جعفر وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا 19 - وقوله جل وعز ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون آية 31

(5/489)



قال سيبويه هو بدل من كم أي ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم أنهم لا يرجعون قال محمد بن يزيد هذا لا يصح ولا يجوز ومعنى ألم يروا ألم يعلموا لأنهم إنما أخبروا بهذا وكم نصب ب أهلكنا والمعنى ألم يعلموا كم أهلكنا قبلهم من القرون أي بأنهم إليهم لا يرجعون أي بالاستئصال قال والدليل على هذا أنها في قراءة عبد الله بن مسعود من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وقرأ الحسن إنهم إليهم لا يرجعون 20 - وقوله جل وعز وإن كل لما جميع لدينا محضرون آية 31

(5/490)



إن بمعنى ما ولما بمعنى إلا وحكى النحويون بالله لما قمت بمعنى إلا وفي حرف أبي بن كعب وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون 21 - ثم قال جل وعز وآية لهم الأرض الميتة أحييناها آية 33 أي وعلامة تدل على قدرة الله عز وجل وإحيائه الموتى الأرض الميتة أحييناها 22 - وقوله جل وعز ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم آية 35

(5/491)



روي عن ابن عباس أي ولم تعمله أيديهم وتقرأ وما عملت أيديهم بمعنى والذي عملت أيديهم 23 - وقوله جل وعز سبحان الذي خلق الأزواج كلها أي الأصناف من الثمرات والحيوان وغيرها 24 - وقوله جل وعز وآية لهم اليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون آية 37 يقال سلخت الشئ من الشئ أي أزلته منه وخلصته حتى لم يبق منه شئ فإذا هم مظلمون فإذا هم مظلمون أي داخلون في الإظلام

(5/492)



25 - ثم قال جل وعز والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير
العزيز العليم آية 38 قيل المعنى إلى موضع قرارها كما جاء في الحديث تذهب فتسجد بين يدي ربها جل وعز ثم تستأذن بالرجوع فيؤذن لها آي وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها ويجوز أن تكون مبتدأة ولمستقر لها الخبر أي لأجل لها وروي عن ابن عباس أنه قرأ لا مستقر لها أي جارية لا تثبت في موضع واحد وروى الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعز

(5/493)



والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش وقيل إلى أبعد منازلها في الغروب ثم ترجع ولا تجاوزه 26 - وقوله جل وعز والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم أي وآية لهم القمر ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر قدرناه منازل والتقدير

(5/494)



قدرناه ذا منازل كما قال سبحانه وإذا كالوهم أي كالوا لهم
27 - ثم قال جل وعز حتى عاد كالعرجون القديم آية 39 قال قتادة أي كالعذق هذا اليابس المنحني من النخلة قال أبو جعفر الذي قاله قتادة هو الذي حكاه أهل اللغة والعذق بكسر العين هو الكباسة والقنو وأهل مصر

(5/495)



يسمونه الإسباطة وإذا جف شبه به القمر في آخر الشهر وأوله والعذق بفتح العين النخلة 28 - ثم قال جل وعز لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار آية 40 قال الضحاك أي لا تجئ الشمس فيغلب ضوءها ضوء القمر ولا يطلع القمر فيخالط ضوءه ضوء الشمس ولا الليل سابق النهار قال أي لا يزول من قبل أن يجئ النهار ثم 29 - قال جل وعز وكل في فلك يسبحون آية 40

(5/496)



كل من سار سيرا فيه انبساط فهو سابح 30 - ثم قال جل وعز وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون آية 31

(5/497)



قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا أن المعنى وآية لأهل مكة أنا حملنا ذريات القرون الماضية في الفلك المشحون 31 - وقوله جل وعز وخلقنا لهم من مثله ما يركبون آية 42
قال ابن عباس وأبو مالك وأبو صالح والحسن يعني السفن وقال عبد الله بن شداد بن الهاد وعكرمة ومجاهد وقتادة يعني الإبل

(5/498)



قال أبو جعفر والإبل والدواب في البر بمنزلة السفن في البحر إلا أن الأول أشبه بتأويل ذلك لدلالة قوله وإن نشأ نغرقهم وإنما الغرق في الماء 32 - وقوله جل وعز وإن نشأ تغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون قال قتادة أي فلا مغيث لهم 33 - وقوله جل وعز وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم آية 45 قال قتادة أي ما بين أيديكم من الوقائع فيمن كان قبلكم وما خلفكم قال من الآخرة

(5/499)



والمعنى على قول الحكم بن عتيبة ما بين أيديكم من الدنيا أي مثل ما أصاب عادا وثمودا وما خلفكم الآخرة وعلى قول مجاهد ما بين أيديكم من ذنوبكم وما لم تعملوه وعلى قول ابن عباس وسعيد بن جبير ما بين أيديكم الآخرة وما خلفكم الدنيا وكذلك قالا في قول الله جل وعز
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم والتقدير في العربية وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم أعرضوا

(5/500)



ودل على هذا الحذف قوله تعالى وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 34 - ثم قال جل وعز وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله آية 47 قال الحسن هم اليهود 35 - ثم قال جل وعز قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه آية 49 يقولون هذا على التهزؤ 36 - وقوله جل وعز ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون

(5/501)



وفي حرف أبي وهم يختصمون والمعنى واحد ويقرأ يخصمون أي يخصم بعضهم بعضا ويجوز أن يكون معناه وهم يخصمون عند أنفسهم بالحجة من آمن بالساعة 37 - ثم قال جل وعز فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون آية 5 أي لا يمهلون حتى يوصوا ولا إلى أهلهم يرجعون أي يموتون مكانهم

(5/502)



ويجوز أن يكون المعنى ولا يرجعون إلى أهلهم قولا 38 - وقوله جل وعز ونفخ في الصور آية 51 قال أبو عبيدة هو جمع صورة يذهب إلى أن المعنى ونفخ في الأجسام واحتج بقول الشاعر * لما أتى خبر الزبير تواضعت * سور المدينة والجبال الخشع * قال أبو جعفر الذي قاله أبو عبيدة لا يعرفه أهل التفسير ولا أهل اللغة والحديث على أنه الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل صلى الله عليه وأهل اللغة على أن جمع صورة صور

(5/503)



وسيبويه وغيره يذهب إلى أن سور المدينة ليس بجمع سورة 39 - ثم قال جل وعز فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون آية 51 أي القبور يقال للقبر جدث وجدف إلى ربهم ينسلون قال أبو عبيدة أي يسرعون 40 - وقوله جل وعز قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا آية 52 وفي قراءة عبد الله من أهبنا من مرقدنا

(5/504)



قال أبي بن كعب ينامون نومة قبل البعث فيجدون لذلك راحة فيقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال الأعمش بلغني أنه يكف عنهم العذاب بين النفختين فإذا نفخ في الصور قالوا من بعثنا من مرقدنا قال مجاهد وقتادة هذا قول الكفار فقال لهم المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون

(5/505)



وقيل هذا من قول الملائكة لهم وقيل التمام عند قوله هذا والمعنى الذي وعد الرحمن حق 41 - وقوله جل وعز إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون آية 55 يقال فلان فاكه أي ذو فاكهة وتامر أي ذو تمر كما قال الشاعر * أغررتني وزعمت أنك * لابن بالصيف تامر *

(5/506)



روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس فاكهين فرحين وفي بعض التفاسير ناعمين فأما فكهون فقال الفراء معناه كمعنى فاكهين كما يقال حذر وحاذر وهذا أولاها وقال أبو زيد يقال رجل فكه إذا كان طيب النفس
ضحوكا وقال أبو عبيدة يقال هو فكه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس

(5/507)



وقال قتادة فكهون معجبون 42 - ثم قال جل وعز هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون آية 56 في ظلال جمع ظل ويجوز أن يكون جمع ظلة فأما ظلل فهو جمع ظلة لا غير قال ابن عباس وقتادة الأرائك السرر في الحجال وقيل الفرش في الحجال وقيل: الفرش في الحجال.

(5/508)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:14
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وقيل هي الفرش أين كانت وهذا معروف في كلام العرب قال ذو الرمة خدودا جفت في السير حتى كأنما * يباشرن بالمعزاء مس الأرائك * 43 - وقوله جل وعز لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون آية 57 قال أبو عبيدة أي ما يتمنون يقال ادع علي ما شئت أي تمن قال أبو جعفر هو مأخوذ من الدعاء بالشئ أي كلما
دعوا بشئ أعطوه 44 - ثم قال جل وعز سلام قولا من رب رحيم آية 58

(5/509)



قال الفراء أي لهم ذلك سلام أي مسلم قال أبو إسحاق سلام بدل من ما أي ولهم أن يسلم الله جل وعز عليهم وذلك غاية أمنيتهم وفي قراءة عبد الله سلاما قال أبو إسحاق قولا أي يقول الله ذلك السلام قولا قال الفراء يجوز أن يكون المعنى ولهم ما يدعون قولا كما تقول عدة

(5/510)



45 - وقوله جل وعز وامتازوا اليوم أيها المجرمون آية 59 أي انفرزوا ثم عن المؤمنين يقال مزته فانماز وامتاز وميزته فتميز 46 - وقوله جل وعز ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان آية 60 أي ألم أتقدم إليكم وأوصيكم 47 - وقوله جل وعز ولقد أضل منكم جبلا كثيرا قال مجاهد أي خلقا قال أبو جعفر فيه سبعة أوجه قرئ منها بخمسة فأما الخمسة التي قرئ بها فهي ولقد أضل منكم جبلا

(5/511)



وجبلا وجبلا وجبلا وجبلا وأما الإثنان اللذان لم يقرأ بهما ف جبلا وجبلا 48 - وقوله جل وعز اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم آية 58 وفي قراءة عبد الله بن مسعود اليوم نختم على أفواههم ولتكلمنا أيديهم في الكلام حذف على هذه القراءة كما قال تعالى وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين

(5/512)



49 - وقوله جل وعز ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط آية 66 قال الحسن أي لتركناهم عميا يترددون قال أبو جعفر المطموس والطميس عند أهل اللغة الأعمى الذي ليس في عينيه شق فاستبقوا الصراط أي ليجوزوا قال مجاهد الصراط الطريق ثم قال تعالى فأنى يبصرون أي فمن أين يبصرون

(5/513)



50 - ثم قال جل وعز ولو نشاء لمسحناهم رسول على مكانتهم آية 67 قال الحسن أي لأقعدناهم
وعن ابن عباس قال أي لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم قال أبو جعفر المكان والمكانة واحد 51 - وقوله جل وعز ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون آية 68 قال قتادة هو الهرم يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت

(5/514)



52 - وقوله جل وعز وما علمناه الشعر وما ينبغي له آية 69 أي ما ينبغي أن يقوله قال أبو إسحاق ليس هذا يوجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمثل بيت شعر ولكنه يوجب أنه صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر وأن القرآن لا يشبه الشعر قال قتادة بلغني أن عائشة قالت لم يتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بيت شعر إلا بيت طرفة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا...* ويأتيك بالأخبار من لم تزود * فقال ويأتيك من لم تزود بالأخبار فقال أبو بكر ليس هو كذلك يا رسول الله فقال إني لا أحسن الشعر ولا ينبغي لي

(5/515)



53 - وقوله جل وعز لينذر من كان حيا ويحق القول على
الكافرين آية 71

(5/516)



حيا قيل عاقلا وقيل مؤمنا وقال قتادة حي القلب

(5/517)



54 - وقوله جل وعز أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما العرب تستعمل اليد في موضع القوة والله أعلم بما أراد 55 - وقوله جل وعز فهم لها مالكون آية 71 أي ضابطون لأن المقصود ههنا التذليل وأنشد سيبويه * أصبحت لا أملك السلاح ولا * أملك رأس البعير إن نفرا * 56 - وقوله جل وعز لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون آية 75

(5/518)



أي أنهم يعبدونهم ويقومون بنصرتهم فهم لهم بمنزلة الجند قال قتادة يغضبون لهم في الدنيا وهذا بين حسن وقيل تفسير هذا ما روي في الحديث أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون الله جل وعز فيتبعونه إلى النار فهم لهم جند محضرون إلى النار 57 - وقوله جل وعز أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو
خصيم مبين آية 77 روى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال أخذ

(5/519)



العاص بن وائل عظما حائلا ففته فقال يا محمد أيحيي الله هذا بعد ذا فقال نعم يميتك الله ثم يبعثك ثم يدخلك نار جهنم فأنزل الله عز وجل أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم إلى آخر السورة قال مجاهد وقتادة نزلت في أبي بن خلف قال أبو جعفر يقال رم العظم فهو رميم ورمام 58 - وقوله جل وعز الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون آية 80

(5/520)



هو المرخ والعفار تستعمل الأعراب منه الزنود 59 - ثم قال جل وعز أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى آية 81 كما قال سبحانه لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وبلى تأتي بعد النفي ولا يجوز أن يؤتى ب نعم لو قال لك قائل أما قام زيد فقلت نعم انقلب المعنى فصار نعم ما قام فإذا قلت بلى صح المعنى

(5/521)



58 - وقوله جل وعز الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون آية 80

(5/522)



هو المرخ والعفار تستعمل الأعراب منه الزنود 59 - ثم قال جل وعز أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى آية 81 كما قال سبحانه لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وبلى تأتي بعد النفي ولا يجوز أن يؤتى ب نعم لو قال لك قائل أما قام زيد فقلت نعم انقلب المعنى فصار نعم ما قام فإذا قلت بلى صح المعنى

(5/521)



وهي عند الكوفيين بل زيدت عليها الياء لأن بل عندهم إيجاب بعد نفي فاختيرت لهذا وزيدت عليها الياء لتدل على هذا المعنى وتخرج من النسق 60 - وقوله جل وعز فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون آية 83 أي تنزيها للذي بيده ملك كل شئ وخزائنه فهو يقدر على إحياء الموتى وما يريد وإليه ترجعون أي تردون وتصيرون بعد مماتكم تمت سورة يس تم الجزء الخامس من معاني القرآن الكريم بحمد الله وتوفيقه في البلد الحرام " مكة المكرمة "

(5/522)



معاني القرآن - النحاس ج 6
معاني القرآن
النحاس ج 6

(6/)



المملكة العربية السعودية جامعة ام القرى معهد البحوث العلمية واحياء التراث الاسلامي مركز إحياء التراث الاسلامي مكة المكرمة من التراث الاسلامي معاني القرآن الكريم للامام أبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338 ه تحقيق الشيخ محمد علي الصابوني الاستاذ بجامعة أم القرى الجزء السادس

(6/1)



الطبعة الاولى 1410 ه / 1989 م حقوق الطبع محفوظ لجامعة القرى

(6/2)



إني لاعجب ممن يقرأ القرآن، كيف يتلذ بتلاوته ولمريفهم معناه " الامام الطبري "

(6/3)



تفسير سورة الصافات مكية وآياتها 182 آية

(6/4)



المجلد السادس بسم الله الرحمن الرحيم سورة الصافات وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات تذكرا (آية 1 روى مسروق عن عبد الله بن مسعود وعكرمة عن ابن عباس قالا في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا هذه كلها الملائكة قال أبو جعفر الصافات جمع صافة كأنه جماعة

(6/7)



صافة أي مصطفة تذكر الله جل وعز وتسبحه والزاجرات جمع زاجرة أي التي تزجر السحاب على ما مضى وقال قتادة الزاجرات كل ما زجر عنه كأنه يريد ذوات الزجر ويجوز أن تكون الزاجرات كل ما يزجر عن معاصي الله جل وعز وأن تكون التاليات كل ما يتلو ذكر الله جل وعز وكتبه 2 - ثم قال جل وعز رب السموات والأرض وما بينهما ورب
المشارق (آية 5) روى أبو ظيبان عن ابن عباس قال للشمس كل يوم

(6/Cool



مشرق وكل يوم مغرب فتلك المشارق والمغارب وللصيف مشرق ومغرب وللشتاء ولا مشرق ومغرب فذلك قوله جل وعز رب المشرقين ورب المغربين 3 - ثم قال جل وعز إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب (آية 6) على البدل وبزينة الكواكب قال أبو حاتم أعني الكواكب

(6/9)



قال أبو جعفر وأجود مما قال أن يكون بمعنى بأن زينا الكواكب فيها ويجوز بزينة الكواكب بمعنى بأن زينتها الكواكب أو بمعنى هي الكواكب 4 - وقوله جل وعز وحفظا من كل شيطان مارد (آية 7) أي وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد 5 - وقوله جل وعز لا يستمعون إلى الملأ الأعلى (آية Cool يعني الملائكة قال أبو حاتم أي لئلا يسمعوا ثم حذف أن فرفع

(6/10)



الفعل كما قال الشاعر: ألا أيها اللائمي احضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
6 - ثم قال جل وعز ويقذفون من كل جانب دحورا (آية 9) قال مجاهد ويقذفون أي يرمون دحورا أي مطرودين وقال قتادة دحورا أي رميا في النار قال أبو جعفر يقال دحره إذا طرده وباعده دحورا ودحرا

(6/11)



ويروى عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ دحورا بفتح الدال والمصادر على فعول قليلة وقال بعض النحويين ليس بمصدر ولكنه بمعنى بما يدحرهم ولو كان على ما قال لكان بدحور أي بمباعد 7 - ثم قال جل وعز: (ولهم عذاب واصب (الاية 9) قال مجاهد وقتادة أي دائم

(6/12)



8 - ثم قال جل وعز إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (آية 10) يقال خطف الشئ إذا أخذه بسرعة فأتبعه شهاب ثاقب قال الحسن ومجاهد وقتادة وأبو مجلز ثاقب أي مضئ قال أبو جعفر وهذا مشهور في اللغة كما قال:
وزندك أثقب أزنادها وقوله جل وعز فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا (آية 11)

(6/13)



قال مجاهد والضحاك يعني السموات والأرض والبحار قال أبو جعفر يجب أن يكون داخلا في هذا الملائكة وغيرها مع السموات والأرض والبحار لأن من لا يقع لما لا يعقل مفردا ثم قال جل وعز إنا خلقناهم من طين لازب (آية 11) قال مجاهد أي لازم وقال قتادة أي لازق

(6/14)



والفراء يذهب إلى أن الباء بدل من الميم وحكي أنه يقال لاتب بمعناه وقال النابغة: فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب 1 - وقوله جل وعز بل عجبت ويسخرون (آية 12) قال قتادة بل عجبت من الكتاب والوحي ويسخرون مما جئت به وقيل المعنى بل عجبت من إنكارهم البعث وأنكر شريح أن تقرأ بل عجبت بضم التاء وقال إن الله لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم

(6/15)



قال أبو جعفر وهذا الذي قاله لا يلزم وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس ومعنى التعجب في اللغة أن ينكر الشئ ويقل في فيتعجب منه فالله جل وعز العالم بالأشياء وبما يكون ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون فهو منه جل وعلا خلافة من الآدميين لأنه قد علمه قبل وبعد وهو يشبه علم الشهادة كما قال سبحانه لنعلم أي الحزبين ويجوز أن يكون المعنى قل بل عجبت

(6/16)



12 - وقوله جل وعز وإذا رأوا آية يستسخرون (آية 14) قال قتادة أي يسخرون وقال مجاهد أي يسخرون ويستهزئون وقيل يستسخرون يستدعون السخري من غيرهم

(6/17)



وهو قول مجاهد وقتادة ونظيره من كلام العرب قد وأستقر وعجب واستعجب بمعنى واحد وقرأ الكوفة كأنهم حمر مستنفرة أي نافرة وقوله جل وعز قل نعم وأنتم داخرون (آية 18) المعنى قل نعم تبعثون وأنتم داخرون قال قتادة أي
صاغرون 13 - ثم أخبر أن ذلك يكون زجرة واحدة فقال جل وعز فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون أي قد حيوا ينظرون

(6/18)



14 - وقوله جل وعز وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين (آية 20) قال قتادة أي يوم يدين الله جل وعز العباد بأعمالهم ثم قال جل وعز هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون (آية 21) أي يقال لهم نعم هذا يوم الفصل أي يوم الفصل بين المحسن والمسئ وقال أبو عبيدة يوم الفصل يوم القضاء وقوله جل وعز احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم (آية 23)

(6/19)



أي يقال هذا قال عبد الله بن عباس والنعمان بن بشير عن عمر وأزواجهم أي وأشباههم قال أبو جعفر يقال زوجت الناقة بالناقة أي قرنتهما ابن ومنه قيل للرجل زوج وللمرأة زوج ويقال هديته الطريق أي دللته عليه 17 - وقوله جل وعز ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون (آية 26)
روى سعيد عن قتادة ما لكم لا تناصرون أي لا يدفع بعضكم عن بعض بل هم اليوم مستسلمون قال أي مستسلمون في العذاب

(6/20)



18 - وقوله جل وعز وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين (آية 28) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هذا قول الكفار للشياطين وروى سعيد عن قتادة قال هذا قول الإنس للجن قالوا لهم إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين أي من طريق الجنة تثبطوننا عنها وتصدوننا وقيل هذا قول التابعين للمتبعين قال أبو جعفر وهذا يشبه قوله تعالى وعن أيمانهم روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى

(6/21)



وعن أيمانهم قال أشبه عليهم أمر دينهم قال أبو جعفر وحقيقة معنى إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين والله أعلم إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي هي أقوى الجهات وهي جهة الدين فتشككوننا فيه وقد قيل هذا في قوله جل وعز والسموات مطويات بيمينه وهو معروف في كلام العرب والله أعلم بما أراد

(6/22)



قال الشاعر: تلقاها عرابة باليمين فردوا عليهم بأنهم كانوا ضالين فقالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان قال السدي أي من حجة وقوله جل وعز (بل كنتم قوما طاغين) أي ضالين (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) أي كلنا في العذاب (فأغويناكم إنا كنا غاوين) (آية 32) أي بالوسوسة والاستدعاء 20 - وقوله جل وعز (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) (آية 35) أي عن توحيد الله جل وعز

(6/23)



21 - وقوله جل وعز (يطاف عليهم بكأس من معين) (آية 45) قال قتادة أي خمر جارية (بيضاء لذة للشاربين) قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن ثم قال جل وعز (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) (آية 47) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد (لا فيها غول) قال لا فيها وجع بطن (ولا هم عنها ينزفون) لا تذهب عقولهم وروى معمر عن قتادة (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) قال لا تصدع رؤسهم ولا تذهب محمد عقولهم
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (لا فيها غول) قال يقول ليس فيها صداع (ولا هم عنها ينزفون) قال لا تذهب عقولهم

(6/24)



قال سعيد بن جبير (لا ينزفون) لا تنزف عقولهم قالوا والغول الأذى المكروه قال أبو جعفر وهذا أجمعها أو أولادها يقال غالته غول أي ذهبت به ذاهبة وقد غاله الشراب واغتاله أي ذهب بعقله أو آذاه ومنه اغتال فلان فلانا ومنه قتله قتل غيلة انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأصل نزف نقص والمعنى لا يلحقهم نقصان بسكر ولا غيره فنفى الله جل وعز عنهم السكر لما فيه من الباطل والسفه

(6/25)



وجملته النقصان ويقرأ (ولا هم عنها ينزفون) وفي معناه قولان أ - أعرفهما أنه يقال أنزف الرجل إذا نفد شرابه والمعنى أنزف شرابه ب - والقول الآخر أنه حكي انه يقال أنزف الرجل إذا سكر وانشد أبو عبيدة للأبيرد: لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم * لبئس الندامى كنتم آل أبجرا فأما نزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر فمعروف مسموع من العرب

(6/26)



23 - وقوله جل وعز (وعندهم قاصرات الطرف عين) (آية 48) قال قتادة قصرن طرفهن على أزواجهن وروى أبو يحيى عن مجاهد قال قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لا يغرن على أزواجهن قال أبو جعفر والقول الأول هو المعروف وأصله من قصرته أي حبسته وقوله تعالى (عين) قال مجاهد أي حسان العيون وقال السدي (عين) أي عظام الأعين وحكى أهل اللغة أنه يقال رجل أعين وامرأة عيناء أي واسع

(6/27)



العين ثم قال جل وعز (كأنهن بيض مكنون) (آية 49) قال قتادة أي لم تمر به الأيدي يشبهن بياضه يعني قتادة الذي داخل القشر قال أبو جعفر يقال كننت الشئ أي صنته والعرب تشبه المرأة ببيضة النعامة كما قال الشاعر: كبكر المقاناة أبو البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير محلل

(6/28)



25 - ثم قال عز وجل (فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون)
(آية 50) يعني أهل الجنة (قال قائل منهم إني كان لي قرين) (آية 51) قال عطاء الخراساني هذان رجلان أخوان تصدق أحدهما بماله فعيره أخوه وقال له ما قصا الله جل وعز

(6/29)



وقد روي عن ابن عباس هو الرجل المشرك له صاحب مؤمن قال له هذا قال مجاهد (قرين) أي شيطان 26 - ثم قال جل وعز (يقول أئنك لمن المصدقين) (آية 52) المعنى يقول أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون ثم كسرت إن لمجئ اللام قال مجاهد (مدينون) أي محاسبون (قال هل أنتم مطلعون) أي قال الذي في الجنة هل أنتم مشرفون (فاطلع فرآه) أي فأشرف فرأى قرينه (في سواء

(6/30)



الجحيم) أي في وسطها قال الذي في الجنة (تالله إن كدت لتردين) أي تهلكني وفي قراءة عبد الله لتغوين ثم قال جل وعز (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) (آية 57)
قال قتادة أي لمن المحضرين في النار ثم قال جل وعز (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم) (آية 60) قال قتادة هذا آخر كلامه ثم قال جل وعز (لمثل

(6/31)



هذا فليعمل العاملون) وقوله جل وعز (أذلك خير نزلا) (آية 62) أذلك خير نزلا ونزلا أي رزقا والنزل أيضا الريع والفضل ثم قال تعالى (أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين) (آية 62) قال مجاهد قال أبو جهل ما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد فنتزقم وقال قتادة فتنوا بهذا فقالوا كيف يكون في النار شجرة والنار تأكل الشجر فقال الله عز وجل (إنها شجرة تحرج في

(6/32)



أصل الجحيم) أي غذاؤها من النار ومنها خلقت 30 - ثم قال جل وعز (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (آية 65) (طلعها) أي ثمرها كأنه أول ما يطلع منها ثم قال (كأنه رؤوس الشياطين) قال أبو العباس يقال لم تر الشياطين فكيف وقع التشبيه بها ؟
وهل يجوز أن يقال كأن زيدا فلان وفلان لا يعرف

(6/33)



فالجواب أن المقصود هو ما وقع عليه التعارف من المعاني فإذا قيل فلان شيطان فقد علم أن المعنى فلان قبيح خبيث ومنه قولهم تشيطن إذا تخبث كما قال الشاعر: أيقتلني والمشر في مضاجعي * ومسنونة زرق كأنياب أغوال ولم تر الغول قط ولا أنيابها ولكن العرب إذا قبحت المؤنث شبهته بالغول وإذا قبحت المذكر شبهته بالشيطان فهذا جواب صحيح بين وقد قيل هو نبت باليمن قبيح المنظر شبهت به يقال له الأستن والشيطان وليس ذلك بمعروف عند العرب

(6/34)



قال أبو جعفر وقيل الشياطين ضروب من الحيات قباح 31 - وقوله جل وعز (ثم إن له معليه الشوب امن حميم) (آية 67) قال قتادة أي مزاجا قال أبو جعفر يقال شبت الشئ بالشئ أي خلطته به فقيل يراد به ههنا شرب الحميم 32 - وقوله جل وعز (إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون) (آية 70)

(6/35)



معنى (ألفوا) وجدوا قال مجاهد يهرعون كهيئة الهرولة وقال قتادة يسرعون وقيل كأنهم يزعجون من الإسراع 33 - وقوله جل وعز (ولقد ناد ان نوح وحفل فلنعم المجيبون) (آية 75) قيل بمسألته هلاك قومه فقال (رب لا تذر على

(6/36)



الأرض من الكافرين ديارا) وقيل المعنى دعا بأن ننجيه من الغرق (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) أي من الغرق 34 - ثم قال جل وعز (وجعلنا ذريته هم الباقين) (آية 76) روى سعيد عن قتادة الناس كلهم من ذرية نوح صلى الله عليه وسلم 35 - ثم قال جل وعز (وتركنا عليه في الآخرين) (آية 78) قال مجاهد وقتادة أي ثناء وقال محمد بن زيد المعنى وتركنا عليه في الآخرين

(6/37)



يقال سلام على نوح في العلمين أي تركنا عليه هذه الكلمة باقية 36 - وقوله جل وعز (وإن من شيعته لإبراهيم) (آية 83)
قال مجاهد أي على منهاجه وسنته وقال قتادة على دينه قال أبو جعفر المعنى وإن من شيعة نوح قال الفراء المعنى وإن من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم

(6/38)



والأول أشبه لأن ذكر نوح قد تقدم 37 - ثم قال جل وعز (وإذ جاء ربه بقلب سليم) (آية 84) قال قتادة أي سليم من الشرك وقال عروة بن الزبير لم يلعن شيئا قط فقال الله جل وعز (إذ جاء ربه بقلب سليم) 38 - وقوله جل وعز (أئفكا آلهة دون الله تريدون) (آية 86) قال قتادة أي أكذبا 39 - ثم قال جل وعز (فما ظنكم برب العالمين) (آية 87) روى سعيد عن قتادة قال أي فما ظنكم برب العالمين وقد

(6/39)



عبدتم غيره إذا لقيتموه 40 - وقوله جل وعز (فنظر نظرة في النجوم) (آية 88) في معناه ثلاثة أقوال قال الحسن أي تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول فنظر فيما نجم له من الرأي أي فيما طلع له يقال نجم القرن والنبت إذا طلعا
أي فكر فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم فقال إني سقيم

(6/40)



قال الخليل يقال للرجل إذا فكر في الشئ كيف يدبره نظر في النجوم وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الاية والقول الثاني أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء فعلم ان لها خالقا ومدبرا وأنها تتغير وعلم ان ذلك يلحقه فقال إني سقيم والقول الثالث ما رواه سعيد عن قتادة أن سعيد بن المسيب قال نظر إلى نجم فقال إني سقيم فكايد عن دينه قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول فعمل ما يعلمون من

(6/41)



النظر في النجوم واستدلالهم بها قال سعيد بن جبير والضحاك (فقال إني سقيم) أي مطعون وكاتوا) يهربون من الطاعون قال الله جل وعز (فتولوا عنه مدبرين) 41 - وقوله جل وعز (فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون) (آية 91) أي مال وعدل ومنه الرواغ ثم قال (ألا تأكلون)

(6/42)



تعجبا
أي فقرب إليها الطعام فقال (ألا تأكلون) ؟ فلما لم يرها تأكل قال ألا تنطقون ؟ وقال أبو مالك جاء إلى آلهتهم وكانوا قد جعلوا بين أيديها طعاما فلما لم تكلمه قال مالكم لا تنطقون فأخذ فأسا فضرب به حافتيها ثم علقه في عنق أكبرها 42 - وقوله جل وعز (فراغ عليهم ضربا باليمين) (آية 93) قال أبو جعفر يجوز أن يكون معنى (باليمين) بالقوة كما تقدم ويجوز أن يريد اليد

(6/43)



وقيل بيمينه حين قال (وتالله لاكيدن أصنامكم) 43 - ثم قال جل وعز (فأقبلوا إليه يزفون) (آية 94) قال قتادة أي يمشون قال أبو جعفر يقال زف النعام يزف إذا أسرع وذلك في أول عدوه ويقرأ (يزفون) بضم الياء وأكثر اهل اللغة لا يعرفه وقد يجوز أن يكون أزف صادف الزفيف فيكون هذا منه

(6/44)



وحكى الكسائي أنه قرئ (يزفون) بتخفيف الفاء وأكثر اهل اللغة لا يعرفه أيضا وحكى بعضهم أنه قال وزف يزف إذا أسرع
44 - ثم قال جل وعز (والله خلقكم وما تعملون) (آية 96) قال أبو عبيد أي وما تعملون منه الأصنام وتنحتونه عليه وهو الخشب والحجارة وغيرهما قال قتادة وما تعملون بايديكم ويجوز أن يكون ما نفيا أي وما تعملونه ولكن الله خالقه ويجوز أن يكون بمعنى المصدر أي وعملكم

(6/45)



ويجوز ان يكون استفهاما فيه معنى التوبيخ 45 - وقوله جل وعز (فأرادوا به كيدا فجعلنا هم الأسفلين) (آية 98) (الأسفلين) الأذلين حجة قال قتادة ما ناظر هم بعد ذلك حتى أهلكهم 46 - وقوله جل وعز (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) (آية 99) هاجر إلى الأرض المقدسة

(6/46)



47 - وقوله جل وعز (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) (آية 102) قال مجاهد (بلغ معه السعي) أي العمل أي شب وقال غيره بلغ ثلاث عشرة سنة قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا
ترى (آية 102) أي إني أرى في المنام أني سأذبحك أي أمرت بهذا في المنام وجعل علامة إذا رأيت ذلك أن أذبحك

(6/47)



ويقرأ (ماذا تري) ؟ من الصبر قال أبو إسحاق لم يقل هذا أحد غيره وإنما قال العلماء المعنى ماذا تشير وقد روي في الذبيح احاديث عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعض أهل العلم الدليل على أنه إسماعيل أن إسماعيل كان بمكة وكان الذبح بمنى

(6/48)



وهذا لا يلزم روي عن ابن عباس انه قال كان الذبح بالشام وقال عبيد بن عمير كان بالشام وإن كان مجاهد قد قال كان بمنى وقال بعضهم في القرآن ما يدل على أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) فدل بهذا على أن إسحاق سيعيش حتى يولد له فكيف يؤمر بذبحه ؟

(6/49)



قال أبو جعفر وهذا ايضا لا يثبت حجة لأنه يجوز أن
يؤمر بذبحه وقد علم أنه يولد له لأنه يجوز أن يحييه الله جل وعز بعد ذلك 48 - وقوله جل وعز (فلما اسلما وتله للجبين) (آية 103)

(6/50)



قال مجاهد أي سلما لأمر الله جل وعز قال أبو جعفر وفي حرف عبد الله بن مسعود (فلما سلما) يقال سلم إذا أعطى بيده ورضي ثم قال تعالى (وتله للجبين) أي صرعه وهما جبينان بين هما الجبهة وجواب (لما) عند البصريين محذوف كأنه قال سعد والواو عند الكوفيين زائدة كأنه قال ناديناه 49 - وقوله جل وعز (وفديناه بذبح عظيم) (آية 107)

(6/51)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:15
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

الذبح المذبوح والذبح المصدر روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كبير متقبل قال أبو جعفر عظيم في اللغة يكون للكبير والشريف وأهل التفسير على أنه ههنا للشريف أي المتقبل 50 - وقوله جل وعز (ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم) (آية 115) روى سعيد عن قتادة قال من فرعون
51 - ثم قال جل وعز (ونصرناهم فكانوا هم الغالبين) (آية 116) ولم يقل ونصرناهما (لأن الإثنين في الأصل جمع

(6/52)



ويجوز أن يكون كما يخبر عن الواحد بفعل الجماعة وقيل المعنى ونصرنا موسى وهارون عليهما السلام وقومهما على فرعون وقومه وهذا هو الصواب لأن قبله (ونجيناهما وقومهما) 52 - ثم قال جل وعز (وآتيناهما ما الكتاب المستبين) (آية 117) روى سعيد عن قتادة قال التوراة قال (وهديناهما الصراط المستقيم) الإسلام 53 - وقوله جل وعز (وإن إلياس لمن المرسلين) (آية 123)

(6/53)



قيل إلياس هو إدريس وقيل هو من ولد هارون صلى الله عليهما وسلم والله جل وعز أعلم 54 - وقوله جل وعز (أتدعون بعلا وتذرونا لا أحسن الخالقين) (آية 125) قال مجاهد (أتدعون بعلا) أي ربا وقال الضحاك هو صنم لهم يسمى بعلا قال ابن زيد كانوا ببعلبك وسئل ابن عباس عن هذا فسكت فسمع رجلا ينشد ضالة فقال له آخر أنا بعلها أي ربها فقال ابن عباس للسائل

(6/54)



هذا مثل قوله تعالى (أتدعون بعلا) أي ربا وحكى ابن إسحاق أن بعلا امرأة كانوا يعبدونها قال أبو جعفر يقال هذا بعل الدار أي ربها فالمعنى أتدعون ربا اختلقتموه وتذرون أحسن الخالقين ؟ وأصل هذا أنه يقال لكل ما علا وارتفع بعل ومنه قيل بعل المرأة ومنه قيل لما شرب بماء السماء بعل 55 - وقوله جل وعز (فكذبوه فإنهم لمحضرون) (آية 127) قال قتادة أي في العذاب

(6/55)



وقوله جل وعز (سلام على إل ياسين) (آية 130) قال أبو جعفر من قرأ سلام على إلياسين ففي قراءته قولان أحدهما ان يكون إلياسين وإلياس واحد كما يقال سيناء وسينين والثاني ويجوز أن يكون جمعه مع أهل دينه كما يقال مهالبة 56 - وقوله جل وعز (وإن يونس لمن المرسلين إذ ابق إلى الفلك المشحون) (آية 140) أي هرب قال طاووس لما ركب السفينة ركدت فقالوا إن فيها

(6/56)



رجلا مشئوما فقارعوه فوقعت القرعة عليه ثلاث مرات فرموا به فالتقمه الحوت 57 - وقوله جل وعز (فساهم فكان من المدحضين) (آية 141) قال مجاهد فكان من المدحضين أي من المسهومين قال أبو جعفر أصل أدحضته أن أزلقته وقال ابن عيينة أي من المقمورين 58 - ثم قال جل وعز (فالتقمه الحوت وهو مليم) (آية 142) قال قتادة أي مسئ

(6/57)



قال أبو جعفر يقال ألام الرجل إذا جاب ما يلام عليه 59 - وقوله جل وعز (فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) (آية 144) روى أبو رزين عن ابن عباس (من المسبحين) قال من المصلين ثم قال (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) (آية 144) قال مجاهد أي في بطن الحوت 60 - ثم قال جل وعز (فنبذناه بالعراء وهو سقيم) (آية 145) قال يعقوب بن إسحاق قال الفراء (العراء)

(6/58)



المكان الخالي ومنه قول الله جل وعز (فنبذناه بالعراء وهو
سقيم) قال وقال أبو عبيدة العراء وجه الأرض وأنشد لرجل من خزاعة: رفعت رجلا لا أخاف عثارها * ونبذت بالبلد العراء ثيابي 61 - ثم قال جل وعز (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) (آية 146) روى عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال هي القرع وقال مجاهد هي كل شجرة على وجه الأرض لا ساق لها

(6/59)



قال أبو جعفر هذا الذي قاله مجاهد هو الذي تعرفه العرب يقع للقرع والحنظل والبطيخ والكل ما لم يكن على ساق وكأن اشتقاقه من قطن بالمكان أي أقام به وانشد سيويه: قواطنا مكة من ورق الحمي 62 - ثم قال جل وعز (وأرسلناه إلى مائة الف أو يزيدون) (آية 147) قال أبو جعفر في معنى أو أربعة اقوال 1 - قال أبو عبيدة والفراء هي بمعنى بل وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق ولو كان كما قالا لكان وارسلناه إلى أكثر من مائة ألف واستغنى عن أو

(6/60)



2 - وقال القتبي أو بمعنى الواو وهذا ايضا خطا لأن فيه بطلان المعاني 3 - وقيل أو للإباحة
4 - وقال محمد بن يزيد أو على بابها والمعنى

(6/61)



أرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم مائة ألف أو أكثر وروي عن ابن عباس قال أرسل إلى مائة ألف وثلاثين الفا قال أبو مالك اقام في بطن الحوت أربعين يوما قال ابن طاووس أنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء فكانت تظله من الشمس ويأكل منها فلما سقطت بكى عليها فأوحى الله جل وعز إليه أتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف أو يزيد وتابوا فلم أهلكهم قال سعيد بن جبير أرسل الله جل وعز على الشجرة الأرضة فقطعت أصولها فحزن عليها وذكر الحديث قال مجاهد كانت الرسالة قبل أن يلتقمه الحوت

(6/62)



قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا العباس بن محمد قال حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال إنما كانت رسالة يونس صلى الله عليه وسلم بعد ما نبذه الحوت وتلا هذه الآية (وإن يونس لمن المرسلين) حتى بلغ إلى قوله (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) قال كانت الرسالة بعد ذلك 63 - قوله جل وعز (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) (آية 148)
روى معمر عن قتادة قال إلى الموت

(6/63)



64 - وقوله جل وعز (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) (آية 149) أي فاسألهم سؤال توبيخ وروي عن جماعة من القراء انهم قرءوا (اصطفى البنات على البنين) بوصل الألف وانكر أبو حاتم هذه القراءة قال أبو جعفر وهي جائزة على أن يكون مردودا على القول وعلى أنه قد يكون التوبيخ بغير الف استفهام 65 - وقوله جل وعز (أم لكم سلطان مبين فائتو بكتابكم إن كنتم

(6/64)



صادقين) (آية 157) قال السدي (سلطان) أي حجة فائتوا بكتابكم قال بحجتكم أن كتابا جاءكم بهذا 66 - وقوله جل وعز (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) (آية 158) قال الفراء الجنة ههنا الملائكة أي قالوا الملائكة بنات الله وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قالوا يعني كفار قريش الملائكة بنات الله فقال أبو بكر فمن أمهاتهن ؟ قالوا مخدرات الجن وروى سعيد عن قتادة قال قالوا صاهر الله جل وعز الجن

(6/65)



فولدت الملائكة وروى جويبر عن الضحاك في قوله تعالى (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) قال قالوا إبليس أخو الرحمن جل وعز 67 - وقوله جل وعز (ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) (آية 158) أي ولقد علمت الجنة ان الذين قالوا هذا لمحضرون العذاب كذا قال السدي وهو صحيح وكذا كل ما في السورة من محضرين

(6/66)



وقال مجاهد (لمحضرون) الحساب يعني الجن 68 - وقوله جل وعز (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين) (آية 162) أي ما أنتم به مضلين (إلا من هو صال الجحيم) قال ابن عباس أي لا تضلون إلا من سبق في قضائي أنه يضل قال الحسن وإبراهيم ومحمد بن كعب والضحاك هذا معنى قوله (ما أنتم عليه بفاتنين) أي لن تفتنوا إلا من قضيت عليه بذلك

(6/67)



69 - ثم قال جل وعز (وما منا إلا له مقام معلوم) (آية 164)
قال الشعبي جاء جبرئيل أو ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه إن الملائكة لتصلي وتسبح ما في السماء ملك فارغ 70 - وقوله جل وعز (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) (آية 166) قال مجاهد وقتادة هذا من قول الملائكة 71 - وقوله جل وعز (وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين) (آية 168) روي عن الضحاك قال هذا قول مشركي مكة فلما جاءهم ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا به فسوف يعلمون

(6/68)



قال أبو إسحاق كان كفار قريش يقولون لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين لأخلصنا العبادة لله عز وجل فلما جاءهم كفروا به فسوف يعلمون مغبة كفرهم وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة 72 - قوله جل وعز (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين) (آية 171) أي سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون أي مضى بهذا من القضاء والحكم قال الفراء أي سبقت لهم السعادة وهي في قراءة عبد الله (ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين) وقيل أراد بالكلمة قوله عز وجل (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)
73 - وقوله جل وعز (فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين) (آية 177) أي نزل بهم العذاب ومعنى بساحتهم أي بدارهم

(6/69)



والساحة في اللغة فناء الدار الواسع (فساء صباح المنذرين) أي فبئس صباح الذين أنذروا بالعذاب وفيه إضمار أي فساء الصباح صباحهم وفي الحديث (الله أكبر خربت خيبر إنا إذا انزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) 74 - وقوله جل وعز (سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (آية 182 180) نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون من الصاحبة والولد (رب العزة) على البدل ويجوز النصب على المدح والرفع بمعنى هو رب العزة وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى سبحان الله فقال هو تنزيه الله عن كل سوء تمت سورة الصافات

(6/70)



تفسير سورة ص مكية وآياتها 88 آية

(6/71)



بسم الله الرحمن الرحيم
سورة ص وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (ص) بإسكان الدال لأنها من حروف التهجي وتقرأ صاد والأجود عند سيبويه فيها الإسكان ولا تعرب لأن حكمها الوقوف عليها فهي مثل حروف الهجاء (آلم) (وآلمر) و (ص) إذا جعلته اسما للسورة لم ينصرف قال مجاهد هو فاتحة السورة وقال قتادة هو اسم من أسماء الرحمن وقال محمد بن كعب هو مفتاح اسماء الله تعالى صمد وصادق الوعد

(6/73)



وروي أن الضحاك قال صاد صدق الله وقراءة الحسن (صاد) بكسر الدال معناها صاد القرآن بعملك يقال صاديته أي قابلته وهذا مشهور عند أهل اللغة ويجوز أن يكون كسر لالتقاء الساكنين والفتح من ثلاث جهات: أ - قيل منها أن يكون قسما الله لأفعلن ب - ومنها أن يكون بمعنى اتل صاد والقرآن ج - ومنها ان يكون فتح لالتقاء الساكنين

(6/74)



والقراءة بكسر الدال والتنوين لحن عند أكثر النحويين وإن كان ابن أبي إسحاق من كبراء النحويين إلا ان بعض النحويين قد أجازها على أن تخفض على القسم أجاز ذلك سيبويه 2 - وقوله جل وعز (والقرآن ذي الذكر) (آية 1) روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر عن ابي حصين في قول الله جل وعز والقرآن ذي الذكر أي ذي الشرف وهذا مثل قوله جل وعز (وإنه لذكر لك ولقومك) وقيل معنى (ذي الذكر) فيه ذكر الأمم وغيرهم

(6/75)



فاما جواب القسم فقيل إنه في قوله (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) وهذا بعيد جدا لأنه قد اعترضت أقاصيص وأخبار وقيل الجواب في وقوله تعالى (كم اهلكنا من قبلهم من قرن) والمعنى لكم أهلكنا وحذفت اللام كما قال تعالى (قد أفلح من زكاها) وهو مذهب الفراء وقيل الجواب (إن كل إلا كذب الرسل) وقيل الجواب محذوف أي ما الأمر كما يقول هؤلاء الكفار ودل على هذا قوله تعالى (بل الذين كفروا في عزة

(6/76)



وشقاق) وهو مذهب قتادة
وهو أولى الأقوال لأن بل قد حلت محل الجواب فاستغنى بها عنه 3 - ثم خبر الله جل وعز بعنادهم وانحرافهم عن الحق فقال (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) (آية 2) أي خلاف 4 - ثم قال جل وعز (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا ت حين مناص) (آية 3) و (كم) للتكثير في كلام العرب 5 - ثم قال جل وعز (فنادوا) أي بالتوبة والاستغاثة (ولات حين مناص) (آية 3) روى أبو إسحاق عن التميمي عن ابن عباس (ولات

(6/77)



حين مناص) قال ليس حين نزو ولا فرار وقال عكرمة ليس حين انقلاب وقال قتادة نادوا حين لاحين نداء قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة أي ليس حين نداء منجي والمعنى ليس حين فوت واصله من ناص ينوص إذا تأخر وباص يبوص الله تقدم كما قال الشاعر: أفمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص * فتقصر عنه تارة وتبوص

(6/78)



وقوله جل وعز (إن هذا لشئ عجاب) (آية 5) عجاب وعجيب بمعنى واحد كما تقول طويل
وطوال وكذلك (عجاب) قرأ به أبو عبد الرحمن 7 - ثم قال جل وعز (وانطلق الملأ منهم أنا امشوا واصبروا على آلهتكم) (آية 6) روى سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد (وانطلق الملأ منهم) قال هو وعقبة بن أبي معيط أن

(6/79)



امشوا أن تفسير ويجوز أن يكون معناه بأن امشوا واصبروا على آلهتكم فخبر الله جل وعز بإقامتهم على الكفر 8 - وقوله جل وعز (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) (آية 7) روى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس قالا (في الملة الآخرة) في النصرانية

(6/80)



وقال محمد بن كعب يعنون ملة عيسى صلى الله عليه وسلم وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (في الملة الآخرة) قال ملة قريش وقال قتادة في الملة الآخرة أي ملتنا التي نحن عليها 9 - وقوله جل وعز (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) (آية 9)
قال أبو جعفر هذه الاية مشكلة لذكره هذا بعدما تقدم وفيها قولان: أحدهما أنها متصلة بقوله (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) أي إن الله جل وعز له خزائن السموات والأرض وملكهما فيرسل من يشاء

(6/81)



والقول الآخر أنه لما ذكر عنادهم وكفرهم وصبرهم على آلهتهم كان المعنى ام عندهم خزائن رحمة ربك فيحظروها قال على من يريدون أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فقررهم بهذا 10 - ثم قال جل وعز (أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب) (آية 10) أي إن كانوا صادقين فليرتقوا في أبواب السموات قال مجاهد وقتادة الأسباب أبواب السموات وقال زهير

(6/82)



: ولو نال أسباب السماء بسلم وقيل الأسباب الجبال أي فليرتقوا في السماء حتى يأتوا بآية وحكى أهل اللغة أنه يقال للدين الفاضل ارتقى أسباب السموات كما يقال قد بلغ السماء على التمثيل 11 - ثم قال جل وعز (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب)
(آية 11) أي هم جند لهؤلاء الآلهة مهزوم أي مقموع ذليل أي قد انقطعت حجتهم لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا ويقال تهزمت القرية إذا انكسرت وهزمت الجيش

(6/83)



كسرته ثم قال من الأحزاب قال مجاهد أي من الأمم الخالية قال أبو جعفر والمعنى أنهم حزب من الأحزاب الذين تحزبوا على انبيائهم 12 - عن وقوله جل وعز (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد) (آية 12) روى سعيد عن قتادة في وقوله تعالى وفرعون ذو الأوتاد قال كانت له أوتاد وارسان من وملاعب يلعب بها بين يديه قال أبو جعفر وقيل كان يجعل الإنسان بين أربعة أوتاد ثم يقتله

(6/84)



وقال الضحاك ذو الأوتاد ذو البناء المحكم كما قال: في ظل ملك ثابت الأوتاد 13 - ثم قال جل وعز (وثمود وقوم لوطو في أصحاب الأيكة
أولئك الأحزاب) (آية 13) قال قتادة كان أصحاب الأيكة أصحاب شجر أكثره من الدوم 14 - وقوله جل وعز (وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) (آية 15) قال مجاهد (ما لها من فواق) أي من رجوع

(6/85)



وقال قتادة أي ما لها من مثنوية وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى من فواق بفتح الفاء من راحة ومن فواق بضم الفاء من انتظار وقال غيره هما لغتان بمعنى وقال السدي مالهم بعدها إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا قال أبو جعفر أصل هذا من قولهم فواق الناقة وهو ما بين الحلبتين المعنى أنها لا تلبثهم بن حتى يموتوا ولا يحتاج فيها إلى رجوع وافاق من مرضه رجع إلى الصحة والراحة وإلى هذا ذهب أبو

(6/86)



عبيدة في قوله مالها من راحة 15 - وقوله جل وعز (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب) (آية 16) قال سعيد بن جبير قطنا أي نصيبنا من الجنة وقال الحسن أي عقوبتنا وقال مجاهد أي عذابنا
وقال قتادة أي نصيبنا من العذاب وقال عطاء الخراساني أي قضاءنا أي حسابنا

(6/87)



قال أبو جعفر أصل هذا من قولهم قططت الشئ أي قطعته فالمعنى عجل لنا نصيبنا أي ما قطع لنا ويجوز أن يكون المعنى عجل لنا ما يكفينا من قولهم قطني من هذا أي يكفيني ويروى أنهم قالوا هذا لما انزل الله جل وعز (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) استهزاء وهذا كما قال: يعطي القطوط ويأفق يعني الكتب بالجوائز ويدل على هذا قوله تعالى (إصبر على ما يقولون) (آية 17) 16 - ثم قال جل وعز (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) (آية 17)

(6/88)



قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة أي ذا القوة في طاعة الله جل وعز قال أبو جعفر الأيد والآد في اللغة القوة وأيده قواه فانآد هذه كما قال: لم يك يناد فأمسى انآدا
ثم قال تعالى إنه أواب قال مجاهد أي راجع عن الذنوب وقال قتادة أي مطيع قال أبو جعفر يقال آب يؤوبف سنة هو آيب إذا

(6/89)



رجع وأواب على التكثير 17 - ثم قال جل وعز (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق) (آية 18) إشراق الشمس ضوءها وصفاؤها 18 - ثم قال جل وعز (والطير محشورة كل له أواب) (آية 19) يجوز أن يكون المعنى كل لله جل وعز أواب يعني داود والجبال والطير ويجوز أن يكون المعنى في (كل) للجبال والطير أي ترجع مع داود التسبيح 19 - ثم قال جل وعز (وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) (آية 20)

(6/90)



قال مجاهد لم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانه قال السدي كان يحرسه في كل ليلة أربعة آلاف وقيل (شددنا ملكه) بأن الوحي كان ياتيه وهذا عن ابن عباس وقد روى عكرمة عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى
داود ففال المستعدي إن هذا اغتصبني بقرا فجحده الآخر فأوحى الله إلى داود أن يقتلا الذي استعدى عليه فأرسل داود إلى الرجل إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك فقال الرجل أتقتلني بغير بينة فقال لايرد أمر الله فيك فلما عرف الرجل أنه قاتله قال والله ما أخذت بهذا الذنب ولكن كنت اغتلت والد هذا فقتلته فأمو عمرو به داود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك له

(6/91)



وهو قول الله عز وجل (وشددنا ملكه) 20 - ثم قال جل وعز (وآتيناه الحكمة) (آية 20) قال أبو العالية أي المعرفة بكتاب الله جل وعز وقال السدي النبوة وقال مجاهد هو عدله 21 - ثم قال جل وعز (وفصل الخطاب) (آية 20) قال الحسن أي الفهم في القضاء

(6/92)



وقال أبو عبد الرحمن وقتادة أي وفصل القضاء وقال شريح والشعبي وكعب الشهود والأيمان وكذلك روى الحكم عن مجاهد وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ما قال أنفذ وقال الشعبي فصل الخطاب أما بعد قال أبو جعفر الخطاب في اللغة والمخاطبة واحد فالمعنى على حقيقة اللغة أنه يفصل أي يقطع المخاطبة
بالحكم الذي آتاه الله إياه ويقطع ايضا فصلها في الشهود والأيمان وقيل ش (وفصل الخطاب) البيان الفاصل بين الحق والباطل

(6/93)



22 - وقوله جل وعز (وهل اتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) (آية 21) تسوروا أي علو والمحراب كل مكان مرتفع وقيل محراب للذي يصلى إليه على التمثيل أي هو أرفع موضع في المسجد وخصم يقع للواحد والاثنين والجميع بلفظ واحد على معنى ذو خصم ولا اختلاف بين أهل التفسير انه يراد به ههنا ملكان

(6/94)



23 - وقوله جل وعز (إذ دخلوا على داود ففزع منهم) (آية 22) قيل دخلا عليه ليلا في غير وقت الخصومة فلذلك قال (ففزع منهم) وقيل فزع منهما لدخول هما من غير الباب الذي كان منه المدخل 24 - وقوله جل وعز (قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض) (آية 22) على جهة المسألة كما تقول رجل يقول لامرأته كذا ما يجب
عليه ؟ 25 - ثم قال جل وعز (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط) (آية 22) (فاحكم بيننا بالحق) أي بالعدل ولا تشطط أي ولا تجر

(6/95)



يقال أشط يشط إذا جار وشط يشط إذا بعد وقد قرى ولا تشطط أي لا تبعد في الحكم كما قال الشاعر: شطت مزار العاشقين فأصبحت * عسرا علي طلابها ابنة مخرم واهدنا إلى سواء الصراط أي إلى قصد السبيل وقال تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) بغير إلى والعرب تحذف حرف الخفض مما يتعدى إلى مفعولين كما قال الشاعر: ومنا الذي اختير الرجال سماحة * وبرا إذا هب الرياح الزعازع وقيل معنى اهدنا الصراط أعلمنا الصراط ومعنى

(6/96)



اهدنا إلى الصراط ارشدنا إلى الصراط 26 - ثم قال عز وجل (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة (آية 23) قال وهب (إن هذا أخي) أي على ديني (له تسع وتسعون نعجة) والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة كما قال الشاعر:
فرميت غفلة عينه عن شاته * فاصبت حبة قلبها وطحالها وفي قراءة ابن مسعود (إن هذا أخي كان له تسع وتسعون نعجة أنثى

(6/97)



وكان ههنا مثل قوله (وكان الله غفورا رحيما) فاما قوله أنثى فقيل هو على جهة التوكيد وقيل لما كان يقال هذه مائة نعجة وإن كان فيها من الذكور شئ يسير جاز أن يقال أنثى ليعلم انه لاذكر فيها 27 - ثم قال جل وعز (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها) (آية 23) قد جاءت أخبار وقصص في أمر داود صلى الله عليه وسلم وأوريا وأكثرها لا يصح ولا يتصل إسناده ولا ينبغي ان يجترأ على مثلها إلا بعد المعرفة بصحتها

(6/98)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:17
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وأصح ما روي في ذلك ما رواه مسروق عن عبد الله بن مسعود قال ما زاد داود صلى الله عليه وسلم على ان قال أكفلنيها أي انزل لي عنها وروى المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما زاد داود على أن قال أكفلنيها أي تحول لي عنها وضمها

(6/100)



إلي قال أبو جعفر فهذا أجل ما روي في هذا
والمعنى عليه أن داود عليه السلام سأل أو ريا أن يطلق له امرأته كما يسال الرجل الرجل ان يبيعه جاريته فنبهه الله جل وعز على ذلك وعاتبه لما كان نبيا وكان له تسع وتسعون أنكر عليه أن يتشاغل بالدنيا وبالتزيد قبل منها فأما غير هذا فلا ينبغي الاجتراء عليه ومعنى أكفلنيها إنزل لي عنها واجعلني كافلها قال الضحاك (وعزني في الخطاب) أي قهرني وفي قراءة عبد الله وعازني

(6/101)



قال أبو جعفر يقال عازه أي غالبه وعزه أي غلبه قال الحسن أي قهره في المحاورة قال أبو جعفر ومنه قولهم من عز بز ومنه قول زهير: فعزته يداه وكاهله 28 - ثم قال جل وعز (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) (آية 24) المعنى بسؤاله نعجتك كما قال تعالى لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ومعنى إلى نعاجه أي مضمومة إلى نعاجه (وإن كثيرا من الخلطاء)

(6/102)



أي الشركاء والخليط الشريك
29 - ثم قال جل وعز (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) (آية 24) أي ايقن وقرأ قتادة (أنما فتناه) بتخفيف النون يعني الملكين وقال معناه صمدا له (فاستغفر ربه وخر راكعا) قال أبو الأحوص والحسن خر ساجدا وقال مجاهد سجد أربعين يوما من قبل أن يسأل ربه

(6/103)



شيئا قال سفيان يروى انها قام أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لصلاة أو حاجة لابد منها قال قتادة (وأناب) أي تاب 30 - وقوله جل وعز (فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) (آية 25) قال الضحاك (لزلفى) أي منزلة رفيعة قال أبو جعفر الزلفى في اللغة القربة ومنه قوله تعالى (وأزلفنا ثم الآخرين) ومنه قوله: مر الليالي زلفا فزلفا * سماوة الهلال حتى احقوقفا

(6/104)



أي ساعة تقرب من أخرى ثم قال (وحسن مآب) قال الضحاك أي وحسن
مرجع 31 - ثم قال جل وعز (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) (آية 26) يقال إنه من هذا جاز ان يقال خلفاء 32 - وقوله جل وعز (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) (آية 26) (بما نسوا يوم الحساب) أي تركوا العمل له وكانوا ناسين له هذا مذهب السدي وقال عكرمة هذا من التقديم والتأخير أي لهم يوم الحساب

(6/105)



عذاب شديد (بما نسوا) أي بما تركوا أمر الله عز وجل والقضاء بالعدل 33 - ثم قال جل وعز (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا) (آية 27) أي لما قالوا إنه لاحساب ولا جنة ولا نار قيل لهم هذا ثم قال جل وعز (فويل للذين كفروا من النار) (آية 27) فأخبر أنه يعذبهم على ذلك

(6/106)



34 - وقوله جل وعز (كتاب أنزلناه إليك مبارك) (آية 29) على إضمار هذ ا
ثم قال تعالى (ليدبروا آياته) أي ليفكروا في عواقب ما يكون منه (وليتذكر أولوا الألباب) أي العقول 35 - وقوله جل وعز (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) (آية 30) فيه سبعة أقوال: أ - قال ابن المسيب الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ب - وقال سعيد بن جبير الأواب المسبح ج - وقال قتادة المطيع

(6/107)



د - وقال عبيد بن عمير الذي يذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر منه ه - ووقيل الراحم و - وقيل التائب ز - وقال أهل اللغة الرجاع الذي يرجع إلى التوبة 36 - وقوله جل وعز (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) (آية 31) قال مجاهد (الصافنات) من الخيل التي ترفع إحدى يديها وتقف على ثلاث وقال الفراء الصافن القائم

(6/108)



وهذا المعروف في كلام العرب
قال مجاهد الجياد السراع 37 - وقوله جل وعز (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي) (آية 32) قال الفراء الخير في كلام العرب والخيل واحد قال أبو جعفر في الحديث الشريف الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة فكأنها سميت خيرا لهذا وفي الحديث (لما وفد زيد الخيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له لن تزيد الخير)

(6/109)



وهو زيد بن مهلهل الشاعر قال الفراء المعنى إني آثرت حب الخير قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا ان المعنى إني أحببت حب الخير حبا فالهاني يحيى عن ذكر ربي قال قتادة عن صلاة العصر 38 - ثم قال جل وعز (حتى توارت بالحجاب) (آية 32) في معناه قولان: أحدهما أن المعنى حتى توارث الشمس وانه قد عرف معنى الضمير كما قال:

(6/110)



على مثلها أمضي إذا قال صاحبي * الا ليتني افديك منها وأفتدي أي منها يعني من الفلاة ولم يجر لها ذكر
قال أبو إسحاق لما قال بالعشي كان المعنى بعد زوال الشمس فجئ بالضمير على هذا وروى أبو اسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال (الصلاة التي فرط فيها سليمان صلاة العصر) وقيل حتى توارت بالحجاب يعني الخيل وروى سعيد بن مسروق عن عكرمة قال كانت الخيل التي شغل بها سليمان عشرين ألف فرس فقطعها

(6/111)



39 - وقوله جل وعز (ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق) (آية 33) قال الحسن في قوله تعالى فطفق مسحا بالسوق والأعناق فقطع أسوقها وأعناقها فأبدله الله جل وعز مكانها خيرا منها وقيل معنى (فطفق مسحا) اقبل يمسحها بيده من غير قتل كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها

(6/112)



ومن قال قتلها فذلك على أنه ذكاة أو أنه أبيح ذلك كما روي عن عبد الله بن عمر أنه أعجبه غلام فأعتقه 40 - وقوله جل وعز (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم اناب) (آية 34) قد رويت في ذلك أخبار: أ - منها أن شيطانا غلب على ملكه أياما

(6/113)



ب - ومنها أن الشياطين قتلت ابنه خوفا من أن يملكهم بعده والقته على كرسيه والله اعلم بما كان من ذلك والكلام يوجب انه أزيل ملكه فجلس آخر على كرسيه 41 - وقوله جل وعز (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) (آية 35) أي اعطني فضيلة ومنزلة كما قال إبراهيم (رب أرني كيف

(6/114)



تحيي الموتى) 42 - وقوله جل وعز (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب) (آية 36) قال قتادة الرخاء اللينة قال الحسن الرخاء ليست بعاصفة ولا هينة بين ذلك وروى علي بن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى (رخاء حيث اصاب) قال مطيعة حيث أراد حكى الأصمعي أصاب الصواب فأخطأ الجواب أي أراد الصواب وحقيقته في اللغة أنه بمعنى قصد من قولهم أصبت أي قصدت فلم تخطئ

(6/115)



43 - ثم قال جل وعز (والشياطين كل بناء وغواص) (آية 37) أي من يبني له المحاريب والتماثيل ومن يغوص في البحر فيخرج الحلية
وقوله جل وعز (وآخرين مقرنين في الأصفاد) (آية 38) قال قتادة أي في الأغلال قال أبو جعفر يقال صفدت الرجل إذا شددته وأصفدته أعطيته 44 - ثم قال جل وعز (هذا عطاؤنا أو أمسك بغير حساب) (آية 39)

(6/116)



قال الحسن والضحاك (هذا عطاؤنا) الملك فأعط وامنع وقال قتادة هؤلاء الشياطين فاحبس من شئت وسرح من شئت وعن ابن عباس كان له ثلاثمائة امرأة وتسعمائة سرية هذا عطاؤنا قال أبو جعفر وأولاها الأول لأن الأول مشتمل على كل ما أعطي وهو عقيب تلك الأشياء

(6/117)



وروى سفيان عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس (فامنن) أي أعط أو أمسك بغير حساب أي أمسك فليس عليك حساب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (بغير حساب) أي بغير حرج
وقال الحسن ليس أحد ينعم عليه بنعمة إلا وهو يحاسب عليها إلا سليمان ثم قرأ هذا عطاؤنا أي بغير نقتير ويجوز أن يكون بمعنى لا يحاسب عليه 45 - ثم قال جل وعز (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) (آية 40) قال قتادة أي حسن مصير 46 - ثم قال جل وعز (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) (آية 41)

(6/118)



ويروى عن الحسن والجحدري وأبي جعفر (بنصب) بفتح النون والصاد وهما عند أكثر أهل اللغة بمعنى واحد كما يقال حزن وحزن إلا أن القتبي حكى أن أبا عبيدة قال النصب الشر والنصب الإعياء قال أبو جعفر يقال أنصبه ينصبه إذا عذبه وآذاه ومنه: كليني لهم يا أميمة ناصب قال أبو جعفر وأحسن ما قيل في معنى (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ما رواه يوسف بن مهر ان عن ابن عباس قال لما أصاب أيوب صلى الله عليه وسلم البلاء أخذ إبليس تابوتا وقعد على

(6/119)



الطريق يداوي الناس فجاءته امرأة أيوب فقالت أتداوي روى رجلا
به علة كذا وكذا فقال نعم بشرط واحد على أني إذا شفيته قال لي أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غير هذا فجاءت امرأة أيوب إلى ايوب فأخبرته فقال لها ذاك الشيطان والله لئن برأت لأضربنك مائة فلما برأ أخذ شمراخا فيه مائة فضربها به ضربة قال أبو جعفر فمعنى النصب على هذا هو ما ألقاه إليه أي يكون شيئا وسوس به

(6/120)



فأما قول من قال إن النصب ما أصابه في بدنه والعذاب ما أصابه في ماله فبعيد قال مجاهد عن ابن عباس ضربها بالأسل قال قتادة أخذ عودا فيه تسعة وتسعون عودا وهو تمام المائة فضربها به قال مجاهد هذا له خاص وقال عطاء هذا لجميع الناس قال أبو جعفر البين من هذا أنه خاص لأنه قال

(6/121)



(ولا تحنث) فأسقط عنه الحنث وقال الله جل وعز (فاجلدوهم ثمانين جلدة) ومن جلد بشمراخ فيه مائة فإنما جلد جلدة واحدة 47 - وقوله جل وعز (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) (آية 45)
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (أولي الأيدي) قال القوة والعبادة والأبصار قال الفقه في دين الله جل وعز قال أبو جعفر واحد الأيدي يد واليد تقع للقوة وفي قراءة عبد الله بن مسعود (أولي الأيد) بلا ياء

(6/122)



وهذا بين من قولهم أيده إذا قواه 48 - ثم قال جل وعز (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) (آية 46) قال قتادة أي يذكرون بالآخرة وبطاعة الله جل وعز قال أبو جعفر وهذا قول بين أي إنهم يزهدون في الدنيا ويرغبون في الآخرة وكذا الأنبياء صلى الله عليهم وسلم وقال الضحاك أي بخوف الآخرة قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول أنهم يذكرون الآخرة ويرغبون فيها ويزهدون في الدنيا

(6/123)



وهذا القول ظاهر معنى الكلمة وقد يكون من صفتهم أيضا الترغيب في الآخرة وهذان التأويلان على قراءة من قرأ بالتنوين ومن أضاف قال معناه أخلصناهم بافضل ما في الآخرة هذا قول ابن زيد والمعنى على هذا القول أنهم يذكرون بالآخرة ويرغبون فيها
ويزهدون في الدنيا وفي القراءة بالإضافة قول آخر وهو قول مجاهد يكون المعنى إنا أخلصناهم بأن ذكرنا الجنة لهم 49 - ثم قال جل وعز (وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار) (آية 47)

(6/124)



أي هم مصطفون من الذنوب والأدناس 50 - وقوله جل وعز (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفيل وكل من الأخيار) (آية 48) قال الأشعري قيل ذو الكفل لأنه كفل بعمل رجل صالح كان يصلي في كل يوم مائة صلاة فاثنى الله جل وعز عليه بحسن كفالته ولم يكن نبيا وقيل كفل لبعض الملوك بالجنة وكتب له كتابا بذلك

(6/125)



والكفل في اللغة النصيب والحظ 51 - وقوله جل وعز (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب) (آية 49) (هذا ذكر) أي شرف وذكر حسن في الدنيا ثم قال (وإن للمتقين لحسن مآب) أي لهم مع الذكر الحسن في الدنيا حسن مرجع في الآخرة 52 - ثم بين ذلك فقال (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) (آية 50)
أي أبوابها 53 - وقوله جل وعز (وعندهم قاصرات الطرف أتراب) (آية 52) روى سعيد عن قتادة قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم قال أبو جعفر وانشد أهل اللغة:

(6/126)



من القاصرات الطرف لودب محول * من الذرفوق ولم الأتب منها لأثرا الإتب الجلد ثم قال تعالى (أتراب) قال قتادة على سن واحدة قال مجاهد أي أمثال وحكى السدي متواخيات لا يتعادين ولا يتغايرن 54 - وقوله جل وعز (إن هذا لرزقنا ماله من نفاد) (آية 54) أي انقطاع

(6/127)



قال السدي كلما أخذ منه شئ عاد مثله 55 - وقوله جل وعز (هذا فليذوقوه حميم وغساق) (آية 57) يجوز أن يكون المعنى هذا حميم وغساق فليذوقوه ويجوز أن يكون المعنى هذا فليذوقوه منه حميم ومنه غساق كما قال الشاعر: لها متاع وأعوان غدون لها * قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا
قال قتادة كنا نحدث أن الغساق ما يسيل من بين الجلد واللحم قال الفراء وهو مذهب الضحاك قيل الغساق شئ

(6/128)



بارد يحرق كما يحرق الحميم قال أبو جعفر قول قتادة أولى لأنه يقال غسقت عينه إذا سالت وقال ابن زيد الحميم دموع أعينهم يجمع في حياض النار يسقونه والغساق الصديد الذي يخرج من جلودهم والاختيار على ذلك (غساق) حتى يكون مثل سيال 56 - ثم قال جل وعز (وآخر من شكله أزواج) (آية 58)

(6/129)



وقرأ مجاهد وأبو عمرو بن العلاء (واخر من شكله) وأنكر أبو عمرو (آخر) لقوله (أزواج) أي لا يخبر عن واحد بجماعة وأنكر عاصم الجحدري (وأخر) قال ولو كانت وأخر لكان من شكلها قال أبو جعفر كلا الردين لا يلزم لأنه إذا قرأ وأخر من شكله جاز أن يكون المعنى وأخر من شكل ما ذكرنا وأخر من شكل الحميم وأخر من شكل الغساق
وأن يكون المعنى وأخر من شكل الجميع ومن قرأ وآخر من شكله فقراءته حسنة لأن المعنى للفعل وإذا كان المعنى للفعل خبر عن الواحد باثنين وجماعة كما تقول

(6/130)



عذاب فلان ضربان وعذابه ضروب شتى ويجوز أن يكون أزواج لحميم وغساق وآخر قال قتادة من شكله من نحوه قال يعقوب الشكل المثل والشكل الدل قال عبد الله بن مسعود وآخر من شكله أزواج الزمهرير حدثنا محمد بن جعفر الأنباري قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن في قوله أزواج قال ألوان من العذاب

(6/131)



ثم قال جل وعز (هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار) (آية 59) (هذا فوج) أي جماعة 0 وفرقة (مقتحم معكم) أي شئ بعد شئ (لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار) لا مرحبا بمعنى لا أصبت رحبا أي سعة بمعنى لا اتسعت منازلهم في النار الفراء يذهب إلى أن الكلام معترض وأن المعنى قالوا لا
مرحبا بهم 58 - وقوله جل وعز (قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار) (آية 61) قال عبد الله بن مسعود يعني الحيات والأفاعي

(6/132)



59 - ثم قال جل وعز (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا) (آية 63 62) ويقرأ أتخذناهم على الاستفهام وفي القراءة الأولى قولان: أحدهما وهو قول الفراء أنها على التوبيخ والتعجب قال والعرب تأتي بالاستفهام في التوبيخ والتعجب ولا تأتي به والقول الآخر وهو قول أبي حاتم أن المعنى وقالوا ما لنا لا نرى رجالا اتخذناهم سخريا يجعله نعتا للرجال

(6/133)



ومعنى سخري وسخري بين عند أكثر أهل اللغة واحد إلا ابا عمرو فإنه زعم أن سخريا يسخرون منهم وسخريا يسخرونهم ويستذلونهم 60 - ثم قال جل وعز (أم زاغت عنهم الأبصار) (آية 63) روى ليث عن مجاهد وقالوا ما لنا لا نرى رجالا قال قال أبو جهل والوليد بن المغيرة ما لنا لا نرى رجالا ؟ قال قالوا أين سلمان أي خباب اين بلال أين عمار وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتخذناهم سخريا
فأخطأنا أمرهم في النار فزاغت أبصارنا عنهم

(6/134)



قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن أم للتسوية فصار المعنى على قوله أأخطأنا حديث أم لم نخطئ وقيل هي بمعنى (بل) والقراءة بوصل الألف بينة حسنة 61 - وقوله جل وعز (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) (آية 68) قال مجاهد يعني القرآن 62 - وقوله جل وعز (ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون) (آية 69) قال الحسن يعني الملائكة اختصموا كما أخبر تعالى عنهم بقوله (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من

(6/135)



طين) أي حين خلق آدم عليه السلام بيده قال أبو جعفر وفي الحديث يختصمون في الكفارات وهي إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال أبو جعفر الملأ في اللغة الأشراف الأفاضل كأنهم مليئون بما يسند إليهم وقد قيل يجوز أن يكون يعني بالملأ الأعلى ههنا الملائكة (إذ يختصمون) يعني قريشا لأن منهم من قال الملائكة بنات

(6/136)



الله جل وعز فأعلم الله جل وعز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك واعلمه أنهم عباده وأنهم (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) وقيل يجوز أن يراد بالملأ الأعلى ههنا أشراف قريش إذ يختصمون فيما بينهم فيوحي الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك والله اعلم بما أراد وأولى ما قيل فيه ما قاله ابن عباس والسدي وقتادة أن الملأ الأعلى ههنا الملائكة اختصموا في أمر آدم عليه السلام حين خلق فقالوا لا تجعل في الأرض خليفة 63 - ثم قال جل وعز (إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين) (آية 70)

(6/137)



يجوز أن يكون المعنى: إلا إنذار وأن يكون المعنى إلا بأنما أنا نذير مبين 64 - وقوله جل وعز (فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) (آية 74) قال الضحاك قال ابن عباس كان إبليس من أشراف الملائكة وكان خازن الجنان وكان أمينا على السماء الدنيا والأرض ومن فيهما فأعجبته نفسه ورأى أن له فضلا على الملائكة ولم يعلم بذلك أحد إلا الله جل وعز فلما أمر الله جل وعز الملائكة بالسجود لآدم امتنع وظهر تكبره

(6/138)



65 - وقوله جل وعز قال (فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) (آية 78) قال أبو جعفر ومعنى إلى يوم الدين إلى اليوم الذي يدان فيه الناس بأعمالهم قال أهل التفسير رجيم أي ملعون والمعنى مرجوم باللعنة 66 - وقوله جل وعز (قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) (آية 81) ومعناه إلى يوم الوقت المعلوم الذي لا يعلمه إلا الله جل وعز

(6/139)



67 - وقوله جل وعز (قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) (آية 85) ويقرأ بنصب الأول وحكى الفراء أنه يجوز الخفض في الأول قال أبو جعفر رفعه على ثلاثة معان أ - روي عن ابن عباس فأنا الحق ب - وروى أبان بن تعلب عن الحكم عن مجاهد قال فالحق مني وأقول الحق ج - والقول الثالث على مذهب سيبويه والفراء بمعنى فالحق لأملأن جهنم بمعنى فالحق أن أملأ جهنم وكذا يقول سيبويه في وقوله تعالى (ثم بدا لهم من بعد ما

(6/140)



رأوا الايات ليسجننه) والنصب بمعنى فالحق قلت وأقول الحق وقد قال أبو حاتم المعنى فالحق لأملأن أي فحقا لأملأن وقال قولا آخر وهو أن المعنى فاقول الحق والحق لأملأن والأولى في النصب القول الأول وهو مذهب أبي عبيدة والخفض بمعنى القسم حذف الواو ويكون الحق لله جل وعز وقد اجاز سيبويه الله لأفعلن إلا أن هذا أحسن من ذاك إلا ان الفاء ههنا تكون بدلا من الواو كما تكون بدلا من الواو في قوله: فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع * فالهيتها عن ذي تمائم محول

(6/141)



68 - وقوله جل وعز (قل ما أسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) (آية 86) قال ابن زيد أي لا أتخرص وأتكلف ما لم يأمرني الله جل وعز به 69 - وقوله جل وعز (ولتعلمن نباه بعد حين) (آية 88) أي ولتعلمن أن القرآن وما أو عدتم فيه حق وروى معمر عن قتادة (ولتعلمن نبأه بعد حين) قال بعد الموت
وقال السدي يوم بدر

(6/142)



وقال ابن زيد يوم القيامة والحين مبهم فهو مطلق يقع لكل وقت علموه فيه تمت بعونه تعالى سورة ص

(6/143)



تفسير سورة الزمر مكية وآياتها 75 آية

(6/145)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الزمر وهي مكية قال وهب بن منبه من أحب أن يعرف قضاء الله جل وعز في خلقه فليقرأ سورة الغرف قال مجاهد عن ابن عباس هي مكية إلا ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة صلوات الله على حمزة اسلم ودخل المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيق أن ينظر إليه فتوهم أن الله جل وعز لم يقبل إيمانه فأنزل الله جل وعز

(6/147)



(قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى آخر الثلاث الآيات 1 - من ذلك قوله جل وعز (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) (آية 1) يجوز ان يكون المعنى تنزيل الكتاب من عند الله
وأن يكون المعنى هذا تنزيل الكتاب 2 - ثم قال جل وعز (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين) (آية 2) أي بما حق في الكتب من إنزاله عليك ويجوز ان يكون المعنى ألزمك إياه بحقه عليك وعلى خلقه

(6/148)



وقيل المعنى يأمر بالعدل والحق 3 - ثم قال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين) (آية 2) أي لا تعبد معه غيره وحكى الفراء له الدين برفع الدين وهو خطأ من ثلاثة جهات: إحداها أن بعده (ألا لله الدين الخالص) فهو يغني عن هذا وأيضا فلم يقرأ به وأيضا فإنه يجعل مخلصا التمام والتمام عند رأس الآية أولى 4 - ثم قال جل وعز (ألا لله الدين الخالص) (آية 3) أي يعبد وحده لأن من الناس من له دين ولا يخلصه لله

(6/149)



جل وعز وروى معمر عن قتادة ألا لله الدين الخالص قال:
لا إله إلا الله 5 - ثم قال جل وعز (والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (آية 3) قال قتادة أي منزلة وقال الضحاك أي إلا ليشفعوا لنا قال أبو جعفر وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس ومجاهد (والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى

(6/150)



الله زلفى) وفي حرف أبي (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدكم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) قال أبو جعفر والحكاية في هذا بينة 6 - وقوله جل وعز (لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء) (آية 4) واتصال هذا بالأول يدل على أن هؤلاء ممن اتخذ من دون الله أولياء و (اصطفى) اختار 6 - وقوله جل وعز (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (آية 5)

(6/151)



قال قتادة أي يلقي هذا على هذا وهذا على هذا قال أبو جعفر اصل التكوير في اللغة اللف والجمع
ومنه كور العمامة ومنه (إذا الشمس كورت) 7 - وقوله جل وعز (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها) (آية 6) (ثم) ههنا تدل على أن الإخبار الثاني بعد الأول وقال قتادة (ثم جعل منها زوجها) حواء خلقها من ضلع من أضلاعه وقيل يكون خلقه الزوج مردودا على واحد أي على نفس

(6/152)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:18
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

وحدها ثم جعل منها زوجها 8 - ثم قال جل وعز (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) (آية 6) أي أصناف قال مجاهد من الإبل اثنين ومن البقر اثنين ومن الضان اثنين ومن المعز اثنين قال قتادة هي مثل التي في الأنعام 9 - ثم قال جل وعز (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) (آية 6) قال مجاهد والضحاك نطفة ثم علقة ثم مضغة حتى يتم الخلق

(6/153)



ثم قال تعالى (في ظلمات ثلاث) (آية 6) قال مجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك في ظلمة
الرحم وفي ظلمة المشيمة وفي ظلمة البطن وقيل في الصلب ثم في الرحم ثم في البطن وهذا مذهب ابي عبيدة والأول اصح 10 - وقوله جل وعز (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) (آية 7) أي يرضى الشكر لكم ودل تشكروا على الشكر 11 - وقوله جل وعز (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه) (آية Cool روى سعيد عن قتادة قال مخلصا

(6/154)



قال أبو جعفر يقال أناب إذا رجع وتاب 12 - وقوله جل وعز (ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل) (آية Cool أي أعطاه واباحه وكان أبو عمرو بن العلاء ينشد: هنالك إن يستخولوا المال يخولوا * وإن يسالوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا ثم قال (نسي ما كان يدعو إليه من قبل) (آية Cool أي نسي الذي كان يدعو الله جل وعز به من قبل ويجوز أن يكون المعنى نسي الله الذي كان يدعوه كما

(6/155)



قال تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد) وفي قوله تعالى (قل تمتع بكفرك قليلا) معنى التهديد 13 - وقوله جل وعز (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله)
(آية Cool قال السدي الأنداد من الرجال يطيعهم في المعاصي وقيل عبد الأوثان وهذا أولى بالصواب لأن ذلك في سياق عتاب الله عز وجل إياهم على عبادتها 14 - وقوله جل وعز (أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) (آية 9)

(6/156)



أي مصل والقنوت الطاعة قال الحسن وقتادة (آناء الليل) ساعاته أوله واوسطه وآخره قال أبو جعفر قال الأخفش قراءة من قرأ (أمن هو) ؟ بالتخفيف ضعيفة في العربية لأن الف الاستفهام لا يعتمد على ما قبلها قال أبو جعفر الذي قاله الأخفش حسن يدل عليه ان الذي في سورة النمل لم يقرأ إلا مثقلا ومعنى كلامه أن الكلام معتمد على ما قبله ليس له خبر وإنما دل عليه ما قبله لأنه قال جل وعز (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله)

(6/157)



فحذف الخبر لأن المعنى أمن هو مطيع كهذا أو أمن هو مطيع أفضل أم هذا وهذا موضع أم التي بمعنى بل كما قال:
أفتلك أم وحشية مسبوعة * خذلت وهادية الصوار قوامها وقوله: أذلك ام جاب يطارد آتنا * حملن فأدنى حملهن دروص ومن قرأ بالتخفيف فالخبر أيضا عنده محذوف وهو شئ غامض في العربية لا يأنس به إلا من درب بها كما قال: فأقسم لو شئ أتانا رسوله * سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

(6/158)



أي لدفعناه فعلى هذا يقع الحذف وقيل هو نداء أي يا من هو قائم آناء الليل 15 - وقوله جل وعز (يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) (آية 9) قرأ سعيد بن جبير (يحذر عذاب الآخرة) والمعنى واحد 16 - وقوله جل وعز (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) (آية 9) أي كما لا يستوي العالم والجاهل كذا لا يستوي المطيع والعاصي وقيل (الذين يعلمون) ما لهم في الطاعة وما عليهم في المعصية

(6/159)



ثم قال (إنما يتذكر أولو الألباب) أي العقول ولب كل شئ خالصه 17 - وقوله جل وعز (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض
الله واسعة) (آية 10) قيل الحسنة الجنة وقيل المعنى لهم حسنة في الدنيا أي ثناء حسن وطمأنينة بما لهم وقوله جل وعز (وأرض الله واسعة) (آية 10) قال مجاهد أي فهاجروا واعتزلوا الأوثان

(6/160)



18 - وقوله جل وعز (فاعبدوا ما شئتم من دونه) (آية 15) على الوعيد وهذا قبل الأمر بالقتال 19 - ثم قال جل وعز (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) (آية 15) أي خسروا أنفسهم بالتخليد في النار وأهليهم بأنهم لم يدخلوا الجنة فيكون لهم أهلون وروى معمر عن قتادة قال ليس أحد إلا وقد أعد الله له أهلا في الجنة إن اطاعه 20 - وقوله جل وعز (ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون) (آية 16) أي ذلك الذي وصف من العذاب 21 - وقوله جل وعز (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) (آية 17)

(6/161)



روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الطاغوت
الشياطين قال أبو جعفر وقد بينا هذا في سورة البقرة 22 - وقوله جل وعز (فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) (آية 18) في معنى هذا قولان: القول الأول قال الضحاك (يستمعون القول) القرآن و (أحسنه) ما أمر الله جل وعز به الأنبياء من طاعته فيتبعونه

(6/162)



والقول الآخر: أنهم يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن قال أبو جعفر القول الأول حسن والمعنى أنهم إذا سمعوا بالعقوبة والعفو عفوا ورأوا أن العفو افضل وغن كانت العقوبة لهم 23 - وقوله جل وعز (أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار) (آية 19) يقال كيف جئ باستفهامين وقد أجمع أهل العربية انه لا يجوز استفهامان في اسم وخبره ؟ ففي هذا جوابان: أحدهما ان العرب إذا طال الكلام كررت توكيدا وكذلك قال سيبويه في قول الله جل وعز (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) ؟ المعنى على هذا افمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت
تنقذه ؟ والكلام شرط وجوابه وجئ بالاستفهام ليدل على التوقيف والتقرير

(6/163)



قال الفراء المعنى أفأنت تنقذ من حقت عليه كلمة العذاب ؟ قال أبو جعفر وهذا والأول واحد والجواب الآخر أن في الكلام حذفا والمعنى افمن حق عليه كلمة العذاب يتخلص أو ينجو ؟ ثم حذف الجواب وكان ما بعده مستأنفا والمعنى افمن سبق في علم الله جل وعز انه يدخل النار ينجو أو يتخلص ؟ 24 - وقوله جل وعز (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) (آية 21) يروى ان كل ماء في الأرض فاصله من السماء

(6/164)



وقد يجوز ان يكون إنزاله إياه خلقه له وتكوينه بأمره وقوله تعالى (فسلكه) أي فادخله فجعله ينابيع جمع ينبوع يفعول من نبع ينبع (ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه) أي أخضر وأسود وأصفر وأبيض
(ثم يهيج فتراه مصفرا) أي يجف قال الأصمعي يقال للنبت إذا تم جفافه قد هاج يهيج هيجا (ثم يجعله حطاما) أي رفاتا 25 - ثم قال تعالى (إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب) (آية 21)

(6/165)



أي يفكرون فيذكرون ان هذا دال على توحيد الله جل وعز وقدرته 26 - وقوله جل وعز (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) (آية 22) في الكلام حذف والمعنى افمن شرح الله صدره فاهتدى كمن طبع على قلبه فلم يهتد ؟ وفي الحديث قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينشرح القلب ؟ قال نعم إذا أدخل الله فيه النور انشرح وانفسح قالوا فهل لذلك من علامة قال نعم ! ! التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود

(6/166)



والإعداد للموت قبل لقاء الموت 27 - ثم قال جل وعز (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين) (آية 22)
قيل معنى من وعن ههنا واحد قال أبو جعفر وليس هذا بشئ فمعنى (من) إذا تليت عليهم آياته قسوا كما قال تعالى (واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) وإذا قال عن فمعناه قست قلوبهم وجفت عن قبول ذكر الله

(6/167)



28 - وقوله جل وعز (والله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) (آية 23) روى الشعبي عن عون بن عبد الله قال قالوا يا رسول الله حدثنا فنزلت (الله نزل أحسن الحديث) قال قتادة (متشابها) أي لا يختلف قال أبو جعفر والمعنى انه يشبه يكون بعضه بعضا في الحكمة والحق كما قال جل وعز ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا 29 - ثم قال جل وعز (مثاني) (آية 23)

(6/168)



قال قتادة (مثاني) ثناه الله عز وجل قال أبو جعفر والمعنى ما تثنى فيه القصص والثواب والعقاب وقيل المثاني كل سورة فيها اقل من مائة آية أي تثنى في الصلاة
30 - ثم قال جل وعز (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) (آية 23) أي تقشعر من الآيات التي يذكر فيها العذاب ثم تلين إلى الآيات التي تذكر فيها الرحمة

(6/169)



31 - وقوله جل وعز (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) (آية 24) في الكلام حذف والمعنى أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنة ؟ قال مجاهد يخر على وجهه في العذاب يوم القيامة قال أبو جعفر ويروى أنه يلقى في النار مغلولا فلا يقدر ان يتقي النار إلا بوجهه 32 - وقوله جل وعز (قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) (آية 28) قال مجاهد أي غير ذي لبس قال أبو جعفر المعنى أنه مستقيم لا يخالف بعضه

(6/170)



بعضا لأن الشئ المعوج مختلف وقد روي عن ابن عباس (غير ذي عوج) غير مخلوق 33 - وقوله جل وعز (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء
متشاكسون) (آية 29) قال قتادة هو الكافر والشركاء هم الشياطين قال (ورجلا سلما) هو المؤمن يعمل لله وحده قال مجاهد والضحاك هذا مثل للحق والباطل والشركاء هم الأوثان

(6/171)



قال الفراء (متشاكسون) مختلفون قال أبو جعفر من قرأ (رجلا سالما) أخرجه على الفعل ومن قرأ سلما جعله مصدرا فمعناه ذا سلم 34 - وقوله جل وعز (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (آية 31) أي يخاصم المظلوم الظالم والمؤمن الكافر قال ابن عمر ما كنا ندري فيم نختصم حتى وقعت الفتنة فقلنا هو ذا وفي الحديث أن الزبير قال يا رسول الله اتختصم يوم القيامة بعدما كان بيننا قال نعم حتى يؤدي إلى كل ذي حق حقه قال إن الأمر إذا لشديد

(6/172)



35 - وقوله جل وعز (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) (آية 33) حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (والذي جاء
بالصدق) يقول جاء ب لا إله إلا الله (وصدق به) يعني برسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك هم المتقون يقول اتقوا الشرك وروى ابن عيينة عن منصور قال قلت لمجاهد يا أبا الحجاج ما معنى قوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) (آية 33) قال الذي جاء بالقرآن وصدق به

(6/173)



قال أبو جعفر وهذا يشبه القول الأول وهو قول أكثر أهل اللغة ويدل على صحته أن عبد الله بن مسعود قرأ (والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به أولئك هم المتقون) ف (الذي) ههنا و (الذين) واحد وقال الحسن هو المؤمن جاء بالصدق يوم القيامة وصدق به في الدنيا وبعض أهل اللغة بقول حذف من (الذين) النون لطول الاسم وبعضهم يقول (الذي) بمعنى (الذين)

(6/174)



وبعضهم يقول (الذي) واحد يؤدي عن معنى الجماعة قال أبو جعفر وهذا القول أصحها يكون (الذي) مثل من لأنه لا يقصد قصده وحقيقته ان المعنى والقبيل الذي جاء بالصدق وصدق به
وقد قيل في الآية غير هذا قال قتادة وأبو العالية الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وقيل النبي صلى الله عليه وسلم وعلي عليه السلام حدثنا علي بن سعيد قال حدثنا الحسين بن نصر حدثني أبي قال حدثنا عمر بن سعيد عن ليث عن مجاهد (والذي جاء بالصدق) محمد صلى الله عليه وسلم وصدق به علي بن أبي

(6/175)



طالب عليه السلام ونظير الذي جاء بالصدق في أنه واحد يؤدي عن جماعة قوله: وإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد وحذف النون وقوله: أبني كليب إن عمي اللذا * قتلا الملوك وفككا الأغلالا 36 - وقوله عز وجل (اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه) (آية 36) هذا يدل على النصر وأكثر الكوفيين يقرأ (بكاف)

(6/176)



عباده) والتوحيد أحسن لأنه يروى أنه يراد به النبي صلى الله عليه وسلم ويدل عليه (ويخوفونك بالذين من دونه) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأوثان قال قتادة أخذها خالد بن الوليد فأسا فجاء إلى
العزى ليكسرها فقال له قيمها إن سبلها لا يطاق فخف منها فجاء حتى كسر أنفها ويروى أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لئن لم تنته عن سبها لنأمرنها فلتخبلنك

(6/177)



قال مجاهد نزلت هذه الآية حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم عند باب الكعبة 37 - وقوله جل وعز (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون) (آية 39) قال مجاهد (على مكانتكم) أي على ناحيتكم قال أبو جعفر وهذا قول صحيح والمعنى على ناحيتكم التي اخترتموها وتمكنت عندكم (إني عامل) المعنى إني عامل على ناحيتي ثم حذف 38 - وقوله جل وعز (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) (آية 42) روى جعفر بن ابي المغيرة عن سعيد بن جبير قال تجمع أرواح الأحياء وأرواح الأموات فتعارف بينهما ما شاء الله فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجسادها

(6/178)



قال الفراء المعنى (والتي لم تمت في منامها) عند انقضاء أجلها قال وقد يكون توفاها نومها قال أبو جعفر وقيل المعنى الله يتوفى الأنفس حين
موتها بإزالة أنفسها وتمييزها ثم أضمر للثاني فعل لأنه مخالف للأول فالمعنى ويتوفى التي لم تمت في منامها بإزالة تمييزها فقط لأن النائم يتنفس قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا أن المعنى (يتوفى) و (يستوفي) واحد إذا انقضى الشئ كما يقال تبينت

(6/179)



واستبنت سعيد وتيقن واستيقن فالميت والنائم في هذا واحد ويدل عليه قوله (فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) 39 - وقوله جل وعز (أم اتخذوا من دونه شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شئا ولا يعقلون) (آية 43) قال قتادة قالوا إنما عبدناها بكر حتى تشفع لنا ثم قال جل وعز (أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون) (آية 43) قال سيبويه هذا باب الواو إذا دخلت عليها ألف الاستفهام وذلك قولك افلان قد عند فلان فيقول أهو ممن يكون عند فلان ؟ قال أبو العباس هذا على الاسترشاد أو على الإنكار وما جاء منه في القرآن فمعناه الإنكار والتقرير ووقوع الشئ

(6/180)



40 - ثم قال جل وعز (قل لله الشفاعة جميعا) (آية 44) كما قال تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) 41 - وقوله جل وعز (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين
لا يؤمنون بالآخرة) (آية 45) روى معمر عن قتادة قال (اشمأزت) استكبرت وكفرت وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال انقبضت قال أبو جعفر يقال اشمأز من كذا إذا نفر منه ويروى أنهم كانو إذا سمعوا من يقول لا إله إلا الله وحده نفروا وقالوا لم تذكر آلهتنا

(6/181)



42 - وقوله جل وعز (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) (آية 47) يروى أنهم عملوا أعمالا توهموا أنها تنفعهم فلم تنفعهم لأنهم كانوا مشركين 43 - وقوله جل وعز (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا) (آية 49) قال مجاهد (خولناه) أعطيناه قال أبو جعفر يقال خولته كذا أي أعطيته إياه تفضلا من غير جزاء 44 - وقوله جل وعز (قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون) (آية 49) قال مجاهد (إنما أوتيته على علم) أي على شرف وقال قتادة أي على خير عندي

(6/182)



قال أبو جعفر المعنى إن لي علما بالكسب إما بتجارة أو غيرها فقد علمت إني أوتي هذا ومن أحسن ما قيل فيه أن المعنى قد علمت إذا أوتيت هذا في الدنيا ان لي عند الله منزلة فرد الله جل وعز ذا عليه فقال (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون) الآية فعرف الله جل وعز انه ليس يعطي المال كل من له منزلة 45 - ثم قال جل وعز (بل هي فتنة) (آية 49) أي بل العطية فتنة يمتحن بها العبد ليظهر منه أيشكر أم يكفر ؟

(6/183)



46 - وقوله جل وعز (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) (آية 53) روى مجاهد عن ابن عباس قال نزلت في وحشي قاتل حمزة على حمزة السلام إلى تمام ثلاث آيات وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيق أن ينظر إليه فظن أن الله جل وعز لم يقبل منه إسلامه فنزلت هذه الايات الثلاث وروى إبراهيم التيمي عن ابن عباس أنه كان يقرأ (قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء) وقال نزلت في قاتل حمزة وذويه كذا قال

(6/184)



قال أبو جعفر وكذلك يروى أنه في مصحف ابن مسعود ومعنى (لا تقنطوا) لا تيأسوا قال قتادة (وأنيبوا إلى ربكم) أي أقبلوا واعملوا له 47 - وقوله جل وعز (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة) (آية 55) وكله حسن ففي هذا أقوال: أ - منها أن الله جل وعز قد أباح الانتصار بعد الظلم والعفو والعفو أحسن ب - ومنها أن الله جل وعز قد أخبر عن قوم أنهم أطاعوا وعن قوم أنهم عصوا فأمر أن نتبع الطاعة ج - ومنها أنه الناسخ د - ومنها أن يكون المعنى الحسن مما أنزل إليكم

(6/185)



و (بغتة) فجأة 48 - وقوله جل وعز (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) (آية 56) المعنى افعلوا هذا خوف أن تقول نفس وكراهة أن تقول نفس يا حسرتا والحسرة الندامة أي يلحق الإنسان ما يصير معه حسيرا أي معيبا وحرف النداء يدل على أنه شئ لازم أي يا حسرة هذا وقتك وهذا مذهب سيبويه قال مجاهد (في جنب الله) أي في أمر الله
قال أبو جعفر المعنى في جنب أمر الله على التمثيل

(6/186)



أي على الطريق الذي يؤدي إلى الحق وهو الإيمان 49 - وقوله جل وعز (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) (آية 59) (بلى) في كلام العرب إنما يقع بعد النفي وليس في الكلام نفي، ولكن فيه معناه، لان معنى (لو أن الله هداني) ما هداني الله وروى الربيع بن انس عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين وقراءة الأعمش بلى قد جاءته آياتي وهذا يدل على التذكير

(6/187)



والربيع بن أنس لم يلحق أم سلمة إلا أن القراءة جائزة لأن النفس تقع للمذكر والمؤنث وقد أنكر هذه القراءة بعضهم وقال يجب إذا كسر التاء أن يقول وكنت من الكوافر أو من الكافرات قال أبو جعفر وهذا لا يلزم ألا ترى ان قبله أن تقول نفس ثم قال وإن كنت لمن الساخرين ولم يقل من السواخر ولا من الساخرات والتقدير في العربية على كسر التاء واستكبرت وكنت من
الجميع الساخرين أو من الناس الساخرين أو من القوم الساخرين وقوم يقع للرجال والنساء إذا اجتمعوا وللرجال مفردين كما قال الشاعر: وما أدري وسوف إخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء

(6/188)



50 - وقوله جل وعز (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم) (آية 61) أي بنجائهم وفي من النار ويقرأ (بمفازاتهم) والتوحيد أجود لأن مفازة بمعنى الفوز 51 - وقوله جل وعز (له مقاليد السموات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون) (آية 63) روى سعيد عن قتادة قال مقاليد أي مفاتيح قال أبو جعفر ومعنى له مفاتح السموات والأرض هو خالق ما فيهما ومفتاح بابه بيده عز وجل ثم قال (والذين كفروا

(6/189)



بآيات الله أولئك هم الخاسرون) أي من زعم أن غيره خلق شيئا من هذا فقد خسر وكفر 52 - ثم أخبر أنه ينبغي أن يعبد وحده فقال بعد البراهين (قل أفغير الله تأمروني أعبد ايها الجاهلون) ؟ (آية 64) أي افغير الله أعبد في أمركم ؟ هذا قول سيبويه
53 - وقوله جل وعز (وما قدروا الله حق قدره) (آية 67) قال أبو جعفر أبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى وما عرفوا الله حق معرفته وفي معناه قول آخر وهو أن يكون التقدير وما قدروا نعم

(6/190)



الله ثم حذف كما قال سبحانه (واسأل القرية) 54 - ثم قال جل وعز (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) (آية 67) قال الضحاك هذا كله في يمينه قال أبو جعفر معنى والأرض جميعا قبضته يوم القيامة أي يملكها كما تقول هذا في قبضتي قال محمد بن يزيد معنى بيمينه بقوته وأنشد: إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين أي بالقوة

(6/191)



55 - وقوله جل وعز (ونفخ في الصور) (آية 68) في معناه قولان: أحدهما أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الصور فقال هو قرن ينفخ فيه وروى معمر عن قتادة في قوله ونفخ في الصور قال في صور الناس أجمعين قال أبو جعفر هذا ليس بمعروف والمستعمل في جمع صورة
صور ولم يقرأ أحد ونفخ في الصور 56 - ثم قال تعالى (فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) (آية 68)

(6/192)



روى سعيد عن قتادة (فصعق) فمات وروى عاصم عن عيسى المدني قال سمعت علي بن حسين يسال كعب الأحبار عن قوله تعالى فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فقال كعب: جبرائيل وميكائيل واسرافيل ملك الموت وحملة العرش ثم يميتهم الله بعد وروى محمد بن إسحاق عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقوله تعالى فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال جبرائيل وميكائيل

(6/193)



وحملة العرش وملك الموت وإسرافيل وفي هذا الحديث أن آخرهم موتا جبرائيل صلى الله عليه وسلم وقال سعيد بن جبير إلا من شاء الله هم الشهداء متقلدي السيوف عند العرش قال أبو جعفر وهذا ليس بناقض للأول وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (ينفخ في الصور فأكون أول من قام فإذا موسى صلى الله عليه وسلم فلا أدري اقام قبلي أم هو ممن استثى الله)
57 - وقوله جل وعز (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) (آية 68) روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بين النفختين أربعين

(6/194)



قال الحسن لا أدري اهي أربعون سنة أم أربعون شهرا أم أربعون ليلة أم أربعون ساعة ؟ 58 - وقوله جل وعز (وأشرقت الأرض بنور ربها) (آية 69) يبين هذا الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة صحاح تنظرون إلى الله جل وعز لا تضامون في رؤيته وهو يروى على أربعة أوجه لا تضامون ولا تضارون ولا تضارون ولا تضامون فمعنى تضامون لا يلحقكم ضيم كما يلحق في الدنيا في النظر إلى الملوك ولا تضارون لا يلحقكم ضير ولا تضامون لا ينضم بعضكم إلى بعض ليساله ان يريه

(6/195)



ولا تضارون لا يخالف بعضكم بعضا يقال ضاررته مضارة وضرارا أي خالفته 59 - وقوله جل وعز (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت ابوابها) (آية 73)
الكوفيون يذهبون إلى ان الواو زائدة وهذا خطأ عند البصريين لأن الواو تفيد معنى العطف ولا يجوز أن تزاد

(6/196)



قال محمد بن يزيد المعنى حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها سعدوا 60 - وقوله جل وعز (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (آية 73) قال أبو إسحاق المعنى طبتم فادخلوها خالدين دخلوا وحذف هذا لعلم السامع وقيل معنى طبتم طبتم في الدنيا وروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال يغتسلون من نهر في الجنة ويشربون منه فلا يبقى في أجوافهم خبث ولا غل إلا خرج

(6/197)



61 - وقوله جل وعز (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) (آية 74) قال قتادة يعني أرض الجنة 62 - وقوله جل وعز (وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) (آية 75) فختم بالحمد كما بدأ به انتهت سورة الزمر

(6/198)



تفسير سورة غافر مكية وآياتها 85 آية

(6/199)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:20
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم سورة غافر وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) (آية 2 1) روى معمر عن قتادة قال (حم) اسم من أسماء القرآن وقيل معنى (حم) حم الأمر وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال (آلر) و (حم) و (نون) حروف الرحمن جل وعز مقطعة

(6/201)



وقرا عيسى بن عمر (حاميم تنزيل) والمعنى على قراءته أتل حاميم ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين والمعنى هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم 2 - ثم قال جل وعز (غافر الذنب وقابل التوب) (آية 3) ويجوز أن يكون التوب جمع توبة كما قال: فيخبو ساعة ويهب ساعا ويجوز ان يكون التوب بمعنى التوبة 3 - ثم قال جل وعز (شديد العقاب ذي الطول) (آية 3)

(6/202)



روى ابن أبي نجيح (ذي الطول) قال ذي الغنى وروى سعيد عن قتادة قال ذي النعمة قال أبو جعفر الطول في اللغة الفضل والاقتدار يقال لفلان على فلان طول واللهم طل علينا برحمتك وروى علي بن ابي طلحة عن ابن عباس (ذي الطول) قال ذي السعة والغنى 4 - وقوله جل وعز (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد) (آية 4) قال قتادة أي فلا يغررك إقبالهم وإدبارهم وتصرفهم في أسفارهم قال أبو جعفر مثله قوله جل وعز لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل

(6/203)



والمعنى لا يغرنك سلامتهم وأناة الله لهم فإن عاقبتهم مذمومة ومصيرهم إلى النار 5 - ثم بين ان ذلك كان سبيل من قبلهم فقال (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) (آية 5) وهم ثمود وعاد وقوم لوط ومن كان مثلهم 6 - وقوله جل وعز (وهمت كل أمة برسولهم لياخذوه) (آية 5) روى معمر عن قتادة قال ليأخذوه فيقتلوه
قال أبو جعفر ويبين هذا قوله تعالى (فأخذتهم) أي أهلكتهم ويقال للأسير أخيذ 7 - وقوله جل وعز (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) (آية 6) أي بقوله (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)

(6/204)



قال قتادة حق عليهم العذاب بكفرهم 8 - ثم أخبر أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين فقال (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) (آية 7) روى معمر عن قتادة (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك) قال تابوا من الشرك واتبعوا طاعتك 9 - ثم قال جل وعز (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) (آية Cool يروى ان عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار ما جنات عدن ؟ قال قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل قال أبو جعفر العدن في اللغة الإقامة وقد عدن

(6/205)



بالمكان اقام به 10 - وقوله جل وعز (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) (آية 9) (وقهم السيئات) قال قتادة أي العذاب (ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) قال العذاب 11 - وقوله جل وعز (إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون) (آية 10) في الكلام تقديم وتأخير وقد بينه أهل التفسير قال الحسن يعطون كتابهم فإذا نظروا في سيئاتهم مقتوا أنفسهم فينادون لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان

(6/206)



فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم وقال مجاهد إذا عاينوا أعمالهم السيئة مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار 12 - وقوله جل وعز قالوا (ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين) (آية 11) روى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال هي مثل قوله تعالى (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) قال أبو جعفر المعنى على هذا في أمتنا اثنتين خلقتنا أمواتا أي نطفا ثم أحييتنا ثم أمتنا ثم أحييتنا للبعث

(6/207)



وقيل إحدى الحياتين وإحدى الموتتين الإحياء في القبر ثم الموت وأنهم لم يعنوا حياتهم في الآخرة 13 - وقوله جل وعز (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم) (آية 14) أي كذبتم (وإن يشرك به تؤمنوا) أي تصدقوا 14 - وقوله جل وعز (يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) (آية 15) روى عكرمة عن ابن عباس قال (الروح) النبوة وروى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال (الروح) الوحي وروى معمر عن قتادة يلقي الروح قال الوحي

(6/208)



والرحمة قال أبو جعفر يلقي الوحي على من يختص من عباده وسمي الوحي روحا لأن الناس يحيون به أي يهتدون والمهتدي حي والضال ميت على التمثيل ومنه يقال لمن لم يفقه إنما أنت ميت وقال الله تعالى (فإنك لا تسمع الموتى) 15 - ثم قال جل وعز (لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون) أي لينذر الذي يوحى إليه ويجوز أن يكون المعنى لينذر الله يوم التلاق قال قتادة أي يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض ويلتقي
الأولون والآخرون

(6/209)



(يوم هم بارزون) قال قتادة أي لا يسترهم جبل ولا شئ 16 - ثم قال جل وعز (لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم) (آية 16) أي يقال هذا روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال (يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله جل وعز عليها قط فأول ما يقال (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) ثم أول ما ينظر من الخصومات في الدماء فيحضر القاتل والمقتول فيقول سل هذا لم قتلني فإن قال قتلته لتكون العزة لفلان قيل للمقتول اقتله كما قتلك وكذلك إن قتل جماعة أذيق القتل

(6/210)



كما أذاقهم في الدنيا قال (لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) 17 - وقوله جل وعز (وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) (آية 18) قال مجاهد وقتادة أي القيامة قال الكسائي يقال أزف الشئ يأزف أي دنا واقترب قال أبو جعفر قيل للقيامة الآزفة لقربها وإن بعدت عن الناس ومنه يقال أزف رحيل فلان
18 - ثم قال جل وعز (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) (آية 18) قال قتادة شخصت من صدورهم فنشبت في حلوقهم فلم

(6/211)



تخرج ولم ترجع وقال غيره تزحزحت فلا قلوبهم من الفزع فلم تخرج فيستريحوا ولم ترجع ثم قال تعالى (كاظمين) أي مغتاظين ولا شئ يزيل غيظهم يقال كظم البعير بجرته إذا رددها في حلقه وكظم غيظه إذا حبسه 19 - ثم قال جل وعز (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (آية 18) أي ليس لهم شفيع مطاع قال الحسن استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه فإذا راى الكفار ذلك قالوا (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) 20 - ثم قال جل وعز (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور) (آية 19)

(6/212)



قال ابن عباس هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه اصحابه غض بصره فإذا رأى منهم غفلة تدسس فإذا نظروا إليه غض بصره وقد علم الله جل وعز منه أن بوده أن لو نظر إلى عورتها
وقال جرير بن عبد الله سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أغض بصري 21 - وقوله جل وعز (وآثارا في الأرض) (آية 21) قال مجاهد هو مشيهم وتاثيرهم في الأرض 22 - وقوله جل وعز (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) (آية 23) (بآياتنا) أي بالعلامات التي تدل على رسالته نحو

(6/213)



العصا وما أشبهها (وسلطان مبين) أي وحجة مبينة 23 - ثم أعلم جل وعز انهم ردوا الايات التي يعجز عنها المخلوقون بان قالوا ساحر كذاب (فقالوا ساحر كذاب) (آية 24) 24 - ثم قال جل وعز (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم) (آية 25) روى معمر عن قتادة قال هذا بعد القتل الأول 25 - ومعنى (إني أخاف أن يبدل دينكم أو ان يظهر في الأرض الفساد) (آية 26) قال أبو جعفر أخاف ان يكون أحد الأمرين إما ان يذهب دينكم البتة وإما أن يستميل فيفسد عليكم ويحاربكم ويقرأ (وأن يظهر في الأرض الفساد) أي أخاف

(6/214)



الأمرين جميعا
26 - وقوله جل وعز (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) (آية 28) يجوز أن يكون المعنى وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون على التقديم والتأخير ويجوز أن يكون المعنى وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) أي لأن يقول (وإن يك كاذبا فعليه كذبه) أي لا يضركم منه شئ 27 - وقوله جل وعز (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) (آية 28) هذه آية مشكلة لأن كل ما وعد به نبي كان فهذا موضع كل

(6/215)



ففيها أجوبة: أ - منها أن بعضا بمعنى كل وهذا مذهب أبي عبيدة وأنشد: أو يرتبط بعض النفوس حمامها وهذا قول مرغوب عنه لن فيه بطلان البيان ب - قال أبو إسحاق في هذا إلزام الحجة للمناظر أن يقال أرأيت إن أصابك بعض ما اعدك أليس فيه هلاكك فالمعنى إن لم يصبكم إلا بعض ما وعدكم موسى هلكتم قال ومثله قول الشاعر: قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل

(6/216)



أي أقل أحوال المتأني أن يدرك بعض حاجته ج - وقيل ليس في قوله (يصبكم بعض الذي يعدكم) نفي للكل د - وقيل الأنبياء صلى الله عليهم يدعون على قومهم فيقولون اللهم اخسف بهم اللهم أهلكهم في أنواع من الدعاء فيصيبهم بعض ذلك ه - وفي الاية جواب خامس وهو أن موسى صلى الله عليه وسلم وعدهم بعذاب الدنيا معجلا إن كفروا وبعذاب الآخرة وإنما يلحقهم في الدنيا ما وعدهم به فيها وعذاب الآخرة مؤخر فعلى هذا يصيبهم بعض الذي يعدهم ثم قال جل وعز (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) (آية 28)

(6/217)



أي كافر وقال قتادة أي أسرف على نفسه بالشرك وقال السدي وهو صاحب الدم 29 - وقوله جل وعز قال (فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) (آية 29) روي عن معاذ بن جبل أنه قرا سبيل الرشاد بتشديد الشين وقال سبيل الله جل وعز قال أبو جعفر وهذا عند أكثر أهل اللغة العربية لحن لأنه

(6/218)



إنما يقال أرشد يرشد ولا يكون فعال من أفعل إنما يكون من الثلاثي وإن اردت التكثير من الرباعي قلت مفعال قال أبو جعفر يجوز أن يكون رشاد بمعنى يرشد لا على أنه مشتق منه ولكن كما يقال لأال من اللؤلؤ فهو بمعناه وليس جاريا عليه ويجوز ان يكون رشاد من رشد يرشد أي صاحب رشاد كما قال: كليني لهم يا أميمة ناصب 30 - وقوله جل وعز (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب) (آية 30) قال قتادة هم قوم نوح وعاد وثمود

(6/219)



31 - وقوله جل وعز (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) (آية 32) وقرأ الضحاك يوم التناد بتشديد الدال قال أهل العربية هذا لحن لأنه من ند يند إذا مر على وجهه هاربا كما قال الشاعر: وبرك هجود قد اثارت مخافتي * نواديها اسعى بعضب مجرد قال ولا معنى لهذا في القيامة قال أبو جعفر هذا غلط والقراءة به حسنة روى صفوان ابن عمرو عن عبد الله بن خالد قال يظهر للناس يوم القيامة

(6/220)



عنق من نار فيولون هاربين منها حتى تحيط بهم فإذا أحاطت بهم قالوا أين المفر ثم أخذوا في البكاء حتى تنفد الدموع فيكون دما ثم تشخص أبصار الكفار فذلك قوله تعالى (مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم) ويروي أنه إذا أمر بهم إلى النار ولوا هاربين منها ولو لم يكن في الاحتجاج بالقراءة إلا قوله تعالى (يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم) لكفى فأما معنى التخفيف فقال قتادة في قوله (إني أخاف عليكم يوم التناد) قال يوم ينادى كل قوم بأعمالهم وينادي أهل الجنة أهل النار وقال عبد الله بن خالد إذا حشر الناس يوم القيامة نادى

(6/221)



بعضهم بعضا حتى يظهر لهم عنق من النار فيولون هاربين 32 - ثم قال تعالى (ما لكم من الله من عاصم) (آية 33) قال قتادة أي من ناصر 33 - ثم قال جل وعز (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) (آية 34) أي من قبل موسى بالبينات أي بالآيات المعجزات (فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) (آية 34)
أي ظننتم ان الحجة لا تقام عليكم بعده (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) أي مثل هذا الضلال يضل الله من هو مسرف مرتاب

(6/222)



34 - ثم قال جل وعز (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) (آية 35) على البدل من (من) ومعنى (كبر مقتا) كبر الجدال مقتا 35 - ثم قال جل وعز (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (الآية 35) وفي قراء عبد الله بن مسعود (على قلب كل متكبر جبار) ومعنى هذه القراءة كمعنى الأولى كما يقال أنا أكلم فلانا يوم كل جمعة وكل يوم جمعة

(6/223)



فأما التنوين فإنه يقال قلب متكبر أي صاحبه متكبر 36 - وقوله جل وعز (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) (آية 36) أي قصرا وكل بناء عظيم صرح (لعلي أبلغ الأسباب) (آية 36) قال قتادة أي الأبواب والسبب في اللغة ما يؤدي إلى الشئ فالمعنى لعلي أبلغ ما
يؤدي إلى السموات 37 - وقوله جل وعز (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) (آية 37) ويقرأ وصد عن السبيل وهو اختيار أبي عبيد

(6/224)



وروي عن ابن أبي إسحاق (وصد عن السبيل) قال أبو جعفر وأحسنها (وصد عن السبيل) كما قال تعالى (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) وقول أبي عبيد في اختياره ليس بشئ لأن من قرأه بالضم فالمعنى عنده على ما ذكر أبو حاتم وصده الشيطان عن السبيل كما قال (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل) المستقيمة 38 - ثم قال جلا وعز (وما كيد فرعون إلا في تباب) (آية 37) قال مجاهد وقتادة أي في خسار قال أبو جعفر من هذا قوله جل وعز (تبت يدا أبي لهب)

(6/225)



وقوله (وما زادوهم غير تتبيب) 39 - وقوله جل وعز (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها) (آية 40) قال قتادة يعني شركا 40 - وقوله جل وعز (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة)
(آية 41) قال مجاهد إلى الإيمان بالله عز وجل 41 - وقوله جل وعز (لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة) (آية 43) قال مجاهد يعني الأوثان

(6/226)



قال أبو جعفر قال الخليل معنى (لا جرم) حقا وقد جرم الشئ أي حق وأنشد: ولقد طعنت ابا عيينة طعنة * جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا قال أبو جعفر فأما دخول لا على جرم فلتدل على انه جواب لكلام وأنه ليس مستأنفا فالمعنى وجب بطلان ما تدعونني إليه أي ليس له استجابة دعوة تنفع 42 - وقوله (وأن المسرفين هم أصحاب النار) (آية 43) قال عبد الله بن مسعود هم السفاكون للدماء وكذلك قال

(6/227)



عطاء ومجاهد 43 - وقوله جل وعز (فوقاه الله سيئات ما مكروا) (آية 45) قال قتادة كان رجلا من القبط فنجاه الله مع بني إسرائيل 44 - وقوله جل وعز (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) (آية 46)
يقال كيف يعرضون عليها غدوا وعشيا وهم من أهلها ؟ فالجواب عن هذا ما قاله عبد الله بن مسعود قال ارواح آل فرعون في أجواف طير سود تعرض كل يوم على النار مرتين يقال هذه داركم

(6/228)



وروى شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت ميمون بن ميسرة يقول كان أبو هريرة إذا أصبح ينادي أصبحنا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار وإذا أمسى نادى امسينا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار فلا يسمع ابا هريرة أحد إلا تعوذ بالله من النار وقال مجاهد في قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) قال من أيام الدنيا قال الفراء ليس في القيامة غدو ولا عشي ولكن مقدار ذلك قال أبو جعفر التفسير على خلاف ما قال الفراء وذلك أن التفسير على أن هذا العرض إنما هو في أيام الدنيا

(6/229)



والمعنى ايضا بين أنه على ذلك لأنه قال جل وعز (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) ثم دل على أن هذا قبل يوم القيامة بقوله (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) فدل على أن الأول بمنزلة عذاب القبر 45 - وقوله جل وعز (ويوم يقوم الأشهاد) (آية 51)
قال معمر عن قتادة الملائكة قال أبو جعفر واحدهم شاهد كما يقال صاحب وأصحاب ويجوز أن يكون جمع شهيد كشريف وأشراف

(6/230)



46 - وقوله جل وعز (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه) (آية 56) مثل قوله (واسال القرية) المعنى ما هم ببالغي إرادتهم فيه لأن الكبر شئ قد أتوه فهذا لا يشكل وقد قيل الكبر ههنا العلو على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك إرادتهم ولم يبلغوه فأما إرادتهم في الأول فالجدال في آيات الله جل وعز حتى يبطلوها ولم يبلغوا ذلك وقيل إنما يراد بذا اليهود تكبروا وتوقفوا وقالوا حتى يخرج الدجال ونكون معه فأعلم الله جل وعز أن هذه الفرقة من اليهود لا تلحق الدجال واستشهد صاحب هذا القول بقوله (فاستعذ بالله)

(6/231)



وقوله جل وعز (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (آية 60) روى يسيع الكندي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون
جهنم داخرين) قال أبو عبيدة داخرين صاغرين 48 - وقوله جل وعز (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون) (آية 71) وقرئ (والسلاسل يسحبون)

(6/232)



وفي قراءة أبي (بالسلاسل يسحبون) وأجاز الفراء (والسلاسل يسحبون) قال أبو جعفر من قرأ (والسلاسل يسحبون) فالمعنى عنده يسحبون السلاسل وهي قراءة ابن عباس قال وذلك اشد عليهم يكلفون أن يسحبوها ولا يطيقون ومن قرأ (والسلاسل يسحبون) فالتمام عنده (والسلاسل) ثم ابتدأ فقال (يسحبون في الحميم) قال الفراء والسلاسل بالخفض محمول على المعنى لأن المعنى أعناقهم في الأغلال والسلاسل كما حمل على المعنى قوله:

(6/233)



قد سالم الحيات منه القدما * الأفعوان والشجاع الشجعما 49 - ثم قال جل وعز (ثم في النار يسجرون) (آية 72) قال مجاهد أي توقد بهم النار قال أبو جعفر يقال سجرت الشئ أي ملاته ومنه (والبحر المسجور) فالمعنى على هذا تملأ بهم النار وقال الشاعر يصف
وعلا: إذا شاء طالع مسجورة * ترى حولها النبع والساسما أحمد

(6/234)



أي عينا مملوءة 50 - وقوله جل وعز (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق) (آية 75) بين هذا بقوله سبحانه (فرحوا بما عندهم من العلم) 51 - ثم قال جل وعز (وبما كنتم تمرحون) (آية 75) قال مجاهد أي تبطرون وتأشرون 52 - وقوله جل وعز (الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون) (آية 79) أي الإبل قال قتادة في قوله تعالى (ولتبلغوا عليها حاجة في

(6/235)



صدوركم) الرحلة من بلد إلى بلد وقال مجاهد أي حاجة كانت 53 - وقوله جل وعز (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) (آية 83) أي رضوا به قال مجاهد قالوا نحن أعلم منكم لن تبعث ولن نحيا بعد الموت قال مجاهد (وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون)
(آية 83) أي ما جاءت به الرسل الحق

(6/236)



54 - وقوله جل وعز (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده) (آية 85) قال قتادة أي إنهم إذا رأوا العذاب آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم 55 - ثم قال تعالى (وخسر هنالك الكافرون) (آية 85) وقد كانوا قبل ذلك خاسرين لأنه تبين خسرانهم بأن لحقهم العذاب ولم يقبل إيمانهم انتهت سورة غافر

(6/237)



تفسير سورة فصلت مكية وآياتها 54 آية

(6/239)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة فصلت وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (حم تنزيل من الرحمن الرحيم (آية 1، 2) الخبر عند البصريين (كتاب فصلت آياته) (آية 3) وقال بعض الكوفيين هذا كتاب (فصلت آياته) أي أنزلت متفرقة وقال الحسن فصلت بالوعيد وقال مجاهد (فصلت) فسرت
وقال قتادة بين حلالها وحرامها والطاعة والمعصية

(6/241)



2 - ثم قال جل وعز (قرآنا عربيا لقوم يعلمون) (آية 3) (قرآنا عربيا) أي في حال الإجتماع (لقوم يعلمون) أي لمن يعلم العربية (بشيرا ونذيرا) نعت للقرآن 3 - وقوله جل وعز (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) (آية 5) أي في أغطية أي ليست تعي ما تقول والوقر الصمم 4 - ثم قال جل وعز (ومن بيننا وبينك حجاب فأعمل إننا عاملون) (آية 5) حجاب أي حاجز

(6/242)



وهو يزيد على معنى (قلوبنا في أكنة) لأن معنى (قلوبنا في أكنة) أي ليس نجيبك إلى شئ مما تدعونا إليه ثم قال (فاعمل إننا عاملون) أي فاعمل في هلاكنا فإنا عاملون على مثل ذلك ويجوز أن يكون المعنى فاعمل بدينك فإننا عاملون بديننا 5 - وقوله جل وعز (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة) (آية 7) قيل أي لا يؤمنون

(6/243)



وقال قتادة الزكاة فطرة الإسلام فمن أداها برئ ونجا ومن لم يؤدها هلك 6 - وقوله جل وعز (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) (آية Cool قال مجاهد أي غير محسوب قال أبو جعفر يقال مننت الشئ فهو ممنون ومنين إذا قطعته كما قال: فترى خلفها من الرجع والوقع * منينا كأنه أهباء يعني بالمنين بعد الغبار المنقطع الضعيف ويجوز أن يكون المنون يمن به 7 - وقوله جل وعز (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) (آية 9)

(6/244)



روى سفيان عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس وابن أبي ذيب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن عبد الله بن سلام قالا وهذا معنى قولهما ابتدأ الله جل وعز بخلق الأرضين يوم الأحد فخلق سبع أرضين في يوم الأحد ويوم الاثنين ثم (جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقوائها) يقول أرسى الجبال وشق الأنهار وغرس الأشجار وجعل المنافع في يومين يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء (ثم استوى إلى السماء) فخلقها سبع سموات في يوم
الخميس ويوم الجمعة قال ابن عباس ولذلك سميت يوم الجمعة لأنه اجتمع فيها الخلق

(6/245)



قال عبد الله بن سلام قضاهن سبع سموات في آخر ساعة من يوم الجمعة ثم خلق فيها آدم على عجل وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة قال أبو جعفر معنى (وبارك فيها) على قولهما شق أنهارها وغرس أشجارها وقيل معنى (بارك فيها) أكثر فيها من الأوقات وقيل معناه كما يقال باركت عليه أي قلت بورك فيك 8 - قال عكرمة في قوله تعالى (وقدر فيها أوقاتها) (آية 10) جعل اليماني باليمن والسابري بسابور

(6/246)



قال أبو جعفر فالمعنى على هذا جعل فيها ما يتعايش به ويتجر فيه وقيل (أقواتها) ما يتقوت ويؤكل وقول ابن عباس وابن سلام يحتمل المعنيين والله أعلم 9 - ثم قال جل وعز (في أربعة أيام سواء للسائلين) (آية 10) المعنى في تتمة أربعة أيام (سواء) أي استوت استواء وقال الفراء هو متعلق بقوله (وقدر فيها أقواتها)
سواء وقرأ الحسن (سواء) بالخفض أي في أربعة أيام مستوية تامة وبالاسناد الأول عن ابن عباس في قوله تعالى (للسائلين) قال من سألك فقال لك في كم خلق الله السموت والأرض فقل

(6/247)



له في هذا قال أبو جعفر فالمعنى على هذا القول جوابا للسائلين وفيه قول آخر وهو أن المعنى وقدر فيها أقواتها للسائلين أي للمحتاجين أي لمن سأل لأن الناس يسألون أقواتهم وهذا مذهب ابن زيد قال قدر ذلك ى قدر مسائلهم علم ذلك 10 - وقوله جل وعز (ثم استوى إلى السماء) (آية 11) دل على أن خلق السماء بعد خلق الأرض وقد قال في موضع آخر (والأرض بعد ذلك دحاها) ؟ ففي هذا أجوبة: روى هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال خلق الله الأرض أول ثم خلق السماء ثم دحا الأرض والماء بعد

(6/248)



ذلك قال (دحا) أي بسط وقيل المعنى ثم أخبركم بهذا كما قال جل وعز (ثم كان من الذين آمنوا) وهو في القرآن كثير وقيل (ثم) ههنا بمعنى الواو وهذا لا يصح ولا يجوز
والجوابان حسنان جيدان 11 - وقوله جل وعز (فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) (آية 11) في هذا أجوبة:

(6/249)



أ - منهما أن الله جل وعز جعل فيهما ما يميزان ويجيبان عما قيل لهما ب - وقال محمد بن يزيد هذا إخبار عن الهيئة أي صارتا في هيئة من قال أي هو كما قال امتلأ الحوض وقال قطني أي حسبي أي صار في هيئة من يقول وقيل أخبرنا الله عز وجل بما نعرف من سرعة الإجابة وقد علمنا أنه ليس شئ اسرع من أن يقال للإنسان افعل فيقول قد فعلت فاخبر الله جل وعز عن إجابة السموات والأرض إلى أمره جل وعز فأما قوله تعالى (طائعين) ولم يقل طائعات فقال فيه الفراء معناه أتينا بمن فينا طائعين

(6/250)



قال أبو جعفر الأحسن في هذا وهو مذهب جلة النحويين أنه جل وعز لما أخبر عنها بأفعال ما يعقل جاء فيها بما يكون لمن يعقل كما في قوله تعالى (والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)
فأما الكسائي فأجاز في كل شئ أن يجمع بالواو والنون والياء والنون وهذا لا يعرج عليه 12 - وقوله جل وعز (فقضاهن سبع سموات في يومين) (آية 12) (فقضاهن) أي أحكمهن كما قال الشاعر: وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع 13 - وقوله جل وعز (وأوحى في كل سماء أمرها) (آية 12)

(6/251)



روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ما أمر وما أراده وروى سعيد عن قتادة قال خلق شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها قال أبو جعفر القولان متقاربان وكأن المعنى والله أعلم وأوحى في كل سماء إلى الملائكة بما أراد من أمرها 14 - ثم قال جل وعز (وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا) (آية 12) أي وحفظناها حفظا من الشياطين بالكواكب والمعنى ائنكم لتكفرون بمن هذه قدرته وتجعلون له أمثالا

(6/252)



مما تنحتون بأيديكم ؟ 15 - ثم قال جل وعز (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) (آية 13) أي فإن أعرضوا عن التوحيد وما جئت به (فقل أنذرتكم
صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) أي انذرتكم أن ينزل بكم عذاب كما نزل بهم (إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم) يعني من جاء قبلهم كما قال تعالى (مصدقا لما بين يديه) ثم قال (ومن خلفهم) فيه قولان: أحدهما أن المعنى ومن بعد كونهم

(6/253)



والقول الآخر أن يكون الضمير يعود على الرسل 16 - وقوله جل وعز (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) (آية 16) روى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال شديدة السموم وروى معمر عن قتادة قال باردة قال أبو جعفر قول قتادة ابين وكذا قال عطاء لأن (صرصرا) مأخوذ من صر والصر في كلام العرب البرد كما قال الشاعر: لها غدر كقرون النساء * ركبن في يوم ريح وصر وليس القولان بمتناقضين لأن لأنه يروى أنها كانت ريحا باردة

(6/254)



تحرق كما تحرق النار وقد قال أبو عبيدة (صرصر) شديدة الصوت عاصف وقد روي عن مجاهد شديدة الشؤم 17 - ثم قال جل وعز (في أيام نحسات) (آية 16)
قال مجاهد أي مشائيم وقال قتادة مشئومات نكدات 18 - وقوله جل وعز (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) (آية 17)

(6/255)



روى علي بن ابي طلحة عن ابن عباس قال بينا لهم قال أبو جعفر بينا لهم الخير والشر قال سبحانه (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) وكما قال تعالى (وهديناه النجدين) قال علي بن أبي طالب الخير والشر و (الهون) الهوان 19 - وقوله جل وعز (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) (آية 19) قال أبو الأحوص وأبو رزين ومجاهد وقتادة أي يحبس أولهم على آخرهم

(6/256)



قال أبو الأحوص فإذا تكاملت العدة بدئ بالأكابر فالأكابر جرما قال أبو جعفر يقال وزعه يزعه ويزعه إذا كفه ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن ومنه لا بد للناس من وزعة 20 - وقوله جل وعز (حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم
وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) (آية 20) قال الفراء الجلد ههنا والله أعلم الذكر كني عنه كما قال تعالى (أو جاء أحد منكم من الغائط) والغائط: الصحراء قال أبو جعفر وقال غيره هو الجلد بعينه وروى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال يجادل المنافق عند الميزان ويدفع الحق ويدعي الباطل فيختم على فيه ثم

(6/257)



تستنطق جوارحه فتشهد عليه ثم يطلق عنه فيقول بعدا لكن وسحقا إنما كنت أجادل عنكن 21 - وقوله جل وعز (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ) (آية 21) هذا تمام الكلام 22 - ثم قال (وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) (آية 21) وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى (وما كنتم تستترون) قال تتقون

(6/258)



قال أبو جعفر المعنى وما كنتم تستترون من أن يشهد عليكم سمعكم قال عبد الله بن مسعود كنت مستترا باستار الكعبة فجاء ثقفي وقرشيان كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فتحدثوا بينهم بحديث فقال أحدهم أترى الله يسمع ما نقول فقال الآخران
يسمعنا إذا جهرنا ولا يسمعنا إذا خافتنا وقال الآخر إن كان يسمعنا إذا جهرنا فهو يسمعنا إذا خافتنا 23 - فأنزل الله جل وعز (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) إلى قوله (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) (آية 22، 24) وروى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) قال تدعون يوم القيامة مفدمة أفواهكم

(6/259)



بفدام فأول ما يبين عن الإنسان فخذه وكفه 24 - وقوله جل وعز (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) (آية 23) أي حين ظننتم أنه لا يسمعكم وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله (أنا عند ظن عبدي بي) ومعنى أرداكم أهلككم 25 - وقوله جل وعز (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) (آية 24)

(6/260)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:22
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

والنار مثوى لهم صبروا أو لم يصبروا ففي هذا جوابان: أحدهما ان المعنى فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار كما قال سبحانه فما أصبرهم على النار فالنار مثوى لهم (وإن يستعتبوا) في النار
وقيل (وإن يستعتبوا) في الدنيا وهم مقيمون على كفرهم والجواب الآخر: فإن يصبروا في النار أو يجزعوا فالنار مثوى لهم ويكون قوله (وإن يستعتبوا) يدل على الجزع لأن المستعتب جزع 26 - وقوله جل وعز (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) (آية 25)

(6/261)



قال مجاهد يعني الشياطين قال أبو جعفر معنى قيضت له كذا سببته له من حيث لا يحتسب 27 - ثم قال جل وعز (فزينوا لهم ما بين أيديهم) (آية 25) أي ما يعملونه من المعاصي (وما خلفهم) وما عزموا على أن يعملوه 28 - وقوله جل وعز (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) (آية 26) وقرأ عيسى وابن أبي إسحاق (والغوا) بضم الغين حكى الكسائي لغا يلغو وعلى هذا (والغوا فيه) وحكى لغا يلغى ولغي يلغى والمصدر على هذا مقصور روى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال

(6/262)



كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة إذا قرأ رفع صوته فتطرد قريش عنه الناس
ويقولون (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) وإذا خافت بقراءته لم يسمع من يريد فأنزل الله جل وعز (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) وروى ابن ابي نجيح عن مجاهد في وقوله (والغوا فيه) قال بالمكاء والتصفيق والتخليط على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ كانت قريش تفعله قال أبو جعفر اللغو في اللغة ما لايعرف له حقيقة ولا يحصل معناه فمعنى والغوا فيه أي عارضوه باللغو 29 - وقوله جل وعز (ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد) (آية 28)

(6/263)



المعنى: ذلك العذاب الشديد جزاء أعداء الله ثم بين الجزاء فقال (النار لهم فيها دار الخلد) والنار هي دار الخلد والعرب تفعل هذا على التوكيد كما قال: أخو رغائب بعطيها ويسالها وقد * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر وهو هو كما يقال لك في هذا المنزل دار واسعة وهو الدار ولا يجوز عند الكوفيين حتى يخالف لفظ الثاني لفظ الأول لا تقول على قولهم في هذا المنزل منزل حسن على أن الثاني الأول وهو عند البصريين كله جيد وفي قراءة عبد الله بن مسعود (ذلك جزاء أعداء الله النار
دار الخلد)

(6/264)



30 - وقوله جل وعز (وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين اضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا) (آية 29) قال حبة العرني وعقبة الفزاري سئل علي بن ابي طالب عليه السلام عن قوله جل وعز أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس فقال هما إبليس الأبالسة وابن آدم الذي قتل أخاه وكذلك روي عن ابن مسعود وابن عباس 31 - وقوله جل وعز (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (آية 30) قال مجاهد وإبراهيم قالوا لا إله إلا الله ثم استقاموا روي عن أبي بكر الصديق أنه قال لهم ما معنى (ثم استقاموا) ؟ فقالوا لم يعصوا الله فقال لقد صعبتم الأمر إنما هو استقاموا على ألا يشركوا بالله شيئا

(6/265)



وقال مجاهد وإبراهيم ثم استقاموا لم يشركوا وقال الزهري قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ثم استقاموا) على طاعة الله عز وجل ولم يروغوا روغان الثعلب وروى معمر عن قتادة ثم استقاموا قال على طاعة الله قال أبو جعفر في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا أي استقيموا على أمر الله وطاعته 32 - ثم قال جل وعز (تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا
تحزنوا) (آية 30) قال مجاهد (تتنزل عليهم الملائكة) عند الموت أن لا تخافوا ولا تحزنوا

(6/266)



روى سفيان عن زيد بن اسلم قال لا تخافوا ما أمامكم من العذاب ولا تحزنوا على ما خلفكم من عيالكم وضيعتكم فقد خلفتم فيها بخير وفي قراءة ابن مسعود: (تتنزل عليهم الملائكة لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) قال زيد بن اسلم يقال لهم هذا عند الموت 33 - وقوله جل وعز (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) (آية 33) في معناه ثلاثة اقوال: فمذهب الحسن أنها عامة لجميع المؤمنين

(6/267)



وروى هشيم عن عوف عن ابن سيرين في قوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أي دعا إلى توحيد الله وقال محمد بن نافع قالت عائشة نزلت في المؤذنين (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) وقال أبو الزاهرية: قالت عائشة: إني لارجو أن يكون المؤذنون هم الذين قال الله فيهم: (ومن أحسن قولا ممن دعا الى
الله وعمل صالحا) 34 - وقوله جل وعز (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) (آية 34) (لا) زائدة للتوكيد

(6/268)



35 - ثم قال جل وعز (ادفع بالتي هي أحسن) (آية 34) قال عطاء ومجاهد تقول إذا لقيته سلام عليكم ويروى عن ابن عباس في قوله ادفع بالتي هي أحسن قال هما الرجلان متقاولان حتى فيقول أحدهما لصاحبه يا صاحب كذا وكذا فيقول له الآخر إن كنت صادقا علي فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك وحدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس ادفع بالتي هي أحسن قال أمر الله جل وعز المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم

(6/269)



36 - ثم قال جل وعز (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) (آية 35) قال يقول الذين أعد الله لهم الجنة روى معمر عن قتادة كانه ولي حميم قال
قريب 37 - ثم قال جل وعز (وما يلقاها إلا الذين صبروا) (آية 35) أي وما يلقى هذه الفعلة غلا الذين يكظمون الغيظ (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) أي من الخير وروى معمر عن قتادة قال الحظ العظيم الجنة 38 - ثم قال جل وعز وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) (آية 36)

(6/270)



أي إن عرض لك الشيطان ليصدك تعالى عن الحلم فاستعذ بالله منه واحلم 39 - وقوله جل وعز (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) (آية 37) أي ومن علاماته التي تدل على قدرته ووحدانيته (الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) ويجوز ان يكون المعنى واسجدوا لله الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر ويجوز أن يكون المضمر يعود على الشمس والقمر لأن الاثنين جميع

(6/271)



ويجوز ان يكون يعود على معنى الآيات
40 - ثم قال جل وعز (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسامون) (آية 38) أي فإن استكبروا عن أن يوحدوا الله ويتبعوك (فالذين عند ربك) أي فالملائكة الذين عند ربك فإن يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون أي لا يملون 41 - ثم زادهم في الدلالة فقال جل وعز (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة) (آية 39) قال قتادة أي غبراء متهشمة 42 - ثم قال جل وعز (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) (آية 39) قال مجاهد اهتزت أي بالنبات قال أبو جعفر يقال اهتز الإنسان أي تحرك ومنه قوله:

(6/272)



* تراه كنصل السيف يهتز للندى * إذا لم تجد عند امرئ السوء عمر مطمعا ثم قال (وربت) قال مجاهد أي ارتفعت لتنبت قال أبو جعفر قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وخالد (وربأت) معناه عظمت من الربيئة 43 - وقوله جل وعز (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) (آية 40) قال مجاهد المكاء وما ذكر معه وقال قتادة الإلحاد التكذيب قال أبو جعفر أصل الإلحاد العدول عن الشئ والميل عنه
ومنه اللحد لأنه جانب القبر

(6/273)



فمعنى ألحد في آيات الله مال عن الحق فيها أي جعلها على غير معناها 44 - وقوله جل وعز (أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) (آية 40) (أفمن يلقى في النار) أبو جهل بن هشام (خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) عمار بن ياسر ثم قال (اعملوا ما شئتم) وقد بين جل وعز ذلك قال مجاهد هذا على الوعيد 45 - وقوله جل وعز (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) (آية 41)

(6/274)



قال قتادة أي بالقرآن قال أبو جعفر وفي الخبر قولان: أحدهما أن المعنى إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم أولئك ينادون من مكان بعيد والقول الآخر: أن الخبر محذوف أي هلكوا وهذا القول الاختيار عند النحويين جميعا فيما علمت وقوله (وإنه لكتاب عزيز) أي قاهر لا يقدر أحد أن يأتي بمثله 46 - وقوله جل وعز (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه) (آية 42) في معناه أقوال: أ - فمن احسنها أن المعنى لا يأتيه الشيطان من بين يديه

(6/275)



فينتقص منه ولا من خلفه فيزيد فيه قال مجاهد الباطل الشيطان وقال الحسن حفظ الله القرآن من الشيطان فلا يقدر أن يزيد فيه ولا ينقص منه قال الحسن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) قال لا يقدر الشيطان أن يبطل منه حقا ولا يحق فيه باطلا قال أبو جعفر معنى يحق فيه باطلا يزيد فيه باطلا فيصير حقا فهذا قول ب - وقيل معنى (لا يأتيه الباطل من بين يديه) لا يبطله كتاب قبله ولا يأتي بعده كتاب فيبطله وهذا قول الفراء أي لا

(6/276)



يوجد فيه باطل من إحدى الجهتين ج - وقيل معنى (لا يأتيه الباطل من بين يديه) من قبل أن يتم نزوله (ولا من خلفه) من بعد تمام نزوله ويكون أيضا (من بين يديه) بعد نزوله كله (ومن خلفه) قبل تمامه د - وقيل المعنى لا يأتيه الباطل قبل أن ينزل لأن الأنبياء وقد
بشرت به فلم يقدر الشيطان على أن يدحض ذلك ولا من خلفه بعد أن أنزل ه - وقيل معنى (من بين يديه ولا من خلفه) على التكثير أي لا ياتيه الباطل البتة 47 - وقوله جل وعز (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) (آية 43) قال أبو صالح أي من الأذى

(6/277)



وقوله تعالى (إن ربك لذو مغفرة) أي لمن آمن بك (وذو عقاب أليم) أي لمن كذبك 48 - وقوله جل وعز (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته) (آية 44) أي بينت قال أبو جعفر أصل هذا أن التفصيل لا يكون إلا للعرب وهم أصحاب البيان 49 - ثم قال جل وعز (أعجمي وعربي) (آية 44) قال سعيد بن جبير أي أقرآن أعجمي ونبي عربي ؟ قال قتادة اي لو جعلنا القرآن أعجميا لأنكروا ذلك

(6/278)



وقالوا أعرب مخاطبون بالعجمية فكان ذلك أشد لتكذيبهم وقرأ ابن عباس والحسن وأبو الأسود (أعجمي) بغير استفهام والعين ساكنة والمعنى على هذه القراءة لولا فصلت آياته فكان منها
أعجمي تفهمه العجم وعربي تفهمه العرب ؟ ويكون (أعجمي) بدلا من (آياته) وحكي أنه قرئ (أعجمي) ؟ على أن الأصل عجمي دخلت عليه ألف الاستفهام

(6/279)



قال أبو جعفر قال أبو إسحاق الأعجمي الذي لا يفصح كان من العرب أو من العجم والعجمي الذي ليس من العرب كان فصيحا أو غير فصيح قال أبو جعفر والقراءة الأخرى بعيدة لأنهم قد أجمعوا على قوله (ولو جعلناه قرآنا أعجميا) 50 - وقوله جل وعز (والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) (آية 44) (وقر) أي صمم على التمثيل وهو عليهم عمى قال قتادة القرآن وقيل الوقر عليهم عمى

(6/280)



وقرأ ابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص (وهو عليهم عمي) على أنه فعل ماض وحكي (وهو عليهم عم 51 - ثم قال جل وعز (أولئك ينادون من مكان بعيد) (آية 44) حكى أهل اللغة أنه يقال للذي يفهم أنت تسمع من قريب ويقال ويقال للذي لا يفهم أنت تنادى من مكان بعيد
أي كأنه ينادي منو موضع بعيد منه فهو لا يسمع النداء ولا يفهمه ومذهب الضحاك أنهم ينادون يوم القيامة باقبح اسمائهم من مكان بعيد ليكون ذلك اشد عليهم في الفضيحة والتوبيخ 52 - ومعنى قوله جل وعز (ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم) (آية 45)

(6/281)



أنهم قد أخروا إلى مدة يعلمها الله وأنه لا يعالجهم بالهلاك 53 - وقوله جل وعز (إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمارت من أكمامها) (آية 47) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال حين تطلع وقال غيره هي الطلعة تخرج من قشرها قال أبو جعفر القول الأول أعم أي وما تخرج من ثمرة من غلافها الذي كانت فيه وذلك أول ما تطلع وغلاف كل شئ كمه 54 - وقوله جل وعز (ويوم يناديهم اين شركائي) (آية 47) أي على زعمكم (قالوا آذناك) هذا من قول الالهة أي أعلمناك

(6/282)



يقال آذنته فأذن أي أعلمته فعلم والأصل في هذا من الأذن أي أوقعته في أذنه ومنه: آذنتنا ببينها أسماء
ومنه قوله جل وعز (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) أي اعملوا ما شئتم ثم اعتذروا منه فإنه يعذركم ويقبل ما تعلمونه به ومنه الأذان إنما هو إعلام بالصلاة ثم قال تعالى (ما منا من شهيد) أي ما منا من شهد أن لك شريكا 55 - ثم قال جل وعز (وظنوا ما لهم من محيص) (آية 47) (وظنوا) أي وأيقنوا 56 - وقوله جل وعز (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط) (آية 49)

(6/283)



أي لا يمل من أن يصيبه الخير وفي قراءة عبد الله (من دعاء بالخير) (وإن مسه الشر) أي إن مسه شئ يسير من الشر يئس وقنط 57 - وقوله جل وعز (ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة) (آية 50) قال مجاهد أي بعملي وأنا حقيق بهذا وهذا يراد به الكافر الا ترى أن بعده (وما أظن الساعة قائمة) وقوله تعالى (ولئن رجعت إلى ربي) أي على قولك

(6/284)



58 - وقوله جل وعز (وإذا انعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه) (آية 51)
أي تباعد ولم يدعنا وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع أعرض وناء بجانبه الألف قبل الهمزة فيجوز أن يكون معناه من ناء إذا نهض ويجوز أن يكون على قلب الهمز بمعنى الأول 59 - وقوله جل وعز (وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض) (آية 51) أي كبير يقال له دعاء عريض وطويل بمعنى واحد 60 - وقوله جل وعز (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) (آية 53) أي في آفاق الدنيا وتقلب أحوالها (وفي أنفسهم) مثل ذلك

(6/285)



قال مجاهد (في الآفاق) فتح القرى (وفي أنفسهم) فتح مكة 61 - وقوله جل وعز (أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد) (آية 53)

(6/286)



المعنى أو لم يكفهم بربك أي أو لم يكفهم ربك بما دلهم به على توحيد الله جل وعز مما فيه كفاية لهم لأنه على كل شئ شهيد ؟
ويجوز أن يكون المعنى أنه له على كل شئ شاهد بانه محدث وإذا شهده جازى عليه 62 - ثم قال جل وعز (ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم) (آية 54) أي في شك وقرأ الحسن (في مرية) (الا إنه بكل شئ محيط) أي قد أحاط بعلم الغيب والشهادة جل وعز انتهت سورة السجدة

(6/287)



تفسير سورة الشورى مكية وآياتها 53 آية

(6/289)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الشورى وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (حم.
عسق) (آية 1) وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس (حم.
سق) قال ابن عباس وكان علي عليه السلام يعرف الفتن بها وروى معمر عن قتاده في قوله تعالى (حم.
عسق) قال: اسم من اسماء القرآن

(6/291)



2 - وقوله جل وعز (كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم) (آية 3)
المعنى يوحي إليك وإلى الذين من قبلك كذلك الوحي الذي تقدم أو كحروف المعجم وقيل إنه لم ينزل كتاب إلا وفيه (حم.
عسق) فالمعنى على هذا كذلك الذي أنزل من هذه السورة وهذا مذهب الفراء قال ويقرا (كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك) قال أبو جعفر يجوز على هذه القراءة ان يكون هذا التمام ثم ابتدأ فقال (الله العزيز الحكيم) على أن العزيز الحكيم خبر أو صفة والخبر (له ما في السموات وما في الأرض) وكذلك يكون على قراءة من قرأ (نوحي) بالنون ويجوز على قراءة من قرأ يوحى ان يكون المعنى يوحي الله وأنشد سيبويه:

(6/292)



ليبك يزيد ضارع لخصومة * وأشعث ممن طوحته الطوائح فقال ليبك يزيد ثم بين من ينبغي أن يبكيه فالمعنى يبكيه ضارع 3 - وقوله جل وعز (تكاد السموات ينفطرن من فوقهن) (آية 5) أي ينشققن كما من أعلاهن عقوبة وقال قتادة لجلالة الله وعظمته قال أبو جعفر وقيل أي من فوق الأمم المخالفة

(6/293)



ويقرأ (يتفطرن من فوقهن) أي من عظمة من فوقهن 4 - ثم قال جل وعز (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) (آية 5) وفي الأرض المؤمن والكافر ! ! فروى معمر عن قتادة قال (يستغفرن لمن في الأرض) من المؤمنين قال أبو جعفر ويبين هذا قوله جل وعلا (ويستغفرون للذين آمنوا) وقال في الكفار (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)

(6/294)



5 - وقوله جل وعز (لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه) (آية 7) روى أشعث عن الحسن قال (أم القرى) مكة قال أبو جعفر وإنما قيل لها أم القرى لنها أول ما عظم من خلق الله عز وجل أو لأنها ما وضع كما قال جل وعز (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) وفي الحديث (إن الأرض منها دحيت) قال أبو جعفر والمعنى لتنذر أهل أم القرى وتنذر من حولها

(6/295)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:24
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

(وتنذر يوم الجمع) أي يوم يبعث الناس جميعا المعنى وتنذرهم بيوم القيامة ثم حذف المفعول والباء كما قال تعالى (لينذر باسا شديدا من لدنه) 6 - وقوله جل وعز (فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا) (آية 11) (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) أي إناثا (ومن الأنعام ازواجا يذرؤكم فيه) قال مجاهد نسلا من بعد نسل من الناس والإنعام قال قتادة (يذرؤكم فيه) يعيشكم فيه قال أبو جعفر المعنى انه لما قال (جعل) دل على الجعل كما يقال من كذب كان شرا له أي يخلقكم ويكثركم في الجعل

(6/296)



وقال الفراء (فيه) بمعنى به والله اعلم وقال القتبي (يذرؤكم فيه) في الزوج قال أبو جعفر كأن المعنى عنده يخلقكم في بطون الإناث ويكون (فيه) في الرحم وهذا خطأ لأن الرحم مؤنثة ولم يجر لها ذكر 7 - وقوله جل وعز (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) (آية 11) الكاف زائدة التوكيد وأنشد سيبويه:

(6/297)



(وصاليات ككما يؤثفين) 8 - وقوله جل وعز (له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) (آية 12) قال الحسن ومجاهد وقتادة المقاليد المفاتيح قال أبو جعفر والذي يملك المفاتيح يملك الخزائن يقال للمفتاح إقليد وجمعه على غير قياس كمحاسن والواحد حسن 9 - وقوله جل وعز (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) (آية 13) قال أبو العالية الذي وصى به نوحا الإخلاص لله

(6/298)



وعبادته لا شريك له وقال مجاهد وصى نوحا ووصاك ووصى الأنبياء كلهم دينا واحدا وقال الحكم جاء نوح بالشريعة بتحريم الأمهات والبنات والأخوات وقال قتادة جاء نوح بالشريعة بتحليل الحلال وتحريم الحرام قال أبو جعفر قول أبي العالية ومجاهد بين لأن الإسلام والإخلاص دين جميع الأنبياء والشرائع مختلفة

(6/299)



10 - قوله جل وعز (وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) (آية 13) قال أبو العالية (ولا تتفرقوا) أي لا تتعادوا هو وكونوا إخوانا قال قتادة فأخبر أن الهلكة في التفرق وأن الإلفة في الاجتماع 11 - ثم قال جل وعز (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) (آية 13) قال قتادة أكبروا وسلم واشتد عليهم شهادة ان لا إله إلا الله وحده وضاق بها إبليس وجنوده فأبى الله جل وعز إلا أن ينصرها ويفلجها ويظهرها على من ناوأها

(6/300)



12 - ثم قال جل وعز الله (يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) (آية 13) قال أبو العالية يخلصه من لاشرك ولا يكون الاجتباء إلا من الشرك وقال مجاهد (يجتبي) يخلص 13 - وقوله جل وعز (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) (آية 14) المعنى وما تفرقوا إلا من أجل البغي (من بعد ما جاءهم العلم) القرآن والدلالات على صحة نبوة محمد عليه السلام

(6/301)



14 - وقوله جل وعز (ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى
لقضي بينهم) (آية 14) قال مجاهد أخروا إلى يوم القيامة 15 - وقوله جل وعز (فلذلك فادع واستقم كما أمرت) (آية 15) مؤخر ينوى به التقديم والمعنى كبر على المشركين ما تدعوهم إليه فلذلك فادع واستقم كما أمرت (فلذلك) أي فإلى ذلك أي فإلى إقامة الدين كما قال:

(6/302)



(أوحى لها القرار فاستقرت) أي أوحى إليها 16 - وقوله جل وعز (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة) (آية 16) قال مجاهد أي من بعد ما اسلم الناس قال وهؤلاء قوم توهموا أن الجاهلية تعود وقال قتادة الذين حاجوا في الله من بعد ما استجيب له اليهود والنصارى قالوا نبينا قبل نبيكم وديننا قبل دينكم ونحن

(6/303)



خير منكم 17 - قوله جل وعز (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان) (آية 17)
قال قتادة الميزان العدل 18 - ثم قال جل وعز (وما يدريك لعل الساعة قريب) (آية 17) (لعل الساعة) أي البعث قريب أو لعل مجئ الساعة قريب 19 - وقوله جل وعز (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) (آية 18) أي يقولون متى تكون على وجه التكذيب بها

(6/304)



(والذين آمنوا مشفقون منها) أي خائفون لأنهم قد أيقنوا بكونها (ألا إن الذين يمارون في الساعة) أي يجادلون فيها ليشككوا المؤمنين (لفي ضلال بعيد) لأنهم لو أفكروا عنه لعلموا أن الذي أنشأهم وخلقهم أول مرة قادر على أن يبعثهم 20 - وقوله جل وعز (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه) (آية 20) الحرث: العمل ومنه قول عبد الله بن عمر (احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ومنه

(6/305)



سمي الرجل حارثا والمعنى من كان يريد بعمله الآخرة (نزد له في حرثه) أي نوفقه ونضاعف له الحسنات
وقوله جل وعز (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) (آية 20) في معناه ثلاثة أقوال: أ - منها أن المعنى نؤته منها ما نريد كما قال سبحانه (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) ب - ومنها أن يكون المعنى ندفع عنه من آفات الدنيا والقول الثالث أن المعنى: من كان يفعل الخير ليثنى عليه تركناه وذلك ولم يكن له في الآخرة نصيب

(6/306)



21 - وقوله جل وعز (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم) (آية 22) أي من جزاء ما كسبوا وهو العذاب وهو واقع بهم 22 - وقوله جل وعز (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (آية 23) في معناها أربعة أقوال: 1 - روى قزعة بن سويد عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قل لا أسألكم على ما أتيتكم به أجرا إلا أن تتوددوا لله وتتقربوا إليه بطاعته وروى منصور وعوف عن الحسن (قل لا أسألكم عليه أجرا

(6/307)



إلا المودة في القربى) قال تتوددون إن إلى الله جل وعز وتتقربون منه بطاعته فهذا قول 2 - وقال الشعبي ومجاهد وعكرمة وقتادة المعنى قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني لقرابتي منكم فتحفظوني ولا تكذبوني قال عكرمة وكانت قريش تصل أرحامها فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قطعته فقال صلوني كما كنتم تفعلون قال أبو جعفر والمعنى على هذا قل لا أسألكم عليه أجرا لكن أذكركم قرابتي على أنه استثناء ليس من الأول فهذان قولان

(6/308)



3 - وقال الضحاك هذه الآية منسوخة نسخها قوله جل وعز (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) فالذي سئلوه أن يودوه بقرابته ثم رده الله إلى ما كان عليه الأنبياء كما قال نوح وهود (قل لا أسألكم عليه أجرا) فهذه ثلاثة أقوال 4 - وروى قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال علي وفاطمة وولدها

(6/309)



23 - وقوله جل وعز (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (آية 23) الاقتراف الاكتساب وهو مأخوذ من قولهم رجل قرفة إذا كان محتالا 24 - وقوله جل وعز (أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله
يختم على قلبك) (آية 24) قال قتادة أي إن شاء أنساك ما علمك وقيل المعنى إن يشأ يزل تمييزك فاشكره إذ لم يفعل

(6/310)



وقيل معنى (فإن يشأ الله يختم على قلبك) إن يشأ الله يربط على قلبك بالصبر على أذاهم وقولهم (افترى على الله كذبا تم الكلام 25 - ثم قال جل وعز (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) (آية 24) أي يمحو الله الشرك ويزيله

(6/311)



وقوله جل وعز (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) (آية 24) في الحديث أن عبد الله بن مسعود سئل عن رجل زنى بامرأة أيجوز له أن يتزوجها ؟ فقال (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) 26 - وقوله جل وعز (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) (آية 26) (الذين) في موضع نصب بمعنى ويستجيب للذين آمنوا كما قال سبحانه وإذا كالوهم أي كالوا لهم يقال إستجبته إلا بمعنى أجبته وانشد الأصمعي: وداع دعا يا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب
ويجوز أن يكون في موضع رفع ويكون (ويستجيب

(6/312)



الذين آمنوا) بمعنى يجيب الذين آمنوا كما قال عز وجل (فليستجيبوا لي) قال محمد بن يزيد حقيقته فليستدعوا فيه الإجابة هكذا حقيقة معنى (استفعل) 27 - وقوله جل وعز (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء) (آية 27) روى سعيد عن قتادة قال خير الرزق ما لا يطغي ولا يلهي 28 - وقوله جل وعز (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) (آية 28)

(6/313)



قال مجاهد (من بعد ما قنطوا) أي يئسوا قال أبو جعفر يقال قنط يقنط وقنط يقنط إذا اشتد يأسه من الشئ 29 - وقوله جل وعز (ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة) (آية 29) قال الفراء أراد بث في الأرض دون السماء كما قال سبحانه (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) وإنما يخرج من الملح قال أبو جعفر هذا غلط
روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (وما بث فيهما من دابة قال الناس والملائكة

(6/314)



وهذا قول حسن يقال لكل حي دابة من دب فهو داب والهاء للمبالغة كما يقال رواية وعلامة ثم قال جل وعز (وهو على جمعهم) أي على إحيائهم (إذا يشاء قدير) 30 - وقوله جل وعز (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (آية 30) يقال قد تكون المصيبة بغير هذا ففيه أجوبة:

(6/315)



1 - أروى معمر عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) قال الحدود فالمعنى في هذا إن الله جل وعز جعل الحدود بما يعمل من المعاصي ب - وقيل ما ههنا بمعنى (الذي) وهو حسن والدليل على هذا أن أهل المدينة قرؤوا (بما) بغير فاء فالمعنى على هذا والذي كان أصابكم بذنوب عملتموها ج - وروى سفيان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال قال

(6/316)



رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر) ثم تلا (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) قال أبو جعفر فالمعنى على هذا وما أصابكم من مصيبة مقصود بها العقوبة فبما كسبت أيديكم قال أبو جعفر وفي الآية قول رابع وهو أن كل مصيبة تصيب فإنما هي من اجل ذنب إما أن يكون الإنسان عمله وإما أن يكون تنبيها له لئلا يعمله وإما أن يكون امتحانا له ليعتبر والداه فقد صارت كل مصيبة على هذا من أجل الذنوب وصارت القراءة بالفاء أحسن لأنه شرط وجوابه

(6/317)



31 - وقوله جل وعز (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام) (آية 32) قال مجاهد الجواري السفن والأعلام الجبال 32 - ثم قال جل وعز (إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره) (آية 33) أي سواكن 33 - وقوله جل وعز (أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير) (آية 34)
قال مجاهد يوبقهن يهلكهن قال أبو جعفر يقال أوبقته ذنوبه أي أهلكته قال قتادة (أو يوبقهن بما كسبوا) يهلك من فيهن بذنوبهم

(6/318)



قال أبو جعفر تقديره مثل (واسأل القرية) 34 - وقوله جل وعز (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) (آية 37) روي عن ابن عباس (كبائر الإثم) الشرك ويقرأ (كبير الإثم) قال الحسن الكبائر كل ما وعد الله جل وعز عليه النار وقيل الكبائر كل ما وعد الله عليه النار وأجمع المسلون على أنه من الكبائر فقد أجمعوا على أن الخمر من الكبائر

(6/319)



حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) الإشراك واليأس من روح الله والأمن لمكر الله ومنه عقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل
الربا والسحر والزنى واليمين الغموس الفاجرة والغلول ومنع الزكاة المفروضة وشهادة الزور وكتمان الشهادة وشرب الخمر وترك الصلاة متعمدا أو شئ مما افترض الله ونقض العهد وقطيعة الرحم

(6/320)



35 - وقوله جل وعز (وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) (آية 38) اي يتشاورون 36 - وقوله جل وعز (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) (آية 39) روى منصور إبراهيم كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم الفساق 37 - ثم قال جل وعز (وجزاء سيئة سيئة مثلها) (آية 40) قال ابن أبي نجيح إذا قال أخزاه الله قال له أخزاه الله

(6/321)



قال أبو جعفر الأولى سيئة في اللفظ والمعنى والثانية سيئة في اللفظ وليست في المعنى سيئة ولا الذي عملها مسئ وسميت سيئة لازدواج الكلام ليعلم إنها جزاء على الأولى 38 - وقوله جل وعز (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما
عليهم من سبيل) (آية 41) قال قتادة هذا في القصاص فأما من ظلمك فلا يحل لك أن تظلمه قال الحسن (ولمن انتصر بعد ظلمه) هذا إذا لم يكن ظلمه لا يصلح أي هذا فيما أباح الله الانتصار منه

(6/322)



وقد روى يونس عن الحسن في قوله (ولمن انتصر بعد ظلمه) قال إذا لعن لعن وإذا سب سب ما لم يكن حدا أو كلمة لا تصلح 39 - وقوله جل وعز (وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي) (آية 45) أي ينظرون إلى النار قال مجاهد (خفي) أي ذليل قال أبو جعفر وقيل ينظرون بقلوبهم لأنهم يحشرون عميا

(6/323)



40 - وقول جل وعز (وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) (آية 45) قال قتادة خسروا أهليهم الذين في الجنة اعدوا لهم لو أطاعوا وقيل لما كان المؤمنون يلحق بهم أهلوهم في الجنة وكان
الكفار لا يجتمعون معهم في خير كانوا قد خسروهم قال الله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) 41 - وقوله جل وعز (ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير) (آية 47) قال مجاهد (من ملجأ) من محرز و (من نكير) من ناصر وقيل (من ملجأ) من مخلص من عذاب الله (وما لكم من نكير) أي لا تقدرون أن تنكروا الذنوب

(6/324)



التي توقفون عليها 42 - وقوله جل وعز (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) (آية 50) قال عبيدة وأبو مالك والحسن ومجاهد والضحاك والمقصود لفظ عبيدة أي يهب لمن يشاء ذكورا يولدون له ولا يولد له إناث ويهب لمن يشاء إناثا يولدون له ولا يولد له ذكر (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) يولد له ذكور ويولد له إناث قال عبيدة (ويجعل من يشاء عقيما) لا يولد له قال أبو جعفر يقال لكل اثنين مقترنين زوجان كل واحد منهما زوج من ذلك الرجل والمرأة والخفان والنعلان فمعنى (يزوجهم ذكرانا وإناثا) يقرنهم أي يقرن لهم كما قال

(6/325)



(والقمر قدرناه منازل) ويقال زوجت إبلي صغيرها وكبيرها أي قرنت صغيرها مع كبيرها ويقال رجل عقيم لا يولد له وامرأة عقيم لا تلد وريح عقيم لا تأتي بمطر ولا خير 43 - وقوله جل وعز (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) (آية 51) في المعنى قولان: أ - فالذي عليه أهل التفسير ما قاله مجاهد قال (إلا وحيا) أن ينفث في قلبه

(6/326)



(أو من وراء حجاب) كما كلم موسى صلى الله عليه وسلم (أو يرسل رسولا) كما أرسل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أشباهه والقول الآخر أن معنى (إلا وحيا) كما أوحي إلى الأنبياء صلى الله عليهم بإرسال جبريل صلى الله عليه (أو من وراء حجاب) كما كلم موسى صلى الله عليه وسلم (أو يرسل رسولا) إلى الناس عامة ويقرأ (أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه) وهذا في موضع الحال أي الذي يقوم مقام الكلام ما ذكر ويجوز أن يكون مقطوعا من الأول

(6/327)



44 - وقوله جل وعز (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
(آية 52) قال ابن عباس النبوة قال أبو جعفر أي وكذلك أوحينا إليك ما تحيا به النفوس أي ما تهتدي به وقال قتادة والحسن (روحا من أمرنا) أي رحمة من عندنا 45 - وقوله جل وعز (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) (أية 52) أي بما أوحينا إليك وقال معلى سمعت حوشبا يقرأ (وإنك لتهدى إلى

(6/328)



صراط مستقيم) وفي قراءة أبي (وإنك لتدعو إلى صراط مستقيم) قال أبو جعفر وهذا لا يقرا به لأنه مخالف للسواد وإنما يحمل ما كان مثله على أنه من قائله على جهة التفسير كما قال سفيان في قوله جل وعز (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) أي لتدعو وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) قال لكل قوم هاد انتهت سورة الشورى

(6/329)



تفسير سورة الزخرف مكية وآياتها 89 آية

(6/331)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الزخرف وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (حم.
والكتاب المبين) (آية 1 و 2) أي إبان الهدى من الضلالة والحق من الباطل ويكون (المبين) البين 2 - ثم قال جل وعز (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) (آية 3) أي بيناه

(6/333)



3 - وقوله جل وعز (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (آية 4) روى معمر عن قتادة قال (في أم الكتاب) قال في اصل الكتاب وجملته عندنا قال أبو جعفر ونظير هذا على قول قتادة (إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ) وقيل (وإنه في أم الكتاب) يعني ما قدر من الخير والشر (لعلي) لقاهر لا يقدر أحد أن يدفعه حكيم) محكم 4 - وقوله جل وعز (أفنضرب عنكم الذكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين) (آية 5) روى إسماعيل عن ابي صالح (أفنضرب عنكم الذكر) ؟

(6/334)



قال العذاب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون ؟ قال أبو جعفر المعنى على هذين القولين أفنضرب عنكم ذكر العذاب ومذهب قتادة أن المعنى أفنهملكم وقال ولا نأمركم ولا ننهاكم ؟ قال أبو جعفر يقال ضربت عنه وأضربت أي تركته ثم قال جل وعز (صفحا) أي إعراضا يجوز أن يكون المعنى أفنصفح عنكم صفحا كما يقال هو يدعه تركا

(6/335)



ويجوز أن يكون المعنى أفنضرب عنكم الذكر صافحين كما يقال جاء فلان مشيا ومعنى صفحت عنه أعرضت عنه أي وليته صفحة عنقي قال الشاعر: صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت 5 - ثم قال جل وعز (أن كنتم قوما مسرفين) (آية 5) قال قتادة أي مشركين قال أبو جعفر المعنى لأن كنتم إذا فتحت (أن) وبذلك قرأ الحسن وأبو عمرو وابن كثير
وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة بالكسر وهو عند قوم من

(6/336)



أهل اللغة لحن منهم أبو حاتم وإنما صار عندهم لحنا لأنهم إنما وبخوا على شئ قد ثبت وكان فهذا موضع أن مفتوحة كما قال سبحانه (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) قال أبو جعفر وهذا عند الخليل وسيبويه والكسائي والقراء جيد قال سيبويه سألت الخليل عن قوله يعني الفرزدق: أتغضب إن أذنا قتيبة حزنا * جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم فقال هي (إن) مكسورة لأنه قبيح أن يفصل بين (أن) والفعل قال أبو جعفر وهذا شئ قد مضى

(6/337)



قال أبو إسحاق وهذا يكون بمعنى الحال إذا كان في الكلام معنى التوبيخ والتقرير اي أهذه حالك ؟ قال أبو جعفر فعلى هذا قوله (إن كنتم قوما مسرفين) 6 - وقوله جل وعز (فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين) (آية Cool قال مجاهد أي سنة الأولين قال قتادة أي عقوبة الأولين وقوله جل وعز (وجعل لكم فيها سبلا) أي طرقا 7 - وقوله جل وعز (والذي خلق الأزواج كلها) (آية 12)
أي الأصناف كلها

(6/338)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:26
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

8 - ثم قال جل وعز (وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون) (آية 12) قال مجاهد الأباعر والخيل والبغال والحمير 9 - وقوله جل وعز (لتستووا على ظهوره) (آية 14) أي على ظهور هذا الجنس (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) أي تقولوا الحمد لله كما روى أبو إسحاق عن علي بن ربيعة قال رأيت علي آبن أبي طالب صلوات الله عليه جعل رجله في الركاب فقال (بسم الله) فلما استوى راكبا قال (الحمد لله) ثم قال (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) اللهم لا إله إلا

(6/339)



أنت قد عملت سوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كفعلي وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد من ركب ولم يقل (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) قال له الشيطان تغنه فإن لم يحسن قال له تمنه قال قتادة (مقرنين) أي في القوة

(6/340)



قال أبو جعفر حكى أهل اللغة أنه يقال أقرن له إذا
أطاقه وأنشدوا: ركبتم صعبتي أشرا وحينا * ولستم للصعاب بمقرنينا وحقيقة أقرنت له صرت له قرنا يقال هو قرنه في القتال وهو على قرنه أي مثله في السن 10 - ثم قال تعالى (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) (آية 14) أي إنل أنه مبعوثون 11 - ثم قال جل وعز (وجعلوا له من عباده جزء إن الإنسان لكفور مبين) (آية 15)

(6/341)



قال قتادة (جزء) أي عدلا قال أبو جعفر والمعنى على قولهم أنهم عبدوا الملائكة فجعلوا لله جل وعز شبها ومثلا وقال عطاء (جزء) أي نصيبا وشركا قال أبو جعفر وهذا أبين كما يقال هذا جزء فلان وقيل لهم هذا لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله هذا قول مجاهد ومعنى (وجعلوا) قالوا هذا ووصفوه 12 - وقوله جل وعز (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) (آية 18)

(6/342)



قال ابن عباس يعني النساء جعل زيهن غير زي الرجال قال أبو جعفر يجوز ن يكون المعنى أو من ينشأ في الحلية
يجعلون لله جل وعز نصيبا ؟ ويجوز أن يكون في موضع رفع 13 - ثم قال جل وعز (وهو في الخصام غير مبين) (آية 18) قال قتادة قل ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها عليها

(6/343)



14 - ثم قال جل وعز (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) (آية 19) (جعلوا) هنا بمعنى وصفوا وهذا من وجوه جعل التي ذكرها الخليل وسيبويه كما تقول جعلت فلانا أعلم الناس أي وصفته بهذا 15 - وقوله جل وعز (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) (آية 20) هذه آية مشكلة وقد تكلم فيها العلماء: أ - فمن أحسن ما قالوا أن قوله عز وجل (ما لهم بذلك من علم) مردود إلى قوله (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) فالمعنى إن الله جل وعز لم يرد عليهم قولهم (لو شاء الرحمن ما عبدناهم) وإنما المعنى ما لهم بقولهم الملائكة بنات الله من علم وما بعده يدل على أن المعنى على هذا لأن بعده (أم

(6/344)



آتيناهم كتابا من قبله) أي أم أنزلنا عليهم كتابا فيه هذا ؟
ب - وفي الآية قول آخر وهو أن معنى (ما لهم بذلك من علم) ما لهم عذر في هذا لأنهم رأوا أن ذلك عذر لهم فرد الله ذلك عليهم فالرد محمول على المعنى وقوله (أم آتيناهم كتابا) 16 - وقوله جل وعز (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) (آية 22)

(6/345)



وقرأ مجاهد وعمر بن عبد العزيز (على إمة) قال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن الإمة بالكسر الطريقة من الدين والمذهب كما قال: حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو امة وهو طائع والأمة السنة والملة وقد يكون لها غير هذا المعنى وقد تكون الإمة بمعنى الملك والتمام كما قال: ثم بعد الفلاح والملك والإمة وارتهموا وهو هناك القبور

(6/346)



وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (إنا وجدنا آباءنا على أمة) على ملة 17 - وقوله جل وعز (وإنا على آثارهم مهتدون) (آية 22) يجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويجوز أن يكون المعنى مهتدون على آثارهم 18 - ثم أخبر جل وعز أن الأنبياء قبله قد قيل لهم مثل هذا فقال (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (آية 23) ثم قال جل وعز (قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم
عليه آباءكم) (آية 24)

(6/347)



المعنى أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم أقمتم على ما كان عليه آباؤكم ؟ 19 - وقوله جل وعز (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون) (آية 26) وفي قراءة (إنني برئ) وحكى الفراء أن قوما يكتبون الهمزة في كل موضع ألفا فعلى هذا يقرأ برئ وإن كان في السواد بالألف ومن قرأ (براء) قال في الاثنين والجميع براء أيضا بمعنى ذوي براء

(6/348)



20 - ثم قال جل وعز (إلا الذي فطرني فإنه سيهدين) (آية 27) قال قتادة أي خلقني قال أبو جعفر يجوز أن يكون استثناء من الأول ويجوز أن يكون إلا بمعنى (لكن) 21 - ثم قال جل وعز (وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون) (آية 28) قال مجاهد (كلمة باقية) لا إله إلا الله وقال قتادة التوحيد والإخلاص في عقبه

(6/349)



وقال مجاهد في ولده قال قتادة لا يزال من ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم من يعبد الله جل وعز إلى يوم القيامة
وقوله جل وعز (لعلهم يرجعون) إلى دينك ودين إبراهيم صلى الله عليهما إذ كانوا من ولده 22 - وقوله جل وعز (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) (آية 31) قال ابن عباس القريتان مكة والطائف

(6/350)



قال قتادة الرجلان (أبو مسعود الثقفي) واسمه عروة بن مسعود من أهل الطائف و (الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي) من أهل مكة قال مجاهد الرجلان (عتبة بن ربيعة) من أهل مكة وأبو مسعود الثقفي واسمه (عمير بن عمرو بن مسعود) قال أبو جعفر روي هذا عن جماعة ثقات منهم (ابن جريج) و (ابن أبي نجيح) وروى ذلك عن قتادة الثقات أيضا إلا أن قول قتادة أشبه بالصواب لن معمرا روى عنه أنه قال قال الوليد بن المغيرة لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي أو على أبي مسعود الثقفي فخبر قتادة بسبب نزول الآية

(6/351)



قال أبو العباس التقدير في العربية على رجل من رجلين من القريتين قال أبو جعفر حقيقة التقدير في العربية على رجل من رجلي القريتين كما قال سبحانه (واسأل القرية)
23 - ثم قال جل وعز (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) (آية 32) أي كما قسمنا بينهم الأرزاق وفضلنا بعضهم على بعض كذلك فضلنا بعضهم على بعض بالاصطفاء بالرسالة 24 - ثم قال جل وعز (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) (آية 32) أي ليكون بعضهم لبعض خولا و (سخري) و (سخري) واحد

(6/352)



ثم أخبر جل وعز أن ما عنده من الرحمة خير فقال (ورحمة ربك خير مما يجمعون) (آية 32) وقرأ الحسن (تجمعون) بالتاء 25 - وقوله جل وعز (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) (آية 33) في معنى الآية قولان: قال الحسن وقتادة لولا ان يكفر الناس جميعا لفعلنا هذا قال أبو جعفر ومعنى هذا القول لولا أن يميل الناس إلى الدنيا فيكفروا لأعطينا الكافر هذا لهوان الدنيا على الله عز وجل والقول الآخر قاله الكسائي قال المعنى لولا إرادتنا

(6/353)



أن يكون في الكفار غني وفقير وفي المسلمين مثل ذلك لأعطينا الكفار من الدنيا هذا لهوانها على الله جل وعز
قال الفراء يجوز أن يكون معنى (لبيوتهم) على بيوتهم قال أبو جعفر روى سفيان عن إسماعيل عن الشعبي (سقفا من فضة) قال جزوعا (ومعارج) قال درجا (عليها يظهرون) قال يصعدون

(6/354)



وقرأ جماعة (سقفا من فضة) وأنكر هذه القراءة بعض أهل اللغة وقال لو كان كذا لقال (عليه) قال أبو جعفر وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يكون (عليها) للدرج 26 - ثم قال جل وعز (ولبيوتهم أبوابا) (آية 34) أي من فضة (وسررا) أي من فضة (وزخرفا) روى شعبة عن الحكم عن مجاهد قال كنت لا أدري ما معنى (وزخرفا) حتى وجدته في قراءة عبد الله بن مسعود (وذهبا) ! ! قال أبو جعفر في معناه قولان: أحدهما أن المعنى وجعلنا لهم زخرفا أي غنى

(6/355)



والآخر أن المعنى من فضة ومن زخرف ثم حذف (من) ونصب 27 - وقوله جل وعز (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (آية 36) روى سعيد عن قتادة قال (يعش) يعرض
وقال أبو عبيدة (يعش) تظلم عينه وروى عكرمة عن ابن عباس يعمى قال أبو جعفر يجب على قول ابن عباس ان تكون القراءة (ومن يعش) بفتح الشين

(6/356)



وأما قول قتادة (يعش) يعرض وهو قول الفراء فغير معروف في اللغة إنما يقال عشا يعشو إذا مشى ببصر ضعيف قال الحطيئة: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد ونظير هذا عرج الرجل يعرج أي مشى مشية الأعرج وعرج يعرج صار أعرج وأصح ما في هذا قول أبي عبيدة قال الله جل وعز

(6/357)



(الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري) وفي الحديث ان سعيد بن المسيب ذهبت إحدى عينيه وكان يعشو بالأخرى أي يبصر بها بصرا ضعيفا 28 - وقوله جل وعز (نقيض له شيطانا فهو له قرين) (آية 36) قيل جزاء على ما فعل وقال سعيد الجريري في قوله تعالى (نقيض له شيطانا) قال بلغنا ان الكافر إذا خرج من قبره سفع شيطان بيده فلا يزال معه حتى يدخله الله عز وجل النار فذلك قوله جل وعز (قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) ويوكل
بالمؤمن ملك فلا يزال معه حتى يقضي الله بين الخلق أو يصير إلى

(6/358)



ما شاء الله 29 - وقوله جل وعز (وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) (آية 37) أي وإن الشياطين ليصدون الكافر عن السبيل (ويحسبون) أي ويحسب الكفار أنهم مهتدون 30 - وقوله جل وعز (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) (آية 38) قال قتادة (حتى إذا جاءآنا) قال الكافر وقرينه جميعا قال أبو جعفر ويقرأ (حتى إذا جاءنا) يراد به الكافر في الظاهر والمعنى لهما جميعا لأنه قد عرف ذلك بما بعده كما قال:

(6/359)



وعين لها حدرة بدرة * شقت مآقيهما من أخر 31 - وقوله تعالى (قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) (آية 38) في معناه قولان: أحدهما أنه يراد مشرق الشتاء ومشرق الصيف والآخر أنه يراد المشرق والمغرب فجاء على كلام العرب لأنهم إذا اجتمع الشيئان في معنى غلب أحدهما كما قال الشاعر:

(6/360)



أخذنا بآفاق السماء عليكم * لنا قمراها والنجوم الطوالع وأنشد أبو عبيدة بيت جرير: ما كان يرضى رسول الله فعلهم * والطيبان أبو بكر ولا عمر وأنشد سيبويه: قدني من نصر الخبيبين قدي يريد عبد الله ومصعبا ابني الزبير وإنما أبو خبيب عبد الله

(6/361)



وفي الحديث أن أصحاب الجمل قالوا لعلي بن أبي طالب عليه السلام أعطنا سنة العمرين يعنون أبا بكر وعمر 32 - وقوله جل وعز (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) (آية 39) المعنى إن الله عز وجل حرم أهل النار هذا المقدار من الفرح وهو التأسي وهو أن ذا البلاء إذا رأى من قد ساواه في المصيبة سكن ذلك من حزنه كما قالت الخنساء: فلولا كثرة الباكين حولي * على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن * أعزي النفسي منه بالتأسي

(6/362)



33 - وقوله جل وعز (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (آية 41) قال قتادة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة وليس نبي
إلا قد رأى النقمة في أمته إلا محمدا صلى الله عليه وسلم ولكنه أري ما ينزل بأمته من بعده فما رؤي بعد ذلك ضاحكا منبسطا 34 - وقوله جل وعز (أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون) (آية 42) قيل المعنى الذي وعدناهم ووعدناك عليهم من النصر وقيل الذي وعدناهم يرجع إلى قوله تعالى (والآخرة عند

(6/363)



ربك للمتقين) أي الذي وعدنا المتقين من النصر وقد نصروا 35 - وقوله جل وعز (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) (آية 43) قال قتادة أي بالقرآن (إنك على صراط مستقيم) قال على الإسلام (وإنه لذكر لك ولقومك) قال القرآن وروى محمد بن يوسف عن سفيان (وإنه لذكر لك ولقومك) قال شرف لك ولقومك 36 - ثم قال جل وعز (وسوف تسألون) (آية 44)

(6/364)



قال الفراء اي وسوف تسألون عن الشكر عليه 37 - وقوله جل وعز (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) (آية 45) قال أبو جعفر هذه آية مشكلة وفي معناها قولان:
روى أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال لقي الرسل صلى الله عليهم ليلة اسري به فهذا قول ومعناه أنه سيسرى إذا بك وتلقى الرسل فاسألهم والقول الآخر وهو قول محمد بن يزيد وجماعة من العلماء أن في هذا المعنى التوقيف والتقرير والتوبيخ والمعنى

(6/365)



واسأل أمم من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا كما قال تعالى (واسأل القرية) أي سل من عبد الملائكة أو قال إن الله ثالث ثلاثة أو عبد غير الله جل وعز هل وجد هذا في شئ من كتب الأنبياء مما أنزل الله عليهم فإنه لا يجد في كتاب نبي أن الله أمر أن يعبد غيره ففي هذا معنى التقرير والتوبيخ والتوقيف على أنهم قد كفروا وفعلوا ما لم يأمر الله به ونظيره قوله تعالى (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) ويصحح هذا القول أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال وهي في قراءة عبد الله (واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال يعني أهل الكتاب روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قراءة عبد

(6/366)



الله (واسأل من أرسلنا إليهم قبلك رسلنا) فهذه قراءة مفسرة وقال قتادة اي سل أهل الكتاب أأمر الله إلا بالتوحيد
والإخلاص ؟ وزعم ابن قتيبة أن التقدير واسأل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا فحذف إليه لأن في الكلام دلالة عليه وحذف رسلا لأن من رسلنا يدل عليه وزعم أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد المشركون 38 - وقوله جل وعز (وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون) (آية 49) يقال كيف قالوا له أيها الساحر وقد قالوا (إننا

(6/367)



لمهتدون) فيما يستقبل ؟ قيل إنهم لما قالوا له هذا قبل أن يدعوه عرفوه فنادوه به وقيل كانوا يسمون العلماء سحرة فالمعنى يا أيها العالم قال مجاهد في وقوله تعالى (بما عهد عندك) من أنا إن آمنا كشف عنا العذاب قال أبو جعفر ويدل على صحة هذا الجواب قوله تعالى (فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون) أي ينقضون العهد وروى سعيد عن قتادة (إذا هم ينكثون) قال

(6/368)



يغدرون 39 - وقوله جل وعز (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي
ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) ؟ (آية 51) قال الأخفش في الكلام حذف والمعنى افلا تبصرون أم تبصرون كما قال: فيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا هل أنت أم أم سالم أي أنت احسن أم أم سالم ؟ قال أبو زيد العرب تزيد والمعنى أنا خير

(6/369)



وقيل المعنى أبل ؟ قال أبو جعفر وأحسن ما قيل في هذه الآية قول الخليل وسيبويه ان المعنى أفلا تبصرون أم أنتم بصراء ويكون (أم أنا خير) بمعنى أم أنتم خير لأنهم لو قالوا له أنت خير كانوا عنده بصراء 40 - وقوله جل وعز (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين) آية 52) والمهين القليل من المهانة

(6/370)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:28
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

روى سعيد عن قتادة (ولا يكاد يبين) قال عيي وقيل إنما هذا للثغة التي كانت به 41 - وقوله جل وعز (فلولا القي عليه أساورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) (آية 53) أي فهلا القي عليه اساورة من عند الله تدل على أنه
رسول ؟ و (أساورة) جمع إسوار وفي قراءه ابي وعبد الله (لولا القي عليه أساوير) وهو بمعنى الأول

(6/371)



(أو جاء معه الملائكة مقترنين) قال قتادة أي متتابعين وقال مجاهد أي يمشون معه معا قال أبو جعفر فاقترحوا هذا بعدما جاءهم ما يدل على نبوته 42 - ثم قال جل وعز (فاستخف قومه فاطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين) (آية 54) أي استفزهم 43 - وقوله جل وعز (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) (آية 55) قال مجاهد وقتادة اي أغضبونا

(6/372)



44 - وقوله جل وعز (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) (آية 56) قال لاحق بن حميد اي جعلناهم سلفا لمن عمل بعملهم ومثلا لمن لم يعمل بعملهم وقال مجاهد هم قوم فرعون سلف لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال (ومثلا) أي عبرة وقال قتادة (سلفا) إلى النار (ومثلا) أي عظة
قرئ على أبي قاسم قريب احمد بن منيع عن ابي كامل الجحدري عن عبد الواحد عن عاصم عن أبي مجلز (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) قال سلفا لمن عمل بمثل عملهم ومثلا لمن لم يعمل بمثل عملهم

(6/373)



قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة وأصل السلف في اللغة ما تقدم ومنه تسلفت من فلان وابينها قول قتادة اي جعلناهم متقدمين في الهلاك وعظة لمن يأتي بعدهم ويقرأ (سلفا) جمع سليف وقرأ حميد الأعرج فيما روي عنه (سلفا) جمع سلفة اي فرقة متقدمة وأبينها وأكثرها فتح السين واللام كما يقال فلان يحب السلف 45 - وقوله جل وعز (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (آية 57) قال مجاهد قالوا ما ذكر محمد عيسى صلى الله عليهما إلا لننزله فقال منزلته من النصارى

(6/374)



وقال قتادة لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عيسى غاظ ذلك قريشا وقالوا لم ذكرت عيسى وقالوا ما ذكره إلا لنستعمل فيه ما استعملت النصارى في عيسى فأنزل الله جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) وقيل نزل هذا في ابن الزبعري لما انزل أي الله تعالى
(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) قال فالنصارى تعبد المسيح قال جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) أي قد علموا أنه لا يراد بهذا المسيح وإنما يراد بها الصنام التي كانوا يعبدونها

(6/375)



46 - وقوله جل وعز (إذ قومك منه يصدون) (آية 58) روى سفيان وشعبة عن عاصم عن ابي رزين عن ابن عباس (إذا قومك منه يصدون) قال يضجون ويقرأ (يصدون) بضم الصاد قال النخعي أي يعرضون وقال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد

(6/376)



وأنكر بعض أهل اللغة الضم وقال لو كانت (يصدون) لكانت (عنه) ولم تكن (منه) وقال أبو جعفر وهذا لا يلزم لأن معنى يصدون منه أي من أجله 47 - وقوله جل وعز (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) (آية 58) قال قتادة (أم هو) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم وفي قراءة أبي (وقالوا أآلهتنا خير أم هذا) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم 48 - ثم قال جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) (آية 58) المعنى على تفسير قتادة إنهم قد علموا أنك لا تريد منهم أن ينزلوك منزلة المسيح
وعلى القول الآخر غنهم قد علموا أنه لا يراد بقوله جل وعز

(6/377)



(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) المسيح عليه السلام وإنما يراد به الأصنام واللغة تدل على هذا لأن (ما) لما لا يعقل فقد علم أن معنى (وما تعبدون من دون الله) لا يكون للمسيح وهذا أصح ما قيل في قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) 49 - ثم قال جل وعز (بل هم قوم خصمون) (آية 58) قال سفيان حدثني رجل أنها نزلت في ابن الزبعرى 50 - ثم قال جل وعز (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) (آية 59) يكون المعنى على قول من قال إن الآية نزلت في ابن الزبعرى إن المسيح إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني

(6/378)



إسرائيل اي جعلناه عظة لهم اي ذا عظة أي يعظهم ويجوز ان يكون معنى (مثلا) أنه بشر مثلهم فضل عليهم ويجوز أن يكون المعنى على قول قتادة وعلى الآخر ايضا إن محمد إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل والكلام في مثل كالكلام فيه 51 - ثم قال جل وعز (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض
يخلفون) (آية 60) قال مجاهد اي يعمرونها كما تعمرونها بدلا منكم

(6/379)



وقال قتادة أي ملائكة يخلف بعضهم بعضا 52 - ثم قال جل وعز (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها) (آية 61) روى سفيان عن عاصم عن ابي رزين عن ابن عباس (وإنه لعلم للساعة) قال نزول عيسى وكذلك روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس وكذلك قال مجاهد وأبو مالك وقد روي عن ابن عباس وابي هريرة أنهما قرءا (وإنه لعلم للساعة)

(6/380)



قال الخليل العلم والعلامة واحد قال أبو جعفر ومعنى (لعلم للساعة) يعلم بنزول عيسى صلى الله عليه وسلم أن الساعة قد قربت وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لينزلن أبن مريم حكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير ويجوز أن يكون المعنى وإن محمدا صلى الله عليه وسلم لعلم للساعة لأنه خاتم النبيين قال الله جل وعز (اقتربت الساعة وانشق القمر) ثم قال تعالى (فلا تمترن بها) أي فلا تشكوا

(6/381)



53 - وقوله جل وعز (ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) (آية 63) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) قال تبديل التوراة 54 - وقوله جل وعز (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) (آية 67) قال مجاهد أصحاب المعاصي متعادون يوم القيامة وقال الحارث سئل علي بن أبي طالب عن قوله جل وعز (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو) فقال خليلان مؤمنان وخليلان كافران مات أحد المؤمنين فبشر بالجنة فقال اللهم لا تضل خليلي حتى يبشر بما بشرت به وترضى عنه كما رضيت

(6/382)



عني فلما مات جمع بينهما فقال له جزاك الله من خليل ومن أخ وصاحب خيرا فنعم الخليل كنت والكافران يقول أحدهما لصاحبه بئس الخليل والصاحب كنت ثم قرأ (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) وقال مجاهد قال ابن عباس أحب لله وأبغض لله ووال لله وعاد لله فإنه إنما ينال ما عند الله بهذا ولن ينفع أحد كثرة صومه وصلاته وحجه حيى يكون هكذا وقد صار الناس اليوم يحبون ويبغضون للدنيا ولن ينفع ذلك أهله ثم قرأ (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
52 - وقوله جل وعز (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون) (آية 70)

(6/383)



قال يحيي بن أبي كثير سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى (انتم وأزواجكم تحبرون) قال اللذة والسماع بما شاء الله من ذكره قال قتادة (تحبرون) تنعمون 56 - ثم قال جل وعز (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب) (آية 71) روى سعيد عن قتادة قال الأكواب دون الأباريق قال وبلغني أنها مدورة وكذلك هي عند أهل اللغة إلا أنها لا آذان لها ولا عرى 57 - وقوله جل وعز (لايفتر عنهم وهم فيه مبلسون) (آية 75)

(6/384)



مأخوذ من الفترة والفتور والفتر والمبلس المتحير الذي قد يئس من الخير 58 - وقوله جل وعز (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون) (آية 77) قال مجاهد ما كنا ندري ما معنى (ونادوا يا مالك) حتى وجدنا في قراءة عبد الله (ونادوا يا مال) قال عبد الله بن عمرو بن العاص ينادون مالكا أربعين سنة فيجيبهم بعدها (إنكم ماكثون) ثم ينادون رب العزة (ربنا
أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) فيسكت عنهم مثل عمر الدنيا ثم يقول (اخسئوا فيها ولا تكلمون) قال فليس بعدها

(6/385)



إلا صياح كصياح الحمير أوله زفير وآخره شهيق 59 - وقوله جل وعز (أم ابرموا أمرا فإنا مبرمون) (آية 79) قال مجاهد أي أم أجمعوا على كيد أو شر فإنا نكيدهم قال الفراء أي أم أحكموا أمرا ينجيهم من عذابنا على قولهم فإنا نعذبهم قال أبو جعفر يقال أبرم الأمر إذا بالغ في إحكامه وأبرم الفاتل إذا أحكم الفتل وهو الفتل الثاني والأول سحيل كما قال: (من سحيل ومبرم)

(6/386)



ومنه رجل برم إذا كان لا يدخل في الميسر أو كان ضيق الخلق لا يجتمع مع الناس كما قال الشاعر: ولا برما تهدى النساء لعرسه * إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا و (برمة) من هذا سميت به للإلحاح عليها بالإيقاد 60 - وقوله جل وعز (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) (آية 81) في معناه ثلاثة أقوال: أ - قال مجاهد أي قل إن كان للرحمن ولد في قولكم فأنا أول من عبده ووحده وكذبكم

(6/387)



ب - وقال الحسن يقول ما كان للرحمن ولد ج - وقيل هو من عبد أي أنف كما قال: وأعبد أن تهجى تميم بدارم قال أبو جعفر أحسنها قول مجاهد لأن (إن) يبعد أن تكون ههنا بمعنى ما لأن ذلك لا يكاد يستعمل إلا وبعد (إن) إلا وأيضا فإن بعدها ألفا وأكثر ما يقال إذا أنف الإنسان وغضب وأنكر الشئ عبد فهو عبد كما يقال حذر فهو حذر

(6/388)



وقول مجاهد بين أي إن كان للرحمن ولد على زعمكم وقولكم كما قال تعالى (أين شركائي) فانا أول من خالفكم ووحد الله جل وعز ومعنى (العابدين) كمعنى الموحدين لأنه لا يقال عابد إلا لموحد 61 - وقوله جل وعز (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) (آية 84) قال قتادة أي يعبد في السماء وفي الأرض ووري عن عمر وأبي وابن مسعود (وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله)

(6/389)



62 - وقوله جل وعز (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق) (آية 86) قال قتادة المسيح وعزير قد عبدا من دون الله ولهما شفاعة وقال مجاهد لا يشفع المسيح وعزير والملائكة إلا لمن شهد بالحق قال لا إله إلا الله قال أبو جعفر قول قتادة أبين وقول مجاهد على أنه استثناء ليس من الأول 63 - وقوله جل وعز (وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يعلمون) (آية 88)

(6/390)



وسنبين معنى (وقيله يا رب) في الإعراب إن شاء الله 64 - وقوله جل وعز (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون) (آية 89) قال قتادة في قوله (فاصفح عنهم) قيل له هذا ثم نسخ بالأمر بالقتال انتهى تفسير سورة الزخرف

(6/391)



تفسير سورة الدخان مكية وآياتها 59 آية

(6/393)



بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الدخان وهي مكية 1 - قوله جل وعز (حم.
والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (آية 1 - 3) قال مجاهد وقتادة (في ليلة مباركة) ليلة القدر قال أبو جعفر في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال: أ - فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة وهذا إسناد لا يدفع

(6/395)



ب - وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر وهو قوله تعالى (ليلة القدر خير من الف شهر) فهذان قولان ج - وقيل المعنى إنا ابتدانا به إنزاله في ليلة القدر كما تقول إنا أخرج إلى مكة غدا أي أنا ابتدئ الخروج 2 - وقوله جل وعز (فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين) (آية 4 - 5) في معناه قولان متقاربان: قال ابن عباس يحكم الله جل وعز أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة أو موت أو رزق

(6/396)



وقال أبو عبد الرحمن السلمي والحسن ومجاهد
وقتادة نحوا من هذا إلا أن مجاهد قال إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران قال أبو جعفر فهذا قول والمعنى عليه أنه تؤمر ليلة القدر الملائكة بما يكون من القطر والرزق والحياة والموت إلى قابل ومعنى (يفرق) و (يؤمر) واحد كأنه قال يؤمر كل أمر حكيم أمرا من عندنا والقول الآخر: أنها ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد

(6/397)



وقال غيره (يفرق) يقضي ويفصل في تلك الليلة إلى مثلها من السنة الأخرى و (حكيم) بمعنى محكم وقيل إن معنى (يفرق) يفصل اي يفصل بين المؤمن والكافر والمنافق فيقال للملائكة هذا ويعرفونه 3 - وقوله جل وعز (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) (آية 10) روى إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال آية الدخان لم تمض بعد وستكون ياتي دخان يصيب المؤمنين الزكام وينقد الكافر وروى الأعمش عن ابي الضحى عن مسروق قال جلس
رجل فقال إن الدخان لم يكن وإنما يكون يوم القيامة يأخذ المؤمنين منه مثل الزكام ويشتد على الكافرين والمنافقين فدخلنا على عبد الله بن مسعود وهو متكئ فحكينا له ما قال فقام فجلس مغضبا وقال إذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل لا علم لي به فإن الله جل وعز يقول لنبيه (قل لا اسالكم عليه من أجر وما أنا

(6/398)



من المتكلفين) وسأخبركم عن الدخان إن قريشا استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفرت فدعا الله جل وعز عليها ان يجوعها فأصابها جوع شديد حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانا من الجوع والحر فقالت قريش (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) فكشفه الله عنهم فعادوا ثم بطش بهم البطشة الكبرى يوم بدر ولو كان الدخان يوم القيامة ما كشف عنهم 4 - وقوله جل وعز (إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون) (آية 15)

(6/399)



يجوز أن يكون المعنى إنكم عائدون في المعاصي ويجوز أن يكون بمعنى ميتين 5 - وقوله جل وعز (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) (آية 16) قال أبي بن كعب وابن مسعود في (البطشة الكبرى) إنها يوم بدر وروى عوف وقتادة عن الحسن (يوم نبطش البطشة الكبرى) قال يوم القيامة

(6/400)



6 - وقوله جل وعز (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم) (آية 17) روى سعيد عن قتادة قال ابتليناهم قال (وجاءهم رسول كريم) يعني موسى صلى الله عليه وسلم قال (وأن لا تعلوا علي) أن لا تعتوا قال وقوله (إني آتيكم بسلطان مبين) اي بعذر مبين 7 - ثم قال جل وعز (وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون) (آية 20)

(6/401)



قال قتادة بالحجارة قال الفراء الرجم ههنا القتل وروى إسماعيل بن ابي خالد عن ابي صالح في (وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون) قال ان يقولوا ساحر أو كاهن أو شاعر 8 - ثم قال جل وعز (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) (آية 21) أي دعوني كفافا لا لي ولا علي 9 - وقوله جل وعز (واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون) (آية 24)

(6/402)



روى عكرمة عن ابن عباس قال (رهوا) طريقا
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال سهلا وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (واترك البحر رهوا): أي ساكنا لا تأمره أن يرجع إلى ما كان عليه حتى يحصل فيه آخرهم وروي عن مجاهد أنه قال (رهوا) اي يابسا قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة ويقال للساكن رهو كما قال الشاعر: والخيل تمرغ رهوا في أعنتها * كالطير ينجو من الشؤبوب ذي البرد

(6/403)



ويقال جاء القوم رهوا على نطم واحد 10 - وقوله جل وعز (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم) (آية 25، 26) قال الفراء يقال المنازل الحسنة ويقال المنابر 11 - ثم قال جل وعز (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) (آية 29) روى المسيب بن رافع عن علي عليه السلام أنه قال يبكي على المؤمن الباب الذي يصعد منه عمله ومصلاه من الأرض وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال للمؤمن باب يصعد منه عمله وينزل منه رزقه فإذا مات بكى عليه وبكى عليه

(6/404)



الموضع الذي كان يصلي عليه ولم يكن في آل فرعون خير ولا كان لهم عمل صالح يصعد قال الله تعالى (فما بكت عليهم السماء والأرض)
وقيل المعنى فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض كما قال تعالى (واسأل القرية) قال أبو جعفر العرب إذا عظمت هلاك الإنسان قالت بكت عليه السماء وأظلمت له الشمس على التمثيل كما قال:

(6/405)



والشمس طالعة ليست بكاسفة * تبكي عليك نجوم الليل والقمرا ثم قال تعالى (وما كانوا منظرين) أي مؤخرين 12 - وقوله جل وعز (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين) (آية 31) قال قتادة كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم 13 - ثم قال جل وعز (ولقد اخترناهم على علم على العالمين) (آية 32) قال قتادة على عالمي أهل زمانهم

(6/406)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:30
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

17 - ثم قال جل وعز (وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين) (آية 33) قال قتادة أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وأنزل عليهم المن والسلوى قال أبو جعفر فالبلاء ههنا النعمة على هذا القول كما قال الشاعر: (فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو) وقد يكون البلاء ههنا العذاب ضد النعمة أي لحقهم البلاء لما
كفروا بآيات الله

(6/407)



15 - ثم قال جل وعز (إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين) (آية 35) إن (هؤلاء) يعني قريشا (إن هي) بمعنى ما هي والمنشرون ثم المبعوثون أنشر الله الموتى فنشروا كما قال الشاعر: يا آل بكر أنشروا لي كليبا * يا آل بكر أين أين الفرار 16 - ثم قال جل وعز (فأتوني بآبائنا إن كنتم صادقين) (آية 36) الفراء يذهب إلى أن قوله فائتوا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده على ما تستعمله العرب في مخاطبة الجليل

(6/408)



17 - ثم قال جل وعز (أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم) (آية 37) قالت عائشة كان تبع رجلا صالحا فذم الله قومه ولم يذممه وقال سعيد بن جبير سال ابن عباس كعبا كيف ذكر الله جل وعز قوم تبع ولم يذكر تبعا فقال كان تبع ملكا من الملوك وكان قومه كهانا وكان معهم قوم من أهل الكتاب فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده فقال لهم جميعا قربوا قربانا فقربوا فتقبل قربان اهل الكتاب ولم يتقبل قربان قومه فاسلم فلذلك ذكر الله قومه ولم يذكره

(6/409)



18 - وقوله جل وعز (ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون) (آية 39) (إلا بالحق) أي إلا لإقامة الحق 19 - وقوله جل وعز (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون) (آية 41) المولى الولي والناصر كما قال الشاعر: فغدت كلا الفرجين تحسب انه * مولى المخافة خلفها وأمامها وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (من كنت مولاه فعلي مولاه

(6/410)



في معناه ثلاثة أقوال: أحدها أن يكون المعنى من كنت أتولاه فعلي يتولاه والقول الثاني من كان يتولاني تولاه والقول الثالث أنه يروى أن أسامة بن زيد قال لعلي عليه السلام لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام (من كنت مولاه فعلي مولاه) 20 - وقوله جل وعز (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (آية 44) قال شعبة سمعت سليمن عن مجاهد قال كان ابن عباس جالسا وفي يده محجن والناس يطوفون بالبيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على أهل الدنيا لأمرت عليهم عيشهم فكيف بمن طعامه الزقوم

(6/411)



قال أبو الدرداء (طعام الأثيم) طعام الفاجر 21 - ثم قال جل وعز (كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم) (آية 45) روى سعيد بن جبير وابو ظبيان عن ابن عباس قال المهل دردي الزيت ثم قال (تغلي في البطون) يعني الشجرة ومن قال (يغلي) جعله للطعام والزقوم وقال الفراء وأبو حاتم من قال (يغلي) جاز أن يجعله للمهل

(6/412)



قال أبو جعفر وهذا غلط لأن المهل ليس هو الذي يغلي في البطون وإنما شبه به ما يغلي والحميم الماء الحار كما قال: (فيها كباء معد وحميم) الكباء البخور يقال كببت العود اي بخرته والكبا مقصور الكناسة 22 - ثم قال جل وعز (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم) (آية 47) أي يقول للملائكة خذوه فاعتلوه قال مجاهد أي فادفعوه

(6/413)



قال أبو جعفر يقال عتله يعتله ويعتله إذا جره
بعنف وشدة قال قتادة (إلى سواء الجحيم) إلى وسط الجحيم 23 - وقوله جل وعز (ذق إنك انت العزيز الكريم) (آية 49) وقرا الحسن بن علي عليهما السلام (ذق انك) بفتح الهمزة وهي قراءة الكسائي والمعنى عليها ذق لأنك كنت تقول هذا والمعنى على قولك قال قتادة أنزل الله عز وجل في أبي جهل الآية (أولى لك فأولى ثم اولى لك فأولى) فقال أيوعدني محمد وما بين جبليها أعز مني ولا أكرم فأنزل الله (ذق إنك أنت العزيز

(6/414)



الكريم) وأنزل فيه (كلا لا تطعه واسجد واقترب) 24 - وقوله جل وعز (إن المتقين في مقام أمين) (آية 51) قال الكسائي المقام لمكان والمقام الإقامة كما قال: (عفت الديار محلها فمقامها) ومعنى (أمين) أي من العلل والأحزان قال قتادة أمين من الشيطان والأنصاب والأحزان 25 - وقوله جل وعز (يلبسون من سندس واستبرق متقابلين) (آية 53)

(6/415)



قال عكرمة الاستبرق غليظ الديباج قال أبو إسحاق الاستبرق مأخوذ من البريق وهو الذي
يجعل على الكعبة والسندس الرقيق منه 26 - ثم قال جل وعز (كذلك وزوجناهم بحور عين) (آية 54) قال مجاهد أي أنكحناهم قال قتادة وفي قراءة عبد الله (كذلك وزوجناهم بعيس عين) ومعناه البيض يقال جمل اعيس ولا إذا كان أبيض يضرب إلى الشقرة 27 - ثم قال جل وعز (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) (آية 55)

(6/416)



قال قتادة آمنين من الموت والوصب والشيطان وقال غيره آمنين من انقطاع ذلك ومن غائلة أذاه ومكروهة وليس كفاكهة الدنيا التي لها غائلة وتنفد 28 - ثم قال جل وعز (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم) (آية 56) المعنى لا يذوقون فيها الموت البتة ثم قال (إلا الموتة الأولى) استثناء ليس من الأول وأنشد سيبويه: من كان أسرع في تفرق فالج * فلبونه جربت معا وأغدت ثم استثنى ما ليس من الأول فقال: إلا كناشرة التي ضيعتم * كالغصن في غلوائه المتنبت

(6/417)



29 - وقوله جل وعز (فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم) (آية 57) قال الفراء اي فعل ذلك تفضلا
30 - وقوله جل وعز (فارتقب إنهم مرتقبون) (آية 59) أي منتظرون انتهت سورة الدخان

(6/418)



تفسير سورة الجاثية مكية وآياتها 73 آية

(6/419)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الجاثية وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) (آية 3) والمعنى إن في خلق السموات والأرض ودل عليه قوله (وفي خلقكم وما يبث من دابة) (آية 4) وكل ما فيه الروح فهو دابة 2 - وقوله جل وعز (وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون) (آية 5)

(6/421)



قال قتادة إن شاء جعلها رحمة وإن شاء جعلها عذابا 3 - وقوله جل وعز (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) (آية 6) أي بعد قرآن الله كما قال تعالى (واسأل القرية) 4 - وقوله جل وعز (ويل لكل أفاك أثيم) (آية 7)
الأفاك الكذاب 5 - وقوله جل وعز (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه) (آية 13)

(6/422)



روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال منه النور ومنه الشمس ومنه القمر ويقرأ (جميعا منة) بمعنى من به منة ويقرأ (منة) بمعنى ذلك منة ويجوز (منه) على أنه مصدر كما قال تعالى (صنع الله) 6 - وقوله جل وعز (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) (آية 14) قال مجاهد أي لا يبالون نعم الله أي لا يعلمون أنه أنعم

(6/423)



بها عليهم كما قال تعالى (وذكرهم بأيام الله) قال أبو جعفر يجوز أن يكون المعنى لا يرجون البعث أي لا يؤمنون به وقال قتادة هذه الآية منسوخة بقوله تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) 7 - وقوله جل وعز (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) (آية 18) روى سعيد عن قتادة قال الشريعة الفرائض والحدود
والأمر والنهي قال أبو جعفر الشريعة في اللغة المذهب والملة ومنه شرع فلان في كذا ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد فالشريعة

(6/424)



ما شرع الله لعباده من الدين والجمع الشرائع أي المذاهب 8 - وقوله جل وعز (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون) (آية 20) أي هذا القرآن 9 - وقوله جل وعز (أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) (ى ية لم 21) (اجترحوا السيئات) أي كسبوا السيئات ومنه (ويعلم ما جرحتم بالنهار) ومنه الجوارح أي الكواسب 10 - وقوله تعالى (سواء محياهم ومماتهم) (آية 21)

(6/425)



قال مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا ويقرأ (سواء محياهم ومماتهم) وقرأ الأعمش (سواء محياهم ومماتهم) قال أبو جعفر القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب وقراءة الأعمش على البدل وعند الفراء بمعنى الظرف

(6/426)



11 - وقوله جل وعز (أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم) (آية 23) قال سعيد بن جبير كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه قال هذا أحسن من هذا فعبده وقال الحسن وقتادة في قوله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال المنافق إذا هوي شيئا ركبه ثم قال (وأضله الله على علم) (آية 23) روي عن ابن عباس أنه قال (على علم) قد علمه عنده

(6/427)



وقيل على علم انه لا ينفعه ولا يضره 12 - وقوله جل وعز (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) (آية 24) يقال هم لا يقرون بالبعث فما معنى (نموت ونحيا) ؟ ففيه ثلاثة أجوبة: 1 - منها ان المعنى يموت بعضنا ويحيا بعض 2 - ومنه ان في الكلام تقديما وتأخيرا وأن المعنى نحيا ونموت 3 - والجواب الثالث أن معنى (نموت) نخلق مواتا ثم نحيا في الدنيا وقوله جل وعز (وما يهلكنا إلا الدهر)

(6/428)



قال مجاهد اي الزمان أي مر السنين والأيام وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر في معناه ثلاثة أقوال: 1 - منها أن المعنى لا تسبوا خلقا من خلق الله فيما لا ذنب له فيه فإن الله هو الدهر أي خالق الدهر كما قال تعالى (واسأل القرية) 2 - وقيل لما كانوا يقولون فعل الله بالزمان فإنه قد فعل بنا كذا وكان الله جل وعز هو القاضي بتلك الأشياء قال لهم لا تسبوا فاعل

(6/429)



الأشياء فإن الدهر ليس يفعلها 3 - وقد روي فإن الله هو الدهر والمعنى عليه لا تسبوا الدهر فإن الله مقيم الدهر أي مقيم أبدا لا يزال وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى (وما لهم بذلك من علم) قال قولهم لا نبعث 13 - وقوله جل وعز (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها) (آية 28) في معناه قولان: روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن ابن جريح عن مجاهد في قوله تعالى (وترى كل أمة جاثية)

(6/430)



قال مستوفرين على الركب قال مجاهد في رواية ابن أبي نجيح الأمة ههنا الواحد قال سفيان بن أبي عيينة ولا يكون المستوفز إلا على ركبتيه وأطراف أصابعه قال الضحاك (جاثية) عند الحساب فهذا قول وقال الفراء في قوله تعالى (وترى كل أمة جاثية) قال أهل كل دين وجاثية مجتمعة قال أبو جعفر قد يقال لما اجتمع من التراب جثوة فأحسب الفراء أخذه من هذا قال الشاعر: ترى جثوتين من تراب عليهما * صفائح صم من صفيد ابن منضد

(6/431)



والقول الأول أعرف وأشهر 14 - وقوله جل وعز (كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون) (آية 28) في معناه قولان: أحدهما أن كتابها ما فرض عليها من حلال وحرام والقول الآخر أن كتابها ما كتبت الملائكة عليها وهذا أولى لأن بعده ما يدل عليه 15 - وقوله جل وعز (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنتج ما كنتم تعملون) (آية 29)
(ينطق) أي يبين أي تنظرون فتذكرون ما عملتم

(6/432)



ثم قال تعالى (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) (آية 29) في معناه قولان: أحدهما ان المعنى ما تكتبه الملائكة وتنسخه قوله من أعمال بني آدم والقول الآخر رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فرغ الله جل وعز مما هو كائن فتنسخ الملائكة ما يعمل يوما بيوم من اللوح المحفوظ فيقابل به ما يعمله الإنسان لا يزيد على ذلك ولا ينقص قال فقيل لابن عباس ما توهمنا إلا إنهم يكتبونه بعدما يعمل فقال أنتم قوم عرب والله جل وعز يقول (إنا كنا نستنسخ) ولا يكون الاستنساخ إلا من نسخة 16 - وقوله جل وعز (وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) (آية 31)

(6/433)



في الكلام حذف والمعنى فيقال لهم ألم تكن آياتي تتلى عليكم ؟ 17 - وقوله جل وعز (وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا) (آية 34)
روى معمر عن قتادة قال فاليوم نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا قال أبو جعفر المعنى على هذا فاليوم نترككم في النار كما تركتم العمل ليومكم هذا 18 - وقوله جل وعز (وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) (آية 37) الكبرياء العظمة انتهت سورة الجاثية

(6/434)



تفسير سورة الأحقاف مكية وآياتها 35 آية

(6/435)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأحقاف وهي مكية 1 - من ذلك قوله جل وعز (ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق) (آية 3) أي إلاقامة الحق ثم قال (والذين كفروا عما أنذروا معرضون) (آية 3) أي أعرضوا بعدما تبين لهم الحق من خلق الله عز وجل 2 - ثم احتج عليهم فيما يعبدون فقال (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله) (آية 4) المعنى ما تدعونه إلها من دون الله (أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في
السموات) ؟

(6/437)



أي في خلق السموات (ايتوني بكتاب من قبل هذا) أي بكتاب فيه برهان على ما قلتم (أو أثارة من علم) قال مجاهد أحد يأثر علما وقال الحسن شئ يثار أو يستخرج وقال أبو عبيدة (أثارة) بقية قال أبو جعفر وهذه القوال متقاربة لأن البقية هو شئ يؤثر ومعروف في اللغة أن يقال سمنت الناقة على أثارة أي على بقية من سمن

(6/438)



ويقرأ (أو أثرة) روى أبو سلمة عن ابن عباس (أو أثرة من علم) قال الخط حدثنا محمد بن أحمد - يعرف بالجريجي - حدثنا بندار أنبأنا يحيي بن سعيد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن أم سلمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (أو أثرة من علم) قال الخط

(6/439)



وروى سعيد عن قتادة (أو أثرة من علم) قال خاصة
من علم قال أبو جعفر يقال لفلان عندي أثرة أو أثرة أي شئ أخصه به ومنه آثرت فلانا على فلان ويجوز أن يكون (أثرة) خبرا عن بعض الأنبياء صلى الله عليهم من أثرت الحديث وذا قول أبي عبيدة 3 - وقوله جل وعز (هو أعلم بما تفيضون فيه) (آية Cool قال مجاهد اي تقولونه 4 - وقوله جل وعز (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) (آية 9) قال مجاهد في قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل) أي أول من أرسل

(6/440)



وقوله تعالى (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) وقد قال في موضع آخر (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فالجواب في هذا أنه ليس من ذاك وإنما المعنى - والله أعلم - وما أدري ما يفعل بي ولا بكم من جدب أو غيره

(6/441)



ويبين هذا أنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا سرت أصحابه فاستبطأوا تأويلها فانزل الله جل وعز (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) 5 - وقوله جل وعز (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم)
(آية 10) قيل في الكلام حذف لعلم السامع به والمعنى أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل ممن تثقون به وتقفون على صدقه وعلمه على ما شهد النبي صلى الله عليه وسلم وكفرتم به أليس قد غررتم وأتيتم أمرا قبيحا واجترأتم عليه ؟ ! فأما الشاهد من بني إسرائيل فقيل إنه عبد الله بن سلام روى مالك عن أبي النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي

(6/442)



على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم) وقال الحسن ومجاهد والضحاك (وشهد شاهد من بني إسرائيل) عبد الله بن سلام قال أبو جعفر وفي الآية قولان آخران: أ - قال مسروق ليس هو عبد الله بن سلام لأن السورة مكية والمعنى لموسى صلى الله عليه وسلم والتوراة وأهل الكتاب أنزل الله جل وعز التوراة على موسى فآمن بها أهل الكتاب (وكفرتم به) مخاطبة

(6/443)



لقريش قال (وسبقونا إليه) يعني أهل الكتاب
ب - روى ابن عون عن الشعبي في قوله تعالى (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) قال هو رجل من أهل الكتاب وليس بعبد الله بن سلام لأن السورة مكية وإنما اسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين قال أبو جعفر هذا الاعتراض لا يلزم وسئل محمد بن سيرين عن هذا بعينه فقال كانت الآية تنزل فيقال لهم ألحقوها في سورة كذا وكذا قال أبو جعفر فهذا جواب عن ذاك ويجوز أن تكون الآية نزلت بمكة ويكون المعنى أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله أتؤمنون ؟ وقال الحسن نزل هذا بمكة فآمن عبد الله بن سلام

(6/444)



بالمدينة 6 - ثم قال جل وعز (وقال الذين كفروا لو كان خيرا ما سبقونا إليه) (آية 11) قال مسروق هم أهل الكتاب وقال الحسن اسلم وغفار فقالت قريش لو كان خيرا ما سبقونا إليه 7 - وقوله جل وعز (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) (آية 12)

(6/445)



فيه جوابان:
أحدهما أن المعنى مصدق له أي لكتاب موسى صلى الله عليه وسلم ثم حذف لأن قبله (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة) و (عربيا) حال ولسانا توطئه للحال أي توكيد كما يقال جاءني زيد رجلا صالحا ويقوي هذا أنه في قراءة عبد الله (وهذا كتاب مصدق [ لما بين يديه ] لسانا عربيا) والجواب الآخر: أن يكون لسانا مفعولا يراد به النبي صلى الله عليه وسلم ويكون المعنى ذا لسان عربي ثم قال (لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) (آية 12)

(6/446)



يجوز أن يكون المعنى وهو بشرى وأن يكون المعنى وتبشر المحسنين بشرى 8 - وقوله جل وعز (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (آية 13) قد بينا معنى (ثم استقاموا) فيما تقدم 9 - وقوله جل وعز (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) (آية 15) (إحسانا) أي يحسن إليهما إحسانا 10 - ثم قال تعالى (حملته أمه كرها ووضعته كرها) (آية 15) ويقرأ (كرها) بفتح الكاف وهو عند بعض العربية لحن لأنه يفرق بينهما قال الحسن ومجاهد وقتادة الكره المشقة والفراء وجماعة من أهل العربية يذهبون إلى أن الكره بفتح

(6/447)



الكاف القهر والغصب فعلى هذا القول يكون لحنا وقال الكسائي الكره والكره بمعنى واحد وكذلك هو عند البصريين جميعا لا اعلم بينهم اختلافا لأن الكره المصدر والكره اسم بمعناه 11 - وقوله جل وعز (حتى إذا أبلغ أشده وبلغ أربعين سنة) (آية 15) قال مجاهد سالت ابن عباس عن قوله تعالى (حتى إذا بلغ اشده) فقال بضعا وثلاثين سنة قال مجاهد ثلاثا وثلاثين

(6/448)



قال أبو جعفر وقيل الأشد ثماني عشرة سنة والأول أشبه لاتساق الكلام الا ترى أن بعده (وبلغ أربعين سنة) ؟ وأيضا فإن البالغ ثلاثا وثلاثين سنة أولى بهذا الاسم لأنه أكمل 12 - وقوله جل وعز (قال رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) (آية 15) روى أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي بكر بن عياش في قوله تعالى (أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) قال هو أبو بكر الصديق فلم يكفر له أب ولا

(6/449)



أم قال (وأوزعني) ألهمني 13 - وقوله جل وعز (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي) (آية 17) قال الفراء أف لكما أي قذرا لكما (أتعدانني أن أخرج) روى سعيد عن قتادة قال هذا عبد سوء نعته الله جل وعز قال لوالديه أتعدانني أن أبعث 14 - وقوله جل وعز (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) (آية 20) وقرأ يزيد بن القعقاع (أأذهبتم طيباتكم في حياتكم

(6/450)



الدنيا بالاستفهام قال أبو جعفر العرب تقرر وتوبخ بالاستفهام وغير الاستفهام ويروى ان عمر رضي الله عنه رأى جابر بن عبد الله ومعه إنسان يحمل شيئا فقال ما هذا فقال لحم اشتريته بدرهم فقال أكلما قام أحدكم اشترى لحما بدرهم والله لو شئت أن أكون أطيبكم طعاما والينكم ثوبا لفعلت ولكن الله يقول (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) فأنا اترك طيباتي 15 - وقوله جل وعز (فاليوم تجزون عذاب الهون) (آية 20) قال مجاهد الهون الهوان 16 - وقوله جل وعز (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه) (آية 21)

(6/451)



قال قتادة كانت عاد أحياء من اليمن منازلهم عند الرمال والدكاوات قال أبو جعفر الحقف عند أهل اللغة الرمل المنحني وجمعه حقفة محمد وأحقاف وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بظبي حاقف أي منحن متثن 17 - إلى وقوله جل وعز (قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا) (آية 23) معنى (لتأفكنا) لتصرفنا 18 - وقوله جل وعز (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) (آية 24)

(6/452)



أي فلما رأوا الذي أو عدوا كسحاب عارض قد اعترض فيه عذاب ولم يعلموا أن فيه عذابا قالوا هذا عارض ممطرنا روى طاووس عن ابن عباس قال كان لعاد واد إذا جاء المطر أو الغيم من ناحيته كان غيثا فأرسل الله عليهم العذاب من ناحيته فلما وعدهم هود صلى الله عليه وسلم بالعذاب ورأوا العارض قالوا (هذا عارض ممطرنا) قال لهم هود عليه السلام (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم) فقالوا كذبت كذبت فقال الله جل وعز (فاصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) 19 - وقوله جل وعز (ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه وجعلنا) لهم سمعا وأبصارا وأفئدة (آية 26) قال قتادة أنبأنا الله أنه قد مكنهم في شئ لم يمكنا فيه

(6/453)



قال أبو جعفر فإن على هذا القول بمعنى ما وقد قيل انها زائدة والأول أولى لأنه لا يعرف زيادتها إلا في النفي وفي الإيجاب أن بالفتح 20 - وقوله جل وعز (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) (آية 29) قال زر بن حبيش كانوا تسعة نفر 21 - وقوله جل وعز (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) (آية 35) قال قتادة هم أربعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم

(6/454)



وقال مجاهد وعطاء الخرساني أولو العزم من الرسل خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم 22 - وقوله جل وعز (بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) (آية 35) أي ذلك بلاغ وقرأ عيسى بن عمر (بلاغا) وقرأ أبو مجلز (بلغ) على الأمر 23 - ثم قال جل وعز (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) (آية 35) أي فهل يهلك مع رحمة الله وتفضله إلا القوم الفاسقون ؟
تم تفسير سورة الأحقاف

(6/455)



تفسير سورة محمد مدنية وآياتها 38 آية

(6/457)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة محمد وهي مدنية 1 - من ذلك قوله جل وعز (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) (آية 1) روى أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) قال أهل مكة (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال الأنصار (وأصلح بالهم) قال أمرهم قال أبو جعفر معنى (أضل أعمالهم) أبطلها كما

(6/459)



قال تعالى (وقالوا أئذا ضللنا في الأرض) والمعنى لم نثبهم كان على ما عملوا لكفرهم ومعنى (كفر عنهم سيئاتهم) غطى عليها ولم يؤاخذهم بما عملوا وقت كفرهم 2 - وقوله جل وعز (كذلك يضرب الله للناس أمثالهم) (آية 3) المعنى كذلك يبين الله أمر الحسنات والسيئات ومعنى ضربت له مثلا بينت له ضربا من الأمثال أي نوعا
منها

(6/460)



3 - ثم قال جل وعز (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (آية 4) أي فاقتلوهم وذكرت الرقاب لأن القتل أكثر ما يقع بها 4 - ثم قال جل وعز (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) (آية 4) قال سعيد بن جبير لا ينبغي أن يقع أسر حتى يثخن بالقتل في العدو كما قال جل وعز (ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض)

(6/461)



5 - ثم قال جل وعز (فإما منا بعد إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (آية 4) قال أبو جعفر في هذه الآية اختلاف قال ابن جريج كان عطاء يكره قتل الأسير صبرا لقول الله جل وعز (فإما منا بعد وإما فداء) وقال امنن أو فاد ولا تقتل وقال قتادة الآية منسوخة نسخها قوله تعالى (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم) وروى شعبة عن الحكم قال سألني مغيرة عن آية غامضة منسوخة وهي قوله تعالى (فإما منا بعد وإما فداء)

(6/462)



وقال الضحاك هي ناسخة نسخت قوله تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قال أبو جعفر البين في الآية أنها ليست بمنسوخة ولا ناسخة وإنما هذا إباحة وكذلك القتل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل وفادى وذكر القتل في آية أخرى وهو (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) فاجتزأ بذلك 6 - وقوله جل وعز (حتى تضع الحرب أوزارها) (آية 4) قال قتادة أي حتى يسلم أهل الشرك فسماهم حربا قال سعيد بن جبير ومجاهد في قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) حتى ينزل عيسى بن مريم فيكسر الصليب

(6/463)



ويقتل الخنزير وتزول الأديان إلا دين الإسلام وتكون الملة واحدة قال أبو جعفر فهذا قول في الآية أي حتى يضع أهل الحرب أوزارهم فيسلموا أو يسالموا وقيل يعني بالأوزار ههنا السلاح كما قال الشاعر: وأعددت للحرب أوزارها * رماحا طوالا وخيلا ذكورا والمعنى على هذا فشدوا الوثاق حتى تضع الحرب أوزارها فإما منا بعد وإما فداء

(6/464)



7 - وقوله جل وعز (ولكن ليبلوا بعضكم ببعض) (آية 4) أي ليمحص المؤمنين ويمحق الكافرين
8 - ثم قال جل وعز (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) (آية 4) ويقرأ (قتلوا) و (قتلوا) و (قتلوا) 9 - وقوله جل وعز (سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم) (آية 6) في معناه ثلاثة أقوال: قال مجاهد عرفهم بيوتها ومساكنها وقسمهم منها فلا

(6/465)



يغلط أحد منهم فيدخل إلى موضع غيره ولا يحتاج أن يستدل وقال سلمة بن كهيل (عرفها لهم) عرفهم طرقها فهذا قول وقيل (عرفها) طيبها وقيل (عرفها) رفعها قال أبو جعفر القول الأول وإن كان بعض أهل اللغة قد أنكره وقال لو كان كذا لقال عرفهم بها أحسن الأقوال وأصحها ولا يلزم هذا الرد

(6/466)



والمعنى بينها لهم فتبينوها أو والقول الثاني ليس بممتنع لأنه يقال طعام معرف أي مطيب والقول الثالث: مأخوذ من العرف لارتفاعه وقيل أي عرف المكلفين من عباده بأنها لهم
10 - وقوله جل وعز (والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم) (آية Cool أي ممن ينبغي أن يقال لهم أتعسهم الله أي لا جبرهم وهذا يدعى به على العاثر وقال ثعلب التعس الشر قال وقيل هو البعد وانتكس قلب أمره وأفسد وقال البن السكيت التعس أن يخر على رأسه قال

(6/467)







أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



معاني القرآن  الجزء الثاني Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 6:32
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: معاني القرآن الجزء الثاني



معاني القرآن الجزء الثاني

والتعس أيضا الهلاك 11 - وقوله جل وعز (دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها) (آية 10) قال مجاهد وللكافرين التدمير وعيدا من الله وقال غيره فقتل منهم من قتل بالسيف 12 - ثم قال جل وعز (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم) (آية 11) قال قتادة أي ولي الذين آمنوا

(6/468)



قال أبو جعفر وفي قراءة عبد الله كذلك وقال الشاعر: فغدت كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها أي ولي المخافة وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) قال لا مولى لهم غيره
قال قتادة نزلت هذه الآية يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد اثخن في المسلمين بالقتل والجراح فصاح المشركون يوم بيوم بدر لنا العزى ولا عزى لكم فانزل الله جل وعز (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) إلى قوله (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم

(6/469)



وقتلانا أحياء يرزقون في الجنة وقتلاكم في النار قال أبو جعفر والمعنى الله ولي الذين آمنوا في الهداية والنصرة فلما أخبر بولايته المؤمنين وخذلانه الكافرين أعلم بما أعده للمؤمنين والكافرين فقال (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) أي منزل لهم (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) (آية 14) 13 - ثم قال جل وعز (وكأين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم) (آية 13)

(6/470)



قال قتادة يعني أهل مكة قال فلا ناصر لهم 14 - ثم قال جل وعز (أفمن كان على بينة من ربه) (آية 14) قال قتادة هو محمد صلى الله عليه وسلم
(كمن زين له سوء عمله) قال هم مشركو العرب ثم قال (واتبعوا أهواءهم) على معنى (من) 15 - ثم قال جل وعز (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن) (آية 15) ولم يأت بالمماثل

(6/471)



في معناه ثلاثة أقوال: أ - منها أن مثلا بمعنى صفة قال ذلك النضر بن شميل والفراء وروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قرأ (أمثال الجنة التي وعد المتقون) قال أبو جعفر فهذا قول ويكون على هذا (مثل) على معنى (مثل) ويكون فيه خلاف معناه كما ان في (عدل) خلاف معنى (عدل) ب - وقيل المعنى مثل الجنة التي وعد المتقون فيما تعرفون في الدنيا جنة فيها أنهار ج - والقول الثالث أن المعنى على التوبيخ والتقرير أي مثل الجنة التي وعد المتقون كمن هو خالد في النار أي مثل المطيع عندكم كمثل العاصي ؟

(6/472)



وروى معمر عن قتادة (من ماء غير آسن) قال غير منتن
قال قتادة الاسن المتغير الآجن قال أبو جعفر قول قتادة اصح لأنه يقال أسن الماء يأسن ويأسن فهو آسن وأسن إذا أنتن فلم يقدر أحد على شربه وأجن يأجن وهو آجن إذا تغير وإن كان شرب على كره 16 - وقوله جل وعز (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (آية 15) يقال شراب لذيذ ولذ

(6/473)



(وأنهار من عسل مصفى) أي ليس كعسل الدنيا الذي فيه الشمع وغيره (ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) أي ولهم مغفرة من ربهم ثم قال تعالى (كمن هو خالد في النار) ؟ قال أبو جعفر قد تقدم القول فيها وفيه قول آخر وهو ان المعنى أمن يخلد في الجنة وفي هذا النعيم المذكور كمن هو خالد في النار ثم حذف هذا لعلم السامع كما قال تعالى (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما)

(6/474)



وغن كان قد قيل إن المعنى يا من هو قانت 17 - وقوله جل وعز (ومنهم من يستمع إليك) (آية 16) قال قتادة هم المنافقون 18 - ثم قال تعالى (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا
العلم ماذا قال آنفا) (آية 16) أي إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ثم خرجوا قالوا للمسلمين استهزاء (ماذا قال آنفا) أي لم نلتفت إلى ما قال والمعنى ماذا قال الساعة أي في أقرب الأوقات إلينا ؟ من قولهم استأنفت الشئ وروضة أنف لم ترع

(6/475)



19 - وقوله جل وعز (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) (آية 17) المعنى زادهم الله هدى فيكون الضمير يعود على قوله (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) ويجوز أن يكون المعنى وزادهم قول النبي هدى ويجوز أن يكون المعنى وزادهم استهزاء المنافقين هدى ثم قال تعالى (وآتاهم تقواهم) أي ألهمهم ويجوز أن يكون المعنى ثواب تقواهم

(6/476)



20 - وقوله جل وعز (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) (آية 18) أي فهل ينتظرون إلا أن تأتيهم الساعة فجأة (فقد جاء أشراطها) قال الفراء أي علامتها الواحد شرط 21 - ثم قال جل وعز (فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) ؟ (آية 18)
قال قتادة أي فأنى لهم أن يتذكروا قال أبو جعفر فالمعنى على هذا فمن أين لهم منفعة الذكرى إذا جاءت الساعة وانقطعت التوبة ؟

(6/477)



22 - ثم قال جل وعز (فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) (آية 19) والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته أي اثبتوا على هذا 23 - وقوله جل وعز (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال) (آية 20) قال قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة قال أبو جعفر وهذه آية مشكلة وفي قراءة عبد الله (وإذا أنزلت سورة محدثة) والمعنى واحد أي لم يقع عليها النسخ وذكر فيها القتال

(6/478)



وإنما كان المسلمون يقولون هذا لأنهم كانوا يأنسون بنزول الوحي (رأيت الذين في قلوبهم مرض) أي ريب وشك (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) أي نظر مغتاظين مغمومين كما قال تعالى (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) وإنما كانوا يكرهون ذكر القتال لأنهم إذا تأخروا عنه تبين نفاقهم فخافوا القتل
ثم قال تعالى (فأولى لهم) على التهديد وحقيقته وليهم المكروه أي أولى لهم المكروه والعرب تقول

(6/479)



لكل من قارب الهلكة ثم افلت أولى لك أي كدت تهلك كما روي أن أعرابيا كان يوالي رمي الصيد فيفلت منه فيقول أولى لك رمى صيدا فقاربه ثم افلت منه فقال: فلو كان (أولى) يطعم القوم صدتهم * ولكن (أولى) تترك الناس جوعا 24 - ثم قال تعالى (طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم) (آية 21) قال قتادة أي طاعة الله وقول بالمعروف في حقائق الأمور أي سمع وطاعة خير لهم وقال الخليل وسيبويه أي طاعة وقول معروف أمثل

(6/480)



وفي المعنى قول آخر وهو انه حكى ما كانوا يقولون قبل نزول القتال وقبل الفرض فالمعنى على هذا يقولون منا طاعة وقول معروف ويدل على صحة هذا القول (فإذا عزم الأمر) قال مجاهد أي جد الأمر قال أبو جعفر فالتقدير على هذا فإذا جد الأمر بفرض القتال كرهوا ذلك ثم حذف 25 - ثم قال جل وعز (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم) (آية 21)
قال قتادة فلو صدقوا الله في الإيمان والجهاد 26 - وقوله جل وعز (فهل عسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (آية 22)

(6/481)



قال بكر بن عبد الله المزني هؤلاء الحرورية قال محمد بن كعب اي فهل عسيتم إن توليتم الأمور أن يقتل بعضكم بعضا كقتل قريش بني هاشم وكقتل بني هاشم قريشا وفي المعنى قول آخر وهو فهل تريدون إن توليتم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكفرتم بما جاءكم به على أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه من الكفر فتفسدوا في الأرض بالكفر وتقطعوا أرحامكم بان تئدوا بناتكم ؟ وقرأ علي بن أبي طالب عليه السلام (فهل عسيتم إن

(6/482)



توليتم) اي ولي عليكم 27 - وقوله جل وعز (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم) (آية 25) قال قتادة هؤلاء أهل الكتاب عندهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم فأنكروها وكفروا من بعد ما تبين لهم الهدى وقال الضحاك هم أهل النفاق (الشيطان سول لهم) قال قتادة أي زين لهم ثم قال تعالى (وأملى لهم)
المعنى وأملى الله لهم أي مد الله لهم في آجالهم ملاوة

(6/483)



من الدهر كما قال تعالى (وأملي لهم إن كيدي متين) وقرأ مجاهد (الشيطان سول لهم واملي لهم) وهذه قراءة حسنة والمعنى وأنا أملي لهم وحكى الفراء انه قرئ (وأملي لهم) وهي قراءة شيبة وأبي عمرو 28 - ثم قال جل وعز (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر) (آية 26) أي في التضافر على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم وقال سفيان يعني الفرائض قال قتادة هم المنافقون

(6/484)



29 - وقوله جل وعز (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) (آية 29) اي عداوتهم أي يظهروا عداوتهم لأهل الإسلام 30 - ثم قال جل وعز (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (آية 30) أي لعرفناكهم يقال قد أريتك كذا أي عرفتكه) (فلعرفتهم بسيماهم) أي بعلامتهم 31 - ثم قال تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول) (آية 30) اي فحواه ومعناه كما قال الشاعر:
منطق صائب وتلحن أحيانا * وخير الحديث ما كان لحنا

(6/485)



أي ما لم يصرح به وما عرف بالمعنى ونحو الكلام وقولهم لحن فلان في هذا إنما معناه أخذ في ناحية غير الصواب 31 - وقوله جل وعز (والله معكم ولن يتركم أعمالكم) (آية 35) قال مجاهد لن ينقصكم قال أبو جعفر من هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله 32 - وقوله جل وعز (إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم) (آية 37)

(6/486)



(فيحفكم) أي يجهدكم ومنه حفيت الدابة (ويخرج أضغانكم) قيل أي عداوتكم وقال الضحاك غش قلوبكم إذا سئلتم أموالكم 33 - وقوله جل وعز (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) (آية 38) قال قتادة أي إن تتولوا عن طاعة الله ثم قال (يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) (آية 38) قال مجاهد من شاء

(6/487)



وروى العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ فضرب بيده على فخذ سلمان رضي الله عنه فقال هم قوم هذا لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من الفرس تمت سورة محمد صلى الله عليه وسلم

(6/488)



تفسير سورة الفتح مدنية وآياتها 29 آية

(6/489)



بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفتح وهي مدنية مدنية في رواية مجاهد عن ابن عباس وروى الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان قالا نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة كلها في شأن الحديبية 1 - من ذلك قوله جل وعز (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (آية 1) روى قتادة عن أنس قال نزلت (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد نزلت علي آية

(6/491)



أحب إلي من جميع الدنيا ثم تلاها فقال رجل من المسلمين هنيئا مريئا هذا لك يا رسول الله فماذا لنا فأنزل الله جل وعز
(ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنت تجري من تحتها الأنهار) إلى آخر الآية قال مجاهد في قوله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) قال قضينا لك قضاء بينا قال سفيان (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك) أي ما كان في الجاهلية (وما تأخر) قال ما كان في الإسلام مما لم تعمله بعد

(6/492)



قال أبو جعفر في قوله جل وعز (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) ثلاثة أقوال: متقاربة أ: منها ما تقدم أنه فتح الحديبية والحديبية بئر سمي المكان باسمها قال أبو جعفر ولا أعرف أحدا من أهل اللغة يشدد الياء منها وكان في فتحها أعظم الآيات لأن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي ورد على هذه البئر وقد نزف ماؤها فتمضمض صلى الله عليه وسلم وتفل فيها فأقبل الماء حتى شرب كل من كان معه ولم يكن بينهم إلا ترام حتى كان الفتح هذا قول

(6/493)



ب - وقيل المعنى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) باجتناب الكبائر (ليغفر لك الله) الصغائر ج - وقيل (إنا فتحنا لك فتحا) بالهداية إلى الإسلام فهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يجمعها لأن فتح الحديبية
قضاء من قضاء الله وهداية من هدايته يهدي بها من شاء وكذلك اجتناب الكبائر وقد روي عن ابن عباس ما يقويه قال ما كنت أدري ما معنى (إنا فتحنا) حتى قالت لي ابنة مشرح فتح الله بيني وبينك وقوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق)

(6/494)



2 - وقد تكلم العلماء في قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (آية 2) فقال أبو حاتم المعنى ليغفرن لك الله وقال أبو الحسن بن كيسان لا يجوز أن تكون إلا (لام كي) قال قال الله جل وعز (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فأمر الله أن يستغفره إذا كان الفتح ووعده بالمغفرة فكان قوله (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله) متعلقا بذاك وقيل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مما

(6/495)



كان أي مما كان مقدما ومؤخرا وقد وقع ذلك كله وقيل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) كله للمستقبل أي لتقع المغفرة في الاستقبال فيما يكون من الذنوب أولا وآخرا
3 - ثم قال جل وعز (ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا) (آية 2، 3) أي نصرا ذا عز لا ذل معه 4 - ثم قال جل وعز (هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) (آية 4)

(6/496)



(السكينة) اي السكون والطمأنينة 5 - وقوله جل وعز (ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما) (آية 4) أي كل ما فيها يدل على أن له خالقا وأنه واحد 6 - ثم قال جل وعز (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) (آية 5) أي فتح لك بالإسلام والهداية بهذا ويدل عليه أيضا قوله سبحانه (ويعذب المنافقين

(6/497)



والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) (آية 6) لأنهم ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرجع (عليهم دائرة السوء) أي الهلاك ويقرأ السوء والفرق بينهما أن السوء الشئ بعينه والسوء الفعل 7 - وقوله جل وعز (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) (آية Cool
قال قتادة أي شاهدا على أمتك (ومبشرا) المحسن منهم (ونذيرا) المسئ قال أبو جعفر هذا قول حسن وهذه حال مقدرة

(6/498)



حكى سيبويه مررت برجل معه صقر صائدا به غدا فالمعنى إنا أرسلناك مقدرين لشهادتك عبد يوم القيامة وعلى هذا تقول رايت عمروا قائما غدا 8 - وقوله جل وعز (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا) (آية 9) روى شعبة عن ابي بشر عن عكرمة في قوله تعالى (وتعزروه) قال وتقاتلوا معه بالسيف قال قتادة وتنصروه وقرأ جويبر اي وتفخموه وقرأ عاصم الجحدري (وتعزروه) وأصله في اللغة من التبجيل والتطهير ومنه التعزير الذي هو دون الحد

(6/499)



وقرا محمد اليماني (وتعززوه) بزاءين معجمتين يقال عززه أي جعله عزيزا وقواه ومنه قوله تعالى (فعززنا بثالث) ويجوز أن يكون (وتعزروه وتوقروه) لله جل وعز وحده ويجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم 9 - فأما قوله تعالى (وتسبحوه بكرة وأصيلا) (آية 9)
فلا يجوز أن تكون إلا لله جل وعز لأنه ليس يخلو من أن يكون معناه كما قال جويبر وتصلوا له أو يكون معناه وتعظموه وتنزهوه

(6/500)



10 - وقوله جل وعز (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) (آية 10) أي عقدك عليهم البيعة عقد لله جل وعز 11 - ثم قال جل وعز (يد الله فوق أيديهم) (آية 10) أي يد الله في الثواب وقيل في الوفاء وقيل في المنة عليهم بالهداية

(6/501)



(فوق أيديهم) في الطاعة (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) يقال نكث إذا نقض ما اعتقده 12 - وقوله جل وعز (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا) (آية 11) قال مجاهد هم أعراب المدينة وجهينة ومزينة ثم قال تعالى (شغلتنا أموالنا وأهلونا) أي ليس لنا من يحفظ أموالنا ويقوم بأهالينا 13 - وقوله جل وعز (سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم) (آية 15)
قال مجاهد دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخروج إلى مكة فأبوا وقالوا كيف نخرج معه إلى قوم جاءوا إليه فقتلوا أصحابه فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ قوما على غفلة ووجه بهم قالوا (ذرونا

(6/502)



نتبعكم) 14 - ثم قال جل وعز (يريدون أن يبدلوا كلام الله) (آية 15) وهو على قول ابن زيد قوله جل وعز (فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا) 15 - وقوله جل وعز (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون) (آية 16) روى سفيان عن شعبة عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير قال سفيان أراه عن ابن عباس (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) قال هوازن

(6/503)



وقال عطاءهم فارس وقال الحسن فارس الروم ومن أصح ما قيل فيه انهم بنو حنيفة الذين قوتلوا في الردة وكان هذا مما يدل على صحة خلافة أبي بكر رضي الله عنه من القرآن ويدلك على ذلك قوله تعالى (تقاتلونهم أو يسلمون) فليس هذا ممن تؤخذ منهم الجزية

(6/504)



16 - وقوله جل وعز (وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا
أليما) (آية 16) أي كما توليتم مع النبي صلى الله عليه وسلم 17 - قال عثمان بن المغيرة سألت الحسن عن قوله تعالى (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) (آية 17) فقال هذا في الجهاد 18 - وقوله جل وعز (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) (آية 18) قال جويبر بايعوا على أن لا يفروا

(6/505)



وقال قتادة كانوا ألفا وأربعمائة وكانت الشجرة سمرة 19 - وقوله جل وعز (فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) (آية 18) (فعلم ما في قلوبهم) من الإخلاص (فأنزل السكينة عليهم) قال قتادة الصبر والوقار (وأثابهم فتحا قريبا) قال ابن أبي ليلى خيبر 20 - وقوله جل وعز (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم) (آية 20) قوله (فعجل لكم هذه) قال مجاهد يعني خيبر

(6/506)



ثم قال تعالى (وكف أيدي الناس عنكم) لأنهم خلفوا عيالاتهم فزعين عليهم فمنع الله منهم وكف أيدي الناس
عنهم 21 - وقوله جل وعز (وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا) (آية 21) روى شعبة عن سماك الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول في قوله تعالى (وأخرى لم تقدروا عليها) هي الفتوح التي فتحت لكم وقال ابن أبي ليلى هي فارس والروم وقال مجاهد هو ما يكون بعد إلى يوم القيامة وقال قتادة هو فتح مكة

(6/507)



22 - ثم قال جل وعز (ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا) (آية 22) قال قتادة كفار قريش قال أبو جعفر ولو قاتلكم من لم يقاتلكم منهم لانهزموا لأن في سنة الله نصر أوليائه قال قتادة يعني في قوله عز وجل (ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا) ولا يجدون لهم وليا ولا نصيرا من الله جل وعز 23 - وقوله جل وعز (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) (آية 24)

(6/508)



كف أيدي المشركين عمن خلفه المؤمنون حين خرجوا إلى الحديبية
قال قتادة في قوله تعالى (وكف أيديكم عنهم) تطلع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له زنيم فرماه المشركون بسهم فقتلوه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا فأخذوا اثني عشر فارسا فأتوا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم الكم عهد أو ذمة قالوا لا فأطلقهم فأنزل الله تعالى (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة) قال قتادة يعني الحديبية

(6/509)



24 - وقوله جل وعز (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله) (آية 25) قال قتادة (والهدي معكوفا) محبوسا 25 - وقوله جل وعز (أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء) (آية 25) (أن تطئوهم) أي تقتلوهم (فتصيبكم منهم معرة) أي عيب يقول المشركون قتلوا أهل دينهم ولو فعلتم لأدخلهم الله في رحمته

(6/510)



26 - وقوله جل وعز (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) (آية 25) قال مجاهد (لعذبنا الذين كفروا) بالسباء والقتل 27 - وقوله جل وعز (وألزمهم كلمة التقوى) (آية 26)
قال علي بن أبي طالب وابن عمر وأبو هريرة (كلمة التقوى) لا إله إلا الله 28 - ثم قال تعالى (وكانوا أحق بها وأهلها) (آية 26) أي أن الله اختارهم لدينه 29 - وقوله جل وعز (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون) (آية 27) قال مجاهد راى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه قد دخل مكة هو وأصحابه

(6/511)



محلقين وقال قتادة هي رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية كأنهم دخلوا مكة محلقين رؤوسهم ومقصرين فاستبطأوا الرؤيا ثم دخلوا بعد ذلك فأما قوله تعالى (إن شاء الله) ففيه اقوال: أ - منها إن المعنى إن شئت دخلتم آمنين ب - وقيل هو حكاية لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ج - وقيل خوطب العباد على ما يجب أن يقولوه كما قال تعالى (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) د - وقيل الاستثناء لمن مات منهم أو قتل

(6/512)



30 - وقوله جل وعز (فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) (آية 27)
قال مجاهد رجعوا من الحديبية ثم فتح الله عليهم خيبر 31 - وقوله جل وعز (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود) (آية 29) قال سعيد بن جبير ذلك اثر الطهور وثرى الأرض وقال عكرمة هو أثر التراب

(6/513)



قال ابن وهب أخبرني مالك في قوله تعالى (سيماهم في وجوههم) قال هو ما يتعلق بالجهة من تراب الأرض فهذا قول وقال مجاهد إنما هو الخشوع والتواضع وليس للمنافق هذا وقال الحسن بياض يكون في الوجه يوم القيامة وقال عطية موضع الجبهة يوم القيامة اشد بياضا من سائر الوجه وقال الضحاك هذا يوم القيامة تبدو صلاتهم على

(6/514)



وجوههم وقال شمر بن عطية هو تهيج الوجه وصفرته من سهر الليل وقال فتادة نعتوا بالصلاة اي يعرفون بالصلاة
32 - ثم قال جل وعز (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) (آية 29) روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (مثلهم) يعني نعتهم (في التوراة والإنجيل) أي مكتوب فيهما وقال قتادة فيما تقدم مثلهم في التوراة ولهم مثل آخر في الإنجيل وهو (كزرع أخرج شطأه) قال الضحاك هما مثلان فالأول في التوراة والثاني في الإنجيل وقال مجاهد هما مثل واحد والتمام على قول مجاهد (في الإنجيل)

(6/515)



33 - ثم قال جل وعز (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) (آية 29) (كزرع) أي هم كزرع (اخرج شطأه) روى حميد عن أنس قال نباته فروخه قال أبو عبيدة يقال أشطأ الزرع إذا خرجت فراخه قال الفراء الحبة تخرج العشر والسبع والثماني من السنبل

(6/516)



ثم قال تعالى (فآزره) قال مجاهد أي شدده وأعانه

(6/517)



ثم قال تعالى (فآزره) قال مجاهد أي شدده وأعانه وقال الضحاك هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قليلا فكثروا وضعفاء فقووا 34 - ثم قال جل وعز (فاستغلظ فاستوى على سوقه) (آية 29) جمع ساق (يعجب الزراع) تمثيل (ليغيظ بهم الكفار) قال قتادة أي ليغيظ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكفار

(6/517)



35 - ثم قال جل وعز (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (آية 29) يجوز ان تكون من ههنا لبيان الجنس كما قال تعالى (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) ويجوز أن تكون للتبعيض أي وعد الله الذين ثبتوا على الإيمان منهم مغفرا وأجرا عظيما آخر السورة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد رسوله وعلى آله وصحبه وسلم انتهت سورة الفتح تم الكتاب بعون الله وتوفيقه في البلد الحرام " مكة المكرمة " عام 1409 ه من هجرة خير الانام تم بعونه تعالى التاب

(6/518)









بلمهدي محمود



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : معاني القرآن الجزء الثاني // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



الكلمات الدليلية (Tags)
معاني القرآن الجزء الثاني, معاني القرآن الجزء الثاني, معاني القرآن الجزء الثاني,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





معاني القرآن  الجزء الثاني Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب