ان توظيف المتعلمين على مختلف مستوياتهم يأخذ في التضاؤل في عصرنا هذا بسبب الاعداد الهائلة من المتخرجين الذين ما فتئت تفرزهم المؤسسات التعليمية وبشكل مقلق!
فيما مضى كان التلميذ يقبل في الابتدائية بعد العاشرة من عمره وكانت الاماكن في المدارس خالية مع كل المرغبات لان الناس كانوا لا يفرقون بين الامية والتعليم ولم يكن هذا منذ زمن بعيد.
واليوم يتقيد القبول في المدارس المختلفة بالسن ودرجات النجاح ومادة العلم المطلوب ولا يضمن المتخرج في اعلى المدارس وظيفة, ومع هذا تزدحم الاماكن في كل مدرسة ويشتد الطلب عليها; ولا يزال المطلوب من الاماكن في جميع المدارس اكثر من الموجود اتسمى هذه ازمة?
اذا نظرنا الى الحاضر والمستقبل ولكننا اذا نظرنا الى الماضي, اذا كان النظر اليه يقنعنا بالحاضر ويحول بيننا وبينه اطلاق الامل الى ابعد الحدود فلننظر الى المستقبل; بل ننظر الى ابعد من مستقبل يمتد اليه البصر فترى ان ازمة الاماكن في المدارس انما هي في الحقيقة "ازيمة " صغيرة الى جانب الازمة الكبيرة التي يجب ان ننظر اليها من الان وهي ازمة المناصب في المجتمع لجميع المتعلمين,
هذه ازمة يخافها كثير من المتشائمين الذين يخافون الحياة ولا يقدمون عليها بثقة الحي الذي يحق له ان يعيش ويعلم على ثقة انه سيعيش.
يخافها هؤلاء الخائفون لانهم يتساءلون:
اين يذهب جميع هؤلاء المتعلمين بعد انتهاء الدراسة?
لقد كان الشاب يحصر رجاءه في الحكومة حين كان التعليم مزية محصورة في بضع مئات او بضعة الوف من الشبان.
كان الشاب يومئذ يعتقد انه انسان ممتاز فمن حقه ان يتطلع في المجتمع الى مكان ممتاز اما اليوم وبعد اليوم; فقد تغير نظر الشاب الى مزية التعليم وتغير نظره الى وظيفة الحكومة فالتعليم اصبح وسيصبح مشتركا بين جميع الشبان فلا مزية فيه لاحد على احد ووظيفة الحكومة قد اصبحت و ستصبح عملا لا امتياز فيه بل لعله اقل ربحا ومظهرا من اعمال كثيرة يستطيعها الشاب.
يفتح عينيه فيرى امامه جاهلا يجمع الثروة التي تعد بالملايين وينظر في كل مجال فيرى مجالا للسعي والاجتهاد يغنيه عن ابواب الوظائف.
ففي جانب كل شاب يعلق الامل على الوظيفة شبان لا يعلقون عليها املا ولا يزالون يبحثون عن العمل الحر في مختلف الميادين.
اعرف كثيرين من الشبان كانوا في الوظائف وكانوا موعودين بالترقي السريع فيها فتركوها غير متاسفين واقبلوا على الشركات او على المرافق الفردية ولم يندموا على ما فعلوه بل كان اقدامهم هدا مشجعا لغيرهم من الشبان وهكذا.
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا