منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. المنتديات الإسلامية ..°ღ°╣●╠°ღ° :: القسم الاسلامي العام

شاطر
صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم Emptyالأربعاء 1 مارس - 13:24
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 4283
تاريخ التسجيل : 03/08/2012
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم



صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم

هجرة عياش بن ربيعة




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم، فهيا نتعرف على قصته في هذا المقال.
      
صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم؛ فقد رأينا فيها أساليب شيطانية استطاع بها المشركون أن يُلحقوا الأذى الكبير بالمسلمين، ولنترك عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي لنا أحداث هذه القصة:


قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: اتَّعَدْتُ لَمَّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إلَى الْمَدِينَةِ، أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِي بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ التَّنَاضِبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَوْقَ سَرِفٍ، وَقُلْنَا: أَيُّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبِسَ فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ. قَالَ: فَأَصْبَحْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّنَاضِبِ، وَحُبِسَ عَنَّا هِشَامٌ وَفُتِنَ فَافْتُتِنَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ نَزَلْنَا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ، وَخَرَجَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ إلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّهِمَا وَأَخَاهُمَا لأُمِّهِمَا، حَتَّى قَدِمَا عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَكَلَّمَاهُ وَقَالاَ: إنَّ أُمَّكَ قَدْ نَذَرَتْ أَنْ لاَ يَمَسَّ رَأْسَهَا مُشْطٌ حَتَّى تَرَاكَ، وَلاَ تَسْتَظِلَّ مِنْ شَمْسٍ حَتَّى تَرَاكَ. فَرَقَّ لَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَيَّاشُ إِنَّهُ وَاللهِ إنْ يُرِيدَكَ الْقَوْمُ إلاَّ لِيَفْتِنُوكَ عَنْ دِينِكَ فَاحْذَرْهُمْ، فَوَاللهِ لَوْ قَدْ آذَى أُمَّكَ الْقَمْلُ لاَمْتَشَطَتْ، وَلَوْ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا حَرُّ مَكَّةَ لاَسْتَظَلَّتْ. قَالَ: فَقَالَ: أَبَرُّ قَسَمَ أُمِّي، وَلِي هُنَالِكَ مَالٌ فَآخُذُهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً، فَلَك نِصْفُ مَالِي وَلاَ تَذْهَبْ مَعَهُمَا. قَالَ: فَأَبَى عَلَيَّ إلاَّ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُمَا؛ فَلَمَّا أَبَى إلاَّ ذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَمَّا إِذْ قَدْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، فَخُذْ نَاقَتِي هَذِهِ فَإِنَّهَا نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ ذَلُولٌ فَالْزَمْ ظَهْرَهَا، فَإِنْ رَابَكَ مِنَ الْقَوْمِ رَيْبٌ فَانْجُ عَلَيْهَا. فَخَرَجَ عَلَيْهَا مَعَهُمَا، حَتَّى إذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدِ اسْتَغْلَظْتُ بَعِيرِي هَذَا، أَفَلاَ تُعْقِبُنِي عَلَى نَاقَتِكَ هَذِهِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَنَاخَ وَأَنَاخَا لِيَتَحَوَّلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَوْا بِالأَرْضِ عَدَوَا عَلَيْهِ فَأَوْثَقَاهُ وَرَبَطَاهُ ثمَّ دَخَلاَ بِهِ مَكَّةَ، وَفَتَنَاهُ فَافْتُتِنَ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي بِهِ بَعْضُ آلِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: أَنَّهُمَا حَيْنَ دَخَلاَ بِهِ مَكَّةَ دَخَلاَ بِهِ نَهَارًا مُوثَقًا، ثمَّ قَالاَ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، هَكَذَا فَافْعَلُوا بِسُفَهَائِكُمْ كَمَا فَعَلْنَا بِسَفِيهِنَا هَذَا. قَالَ: فَكُنَّا نَقُولُ: مَا اللهُ بِقَابِلٍ مِمَّنِ افْتُتِنَ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً وَلاَ تَوْبَةً، قَوْمٌ عَرَفُوا اللهَ ثمَّ رَجَعُوا إلَى الْكُفْرِ لِبَلاَءٍ أَصَابَهُمْ. قَالَ: وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ لأَنْفُسِهِمْ. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمْ وَفِي قَوْلِنَا وَقَوْلِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ﴾ [الزمر: 53-55]. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي فِي صَحِيفَةٍ وَبَعَثْتُ بِهَا إلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: فَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِي: فَلَمَّا أَتَتْنِي جَعَلْتُ أَقْرَؤُهَا بِذِي طُوًى، أُصَعِّدُ بِهَا فِيهِ وَأُصَوِّبُ وَلاَ أَفْهَمُهَا، حَتَّى قُلْتُ: اللَّهُمَّ فَهِّمْنِيهَا. قَالَ: فَأَلْقَى اللهُ تَعَالَى فِي قَلْبِي أَنَّهَا إنَّمَا أُنْزِلَتْ فِينَا، وَفِيمَا كُنَّا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا وَيُقَالُ فِينَا. قَالَ: فَرَجَعْتُ إلَى بَعِيرِي، فَجَلَسْتُ عَلَيْهِ فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ.


أولاً: رأينا في هذه القصَّة الجهد الكبير الذي بذله أبو جهل وأخوه الحارث بن هشام ليُرْجِعا أخاهما عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه إلى مكة، وليس الجهد الكبير متمثِّلاً فقط في المسافة الطويلة التي قطعاها من مكة إلى المدينة في الصحراء القاحلة، ولا في المال الذي أُنْفِق في الرحلة، ولا في تركهما لتجارتهما وأعمالهما ثلاثة أسابيع على الأقل للذهاب والإياب بين مكة والمدينة، ليس في كلِّ هذا فقط؛ ولكن في كَوْن الرحلة في حدِّ ذاتها تُعَدُّ عملية خطرة، ومجازَفة كبيرة؛ حيث يذهبان إلى عقر دار المسلمين، ودون حماية أو إجارة! إنهما يتحرَّكان لقضيتهما بكل حماسة مع أنهما في النهاية يقاتلان من أجل الباطل، ولا يرجون من وراء ذلك أجرًا ولا مثوبة؛ قال تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾ [النساء: 104]. ومن العجيب أننا نفتقد أحيانًا هذه الحماسة في بعض المسلمين! وهو ما لفت نظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه، فنجده مرَّة قال في حسرة -وذلك في زمان إمرته-: «اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة». مصدر وفي رواية: «أَشْكُو إِلَى اللهِ جَلَدَ الخَائِنَ وَعَجْزَ الثِّقَةِ». أي يشكو إلى الله صبر الفجَّار في سبيل باطلهم، وكسل الصالحين عن نصرة الحقِّ!


ثانيًا: في هذا الموقف بدت لنا بعض ملامح عمر رضي الله عنه، فقد ظهرت فراسته واضحة عندما أعلن بثقة أن أبا جهل والحارث يخدعان عياشًا رضي الله عنه، ولم ينتبه عياش رضي الله عنه لهذه الخدعة مع أنه أكثر معرفة بأخويه من عمر رضي الله عنه؛ لكنَّ هذا فضل الله يُؤتيه مَنْ يشاء. كما ظهرت لنا قدرة عمر رضي الله عنه على البذل دون تردُّد، فقد عرض على عياش رضي الله عنه أن يأخذ نصف ماله! وبنصِّ كلام عمر رضي الله عنه كان من أكثر قريش مالاً، فهو لا يُعطي عطاءً يُنقذ به عياشًا رضي الله عنه فقط من أزمة، إنما يُعطيه عطاءً يُغْنِيه ويكفيه، وإذا كنَّا نستغرب أن يُعطي الرجل نصف ماله في تجهيز جيش للمسلمين، أو في إنقاذ الأُمَّة من ضائقة شديدة فكيف بهذا الموقف الذي يُكَرِّس فيه عمر رضي الله عنه نصف ثروته لإقناع مسلم بعدم المغامرة بنفسه؟! ثم لم يقف البذل عند هذا الحدِّ، فقد رأيناه يُعطي ناقته المتميِّزة إلى عياش رضي الله عنه حتى يتمكَّن من الهرب عليها إذا ثبت له خداع أخويه؛ وذلك مع أن هناك احتمالَ أن تضيع الناقة إذا صدق حدس عمر رضي الله عنه، وهو ما حدث بالفعل! ومما يزيد من عجبنا في هذا العطاء أن عمر رضي الله عنه يفعل كلَّ ذلك مع مسلمٍ لا تربطه به أي علاقات قرابة أو نسب، وهو ما يعجز كثير من الناس عن فعله حتى مع أقرب أقاربهم أو إخوانهم، كما يزيد من عجبنا أنه يفعل ذلك وهو على أعتاب فترة مجهولة في حياته؛ حيث يُقْدِم على بلدٍ لا يعرفه، وقد لا تتيسَّر له فيه التجارة التي تُعَوِّضه عن هذه النفقة، وقد يكون في أمَسِّ الحاجة إلى هذه الثروة أو إلى هذه الناقة في المستقبل القريب! ولكن يبدو أن التفسير المنطقي لكل هذه الملاحظات العجيبة هو أننا نتحدَّث عن عمر رضي الله عنه! وعمر رضي الله عنه له أخلاقه التي يندر أن يُنافسه فيها أحد، ويكفي لإثبات تَفَرُّده رضي الله عنه أن نذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقِّه في الحديث العجيب: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ، لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ»!


ثالثًا: لاحظنا في هذا الموقف البون الشاسع بين أخلاق المؤمنين وأخلاق الكافرين؛ فلقد رأينا عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه يُغامر بنفسه ويُقَرِّر العودة إلى مكة بعد وصوله إلى المدينة لا لشيء إلا لكي يبرَّ قسم أُمِّه! مع أن أُمَّه كافرة؛ بينما نجد الأخوين الكافرين أبا جهل والحارث يكذبان ويخدعان ويخونان، ولا يجدا في كل ذلك بأس؛ بل يأمران أهل مكة أن يفعلوا هذا الفعل نفسه مع أقاربهم المسلمين! هذه هي نظرة الابن المسلم لأهله ولو كانوا كفَّارًا، وهذه هي نظرة الأخوين الكافرين لأخيهما المسلم وقد وثق فيهما وصدَّق كلامهما! إنه من الواضح أن المسلمين فعلاً كانوا يختارون أصحاب الأخلاق الرفيعة لكي يُفاتحوهم في أمر الإسلام، كما أن المنهج الإسلامي القويم يأمر أتباعه بكل خلق نبيل، فصار الناتج رائعًا؛ حيث اجتمعت الفطرة السويَّة للأفراد مع المنهج الراقي للإسلام فرأينا عند ذلك مثل هذه الأخلاقيات النادرة.


رابعًا: لا ينبغي لمؤمن أبدًا أن يأمن على نفسه من الفتنة! ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ». وفي موقف آخر يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». لقد رأينا في هذا الموقف الفتنة تصل إلى قلب هشام بن العاص، وهو رجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن على يديه، ورأى الآيات بنفسه، وصَحِبَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صديقًا مُقرَّبًا للفاروق عمر رضي الله عنه، وكان من المهاجرين إلى الحبشة، وإلى اللحظات الأخيرة من العهد المكي كان من المؤمنين الصادقين الذين يعتزمون بقوَّة أن يتركوا حياتهم بكاملها ليُهاجروا إلى المدينة! إننا نتحدَّث عن رجل عاش تجربة إيمانية كبيرة وفريدة للغاية، ثم في لحظات انهار كل ذلك! أو بتعبير عمر رضي الله عنه: «وَفُتِنَ فَافْتُتِنَ»! ويبدو أنه ظلَّ مفتونًا فترة من الزمان لأن عمر رضي الله عنه وبقية الصحابة كانوا يَرَوْنَ أن الله لن يقبل منهم توبة أبدًا؛ حيث قال عمر رضي الله عنه: «مَا اللهُ بِقَابِلٍ مِمَّنِ افْتُتِنَ صَرْفًا وَلاَ عدلاً وَلاَ تَوْبَةً، قَوْمٌ عَرَفُوا اللهَ ثمَّ رَجَعُوا إلَى الْكُفْرِ لِبَلاَءٍ أَصَابَهُمْ». إن هذا كله يجعل المؤمن في وَجَلٍ دائم، وحرص لا ينقطع، ودعاء مستمرٍّ بالثبات، ولهذا كله فهمنا لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من قوله: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».


خامسًا: ما أجمل التوبة! وما أكرم الله عز وجل! لقد فتح الله عز وجل باب التوبة على مصراعيه لكل العصاة؛ بل للمسرفين على أنفسهم من العصاة! قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]. ورأينا في هذا الموقف أن الله قد تاب على هشام بن العاص رضي الله عنه بعد ذنب هو أعظم الذنوب مطلقًا! إذ إنه كفر بالله بعد إيمانه! ومع ذلك فقد قَبِلَ الغفور الرحيم سبحانه أن يعود إليه العبدُ بعد ندمه مهما تأخَّر، ما دام أن التوبة كانت قبل الموت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ». بل وأكثر من ذلك فقد أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الإيمان تصريحًا لهشام بن العاص رضي الله عنه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرٌو وَهِشَامٌ». وهذه من الشهادات الكبرى في حقِّ الصحابيَين الجليلين، وما أجمل أن نعرف أن هشام بن العاص رضي الله عنه قد ختم حياته بعد ذلك شهيدًا في سبيل الله!


سادسًا: من أروع الدروس في هذا الموقف ما تعلَّمناه من عمر رضي الله عنه في حرصه على إخوانه، وحبِّه الصادق لهم، ولا أعني هنا موقفه مع عياش رضي الله عنه فقد تناولناه سابقًا، إنما أعني موقفه النبيل مع هشام بن العاص رضي الله عنه! فعلى الرغم من حالة الحنق الشديدة التي أصابت الصحابة عندما علموا بِردَّة هشام أول الأمر، وعلى الرغم من قناعتهم أن الله لن يقبل منهم توبة، فإن عمر رضي الله عنه لم ينسَ صديقه القديم هشام بن العاص! وما أسرع تذكُّرَه إيَّاه عندما نزلت الآيات التي تفتح باب التوبة للمسرفين على أنفسهم؛ ولهذا تحرَّك بإيجابية رائعة في مهمَّته الدعوية الكبيرة، وكتب الآيات في صحيفة وأرسلها إلى هشام، ولم يكتب مع الآيات شرحًا ولا أدلَّة ولا براهين؛ بل اكتفى بكتابة الآيات فقط؛ وذلك لكي لا يفتح أبوابًا للجدل قد تمنع هشامًا من الإيمان، وقد أراد الله عز وجل أن تصل الآيات إلى يد هشام وقلبه! وفَهِمَ منها -بعد تدبُّر- أنه أحد المقصودين بها، وعاد من تَوِّه إلى الإسلام منيبًا تائبًا، وفاز عمر رضي الله عنه بأجر الدعوة إلى الله، وصارت كل أعمال هشام رضي الله عنه بعد ذلك في ميزان حسناته دون أن ينقص ذلك من حسنات هشام شيئًا!


سابعًا: حُبِس عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه في مكة مدَّة من الزمن قد تكون عدَّة سنوات، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمومًا بأمره، مُتذكِّرًا له دومًا، إلى الدرجة التي جعلته كثيرًا ما يدعو له -هو والمؤمنون في المدينة- في القنوت بعد صلاة العشاء! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ قَنَتَ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ». وهؤلاء الثلاثة المذكورين في القنوت جميعهم من بني مخزوم، ولعلَّ هذا التحدِّي الكبير من هذه القبيلة يرجع إلى كونها قبيلة منافِسة لبني هاشم قبيلة الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى أن زعيمها هو رأس الكفر أبو جهل، وقد كان حَبْسُ هؤلاء المستضعفين في مكة سببًا في أن يُكَرِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءه على مضر، وهو ما أصابهم مرَّة ثانية بالقحط، الذي استمرَّ عليهم مدَّة سبع سنين كاملة! وقد ثبت هؤلاء جميعًا على الإسلام، ثم تمكَّنُوا -كلٌّ بمفرده- من الهجرة إلى المدينة، ولكن بعد عدَّة سنوات من الحبس، ولعلَّه من المناسب هنا أن نُعَلِّق على كلمة في رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي ذكر فيها افتتان عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه حيث قال: «ثمَّ دَخَلاَ بِهِ مَكَّةَ، وَفَتَنَاهُ فَافْتُتِنَ». فالواضح من هذه الرواية أن الذي قصده عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذه الفتنة كان مجرَّد تعبير عمَّا «أظهره» عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه عندما تعرَّض للتعذيب من قِبَل أبي جهل والحارث بن هشام، بينما كان قلب عياش مطمئنًا بالإيمان؛ بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم -كما مرَّ بنا منذ قليل- كان يدعو له كثيرًا بالنجاة، ولو كان قد افتُتن حقيقةً ما دعا له بالنجاة، وإنما كان سيدعو له بالهداية، بالإضافة إلى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما نزلت آيات فتح باب المغفرة لمن أسرف على نفسه لم يأتِ على ذهنه عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه، بل تَذَكَّر هشام بن العاص فقط، مع أن عياشًا رضي الله عنه أقرب إليه من هشام؛ ممَّا يُؤَكِّد أنه كان يعرف أن عياشًا رضي الله عنه مؤمن.


 
[1] سرف: هُوَ وَادٍ مُتَوَسِّطُ الطُّولِ مِنْ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ، يَأْخُذُ مِيَاهَ مَا حَوْلَ الْجِعْرَانَةِ -شَمَالَ شَرْقِيِّ مَكَّةَ- ثُمَّ يَتَّجِهُ غَرْبًا، وَبِهِ مَزَارِعُ مِنْهَا «ثُرَيْرٌ» وَغَيْرُهُ فَيَمُرُّ عَلَى 12 كيلو مترًا شَمَالَ مَكَّةَ، وَحَيْثُ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ هُنَاكَ، يُوجَدُ قَبْرُ السَّيِّدَةِ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى جَانِبِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ، وَقَدْ شَمِلَ هَذَا الْمَكَانَ -حَيْثُ يَمُرُّ الطَّرِيقُ- الْيَوْمَ الْعُمْرَانُ فَقَامَتْ فِيهِ أَحْيَاءٌ جَمِيلَةٌ فِيهَا دَارَاتٌ عَلَى طَابَقَيْنِ وَثَلَاثَةٍ، وَأَصْبَحَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَرَاضِي الزِّرَاعِيَّةِ يَعْمُرُ بُيُوتًا. انظر: البلادي: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص157.


[2] يا ابن أخي: هكذا عند ابن هشام، وفي رواية البزار: «قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأَتْ بَعِيرِي هَذَا أَفَلَا تَحْمِلُنِي عَلَى نَاقَتِكَ هَذِهِ؟»، وعند الكلاعي: «قال له أبو جهل: والله يا أخي». وعند النويري: قال له أبو جهل: «يا أخي والله لقد استغلظت بعيري».


[3] لم يقبل منهم صرفًا ولا عدلاً: هو مَثَلٌ في مَنْ لم يُؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه وأُلزِمَ أكثر منه. والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ. والعَدْلُ: الفِدَاء. وقيل: الصَّرفُ: التوبةُ، والعدْلُ: الفِدية. وقيل: الصرف: النافلة، والعدل: الفريضة. وقيل: الصَّرْفُ: التَّطَوُّعُ، والعَدْلُ: الفَرْضُ. وقيل: الصَّرْفُ: القيمةُ، والعَدلُ: المِثْلُ. وأَصلُه في الفِدية يقال: لم يقبلوا منهم صَرفًا ولا عَدلاً؛ أي لم يأْخذوا منهم دية، ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً واحدًا؛ أي طلبوا منهم أكثر من ذلك؛ قال: كانت العرب تقتل الرجلين والثلاثة بالرجل الواحد، فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم، وإذا أَخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره، فَصَرَفوا ذلك صرْفًا؛ فالقيمة صَرْف لأن الشيء يُقَوَّم بغير صِفته، ويُعَدَّل بما كان في صفته، قالوا: ثم جُعِل بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً في مَنْ لم يُؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه وأُلزِمَ أَكثر منه. انظر: ابن منظور: لسان العرب، 9/189، 11/430.


[4] ذو طوى: قال البلادي: هُوَ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ، كُلُّهُ مَعْمُورٌ الْيَوْمَ، يَسِيلُ فِي سُفُوحِ جَبَلِ أَذَاخِرَ وَالْحَجُونِ مِنَ الْغَرْبِ، وَتُفْضِي إلَيْهِ كُلٌّ مِنْ ثَنِيَّةِ الْحَجُونِ -كَدَاءَ قَدِيمًا- وَثَنِيَّةِ رِيعٍ الرَّسَّامِ -كُدًى قَدِيمًا- وَيَذْهَبُ حَتَّى يَصُبَّ فِي الْمَسْفَلَةِ عِنْدَ قَوْزِ الْمَكَّاسَةِ -الرَّمَضَةُ قَدِيمًا- مِنَ الْجِهَةِ الْمُقَابِلَةِ. وَعَلَيْهِ مِنَ الْأَحْيَاءِ: الْعُتَيْبَةُ، وَجَرْوَلُ، وَالتَّنْضَبَاوِيُّ، وَحَارَةُ البرنو -جِنْسٌ مِنَ السُّودَانِ- وَمُعْظَمُ شَارِعِ الْمَنْصُورِ، وَاللِّيطِ، وَالْحَفَائِرُ دَاخِلَةٌ فِي نِطَاقِ وَادِي طُوًى، وانحصر الِاسْمُ الْيَوْمَ فِي بِئْرٍ فِي جَرْوَلَ تُسَمَّى بِئْرَ طُوًى، هِيَ مَوْضِعُ مَبِيتِهِ r بِجَيْشِ الْفَتْحِ هُنَاكَ، وَإِخْوَانُنَا الْمَغَارِبَةُ يَحْرِصُونَ عَلَى زِيَارَةِ هَذِهِ الْبِئْرِ وَالشُّرْبِ مِنْ مَائِهَا. انظر: البلادي: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص189.


[5] فَصَعَّدَ النَّظَرَ وصَوَّبه؛ أي: نظر إِلى أعلاه وأسفله يتأمَّله. انظر: ابن منظور: لسان العرب، 3/251.


[6] ابن هشام: السيرة النبوية 1/475، 476، والبزار: البحر الزخار 1/259، والكلاعي: الاكتفاء 1/276، والنويري: نهاية الأرب في فنون الأدب 16/323، وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله ثقات. انظر: مجمع الزوائد 6/61، وقال أكرم ضياء العمري: بإسناد حسن لذاته حيث صرح ابن إسحاق بالتحديث. انظر: العمري: السيرة النبوية الصحيحة 1/206، وقال الصوياني: سنده صحيح. انظر: الصحيح من أحاديث السيرة النبوية ص136-138، والسيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة 1/247.


[7] أسلم يوم فتح مكة.


[8] ابن الجوزي: مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ص117، وابن المبرد الحنبلي: محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه 2/522.


[9] عياش بن أبي ربيعة، واسم أبي ربيعة: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عبد الله المخزومي. ذكرنا في الرواية: «وَخَرَجَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ إلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّهِمَا وَأَخَاهُمَا لِأُمِّهِمَا»، وذكرنا أن أبا جهل خال عمر رضي الله عنه، وأم عمر رضي الله عنه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة هي ابنة عم أبي جهل، فهي على هذا ابنة عمِّ عياش بن أبي ربيعة، وعليه فإنه خال عمر بن الخطاب.


[10] الترمذي: أبواب المناقب، باب في مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه (3686)، وقال: حديث حسن. وأحمد (17441)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. والحاكم (4495)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.


[11] مسلم: كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء، (2654)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ب.


[12] الترمذي: كتاب القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن (2140)، وأحمد (12128)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده قوي على شرط مسلم. وأبو يعلى (3688)، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد 10/176.


[13] ما لم يُغَرْغِر؛ أي: ما لم تبلغ رُوحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. انظر: السيوطي: قوت المغتذي على جامع الترمذي 2/955. وقال السندي: والمقصود ما لم يُعاين أحوال الآخرة. حاشية السندي على سنن ابن ماجه 2/563، وقال بدر الدين العيني: وَذَلِكَ لانْقِطَاع الدَّوَاعِي إِلَى أَنْوَاع الْمعاصِي، فَفِي ذَلِك الْوَقْتِ كَأَنَّهُمْ شَاهَدُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ أَوِ الْجنَّةِ؛ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ إِيمَانُهُمْ لأنَّا مُكَلَّفُونَ بِالْإِيمَانِ بِالْغَيْبِ؛ فَلَا يَنْفَعُ الْإِيمَانُ عِنْدَ الْمُشَاهَدَةِ وَالْيَقِينِ. انظر: بدر الدين العيني: عمدة القاري 18/231.


[14] الترمذي: كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده (3537)، عن عبد الله بن عمر ب، وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4253)، وأحمد (6160)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وابن حبان (628)، وأبو يعلى (5717)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. والحاكم (7659)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن، وهو ثقة. انظر: مجمع الزوائد 10/197، وحسنه الألباني، انظر: الألباني: التعليقات الحسان 2/89.


[15] النسائي: كتاب المناقب هشام بن العاصي رضي الله عنه (8300)، وأحمد (8029)، عن أبي هريرة رضي الله عنه واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. والحاكم (5053)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (156).


[16] البخاري: كتاب الدعوات، باب الدعاء على المشركين، (6030)، واللفظ له، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، (675).


[17] قال ابن حجر: عَيَّاشَ أَبُو رَبِيعَةَ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ الْمُغِيرَةِ... وَكَانَ مِنَ السَّابِقِينَ إلى الإسلام وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، ثُمَّ خَدَعَهُ أَبُو جَهْلٍ فَرجع إلى مكة فَحَبَسَهُ، ثُمَّ فَرَّ مَعَ رَفِيقَيْهِ الْمَذْكُورَيْنِ، وَعَاشَ إِلَى خِلَافَةِ عُمَرَ، فَمَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انظر: ابن حجر: فتح الباري 8/227.


[18] قال ابن بطال: روى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ». قال المهلب: ذكر أهل التفسير أن هذه الآية نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض أصحابهم بالمدينة: لستم منَّا حتى تُهاجروا إلينا. وكان فيهم عمار بن ياسر، فخرجوا يُريدون المدينة، فأدركتهم قريش في الطريق ففتنوهم على الكفر فكفروا مُكْرَهِين؛ فنزلت: ﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ [النحل: 106]. انظر: ابن بطال: شرح صحيح البخاري 8/291، وقال ابن الجوزي: أما قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ﴾ فاختلفوا فيمن نزل على أربعة أقوال؛ أحدها: أنه نزل في عمار بن ياسر، أخذه المشركون فعذَّبوه، فأعطاهم ما أرادوا بلسانه، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال قتادة. والثاني: أنه لما نزل قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ إلى آخر الآيتين اللتين في سورة النساء، كتب بها المسلمون الذين بالمدينة إِلى مَنْ كان بمكة، فخرج ناس ممن أقرَّ بالإسلام، فاتَّبعهم المشركون، فأدركوهم، فأكرهوهم حتى أعطوا الفتنة، فنزل: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ﴾، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد. والثالث: أنه نزل في عياش بن أبي ربيعة، كان قد هاجر فحلفت أُمُّه ألاَّ تستظل ولا تشبع من طعام حتى يرجع، فرجع إِليها، فأكرهه المشركون حتى أعطاهم بعض ما يريدون، قاله ابن سيرين. والرابع: أنه نزل في جبر غلام ابن الحضرمي، كان يهوديًّا فأسلم، فضربه سيِّده حتى رجع إِلى اليهودية، قاله مقاتل. انظر: ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير 2/ 586.






***




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : mahmoudb69


التوقيع
ــــــــــــــــ


<br>

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم Emptyالأربعاء 8 مارس - 23:07
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17349
تاريخ التسجيل : 10/08/2012
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم



صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم

جَزَآك أللهُ خَيرَاً كَثِيراً عَلى ألطَرح ألقَييمْ
أسأل الله بَرَكَةً تُطَهِرُ بِه قَلَبَكِ وَقُلُوبَنَآ
وَتَكشفُ بِهآ كَربَنَآ وَيَغفِر بِهآ ذُونوبَنَآآ
لِرُوحِكْ النَقِيةُ أطوَآق ألجِيمَنْ



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : wail


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الكلمات الدليلية (Tags)
صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم, صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم, صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





صوَّرت هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه جانبًا جديدًا من المعاناة التي قابلها المسلمون في هجرتهم Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب