منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. المنتديات الإسلامية ..°ღ°╣●╠°ღ° :: القسم الاسلامي العام

شاطر
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها Emptyالسبت 12 أغسطس - 7:26
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 14670
تاريخ التسجيل : 15/08/2012
رابطة موقعك : ouargla
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها



خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها

الرؤية الإسلامية لعنصر الأرض


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها، وجعلها مهدًا، وسلك فيها سبلاً، ووضع فيها رزقها وأصلحها للحياة.ويستمدُّ المسلم تصوُّراته الأساسية عن الكون، والحياة، والنفس، وسائر ما يحيط به، وما يمكن أن يتعامل معه، من خلال القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.


 


والبيئة في وجدان المسلم هي من خلق الله، وأن تلك العوالم من حوله أممٌ أخرى مثل عالم الإنسان، وأنها دليل وصورة لقدرة الله الذي خلق كلَّ شيءٍ بقدر، وأنها مخلوقةٌ له، ومسخَّرةٌ لمنفعته، وأنها مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حين؛ وعلى ذلك تكون العلاقة بين المسلم والبيئة هي علاقة استخلاف، وتعمير، واستمتاع، وتأمل.


 


هذه الرؤى والقناعات لا يمكن لها أن تكون فلسفة نظرية، أو مجرَّد معرفة عقلية؛ ذلك أنها ترتبط بالدين الذي هو قضية حياة الإنسان، وبه يتحدَّد مصيره الأخير؛ لهذا كان لا بُدَّ للرؤى المنبثقة عن الكتاب الكريم والسُّنَّة الشريفة أن تتحوَّل إلى واقعٍ عملي، وكذلك إلى فقهٍ وقوانين وأصولٍ تشريعيَّة، وأخيرًا إلى معانٍ أخرويَّة؛ طاعات وحسنات أو معاصٍ وسيئات.


 


 يمتنُّ الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على عباده بأن جعل الأرض هي بيئتهم، قال تعالى على لسان نبيه صالح عليه السلام ناصحًا قومه: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74]. ومعنى {وَبَوَّأَكُمْ}: أسكنكم وأنزلكم[1]؛ أي: مكَّن لكم فيها، وسهَّل لكم الأسباب الموصِّلة إلى ما تُريدون وتبتغون[2]. والمعنى المستفاد أنه جعلها لكم بيئة.


 


واهتمَّ القرآن الكريم بتوضيح الرؤية بخصوص الأرض؛ وذلك من أكثر من زاوية، حتى لقد ذُكِرَتْ لفظة (الأرض) بالتعريف والتنكير في القرآن الكريم أربعمائة وثلاثين مرَّة.


 


كما ميَّز الله سبحانه وتعالى الأرض ببعض الخصائص بأن جعلها مسخَّرة للإنسان، ودليلًا على قدرته، ودليلًا على سننه الكونيَّة سبحانه وتعالى ، كما أنها تميَّزت بأنها أصل الإنسان ونهايته، وبأنها جندي من جنوده سبحانه وتعالى، كما جُعلت مسجدًا وطهورًا للمسلمين وهذا ما يتضح لنا فيما يأتي:


 


           


 


أولًا: الأرض مسخَّرة للإنسان:


فالأرض هيَّأها الله تبارك وتعالى لحياة الإنسان، فجعلها -كما وصفها القرآن الكريم- فراشًا، ومهدًا، ومهادًا، وقرارًا، وذلولًا، وبساطًا، وكفاتًا، وكلها ألفاظ تصنع علاقة من الانقياد والطاعة والخضوع من قِبَلِ الأرض للإنسان، كما تصنع علاقة راحة وانتفاع واستمتاع من قبل الإنسان بالأرض.


 


لقد تكرَّرت عبارة {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ} [البقرة: 22] ست مرَّات، ثُمَّ مرَّة سابعة {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ} [المرسلات: 25]، ثُمَّ مرَّة ثامنة {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} [الأعراف: 10]. بما يشير إلى الرعاية الكاملة من الله سبحانه وتعالى للإنسان عبر تهيئة الأرض له، قال سبحانه وتعالى: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة: 22]. أي: مهدًا كالفراش مُقَرَّرَة مُوَطَّأة[2].


 


وقال عز وجل: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} [طه: 53]. تستقرُّون عليها وتقومون وتنامون عليها، وتسافرون على ظهرها[4]، وفي المعنى نفسه قال سبحانه وتعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} [النبأ: 6]. أي: فراشًا ووطاء للحياة عليها[5].


 


وفي موضع آخر قال سبحانه وتعالى: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا} [غافر: 64] أي: قارَّة لا تنكفئ بمن عليها، أو مستقرًا لمن عليها، يتمتعون بمنافعها[6].


 


وقال تعالى في سورة الملك: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا} [الملك: 15] أي: سهلة تستقرُّون عليها، والذلول: المنقاد الذي يذل لك[7].


 


وقال على لسان نبيه نوح عليه السلام: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} [نوح: 19، 20]. أي: بسطها ومهَّدها وقرَّرها وثَبَّتها بالجبال الراسيات الشم الشامخات، خلقها لكم لتستقرُّوا عليها وتسلكوا فيها أين شئتم[8].


 


{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 25، 26]. الكفْت هو الوعاء، والمعنى: ألم نجعل الأرض كفات أحيائكم وأمواتكم، تكفت أحياءكم في المساكن والمنازل فتضمُّهم فيها وتجمعهم، وأمواتكم في بطونها في القبور فيُدْفَنُون فيها؟ وجائز أن يكون: تَكْفِتُ أذاهُم في حال حياتهم، وجِيَفَهُمْ بعد مماتهم[9].


 


ومن كتاب الله -أيضًا- نعرف أنَّ في الأرض للإنسان مستقرٌّ ومتاع، قال سبحانه وتعالى: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36]. وكلُّ ما في الأرض مخلوقٌ للإنسان، مخلوقٌ من أجله؛ {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29]، وقال تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} [النحل: 13]. ولا حرج على الناس أن يستمتعوا بما في الأرض من طيبات: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168].


 


ثانيًا: الأرض وما عليها دليل على قدرة الله:


والأرض تحمل دلائل قدرة الله وألوهيته، قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20]، وقال سبحانه وتعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 7، 8]، وقال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 3، 4].


 


ثالثًا: الأرض دليلٌ على سُنَّة الله في الكون:


والأرض تحمل آثار الأقوام السابقين، آثار تجربة البشر مع الله تبارك وتعالى؛ ففيها قصة السنن الكونية، سنن الله التي لن تجد لها تبديلًا، قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137].


 


وفيها قصة الحياة وعبرة الدنيا، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24]، وقال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف: 45].


 


رابعًا: الأرض هي أصل الإنسان ونهايته:


فمنها أنشأه الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، وقال تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [النجم: 32]. قال السُّدِّيُّ[10]: هو خلقكم من الأرض[11]، وقيل: من الأرض باعتبار الأصل المتولِّد منه النبات، المتولِّد منه الغذاء، المتولِّد منه المني ودم الطمث، المتولِّد منهما الإنسان[12].


 


وقال تعالى في آية معجزة: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} [ق: 4]. فهذه الآية احتملت المعنيين بنفس الألفاظ: معنى الأصل: وهو أنَّ الناس خُلقوا منها؛ فهم قد أنقصوا من مادتها وعناصرها، فالإنسان مخلوقٌ من التراب أساسًا، والعلم الحديث يُثبت هذا باعتبار أنَّ العناصر المكوِّنة لجسم الإنسان هي نفسها من العناصر الموجودة في تربة الأرض[13].


 


وكذلك معنى المصير: وهو أنهم يصيرون إليها فتبلى أجسامهم فيها وتتفرق، فتكون هي التي أنقصتهم، قال ابن كثير: "أي: ما تأكل من أجسادهم في البلى، نعلم ذلك ولا يخفى علينا أين تفرقت الأبدان؟ وأين ذهبت؟ وإلى أين صارت؟ قال العوْفِي، عن ابن عباس: أي: ما تأكل من لحومهم وأبشارهم، وعظامهم وأشعارهم. وكذا قال مجاهد[14]، وقتادة، والضحاك[15]، وغيرهم"[16].


 


خامسًا: الأرض جنديٌّ من جنود الله:


فقد قال تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} [النحل: 45]، وقال سبحانه وتعالى عن قارون: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[القصص: 81].


 


سادسًا: الأرض مسجدٌ وطهور:


وتعرض السُّنَّة النبوية لصفة أخرى من صفات الأرض، وهي صفة خاصَّة بأُمَّة الإسلام، ألا وهي أن جعل الله سبحانه وتعالى الأرض طهورًا ومسجدًا لأمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبد الله[17] أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي؛ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً"[18].


 


وهذه الخصيصة التي تميَّزت بها أمَّة الإسلام تدفعها بطبيعة الحال إلى المحافظة على طهورية الأرض، وإلى السعي نحو تطهير الأرض التي أصابها تلوُّث وقذارات، ونحو ذلك مما يخرج بها عن طبيعتها الأصلية في كونها (مسجدًا وطهورًا)، فهي خصيصةٌ لأمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وهي في ذات الوقت مسئوليَّةٌ أمام الله تحمَّلتها هذه الأُمَّة.


 


وفي حديثٍ آخر بنفس المعنى يرويه حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلاَثٍ؛ جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدِ الْمَاءَ". وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى[19].


 


وبهذا العرض الإسلامي تنشأ الرؤية المؤمنة للأرض، وهي رؤية تُنْشِئ علاقةً قوامها المحبَّة والمودَّة بين الإنسان، وبين الأرض التي لن تكون يومًا عليه ولا عدوًّا له إلا إن هو عاند خالقها وبارزه بالمعاصي، فهو حينئذٍ يُكَرِّر تجربة قارون وغيره من أقوام كذَّبوا بآيات الله وعَصَوْا رسله، أمَّا ما سوى هذا فالأرض لا تعطيه إلا خيرًا خالصًا من نفسها أو ممَّا ينبت فيها.


 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


[1] البغوي: معالم التنزيل في تفسير القرآن 3/247.


[2] عبد الرحمن السعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 1/295.


[3] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 1/194.


[4] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 5/299.


[5] أبو بكر الجزائري: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير 5/501.


[6] القاسمي: محاسن التأويل (تفسير القاسمي) 14/5178.


[7] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 18/214.


[8] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 8/234.


[9] جمال الدين القاسمي: محاسن التأويل 14/6024.


[10] السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي (ت 128هـ - 745م): تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة، قال فيه ابن تغري بردي: "صاحب التفسير والمغازي والسير، وكان إمامًا عارفًا بالوقائع وأيام الناس". انظر: ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة 1/390.


[11] انظر: ابن أبى حاتم: تفسير القرآن العظيم مسندًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين 6/2048، والسيوطي: الدر المنثور 4/444.


[12] أبو حيان الأندلسي: تفسير البحر المحيط 5/239.


[13] مع اختلاف في النسبة والتركيب والاتحاد بين العناصر بطبيعة الحال، فالعناصر التي تشتمل عليها قشرة الأرض هي كالتالي: أوكسجين 46.6%، حديد 5%، سيليكون 27.7%، كالسيوم 3.6%، ألومنيوم 8.1%، صوديوم 2.8%، عناصر أخرى 6.2% والعناصر الأخرى هي: البوتاسيوم، والماغنيسيوم، والتيتانيوم، والهيدروجين.


بينما النسبة في جسم الإنسان كالتالي: الأوكسجين 65%، الآزوت 3.3%، الكربون 18.5%، الكالسيوم 1.5%، الهيدروجين 9.5%، الكبريت 1%، عناصر أخرى 1.2%، والعناصر الأخرى هي: البوتاسيوم، والكبريت، والكلور، والصوديوم، والماغنيسيوم، والحديد، واليود، والكوبالت، والمنجنيز، والموليبدنوم، والسيلينيوم، والنحاس، والزنك، والكروم، والكلور.


[14] مجاهد بن جبير: مجاهد بن جبير ويقال ابن جبر، أبو الحجاج المكي (21- 104هـ = 642- 722م): تابعي، مفسِّر من أهل مكَّة. قال الذهبي: شيخ القراء والمفسرين، أخذ التفسير عن ابن عباس، قرأه عليه ثلاث مرَّات، يقال: إنه مات وهو ساجد. الأعلام 8/177.


[15] الضحاك: هو أبو القاسم الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني (ت 105هـ - 723م): المفسر، المحدث، النحوي. كان يؤدب الأطفال. انظر: الحموي: معجم الأدباء 4/1452، 1453، وابن حجر: تهذيب التهذيب 4/397، 398.


[16] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/395.


[17] جابر بن عبد الله: بن حرام، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صغير، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة، وكان من المكثرين الحفاظ للسنن. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/292، وابن الأثير: أسد الغابة 1/351، وابن حجر: الإصابة، ترجمة رقم (1022).


[18] البخاري: كتاب التيمم (328)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (521).


[19] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (522)، وابن حبان (1697)، وقال شعيب الأرناءوط في تعليقه على ابن حبان: إسناده صحيح، وفي رواية ابن حبان ذكر الخصلة الثالثة والرابعة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "وَأُعْطِيتُ هؤلاء الآيات مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ يُعْطَه أَحَدٌ قَبْلِي، وَلاَ يُعْطَى أَحَدٌ بَعْدِي".








*




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : mohamedb


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها Emptyالخميس 24 أغسطس - 21:43
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 4283
تاريخ التسجيل : 03/08/2012
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها



خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها

جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : mahmoudb69


التوقيع
ــــــــــــــــ


<br>

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الكلمات الدليلية (Tags)
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها, خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها, خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لتكون بيئة مناسبة لحياة الخلائق عليها Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب