الموقع الجغرافي والإداري لمدينة الحجيرة ولاية ورقلة
الموقع الجغرافي والإداري |
كما هو ثابت تاريخيا أن منطقة الحجيرة تقع على وسط محطة الاتصال التجاري بين (وادي سوف) و(وادي ميزاب ) وذلك مرورا (بوادي ريغ ) فهي تقع جنوب جبال أولاد نائل والزيبان وشمال ملتقى الحمادة الصخرية بالعرق الشرقي والشط الشرقي أيضا .
وبعبارة أخرى ووفق التحديد الحالي :
فلكيا :تقع بين خطي طول شمالا 25°و32° و 59°و ° 32وبين خطي عرض 20°5و °07.
جغرافيا : يحدها شمالا بلدة عمر وتماسين وشرقا بلدية المنقر ودائرة الطيبات وجنوبا بلديتي انقوسة وحاسي بن عبد الله وغربا بلدية العالية .
مساحتها :تقدر مساحة بلدية الحجيرة 2429كلم ²
أصل التسمية "الحجيرة " تكثر الروايات في أصل تسمية "الحجيرة " غير أنها تتقارب في إسناد الاسم إلى تفسير معين وانه لم يأت من فراغ فاغلب التأويلات الرائجة إلى إن شكل المدينة القديمة هو الذي أعطاها تلك التسمية إذ كان يحيط بها سور يشبه في شكله للناظر الحجرة في المأوي والتداول على الألسنة تحول الاسم إلى الحجيرة .
ومنهم من يرجع أصل التسمية الاشتقاق من الحجرة أي الصخرة لان المدينة القديمة تقع على ربوة عالية كانت الأشجار ملتفة حولها وتبادر إلى الذهن من أطلق عليها الاسم في أنها حجرة صغيرة أي حجيرة .
وبالبحث عن الكلمة في معجم (لسان العرب) لابن منظور نجد ما يلي في جذر الحجر :
· حجر أو حجيرة ومتحجرة : مكان تتواجد به الحجارة
· قال سيبويه : يقول الرجل ترجل أتفعل كذا وكذا يا فلان ؟ فيقول حجرا أي سترا
· الحجيرة تصغير للحجرة (الغرفة )
· حجيرة مكان مرتفع ووسطه منخفض أي المأوى
القرى التي تشكل المنطقة
تضم المنطقة المراد دراستها عدة قرى وهي : العالية ، لقراف الغربي ، الراشدي ، الطيبين ، المير ، الشقة ، الدبيديبي الشرقي والغربي ، دزيوة و لكاز.
وعدة أحياء مشكلة للحجيرة المدينة منها شعبة لاخرة والمتقدمة والعبابسة وابن الزين والفرانة والحميدات ومحاديد والخراربة وأولاد التلي وأولاد الاعسى وأولاد الشيخ وأولاد الطيب وغيرهم من الأحياء التي تتناثر هنا وهناك في ربوع المدينة
|
الملامح العامة لبداية تشكل المنطقة
|
إن المعالم التاريخية التي نعثر عليها من خلال تنقلنا في المنطقة تكشف لنا عن أن المنطقة قديمة التشكل .فالعلامات التاريخية للاستدلال على الطريق والتي كونها أهل المنطقة والتي تتراء للمتنقل –القرارة حاليا –يتشف دون عناء تلك (الآبار) في تلك الفلاوات ليشرب المسافرون لان منطقة ظلت خالية من السكان والعمران لا يجد المار بها دليلا ولا يعثر بها على نقطة ماء حتى يقطع مسافة طويلة بين وادي ميزاب ووادي ريغ وجبال أولاد نائل وسيدي خالد وورقلة والقرارة ما لم ينحني يمينا ويسارا نحو واحات تقرت أو القرارة حيث تتضاعف له مسافة الطريق الأمر الذي يعرض التجار والمسافرين إلى الخلوة .
كما يمكن أن نشاهد تلك (الجدور )والتي عبارة عن كومة من الحجارة وحتى الأخشاب والتي كانت عادات الأجداد تقتضي أن يضع المار بها كمية من الحجارة أو الأخشاب ليضل الجدر قائما ومنها : جدر الصوان وجدر العود ...الخ
كما عبر عنه الرحالة المغربي ( حاج ناصر العياشي ) في رحلته من (سلجماسة الى تونس )قبل وجود قرى بالحجيرة وذلك في رحلته في القرن 16 محلته الى الحجاز عبر ورقلة وتقرت فقال
(( الصحراء ارض قاحلة لا يهتدي فيها إلا من مارسها ولا يهم المرء فيها إلا نفسه ولا ينتصب في شعابها إلا خوافق الرياح ولا يجترئ على قطها إلا ذو خف أو جناح بلاد كاد الطعام أن يكون فيها الدواء وهي ارض متنوعة فيها السهل المتصل وفيها الحمادة والجبال ومنها الأرض الحرشة الوعرة ومنها الرمال الكثيفة التي يحار فيها النظر والشطوط المالحة ذات السراب )) .
|
بداية نشوء المنطقة التاريخي |
من الصعب تحديد بداية نشوء أي منطقة تاريخية ، وذلك لعدة أسباب أبرزها :
· عدم وجود الكتب والوثائق التاريخية .
· عدم وجود المؤرخين عن تلك الحقبة وانعدام التراث الثقافي أو انقراضه بفعل العوامل الطبيعية كالراح والأمطار وغيرهما أو العوامل البشرية كالتخريب والحروب الاستعمارية ....الخ
· عدم الوعي الثقافي للأجيال اللاحقة وجهلها بقيمة تدوين التاريخ
وكل هذه الأسباب توفرت في منطقتنا وتاريخها غير أن المتتبع والباحث يلفي بعض العلامات التي تدل على أن سنة 1195 بداية التشكل لمنطقتنا ويعزى ذلك الى ظهور بعض الشخصيات والعائلات الرعوية من الأعراب والرحل وتتمثل في ظهور الولي الصالح : سـيدي محمـد السـائح صاحب الضريح القائم في بلدة عمر وعائلة بوخلط و(الربط) الذين استعملوا هذا الشيخ في رعي الإبل والمواشي ثم لقبوه بعطاف الحقات بعد أن اكتشف لهم من أمره وصلاحه حسب الروايات التي لا تخلو من جزء من الحقيقة مهما كانت خيالية أو أسطورية وحسب حسن الوزان الملقب بـ(ليون الأفريقي )صاحب متاب وصف إفريقيا : قال (( فان عربان الصحراء الأفريقية ينتمون الى قبائل ثلاث هي : بنو حكيم –بنو هلال – بنو معقل وقد تفرع عن حكيم اثبوج سميت سعيد واستقر اثبوج في المغرب الأقصى وسميت حول البحر الأبيض المتوسط وطرابلس وتونس انتشر بنو سعيد في الصحراء الكبرى وأصبحوا يتعاملون من لبيا مع ورقلة وغرداية وتقرت في التجارة ولهم عدد وافر من الماشية يمول بها عدد كبير من القرى والمدن المجاورة لورقلة وتقرت وأصبحوا لا يغادرون المنطقة صيفا ولا شتاءا ....وتوجد عدة قصور وقرى وأماكن مأهولة بالسكان حوا تقرت على طول مسيرة ثلاث أو أربعة أيام وكلها خاضعة الى أمير تقرت الذي أصبح يجتبي منها الذهب والأموال ويكون منها حرسه الخاص وهم من الأعراب الفرسان ورماة القذائف والبنادق ويعطيهم أجرا مناسبا حتى يبقى كل منهم في خدمته عن طيب خاطر وقد اتصل به حسن الوزان فوجده في تمام الطرب ولين الأريكة كثير العطف على الغرباء )) .
إنهم من أبناء النموديين بيوتها من الياجور يحيط بها سور وحولها نخيل كثير ويوجد نواحيها عدة قصور وعدد لا يحصى من القرى وهي مركز تجاري هام بين قسنطينة والسودان والتجار الغرباء يحملون إليها منتوجات بلدهم ويستبدلونها فيها بما يأتي به التجار والزوار الآخرون والأهالي القاطنون بجوارها ، وأهلها كرماء .
وان اغلب الروايات التي تتكلم عن المنطقة إنما تريد الإشارة الى ذلك القصر فانطلاقا مما جاء في كتاب- ناصر الدين سعيدوني المسمى ( دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر) ( أن قبيلة سعيد ظهرت في القرن
13 م وتتفرع الى فرعين أولاد مولات بنواحي تقرت وسعيد عتبة بنواحي انقوسة والفرع الثاني يضم عشيرتين هما سعيد أولاد عمر المستقرين بتماسين والحجيرة والمخادمة المنتشرين بين ورقلة والرويسات ))
ومن هذه الشهادة الثابتة في بطون الكتب نستشف تاريخ المنطقة ونستنبط وجودها العمراني ودرها الاجتماعي المتمثل في حراسة المدن وتامين الطرقات الواصلة بين الودية الثلاثة لان ذلك باق على حاله الى عهد قريب جدا حيث كان آباؤنا يحملون التجار والبضائع على جمالهم ما بين وادي ميزاب ووادي ريغ عبر منطقتنا هذه –الحجيرة – وحتى الى ما وراء ذلك شرقا نحو وادي سوف والزيبان وغربا وجنوبا نحو ورقلة و الاغواط حتى أن بعض العائلات في الحجيرة تنتسب الى ما وراء تقرت ومزاب مثل أولاد الشيخ بن عمر بن الطاهر فهم من أولاد جلال –حسب بضع الروايات الشعبية –وكذلك أل جواد فهم من الشيعة وكذلك أولاد بن دومة من الاغواط وخنفر من أولاد نائل وقيطون من الصور وما دمنا قد ذكرنا هذه العائلات حسب الروايات الشعبية فان الحقيقة التاريخية المعترف بها حاليا هي أن سكان الحجيرة وما جاورها يعرفون بلقب سعيد أولاد عمر وسعيد هؤلاء هم الذين تكلم عنهم حسن الوزان حيث انقسموا الى فرعين أولاد لخضر وأولاد علاهم وتفرع أولاد لخضر الى السراسبية والحميدات والربط والبزالمية وتفرع أولاد علاهم الى زرارة وأولاد لعسة والعزائز والى جانب هذه الفروع هناك السعيدانية والطيبين الدبيديبي ولمهم انتماء الى الربط وأولاد لعسة وتنظم الى سعيد كلهم جماعة الدرائسة سكان المير الذين قدموا مؤخرا الى المنطقة كما توجد في الحجيرة أقليات من أولاد السائح وأولاد سيدي الحاج علي .
واضع حجر أساس للحجيرة
تختلف الروايات في ذكر مؤسس الحجيرة ونسرد في ما يلي أهم ما يذكر في هذا المقام من أقاويل معتمدين على دراسات سبقتنا إليها الدارسون .
**تذكر الروايات أو واضع الحجر الأساسي للحجيرة هو: معمر بن مبارك .
** والبعض الآخر يقول هو: سيدي أمحمد حجيرة حفيد سيدي عمر لبيض صاحب لكاز وصاحب الضريح القديم الموجود في القصر القديم (الصومعة )
وهناك روايات أخرى تقول بان جماعة من سعيد سكنوا القلية الحمراء وغرسوا بها النخيل فلما جاء سيدي عبد القادر بن البوطي من دزيوة وحل بالعالية وبأمر ومن الشيخ التيجاني أعطى بدوره لجماعة سعيد أن يرحلوا عنه ويذهبوا الى الحجيرة حسب الروايات الشعبية –التي تتضارب أحيانا –ولكنها تجمع على أن جماعة سعيد خرجوا من العالية واستقروا في مكان سمي بالحجيرة لأسباب ودوافع تختلف حولها الراويات ويرجح أن سيدي عبد القادر قد بعث معهم أخاه العلمي يعلم الناس القران والفقه وبعد سنوات استوطن محمد بن العلمي الحجيرة وانتقل أباه العلمي الى فاس لتعليم أولاد الشيخ التجاني القران وهذه المصاهرة هي بداية التاريخ الحجيرة والعالية المرتبط أساسا بتاريخ ظهور الشيخ التجاني والطريقة التيجانية التي قام بنشرها في المنطقة السيد: محمد بالمشري السائحي نيابة عن الشيخ التيجاني مؤسس هذه الطريقة.
|
ولد الشيخ التيجاني عام 1150هـ ونشر طريقته ابتداء من 1190هـ وتوفي سنة 1230هـ الموافق لـــــــ1815م والثابت أن سيدي عبد القادر البوطي وجماعته لما على الرحيل الى دزيوة لأسباب تختلف الروايات الشعبية حولها أيضا بعثوا الى الشيخ التجاني في حياته يطلبون منه أن يأذن لهم في المكان المناسب لسكناهم واستقرارهم به مقترحين عليه الاستقرار في القرارة ولكاز أو بريان فأجابهم آن بلاد مزاب كلها للنار ولا تصلح لسكان الأحباب وكل هذه المعطيات ثابتة في مؤلفات الطريقة التيجانية ولذا يكون هذا الزمن هو تاريخ استقرار أولاد السائح في العالية وسعيد ، وسعيد في الحجيرة وهو أواخر القرن الثاني عشر هجري (12هـ)والثامن عشر الميلادي (18م) .
وفي طريقهم الرابط بين مزاب ووادي ريغ وبين ورقلة أي الزيبان وأولاد نائل وإنهم كانوا يترددون على المنطقة . وهذا هو المؤكد حسب المراجع ومــا يؤكد كلامنا أن سي محمد بن المشري التقى بالشيخ التيجاني عام 1186 و اخـــــــذ منه الأوراد والإبل لينشر الطريقة في المغرب العربي بكامله حيث سلك ابن المشري السائحي من فاس الى الشرق حيث التقى بسيدي إبراهيم الرياحي الذي أصبح عمدة للزاوية التيجانية في تونس وسيدي الحاج علي للطريقة في التماسين وناحية تقرت وسيدي عبد القادر البوطي مقدما على منطقة الحجيرة مأهولة بقبائل سعيد وأولاد السايح والفتايت والدرائسة وكان ابن المشري في طريقه أو سفره هذا قد بدا بإخوانه أولاد السايح وجيرانه سعيد فأدخلهم في الطريقة التيجانية بعد أن كانوا قادريين –الطريقة النادرية - ثم رجع ابن مشري الى فاس وبقي مع الشيخ التيجاني في صحبته الى عام 1208هـ وتوفي الشيخ التيجاني عام 1230هـ الموافق لـ1815م وهكذا يرتبط عمران الحجيرة والعالية بالطريقة التيجانية وعموما مابين 1190هـ -1203هـ هذا هو التاريخ الصحيح الذي تكونت فيه المنطقة وأضحت موطنا بعد أن كانت للرعاة والتجار والمسافرين معبرا وسكنها سعيد وأولاد السايح وتعاطوا الفلاحة وغرس النخيل الى جانب تربية المواشي وبناء القصور مع الترحال الدائم لمعظمهم كما هو الحال في رحلة الشتاء والصيف بين الحجيرة ووادي ريغ.
|
من معالم مدينة الحجيرة
|
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا