الإسلام دين التضامن و التسامحعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيامَة، ومَنْ يَسَّرَ عَلى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ ومَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلى الجَنَّةِ." رَوَاهُ مُسْلِمٌ
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَحَاسَدُوا، وَلاتَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَكْذِبُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا -وَيُشِيرُ إِلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ-بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عَنْ عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ الرَسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ
عَنْ جَرِيرٍ بْنِ عَبدِاللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أولا: ملاحظة النص واستكشافه:
1 ـ العنوان
أ ـ تركيبيا: يتكون العنوان من جملة اسمية.
ب ـ معجميا: ينتمي العنوان إلى مجال القيم الإسلامية.
ج ـ دلاليا: يشير العنوان إلى أن الإسلام ينبني على خصال التعاون والتآزر.
2 ـ بداية النص: تبتدئ الأحاديث النبوية الشريفة برواة الحديث. وهي أحاديث مرفوعة، أي أنها منسوبة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. والأحاديث المرفوعة تبتدئ بعبارة "قال الرسول صلى الله عليه وسلم ".
3 ـ نهاية النص: تنتهي الأحاديث النبوية الشريفة بعبارة رواه مسلم، ويعتبر مسلم من كبار علماء أهل السنة والجماعة، حيث جمع الأحاديث المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه ووضعها في كتابه "الصحيح" بعد أن تأكد من سلامتها وصحتها.
4 ـ مصدر النص: صحيح مسلم: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الجزء الرابع، طبعة دار الكتاب المصري، القاهرة.
5 ـ نوع النص: أحاديث نبوية شريفة ذات بعد ديني أخلاقي.
ثانيا: فهم النص:
1 ـ تذليل الصعوبات اللغوية:
نَفَّسَ: فَرَّجَ.
الكربة: الحزن والغم.
المعسر: من أصابته عسرة، وهي الفقر وضيق ذات اليد.
التناجش: مصدر من تناجش القوم في البيع أي تزايدوا في تقدير الأشياء إغراء وتمويها.
لا تدابروا: لا تتنافروا.
خذله: تخلى عن نصرته.
2 ـ المضمون العام: الأخوة والمحبة والتآزر وترك العنف من أعظم القيم التي يدعو إليها الإسلام.
ثالثا: تحليل النص
1 ـ مضامين الأحاديث
الحديث الأول:
ـ تخفيف الله تعالى هموم يوم القيامة وأهوالها على المسلم الذي يزيل الحزن والغم عن أخيه المسلم في الدنيا.
ـ إزالة الله تعالى الشدة والضيق في الدنيا والقيامة على المسلم الذي لا يُضَيِّق على أخيه المسلم المدين المعسر.
ـ ستر الله عيوب المسلم الذي يترك عيوب الناس ولا يذكرها.
ـ مساندة الله تعالى المسلم الذي يمد يد المساعدة والعون إلى أخيه المسلم.
ـ طلب العلم والسعي إليه طريق يوصل إلى الجنة.
الحديث الثاني:
ـ نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحسد والنجش والبغض والتدابر.
ـ دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الأخوة والمحبة بين المسلمين
ـ نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الظلم والاحتقار.
ـ تحريمه صلى الله عليه سلم الاعتداء على النفس بالقتل والمال بالسرقة والعرض بالسب والغيبة والنميمة.
الحديث الثالث:
ـ الرفق بالناس وعدم معاملتهم بالشدة والعنف
الحديث الرابع:
ـ الرفق سبب كل الخير والعنف سبب الحرمان من كل خير
2 ـ العلاقة الموجودة بين الأحاديث من حيث المضمون: دعوتها إلى الأخوة والتضامن ونبذ العنف.
العبارات الدالة على التضامن ونبذ العنف في الحياة الاجتماعية:
التضامن
نبذ العنف والكراهية
ـ من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.
ـ الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ـ كونوا عباد الله إخوانا.
ـ لا تباغضوا ولا تدابروا.
ـ كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.
ـ من يحرم الرفق يحرم الخير كله.
الأساليب اللغوية:
الأمر: كونوا عباد الله إخوانا
النهي: لا تحاسدوا ـ لا تناجشوا ـ لا تباغضوا
التركيب:
تدعو النصوص الحديثية إلى ترسيخ مجموعة من القيم الإسلامية النبيلة التي ينبني على أساسها مجتمع قوامه التعاون والأخوة والمحبة بين الناس. كما تسعى إلى خلق مجتمع فاضل يسود فيه العدل والرفق ويحترم فيه حق الإنسان في حياته وماله وشرفه، ويقدم فيه أفراده الميسورون يد المساعدة والعون للمعوزين، والتنفيس عن همومهم وأحزانهم.