كيف تكوين شخصية طفلك
أطفالنا هم أمل و مستقبل الأمة وبقدر ما كان نموهم وترعرعهم وتربيتهم سليمة بقدر ما كان مستقبل الأمة مشرقا ومشرفا، فسلوكنا مع أطفالنا وطريقة معاملتهم هما اللذان يحدان مستقبلهم ، فكلما كان سلوكنا مع الطفل صحيحا نشأ الطفل سليما من غير عقد نفسية، يثق في نفسه وفي قدراته ويثق فيمن حوله وكان إيجابيا في تعامله مع مجتمعه.
هناك أسس يجب على الوالدين التقيد بها لتساعد الطفل على تكوين تلك الصورة الإيجابية عن نفسه:
1- إعطاء الطفل الفرصة للقيام بالأعمال الناجحة والتشجيع المستمر وإشعاره بسعادتنا لنجاحه بالقيام بها ولنحذر من تكليفه بمهام صعبة تفوق عمره العقلي والزمني و إلا شعر بالعجز وفقد الثقة في نفسه.
2- الرعاية والاهتمام من الوالدين الغير مبالغ فيهما والشعور بالمسؤولية وتلبية حاجات الطفل الأساسية كالغذاء السليم ، الملبس النظيف ، التعليم الجيد والرعاية الصحية الصحية ومتابعته.
3- البحث عن نقاط القوة في الطفل وتعزيزها وتشجيعها وتنميتها ، وإرشاده إلى نقاط الضعف وكيفية التغلب عليها كالغضب السريع والخجل.
4- مراعاة حالة الطفل النفسية وشعوره والتغيرات التي تفرزها مثل القلق، عدم التكيف، والشعور بالعجز ومحاولة علاج ذلك بالتهدئة وزرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم بالحب والحنان والرعاية و إلا سوف تتحول إلى مشكلات نفسية تؤثر على سلوك الطفل كأن يصبح عدوانيا أو منطويا .
5- الاهتمام بهوايات الطفل وأنشطته وميوله وتوجيهها وتشجيعها كالقراءة والكتابة وجمع الطوابع، ممارسة الرياضة بأنواعها.
قصص تكوين شخصية الطفل
لا تكن انانيا"رشا"و"سمر" شقيقتان وقد جاءت الى منزلهما ليلى ، صديقة سمر لقضاء عطلة نهاية الاسبوع معهما ، وقررن الذهاب الى الشاطئ.
كان صباجا مشمسا وانطلقن في النهار المبكر، وصلن الشاطئ فهبت عليهن نسمة لطيفة وبدان يلعبن على الرمال ثم لعبن بالكرة ، وبعد مضى ساعتيت من بدء اللعب انتاب رشا الضجر.
قالت رشا لكن من ليلى وسمر: "لنذهب بعيدا عن هنا اريد ان ارى النموذج المصغر للقرية ".
لم تكن ليلى وسمر ترغبان في مغادرة الشاطئ.
قالت سمر: "نحن نستمتع بوقتنا هنا، ونريد ان نسترخى هنا لمزيد من الوقت ".
ولكن رشا اصرت قائلة :"اشعر بالضجر والتعب من هذا الشاطئ هيا انهضا الان فورا.
غضبت سمر لكنها لم تقل شيئا ، وهكذا ذهبن الى " النمودج المصغر للقرية ".
استمتعت رشا بالنظر الى المنازل صغيرة الحجم ، والمبانى والاشجار والمدارس صغيرة الحجم ايضا.
بعد ذالك بساعة ، اقترحت ليلى قائلة :"هيا نتناول بعض القهوة ; فانا اشعر بارهاق شديد ".
صاحت رشا : " كلا ، سوف نذهب الى متحف المخلوقات المائية ".
فقالت سمر لرشا : " حسنا ; لنذهب الى هناك ".
قالت رشا لسمر : "لن اذهب الى متحف المخلوقات المائية مشيا ، من فضلك استاجرى لنا سيارة ، فان قدمي تؤلماننى ".
وكانت رشا ممثلئة بالغضب ، لانها ركلت حجرا كان ملقى على جانب الطريق ، فاصاب اصبع قدمها فجلست على الارض.
حاولت سمر ان توضح الامر لرشا قائلة :
"ان متحف المخلوقات المائية عى بعد خطوتين او ثلاث خطوات من هنا "
لكن رشا لم تتزحزح عن رايها ولو قليلا.
وعند وصولهن الى المتحف اخذت رشا تستمتع بوقتها ،
نظرت الى الاسماك وهي تلعب في المياه ، وبعد بعض الوقت انتاب رشا الضجر .
قالت لسمر : "لنذهب الى مكان اخر ; لقد رايت المتحف من اوله الى اخره ".
قاطعتها ليلى قائبة : دعينى لارى الاسماك ; لقد وصلنا للتو".
لكن رشا قالت بلهجة غير مهذبة : " اه ياقدمي ! انا لا اهتم بك ; فقد رايت المتحف بكامله ، وهذا كل مافي الامر ".
حاولت سمر تهدئة رشا وجعلها تتعقل ،لكن رشا ظلت تقول لليلى : " لا اريد ان اتحدث معك . اغربي عن وجهي ".
وعندما سمعت سمر هذا الكلام من رشا ، تملكها الغضب ، فامسكت برشا من ذراعها وقالت لها :" هذا يكفي ! هذا يكفي ! والان استميعى الي .
ماذا تظنبن بنفسك ?
لقد سلكت مسلكا انانيا ومتعاليا علينا طوال النهار ، قمنا بما رغبت فيه تماما ، ولم تفكري فيما نرغب نحن !".
وفي طريق عودتهن الى المنزل ،قالت رشا لسمر : " شقيقتي العزيزة ! اشعر بالاسف لسلوكي الاناني ، كان على الا اسئ السلوك مع صديقتك ، يا حاول الا اكون انانية في المستقبل "و
وعند وصولهن المنزل قالت رشا لليلى : " ارجوك سامحيني ; كان بحب ان اتحدث معك بطريقة مهذبة ، فاجابتها ليلى : "هذا يحدث احيانا ، ولكن اتخذى قرارا بالا تكرري هذا الميلك مرة اخرى في المستقبل ".
الحكمة
الشخص الذي يفكر في الاخرين هو شخص كريم الاخلاق حقا، اما الشخص الذي لا يفطر الا في نفسه فهو اناني ، وهكذا تذكر ان تفكر فيما يرغبه الاخرون .
Facebook
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا