..شعب بحر نائم في محيط لا يُعْرَفُ ليله من نهاره, القعر مظلم أبد الدهر والكل تحت إمرة آمر محكوم عليه
بانتظار ساعة الاصطياد, والصياد نوعان جار وابن الدار وكلاهما عدو لشعوب البحار فأين السبيل لسمك يقتات
من بقايا الكبار وينتظر دوره ليصبح قوت رفيق في الحصار,هي تضحية إجبارية تستمر رغم القيل والقال, فلكي
يعيش البعض، فرض على البعض الانتحار.
هي سياسة بحر لم نختر العيش فيه, بحر يسكن الهدوء أعماقه رغم كل تلك العواصف التي تجتاح سطحه,
هدوء يرى فيه البعض نعمة، لكن هذا الهدوء يخفي الأعظم في أغلب الأحيان. تيارات مائية تُُجْهَضُ بمجرد
التفكير فيها, ومجهضها كائن أشد قوة وافتراس ينفد الأوامر إذا أراد الاستمرار، ومعاشه إكمال لسلسلة غذائية
لضمان الاستقرار, هو فعلا أشد قوة،لكنه ليس الآمر الناهي، مادام مصيره لا يعلو على من يقله حجما، إلا أنه
يضمن لنفسه العيش الكريم حتى حين...
بحتي مستمر والسؤال المطروح، ما هي ميزة الحاكم إذا لم تتجلى في القوة؟
استفسارات مترابطة وأجوبة قليلة لا تشفي الغليل لأقف عند فكرة كان من الممكن تجاهلها وهي تمر، إلا أن حب
الاستطلاع وبعضا من أوقات الفراغ أنصفاها لتأخذ حقها.
إن لم يكن الأقوى هو من يسيطر, فالمكر أقرب الحلول إلى الواقع, فتماديت في تفكيري المحرم، لتوهمني
معطياتي أني وصلت إلى نقطة الانتهاء, فوجدت أن للأخطبوط شيء من الدهاء، كيف لا وهو يرمي بغبار
الجهل على سائر الشعب لكي يبسط أيديه على كل ما يحيط به من خيرات ويستولي على زمام الحكم والممتلكات.
فرحت لبرهة وحسبت أني أقفلت القضية، إلا أن شبكة الصيد قادتني إلى حاكم من خارج البحرية..
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا