التحكم في العواطف
إن التربية من أسمى الأعمال و أجلها , و لا عجب فهي أولا و قبل كل شيء مهمة الأنبياء و الرسل ثم الصاحين المصلحين من بعدهم , ولتكون التربية إيجابية فلابد للمربي من خصال و صفات تُعينه على هذه المهمة الجليلة , و أعتبر من أهمها " صفة التحكم في العواطف " لأن المربي يجب ألا يترك عواطفه تسيطر عليه فتذهب به إلى منحى الشدة المفرطة أو الدلال الشديد فكلاهما قاتل لشخصية الطفل و ثقته بنفسه , بل و فقدانه لأهم خصال النجاح و هي خصلة تحمل المسؤولية , لأن الشدة المفرطة تجعله يخاف من المبادرة و يهاب المواجهة بل ينتظر الأوامر من المربي لكي لا يعاقب , و في الدلال المبالغ فيه تهديد لإحساسه بالمسؤولية فهو يعلم أن المرابي يحبه كثيرا و يُدللُه و لن يعاقبه على الخطأ مهما عظمت فداحته .
☺☺☺
للأسف الشديد في أغلب الأحيان نسمح لعواطفنا بالتحكم في ردة فعلنا , و هنا تجد لنفس الفعل رداة فعل متباينة مما يشوش عقل الطفل و يجعله غير متزن في تحديد أهمية الفعل أو خطورته , فتجد الأب جد متعب بعد يوم شاق في العمل اختتمه بمشادة مع رئيسه ؛ فما إن يرتكب أحد الأبناء خطأ حتى تجد الأب ينفجر غاضبا يسب و يعاقب و يطفئ كل غضبه على هذا الطفل الذي تتكون لديه قناعة أنه قام بعمل جَلل , في حين أن ردة فعل الأب لم تكن متناسبة مع الفعل بل كانت إخراجا لمكبوتات هذا الأب , لذلك أنئ بي و بك قارئ الكريم أن نكون أغناما تقودنا مشاعرنا و عواطفنا , بل لابد من استحضار العقل و التفكير قبل القيام بأي عمل , كما أنصحك بألا تتخذ أي إجراء و أنت في حالة غضب , بل دع الأمر بعض الوقت لتستجمع نفسك و تتحكم بغضبك , حتى إذا عاقبت على أمر كانت العقوبة على قدر الخطأ و لكن انتبه أن تعاقب ابنك و هو لا يعرف لما يعاقب فلا بد من توضيح سبب العقوبة و خطورة الفعل .
☺☺☺
التحكم في العواطف ليس مُحتكرا على الغضب فقط و لكن لابد من الانتباه حتى عند الفرح الشديد فنتجاوز عن الخطأ الذي تعاقب عليه في حالة العادية ؛ فهذا كذلك يقلب موازين الخطأ و الصواب عند الطفل , لأنه يرى نفس العمل لكن بردتي فعل مختلفتين , و نحن نعلم أن الطفل يأخذ قناعاته و معتقداته بل و مبادئ الخطأ و الصواب من الأب و الأسرة أولا ثم المدرسة و الأصدقاء و الإعلام ثانيا , فلابد من ترسيخ مبادئ الحق و الباطل و الصَح و الخطأ لذا الطفل لأن هذه المبادئ هي التي ستوجههُ عند الاختيار
====
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا