نافذة سجين
جالس انا في سجني اتأمل الجدران القاتمة حيطان ملأتها بكتابات كلها وبوضوح تشير لعطشي ولهفتي الى حريتي ان اعود يوما لأرى خيوط الشمس الذهبية احس بدفئها وهي تلفح بشرتي .. ان اسمع تغريده بلبل يرفرف بجناحيه الصغيرين ويحلق .. فقد امتدت بي الاعوام والسنين حتى نسيت لم انا اليوم سجين ولكني اذكر انهم كانوا يدعوني سجين فكر مكثت حبيس هذه الجدران الصماء الخالية من أي روح جدران اربعة لا نافذة تتوسطها.. فقط كتاباتي تحتلها مللت وانا احلم بحلول يوم حريتي ........ خطوات اكره صاحبها ولكني اعتدت انتظارها فهي خطوات سجاني بدأت تقترب من زنزانتي وبكلمات بسيطة تلاها علي لم اكد اسمعها حتى تركني وذهب جلست وحدي استعيد ما سمعته منه .. ااااااه انه يعلن لي انهم سيكرموا حسن سلوكي بمنحي نافذة اطل منها على ما يقع خلف الجدران تبسمت بمرارة ومسحت بكمي دمعة نزلت رغما عني فقد كنت احلم بأكثر من هذا ولكن علي ان اقبل بهذه المكرمة كما وصفوها ...وهل للسجين الا السمع والطاعة ....... اتى اليوم المشهود ونفذ سجاني وعده وتلقيت التكريم وانا مشتت بين ضحكات وشهقات دمع تصدر عني دون ارادتي لا أتمكن من كبحها وليس لي من القوة كي امنعها نافذة امام ناظري ليس لي الا ان امد يدي فأتمكن من فتحها مددت يدي المرتجفة ومسكت مصراعيها وقلبي يدق بعنف فهذه نافذة ستأخذني الى حيث تطير احلامي الى حريتي ....... ايام وانا متردد بفتحها وسجاني يضحك علي ويهز راسه كلما زارني ورأى ترددي اخيرا استجمعت شجاعتي ودفعت دفتي شباكي فبهر النور القوي عيناي حتى سارعت بإغماضهما من الالم والدهشة شيء فشيء ويوم بعد يوم تعودت عيناي الضوء وصرت اجلس عند قضبان نافذتي كل يوم لا اتركها حتى لو حل الظلام او شعرت بالبرد انظر بلهفة لكل ما يناله نظري وافتت خبزي واشاركه مع بعض الطيور اخذت عهدا على نفسي انني لن اغلق هذه النافذة ابدا ................. اااااااهكم تغيرت الحياة في الخارج .. ملابس المارة ليست كما كنت اذكرها والناس ايضا تغيروا ليس بملابسهم فقط .. لكني لا ادرك اين هو التغيير يبدو انني يجب ان اتابع ما يحصل اكثر واكثر حتى افهم تجمعت الصور في راسي وضجت الاصوات اصوات مختلطة بين ابواق المركبات وصياح الباعة واصوت اخرى ترعبني وتجعل من صادقت من الطيور تبتعد عن نافذتي بخوف ووجل اصوات انفجارات عظيمة واحيان كثيرة صوت طلقات نارية وابواق انذار وهرج ومرج وصياح مستمر وعراك يومي بلا انقطاع وعويل نساء مثكلات تجعلني اصم اذني وابتعد عن نافذتي بانكسار بتردد بدأت اقترب مجددا من نافذتي وكلي امل ان اجد هذا اليوم شيء مختلف جلست على عادتي انادي الطيور واصنع لهم وليمة خبز امتع نفسي بضوء الشمس وارهف سمعي لكل صوت بشري يسقط كالموسيقى على سمعي ما اجمل صوت التكبير فاليوم على مايبدو عيد اذن فلنحتفل يا طيوري ....ولكن ما هذا صوت مدفع افطار ..اليس اليوم هو يوم عيد ثم تلاه صوت انفجار وعاد الرعب ليبدأ من جديد فابتعدت مسرعا مشمئزا عن نافذتي واغلقتها بعنف وصحت على سجاني ارجوه ان يحكم اغلاقها لأعود الى سلامي ووحدتي واحتفظ بحرية رايي وتفكيري ..... برايكم اخوتي واخواتي - هل بات الواقع الذي نعيشه مر وباعث لليأس والاحباط؟؟ - ما هو الحل للإنسان العادي الذي لاحول له ولا قوة امام الاحداث التي تدور حولنا ؟؟ - هل باعتقادكم اننا شعوب لم تعد تعرف ان تكون لها حياة مدنية طبيعية دون مخاوف ؟؟ شكرا جزيلا لكم ...وبارك الله فيكم جميعا |