السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صلي و سلم على حبيبنا محمد عليه افضل الصلوات و ازكى التساليم
صلى الله عليه و سلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عرج بكتفه ليرتشف قليلا من الكأس الموضوعة على المنضدة المجاورة له،ثم واصل قراءة الجريدة التي بين يديه وهو في حالة ذهول،يقلبها و يعاود الارتشاف من تلك القهوة في اضطراب أقلق زوجته المقابلة له،و ليكسر حاجز الصمت الذي عمّ بزفرة قوية اهتزت لها أركان الغرفة الهادئة..."سبحان الله،ولد في ريعان شبابه يقتل والديه و يمشي في جنازتهما ثم يدعي الجنون حين عُرف أنه الجاني!!"قالها و اقحم وجهه بين كفيه.
راح يتأمل في الحالة التي إلنا اليها بصمت و في بعض من الاحيان يحادث نفسه -لا زوجته-،كيف لأمة اسلامية تأمر ببر الوالدين و الاحسان إليهما أن تكوّن جيلا من العقاة؟أليس الوالدين يحملان نفس المكانة التي حملّهما الاسلام من قبل؟ لماذا اذا هناك عاق؟
احمر وجهه و سكت قليلا،عاود الارتشاف لوقت اطول من قهوته و كأنه يتلذذ بمشاركتها افكاره،لتخاطبه انما العلة عمت الكل و ليست سجينة ولد و والده،فالمرض ازداد في الجسم و تلاحقت كل اعضائه تشتكي ما به من الالام.
صغير يلتزم مسؤوليات عائلته لأن أباه عرف الغنى مع عائلة اخرى غير تلك التي شاركته فقره المدقع و ساعدته بما تملك كي توفر له عملا،فلما وجد العمل لم يتذكر التضحيات التي كونت له هذا الطريق.
فتيات يقحمنهن امهاتهن في مجتمع من اجل ان يتبعن "الموضة"،فالتفتح لا يمكن ان تصيبه الفتاة اذا لم ترى بأم عينها و تطبق بيديها ما يحصل في المجتمع،فتجعله مربيها تأخذ منه و تعمل له أيضا....
مناظر عديدة مرت امامه،وهو ينظر في ذلك السواد القابع هناك في فنجانه،حركه قليلا و كأنه يريد ان يرى لونا جديدا غيره،فما زاده ذلك الا من اضطراب ولكن....قد برز شيء أبيض تحته!!!
ترك ما بيده و أسند رأسه على حافة الأريكة ثم خاطب ببصره الذي يخترق الاركان:
أهذا ما صنعه المجتمع فينا؟ألا نملك حق التغيير فيه؟ام يلزمنا ان نواصل العبث معه كما فعل السابقون منا؟
ألا يوجد حل أمام تمردات هاته الأخلاق؟؟
...
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا