الذاكرة الشعبية لسكان الحجيرة ولاية ورقلة تسترجع مظاهرات 10 افريل 1962
مئذنة قصر الحجيرة
تسترجع الذاكرة الشعبية لسكان الحجيرة هذا الثلاثاء، ذكرى مظاهرات 10 افريل 1962 الأليمة، والتي ستبقى محفورة في ذاكرة السكان، خاصة من عايشوها، والذين مازالوا يتذكرونها بتفاصيلها.
المظاهرات تلت سلسلة من الانتفاضات الشعبية ضد تقسيم الصحراء عن الوطن الأم، نظمت في ورقلة و تقرت و الطيبات خلال شهري فبراير و مارس 1962 عشية عقد الجولة الاخيرة من مفاوضات إيفيان. و لكن الغريب أن مظاهرات الحجيرة، نظمت بأمر من قادة جبهة التحرير و تم تنظيمها بعد عشرين يوما من تاريخ وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.
كان ال 10 من أفريل 1962 يوما مشهودا، ليس كسائر الايام، حيث خرجت جموع غفيرة من سكان المدينة المناهضة لتقسيم الجزائر، و راح ضحيتها 11 شهداء من خيرة ابناء المنطقة وهم عبد الرحمن مبروكي، الصغير بالطيب، أحمد بلمعبدي، محمد رحيم بن الحبيب، عبد القادر بن الشيخ وبلخير بلمهدي، الذين سقطوا برصاص العدو.
جاءت المظاهرات نتيجة لزيارة الفرنسي “بايلو” رفقة مجموعة من المسئولين، من بينهم العميل حمزة بوبكر، رئيس المجلس العام لعمالة الواحات للحجيرة، التي كانت تسمى ببلدية أولاد عمر آنذاك و والي ولاية الواحات.
ونتيجة للاستفزازات التي قام بها رئيس البلدية الفرنسي، الضابط “ فيدال روبير”، الذي أرغم الأهالي على الحضور والهتاف بحياة فرنسا،رافعين راياتها، قام المتظاهرون بالخروج من الجهة الجنوبية للقصر القديم، رافضين ما يجري من أحداث.
رفع سكان الحجيرة يومها الأعلام الوطنية، التي خيطت ليلة المظاهرة، و منهم الخياط المعروف بالقصر انذاك، السيد علي مبروكي الذي ما زال على قيد الحياة.
بعد أن علموا بزيارة الوفد الفرنسي، تم التفاق على الهتافات و الشعارات. *الله اكبر* و*تحيا الجزائر*. عبارات تمجد الوطن وجيش وجبهة التحرير، لتثور بعدها ثائرة الفرنسيين ويتم البدء في إطلاق النار على المتظاهرين المنددين بالزيارة، ما أدى إلى سقوط الشهداء الستة المذكورين سابقا بالإضافة الى تسجيل أزيد من 30 جريحا من بينهم عدد ممن تم إحصاؤهم ضمن المعطوبين. كان هذا هو الحال بالنسبة للمجاهد عبد القادر بلحاج، الذي بترت ذراعه اليمنى.
جريدة الفيقارو تعلن وقف اطلاق النار بالجزائر
ومن هنا يتضح ان مظاهرات الحجيرة، وإن جاءت أياما معدودة بعد وقف القتال، ما هي الا امتداد للحراك الذي عرفه الجنوب انذاك، رفضا لسياسة فصل الصحراء.
ولعل الاشكال المطروح هو كونها جاءت بعد تاريخ 19 مارس 1962 لوقف اطلاق النار بعد اتفاقيات ايفيان وهذه اشكالية تاريخية يمكن تمحيصها من طرف المختصين قد تخضع للظروف المحيطة انذاك. والمهم حسب المتتبعين ان المنطقة لم تتأخر وسجلت اسمها بالذهب والدم في تاريخ ثورة التحرير المجيدة و في الذكرى عبرة و في العبرة امل ……
وفد مفاوضات إيفيان
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا