للمحبرة قلم لا قلمان...
من أراد صعود قمم الجبال حتما يكون قد أصابه مكروه ممن يمشون على الأرض تيها وخيلاء, ممن ينسجون من رذاذ ألسنتهم حروفا نبتت في مستنقع الطلاسم , ممن قد اعتادوا وارتادوا والأبيض النظيف الطاهر سوّدوا
ممن ظاهرهم بشري إنساني وباطنهم غرائزي حيواني, ممن لا يتلذذون إلا بأكل لحوم إخوانهم أحياء يصرخون, ويا ليت أنيابهم كانت تقضي على أضاحيهم مرة واحدة فلا تتركهم عرضة للألم والأنين ..؟
ولكنهم ما كانوا إلا كما جُبل عليه أباؤهم من قبل...؟
للمحبرة قلم لا قلمان.... وقد وجدت قلمي باكيا منزويا في ركن من مناكب الدنيا متلحف الظلام , متوسد حصى الأسقام , وجدته غريبا المنظر , دامع العين, ممزق الكبد, مشلول الحركة, زائغ البصر , ...
يا ليتني لم أفتش عنه .؟ ويا ليت عيني لم تراه, وياليت سمعي لم تطرقه أنات.كبده. وخضات قلبه.. يا ليتني مت قبل هذا ولم أمسكه يميني , لم أخط له ومن أجله حرفا.. وهل تجدي الآن ليت وقد زاحم جوف المحبرة قلم آخر..؟
يا رمز المحابر ويا سيدة القوارير , ما كان قلمك يراعا هملا و ما كان مدادك سائلا,ما الذي اعتراك وقد
لمحت لفحا مس حالك من لهب من جمر من نار سقر فرحت و القسطل تنازعينه لونه الأسمر , هلا علمت أن القسطل, ذاك لونه لم يتغير ..؟بل حالك الذي اصفر وأدبر ...
هلا سألتْ نفْسك نفَسك كيف كان شذى الذي كان بيننا ينساب كخيط حريري دمشقي يترنح بسكر الصدق من رحيق كبد حبنا , مختالا بين شهيق وزفير ليُعلِم القاصي والداني أنك لي وأنني لك اليوم وغدا بمشيئة القادر المقتدر..؟كنتُ وكنتِ وكان كلانا جسما واحد , قلب واحدا, كبد واحدا, حبا يتيما لا من يرثه
آآآه وقد رأيت تغازلين كوكب السماء فامتعض بدرك وقبله قمرك وقبله هلالك وقبله وقبله وقبله...؟ أمن قلة حيلة ارتأيت لك ذلك مخرجا؟ أم أنك تنصبين شباكا من وهم وروح إنتقام لضحية كانت ولا زالت وستبقى رهينة العرف ومخافة المعرة والخذلان ؟ألآ بربك أجيبي؟ أجيبي..؟؟؟
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا