[size=37]أرأيت في دمعتي غدرك ..؟’[/size]
كأني بك تتصورني حرفا تزين به ظهر ورقتك الفضية ’ أوّ تناسيت من أنا ’ ومن كنتُ لك ذات يوم...؟
أم أنك تخالني قلما ذهبيا بين أناملك تدير به ما بين دفتي السجل ’ سجلٌ دوّن بمداد أصلي أصيل ’ تلقفته محبرة فمكث في بطنها سنين...؟ وحين أذن الله لها قذفته كيوم ولدته أمه فكانت له حماية وسترا تلكم شجيرة الياقطين ....
أم أنك حسبتني طفلا لم يبلغ الحلم بعد’ فرأيت في بلاهتي فطنتك’ وفي غبائي ذكاءك’ وفي طيبتي علقمك وفي ابتسامتي مكرك’ وفي دمعتي غدرك’ وفي عيني عمى بصيرتك’ وفي أذنيك
وقرا كان لك وعليك حجابا عن سماع كلمة حق بها نطق لساني ’ وبها أخرجتْ ملعقة فؤادي كل طيب وكانت يداي تناولك الأفضل فالأفضل ’ وقبل أن تصل اللقمة لفمك كان أنفي يتشمم رائحتها لئلا تجد منك صدا وليًّا,,,,
واليوم ها أنا أبصرك لا ببصري إنما ببصيرتي ’ حيث رأيت كل غامض وتجلت أمامي خبايا ما كنت أعلمها ولو علمتها ما أظن أنني قادر على فهمها وما هي عليه من سوء وسواد ’ من عمى ورماد’ من حجود وذروة فساد,,,,
الحمد لله رب العالمين وقد أدركتني رحمته قبل غرغرة واسأله تعالى أن يختم لي بطيب الأعمال وحسن الأقوال وأن يثبتني ساعة سكرة الموت وفي القبر وحين النشور بين يديه...
هلا أدركت يا صاح معنى الحياة الدنيا؟ وهل اكتويت بجمر فتنتها وهل شممت دخان بريقها,,؟
حسبي سنين من عمري ضاعت دون جدوى ’ ما ألفيت في معاشرتك إلا تذمرا وشكوى
أغادر مضجعي قبل أن تغادر الطيور أوكارها’وأعود لوكري والأنام نيام ’ تحاشيا لوجه عبوس وسوء كلام....
رأيت على مرآة حياتي حقيقتي التي ما كانت إلا حطاما وقبل أن يتنفس صبحي ’ أرى ليلي يعيش أحلاما,,, بربكم أخبروني هل غدا نصوم عن مضغ الحروف صياما,,,؟.
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا