منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

بحث حول الاتصال و التحصيل

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. منتديات التعليم العالي والبحث العلمي ..°ღ°╣●╠°ღ° :: منتدى الجامعة و البحوث والمذكرات ومحاضرات

شاطر
بحث حول الاتصال و التحصيل Emptyالأحد 18 يناير - 15:58
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: بحث حول الاتصال و التحصيل



بحث حول الاتصال و التحصيل

بحث حول الاتصال و التحصيل


بحث حول الاتصال و التحصيل 1366591339


الفهــرس


- مقدمــة


-I مفهــوم التحصيل
II- مفهــوم الاتصال
1-II- أنـــواع الاتصال
2-II- أنمـــاط الاتصال
3-II- مفاهيم الاتصال ومكوناته الأساسية
4-II- نمـاذج من الاتصال
5-II- الاتصال اللفظــي
6-II- الاتصال غير اللفـظي
-7-II الاتصال البيداغوجي و الديداكتيكي
-1-7-II الاتصال اللفظي
2-7-II- الاتصال غير اللفظي
-8-IIعوائق الاتصـــال
-1-8-IIتقويم الاتصال
-2-8-IIفهم طبيعة الاتصال
-3-8-IIالنظام العلامي للاتصال
-4-8-IIأنواع العوائق والصعوبات




  












مقدمـــــة:
من المعروف أن العملية التعليمية تبدأ من عند المتعلم وتنتهي عند المتعلم لذلك ظل الاهتمام مركزا على التحصيل الدراسي أو التكويني لدى هذا الأخير وما يؤثر فيه من جوانب شخصية أو نفسية أو ما يحيط به ،هذا ما دفع الباحثين لدراسة العلاقة بين ميكانيزمات الاتصال أو التواصل ومدى فاعليتها وعلاقتها بنسبة التحصيل لدى المتعلم فكانت أول الدراسات الحديثة لقياس التفاعل الصفي سنة 1939 التي قام بها H.ANDERSON حيث قسم أساليب المعلمين إلى نوعين سلوك متسلط وسلوك منسق غير متسلط ودلت نتائج دراسته أن سلوك المدرس وطريقته في التدريس لها اثر كبير على تحصيل الطلبة ومدى استجابتهم ثم في سنة 1942 أتت دراسة وايت وليبت التي ركزت على الدور القيادي للكبار لدى تفاعلهم مع الصغار وهناك كذلك دراسات عربية نذكر من بينها دراسة الباحث الأردني زيد الكيلاني إذ يرى أن أهم العوامل المساعدة على الاستيعاب الجيد للطالب هو المدرس وبالأخص طريقته وأسلوبه واهم ميكانيزمات الاتصال التي يستعملها لأنها الوسيلة التي من خلالها نستطيع أن نوجه هذا التحصيل ونجعله مثمرا .
و على ضوء هذا ارتأينا أن نجعل بحثنا حول العلاقة القائمة بين الاتصال و التحصيل ,فكان لنا أن جعلنا جانبا نظريا قمنا فيه بتعريف مفهوم التحصيل ومفهوم الاتصال من الجانب اللساني والفلسفي و السيميائي وعرفنا أيضا أنواع الاتصال وأنماطه و مكوناته وقدمنا بعض نماذج الاتصال ،بعد ذلك عرفنا أشكال الاتصال، اللفظي منه وغير اللفظي ثم انتقلنا إلى الاتصال البيداغوجي ولخصنا ما يمكن تلخيصه من المعوقات التي يواجهها،أما في فيما يخص الجانب التطبيقي فقد تضمن إجراءات الدراسة والتي تضم متغيراتها وحدودها ثم العينة وأداة البحث ثم بعد ذلك أتى عرض النتائج وتحليلها ثم خاتمة وفيها نلخص استنتاجاتنا و اقتراحاتنا. 






Iمفهوم التحصيل:
لم يقتصر التحصيل على مفهوم واحد لتعريفه إذ أن الباحثين في كل مرة يعطون تعار يف إجرائية حسب نوعية البحث المراد عمله ، فالتحصيل عند الدكتور عبد الرحمان محمد العيسوي هو مقدار المعرفة والمهارة التي حصلها الفرد نتيجة التدريب، ومفهوم التحصيل مرتبط غالبا بالتحصيل الدراسي أو التعليمي و يفضل بعض علماء النفس استخدام كلمة كفاءة أو كفاية للتعبير على التحصيل المهني أو الحرفي أما عبد المنعم حنفي فيقترب في تعريفه من أفكار G.RAPLIN باستعمال مستوى معين من الكفاءة في الدراسة ويحدد ذلك اختبارات التحصيل المقننة وتقارير المدرسين فمفهومه للتحصيل شامل ومشترك بين جميع المراحل التعليمية. وعموما يقصد بالتحصيل هو ما يحققه المتعلم من معرفة و مهارات خاصة في المجال الدراسي.
ويشير عديد من الباحثين إلى تأثر التحصيل بعدة عوامل مختلفة نلخص بعضها في مايلي:
أ- الأسباب الذاتية المتعلقة بالمتعلم ومن بينها :
- الأسباب الجسمية و الصحية
- الأسباب العقلية
- خبرات الفشل السابقة
- الأسباب النفسية الانفعالية
- الميول و الاستعدادات
- عوامل دافعية
ب- عوامل اجتماعية و أسرية 
ج- أسباب بيئية مدرسية و من بينها:
- المعلم وطريقة تدريسه
- المنهج الدراسي
- الجو المدرسي
ونلاحظ أن كل هذه الأسباب و العوامل لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بعملية الاتصال.
II- مفهوم الاتصـــال:
يذهب كثير من الدارسين إلى أن الدوال تدل وتتصل بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومنها اللغة والعلامات والخطابات والأنساق و الإنسان وسائر الكائنات الموجودة في الطبيعة ويعني هذا أن كل شيء في عالمنا يحمل دلالة ووظيفة وهذه الوظيفة قد تكون ذات مقصديه أو بدون مقصديه، ذات ميزة فردية أو جماعية، طبيعتها مادية أو معنوية. كما أن هذه الدوال الاتصالية قد تكون لفظية أو غير لفظية تعبر عن وعي أو عن غير وعي، هذا وقد أصبح الاتصال اليوم عبارة عن تقنية إجرائية وأساسية في فهم التفاعلات البشرية وتفسير النصوص والخبرات الإعلامية وكل طرائق الإرسال والتبادل.وتعد اللغة من أهم آليات الاتصال و تقنيات التبليغ ونقل الخبرات والمعارف والتعلمات من الأنا إلى الغير أو من المرسل إلى المخاطب وهذه اللغة ذات مستويين سلوكيين لفظي وغير لفظي.وقد استفادت مجموعة من العلوم والمعارف والفنون من تقنيات الاتصال من أجل أجرأة أهدافها السلوكية وتحقيق الغايات التي رسمتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ومن بين هذه العلوم نستحضر علم البيداغوجيا و الديداكتيك الذي يقوم بالأساس على الاتصال الإنساني والتفاعلات اللفظية وغير اللفظية.
أ‌- الاتصال لغــة:
يفيد الاتصال في اللغة العربية الاقتران والتواصل والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والانتهاء والإعلام.أما في اللغة الأجنبية فكلمة communication تعني إقامة علاقة وتراسل وترابط وإرسال وتبادل وإخبار وإعلام. وهذا يعني أن هناك تشابها في الدلالة والمعنى بين مفهوم الاتصال العربي والاتصال الغربي.




ب‌- الاتصال اصطلاحا:
يدل الاتصال في الاصطلاح على عملية نقل الأفكار والتجارب وتبادل المعارف والمشاعر بين الذوات والأفراد والجماعات، وقد يكون هذا الاتصال ذاتيا شخصيا أو اتصالا غيريا، وقد يبني على الموافقة أو على المعارضة والاختلاف. ويفترض الاتصال أيضا - باعتباره نقلا وإعلاما- مرسلا ورسالة ومتقبلا وشفرة ، يتفق في تسنينها كل من المتكلم والمستقبل (المستمع)، وسياقا مرجعيا ومقصديه الرسالة. ويعرف شارل كولي Charles Cooley الاتصال قائلا: » الاتصال هو الميكانيزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور. إنه يتضمن كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف
والهاتف وكل ما يشمله آخر ما تم في الاكتشافات في المكان والزمان « .
يتبين لنا عبر هـذا التعريف أن الاتصال هو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها. لذا، فالاتصال له وظيفتان من خلال هذا التعريف وظيفة معرفية تتمثل في نقل الرموز الذهنية وتبليغها مكانيا بوسائل لغوية وغير لغوية، ووظيفة تأثيرية وجدانية تقوم على تمتين العلاقات الإنسانية وتفعيلها على مستوى اللفظي وغير اللفظي.
وهناك من يعرف الاتصال بأنه هو العملية التي بها يتفاعل المراسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية معينة.
وللاتصال ثلاث وظائف بارزة يمكن إجمالها في:
1- التبادل: Echange
2- التبليغ:Transfert
3- التأثير:Impact 


ويعرف الاتصال أيضا بأنه تبادل المعلومات والرسائل اللغوية وغير اللغوية سواء أكان هذا التبادل قصديا أو غير قصدي، بين الأفراد والجماعات وبالتالي لا يقتصر الاتصال على ماهو ذهني معرفي بل يتعداه إلى ماهو وجداني و ماهو حسي حركي وآلي أي إن الاتصال ليس مجرد تبليغ المعلومات بطريقة خطية أحادية الاتجاه ولكنه تبادل للأفكار والأحاسيس والرسائل التي قد تفهم وقد لاتفهم بنفس الطريقة من طرف كل الأفراد المتواجدين في وضعية اتصالية،ومن هنا، فالاتصال هو عبارة عن تفاعل بين مجموعة من الأفراد والجماعات يتم بينها تبادل المعارف الذهنية والمشاعر الوجدانية بطريقة لفظية وغير لفظية.
وتركز الصورة المجردة للاتصال على ثلاثة عوامل أساسية:
أ‌- الموضوع: وهو الإعلام والإخبار؛
ب‌- الآلية: التي تتمثل في التفاعلات اللفظية وغير اللفظية؛
ج- الغائية: أي الهدف من الاتصال ومقصديته البارزة( البعد المعرفي أو الوجداني أو الحركي).
وهكذا، يمكن القول إن الاتصال أو التواصل عبارة عن عملية نقل واستقبال للمعلومات بين طرفين أو أكثر. ويستند هذا الاتصال في سياقاته إلى التغذية الراجعة Feed Back عندما يحدث سوء الاستقبال أو الاستيعاب أو التشويش أو الانحراف الانزياحي. 
1-II- أنــــواع الاتصال:
يمكن الحديث عن أنواع عدة من الاتصال الإنساني والآلي و السيميائي، فهناك الاتصال البيولوجي والإعلامي والآلي والسيكولوجي والاجتماعي و السيميوطيقي والفلسفي والبيداغوجي والاقتصادي... ويقول طلعت منصور في هدا الصدد:" إن وظيفة الاتصال تتسع لتشمل آفاقا أبعد . فكثير من الباحثين يتناولون الاتصال كوظيفة للثقافة وكوظيفة للتعليم والتعلم وكوظيفة للجماعات الاجتماعية وكوظيفة للعلاقات بين المجتمعات، بل ويعتبرون الاتصال كوظيفة لنضج شخصية الفرد وغير ذلك من جوانب توظيف الاتصال" .
ويرتبط الاتصال بعدة علوم ومعارف يمكن حصرها في علم التدبير والتسيير، والعلاقات العامة، و البيداغوجيا و الديداكتيك، وعلم التسويق Marketing، وعلوم الإعلام والاتصال، والفلسفة، والسيميولوجيا.
أ‌- الاتصال من المنظور اللساني:
ذهب مجموعة من اللسانيين إلى أن اللغة وظيفتها الاتصال كفرديناند دو سوسير الذي يرى في كتابه " محاضرات في اللسانيات العامة" (1916) أن اللغة نسق من العلامات والإشارات هدفها الاتصال خاصة أثناء اتحاد الدال مع المدلول بنويا أو تقاطع الصورة السمعية مع المفهوم الذهني. وهو نفس المفهوم الذي كان يرمي إليه تقريبا ابن جني في كتابه " الخصائص" عندما عرف اللغة بأنها " أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم". 
ويعرف أندري مارتيني André Martinet اللغة بأنها عبارة عن تمفصل مزدوج وظيفتها الاتصال. ويعني هذا أن اللغة يمكن تقسيمها إلى تمفصل أول وهو المونيمات( الكلمات)، وبدورها تنقسم إلى فونيمات( أصوات) ومورفيمات( مقاطع صرفية) التي تشكل بدورها التمفصل الثاني. لكن الأصوات لايمكن تقسيمها إلى وحدات أخرى؛ لأن الصوت مقطع لا يتجزأ. وإذا جمعنا الفونيمات مع بعضها البعض كونا مونيمات، وإذا جمعنا الكلمات كونا جملا، والجمل تكون الفقرات والمتواليات، والفقرات تكون النص، ويكون النص- تأليفا واستبدالا - ما يسمى باللغة التي من أهدافها الأساسية الاتصال.
ويذهب رومان جاكبسون إلى أن اللغة ذات بعد وظيفي، وأن لها ستة عناصر وست وظائف: المرسل وظيفته انفعالية، والمرسل إليه وظيفته تأثيرية، والرسالة وظيفتها جمالية، والمرجع وظيفته مرجعية، والقناة وظيفتها حفاظية،واللغة وظيفتها وصفية، وهناك من يضيف الوظيفة السابعة وهي الوظيفة الأيقونية.
وإذا كان الوظيفيون يرون أن اللغة واضحة تؤدي وظيفة الاتصال الشفاف بين المتكلم والمستمع،فإن أزوالد دوكرو Ducrot يرى خلاف ذلك أن اللغة ليست دائما لغة اتصال واضح وشفاف، بل هي لغة إضمار وغموض وإخفاء. ويعني هذا أن الفرد قد يوظف اللغة باعتبارها لعبة اجتماعية للتمويه والتخفية وإضمار النوايا والمقاصد. ويكون هذا الإضمار اللغوي ناتجا عن أسباب دينية واجتماعية ونفسية وسياسية وأخلاقية.
فمهرب المخدرات قد لا يستعمل اسم مهرباته بطريقة مباشرة، بل يستعمل الرموز للإخفاء كأن يقول لصديقه: هل وصلت الحناء إلى هولندا؟ كما أن أسلوب الأمر في الشريعة الإسلامية يستعمل للوجوب والدعاء والندب، وهذا يعني أن اللغة فيها أوجه دلالية عدة؛ مما يزيد من غموضها وعدم شفافيتها الاتصالية.
ويذهب رولان بارت Roland Barthes بعيدا في تأويلاته للغة الإنسانية، إذ اعتبر اللغة بعيدة عن الاتصال، وجعلها لغة سلطة مصدرها السلطة. ويعني هذا أن الإنسان عبد للغة وحر في نفس الوقت. فالمتكلم عندما يتحدث لغة أجنبية فهو خاضع لقواعدها وتراكيبها ولمنظومتها الثقافية، ولكنه في نفس الوقت يوظف هذه اللغة كيفما يشاء ويطوعها جماليا وفنيا. فاللغة الفرنسية استبدت كثيرا بالشعب الجزائري لمدة طويلة فأخضعته لقواعدها وسننها اللسانية؛ وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الأدباء الجزائريين بقدر ما هم خاضعون لهذه اللغة الأجنبية، يتخذونها سلاحا لهم بكل حرية للتنديد بالاستعمار الفرنسي ونقده والهجوم عليه وتطويع تلك اللغة وتعربيها. كما أن السلطة الحاكمة قد تفرض اللغة التي تناسبها على المجتمع لفرض سيطرتها السياسية والإيديولوجية، فبالقوة قد نفرض اللغة، كما أن اللغة هي التي تمنح السلطة السياسية للفئة الحاكمة.
وهكذا، نستنتج أن اللغة قد تكون أداة الاتصال الشفاف كما يمكنها أن تكون لغة للإضمار والتمويه والإخفاء، كما يمكن أن تكون أداة للسلطة على حد سواء.
ب‌- الاتصال من المنظور الفلسفي:
طرح مفهوم الأنا والغير في الخطاب الفلسفي كثيرا من الإشكاليات التي تنصب كلها في كيفية التعامل مع الغير، وكيف يمكن للأنا النظر إلى الغير.
يذهب الفيلسوف الألماني هيجل إلى أن العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة سلبية قائمة على الصراع الجدلي كما توضح ذلك نظريته المسماة بجدلية السيد والعبد. أما جان بول سارتر فيرى أن الغير ممر ووسيط ضروري للأنا ، إلا أن الغير جحيم لا يطاق لأنه يشيء الذات أو الأنا. لهذا، يدعو سارتر إلى التعامل مع الغير بحذر وترقب وعدوان، وأنه يستحيل التعايش بين الأنا والغير أو الاتصال بينهما ، مادام الغير يسلب حرية الأنا ويجمد إرادته. لذلك، قال قولته المشهورة: " أنا والآخرون إلى الجحيم".
بيد أن ميرلوبونتي رفض نظرية سارتر التجزيئية العقلانية، واعتبر أن العلاقة بين الأنا والغير إيجابية قائمة على الاحترام والتكامل والتعاون و الاتصال، وأساس هذا الاتصال هو اللغة. أما ماكس شيلر فيرى أن العلاقة بين الأنا والغير قائمة على التعاطف الوجداني والمشاركة العاطفية الكلية مع الغير، ولا تقوم على التنافر أو البغض والكراهية. في حين يرى جيل دولوز أن العلاقة الاتصالية بين الأنا والغير في المجال المعرفي البنوي قائمة على التكامل الإدراكي.
ج‌- الاتصال من المنظور السيميائي:
تندرج تحت إطار سيميولوجيا الاتصال أبحاث كل من برييطوPrieto وجورج مونان Mounin وبويسنس Buyssens ومارتينيه Martinet وغيرهم. وهؤلاء جميعا يتفقون على أن العلامة السوسيرية تتشكل من وحدة ثلاثية وهي: الدال والمدلول والقصد. وهم يركزون كثيرا في أعمالهم على الوظيفة الاتصالية. ولا تختص هذه الوظيفة الاتصالية بالرسالة اللسانية المنطوقة فحسب، بل توجد في أنظمة غير لسانية أخرى كالإعلانات والشعارات والخرائط واللافتات والمجلات والنصوص المكتوبة وكل البيانات التي أنتجت لهدف الاتصال. وتشكل كل الأنماط المذكورة علامات، ومضامينها رسائل أو مرسلات MESSAGES.
وهكذا يقصي أنصار سيميولوجيا الاتصال ذلك النوع من سيميولوجيا الدلالة التي تدرس البنيات التي تؤدي وظائف غير وظيفية كما لدى رولان بارت مثلا.
ونستشف من خلال أبحاث ورؤى مؤسسي هذا الاتجاه أنهم يميلون إلى دراسة أنساق العلامات ذات الوظيفة الاتصالية.
وبناء على ذلك، فإن أفضل تناول حسب برييطو هو القول: " إن ما يميز الوظيفة الاتصالية عن الوظيفة الدلالية حصرا هو القصدية التي تتجلى في الأولى لا في الثانية".
إن السيميولوجيا حسب بويسنس عليها أن تهتم بالوقائع القابلة للإدراك، المرتبطة بحالات الوعي، والمصنوعة قصدا من أجل التعريف بحالات الوعي هذه ومن أجل أن يتعرف الشاهد على وجهة الاتصال في رأي بويسنس هو ما يكون موضوع السيميولوجيا.وقد ساهم أنصار هذا الاتجاه في بلورة المشروع السوسيري القاضي بأن اللغة هي نظام الاتصال كما فعل كل من تروبوتسكوي ومارتينيه وبرييطو، حيث اهتموا اهتماما بالغا بدراسة أنظمة الاتصال غير اللغوية وطرائق توظيفها كالإعلان وأرقام الحافلات... وغيرها من الأنظمة، بل تطور هذا الاتجاه أساسا بتطور علم الدلالة.
2-II- أنمـــاط الاتصال:
من أنماط الاتصال الإنساني الاتصال مع الذات والذي يكون عن طريق وعي الذات بوجودها وكينونتها وتحقيق أنيتها ووعيها الداخلي بالعالم، و الاتصال بين الفرد والآخرين؛ لأن إدراك الآخر يساعد الفرد على إدراك ذاته، و الاتصال بين الجماعات الاجتماعية الذي يسعى إلى تنمية الروح التشاركية و تفعيل المبدأ التعاوني وتحقيق التعارف المثمر البناء. 
ومن الأنماط الاتصالية الأخرى نذكر ا لاتصال البشري، و الاتصال الحيواني ، و الاتصال الآلي ، و الاتصال الإعلامي ( تكنولوجيا الاتصال بصفة عامة).
3-II- مفاهيم الاتصال ومكوناته الأساسية:
عند الحديث عن الاتصال أو أثناء استعمال هذا المفهوم بمثابة مقاربة تحليلية أو منهجية إجرائية في استقراء العلاقات التفاعلية أو قراءة النصوص والخطابات أو فهم الروابط الذهنية والوجدانية والحركية وتفسير أنسقتها التبادلية، لابد من استحضار مجموعة من المفاهيم النظرية والعناصر الأساسية التطبيقية باعتبارها مكونات جوهرية في عملية التبادل والتفاعل والتأثير. وهذه العناصر هي:
1- زمنية الاتصال temporalité؛
2- المكانية أو المحلية localisation؛
3- السنن أو لغة الاتصال ( التشفير والتفكيك)code؛
4- السياقcontexte؛
5- رهانات الاتصال de communication enjeux؛
6- الاتصال اللفظي( اللغة المنطوقة)و الاتصال غير اللفظي(اللغة الجسدية والسيميائية) communication non verbale et verbale؛
7- إرادة الاتصال ( بث الإرسالية قد تكون إرادية أو غير إرادية)volonté de communication؛
8- التغذية الراجعة، وذلك لتصحيح الاتصال وتقويته وتدعيمه وإنهائهfeedback؛
9- شبكة الاتصال. le Réseau
4-II- نماذج من الاتصال:
هناك كثير من نظريات الاتصال التي حاولت مقاربة وفهم نظام التراسل والاتصال؛ لذلك من الصعب استقراء كل النظريات التي تحدثت عن الاتصال، بل سنكتفي ببعض النماذج الاتصالية المعروفة قصد معرفة التطورات التي لحقت هذه النظريات والعلاقات الموجودة بينها:
أ‌- النموذج الأول: النموذج السلوكي:
وضع هذا النموذج المحلل النفسي الأمريكي لازويلLasswell D . Harold سنة 1948 م، ويتضمن هذا النموذج مايلي:
من؟ ( المرسل)، يقول ماذا؟( الرسالة)، بأية وسيلة؟ ( وسيط)، لمن؟ ( المتلقي)، ولأي تأثير( أثر).
ويرتكز هذا النموذج على خمسة عناصر، وهي:المرسل و الرسالة والقناة والمتلقي و الأثر.
ويمكن إدراج هذا النموذج ضمن المنظور السلوكي الذي انتشر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على ثنائية المثير والاستجابة.
ويظهر هذا المنظور بجلاء عندما يركز لازويل على الوظيفة التأثيرية، أي التأثير على المرسل إليه من أجل تغيير سلوكه إيجابا وسلبا، ومن سلبيات هذا النظام أنه يجعل المتقبل سلبيا في استهلاكه، ويمتاز منظوره بتملكه للسلطة في استعمال وسائل التأثير الإشهاري في جذب المتلقي والتأثير عليه لصالح المرسل، وللتمثيل فالمدرس هو المرسل، والمتربص هو المتلقي، والرسالة ما يقوله المدرس من معرفة وتجربة، ثم الوسيط الذي يتمثل في القنوات اللغوية وغير اللغوية، والأثر هو تلك الأهداف التي ينوي المدرس تحقيقها عبر تأثيره في المتربص.
ب‌- النموذج الثاني: النموذج الرياضي:
وضع هذا النموذج في سنة 1949م من قبل المهندس كلود شانون Claude Shannon والفيلسوف وارين واي&**1700;ر Waren Weaver. ويركز هذا التصور الرياضي على المرسل والترميز والرسالة وفك الترميز والتلقي.ويعتمد هذا النظام الاتصالي على عملية الترميز أو التشفير، فالمرسل هو الذي يمكن أن يتقمص دوره حيث يرسل رسالة معرفية مسننة بلغة وقواعد ذات معايير قياسية أو سماعية يتفق عليها المرسل والمرسل إليه فالمدرس يرسل خطابه عبر قناة لغوية أو شبه لغوية أو غير لغوية نحو المتربص الذي يتلقى الرسالة، ثم يفك شفرتها ليفهم رموزها عن طريق تأويلها واستضمار قواعدها.
يهدف هذا النموذج إلى فهم الإرسال التلغرافي، وذلك بفهم عملية الإرسال من نقطة Aإلى B بوضوح دقيق دون إحداث أي انقطاع أو خلل في الإرسال بسبب التشويش. ويتلخص مبدأ هذا النظام بكل بساطة في:" يرسل مرسل شفرته المسننة إلى متلق يفك تلك الشفرة". ومن ثغرات هذا النظام الخطي أنه لا يطبق في كل وضعيات الاتصال، خاصة إذا تعدد المستقبلون، وانعدم الفهم الاجتماعي والسيكولوجي أثناء التفاعل الاتصالي بين الذوات المفكرة، كما يبقى المتقبل سلبيا في تسلمه للرسائل المشفرة.




ج- النموذج الثالث: النموذج الاجتماعي:
هو نموذج ريلي وريلي Riley &Riley الذي يعتمد على فهم طريقة انتماء الأفراد إلى الجماعات. فالمرسل هو المعتمد، والمستقبل هم الذين يودعون في جماعات أولية اجتماعية مثل: العائلات والتجمعات والجماعات الصغيرة.وهؤلاء الأفراد يتأثرون ويفكرون ويحكمون ويرون الأشياء بمنظار الجماعات التي ينتمون إليها، والتي بدورها تتطور في حضن السياق الاجتماعي الذي أفرزها. ويلاحظ أن هذا النموذج ينتمي إلى علم الاجتماع ولاسيما إلى علم النفس الاجتماعي، حيث يرصد مختلف العلاقات النفسية والاجتماعية بين المتصلين داخل السياق الاجتماعي. وهذا ما يجعل هذا النظام يساهم في تأسيس علم اتصال الجماعة la communication de groupe ومن المفاهيم الاتصالية المهمة داخل هذا النظام نجد مفهوم السياق الاجتماعي والانتماء إلى الجماعة.
د‌- النموذج الرابع: النموذج اللساني:
إن الذي وضع هذا النموذج اللساني الوظيفي هو رومان جاكبسون Roman Jackobson في سنة 1964 م , حينما انطلق من مسلمة جوهرية وهي أن الاتصال هو الوظيفة الأساسية للغة، وارتأى أن للغة ستة عناصر هي المرسل والرسالة والمرسل إليه والقناة والمرجع واللغة. ولكل عنصر وظيفة خاصة, فالمرسل وظيفته انفعالية تعبيرية، والرسالة وظيفتها جمالية من خلال إسقاط محور الاستبدال على محور التركيب، والمرسل إليه وظيفته تأثيرية وانتباهية، والقناة وظيفتها حفاظية، والمرجع وظيفته مرجعية أو موضوعية، واللغة أو السنن وظيفتها لغوية أو وصفية.وهناك من يزيد الوظيفة السابعة للخطاب اللساني وهي الوظيفة الأيقونية بعد ظهور كتابات جاك دريدا J . Derrida والسيميوتيكا الاتصالية، ولتوضيح مفاهيم جاكبسون أكثر نعود إلى المجال التربوي والديداكتيكي للتمثيل والشرح، فقد قلنا سابقا إن من وظائف الاتصال لدى رومان جاكبسون:


 
 
1- الوظيفة المرجعية: يلتجئ المدرس هنا إلى الواقع أو المرجع لينقل إلى المتربص معلومات وأخبارا تحيل على الواقع، أي تهيمن هنا المعارف الخارجية والمعارف التقريرية المرتبطة بمراجع وسجلات كالمرجع التاريخي والمرجع الأدبي والمرجع اللساني والمرجع الجغرافي.
2- الوظيفة التعبيرية:تتدخل في هذه الوظيفة ذات المرسل وذلك من خلال انفعالاته وتعابيره الذاتية ومواقفه وميولاته الشخصية والإيديولوجية.
3- الوظيفة التأثيرية: تنصب على المتلقي، ويهدف المرسل من ورائها إلى التأثير على مواقف أو سلوكيات وأفكار المرسل إليه؛ لذلك يستعمل المدرس لغة الترغيب والترهيب والترشيد من أجل تغيير سلوك المتعلم.
4- الوظيفة الشعرية أو الجمالية: إن الهدف من عملية الاتصال هو البحث عما يجعل من الرسالة رسالة شعرية أو جمالية، وذلك بالبحث عن الخصائص الشعرية مثل: التركيز على جمالية القصيدة الشعرية ومكوناتها الإنشائية والشكلانية.
5- الوظيفة الحفاظية: إن التركيز على القناة يكون بلاشك من أجل تمديد الاتصال والحفاظ عليه ، كأن يستعمل المدرس خطابا شبه لغوي أو لغوي أو حركي من أجل تمديد الاتصال واستمراره بين المدرس و المتربصين، وذلك باستعمال بعض المركبات التعبيرية التالية: ( أرجوكم انتبهوا إلى الدرس!)، ( انظروا هل فهمتم؟)، ( اسمع أنت!) الخ.
6- الوظيفة الميتالغوية أو الوصفية: يركز المدرس عبر هذه الوظيفة على شرح المصطلحات والمفاهيم الصعبة والشفرة المستعملة .
وقد تأثر جاكبسون في هذه الخطاطة الاتصالية بأعمال فرديناند دوسوسيرFerdinand. De Saussure والفيلسوف المنطقي اللغوي جون أوسطين John L. Austin.


هـ- النموذج الخامس: النموذج الإعلامي:
قوم هذا النموذج الإعلامي على توظيف التقنيات الإعلامية الجديدة كالحاسوب والإنترنت والذاكرة المنطقية المركزية في الحاسوب. ومن مرتكزات هذا النموذج خطوة الاتصال وخلق العلاقة الترابطيةphase de connexion،و خطوة إرسال الرسائل؛ وخطوة الإغلاقde déconnexion، أي أن هذا النموذج الإعلامي يستند إلى ثلاث مراحل أساسية الشروع في الاتصال ، والتشغيل، وإيقاف التشغيل.
و- النموذج السادس: النموذج التربوي:
يتكئ التواصل التكويني على المرسل ( المدرس)، والرسالة ( المادة الدراسية)، والمتلقي ( المتربص)، والقناة( التفاعلات اللفظية وغير اللفظية)، والوسائل الديداكتيكية ( المقرر والمنهاج ووسائل الإيضاح والوسائل السمعية البصرية...)، والمدخلات( الكفاءات والأهداف)، والسياق( المكان والزمان والمجزوءات)، والمخرجات( تقويم المدخلات)، والتغذية الراجعة ( تصحيح الاتصال وإزالة عمليات التشويش وسوء الفهم).
5-II- الاتصال اللفظــــي:
يشغل الاتصال اللغوي الذي يكون بين الذوات المتكلمة وحدات فونيمية ومقطعية مورفيمية ومعجمية وتركيبية، أي يعتمد الاتصال اللغوي على أصوات ومقاطع وكلمات وجمل.ويتم الاتصال اللغوي عبر القناة الصوتية السمعية، أي يتكئ أساسا على اللغة الإنسانية، ويتحقق سمعيا وصوتيا ، فاللغة المنطوقة لها مستوى لغوي هو عبارة عن نظام من العلامات الدالة ( علاقة الدال بالمدلول بالمفهوم السوسيري)، والتي هي نسق من الوحدات نسميها وحدات الخطاب، وتتفق البنوية والتداولية على اعتبار اللغة وسيلة الاتصال على عكس التوليدية التحويلية بزعامة نوام شومسكي التي ترى أن اللغة ذات وظيفة تعبيرية، و تقر بأن الاتصال ما هو إلا وظيفة إلى جانب وظائف أخرى قد تؤديها اللغة.وترى المدرسة الوظيفية الأوربية بشقيها الشرقي والغربي أن اللغة الإنسانية وظيفتها الاتصال، فأندري مارتيني يعرف اللغة كما قلنا سابقا على أنها تمفصل مزدوج وظيفتها الأساسية هي الاتصال، ويعني بالتمفصلين المونيمات والفونيمات، وتذهب سيميولوجية الاتصال إلى تبني وظيفة المقصدية ، ويمثل هذا الاتجاه جورج مونان وبرييطو وبويسنس والمدرسة الوظيفية بصفة عامة،فالذي يريد أن يدرس اللغة كأداة للاتصال ينبغي له أن يستند إلى علوم لسانية كعلم الدلالة والسيميولوجيا. ويقول نادر محمد سراج:" يتصل متكلموا لغة إنسانية معينة فيما بينهم بسهولة ويسر، وذلك مرده إلى أن كلا منهم يمتلك ويستخدم في البيئة اللغوية عينها، نسق القواعد نفسه، الأمر الذي يتيح له سهولة استقبال وإرسال وتحليل المرسلات اللغوية كافة، هذا ما يحدث مبدئيا عبر ما نسميه شكل الاتصال الكلامي Communication verbal وهو الشكل الأكثر انتشارا واستعمالا".
وكانت الوظيفة الاتصالية في اللغة معروفة عند النحاة وعلماء اللغة العربية القدامى، فابن جني يقول في باب القول على اللغة وما هي": أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، أما علماء اللغة، فقد عرضوا بدورهم لموضوع وظيفة اللغة، فاتفق أغلبهم على أن وظيفتها هي التعبير والاتصال والتفاهم، ويبرز في هدا المجال الألسني الفرنسي أندريه مارتيني الذي يؤكد- بدوره ومن خلال كلامه عن اللغة الإنسانية باعتبارها مؤسسة من المؤسسات الإنسانية- أن هذه الأخيرة " إنما تنتج عن الحياة في المجتمع، وهذا هو تماما حال اللغة الإنسانية التي تدرك بشكل أساسي كأداة الاتصال "، ويسير في هذا الاتجاه لسانيو التيار البراغماتي ك&**1700;ان ديك وهاليداي، ولقد حظي الاتصال اللفظي باهتمام الباحثين ولاسيما في المجال البيداغوجي الذي اتخذ ميدانا تطبيقيا؛ لأن التلفظات اللغوية قادرة على تمثيل مجموع التفاعلات السلوكية و العلاقات الموجودة بين المدرس والمتربصين، وقد حاول دولاندشير وبايير أن يحللا السلوكات اللفظية في القسم من أجل معرفة الاتصال الوجداني والمعرفي، وذلك في كتابهما " كيف يعلم المدرسون تحليل التفاعلات اللفظية في القسم".
ومن الشبكات التي خصصت لتحليل التفاعلات اللفظية داخل القسم هي شبكة فلاندرس Flanders Interaction Analysis Categories ، ويشار إليها عادة ب(FIAC).
6-II- الاتصال غير اللفـــظي:
تقوم القناة البصرية بدور أساسي في الاتصال بصفة عامة و الاتصال البيداغوجي بصفة خاصة، ذلك أن فعل الاتصال بين مدرس ومتربصين لا يوظف فقط نسقا لغويا منطوقا فحسب، بل إنه يستعمل نظاما من الإشارات والحركات والإيماءات التي تندرج فيما نسميه بالاتصال غير اللفظي وهو مجموع الوسائل الاتصالية الموجودة لدى الأشخاص الأحياء والتي لا تستعمل اللغة الإنسانية أو مشتقاتها غير السمعية ( الكتابة، لغة الصم والبكم) وتستعمل لفظة الاتصال غير اللفظي للدلالة على الحركات وهيئات وتوجهات الجسم وعلى خصوصيات جسدية طبيعية واصطناعية، بل على كيفية تنظيم الأشياء والتي بفضلها تبلغ معلومات.
وهكذا، فإن ملاحظة عادية لما يجري داخل الفصل الدراسي من سلوكات غير لفظية بين المدرس والمتربصين تشكل كنزا من المعلومات والمؤشرات على جوانب انفعالية ووجدانية، كما أنها تكشف عن المخفي والمستتر في كل علاقة إنسانية، ويقول فرويد:" من له عينان يرى بهما يعلم أن البشر لايمكن أن يخفوا أي سر، فالذي تصمت شفتاه يتكلم بأطراف أصابعه، إن كل هذه السموم تفضحه".
من هنا يساعدنا الاتصال المرئي على تحديد الجوانب التالية:
- تحديد المؤشرات الدالة عن الانفعالات والعلاقات الوجدانية بين المدرس والمتربصين؛
- تعزيز الخطاب اللغوي وإغناء الرسالة عن طريق تدعيمها بالحركات ضمان استمرارية الاتصال؛
- يؤشر الاتصال غير اللفظي على الهوية الثقافية للمتصلين من خلال نظام الحركات والإشارات الجسدية.
وقد حدد هاريسون Harrisson بعض العناصر التي تتصل بالاتصال غير اللفظي وحصرها في:
- كل التعابير المنجزة بواسطة الجسد( حركات، ملامح...)، وتنتمي إلى شفرة الإنجاز؛
- العلامات الثقافية كطريقة اللباس وتتمثل في الشفرة الاصطناعية؛
- استعمال المجال والديكور وتمثل الشفرة السياقية؛ 
- الآثار التي تحدثها أصوات وألوان مثل: نظام إشارات المرور وهي الشفرة الوسيطة. 
-1-6-IIمستويات خطابية لابد منها:
هناك مجموعة من الآليات والمفاهيم الإجرائية التي ينبغي الاعتماد عليها في تحليل أنظمة الاتصال وهي:
أ- العلامة: وهي في اللغة العلاقة بين الدال ( صورة صوتية) والمدلول( مفهوم ذهني)، فكل خطاب منطوق أو مكتوب هو نسق من العلامات اللغوية. أما العلامات غير اللغوية فهي نظام الإشارات غير المنطوقة كعلامات المرور أو المؤشرات والرموز المرئية والملصقات والإشهار والصورة وغيرها.
ب- الأيقونة: وهي تمثيل محسوس لشيء قصد تبيان خصائصه وسماته مثل صورة شخص أو خريطة بلد.
ج- المؤشر Indice: وهو ما يخبر عن شيء مستتر كالدخان فهو مؤشر على النار إذا لم تكن مرئية، وعلامات الوجه قد تكون مؤشرا على فرح أو غضب أو حزن.
د- الرمزSymbole: وهو كل علامة تشير إلى هوية شيء مثل الحمامة رمز للسلام، و الميزان رمز للعدالة.
ولقد حظي الاتصال غير اللفظي مؤخرا باهتمام كثير من الدارسين مع تطور اللسانيات وعلم النفس الاجتماعي حيث تزايد اهتمام المجتمع العلمي في السنوات الماضية بموضوع الاتصال الإشاري أو الاتصال غير الكلامي الذي أضحى ميدانا خصبا للحلقات والأبحاث والمؤلفات، فبالإضافة إلى آلاف المقالات وعشرات الكتب التي صدرت، فقد نظمت مئات الحلقات الدراسية التي خصصت لاستجلاء معالم هذا العلم المستجد لإبراز مجالاته التطبيقية العملية.
إذاً، فالاتصال غير اللفظي هو اتصال بدون استخدام للغة الإنسانية أي بدون تحقق سمعي وصوتي. ومن ثم، فالحقبة المعاصرة هي التي شهدت توسع مفهوم الاتصال المتعدد القنوات من خلال أعمال وتأملات علماء العادات وعلماء الإنسان وعلماء الاجتماع إضافة إلى علماء النفس وأطباء الأمراض العقلية، وكان قد سبق لبعض علماء الإنسان أن أكدوا على تعدد قنوات الاتصال في بداية القرن.
وعليه، فإن الاتصال غير اللفظي مهم في تمتين العلاقات الإنسانية والبشرية ، ويساهم في كشف رضا الأفراد وانفعالاتهم داخل جماعات معينة، واستخلاص مميزاتهم الثقافية والحضارية وتبيان مقوماتهم السلوكية والحركية في التعامل مع الأشياء والمواقف داخل سياقات معينة. بيد أن الخطاب الإشاري أو الحركي غير كاف لتأدية كل الرسائل بوضوح وشفافية، فلابد أن يعزز بالتفاعلات اللفظية التي تزيل كل إبهام وتشويش عن كل إرسالية غير لفظية في مجال الاتصال. ومن ثم، فالمعرفة الضمنية بالدلالات الاجتماعية كنسق إشاري ما ضرورية وأساسية لنجاح أية عملية اتصال إنساني، وبالرغم من ذلك، فإن الاتصال الإشاري يبقى عرضة لسوء التفسير أو اللبس، وصولا إلى سوء التقدير، لأفراد البيئة اللغوية الواحدة، وما يمكن استخلاصه كملاحظة أولية في هذا المجال هو أنه لا يمكن للاتصال الإشاري أن يعتمد كقناة وحيدة وأساسية للتخاطب، بل يجب أن تكون الأولوية للغة المنطوقة التي تؤدي في أغلب الحالات والظروف إلى اتصال أوضح، وأكثر دقة وأسرع دلالة، وبالتالي، إلى تفاهم أفضل.
ولقد ركز الباحثون في دراساتهم وأبحاثهم كثيرا على الاتصال اللفظي مهملين السلوكات غير اللفظية وشبه اللغوية وإذا كان الاتصال اللفظي وغير الكلامي يشكلان إحدى سمات السلوك البشري فمن باب أولى أن نعيد إلى الأذهان أن الباحثين ركزوا جهودهم سابقا على الاعتناء بشكل أساسي بالجوانب الكلامية لهذا الاتصال متجاهلين، وحسب التقليد، الرموز غير الكلامية التي كانوا ينسبونها عادة للتنوع الصوتي( كيفية صوتية، تنغيم، وقفة) أو لغير الصوتي( نظرة، تعبير وجهي، إشارات، وصفة الجسم وحركته)، بالرغم من تزايد الاهتمام الموجه إلى التحليل التحادثي(Indicatives) إما للقواعد الاجتماعية وإما للحالات النفسية للمرسل.ومن هنا، فإن المقاربة الوظيفية لدور هذه الرموز غير الكلامية في التفاعل الاجتماعي هو ما ينبغي التركيز عليه والسعي لإبرازه في أية دراسة مستقبلية من هذا النوع، وإذا كان الكلام يشكل النشاط المركزي لنمط التفاعل الإنساني الذي نسميه عادة بالتحادث، فإن الأهمية تكمن في اعتبار هذا التحادث ورؤيته كظاهرة للاتصال المتعدد القنوات، والذي يشتمل على علائق متبنية جدا للرموز كلامية كانت أم غير كلامية.
إن ما يجب أن نخلص إليه في هذه المقاربة التي سعينا من خلالها أن أية دراسة للرموز غير الكلامية يجب أن لا يتم بشكل منعزل، كعزل القناة البصرية عن القناة السمعية، بل بالأحرى ينبغي إيلاء وظائف الأشكال العام (Configurations) المتعددة القنوات للرموز أهمية كبرى نظرا لدورها المميز في هذا المجال.
وعليه، يمكن للاتصال أن يتحقق أيضا بواسطة أشكال تخاطبيه ليست بالضرورة كلامية تحل أحيانا محل الاتصال الكلامي، وهذه الأشكال تعرف بالاتصال غير الكلامي أو باسم اللغة اللامنطوقة أو غير اللفظية.
ويسمح الاتصال غير اللفظي بفهم التحفيزات والتفاعلات الإنسانية. وقد كان هذا الاتصال غير السلوكي وراء عدة بحوث مهمة تعتمد على تقنيات الفيديو ومانيوطوسكوب والحاسوب في مختلف التخصصات مثل علم النفس وعلم النفس الاجتماعي واللسانيات والإثنولوجيا (علم العادات).
وقد وقع تقدم ملحوظ ومعتبر في هذه المجالات على عكس البيداغوجيا التي هي بعيدة عن هذا المجال إذ أنها لم تخض غمار هذا البحث إلا مؤخرا.ولقد قدم علماء الإثنولوجيا أبحاثا مهمة في هذا الصدد، فحضور الاتصال غير اللفظي يتجلى بشكل واضح في المسرح والموضة والرقص والرسم والنقش والنحت، غير أن السلوكات غير اللفظية لم تثر انتباه المفكرين والباحثين قديما وحديثا على الرغم من استعمالهم لها.






أو على الرابط التالي 


بحث حول الاتصال و التحصيل 3152526071


http://adf.ly/wOVei










بحث حول الاتصال و التحصيل 2684055387 بحث حول الاتصال و التحصيل 2684055387 بحث حول الاتصال و التحصيل 2684055387














===




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : بحث حول الاتصال و التحصيل // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



بحث حول الاتصال و التحصيل Emptyالأحد 18 يناير - 17:14
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 18038
تاريخ التسجيل : 13/06/2012
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: بحث حول الاتصال و التحصيل



بحث حول الاتصال و التحصيل

بارك الله فيك على الموضوع



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : بحث حول الاتصال و التحصيل // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: houdib69

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : houdib69


التوقيع



الكلمات الدليلية (Tags)
بحث حول الاتصال و التحصيل, بحث حول الاتصال و التحصيل, بحث حول الاتصال و التحصيل,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





بحث حول الاتصال و التحصيل Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب