26 |
لدى السّترِ إِلا لِبْسَةَ الُمتَفَضِّلِ |
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثيابَها |
27 |
وَما إِنْ أَرى عنكَ الغَوايةَ تَنْجلي |
فقالتْ: يَمينَ اللهِ مالكَ حِيلَةٌ |
28 |
على أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ |
خَرَجْتُ بها أَمْشي تَجُرِّ وَراءنَا |
29 |
بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ |
فلمَّا أَجَزْنا ساحَة الحيّ وَانْتَحَى |
30 |
علّي هضِيمَ الْكَشْحِ رَيَّا الْمَخْلخَلِ |
هَصَرْتُ بِفَوْدَيْ رأْسِهاَ فَتمايَلَتْ |
31 |
ترائبُها مَصْقولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ |
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ |
32 |
غذاها نَميرُ الماءِ غيرُ الُمحَلّلِ |
كَبَكْرِ الُمقاناةِ البَياضَ بَصُفْرَةٍ |
33 |
بناظرَةٍ من وَحشِ وَجْرَةَ مُطَفِلِ |
تصُدّ وَتُبْدي عن أَسيلٍ وَتَتَّقي |
34 |
إِذا هيَ نَصَّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ |
وجِيدٍ كجِيدِ الرّئْمِ ليْسَ بفاحشٍ |
35 |
أَثِيثٍ كَقِنْوِ النّخلةِ الُمتَعَثْكِل |
وَفَرْعٍ يَزينُ اَلمتنَ أَسْودَ فاحِمٍ |
36 |
تَضِلّ العِقاصُ في مُثَنَّى وَمُرْسَلِ |
غدائِرُه مُسْتَشْزِراتٌ إِلى العُلا |
37 |
وَسآَقٍ كاْنبوبِ السَّقيّ الُمذَلَّلِ |
وكَشْحٍ لطيفٍ كالجديل مُخَصَّرٍ |
38 |
نؤُومَ الضُّحى لم تَنْتُطِقْ عن تفضُّل |
وتضحي فتيتُ المِسكِ فوقَ فراشها |
39 |
أَساريعُ ظْبيٍ أوْ مساويكُ إِسْحِلِ |
وَتَعْطو برَخْصٍ غيرِ شَئْن كأنهُ |
40 |
مَنارَةُ مُمْسَى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ |
تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ كأَنَّها |
41 |
إِذا ما اسبَكَرَّتْ بينَ درْعٍ ومجْوَلِ |
إِلى مِثْلِها يَرْنو الَحليمُ صَبابَةَ |
42 |
وليسَ فُؤَادي عن هواكِ بُمنْسَلِ |
تَسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عَنِ الصِّسبا |
43 |
نصيحٍ على تَعذا لهِ غيرِ مُؤتَلِ |
أَلا رُبَّ خصْمٍ فيكِ أَلْوَى رَدَدْتُه |
44 |
عليَّ بأَنْواعِ الُهمُومِ ليبْتَلي |
وَليلٍ كمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدو لَهُ |
45 |
وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَناءَ بكَلْكَلِ |
فَقلْتُ لَهُ لَّما تَمَطَّى بصُلْبِهِ |
46 |
بصُبْحٍ وما الإِصْباحُ مِنكَ بأَمْثَل |
أَلا أَيُّها الَّليْلُ الطَّويلُ أَلا انْجَلي |
47 |
بأَمْراسِ كتَّانٍ إِلى صُمِّ جندَلِ |
فيا لكَ مِن لَيْلٍ كأَنَّ نُجومَهُ |
48 |
على كاهِلٍ منِّي ذَلُولٍ مُرَحَّل |
وَقِرْبَةِ أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصَامَها |
49 |
بهِ الذئبُ يَعوي كالَخليعِ الُمعَيَّلِ |
وَوَادٍ كجَوْفِ الْعَيرِ قَفْرٍ قطعْتُهُ |
50 |
قليلُ ألْغِنى إِنْ كنتَ لَّما تَموَّلِ |
فقُلتُ لهُ لما عَوى: إِنَّ شأْنَنا |
51 |
وَمَنْ يْحترِث حَرْثي وحَرْثَك يهزِل |
كِلانا إِذا ما نالَ شَيْئاً أَفاتَهُ |
52 |
بُمنْجَرِدٍ قَيْدِ الاوابِدِ هيْكلِ |
وَقَدْ أَغْتَدي والطَّيُر في وُكُناتِها |
53 |
كجُلْمُودِ صَخْرٍ حطَّهُ السَّيْل من عَلِ |
مِكَر مِفَرِّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً |
54 |
كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالُمَتَنِّزلِ |
كُمَيْتٍ يَزِل الّلبْدُ عن حالِ مَتْنِهِ |