وقصيدته التي مطلعها:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل | |
وكل نفيم لا مـحـالة زائل |
وكل أناس سوف تدخل بينهم | |
دويهية تصفر منها الأنامل |
وقصيدته:
إن تقوى ربنا خير نـفـل | |
وبإذن الله ريثي والعجـل |
أحمد الـلـه ولا نـد لـه | |
بيديه الخير ما شاء فعـل |
من هداه سبل الخير اهتدى | |
ناعم البال ومن شاء أضل |
وكان لبيد أحدث أصحاب المعلقات عصرا وآخرهم موتا.
وشعر لبيد مثال للفخامة والقوة والمتانة والبداوة فتراه فخم العبارة قوي اللفظ قليل الحشو مزدانا بالحكمة العالية والموعظة الحسنة.
ولبيد من أحسن الجاهليين تصرفا في الرثاء وفخره قوي ينم عن شرفه وعزته ومجده وحسبه العريق. وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد "ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
وقد نظم لبيد الشعر في جاهليته وجرى به على سنن الأشراف والفرسان كعنترة وعمرو بن كلثوم فلم يتكسب بشعره ولذلك ترى فيه ولاسيما معلقته قوة الفخر والتحدث بالفتوة والنجدة والكرم وإيواء الجار وعزة القبيلة، ولم ينظم شعراً بعد أن أسلم.
هذا ويقدم لبيد بعض النقاد محتجين بأنه أفضلهم في الجاهلية والإسلام وأقلهم لغواً في شعره، وقالت عائشة رضي الله عنها: رحم الله لبيدا ما أشعره في قوله:
ذهب الذين يعاش في أكنافـهـم | |
وبقيت في خلف كجلد الأجرب |
لا ينفعون ولا يرجى خـيرهـم | |
ويعاب قائلهم وإن لم يشغـب |
وكان لبيد جواداً شريفاً في الجاهلية والإسلام وقصص جودة كثيرة.ديوان لبيدشرحه السكري والشيباني والأصمعي وابن السكيت والطوسي. ولم يصل إلينا من ذلك كله إلا نصف شرح الطوسي في مخطوطة طبعها في فيينا يوسف ضياء الدين الخالدي المقدسي سنة 1880 وفيها عشرون قصيدة هي الجزء الثاني من الديوان وقد صدرت بمقدمة عن الديوان والشاعر.
وكذلك عنى بالديوان المستشرق هوبر الذي طبعه في ليدن سنة 1981 ووضع مقدمة له في حياة لبيد، وأخرجه بإشراف بروكلمان.
ولمعلقة لبيد شروح، وقد نشرها دي ساسي وقد ترجمها إلى الفرنسية أيضاً.مصادر حياة لبيدترجم له صاحب الأغاني في الجزء الرابع عشر، وابن قتيبة في الشعر والشعراء وذكره ابن سلام في طلبقات الشعراء والمرزباني في الموشح.
وترجم له صاحب كتاب "تاريخ الأدب العربي في العصر الجاهلي"، والزيات في كتابه تاريخ الأدب العربي، وأصحاب الوسيط والمفصل وسواهم. وترجم له أيضاً في سلسلة الروائع.معلقة لبيدلبيد بن ربيعة العامري من سادة العامريين القيسيين وأشرافهم وكان يقال لأبيه ربيعة المعتربن وعمه ملاعب الأسنة عامر بن مالك أخذ أربعين مرباعا في الجاهلية.
كان لبيد من شعراء الجاهلية وفرسانهم وقال الشعر في الجاهلية في كل غرض، وأجرك الإسلام وأسلم وهجر الشعر وأقام بالكوفة إلى أن مات عام 41ه مائة وسبع وخمسين سنة.
وسئل لبيد من أشعر الناس؟ فقال: الملك الضليل، ثم الشاب القتيل، ثم الشيخ أبو عقيل يعني نفسه. وهو من أصحاب المعلقات، وكان نظم لبيد الجاهلية فجم العبارة منضد اللفظ قليل الحشو مزداناً، فالحكمة العالية ثعات، وهو أحسن الجاهليين تصرفاً في الرثاء، وأكثرهم قدرة على تصوير عواطف المفجوع الحزين بلفظ رائق وألوب مؤثر، وقدمه بعض النقاد "لأنه أفضل الشعراء في الجاهلية والإسلام، وأقلهم لغواً في شعره".
ومعلقته لبيد تمتاز بقوة اللفظ ومتانة الأسلوب، وبما فيها من تصوير للبادية والحياة والأخلاق فيها.
أ - بدأها لبيد بذكر الديار وخلوها من أصحابها وتعرضها للرياح والأمطار تعبث بها ويمحو معالمها. قال:
عفت الديار محلها فمقامها | |
بمعنى تأبد غولها فرجامها |
وجلا السيول عن الطول كأنها | |
زبر تجد متونها أقلامـهـا |
فوقفت أسألها، وكيف سؤالنـا | |
صما خوالد ما يبين كلامها |
ثم يصف رحيل أحبابه عنها، حتى يقول:
بل ما نذكر من "نوار" وقد نـأت | |
وتقطعت أسبابها ورمامـهـا |
مرية، حلت بـفـيد، وجـاورت | |
أهل الحجاز، فابن منك مرامها |
وأخيراً، يرى لا أن يتسلى ويتعزى حتى يصل إلى رجائه وأمله، ولكن أن يقطع أمله منها ويترك رجاءه فيها ويقطع صلته بها مادامت نوار قد تغير وصلها:
فاقطع لبانة من تعرص وصله | |
ولشر واصل خلة صرامهـا |
ب - ثم يأخذ في وصف ناقته في لفظ غريب وتعبير بدوي متين، ويطيل في هذا الوصف ويشبهها بالأتان الوحشية وبالظبية الرؤوم المفجوعة إلى أن يقول:
فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى | |
واجتاب أرجية السراب كامهـا |
أقضي اللـبـانة لا أفـرط ريبة | |
أو أن يلوم بحاجة لـوامـهـا |
أولم تكن تدري نوار بـأنـنـي | |
وصال عقد حبائل جـذامـهـا |
تراك أمكـنة إذا لـم أرضـهـا | |
أو يرتبط بعض النفوس حمامها |
ج - ثم يتحدث عن نفسه وعزتها، ولذات الراح التي شارك فيها، وشجاعته وبطولته في مواقف النزال والنضال، وكرامه وسخائه، ونواله للجار الفقير والضيف النازل والجار الغريب وللبائسين والمساكين: بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا