هــرة ومزمـــــــــــــــار
كفاك فخرا عبد الرحمن بن صخر – سيدي يا أبا هريرة ’ أليس بهذا سماك رسول الله محمد- عليه الصلاة والسلام- ...؟
ما رأت عيناي ولا سمعت أذناي بأجمل من ذاك المزمار وترتيله ليلا نهارا’ حُق له أن يفتخر والبراءة تتسرب بين أنامله تسرب خرير مياه السواقي والجداول عفاه الله من أمواج البحار
ما شد إنتباهي وأز فضولي إلا ذاك المنظر بين هرة ومزمار’فما الذي في رأسها الصغير يدور وهي تتابع بحسها وغريزتها ذلك الصوت البرئ المنبعث منه وصاحبه الفتى الأكثر براءة من البراءة نفسها..؟
ما كان يعني لها ذلك وما السر في ذلك؟
لعل مارا على الطريق يحبس أنفاسه فلا زفير ولا شهيق ’ يحسب ما رأى لمن باب الصدف أم أن الأمر يتطلب منه أن يمد البصر نظرة وتحديقا..؟
أما من كان مثلي وعلى مقياس حالتي وحالي عانى ولا زال يعاني لفي شدة وضيق
أكيد أنه يختار الصديق قبل الطريق ..يؤنسه.. يحدثه.. وكلاهما للآخر صاحب ورفيق
فإن استقام الحال زال غموض السؤال وتآلفت السهول مع الجبال والخيول مع الجمال وفي كل منهما خير.
هرة ومزمار كل منهما في حيرة وقد غاب الحوار ’ فيا من ألفت بين قلوب المهاجرين والأنصار وبين الحضر والمذر أنزل السماء عليهما مدرارا
هيا هرتي اقتربي من دفء فالشتاء قارس برده مؤذ صقيعه ’ طويل ليله قصير نهاره ولا تقربي كانونا تحت رماده جمار ..؟ فأنت وأنا جمرة لبها جُمار.
==
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا