منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. منتديات السيــاحة ..°ღ°╣●╠°ღ° :: تاريخ وشخصيات عالمية

شاطر
حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام Emptyالأربعاء 21 يونيو - 14:01
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 19645
تاريخ التسجيل : 10/08/2013
رابطة موقعك : https://ouargla30.ahlamontada.com
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام



حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام

حلب الشهباء


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تعدُّ حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام، وهي كانت المدينة الثالثة في الدولة العثمانية بعد القاهرة وإسطنبول، وتعد حلب واحدة من أشهر المدن التي صنعت مجدا تاريخيا وحضاريا في ظل دولة الإسلام.


 


الموقع الجغرافي لحلب


حلب مدينة من أقدم مدن الدنيا وهي لا تزال حتى اليوم مدينة عامرة ومن أكبر المدن السورية، وموقعها في أقصى الشمال الغربي من الهضبة السورية الداخلية، على ارتفاع 390م عن سطح البحر ويخترقها نهر صغير هو نهر قويق. يحتل القسم القديم من المدينة الجزء المنخفض الذي يتوسط المدينة.


 


شُيِّدت حلب على سبع ربوات في وطأ من الأرض تتوفّر فيه سِعة المكان، وخصوبة التربة، وتواصل طُرق القوافل ومسالك العبور؛ ولعلّ في عراقتها ما جعلها غنيّة بالآثار. فبعد أن تناولتها أيدي الفاتحين على مدى العصور وخرابها مع اللاذقية وأفاميا جرّاء زلازل وحروب، عادت إلى العروبة والإسلام على يد أبي عبيدة بن الجراح وعيّاض بن غنم ضمن مصالحة تُعَدّ عملًا سياسيًا تاريخيًا يُسجَّل لأهلها ولذكائهم في حسن تصرفهم من أجل الأمان وحفظ الأنفس والممتلكات والأموال والأوابد ذات التاريخ العريق الحافظ للذاكرة والأصالة والقدرة على العمل.


 


تسمية حلب الشهباء


يرى البعض أن تسمية حلب بالشهباء، راجع إلى أن أكثر الأبنية فيها مبنية بالحجارة الحلبية المشهورة بلونها الأشهب، الذي يُنسب إليه، لذا يقال اسم حلب الشهباء. ويقول الغزي في كتابه "نهر الذهب في تاري حلب": "أسماء مدينة حلب ووجه تسميتها باسمها الحالي: يقال إن هذه المدينة سميت باسم بانيها الأول وهو حلب بن مهر بن خاب. قلت: هذا الاسم لم نعثر عليه في كتاب معتبر، ولا سمعنا بمن تسمى به. وقيل: إنها سميت بقول العرب (إبراهيم حلب الشهباء) حينما كان مقيما في تل القلعة يحلب كل يوم بقرة له شهباء، ويوزع لبنها على العرب المخيّمين في جواره. وهذا الوجه في تسميتها هو المشهور عند أكثر الحلبيين. على أنه قد يكون له نصيب من الصحة إذا اعتقدنا أن العرب كانوا يترددون على هذا الصقع للميرة والكلأ كجري عادتهم، أو أنهم كانوا يقطنونه مع إخوانهم الآراميين فقد صرح هيرودت واسترابون وغيرهما من قدماء المؤرخين وبعض علماء هذا العصر أن قبائل عديدة من بلاد العرب أو من جانب خليج العجم ارتحلوا إلى سورية منذ قديم الأيام، فمن الجائز أن يكون هذا الصقع عرف عندهم بهذا الاسم أخذا من فعل الخليل عليه السلام .. والذي أراه في هذه الكلمة وتطمئن إليه نفسي أنها سريانية محرفة عن «حلبا» بالألف ومعناها البيضاء، ثم حذفت ألفها بالاستعمال جريا على قاعدة المتكلمين باللغة السريانية من أنهم يحذفون هذه الألف في كلامهم، وأن إتباع حلب بكلمة الشهباء، التي معناها البيضاء، مما وضعه العرب كالتفسير لكلمة حلب، وأن السريانيين كانوا يسمونها بهذا الاسم لما كان يشاهد من بياض تربتها لكثرة سباخها ومادة حوّارها، ولأن عمائرها كانت تبنى بالحوار الأبيض المأخوذ من مغائرها القريبة منها كمغارة المعادي وباقي المغائر المعروفة فكانت مناظرها بيضاء كمناظر مدينة عينتاب والرها وغيرهما من البلاد التي ما زالت تبنى عمائرها من هذه المادة حتى الآن".


 


الفتح الإسلامي لحلب


وإذا كانت حلب قبيل الإسلام بلدة ثانوية لوقوعها بين مدينتَيْن مهمّتَيْن وكبيرتَيْن في مجالاتهما الدينية والعسكرية هما أنطاكية في الغرب الشمالي لسورية وقنسرين، إلّا أنّ نجمها لمَع مع تطوّر العصر الإسلامي عبر تواصلها مع الموصل في شمال بلاد الرافدَين، وصولًا إلى الحمدانيّين والمرداسيّين.


 


ففي سنة 16هـ/637م وصلت جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح إلى ضواحي حلب، فحاصرت قواته حلب بقيادة عياض بن غنم، ولم يلبث أهلها أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها فأُعطوا ذلك.


 


أضيفت حلب وقنسرين إلى جند حمص، حينما قسم عمر بن الخطاب الشام إلى أجناد سنة 17هـ فلما فصل معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ / 661 - 679م) قنسرين عن حمص، أصبحت حلب مضافة إلى جند قنسرين.


 


حلب في العصر الأموي


كانت حلب في العصر الأموي المرتكز للثورة العمرانية التي عرفتها المرحلة الأموية في بلاد الشام والمسجد الأقصى المبارك حيث اتخذها عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي الذي عمر المسجد الأقصى المبارك بأجمل العمران موقعا ومركزا إداريا ودار الإمارة وبنى فيها قصره وبنى الجامع الكبير. ويذكر ابن العديم أن الخليفة سليمان بن عبد الملك (96 - 99هـ / 714 - 717م) بنى أول مسجد جامع في حلب، وكان يضاهي مسجد دمشق من حيث روعة زخارفه، وأن سليمان جهد أن يكون بناء مسجد حلب معادلًا لعمل أخيه في المسجد الأموي في دمشق.


 


حلب في العصر العباسي


بانتقال الحكم إلى العباسيين سنة 132هـ/749 - 750م غدت العراق مركز الخلافة، وخسرت دمشق مكانتها عاصمة للدولة العربية الإسلامية وتراجعت اقتصاديا، ولكن حلب بدأت أهميتها تزداد. يذكر ابن العديم أن حلب كانت مضافة إلى قنسرين حتى نهاية الدولة الأموية، ثم تدرجت في العمارة ومدينة قنسرين في الخراب، حتى صارت حلب قصبة جند قنسرين أيام بني العباس.


 


وفي النصف الثاني من القرن الثالث الهجري أخذ أحمد بن طولون يمد أنظاره إلى بلاد الشام، بعد أن قلده الخليفة ولاية مصر سنة 257هـ، وساعدته الأحوال فبسط حكمه عليها، ثم عادت حلب تابعة للخليفة سنة 284هـ. وفي عام 325هـ/936م دخلت الشام بما فيها حلب ضمن أعمال والي مصر محمد بن طغج الإخشيد.


 


حلب في ظل الدولة الحمدانية


وفي سنة 333هـ/944م دخل سيف الدولة حلب وبدأ الصراع بين الإخشيديين والحمدانيين حول بلاد الشام، ثم عقد الإخشيد صلحًا مع سيف الدولة سنة 334هـ، تخلى بموجبه عن حلب وحمص وأنطاكية، وتجدد هذا الاتفاق سنة 336هـ، وكان الخليفة المطيع لله قد أرسل إلى سيف الدولة سنة 335هـ الاعتراف الشرعي بحكمه.


 


أصبحت حلب مركزًا لإمارة الحمدانيين ( 333 - 394هـ/ 944 - 1003م)، وغدت أهم مدينة في شمالي الشام، فقد أقام سيف الدولة لنفسه بلاطًا أراد أن يضاهي به بلاط بغداد وغيرها من مراكز ديار الإسلام، وجمع في هذا البلاط عددًا كبيرًا من الشعراء والعلماء من كل فن، كالمتنبي وأبي فراس الحمداني والفارابي وابن جني وغيرهم.


 


عاشت المدينة عصرًا ذهبيًا أيام الأمير سيف الدولة وكانت أحد الثغور الهامة للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي، فقد شغل سيف الدولة معظم وقته في الجهاد ضد الإمبراطورية البيزنطية التي كانت تعيش فترة نهوض وقوة، وتهيأ لها عدد من القادة والأباطرة العظام، وتمكن نقفور، القائد الأعلى للجبهة الشرقية سنة 351هـ/962م من الاستيلاء على مدينة حلب دون قلعتها، ونهب الروم المدينة وقتلوا الناس وأحرقوا المساجد، وجمعوا كميات كبيرة من الغنائم وأخذوا عددًا كبيرًا من الأسرى، ثم تراجع نقفور بعد مقتل ابن أخت الملك وعاد إلى بلاده.


 


وصف ابن حوقل -وهو من جغرافيي القرن الرابع الهجري- حلب قبل استيلاء الروم عليها فقال: "وجند قنسرين فمدينتها حلب، وكانت عامرة غاصة بأهلها، كثيرة الخيرات على مدرج طريق العراق إلى الثغور وسائر الشامات ..، وكان لها أسواق حسنة وحمامات وفنادق كثيرة ومحال وساحات فسيحة ومشايخ وأهل جلة"، ثم يصفها بعد سيطرة قرعويه وإخراج أبي المعالي شريف بن سيف الدولة منها عام 358هـ، فيقول إن حلب أصبحت في قبضة الروم، وإن على كل إنسان أن يدفع عن داره ودكانه جزية، وإن على أمير حلب أن يدفع كل سنة 700 ألف درهم عن المناطق التي كانت تابعة لأمير حلب وغير ذلك من الشروط القاسية.


 


حلب في ظل الدولة المرداسية


ومع أن أمراء حلب استمروا بدفع هذه الجزية أيام الدولة المرداسية (414 - 472هـ/1023- 1079م) فإن النصوص توحي بأن النشاط التجاري كان له كبير الأثر في ازدهار حلب وثرائها، فالرحالة ناصر خسرو الذي زار حلب سنة 455هـ وصفها بأنها "مدينة عامرة وفيها محطة لتحصيل المكوس (الضرائب)، تمر بها تجارات الشام والروم وديار بكر ومصر والعراق، حيث كان يرد إليها تجار من جميع هذه الأقاليم".


 


حلب في ظل دولة السلاجقة


وعلى الرّغم من تعرّضها للخراب وتدمير أسوارها ونهب بيوتها من قبل الروم البيزنطيّين عند انتصارهم على الحمدانيّين والمرداسيّين. غير أنّها عادت إلى مركز القيادة في مواجهة الغزو الصليبي، فتحوّلت إلى قلعة لحماية الثغور الشامية، بخاصّة بعد وصول الصليبيّين إلى أنطاكية والرّها. فبعد وفاة الأمير المرداسي محمود سنة 466هـ حدث صراع بين أفراد الأسرة المرداسية، فولى السلطان السلجوقي ملكشاه سنة 479هـ/1086م، قسيم الدولة آق سنقر حلب، فعمرها وأحسن السيرة في أهلها، ومنح حلب بضع سنوات من الاستقرار والهدوء، إلا أن موت ملكشاه سنة 485هـ/1092م أدى إلى انتقال حلب إلى تتش بن ألب أرسلان وسلالته من بعده (487 - 511هـ / 1094 - 1117م).


 


لم يكن لهذه السلالة السلجوقية الصغيرة إلا أهمية محلية، فصغر الإمارة ومنافستها السلالة السلجوقية في دمشق، ومقاومة العناصر الشيعية لها، والتي انضم إليها الإسماعيليون، جعل سلطتها محدودة. ولم يكن وضع الأمراء في المناطق المجاورة أفضل حالًا، فقد استعرت نار حروب متصلة بين أمراء الشام في الربع الأخير من القرن الخامس، مما جعلهم عاجزين عن الوقوف أمام الفرنج الصليبيين الذي اجتاحوا المنطقة ووصلوا إلى أبواب حلب 493هـ/1099م.


 


حلب في عهد الدولة الزنكية


وأكثر الصليبيون من ترويع حلب وأعمالها بالإغارة والتخريب والتحريق حتى استولى عماد الدين زنكي صاحب الموصل على حلب سنة 522هـ، فأعاد إليها الأمن والاستقرار، ويذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ "أن البلاد كانت قبل أن يملكها خرابًا من الظلم، وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج، فعمرها وامتلأت أهلًا وسكانًا". ووسع عماد الدين رقعة دولته بضم حماة وحمص وبعلبك وغيرهما، كما استولى سنة 539هـ/1144م على الرها، وقضى على إمارة الفرنج فيها "وكان ضررهم قد عم بلاد الجزيرة وشرهم قد استطار فيها".


 


قُتل عماد الدين الزنكي سنة 541هـ/1146م في حصار قلعة جعبر، فخلفة ابنه نور الدين محمود بن زنكي في حكم الموصل وحلب وما ألحق بهما من قطائع شامية، واستخلص دمشق من مجير الدين أبق البوري الذي كان رجلًا ضعيفًا، ومهد السبيل للقضاء على الحكم الفاطمي الضعيف في مصر مستعينًا في ذلك بقائده صلاح الدين، وتابع نور الدين مجاهدة الفرنج، وجعل من حلب مدينة مزدهرة، فأعاد بناء الأسوار، ورمَّم القلعة والجامع الكبير، وأعاد بناء الأسواق وأصلح الأقنية وبنى فيها بيمارستانًا ودارًا للعدل، وعددًا من المدارس عهد بالتدريس فيها إلى فقهاء من الأحناف والشافعية.


 


حلب في ظل الدولة الأيوبية


توفي نور الدين عام 569هـ/1173م فخلفه ابنه الملك الصالح إسماعيل، وكان فتى في الحادية عشرة من عمره، فرأى صلاح الدين الأيوبي من مصلحة المسلمين أن يمد سلطانه إلى الشام حتى يستطيع متابعة الجهاد ضد الفرنج، فدخل دمشق سنة 570هـ ثم حمص وحماة، ولكنه أخفق أمام أبواب حلب، ولم تصبح حلب تحت سلطان صلاح الدين إلا سنة 579هـ/1183م، بعد موت الملك الصالح إسماعيل.


 


وفي السابع والعشرين من رجب سنة 583هـ / 2 من أكتوبر 1187م حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، في يوم مشهود عادت فيه القدس الى الحاضنة الإسلامية بعد 90 سنة من الاحتلال الصليبي. لكن سبق هذا الفتح العظيم ارهاصات دلت على أن مثل هذا النصر حاصل بإذن الله، فمن تلك الإرهاصات أن قاضي دمشق محيي الدين بن الزكي لما فتح السلطان صلاح الدين حلب في السابع والعشرين من صفر سنة 579هـ / 1183م مدحه بقصيدة جاء فيها قوله:


وفتحكم حلبًا بالسيف في صفر  *** مبشر بفتوح القدس في رجب


 


فكان فتح بيت المقدس في رجب بعد أربع سنوات من تحرير واستعادة حلب في صفر من طرف القائد المسلم الناصر صلاح الدين.


 


وفي سنة 582هـ/1186م ولّى صلاح الدين ابنه الظاهر غازي حلب، وأظهر الملك الظاهر غازي وزوجته ضيفة خاتون، ونائبه المؤتمن طغرل قدرات إدارية مميزة، ساعدت على بقاء مملكة حلب في سلالة صلاح الدين، بينما انتقلت الممالك الأخرى إلى أولاد الملك العادل الأول أخي صلاح الدين.


 


 كان عهد الملك الظاهر غازي وابنه العزيز (615 - 634هـ) عهد رخاء ورفاهية عظيمين لحلب، فأصبحت من أجمل المدن وأكثرها نشاطًا وازدهارًا في الشرق الإسلامي، فقد نشطت صناعيًا بسبب المعاهدات التجلرية التي عقدت مع البنادقة (1207م، 1225م، 1234م) واتسعت عمرانيًا، وأُعيد بناء قلعتها لتصبح واحدة من أروع أعمال الفن العسكري في العصور الوسطى، وبنيت المدارس والزوايا وازدهرت الحياة الثقافية، وظهرت فيها أسماء بارزة كالسهروردي وابن العديم وابن شداد وغيرهم.


 


حلب في ظل دولة المماليك


استمر حكم الأيوبيين في حلب حتى سنة 658هـ/1259م، حينما استولى عليها المغول بقيادة السفاح هولاكو بالتعاون مع حاكم أنطاكية بوهيموند السادس، وبعد استماتتها لمدة 6 أيام من القصف بالمنجنيقات، سقطت القلعة بعد 4 أسابيع، عاث المغول فيها وأفسدوا فسادا عظيما فذبحوا أهلها بوحشية. كما استولوا على حماة وبعلبك ودمشق، لكن حلب استرجعت بريق الأمل في صناعة التاريخ بعد تحريرها من طرف المماليك الذين قضوا على المد المغولي بعد معركة عين جالوت سنة 659هـ/1260م بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز، دخلت حلب ضمن سلطان المماليك في مصر.


 


وأصبحت حلب عاصمة لنيابة تأتي في الدرجة الثانية بعد نيابة دمشق من حيث الأهمية، وتعود أهميتها لموقعها الجغرافي لأنها كانت توفر الحماية للحدود الشمالية للسلطنة. لكنها وقعت مرة أخرى تحت الاحتلال المغولي الا أن استرجعها ركن الدين بيبرس الذي لعب دورا كبيرا في صناعة التاريخ الاسلامي في المسجد الأقصى المبارك وبلاد الشام. وبحكم حيويّة أهلها، استطاعت أن تعيد الحياة إليها خلال قرن واحد فقط، حقّقت خلاله استرجاع مكانتها وقوّتها.


 


 


الفتح العثماني لمدينة حلب


ومع ذلك فإن مدينة حلب لم تستعد عافيتها إلا ببطء بسبب الكارثة التي أصابتها، وتهديد المغول المستمر لها ولثورات ولاتها، وتمرد فرقها العسكرية، وثقل الضرائب التي فرضت عليها وانتشار الطاعون فيها سنة 749هـ/1348م وما قاسته سنة 800هـ/1397م عندما غزا تيمورلنك البلاد.


 


دخل العثمانيون حلب دون مقاومة تذكر بعد انتصارهم على المماليك في معركة مرج دابق سنة 922هـ/1516م، وبقيت حلب عاصمة لإيالة مماثلة في امتدادها لنيابة المماليك. ففي سنة 922هـ / 1516م بعد استرجاع السلطان سليم الأول للمسجد الأقصى المبارك وأغلب بلاد الشام، أصبحت حلب تابعة للخلافة العثمانية. لقد كانت وقتها حلب مركز ولاية حلب وعاصمة سوريا كما كان لها مكانة ديبلوماسية وسياسية في الدولة العثمانية كثاني مدينة بعد القسطنطينية. وكانت حلب مركزا تجاريا هاما بين الشرق و الغرب ومحل إقامة القنصليات العامة للدول. كما أنها حافظت على أهميتها التجارية، وتطورت بحيث غدت في وقت من الأوقات السوق الرئيسة للشرق كله.


 


ومع الفتح العثماني في القرن العاشر للهجرة، تداخلت الأجناس والأعراق في المجتمعات الإسلامية، الأمر الذي انعكس على حلب التي أصبحت خلال الحكم العثماني ولاية كبيرة تصل من الغرب إلى البحر المتوسّط عبر خليج الإسكندرونة، وإلى ولاية ديار بكر من المشرق، ولواء حماه من الجنوب، وولاية سيواس من الشمال في الأناضول، بحيث أصبحت ثغرًا إسلاميًا مهمًّا، وتلي القسطنطينية وسالونيك مرتبةً وكبرًا.


 


ولكنها بدأت بالتقهقر منذ عام 1775م بسبب فساد الإدارة، وحدوث زلزال سنة 1822م الذي هدم الجزء الأكبر من المدينة، والازدياد المستمر للتجارة بين آسيا وأمريكا الذي أخذ يحتل مكانًا مرموقًا في الاقتصاد العالمي، مما حرم الشرق من كثير من أهميته.


 


السيطرة المصرية على حلب


استولى المصريون على حلب من عام 1831إلى عام 1839م، وأثقل إبراهيم باشا كاهل المدينة بما فرضه عليها من سخرة وضرائب حربية ثقيلة، وبما أدخله عليها من نظام الاحتكار، ومع ذلك فإن هذه الفترة مهدت لحدوث تغيرات فعالة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على الأوضاع الاجتماعية والإدارية والحياة الاقتصادية، واتصلت حلب بحماة ودمشق بخط حديدي سنة 1906م وبإسطنبول وأوربا سنة 1912م بقطار الشرق السريع. وبقيت حلب تابعة للسلطنة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918).




حلب وسقوط الخلافة العثمانية


بعد سقوط الخلافة العثمانية بكيد من يهود الدونمة و دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى التي عجلت بتقسيم بلاد الشام كما كان مخطط له في معاهدة سيفر كان من المفروض أن تفصل حلب عن الأناضول، لكن رفض مصطفى كمال أتاتورك جعل حلب تبقى تابعة للأناضول. وعملت القوى الكبرى على إضعاف حلب فسلختها من أجزاءها البحرية والبرية في معاهدة لوزان بنية إضعاف القوة التجارية وخفض القيمة الحضارية وعزل حلب عن موقعها الاستراتيجي؛ بهدف جمح دورها الحضاري المعروف في الدفاع عن الإسلام.


 


وبعد وقوع سوريا في الانتداب الفرنسي سنة 1920م بعد إعلان الجنرال هنري غورو الانتداب، هدفت فرنسا إلى تقسيم سوريا إلى ولايات منفصلة، فانتهجت خطة شيطانية -ضمن منهج فرق تسد- من خلال إعطاء الامتيازات الاقتصادية لحلب لإغاظة الدمشقيين وجعل دمشق عاصمة لسوريا للإطاحة بالحلبيين، لكن الخطة الفرنسية فشلت بسبب الوحدة الاقتصادية والرابطة العقدية الإيمانية بين السوريين.


 


حلب والثورة السورية


تعتبر حلب القوة السنية الكبرى في سوريا والنموذج الثوري العظيم منذ وقت حافظ الأسد النصيري. انضمت حلب للثورة الباحثة عن الحرية والهادفة للتخلص من الاستبداد والفاشية. فكانت مثالا حيا للتضحية والاستماتة. كما أن الغرب جدد نيته الإبقاء على الكيان الصهيوني وإنعاشه فترة زمنية أطول، بالعمل لتحقيق الخطة السابقة في تقسييم بلاد الشام إى دويلات متناحرة، وتعمل على إبادة حلب للقضاء عليها، والانطلاق قدما في السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى.


 


المظاهر الحضارية


إن الازدهار التجاري الذي تمتعت به حلب مدة طويلة تجلى في ازدياد عدد أسواقها وخاناتها التي بنيت لإقامة التجار الأجانب، وهذه الخانات العثمانية لا تزال محافظة على بنيانها، وقد أولى الولاة العثمانيون اهتمامًا ببناء المدارس والمساجد الكبيرة وفق الأسلوب الهندسي المطبق في إسطنبول، كجامع خسرو باشا وجامع بهرام باشا والمدرسة الأحمدية والمدرسة الشعبانية ومدرسة عثمان باشا.


 


علماء في حلب


تحوّلت حلب، بفضل مكانتها الطبيعية، ومناخها المعتدل، وطُرق تواصلها، وسمعة علمائها، إلى وجهة طلّاب العلم والمعرفة مع حرص كبار العلماء على القدوم إليها رغبةً في العطاء والاستزادة. فمن العلماء اللّذين أمّوها الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام أبو داوود، وأبو نصر الفارابي، وابن خالويه، فضلًا عن الشاعر الكبير أبو الطيّب المتنبّي، الأمر الذي جعل مدارسها منارات للبلاد الإسلامية كلّها، حيث بلغ عدد مدارسها حوالي ثلاثمائة مدرسة مع دور القرآن والحديث والمساجد، ومن مؤرّخيها أبو الطيّب اللغوي صاحب كتاب "’مراتب النحويّين"، والهَرَوي أبو حسن صاحب كتاب "الإشارات إلى معرفة الزيارات"، ومحمد بن علي بن إبراهيم (ابن شدّاد) صاحب كتاب "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة"، فضلًا عن ابن الوردي وابن الطقطقي، وابن الشحنة، وعمر الشمّاع الحلبي، وابن أبي طيّ الذي ألّف عشرة كتب في التاريخ أوّلها "معادن الذهب في تاريخ حلب".


 


مؤلفات وكتب في تاريخ حلب


ونظرًا للمكانة التي مثّلتها حلب، فقد لقيت المدينة اهتمام المؤرّخين الذين صنّفوا لها كتبًا كبيرة منها: "بغية الطلب في تاريخ حلب"، و"زبدة الحلب في تاريخ حلب" لابن العديم، و"تاريخ حلب" للعظيمي، و"معادن الذهب" ليحيى بن حميدة الحلبي بن أبي طي، و"الزبد والضرب في تاريخ حلب" لابن الحنبلي، و"نهر الذهب في تاريخ حلب" لكامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي الشهير بالغزي، و"إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" لراغب الطباخ، و"تاريخ حلب الطبيعي في القرن الثامن عشر"من تأليف الطبيب البريطاني باتريك رسل المتوفي سنة 1768م، و"معادن الذهب" لأبي الوفاء بن عمر الحلبي.


_________________


المصادر والمراجع:


- ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب، المحقق: د. سهيل زكار، الناشر: دار الفكر، 1988م.


- ابن العدي: زبدة الحلب في تاريخ حلب، وضع حواشيه: خليل المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1996م.


- كامل بن حسين الغزي: نهر الذهب في تاريخ حلب، الناشر: دار القلم - حلب، الطبعة: الثانية، 1419هـ.


- نجدة خماش: حلب في التاريخ، الموسوعة العربية العالمية، المجلد الثامن، ص470.


- أحمد حلواني: حلب الشهباء في مرآة التاريخ، نشرة أفق (تصدر عن مؤسسة الفكر العربي)، يوليو 2016م.


- كدير مراد: حلب الشهباء ..حاضرة التحول في التاريخ الإسلامي، دراسة تاريخية لتاريخ حلب ومكانتها في حماية حمى الإسلام، موقع مقال كلاود، يوليو 2016م.




***




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : ans


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام Emptyالأربعاء 21 يونيو - 14:21
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 14670
تاريخ التسجيل : 15/08/2012
رابطة موقعك : ouargla
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام



حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام

جزاك الله خيـر 
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : mohamedb


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الكلمات الدليلية (Tags)
حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام, حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام, حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





حلب من أعرق المدن السورية، بل وأكبرها من حيث المساحة، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. وأيضا أكبر مدن بلاد الشام Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب