نص نشاة الاحزاب السياسية في عهد بني امية من كتاب اللغة العربية للسنة الاولى ثانوي
اكتشاف معطيات النص
- يعتقد الأمويون أن مقتل عثمان بن عفان مرتبط بالهاشميين الذين خذلوه و لم يحموه من الثائرين عليه . فقد نصحه كثير من الصحابة لما رأوا فيهمن مآخذ كثيرة أهمها : شدة ولائه لأشراف بني أمية الذين كانوا من ألد أعداء النبيفي فجر الإسلام , كما كان شديد العطف على ذوي قرباه و مآخذ أخرى دفعت الصحابة إلى نصحه و لكنهم أخفقوا في الحد من سلطان بطانته مما دفعهم إلى تغذية سخط الساخطين عليه . فمن أبرز الذين عارضوا سياسته عبد الرحمن بن عوف و طلحة و علي و بن مسعود .............
- كانت بيعة علي معناها احتماله تبعة ثأره و أخذ قتلته بهلذا أحجم الكثير عن بيعته وتفرق الصحابة من أهل الحل و العقد في شأن هذه البيعة والسبب في ذلك رفض علي تسليم قتلة عثمان للأخذ بثأره .
- لقد طعن معاوية في شرعية خلافة علي و رفض أن يعتزل عن إمارة الشام امتثالا لأمر علي حتى يجيبه إلى الثأر لعثمان .
- من هذا المنطلق استطاع معاوية أن يجمع حوله أشياعه المخلصين له مقتنعين أن دم عثمان في أعناقهم و أن الذين قتلوه أحدثوا في الإسلام حدثا خطيرا و استحلوا من دمه ما حرم الله .
- أما السيدة عائشة رضي الله عنها فهي الأخرى ترددت في بيعة علي لأنها تصورت ضلوعه في قتل عثمان لهذا كانت من الجماعة التي طالبت بمعاقبة قتلته إلى أن علي لم يذعن لطلبه .
- لم يكن الصراع بين علي و معاوية على أمر ينحسم فيه النزاع بظفر احدهما ولكنه كان بين نظامين متقابلين أحدهما ينشد الخلافة الدينية كما تمثلت في علي و صحبه و الآخر في الدولة الدنيوية كما تمثلت في معاوية و أشياعه فعلي منذ البداية أعلن الثورة على ما خلفه حكم عثمان راجعا إلى خطة أبي بكر و عمر في أمساك الصحابة عن الطموح إلى الإمارة و الافتتان بالدنيا .
- رأى الخوارج أن كلا من علي و معاوية آثم فعلي بإقراره بالتحكيم و إرساله أبا موسى الأشعري مفوضا من قبله قد خرج عن الإيمان و أصبح شأنه شأن معاوية سواء بسواء ، بل اتهموا الرجلين بالكفر و نادوا بقتالهما .
مناقشة معطيات النص
- لم يكنفي أقاليم الدولة الإسلامية أهدأ من الشام و هذا ما يفسر اعتصام معاوية بها فقد أخلصها عثمان لمعاوية ثم ضم إليه فلسطين و حمص و انشأ بذلك وحدة شامية بعيدة الأرجاء و جمع له قيادة الجندي فكان جند الشام أقوى جنود المسلمين . وقد طال عهده بالشام فأحب أهلها و أحبوه .
- قال الكاتب : أما علي .... فلم يظفر بشيء وانصرف عنه الناس : إن سبب هذا الانصراف يعود إلى سياسة علي الذي بادر كخطوة أولىإلى عزل ولاة عثمان بعد أن اختار ولاته اختيارا حسنا . مما جر عليه سخط أشياع عثمان و معاوية المعزولين و أما معاوية فلم يمتثل لأمر العزل بل تعسكر في الشام مستعينا بقوة جنده و ثروة بلاده و حب أهلها له و قد رأى المؤرخون أن عليا تنقصه الحنكة السياسية في هذا العزل .
كما انصرف عن علي كلا من الصحابيين طلحة والزبير بعد أن كانا من الأوائل الذين بايعوا عليا ثم ما لبثا أن انقلبا عليه متهمين إياه بتدبير مقتل عثمان للاستفادة من قتله ( تولي الخلافة )
- لكل من علي ومعاوية اتجاه سياسي و منطلقات فكرية أما الخليفة علي بن أبي طالب فسياسته قائمة على أسس دينية حيث بدأ منذ أن استخلف عثمان بتجنيد قوى الخلافة الدينية بعزل الولاة السابقين و رد الممتلكات التي وزعها عثمان على أقربائه و بعبارة أخرى الرجوع إلى خطة أبي بكر و عمر في الحد من طموح الصحابة إلى الإمارة و الافتتان بالدنيا بدليل أنه رفض طلب طلحة و الزبير في إمارة العراق و اليمن ، و أما سياسة معاوية فدنيوية منفعية : إذا فالمسألة هي خلاف في المبادئ بين معسكرين متنافسين أحدهما يتمرد و لايستقر و الآخر يقبل المستحدث و يميل إلى الاستقرار .
- هذا الصراع السياسي هو العلة الكبرى في الخلافة الإسلامية و منها تولدت جميع العلل حيث نجمت عن هذاالصراع عواقب وخيمة منها قضية التحكيم التي أدت إلى الإعلان الرسمي عن خروج زمام الأمر من علي و بني هاشم و عودة السلطان إلى أهل الدنيا من جديد إن مهزلة التحكيم يعدها بعض المؤرخين من أبشع المهازل و أسوئها إذ ترتب عنها انقسام العالم الإسلامي إلى قسمين خلافة الإمام علي في شرق الجزيرة و العراق و فارس و الآخر الملك الأموي بزعامة معاوية في الشام و مصر .
- ومن نتائج قضية التحكيم كذلك ظهور حزبين كبيرين متصارعين : حزب الشيعة و حزب الخوارج فالحزب الأول تشيع لعلي وناصره و الحزب الثاني ثار ضده و رأى أن عليا بإقراره بالتحكيم و إرساله أبا موسى الأشعري قد خرج عن الإيمان و أصبح شأنه شأن معاوية لذا دعوا لجهاد الكفار و هو علي و شيعته و معاوية و صحبه .
- أهم الأحزاب التي ميزت هذا العهد :
- حزب بني أمية و هو الحزب الحاكم
- حزب الشيعة و هم أنصار علي و أتباعه
- حزب الخوارج و هم الغاضبون على الإمام الرافضون قضية التحكيم عرفوا ( بشعارهم لا حكم إلا لله )
- حزب الزبيريين نسبة إلى عبد الله بن الزبير نشأ نتيجة الفتنة التي أدت إلى قتل عثمان وخروج الزبير و طلحة و عائشة على علي بن أبي طالب .
=========
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا