لبيد بن ربيعة العامريمن شعره:
أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ | | وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ |
وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ | | وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ |
وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ | | عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ |
وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ | | بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ |
وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ | | وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ |
فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ | | سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي |
فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي | | بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ |
فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ | | وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ |
قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً | | ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ |
وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ | | بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ |
بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ | | قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ |
معلقتهِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا | | بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا |
فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا | | خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا |
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا | | حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا |
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا | | وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا |
مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ | | وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا |
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ | | بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا |
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا | | عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا |
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا | | زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا |
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا | | كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا |
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا | | صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا |
عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا | | مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا |
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا | | فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا |
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ | | زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا |
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا | | وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا |
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا | | أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا |
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ | | وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا |
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ | | أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا |
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ | | فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا |
فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ | | فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا |
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ | | وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا |
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ | | بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا |
بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً | | مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا |
فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ | | وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا |
فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا | | صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا |
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ | | طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا |
يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ | | قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا |
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا | | قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا |
حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً | | جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا |
رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ | | حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا |
وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ | | رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا |
فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ | | كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا |
مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ | | كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا |
فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً | | مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا |
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا