الدولة السامانية .. السامانيون
نسب السامانيين
ينتسب السامانيون (261هـ -875م / 389هـ - 999م) إلى جد الأسرة سامان خداه، الذي ينحدر كما ذكر بعض المؤرخين من أحفاد بهرام بن جوبين البطل الساساني، ويصل نسبهم عند مؤرخين آخرين إلى كيومرث أول ملوك العجم، ولقبُ "خداه" الذي أُطلق على سامان بن ميّا، كان يطلق على أمراء بخارى ودهاقنتها.
وكان أول اتصال لسامان بالدولة الإسلامية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (105هـ - 125هـ)، عندما وفد على أسد بن عبد الله القسري والى خراسان آنذاك، حيث كانت الاضطرابات وهجمات الأتراك والدهاقين المتكررة التي شهدها إقليم خراسان بشكل عام وبلخ بشكل خاص هي التي أجبرت سامان على الفرار والالتجاء إلى أسد القسري للاحتماء به، فقد كان هذا ملجأ المضطهدين من العرب والفرس على حد سواء، وقد أكرمه وقدم له الحماية وساعده على قهر خصومه وأعاده إلى بلخ، فاعتنق سامان الإسلام على يديه وسمى ابنه أسدًا تيمناً به وحبا له.
ظهور السامانيين
وكان لأسد بن سامان أربعة أبناء اشتهروا في عهد الخليفة هارون الرشيد (170-193هـ / 796-808م) وهم نوح، أحمد، يحي، إلياس.
وكان أسد بن سامان هذا من جملة أصحاب علي بن عيسى بن ماهان عندما ولاه الخليفة هارون الرشيد أمر خراسان، وتوفي في ولايته، وفي عهد الخليفة هارون الرشيد، خرج رافع بن الليث في ما وراء النهر وبسط سلطته على سمرقند، فأرسل الخليفة ضده جيشاً بقيادة هرثمة بن أعين، وهنا نجد أبناء أسد بن سامان يقفون إلى جانب هرثمة ويشدون من أزره واستطاعوا بجهودهم تلك أن يحملوا رافع بن الليث على عقد الصلح مع هرثمة وبذلك أبعدوا سيطرته عن سمرقند.
وفي خلافة المأمون (198 - 218هـ) لقي أبناء أسد الأربعة احتراماً وتقديراً عند المأمون، حيث قربهم إليه وشملهم برعايته لإخلاصهم في خدمته، فطلب من واليه على خراسان غسان بن عباد أن يسند إلى كل منهم ولاية على أكبر أقاليم بلاد ما وراء النهر.
فأصبح نوح بن أسد واليًا على سمرقند سنة 204هـ/819م وأحمد بن أسد على فرغانة، ويحيى بن أسد على الشاش وأشروسنة، وإلياس بن أسد على هراة، ولما ولى المأمون طاهر بن الحسين خراسان أقرّهم في هذه الأعمال. وقد تمكن هؤلاء أن يثبتوا أنهم أهل للمسئولية التي أنيطت بهم بأن أعادوا الأمن والاستقرار إلى هذه الأقاليم وأكدوا سلطة الخلافة العباسية عليها، ولم تعد هذه الأقاليم كما كانت قبل هذه الحقبة موطناً لحركات التمرد والعصيان على الخلافة، وعلى الرغم من كل ذلك فقد استطاعوا توطيد نفوذهم في إقليم ما وراء النهر واكتسبوا بذلك مكانة رفيعة وسمعة طيبة في أنحاء الإقليم.
وقد برز من هؤلاء الإخوة الأربعة أحمد بن أسد بن سامان الذي أصبح إليه حكم فرغانة والشاس وقسم من الصغد وسمرقند، واستمر في حكم المنطقة حتى وفاته عام 251هـ / 865م.
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا