منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

الفلسفة الإيكولوجية

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. منتديات التعليم العالي والبحث العلمي ..°ღ°╣●╠°ღ° :: منتدى القانون و الحقوق و الاستشارات القانونية

شاطر
 الفلسفة الإيكولوجية Emptyالسبت 30 يونيو - 7:52
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
صاحب الموقع
الصورة الرمزية

محمود

البيانات
عدد المساهمات : 78913
تاريخ التسجيل : 11/06/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com/
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: الفلسفة الإيكولوجية



الفلسفة الإيكولوجية

1. الفلسفة الإيكولوجية


بعض المبادئ المؤسِّسة ..

الفلسفة الإيكولوجية "إيكولوجية" بالمعنى الأوسع للكلمة: إنها ترى البشرية بوصفها واحدة مع الطبيعة، وكجزء لا يتجزأ من سيرورة التطور التي تمضي بالكون قُدُماً من المادة الجامدة إلى الحياة، إلى الوعي، وفي المآل... إلى الإلهي.

إن المفهوم الذي يشغل من الفلسفة الإيكولوجية مركزَها هو "العالَم كحَرَم". وهذا المفهوم بمثابة بديل عن الرؤية النيوتنية "للعالم كآلة". هذه النظرة الجديدة إلى العالم تشدِّد على الطبيعة الفريدة، النفيسة، والقدسية لكوكبنا. وجميع المبادئ الأخرى للفلسفة الإيكولوجية مشتقة من هذا المبدأ.



المبادئ الأساسية الخمسة للفلسفة الإيكولوجية هي الآتية:

1. العالَم حَرَم.

2. إجلال الحياة هو قيمتنا المرشدة.

3. الوَفْر شرط مسبق للسعادة الداخلية.

4. الروحانية والعقلانية لا يستبعد أيٌّ منهما الأخرى، بل تتكاملان.

5. من أجل أن نشفي الكوكب يجب أن نشفي أنفسنا.



انبثقت الفلسفة الإيكولوجية استجابةً لإخفاقات كلا الرؤيتين الآلتية والفلسفية اللسانية/التحليلية العاجزة التي أتت منها. وهذه الإخفاقات بيِّنة في مواقفنا الأنانية العنيفة حيال رفاقنا البشر، وفي إساءتنا المتفشية إلى البيئة.

الفلسفة الإيكولوجية هي الفلسفة كما يجب أن تكون – فلسفة ذات معنى، لازمة، وتشاركية. إنها ليست فحوى كتب المكتبات التي تَراكَم عليها الغبار، بل بالأصح مُقترَبٌ متفكِّرٌ، معاصرٌ لفهم العالم، ولفهمنا نحن.

المذهب الإنساني الإيكولوجي ..


لقد كتب أوزفالد سبنغلر أن "التقنيات تكتيكات للعيش". وهذه جملة مفيدة للغاية فعلاً؛ وسوف أستفيد منها بينما أشخِّص مأزقنا وأفتش عن حلول ممكنة.

لقد خذلتنا التكنولوجيا الحديثة، أو التكنولوجيا الغربية بالأصح، لأنها غير منتِجة على المدى الطويل؛ وهذا ليس لأنها صارت مخرِّبة إيكولوجياً، ولكنْ لأنها في المقام الأول تناست وظيفتها الأساسية، ألا وهي أن كل التقنيات هي، في المآل الأخير، تكتيكات للعيش. وبما أن التكنولوجيا الحديثة قد خذلتنا كجملة من خطط العيش فقد برهنت أيضاً بذلك أنها غير منتِجة اقتصادياً ومدمِّرة إيكولوجياً.

لكن هذه التهمة تنسحب أيضاً على التكنولوجيا البديلة. لقد عرفت هذه التكنولوجيا انطلاقة قوية نوعاً ما، وأسَرَتْ مخيِّلات الكثيرين، وها هي ذي الآن تنتهي إلى الخيبة. لماذا؟ لأنها لم تأخذ نفسها بما يكفي على محمل الجد، وأعني كجملة جديدة من تكتيكات العيش.

عندما دُفِعَ بالتكنولوجيا البديلة إلى حدِّها الأقصى، صارت إما عبادة وثنية لأنواع جديدة من الأوَيْلات، وإما، على غير ذلك، إيديولوجيا غليظة لليسار الجديد: سيرورة محمومة تستديم، رغم كونها، ربما، خلواً من المعنى. لقد أخذت التكنولوجيا البديلة في الأفول لأنها لم تمضِ حتى جذورها؛ لم تواجه نفسها بالمهمة النهائية لكل التقنيات: أن تصير جملة تكتيكات للعيش.

أما تكتيكات العيش فليست مجرد استخدامات جديدة لأدوات قديمة. فالثقافة جزء أساسي من تكتيكات العيش، وهي، مزدهرةً وصحيحةً، تزوِّد بجملة من البنى الديناميَّة للعيش. وضمن العالم الغربي، ولاسيما إبان القرن ونصف القرن الأخيرين، وبخاصة إبان نصف القرن الأخير، أسيء فهم الثقافة (والدين أيضاً) إساءة متكررة، غُمِّضَتْ، أسيئت قراءتُها، شُوِّهَت، واعتُبِرَت إما نتاجاً مرضياً لأذهان منحطَّة، وإما شيئاً بالياً من مخلفات العصر القبلتكنولوجي. وفي كلا الحالين اعتُبِرَت الثقافة، نوعاً ما، تدليساً. بيد أن الثقافة والدين هما جزء لا يتجزأ من الاستراتيجيات البشرية للبقاء ولحسن الحال.

مهما يكن من أمر، ليس بوسع ثقافة العصر البعدصناعي أن تكون مجرد إحياء لبعض الثقافات النقلية؛ إذ إن عليها أن تلبي كلَّ ما يطرأ من جديد على الحياة؛ مما يعني أن عليها أن تعيد النظر في نتاجات الذهن والروح البشريين ضمن عالمٍ متصوَّرٍ تصوراً مختلفاً.

ولقد اخترت أن أطلق على هذه الجملة الجديدة من تكتيكات العيش، التي تحيط بالتكنولوجيا والثقافة والإيديولوجيا الجديدة، تسمية المذهب الإنساني الإيكولوجي. وهذا المذهب ليس تسمية جديدة لأشياء قديمة، ليس مجرد سكب خمرة عتيقة في زقاق جديدة. إذ يجب عليَّ أن أشير، بصفة خاصة، إلى أن المذهب الإنساني الإيكولوجي لا يمت بصلة تُذكَر إلى المذاهب الإنسانية التقليدية، وهو يفترق افتراقاً حاداً عن الماركسية أو عن المذهب الإنساني الاشتراكي، اللذين يدعوان (مع مذاهب إنسانية أخرى) إلى تسخير الإنسان للطبيعة.

لقد شدَّد المذهب الإنساني التقليدي على نبل الإنسان، واستقلاله، وبالفعل على عظمة الإنسان المصنوع في القالب البروتيوسي وهذا التصور عن الإنسان سار يداً بيد مع فكرة تسخير الطبيعة لأهداف الإنسان وحاجاته. ولقد قبل ماركس بهذا التصور عن الإنسان وبفكرة تسخير الطبيعة (أو استعمالها ببساطة) لفائدة الإنسان، أو، بالفعل، لإرضائه.

يقوم المذهب الإنساني الإيكولوجي على المصادرة المعكوسة؛ إذ يدعو إلى تسخير الإنسان للطبيعة. فعلينا أن نرى الإنسان كجزء من مخطط أوسع للأشياء: كجزء من الطبيعة ومن الكوسموس. علينا أن نتجاوز ونلغي فكرة الإنسان البروتيوسي (والفاوستي). ونتائج هذا العكس بعيدة المدى فعلاً، ولسوف أكتفي بتناول بعضها.

على مستوى أكثر عملية، يعني المذهب الإنساني الإيكولوجي، في جملة ما يعنيه، الوَفْر، وإعادة التدوير، وإجلال الطبيعة، التي هي في الواقع مظاهر ثلاثة مختلفة للشيء نفسه. عليَّ هنا أن أشدِّد أن المذهب الإنساني الإيكولوجي ليس مجرد اسم طريف مفاده أننا يجب أن نكون أقل تبذيراً؛ إذ إنه يعني إعادة توجيه أساسية لجملة أشياء عديدة. ليس ثمة أناس كثر، ماركسيون بخاصة، يدرون أن المذهب الإنساني التقليدي، القائم على مثال الإنسان البروتيوسي وعلى فكرة تسخير الطبيعة (مع القبول الضمني بكلا العلم والتكنولوجيا الحاليين)، ببساطة غير متوافق مع مثال التناغم بين النوع البشري وبقية الطبيعة.

دعوني، الآن، أبْسُط بعض ما يترتب على المذهب الإنساني الإيكولوجي. على المستوى العملي، كما سبق لي أن ذكرت، يفرز المذهب الإنساني الإيكولوجي نوعاً جديداً من التكنولوجيا يقوم على فكرة الوَفْر، وإعادة التدوير، وإجلال الطبيعة، والاقتصاد الجديد؛ وفيه ليس إجلال الطبيعة زينة مدلِّسة، بل جزءٌ جوهريٌّ من تصميم جديد.

على مستوى الفرد، يعني المذهب الإنساني الإيكولوجي (أي بعد أن نكفَّ عن محاكاة الخنازير في استهلاكنا) النضارةَ الداخلية بدلاً من النشاط الخارجي الذي لا يكلُّ؛ التعاطفَ والتراحم بدلاً من التنافس الذي لا يعرف الرحمة؛ الفهمَ المعمَّق بدلاً من مجرد تداول المعلومات.

على مستوى الثقافة بأسرها، يعني المذهب الإنساني الإيكولوجي انتقالاً أساسياً من الاصطلاح الذي يؤكِّد الإنسان بمقتضاه على نفسه ضد الأشياء "في الخارج"، ويحاول أن يفرض نفسه على العالم، إلى الاصطلاح الذي يندغم فيه الإنسان بـ"الأشياء" "في الخارج".

آمل أنه قد اتضح لكم الآن أنه ما من تكنولوجيا جديدة بمقدورها أن تأتي بحلٍّ بمفردها، وأن ما من ثقافة جديدة تستطيع أن تبتكر حلاً وحدها، وأن ما من إيديولوجيا جديدة بوسعها أن تجيء بحلٍّ من تلقاء ذاتها، بل إن كلاً منها يجب أن يصير مظهراً من مظاهر أنموذج أوسع، وبعبارة أخرى، مظهراً من مظاهر جملة من تكتيكات العيش.

وفي عالم الإيديولوجيا، يشيد المذهب الإيكولوجي بعلاقات اجتماعية قائمة على فكرة التشارُك والقَوَّامية، بدلاً من امتلاك الأشياء وخوض معارك شرسة متوالية في حروب اجتماعية جهرية ومموَّهة. وباختصار، يقوم المذهب الإنساني الإيكولوجي على إفصاح جديد عن العالم بعامة:

- إنه يرى العالم ليس كمكان للسلب والنهب، وكحلبة للمتقاتلين، بل كحَرَم نقيم فيه بصفة مؤقتة ويجب علينا أن نعتني به أقصى العناية؛

- إنه يرى الإنسان ليس كمستحوِذ وكفاتح، بل كمستأمَن وقَوَّام؛

- إنه يرى المعرفة ليس كأداة للسيطرة على الطبيعة، بل في المآل كفنون لتشذيب النفس؛

- إنه يرى القيم ليس كمكافئات نقدية، لكنْ، بعبارة جوهرية، كمَرْكَبة تساهم في فهم الناسِ الناسَ فهماً أعمق، وتعاضد أعمق بين الناس وبقية الخليقة؛

- وهو يرى كل ما سبق من عناصر قاطبة كجزء من تكتيكات جيدة للعيش.





يتبع ..........

أنا الآن ... غيري
رد باقتباس






2.

3. 27-09-2010 #2


modeglyani


o مشاهدة الملف الشخصي

o View Forum Posts

o رسالة خاصة

o View Blog Entries

o View Articles



شـبـيــح




نورنا ب


Aug 2010


Gender




المطرح


القطب الشمالي


العمر


25


المشاركات


849


Blog Entries


8


رد: الفلسفة الإيكولوجية ... ( هففف )

الكوسموس السخي ..

الكوسموس كائن سخيٌّ انْوَجَدَلكي يولِّد الحياة (المبدأ الأنثروبي)؛ ثم لكي يوجِدَ الحياة البشرية. الكائناتالبشرية ليست مجرَّد حادث في الكوسموس، بل نتيجة من نتائج طبيعته، والإبداع مظهرجوهري من مظاهر طبيعة الكوسموس. فلماذا الكوسموس مبدع؟ لأنه في طريقه إلى تحقيقذاته؛ ونحن جزء من تحقيق الكوسموس لذاته.

الكوسموس فيزيائي وعبرفيزيائي،تحكمه قوانين فيزيائية وقوانين عبرفيزيائية. وبين هذه القوانين العبرفيزيائية يضطلعقانونا الإبداع والتجاوز بأهمية فائقة. بعضهم دعاها قوانين روحية مقابل القوانينالفيزيائية
.

الإنسان الكوسمي

انبثقت الكائنات البشرية منحساء الخليقة اللزج، ثم طوَّرت قدرات مذهلة على التخيل، والإبداع، والفن. وعبر هذهالقدرات استطاعت أن تعيد صنع أشكال الكون وأشكالها، وبذلك أصبحت شريكة للتطورمعاونةً في الإبداع.

نحن البشر كائنات كوسمية؛ ولو لم نكن كذلك ماذا تُرانانكون غيره؟ نحن الصخور والنجوم، الأوراق والأشجار. إننا نتمثل كل أشواط تطورالكوسموس في أوردتنا وفي أدمغتنا، فضلاً عن كوننا لواقط الكوسموس. فحتى يستطيعالكوسموس التفكيرَ تعيَّن عليه أن يخلق كائنات مفكِّرة. نحن عيون الكوسموس، عقولالكوسموس، الأذرع المُحِبة لمشاركي الكوسموس الفعليين في وليمة الكوسموس الخلاقة.

علينا أن نشعر بالراحة في هذا الكوسموس لأنه مسكننا
.

العالم كحَرَم ..

لقد آن الأوان لكي نتخلَّى عن الاستعارة التي هيمنتْ كلَّ هذهالمدة على العالم وننبذ الافتراض المؤذي بأن العالم آلية أشبه بالساعة لسنا فيهاإلا مسنَّنات وتروساً صغيرة. لقد أدَّت هذه الاستعارة إلى اختزال كل شيء، بما فيذلك الحياة الإنسانية، إلى منزلة مركِّبات هذه الآلة الضخمة، فكانت العواقب كارثية. ولكن فقط عندما نجد استعارة جديدة ونبتكر تصوراً جديداً عن العالم سنتمكَّن منالتصدي للقوى الحمقاء المدمِّرة التي اكتسحت حياتنا.

العالم، بحسب أحدمبادئ الفكر الإيكولوجي، حَرَمٌ، وعلينا أن نعامله بوصفه كذلك. وهذا الافتراض هوالأساس لنظرة مختلفة تماماً إلى الكون وإلى منزلتنا فيه. فإذا كنَّا نحيا في حَرَميجب علينا أن نعامله بإجلال وحرص؛ علينا أن نكون المؤتَمنين على الأرض ورعاتها. إنفكرة القَوَّامية تتبع بشكل طبيعي من افتراض العالم حَرَماً.

تلكم هيالمكوِّنات الأساسية لما أدعوه الانقلاب الروحي: تغيير استعارتنا عن العالم،وموقفنا منه، وتفكيرنا فيه، في آنٍ معاً؛ وهذا ممكن الحدوث وجارٍ حالياً. إنهبالطبع مشروع هائل وصعب، ولهذا فإننا نتقدم ببطء، بتعثُّر، وأحياناً بإحجام. إننا،لأسباب نفسانية وتاريخية، مترددون في التغيير، لكننا، في سرائرنا، نعلم أننا يجب أننخطو هذه الخطوة. غير أن القصة لا تنتهي هنا؛ إذ يجب أن تتم تغييرات هامة أخرى قبلأن نصل إلى عالم راشد، مستديم، وناجز.

هذا السعي إلى المعنى يقودنا إلىمسألة الغاية من الحياة الإنسانية وإلى تلك الهموم النهائية التي تتأسَّس عليهاإنسانيتنا.

من خاصيَّات زماننا ضمور المعنى. المتديِّنون والدهريون جميعاًمتنبِّهون إلى أن ثمة بحثاً يائساً عن المعنى في المجتمع الحديث. فنحن لا نجد معنىفي الاستهلاك والتسلية والمهن العادية. إننا نتوق إلى غاية أوسع ولا نجدها؛ إذ إنهذه الغاية الأوسع تتطلب أن يكون في حياتنا بُعدٌ متعالٍ.

ههنا تجدالنشوريات مكانها. النشوريات هي فلك التفكير الإنساني الذي يتناول الغايات النهائيةللحياة الإنسانية، ويتناول، بالتالي، معنى الحياة الإنسانية، كما ومسألة ما يضفيالمعنى على المعنى. لقد ظلت النشوريات، تقليدياً، المنهاج الذي ينظر في الأهدافالمتعالية كغاية لحياتنا. وهذه الأهداف غالباً – ولكن ليس دائماً – أهدافٌ دينية. من هنا يجب ألا تلتبس الأهداف والغايات المتعالية ببرنامج ديني أو بمعتقدات دينية.

لماذا نحن بحاجة إلى نشوريات جديدة؟ لماذا نحن بحاجة إلى غاية متعاليةجديدة تضفي المعنى على حياتنا الإنسانية؟ الجواب هو أن النشوريات الدهرية، الواعدةبالتحقيق هنا على الأرض، بشروط مادية ودهرية فقط، قد خذلتنا خذلاناً موحشاً. فبدلاًمن أن تجلب لنا السعادة والامتلاء سلبتْنا أعمق أبعاد الحياة الإنسانية. بعض أصحابالمذهب الإنساني الدهري واعون لهذا وقد حاولوا أن يبتكروا مخططاً جديداً، تنزرع فيهغاية متعالية جديدة على المذهب الدهري، وهم يسلِّمون بمهمة تحسين ذاتي متواصل سعياًإلى الكمالية والحرية. لكن هذه ليست سوى كلمات؛ إذ إن اتصاف الكمالية والتحسينالذاتي بالمعنى يشترط فيهما أن يتجذَّرا في معنى أعمق للتعالي يتخطَّى الدهرية.

دعونا نبين باختصار شديد بعض أركان النظرة الإيكولوجية الجديدة إلى العالمالتي هي، في الوقت نفسه، مكوِّنات للنشوريات الجديدة. الكون مسافرٌ في رحلة للتحققالذاتي حافلة بالمعنى؛ ونحن جزء من هذه الرحلة. الكون ليس ركاماً اعتباطياً منالمادة، ونحن لسنا قسيمات شاردة بلا معنى فيه. الأستروفيزياء الجديدة، والفيزياءالجديدة، والمبدأ الأنثروبي تتلاقى جميعاً لتُعْلِمنا بأننا نحيا في كون عاقل،يفعِّل ذاته. هناك اتساق في سيرورة التعالي الذاتي المتواصلة هذه، والعلم يؤيِّدهذه الرؤية تأييداً قوياً. وأنا لا أقول إن العلم "برهن" عليها؛ إذ ليس من شأنالعلم أن يبرهن على مثل هذه الأمور. لقد قال الفيزيائي المعاصر المرموق فريماندايسون: "إننا، إذ ننظر إلى كل "المصادفات" التي حدثت في تطور الكوسموس، لا نستطيعأن نتهرب من الخلوص إلى أن الكوسموس يتصرف وكأنه كان على علم بأننا آتون." ويقولفيزيائي أمريكي معاصر، مرموق هو الآخر، هو جون أرشيبالد ويلر، بأننا، عندما ننظرإلى الكون، فإن الكون نفسه هو الذي ينظر إلى ذاته، عبر عيوننا وعقولنا. ذلك أننانحيا في كون غريب التشاركية، ونحن منْتَسِجون بعمق في هذه السيرورة التشاركيةالهائلة.

نحن العيون التي ينظر الكون إلى ذاته من خلالها؛ نحن العقول التييشاهد الكون ذاته من خلالها؛ نحن دافع لا بَرْء منه للتعالي لأن إرادة الكون فيالتعالي على ذاته أبداً مزروعة فينا؛ نحن كائنات كونية. ونحن نشترك مع الكون بأسرهفي بُعْد التعالي والدافع إلى التحقق الذاتي. وهذا كان دوماً من كلِّ الأشكالالعريقة من الروحانية لبَّها.

إن رحلة رائعة تنتظرنا ونحن نسعى إلى تفعيلالمعنى الكوسمي الساكن فينا، وإلى مساعدة الكون وكل مخلوقاته في رحلة التفعيلالذاتي، وفي سيرورة شفاء الأرض وجعلها تزهر من جديد
.


هنريك سكوليموفسكي





أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : الفلسفة الإيكولوجية // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: محمود

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : محمود


التوقيع



 الفلسفة الإيكولوجية Emptyالسبت 1 مارس - 10:50
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 16837
تاريخ التسجيل : 04/10/2012
رابطة موقعك : houdi@live.co.uk
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: رد: الفلسفة الإيكولوجية



الفلسفة الإيكولوجية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : الفلسفة الإيكولوجية // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: imad

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : imad


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الكلمات الدليلية (Tags)
الفلسفة الإيكولوجية, الفلسفة الإيكولوجية, الفلسفة الإيكولوجية,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





 الفلسفة الإيكولوجية Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب