التاريخ الحديث
الحماية الثلاثية على المغرب (1912 - 1956)
عهد الحماية
المقال الرئيسي: حملة المغرب 1907-1914
فرض على المغرب نوع من الحماية، جعل أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء (أبريل 1906 )، وهي تتيح للدول المشاركة المشاركة في تسيير المغرب مع احتفاظه ببعض السيادة ورموزه الوطنية، بعثت فرنسا بجيشها إلى الدار البيضاء في غشت 1907 ، انتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 3 مارس 1912 . وقتها أصبح ل إسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب (الريف) وجنوبه ( إفني و طرفاية ). في 1923 أصبحت طنجة منطقة دولية. أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا .
1920 إلى 1927: ثورة الريف في الشمال - حرب الريف - وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي إلى المغرب، خاصة في سنتين 1921 و 1926 . وتقوت المعارضة ذات النزعة الوطنية، وشرع في المقاومة، في الجبال وفي المدن؛ في 1930 ، ظهر أول تنظيم سياسي مغربي، بزعامة كل من علال الفاسي و الاوزاني ، وهم الذين سيؤسسون لاحقا حزب الاستقلال. وفي الحرب العالمية الثانية، كانت الحركة المعارضة للحماية قد تقوت، وكانت الجامعة العربية والولايات المتحدة يساندونها. وكان السلطان محمد الخامس يدعمها بدوره ( خطاب طنجة 1947). وقد أكد موقفه المناوئ للحماية أثناء الاحتفال ب عيد العرش سنة 1952 . وتجاوب معه الشعب على نطاق واسع، فنظمت مظاهرات مساندة لمساعيه ( في الدار البيضاء على الخصوص)، وواجهت سلطات الاحتلال المتظاهرين بالقمع العنيف، وقد عملت سلطات الاختلال على كسب دعم الاقطاعيين، خاصة، لخلع ملك البلاد الشرعي، واحلال ابن عمه ( ابن عرفة ) محله، وكرد فعل على ذلك، دعا رجالات الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وأعلن على استقلال المغرب في 3 مارس 1956. كما ان إسبانيا سلمت بدورها باستقلال هذا البلد في 7 ابريل 1956.
مسيرة الاستقلال
لمزيد من المعلومات، راجع المقال الرئيسي عن استعمار إنجليزي للمغرب ، الاحتلال الإسباني للمغرب ، الظهير البربري ، مبدأ الحماية ، حرب الريف و المسيرة الخضراء .
في 18 نوفمبر عام 1927 ، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية. في 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بإنهاء حماية المغرب واسترجاع وحدته الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. في 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطاب طنجة الذي أدى إلى تصعيد المقاومة (جيش التحرير) لإنهاء الحماية. في 20 غشت 1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلع بالمغرب ما يعرف ب ثورة الملك والشعب .
في 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى. وفي 2 مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية، وفي 7 أبريل 1956 تم التوقيع مع اسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي اليوم 22 من نفس الشهر انضم المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة ، وفي عام 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الأسباني وتم إلغاء القانون الذي تم بمقتضاه تدويل مدينة طنجة . وفي 26 فبراير 1961 توفي محمد الخامس .
في عهد الحسن الثاني
انظر أيضا سنوات الرصاص
تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3 مارس 1961 ، في دجنبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على أول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية ، في عام 1969 تم استرجاع سيدي إفني . في 6 نونبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بـ350 ألف متطوع ومتطوعة عبروا الحدود الإستعمارية ودخلوا الصحراء الغربية . في 14 نونبر 1975 تم التوقيع على معاهدة مدريد التي تم بموجبها استرجاع المغرب للأقاليم الصحراوية، في 23 يناير 1987 اقترح الحسن الثاني على العاهل الأسباني خوان كارلوس الأول إنشاء خلية للنظر في قضية سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية ( جزر باديس و نكور و ملوية ) التي لا زالت تحت الاحتلال الإسباني. في 17 فبراير 1989 تم التوقيع ب مراكش على المعاهدة التأسيسية ل اتحاد المغرب العربي .
كما ترأس الحسن الثاني لجنة القدس منذ انعقاد المؤتمر العاشر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي ب فاس في جمادى الآخرة 1399هـ، مارس 1979 م إلى حين وفاته في عام 1999 م، وتم اختيار الملك محمد السادس رئيسا للجنة. وفي عام 1992م، ترأس الملك الحسن اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت ب الدار البيضاء ، كما شارك في قمة (صانعي السلام) بشرم الشيخ ب مصر . وفي 23 يوليوز 1999 م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد المغرب ودعم استقلال جميع أراضيه، وبذل جهوداً كبيرة من أجل تشجيع المبادرات الإسلامية والعربية والإفريقية. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي ب الرباط .
الأحداث الرئيسية
قبل الميلاد: الأمازيغ هم السكان الأصليون للبلاد، أسسوا اتحادات قبلية وممالك مثل " مملكة مازيليا " و " مملكة موريطانيا " و " مملكة نوميديا ".
القرن 2 قبل الميلاد: الحملة الرومانية لجزء من شمال المغرب ووجهت بالمقاومة.
القرن 3: عبور الوندال ثم البيزنطيين للأجزاء الشمالية.
القرن 7:الفتح الإسلامي للمغرب.
من القرن 8 إلى القرن 17: تعاقبت عدة أسر على حكم المغرب ومنها: المرابطون ، الموحدون ،
المرينيون و السعديون .
1660 : تأسيس الدولة العلوية .
1822 - 1859 : حكم مولاي عبد الرحمن الذي ناصر المقاومة الجزائرية بزعامة الأمير عبد القادر ضد الاستعمار الفرنسي.
1894 - 1908 : خلال حكم مولاي عبد العزيز تمت معاهدة سرية بين فرنسا و إسبانيا حول تقسيم الصحراء الغربية. وهجوم القوات البحرية الفرنسية على مدينة الدار البيضاء سنة 1907 .
1912 : توقيع معاهدة الحماية وتقسيم المغرب إلى ثلاثة مناطق.
1920 إلى 1927 : ثورة الريف في الشمال - حرب الريف - وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي .
1927 : اعتلاء محمد الخامس العرش وهو في سن الثامنة عشر.
1947 : زيارة محمد الخامس مدينة طنجة (الخاضعة للحماية الدولية أنذاك) في خطوة مهمة عبر فيها المغرب عن رغبته في الاستقلال وانتمائه العربي الإسلامي في خطاب طنجة .
1953 : نفي الملك محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر من طرف فرنسا لمطالبته باستقلال المغرب ودعم حركات المقاومة.
1955 : سماح فرنسا بعودة العائلة الملكية إلى البلاد بعد الهجمات المتصاعدة للمقاومة والغضب الشعبي.
1956 : استقلال البلاد مع بقاء سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية و إفني و الأقاليم الصحراوية تحت السلطة الإسبانية.
1957 : استرجاع رأس جوبي (طرفاية) بعد حرب إفني مع إسبانيا و فرنسا .
1961 : وفاة الملك محمد الخامس واعتلاء الحسن الثاني العرش.
1963 : المغرب يدخل في حرب مع الجزائر بسبب الصراع على الحدود المغربية الجزائرية بمنطقة تندوف وتسمى حرب الرمال ، تدخلت الجامعة العربية للصلح.
1972 :الجنرال أحمد أوفقير ينفذ عملية انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني .
1975 : القيام ب المسيرة الخضراء بعد اعتراف محكمة العدل الدولية بوجود روابط البيعة بين الصحراويين وملوك المغرب و ثم توقيع معاهدة مدريد بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا تم بموجبها رسميا استرجاع الصحراء مع بقاء جزء منها تحت الإدارة الموريتانية.
1979 : موريتانيا تتخلى رسميا عن الجزاء الخاص بها من الصحراء .
1984 : الاتحاد العربي الأفريقي (اتفاقية وجدة) مع ليبيا .
1989 : الإعلان في مراكش عن تأسيس اتحاد المغرب العربي .
1999 : وفاة الملك الحسن الثاني .
1999 : اعتلاء الملك محمد السادس العرش.
2003 : ميلاد ولي عهد الملك محمد السادس الأمير الحسن.
2005 : احدات 16 ماي.
2008 : الوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوربي...
fvgtgjipào
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص البحث
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعد :
فقد تناولت في هذا البحث التعريف بكسيلة . ووضع كسيلة والبربر قبل الفتح الإسلامي كما تناولت موقف كسيلة من أبي المهاجر دينار ( 55 - 62هـ/674 - 681م) وموقفه من عقبة بن نافع ( 62 - 64 هـ / 681 - 683م ) ، وألقيت الضوء على دور كسيلة والبربر في الفتح الإسلامي ، ووضّحت موقف عقبة بن نافع من كسيلة ، وموقعة تهوذة، وموقف مسلمي البربر من هذه الموقعة ، وأشرت إلى انسحاب المسلمين من القيروان ، واستيلاء كسيلة عليها بعد ذلك ، وبينّت موقف زهير بن قيس من كسيلة وحلفائه في واقعة ممس سنة 69 / 688هـ وذيلّت البحث بخاتمة أوضحت فيها أهم النتائج التي تمّ التوصل إليها .
إعداد الاستاذ الدكتور
محمد بن ناصر بن أحمد الملحم
أستاذ مشارك ، قسم الجغرافيا
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المملكة العربية السعودية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فقد كانت بدايات غزو المغرب سنة تسع وسبعين، وتمت في حدود ثلاثة وتسعين للهجرة، قال الإمام ابن منظور رحمه لله في مختصر تاريخ دمشق : في سنة تسع وسبعين غزا موسى بن نصير المغرب فقتل وسبى، حتى انتهى إلى طبنة وطنجة، فبلغ سبيهم عشرين ألفاً، وذلك سنة إحدى وثمانين، وفي سنة اثنتين وثمانين أغزى موسى بن نصير المغيرة بن أبي بردة العبدري إلى صنهاجة. وفي سنة ست وثمانين وجه موسى المغيرة في مراكب فافتتح أولية، وهي أول مدائن سقلية من الغرب. وفي سنة سبع وثمانين أغزى موسى ابنه عبد الله بن موسى سردانية فافتتح، وأغزى أيضاً عبد الله بن حذيفة سردانية فأصاب سبياً وغنائم، وأغزى ابن أخيه أيوب، وهو ابن حبيب، ممطورة فبلغ سبيهم ثلاثين ألفا. وفي سنة تسع وثمانين أغزى موسى ابنه عبد الله ميورقة وسورانية جزيرتين بين سقلية والأندلس ففتحهما الله تعالى، وهذه الغزوة تسمى غزوة الأشراف، كان معه أشراف الناس، وفيها أغزى موسى ابنه مروان السوس الأقصى فبلغ السبي أربعين ألفاً، وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بلاد المغرب، فأتى طنجة، وسار لا يأتي على مدينة فيبرحها حتى يفتحها أو ينزلون على حكمه، وسار إلى قرطبة وغرب فافتتح مدينة باجة مما يلي البحر، وافتتح مدينة البيضاء ووجه الجيوش فجعلوا يفتحون ويغنمون، وقدم من الأندلس سنة أربع وتسعين، وأوفد وفداً إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بما فتح الله على يديه، وما معه من الأموال والتيجان، وبعث إليه بالخمس .
وكان ممن فتح أجزاء من المغرب طارق بن زياد، ففي فتوح البلدان للبلاذري رحمه الله قال : غزا طارق بن زياد عامل موسى بن نصير الأندلس وهو أول من غزاها، وذلك في سنة اثنتين وتسعين .
وفي البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب : وفي سنة 92 جاز موسى بن نصير إلى الأندلس فعبر البحر غاضباً على طارق، ومشى على غير طريقه وفتح فتوحاً كثيرة .
فهذا هو فتح المغرب ابتداء وانتهاء .
كيف انتشر الإسلام في المغرب؟ (عصر الفتوحات )
بدأ الفتح الإسلامي الرسمي للمغرب الأقصى في الحملة السادسة التي قادها عقبة بن نافع سنة61هـ/680م، في عهد يزيد بن معاوية الخليفة الأموي الثاني، و بهذه الحملة انتهت مرحلة المحاولات الأولى لفتح المغرب، وأطل دور الفتح الشامل الذي لم يتوقف حتى أصبح المغرب إلى ساحل المحيط الأطلسي جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإسلامية..
1 - بداية الفتح
2 - حملة زهير بن قيس والقضاء على كسيلة
3 - حملة حسان بن النعمان
4 - ولاية موسى بن نصير(85-95 هجرية/704-714م)
5 - فترة المخاض: عصر الولاة
1 - بداية الفتح
جاء في كتاب الاستقصا: "لما توفي معاوية بن أبي سفيان وولي بعده ابنه يزيد بعث عقبة واليا على المغرب فقدمه في التاريخ المتقدم، واعتقل أبا المهاجر وخرب مدينته ..فكان عقبة أول أمير المسلمين وطئت خيله المغرب الأقصى"(1) .
في الجانب المقابل، عقد البيزنطيون حلفا جديدا مع البربر لإعاقة زحف الجيش الإسلامي، لكن بسالة الفاتحين بقيادة عقبة بن نافع ووقوفهم في وجه هؤلاء جعلت أهل هذه البلاد يقبلون على اعتناق الإسلام.
وهكذا واصل عقبة الفتوحات إلى أن وصل إلى سبتة ثم طنجة مارّاً بمرتفعات الأطلس وتافلالت، ثم اندفع نحو الغرب مخترقا قبائل صنهاجة ثم سوس ليجد نفسه مواجها المحيط الأطلسي، حيث ردد قولته المشهورة:{ اللهم إني لم أخرج بطرا ولا أشرا وأنك تعلم أني أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين.. وهو أن تعبد ولا يشرك بك.. اللهم إن كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها في سبيلك}.
وفي طريق عودة عقبة بن نافع، اشتبك معه كسيلة البربري في معركة فجائية حيث سقط شهيدا سنة(65 هـ /684 م). فأصيب الجيش على إثرها بنكسة كبيرة.
2 - حملة زهير بن قيس والقضاء على كسيلة
بعد أن ثبتت أركان خلافة عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، قرر أن يثأر وينتقم لعقبة، فانتدب لهذا الغرض زهير بن قيس البلوي قائدا للحملة الجديدة على المغرب، يقول الناصري في الاستقصاء: "زحف زهير إلى المغرب سنة تسع وستين في آلاف من المقاتلة. وجمع له كسيلة البرانس وسائر البربر ولقيه بممس من نواحي القيروان، واشتد القتال بين الفريقين ثم انهزمت البربر بعد حروب صعبة، وقتل كسيلة ووجوه من معه من البربر ومن لا يحصى من عامتهم.."(2) . وهكذا خاض زهير بن قيس معركة فاصلة انتهت بمصرع كسيلة (سنة67هجرية/686م) وانهزام الأسطول البيزنطي وإجلائهم عن السواحل الإسلامية.
3 - حملة حسان بن النعمان
اختار الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حسان بن النعمان ليقود الحملة الثامنة: (85 هجرية/ 692 - 704م) لقيادة جيش كبير لتكملة الفتح الإسلامي بالمغرب، إذ بلغ عدد الجيش أربعين ألف، فانقض على جبال الأوراس سنة (72 هجرية/695م)، ثم اقتحم قرطاجنة ليقضي فيها على الروم قضاء نهائيا سنة (82هـ/701م) فصفى حسابه مع القرطاجيين. وكان من نتائج تلك المعارك التي قادها هذا الأخير أن استسلمت قبائل المغرب للجيش الإسلامي. لذلك اعتبرت هذه الحملة كآخر مظهر من مظاهر القضاء على المقاومة الفعلية للفتح العربي وتثبيت أقدام المسلمين نهائيا في المغرب الأقصى.
هكذا أتم حسان بن النعمان الغساني فتح إفريقية والمغرب، واعتنق أغلبية البربر الإسلام تطوعا، ودخل العديد منهم في الجيش الإسلامي. فقضى حسان على كل ما من شأنه أن يزعزع استقرار الدولة الإسلامية ويهدد كيانها.
4 - ولاية موسى بن نصير(85-95 هجرية/704-714م)
تم اختيار موسى بن نصير من الخليفة عبد العزيز بن مروان لولاية المغرب وتولي الفتوح فيه. وقد قام بمجهودات كبيرة احتفظت بها الذاكرة التاريخية من أجل ترسيخ دعائم الدولة الإسلامية وتثبيت أركانها. ثم إن الحملات السابقة كانت قد مهدت الطريق أمامه لذلك لم يجد صعوبة في إخضاع البربر.
لما بلغ بجيوشه إلى الناحية الجنوبية من المغرب، وبالتحديد منطقة درعة، بعدها فكر في فتح الأندلس، وقد تمكن من الزحف نحو الأندلس سنة 92 هجرية711م بقيادة طارق بن زياد.
وبانتهاء ولاية موسى بن نصير تنتهي فترة فتوح المغرب، ويبدأ عصر الولاة. حيث أصبح المغرب ولاية إسلامية، مثله مثل باقي البلدان في المشرق العربي كمصر والشام والعراق، وبدأ المسلمون تجربة الحكم فيه، وهي تجربة طويلة حافلة بالمصاعب والمشاكل.
ومما تنبغي الإشارة إليه أن الفتوحات الإسلامية في المغرب صاحبتها عمليات اختلاط بشري وديني وحضاري بعيدة المدى، فقد وضعت أثناءها بذور الشعب المغربي العربي المسلم وأرست قواعد المغرب العربي، وطويت في تاريخ المغرب صفحة لتبدأ صفحات.
وقد ظهرت حركة التعريب، وظهر رجال أسهموا في تسريع عملية التعريب لتسير في خطٍّ موازٍّّ مع إسلام هؤلاء واعتناقهم الدين الجديد، فامتزجت الأعراق، واختلطت الدماء بين البربر والعرب..
بل إن الثورة البربرية الكبرى نفسها، ابتداء من (122هـ/740م)، كانت مظهرا من مظاهر نجاح عملية الإسلام والتعريب، فقد قام بها عرب وبربر مستعربون مسلمون وقفوا جميعا في وجه ما تصوروا أنه انحراف عن الخط الإسلامي القويم. وتلك نتيجة لم يصل إليها العرب بهذه السرعة التي نجدها في المغرب.(3)
من هذا المنطلق اعتبرت فترة الفتوح الإسلامية في المغرب في كثير من الدراسات التاريخية عصرا قائما بذاته، عصر حروب وصراع واختلاط بشري وتغير حضاري بعيد المدى يعتبر من أهم عصور تاريخ المغرب وأبعدها أثرا وأشدها حسما.
وعندما ينتهي عصر الفتوح ويبدأ عصر الولاة الذي سيكون بدوره عصر ميلاد الشعب المغربي العربي المسلم، بالرغم من كل الصراعات والتقلبات التي شهدها في هذا المنعطف التاريخي.
5 - فترة المخاض: عصر الولاة
يطلق المؤرخون مصطلح "عصر الولاة" على الفترة التاريخية الممتدة بين نهاية الفتح الإسلامي على يد الفاتحين من العرب، وبين قيام أول دولة مستقلة فيه، وهي الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى. وقد استغرقت هذه الفترة الزمنية بين سبعين وثمانين سنة.
هذه الفترة التاريخية شهدت صراعا بين العناصر المختلفة التي كونت بنية المغرب الحديث العهد بالإسلام. فبعد الفتح الإسلامي واجهت المغرب مشاكل عديدة، منها ذلك الصراع الذي نشب بين السكان الأصليين لهذه المنطقة وهم البربر وبين العرب ذوي الأصول العربية كالعرب البلديين والعرب الشاميين الذين استوطنوا هذه المنطقة بعد الفتح الإسلامي، وهؤلاء لم يعترفوا للبربر بحقوقهم.
لذلك كان لزاما على البربر –وهم السكان الأصليون لهذه المناطق- بعد أن أسلم الكثير منهم، أن يحددوا مكانتهم من هذه الدولة، وحقوقهم ودورهم فيها بعد أن دخلوا عالم التاريخ.الأمر الذي أدى إلى نشوب صراعات على شكل ثورات في جبال الريف المتاخمة لطنجة وسبتة، وامتدت في المناطق الجبلية الموازية لساحل المحيط الأطلسي. وهكذا كان منطق الصراع والتجاذب هو المنطق السائد خلال هذه الفترة التاريخية..
وفي العصر الأموي تمسك الخلفاء الأمويون بالمغرب كله والأندلس جميعا، وبذلوا كل ما في جهدهم بغية المحافظة عليه تحت لواء مذهب السنة والجماعة. على خلاف الدولة العباسية التي وقفت عند حدود المغرب الأوسط، ولم تستطع قواها أن تتخطى ذلك الحد. لأن همها الأكبر كان متجها نحو منطقة آسيا وبالضبط إلى العراق ونواحيها، لذلك لم تول اهتماما كبيرا للمنطقة المتوسطية..
ومع ذلك فإن بني العباس قد استطاعوا أن يحافظوا على هوية هذه المنطقة السنية أمام ذلك السيل الجارف من التيارات والمذاهب، وإن استمرت المنطقة خلال هذا العصر -أي عصر الولاة- مسرحا لصراعات مريرة بين مختلف الطوائف والأجناس والعقائد.
وانتهى عصر الولاة بالنسبة للمغرب الأقصى بقيام الدولة الإدريسية، التي سعت جاهدة للقضاء على مختلف الفرق الضالة والمنحرفة.
الهوامش:
(1) - الاستقصا لأخبار دول الغرب الأقصى، لأبي العباس أحمد بن خالد الناصري، ج1/137. دار الكتاب، الدار البيضاء 1418هـ/1997م.
(2) - المصدر نفسه، ج1/147
(3) - تاريخ المغرب وحضارته، د. حسين مؤنس، ج1/140 وما بعدها.طبعة العصر الحديث، الطبعة الأولى: 1412هـ/1992م.
======
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا