طهران
عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكبر مدنها قاطبة (حوالي 6 ملايين نسمة)، تقع في الشمال من البلاد على سفوح جبال البرز الجنوبية التي تفصلها عن بحر قزوين إلى الشمال، وهي ملتقى الطرق المعبدة الرئيسية والحديدية التي تتفرع منها إلى قزوين غربًا، ومشهد شرقًا، وقم جنوبًا، وهي من أجمل العواصم الشرقية، وأكثرها اتساعًا، وأنضرها مشهدًا، وأطيبها هواء، وأصحها مناخًا، وأغناها خضرة وثمارًا، وأحسنها بناءً وعمارة وقصورًا وجنائن ورياضًا. تجارتها مزدهرة، وأسواقها عامرة، وصناعتها متقدمة، وفيها العديد من المعاهد العلمية والثقافية والدينية، وأشهر معالمها جامعتها المتطورة العصرية التي تضم عشرات الكليات على اختلاف أقسامها، ومطارها الدولي المعروف باسم مهرآباد. وفيها أطول شارع من بين جميع المدن ويعرف بشارع ولي العصر، يبلغ طوله 30 كم .
ومن أبرز ساحاتها ساحة آزادي، أي الحرية، أو ساحة الثورة، وفيها النصب الحجري المرتفع الذي يعتبر رمزًا للمدينة، وهو آخر ما شيّده الشاه محمد رضا بهلوي، وكان يطلق عليه اسم "شاهيار" وتحته يوجد متحف إيران الضخم.
وتضم طهران عددًا غير قليل من المساجد البالغة الروعة بقبابها الفخمة ومآذنها النادرة المثال في الصنعة والنمنمة والفسيفساء، وأشهرها مسجد الشاه، وهو متحف أثري. ومن أبرز صناعات طهران صناعة السجاد، وهي تعتبر سوقًا عالمية في هذا النوع، وصناعة الجلود والسكر والزيوت، وفيها مصافي النفط.
وطهران، أو تهران، كانت في الأصل قرية من قرى الري، مبنية تحت الأرض. بل قل إن طهران اليوم هي مدينة الري نفسها، تلك المدينة التي كانت من أمهات البلاد وأعلام المدن الكثيرة الفواكه والخيرات، ومحط الحجاج على طريق السابلة، وقصبة بلاد الجبال. يقال إن أول من بنى الري فيروز بن يزدجرد. وكانت الأبنية مبنية بالآجر المنمق الملمع بالزرقة، وتعرضت للهدم والخراب على أيدي التتار. وذكر أنه لم يكن بعد بغداد في المشرق أعمر من الري.
فتحت طهران زمن عمر بن الخطاب، فتحها عروة بن زيد الخيل الطائي، وذلك في سنة 20 هـ. وبهذه المناسبة التي تم فيها فتح المدينة قال أبو نجيد، وكان مع المسلمين:
دعانا إلى جرجان والري دونها
سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الري والري بلدة
لها زينة في عيشها المتواتر
وفي زمن الخلافة العباسية قدم المهدي الري فأقامها وجعل لها خندقًا حولها، وبنى فيها مسجدًا جامعًا، وكان ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب سنة 158هـ. ولقد سمي المهدي الري المحمدية. ولقد اجتاز الخليفة المأمون الري في منصرفه من خراسان فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم فأسقط عنهم منها ألفي درهم. قال الأصمعي: الري عروس الدنيا، وإليها متجر الناس.
وإلى الري نسب جماعة كثيرون من أهل العلم والأدب والفقه؛ ومنهم أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم، صاحب الكتب المصنفة في الطب والصنعة. ومنهم أبو بكر أحمد بن علي صاحب كتاب أحكام القرآن، وشرح الجامع الكبير، وكتاب المناسك، مات سنة 370هـ. ومنهم محمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، مات سنة 290هـ؛ وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن أبي حاتم الرازي، الحافظ، مصنف كتاب "الجرح والتعديل"؛ ومنهم إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمان الحافظ، ومنهم أبو زرعة أحمد بن الحسين، الحافظ الرازي.
وإلى طهران، أو الري، ينسب أبو الفتوح الرازي الطهراني، المفسر والمحدث، وصاحب كتاب: روض الجنان. ومنهم الإمام فخر الدين الرازي، الفقيه والفيلسوف والمتكلم والطبيب والمفسر. له كتاب "مفاتيح الغيب" في تفسير القرآن. مات سنة 606هـ.
عكا
موقعها الجغرافي وأهميتها:
من أشهر مدن فلسطين الساحلية الشمالية، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من حيفا على خط العرض 33ْ شمالاً، وإلى الجنوب منها خليج عكا المسمى باسمها، وإلى الشرق سهلها شديد الخصوبة، وهي من أهم المراكز الصناعية، وميناؤها يأتي في الدرجة الثانية بعد ميناء حيفا القريبة منها، ومن أهم صناعات عكا: صناعة تعدين الحديد، وصناعة الكبريت، والأسمنت، والعجلات، والدهانات، واستخراج الزيوت النباتية، والصابون، والأدوية، ومبيدات الحشرات، والمنظفات على اختلاف أنواعها.
وصفها:
عكا مدينة قديمة، واسمها يعني: الرملة التي حميت عليها الشمس، وقيل أيضًا: الغَورَة الشديدة من الحر في القيظ، وهو الوقت الذي تركد فيه الريح، ووصفها الأقدمون بأنها مدينة عامرة على ساحل بحر الشام، كانت من أعمال الأردن، وعرفت بحصنها الشهير وجامعها الكبير ومينائها.
جزء من تاريخها:
ـ فتحت عكا سنة 15هـ على يد عمرو بن العاص ومعاوية ـ رضي الله عنهما، وكان لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ في فتحها وفتح السواحل أثر جميل، ولما ركب منها إلى غزو جزيرة قبرص رمم بناءها، ثم خربت بعد فترة، وجدد بناءها هشام بن عبد الملك، وكانت ثغر بلاد الأردن ومناطق صناعتها.
ـ وفي سنة 497هـ سقطت في أيدي الفرنجة؛ حين أخذها عنوة "بلدوين" صاحب القدس.
ـ وفي سنة 583هـ استعادها صلاح الدين الأيوبي بعد حصار طويل؛ ونظرًا لأهميتها استعادها الفرنجة عنوة مرة ثانية سنة 587هـ، حتى استردها المماليك منهم.
ـ وفي نهاية القرن الثالث عشر الميلادي عرفت عكا شيئًا من الازدهار زمن الشيخ ضاهر العمر وزمن أحمد باشا الجزار.
ـ وفي سنة 1779م كان حصار نابليون بونابرت؛ واشتهرت عكا بمقاومتها الشديدة التي كبدت جيش الاحتلال الفرنسي خسائر فادحة. أشهر معالمها: أهم ما يميز عكا ويعتبر من أهم معالمها "جامع الجزار الشهير"، وكذلك حصنها الذي عرفت به على مر العصور، والقلعة الصليبية التي كانت قاعدة فرسان "القديس يوحنا".
غرناطة
الموقع الجغرافي:
تقع غرناطة على الضفة اليمنى من نهر "شنيل"، واختراق نهر "حدرة" لها كان له أثر كبير في إحاطة الجنان والبساتين بها، وكانت تشرف من الناحية الجنوبية الغربية على سهل فسيح، ويطل عليها من الشرق والغرب جبل "شليد" الذي يغطيه الثلج شتاءً وصيفًا، فسمي بجبل "سيرانفادا"، ونهر "حدرة" يشقها من أعلاها.
جزء من تاريخها:
ـ لم تكن غرناطة مدينة أيبيرية قديمة ولا رومانية البناء؛ وإنما كانت مدينة إسلامية الإنشاء. ولم تكن زمن الفتح الإسلامي سنة (92هـ) سوى قرية صغيرة افتتحها المسلمون عنوة. وكانت غرناطة من مدن "إلبيرة"، ولكنها أخذت تنمو شيئـًا فشيئـًا حتى سيطرت تدريجيًا على الكورة أو "الإقليم"، وأخيرًا حل اسم غرناطة محل اسم "إلبيرة".
ـ لما سقطت غرناطة في أيدي البربر جعلها "زاوي بن زيري" سنة (1013م) عاصمته، ومدّنها "حبوس الصنهاجي"، وحصن أسوارها، وبنى قصبتها.
ـ استولى المرابطون سنة (1089م) على غرناطة وجعلوها حاضرة لهم في الأندلس.
ـ فتحها الموحدون سنة (1146م)، وفي نهاية عهدهم نجح ابن هود ملك مرسية سنة (1231م) في ضم غرناطة إلى ملكه. وبعد وفاة ابن هود ضمها محمد بن يوسف بن نصر - سيد حصن "أرجونة" ومؤسس دولة بني نصر، الذين عرفوا ببني الأحمر - وجعلها عاصمة مملكته التي ضم إليها سنة (653هـ) "بسطة"، و"وادي آش"، ومالقة، والمرية، و"جيان".
ـ ودخل في ولاء "فرناندو الثالث" ملك "قشتالة" حتى يتفرغ لحماية دولته، واستقرت قواعد دولته، وضم إليها الجزيرة الخضراء وجبل طارق، وأصبحت غرناطة قوة ووحدة سياسية يحسب لها حساب في سياسة مملكة "قشتالة".ـ وقد عمرت مملكة غرناطة (268) سنة؛ فلم تسقط في أيدي مملكة "قشتالة" و"ليون" إلا في الثاني من ربيع الأول سنة (897هـ/1492م).
ـ حكم من ملوك غرناطة (21) ملكًا لم تطل مدة الحكم إلا لثلاثة منهم، وأقدرهم محمد بن يوسف بن نصر الغالب بالله مؤسس الدولة.
ـ وفي سنة (897هـ / 1492م) دخلت جيوش "قشتالة" مدينة غرناطة، ورفعت راية القديس "ياقب" إلى جانب صليب الجهاد الفضي على "برج الطليعة" من أبراج قصر الحمراء.
أهم المعالم والآثار:
تخلفت من عصر المسلمين بغرناطة آثار هامة منها: قصر الحمراء الشهير الذي يعتبر من أعاظم معالم الفن في إسبانيا بل في أوروبا كلها، وقصر جنة العريف، ومنها: القيسارية، والمدرسة، وفندق الفحم أحد فنادق مدينة غرناطة بواجهته البديعة التي تزخر بالزخارف والنقوش، ومنها: مسجد البيازين، ومئذنة جامع التوابين، وأسوار البيازين، والحمَّام المعروف بحمَّام اليهود، وقصر عائشة الحرة.
غزة
موقع غزة الجغرافي:
كان لموقع غزة المتميز على حافة الأرض الخصبة، العذبة المياه - الأثر في وجودها وبقائها وأهميتها، فهي تقع على ساحل البحر المتوسط في أقصى جنوب الساحل الفلسطيني، ميناؤها صغير، وبها ميناء لصيد الأسماك. وزاد موقعَ غزة أهمية في العصر الحديث قيامُ الإنجليز بإنشاء خط السكة الحديدية الذي يربط القنطرة بحيفا لخدمة أغراضهم العسكرية. وتتصل غزة بمصر جنوبًا، وبلبنان شمالاً.
وفيها قال ابن حوقل (ت:367هـ): "بلدة متوسطة في العظم ذات بساتين على ساحل البحر، وبها قليل نخيل، وكروم خصبة، بينها وبين البحر أكوام رمال تلي بساتينها، وبها قلعة صغيرة".
جزء من تاريخها:
تاريخ غزة تاريخ قديم خالد، فهي واحدة من أقدم مدن العالم، تبادلت الأمم على مر التاريخ السيطرة عليها في عهد الفراعنة، وعهد الهكسوس، والآشوريين، وعهد الفرس، وزمن اليونان والرومان، فكانت غزة تترك الأثر في هذه الطوائف، ويبقى فيها الدليل على وجودهم هناك. وقد فتحها المسلمون بين سنتي (11هـ - 13هـ) في عهد عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص في معركة "دائن"، وكان أبو أمامة الباهلي قائدَ المعركة. ومنذ ذلك الوقت اصطبغت غزة بالصبغة الإسلامية.
وفي سنة (493هـ) تقدم الصليبيون نحو غزة بقيادة "جودفري" واحتلوها.
وفي سنة (583هـ) بعد حطين استعاد المسلمون غزة في عهد صلاح الدين.
وفي سنة (646هـ) استعادها أيضًا الصالح نجم الدين أيوب بواسطة الخوارزميين أنصاره من الفرنجة الصليبيين.
وفي سنة (656هـ) وبسقوط بغداد دخل المغول غزة.
وفي سنة (658هـ) في "عين جالوت" استعادها ركن الدين بيبرس بعد القضاء على حاميها "بيدرا". ولعبت غزة دورًا هامًا إبان الحكم العثماني.
وفي سنة (1213هـ) احتل نابليون غزة في شهر رمضان، وقال فيها: "إنها المخفر (موضع الحراسة) الأمامي لأفريقيا وباب آسيا".
وفي عهد محمد علي استولى على غزة جيش بقيادة ابنه إبراهيم باشا سنة (1831م).
واحتل الإنجليز غزة في الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م).
وشاركت غزة مدنَ فلسطين الأخرى في مواجهة الانتداب البريطاني ومقاومة الصهيونية، فتكونت فيها سنة (1920م) جمعية إسلامية نصرانية.
وفي سنة (1936م) شاركت غزة في الاضطرابات ضد الاحتلال وكانت تقود المقاومة ضد المحتل في المنطقة.
وفي سنة (1956م) كانت غزة ومنذ اللحظات الأولى للنزوح الفلسطيني بؤرة للتأجج الوطني، وكانت قاعدة الفدائيين، وعاصرت غزة - شأن بقية مدن فلسطين - مجازر اليهود، وكان نصيبها من ذلك مذبحة في شهر نوفمبر سنة (1956م).
ـ وفي سنة (1967م) قامت الجبهة الوطنية المتحدة في قطاع غزة كظهير للعمل العسكري الجماهيري ضد اليهود المحتلين. ولا تزال غزة إلى الآن تواجه الغارات والهجمات، وتقف أمامها كالطود الشامخ.
من أعلام غزة:
من غزة خرج عدد من العلماء والمحدثين منهم: الإمام الشافعي، وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح الغزي روى عن مالك بن أنس، وإبراهيم بن عثمان الأشهبي الشاعر الغزي الذي مات في طريقه إلى بلخ.
فاس
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة "فاس" في شمال المملكة المغربية، ويحدها من جهة الغرب نهر أبي "رقراق"، ومن الشرق نهر "إنادن"، ومن الشمال نهر "سوبرد". وتبلغ مساحتها حوالي (5400)كم2، وهي تربط بين المغرب والأندلس، أو القارة الإفريقية وأوروبا؛ حيث تقع عند ملتقى طريقين رئيسين، أحدهما يبدأ عند شواطئ البحر المتوسط (في طنجة أو سبتة)، ويمتد إلى الصحراء وما وراءها إلى قلب القارة السوداء، والآخر يبدأ من المحيط الأطلسي إلى المغرب الأوسط في الجزائر.
تاريخ فاس:
يرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي، حيث قام بتأسيسها المولى إدريس مؤسس الدولة الإدريسية، ثم قام ابنه بتكريس كل جهوده في بناء وتشييد مدينة فاس، حيث أسس بها القصر الملكي والسوق، وحصنها بالأسوار، وفي القرن الحادي عشر الميلادي تمكن يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين من ضم المدينة إليه، وسجل بذلك بداية العصر الذهبي للمدينة. وفي عهد الموحدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين شهدت المدينة فترة من الرخاء والتقدم؛ حيث ازدهرت بها التجارة والصناعة، خاصة صناعة الفسيفساء والنحاس، وقد أدى التقدم الاقتصادي للمدينة إلى ظهور تيارات فكرية ودينية فيها، وبهذا بدأت المدينة تأخذ شكلها كعاصمة، وأصبح مسجد "القرويين" آنذاك جامعة حقيقية. وفي عهد بني مرين عرفت مدينة فاس ازدهارًا تجاريًا كبيرًا.
وفي سنة (1260م) كان أول غزو صليبي للمدينة؛ حيث استولى عليها البرتغاليون غدرًا وغيلة، إلى أن تمكن الخليفة المريني أبو يوسف يعقوب من إجبارهم على تركها، والهرب بسفنهم عبر مياه المحيط. وفي سنة (1400م) جاء الغزو الصليبي الثاني للمغرب، وكانت إسبانيا صاحبته والمحرضة عليه. ثم جاء الغزو البرتغالي على شكل سلسلة متتابعة لمدن المغرب، بدأت من سنة (1452م) إلى سنة (1508م) إلى أن تمكن السعديون من طرد البرتغاليين من المغرب العربي بعد ذلك.
وفي سنة (1664م) تولى مولاي رشيد حكم البلاد، وأسس فيها الدولة العلوية، التي ينحدر الملك محمد السادس وأسرته من سلالتها.
وفي سنة (1860م) جاء الجيش الفرنسي إلى المغرب، وتمكن من هزيمة المغاربة في معركة "أسلس".
وفي سنة (1912م) وقَّعت إسبانيا وفرنسا اتفاقًا يقضي بتقسيم البلاد بينهما، وأعلنت فرنسا الحماية على المغرب، وقامت القبائل بتوحيد صفوفها وجهودها ضد الاحتلال الفرنسي، وظهر الأمير عبد الكريم الخطابي في الشمال، وأنزل بالمحتلين الإسبان خسائر فادحة.
وفي سنة (1955م) استقلت المغرب عن فرنسا، وعاد إلى حكمها الملك محمد الخامس الذي ينتسب إلى الدولة العلوية، ثم خلفه الملك الحسن الثاني ثم محمد السادس.
آثار فاس ومعالمها:
ـ مسجد الأندلس: الذي بني سنة (859م)، وهو يثير الانتباه من خلال بوابته العجيبة المصنوعة من الأرز المنحوت.
ـ جامعة القرويين: التي بنيت سنة (862م) وتتميز عمارتها الفريدة من نوعها بالدقة والجمال إذ تشكل نسقًا هندسيًا رائعًا مما جعلها مفخرة من مفاخر التاريخ الإسلامي، وهي تعتبر من أقدم جامعات العالم.
ـ مدرسة الصهريج: بنيت في القرن الرابع عشر الميلادي وأخذت اسمها من ذلك الصهريج الموجود فيها للوضوء.
ـ مدرسة العطارين: بنيت في القرن الرابع عشر الميلادي على يد السلطان أبي سعيد المريني، وقد خصصت لسكن الطلاب الذين يدرسون في جامعة القرويين.
ـ فندق التجاريين: الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي وزين مدخله بأفاريز قمة في الجمال، وبجانبه إحدى أجمل النافورات في المدينة.
ـ ساحة الصفارين: وهي ساحة لصناعة النحاس على الطريقة المعروفة، وهي من أشهر الصناعات العريقة في مدينة فاس.
فرغانة
مدينة في جمهورية أوزبكستان الإسلامية، تشتهر بمنسوجاتها القطنية والحريرية، وفيها العديد من الآثار والمساجد الإسلامية.
وفرغانة مدينة قديمة تاريخية ذات مجد عريق قيل كان بها أربعون منبرًا، وكان بها من الخيرات ولا سيما الأعناب والجوز والتفاح والورد والبنفسج وأنواع الرياحين ما لا يوجد مثله، وكان مباحًا للجميع.
وإلى فرغانة نسب جماعة من أهل العلم والفضل منهم أبو العباس أحمد الفرغاني عالم الفلك المشهور الذي عاش زمن المأمون، له كتاب "جوامع علم النجوم والحركات السماوية" كما أن له كتاب "الكامل في الأسطرلاب".
وإلى فرغانة ينسب حاجب بن مالك بن أركين أبو العباس التركي الفرغاني، المحدث والفقيه، مات بدمشق سنة 306هـ.
قبرص
فتح العثمانيون جزيرة قبرص سنة (979هـ ـ 1571م) في عهد السلطان سليم الثاني، وظلت الجزيرة خاضعة لهم حتى خضعت للإدارة البريطانية 1878م، وفي سنة 1959م وبموجب معاهدة بين بريطانيا واليونان وتركيا أصبحت قبرص دولة مستقلة، وذلك بعد خلافات عسيرة بين تركيا وبريطانيا واليونان، فسعى مسلمو الجزيرة للانضمام إلى تركيا، بينما سعى مسيحيوها للانضمام إلى اليونان، ونال المسلمين كثير من الأذى والتنكيل أثناء هذه المسيرة، خاصة حين تولى المطران مكاريوس رئاسة دولة قبرص المستقلة.
وقد توالى الفاتحون على قبرص منذ أقدم العصور، فكانت ممرًّا للعديد من الثقافات وعرضة للمزيد من الاحتلالات دون أن تفقد مع ذلك طابعها القديم.
وقد فتحها المسلمون أول مرة زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وكان المتحمس الأول لهذا الفتح هو أمير الشام معاوية بن أبي سفيان سنة 28هـ، وأعاد فتحها بعد خمس سنوات عندما نقض أهلها العهد، وظلت تابعة للخلافة الإسلامية، وتدفع لها الجزية إلى أن تمكن البيزنطيون من إعادة السيطرة عليها سنة 964م. وإبان الحروب الصليبية خضعت قبرص لسيادة "ريتشارد قلب الأسد" سنة 1192م، وبعد أن واجه تمرد السكان المحليين أحال سيادتها إلى أسرة "لوزجنان" التي حكمتها حتى سنة 1493م؛ إذ استطاعت البندقية السيطرة عليها حتى سنة 1571م، حيث فتحها العثمانيون. وأدى استقلال الجزيرة بموجب معاهدة "زرويخ" سنة 1959م إلى تأجيج الصراع فيها مجددًا، وهذا ما يعرف بـ "المسألة القبرصية"؛ إذ إن الجزيرة لم تعرف الاستقلال الفعلي، ولا قيام دستور متكامل، إذ تحتفظ الدول الثلاث (تركيا وبريطانيا واليونان) بحق التدخل في الجزيرة وقد قامت الجيوش التركية في سنة 1974 بغزو الجزيرة، ومساعدة القبارصة الأتراك - الذين تعرضوا لاضطهاد رهيب - في تحقيق نوع من الاستقلال الذاتي.
قرطبة
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة قرطبة عند دائرة عرض (38ْ) شمال خط الاستواء، وكانت عاصمة الأندلس، ويحدها من الشمال مدينة "ماردة"، ومن الجنوب مدينة "قرمونة"، ومن الشرق "الوادي الكبير"، ومن الغرب مدينة إشبيلية.
تاريخ قرطبة:
ـ فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة (92هـ) من قبل الدولة الأموية، وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
ـ وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة (132هـ).
ـ وفي سنة (138هـ) استردها عبد الرحمن الداخل الملقب بـ"صقر قريش"؛ فأعاد بناء الدولة الأموية من جديد في الأندلس.
ـ وقوي أمر المسلمين في الأندلس في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل، ومن بعده عبد الرحمن بن هشام الملقب بالأوسط؛ حيث استتب الأمر في عهده وساد النظام، فانصرف إلى العلم والبناء، والاهتمام بشئون الدولة، ودخل في عهده كثير من النصارى الإسلام.
ـ وبلغت الدولة الإسلامية في الأندلس أوج عظمتها في عهد أميرها عبد الرحمن الناصر أشهر حكام الدولة الأموية في الأندلس وباني قصر الزهراء.
ـ وبعد وفاة الحكم بن عبد الرحمن الناصر تولى الأمر الحاجب المنصور بن أبي عامر، وبعد وفاة المنصور وابنه توالت الفتن، وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من أكبر أسباب ضياع الأندلس.
ـ وكان أشهر ملوك الطوائف المعتمد ابن عباد الذي استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى؛ فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى في موقعة الزلاقة.
ـ ومع ظهور دولة الموحدين في المغرب وظهور الخلافات بينها وبين المرابطين ضعفت دولة المرابطين، وظهر ملوك الطوائف مرة ثانية في الأندلس. واستنجد الأندلسيون بعبد المؤمن بن علي مؤسس دولة الموحدين، واستطاع الموحدون أن يسترجعوا بعض المدن التي وقعت في قبضة النصارى سنة (544هـ).
ـ وفي عهد بني الأحمر سقطت الأندلس نهائيًا في عهد الأمير أبي عبد الله الأحمر سنة (897هـ /1492م).
آثار ومعالم قرطبة:
ـ قصر قرطبة القديم: الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرًا له، وزينه وحسنه.
ـ وقصر الرصافة: أنشأه عبد الرحمن الداخل، وأحاطه بالبساتين.
ـ والمسجد الجامع: الذي بدأه عبد الرحمن الداخل، وأتمه ابنه هشام، وتعهده من بعده الأمراء بالتجميل والزيادة.
ـ ونهر قرطبة الكبير.
ـ وحمامات قرطبة، وكان يوجد بها (900) حمام.
ـ ومدينة الزهراء: وهي إحدى ضواحي مدينة قرطبة التي بناها عبد الرحمن الناصر.
ـ ودار الروضة: وهي قصر عبد الرحمن الناصر، وجلب إليه الماء من الجبل.
من أعلام قرطبة:
الفقيه زياد بن عبد الرحمن، والفقيه يحيى بن يحيى الليثي، وابن حزم علي بن أحمد الأندلسي، وأبو القاسم الشاطبي.
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا