تعبير كتابي عن الحرية
موضوع تعبير عن الحرية
كثيراً ما تغنّى الأدباء شعراء كانوا أم كتّاباً في هذه القيمة العظيمة، لأهميتها على نفس الإنسان، فهي التي تجلب لذاته السعادة، وبسعادة الإنسان تتحقق سعادة الجماعة؛ والحرية قيمة عظيمة سامية وذات معنى نبيل تعود بالراحة النفسية والرّضا الذاتي وتقدير الذّات لكل من يتذوقها، فمن يتأمّل ذاته وهو يعيش بحريّة يشعر بحقيقتها وماهيتها الهامّة؛ ولكن لا بدّ من التنبيه والتّأكيد على أنّ حريّتك الشخصيّة تنتهي بمجرّد أن تبدأ حرية الآخرين، حيث نصت جميع الشرائع السماوية على ضرورة توفير هذا الحق لجميع الناس، فالإنسان يولد حراً ويجب أن يعيش حراً.
ومن يتأمّل أهميّة هذه القيمة الإنسانية يجد أن هناك أناس حاربوا وبذلو الكثير من أجل نيلها والتنعم بها واستردادها؛ ومن يدرس التاريخ ويتمحصه يجد أن هناك العديد من الثورات التي قامت، والحروب التي اندلعت وسقط جرائها كثير من القتلى وعمّ الدمار في الكثير من الدول على الأرض؛ والتاريخ يعيد نفسه، ونحن نجد البلاد العربية تثور على المستبدين من الحكام من أجل نيل الحرية والكرامة الإنسانية؛ ولا بدّ أن نستوقف هنا لننوّه على أنّ هناك آلاف الأسرى الذين فقدوا هذا الحق وهذه الميزة في شتى سجون العالم، ولا سيّما من أبناء شعبنا، أسرى الشعب الفلسطيني المناضل القابعين في سجون الإحتلال، فهم لا يزالون محرومين من تذوق معنى الحرية بسبب القضبان التي تحول بينهم وبينها، ويرجع ذلك لأسرهم الغير قانوني والغير عادل من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي والإمتناع عن إطلاق سراحهم.
ومن خلال النّظر إلى الواقع المرير لبعض الدّول التي تتبني فكرة الحرية شعاراً لها هي في حقيقة الأمر التي تخرق القوانين وتسلب هذا الحق من العديد من الدّول والبشريّة جمعاء؛ فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تتغنى بالعدل والحرية لكن واقع الحال يبين خلاف ذلك تماماً، وللحرية عدّة أنواع ومجالات نذكر بعضها في هذا الموضوع؛ ونبدأ بحرية التعبير عن الرأي، وهو الجانب الذي يسترعي الكثير من الأهمية إذ أنّه لطالما تبنّاه الكثيرون من الساسة وولاة الأمر وأصحاب القرار.
ثم بعد ذلك تأتي حرية تقرير المصير والتحكم في النفس، إذ أنّه لا سيطرة لإنسان على أخيه الإنسان، ولا يحق له أن يسلبه حريته وأن يستعبده، كاتخاذ الجواري والرقيق؛ حيث أن تجارة الرقيق حرمت في الإسلام ويحاربها القانون الإنساني الدولي، وهذا ما جاء ذكره في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ وأيضاً لدينا حريّة تعرف بحريّة انتقاد الآخرين بما لا يخرج عن إطار الأدب والقانون؛ وأخيراً هناك حريّة التنقل والسفر والحركة، وهو نوع جدّ هام للناس، فلا يجوز فرض إقامة جبرية على أي شخص دون أمر قانوني، ولا يحق لأي كان حصار دولة أو أشخاص في مكان ما أو دولة ما.
أخيراً جدير بالذكر تغني الشاعر بالحرية حيث قال: "حريتي حريتي، ومعابر الريح الغضوب والرعد والإعصار والأمطار ترددها معي، حريتي حريتي"، فيجب علينا أن نحارب بكافة الوسائل للحصول على هذا الحق.
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا