أنــــــــــــــــــــــــــــــا والناس
اخفضي جناحيك على يتيم كوته الحياة’ وأرحمي مكلوما على الطوى ظل وبات.
*- أتكلم نفسك يا أبا العزم؟
*- بلى. بعد ما كبلتني فأردتني أقرب للأموات
*- هذا عرض مر وفات’ فلما أراك ساقيا لما جفّ من جذور النبات؟
*- أسقيه لأنعشه وأبعث فيه الحياة بإذن رب الأرض والسموات
*- أوَ يلتقي الأحياء بالأموات في هذه الحياة..؟
*- أجل... من كان له قلب راحم يرحم’ ولسان يميّز الشهد والعلقم ’ وكبد رغم تمزقه يحنّ ليشفي كبد آخر مما تجرعه ويتجرعه من نقيع السم
*- أتراه موجودا مثل ذلك في عالم البشر اليوم’ أم أنه من نسيج خيالك الذي يبني ويهدم..؟
*- نعم هو قطعة من كبدي إن لم أقل كبدي كله ’ وهو يعلمه تمام العلم’ أنا له محبرة وهو لي قلم’بيني وبينه أطلس عالي القمم ....
*- أتؤمن بالقضاء والقدر, أم أنك تصطنع البسمة وتستطعم مر الصبر ..؟
*- الإثنان معا ’ وإني لمذكرك : أنه من رضي بقضاء ربه أرضاه الله بجمال قدره.ألآ ثق واعلم’ وأن الحر يتعظ بجراح لم تندمل وأنه ما شبع حتى جاع وأنه ما ارتوى حتى ظمئ واشتد عطشه’ وقد قيل: سكون فلا خبث السريرة أصله* وجل سكون الناس من عظم المكر..
*- لعل ذلك نتيجة تواضعك وهوانك على الناس وتقييمك المفرط لهم’ يا أبا العزم..
*- إليك ردي ’ هذه يميني خذ بيدي وإني لصادق ملتزم بالعهد حتى أوارى لحدي وقد حضرني من أهل الجود والكرم قول فيه قالوا ومنه أقول: تواضعت في العلياء والأصل كابر* وحزت نصاب السبق بالهون في الأمر. أيا سائلي صدقٌ ما قيل: في قلب كل امرأة يكمن عبد وطاغية ’ فالعبد يدعوها للخير وأما الطاغية فيحرضها على الشر.... أفهمت القصد وعلمت مربط الفرس ؟’ أم أنني أراك مثل كل الناس وما يخالجهم نحوي من وساوس أملاها عليهم الوسواس
*- ما تعني ؟
*- لا شيئ تحديدا ’ فقط اسمعني؟. أضيف لك شيئا فاشربه مني: إذا رأيت في عين المرأة نورا فاعلم أن في قلبها نارا .؟
*- ماذا تريد يا ابن البادية وقد أوشك أن ينادي عليك المناديا..؟
*- أبتغي رحيلا ونفسي مطمئنة ’ أريد خليلا غير ذاك الذي صاحبت على الفانية
أريد نفسا آسية ’ أريد....؟؟؟؟’ حسبي هذا والله يعلم ما بيه.
*- زاد اللُّبس وضاقت بي حلقات الحس ..
*- لا عليك . كذلك أنـــــــــــــــــــــــا والناس.
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا
الخميس 14 يوليو - 7:18
