منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. منتديات السيــاحة ..°ღ°╣●╠°ღ° :: تاريخ وشخصيات عالمية

شاطر
السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي  Emptyالجمعة 16 يونيو - 11:07
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 14670
تاريخ التسجيل : 15/08/2012
رابطة موقعك : ouargla
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://ouargla30.ahlamontada.com


مُساهمةموضوع: السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي



السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي

السلطان العثماني أحمد الثالث


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


مقدمة حول ضعف الدولة العثمانية


لم يطل عصر القوة في الخلافة العثمانية كثيرًا؛ إذ دخلت نفق الضعف وكثرة المشاكل الداخلية بعد وفاة أعظم سلاطينها "سليمان القانوني"، وبدأ الخط البياني للخلافة العثمانية بالهبوط باستمرار، وكان من أهمِّ أسباب هذا الضعف والتراجع، سيطرة العقليَّة العسكرية في اتِّخاذ القرارات وحلِّ المشكلات؛ فكانت الغلبة دائمًا للسيف، ممَّا جعل الجيش وعلى رأسه فرقة الإنكشارية هو المتحكِّم الفعلي في مجريات الأمور، ونسي الإنكشارية الهدف من تأسيسهم، وتفرَّغوا لجمع الأموال من حِلِّها وحرامها، والتدخل في أمور الحكم والسياسة بصورةٍ ظلَّت تتزايد حتى امتدَّت أيديهم بعزل الخلفاء وقتلهم، وهذا ما حدث بالضبط مع السلطان العثماني أحمد الثالث.


ميلاده ونشأته


السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل.


السلطان الثالث والعشرون من سلاطين الدولة العثمانية، وُلِد في 3 رمضان سنة (1084هـ=23 ديسمبر سنة 1673م)، من أمِّ ولد هي ربيعة سلطان، وهو شقيق السلطان مصطفى الثاني (1106-1115هـ=1694-1703م)، درس على يد العديد من علماء عصره، وكان ذكيًّا، مرهف الإحساس، يُحبُّ الشعر والخط، وقد استمتع بشبابه، ولم يتعرَّض مثل أسلافه لقضائها في السجن.


وترك لنا "المصوِّر التركي وهبي" عددًا كبيرًا من الصور الخاصَّة بأنشطة السلطان في البلاط، التي رسمها لتوضيح نصوص كتاب السرنامة "سرنامة وهبي"، وهو كتاب خاص بالاحتفالات السلطانية في عهد أحمد الثالث، ومنها بعض صور للسلطان وهو يستعرض بعض أرباب الحرف مثل باعة الفواكه، والمهرجين، والحواة، وصنَّاع الزجاج، والمنسوجات، وهناك -أيضًا- صورة توضِّح رحلة بحريَّة قام بها السلطان في البسفور مع حريمه، ولعلَّها تكشف عن جانبٍ مهمٍّ من شخصيَّة أحمد الثالث، وهو جانب الولع بالنساء كمظهر من مظاهر الترف التي عمَّت فترة حكمه.


توليه السلطنة العثمانية


تولى أحمد الثالث مقاليد الدولة العثمانية خلفًا لأخيه السلطان مصطفى الثاني، وذلك في (10 ربيع الثاني 1115هـ=21 أغسطس 1703م)، إثر تخلِّي مصطفى عن الحكم في أعقاب ثورة جيش الإنكشارية.


ومع أنَّ أحمد الثالث تولى السلطنة رغمًا عنه تحت ضغط ثورة الإنكشارية، فإنَّ حياته المترفة لم تحل بينه وبين التفكير في الانتقام من جنود الإنكشارية؛ ففي بداية حكمه أنفق بسخاء عليهم حتى أمنوا جانبه؛ بل ورخَّص لهم في قتل المفتي فيض الله أفندي الذي كان يُعارض رغباتهم، ثم لمـَّا قرت الأحوال وعادت السكينة، ما لبث أن انقضَّ عليهم وقتل معظم القادة الذين تورَّطوا في حادث أدرنة وعزل أخيه مصطفى الثاني، فضلًا عن عزله للصدر الأعظم نشانجي أحمد باشا الذي انتخبه الثوَّار، وذلك في (6 رجب سنة 1115هـ=15 نوفمبر سنة 1703م).


وتُوضِّح الصور الخاصَّة بالسلطان أحمد الثالث أنَّه كان يتمتَّع بقامة طويلة، ووجه معبِّر عن نظرة حالمة ومتأمِّلة، وكانت أناقته بادية كسلطان بعمامته البيضاء الضخمة التي تنتهي بريشات وجواهر ثمينة، ثم بلحيته المشذَّبة السوداء المتَّصلة بشارب أنيق، ويبدو واضحًا من صورته وهو جالس على العرش وإلى جواره على البعد أحد رجال الحاشية، أنَّ كرسي العرش كان يزدان برسوم زهرة اللالا أو التيوليب المحبَّبة إليه.


إصلاحات


بدأ السلطان أحمد حكمه بالقضاء على زعماء الثورة ومعاقبة مؤيِّديهم, وبالعودة إلى نظام "الدفشرمة" (وهو نظام تجنيد الشبَّان من البلقان -وكان قد تُخلِّي عنه من قبل- وتجنيد المسلمين الأحرار, وكانت هذه هي المرَّة الأخيرة التي طُبِّقت فيها الدفشرمة). عانى السلطان أحمد في السنوات الأولى من حكمه من خطر الفتن وعدم وجود صدر أعظم قوي لدرئها.


قام السلطان أحمد الثالث باختيار الصدر الأعظم للدولة العثمانية، وعيَّن في هذه الوظيفة المهمَّة زوج اخته صهره "داماد حسن باشا"، وعهد إليه بإجراء إصلاحات سياسية وعسكرية لدفع البلاد نحو التطوُّر ولحماية حدودها من مخاطر الغزو الروسي، وقام الصدر الأعظم بواجباته بإخلاصٍ كبير، فقام بالاهتمام بإنشاء القلاع وتجديد الترسانة، كما أنشأ الكثير من المدارس، "لكن لم تحمه مصاهرته للسلطان ولا ما أتاه من الأعمال النافعة كتجديد الترسانة وإنشاء كثير من المدارس، من أن يكون هدفًا لدسائس المفسدين أرباب الغايات، الذين لا يروق في أعينهم وجود أعنَّة الأمور في قبضة رجلٍ حازمٍ يحول بينهم وبين ما يشتهون، فأعملوا فكرهم وبذلوا جهدهم حتى تحصَّلوا على عزله في (28 جمادى الأولى 1116هـ=28 سبتمبر سنة 1704م)، ومن بعده كثر تغيير الصدور تبعًا للأهواء".


كما أرسل السفراء والوفود إلى أرجاء أوربا لجمع المعلومات عن مدى التطوُّر الذي أحرزته أوربَّا في مجالات الحياة المدنيَّة والتنظيم، و-أيضًا- في مجال تنظيم وتدريب وتسليح الجيوش، ولكن تعنُّت الإنكشاريَّة وخشيتهم من ضياع امتيازاتهم إذا ما أُعيد تنظيم الجيوش العثمانية على النمط الأوربي، حال دون أحمد الثالث ورغبته في تحديث الجيش.


العلاقات مع روسيا


كانت السلطنة العثمانية آنذاك تُعاني من نتائج معاهدة كارلوفيتز (كار لوفتس  Carlovitz)، التي وُقِّعت في (1110هـ=1699م) مع آل هابسبورغ الروس, وتخلَّت لهم السلطنة بموجبها عن جميع هنغاريا، وترانسلفانيا, وبودوليا, وكانت هذه أول خسارة كبيرة للعثمانيين منذ نحو ثلاثمئة سنة حين هزمهم تيمورلنك (805هـ=1402م), وأول مرَّة وقَّع فيها العثمانيون الصلح منهزمين, وتخلوا بموجبه عن مناطق سيطروا عليها منذ مدَّةٍ طويلة، ولم يتمكَّن العثمانيون بعد ذلك من استعادة ما خسروه.


وكانت علاقات الدولة العثمانية مع روسيا عدائيَّة في عهد القيصر بطرس الأكبر الذي هزم الملك شارل الثاني عشر ملك السويد (1709م), فلجأ الملك السويدي إلى العثمانيين، وقد حرَّض ملك السويد وسفراء فرنسا والبندقيَّة السلطان أحمد على محاربة روسيا وإلغاء الامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية لها في (عام 1111هـ=1700م)، ومواجهة طموحات قيصر روسيا في البحر الأسود.


 وقد أعلنت السلطنة العثمانية الحرب على روسيا في عهد الصدر الأعظم بلطه جي محمد باشا في (20 نوفمبر 1122هـ=1710م) بحجة بناء روسيا أسطولًا حربيًّا في بحر آزوف, وإقامة القلاع على طول حدودها مع الدولة العثمانية, والتدخل في شئون خان التتر ببلاد شبه جزيرة القرم, ونشر الدعاية بين رعايا الدولة من الأرثوذكس لتحريضهم على الانفصال عن الدولة، وجرى القتال في (1123هـ=يوليو 1711م), وتوغَّلت القوَّات الروسية في مولدافيا, ولكن صعوبة تموين هذه القوات, وهجوم الجيش العثماني عليها وهي تتجه نحو نهر بروث Pruth, جعلها تتراجع؛ حينما حاصر المجاهدون العثمانيون قيصر روسيا وكاترينا (خليلة بطرس الأكبر وزوجته فيما بعد) ومعهما 200,000 مقاتل، كادوا يقعون في الأسر، "ولو استمرَّ عليهم الحصار قليلًا لأُخذ أسيرا هو ومن معه، وانمحت الدولة الروسية كليَّةً من العالم السياسي أو بالأقل بقيت في التوحُّش والهمجيَّة عدَّة أجيال؛ لكن استمالت كاترينا بلطه جي محمد باشا إليها وأعطته كافَّة ما كان معها من الجواهر الكريمة والمصوغات الثمينة، فخان الدولة ورفع الحصار عن القيصر وجيشه مكتفيًا بإمضاء القيصر لمعاهدة فلكزن".


وهكذا تمَّ الصلح في اتفاقيَّة بروث أو فلكزن في 9 جمادى الآخرة سنة (1123هـ=25 يوليو سنة 1711م)، وبموجبها تخلَّى القيصر للعثمانيين عن بحر آزوف, وهدم القلاع التي أقامها, وتعهَّد بعدم التدخل في شئون القرم وبولونيا, وبالكفِّ عن التدخل في شئون الأرثوذكس، ولهذا السبب عزل السلطان أحمد الثالث الصدر الأعظم بلطة جي باشا، واستمرَّ في الجهاد ضدَّ الروس؛ حيث إنَّ القيصر لم يفِ بتعهداته, فاستؤنفت الحرب (1711-1713م), ورأت هولندا وإنجلترا أنَّ مصلحتها إيقاف الحرب ولذلك تدخلوا، ووقعت معاهدة أدرنة عام (1125هـ=1716م)، التي أكَّدت الاتفاقية السابقة, وكانت مدَّتها خمسة وعشرين عامًا, وقد تنازلت فيها روسيا عن كلِّ ما استولت عليه من سواحل البحر الأسود، ولكنَّها تخلَّت في الوقت نفسه عمَّا كانت تدفعه إلى حكَّام القرم، وكان ذلك بفضل سياسة الصدر الأعظم سلحدار علي باشا.


مع البندقية ومعاهدة بسَّاروفيتز


ومن ناحية الغرب انتصر العثمانيون على البنادقة، واستولوا على كريت وبعض الجزر الأخرى، فاستنجد البنادقة بالنمسا من الدولة العثمانية إعادة ما أُخذ من البنادقة إليهم فرفضت الدولة، وقامت الحرب بين الطرفين وانتصرت النمسا، وسقطت بلغراد عام (1129هـ=1717م)، ثم جرى الصلح بعد ذلك في عام (1130هـ=1718م)، وتوسَّطت بريطانيا وهولندا في الصلح، وعُقِد صلح بساروفتز Passarovitz عام (1130هـ=1718م)، وبموجبه انتزع النمساويون بلغراد، وأكثر بلاد الصرب، وجزءًا من الأفلاق، وتبقى سواحل دالماسيا (شرق الأدرياتيك) للبندقية، وتعود بلاد شبه جزيرة المورة للعثمانيين بعد أن احتلتها جمهورية البندقية عشرين عامًا، وبذلك ظهر عجز البندقية عن الاحتفاظ بسلطتها في البحر المتوسط، كما أتاح الصلح لرجال الدين الكاثوليك في أن يستعيدوا مزاياهم القديمة في الأراضي العثمانية، ممَّا أتاح لهم وللنمسا التدخل في شئون الدولة العثمانية باسم حمايتهم، وقد نصَّ اتِّفاقٌ منفصل على حريَّة التجارة لصالح تجَّار الدول الموقِّعة على المعاهدة، وهكذا حصلت النمسا على حقِّ حماية التجَّار الأجانب داخل الدولة العثمانية، ولكن العثمانيين -وبدعم من فرنسا- استعادوا هذه المناطق بموجب معاهدة بلغراد (1152هـ=1739م)، ولم تعد النمسا مصدر خطرٍ كبيرٍ عليهم؛ حيث تنازلت النمسا عن مدينة بلغراد وعن بلاد الصرب الأفلاق، وتعهَّدت روسيا بعدم بناء سفن في البحر الأسود وهدم قلاع ميناء آزوف.


الصراع مع الصفويين


وفي المقابل لمـَّا رأى الروس ضعف العثمانيين طلبوا منهم السماح للتجار وزوار بيت المقدس بالمرور في أراضي الدولة العثمانية دون دفع أيَّة رسوم، فوافق العثمانيُّون على ذلك، واحتلَّ العثمانيون بلاد أرمينيا بلاد الكرج، بينما احتلَّ بطرس الأكبر بلاد داغستان وسواحل بحر الخرز الغربية بسبب ضعف الدولة الصفوية، وكادت الحرب أن تقع بين الطرفين لولا وساطة فرنسا بناءً على طلب روسيا، وبقي كلُّ فريقٍ في المناطق التي دخلها دون معارضة الآخر، غير أنَّ الصفويين هبُّوا وقاتلوا العثمانيِّين، ولكنَّهم هُزِمُوا وفقدوا تبريز وهمدان وعددًا من القلاع، ثم جرى الصلح عام (1140هـ=1728م).


وعلى الجبهة الفارسية الإيرانية, استغلَّ العثمانيون الاضطرابات التي تعرَّضت لها الدولة الصفوية نتيجة غزوات الأفغان بزعامة أشرف, فاحتلُّوا تفليس، وجورجيا (بلاد الكرج)، وأريوان، وشروان، وأذربيجان، وجميع المنطقة الفارسية غرب خط أردبيل - همذان, وأوجدوا فيها عشر ولايات جديدة، واستمرَّ العثمانيون في هذه المناطق على الرغم من محاولة سيِّد إيران أشرف الأفغاني طردهم, إلى أن تمكَّن نادر شاه -الذي أطاح أشرف- من استعادتها عام (1143هـ=1730م).


أدَّى الصراع بين العثمانيين والقوى الأفغانية المسيطرة في بلاد فارس, التي أطاحت الأسرة الصفوية, إلى ظهور حكام أقوياء في العراق, كان أولهم حسن باشا والي بغداد (1704–1723م)، وابنه أحمد باشا (1724–1747م)، ثم مماليكهما من بعدهما، وتمكَّن هؤلاء من الوقوف في وجه حكَّام فارس.


عزل السلطان أحمد الثالث


وعلى حين غِرَّة قام الشاه طهماسب الصفوي بمهاجمة العثمانيين، واستردَّ قلاع تبريز، وهمدان، وكرمان شاه؛ نظرًا إلى تأخُّر السلطان في إرسال المدد؛ متعلِّلًا بدخول فصل الشتاء، وعدم ميله إلى الحرب، ورغبته في الصلح، فثارت الإنكشارية ومعها الجمهور الغاضب ضدَّ تقاعس أحمد الثالث وتفاقم العصيان بدرجةٍ خطرة؛ حيث هُوجمت السجون، بل هُوجم السلطان في قصره في إسكدار، في (15 ربيع الأول 1143هـ=28 سبتمبر سنة 1730م)، وطلبت الإنكشارية بزعامة بترونا خليل منه تسليم الصدر الأعظم والمفتي وأميرال الأساطيل البحرية لقتلهم؛ نظرًا إلى ميلهم للصلح مع العجم، وبالفعل سمح السلطان لهم بقتل الصدر الأعظم والأميرال فقط، دون المفتي، فقتلوهم وألقوا جثثهم إلى البحر، ولكن ذلك لم يكن كافيًا؛ إذ أصر بترونا خليل قائد الثورة على عزل السلطان، فكان له ما أراد، فـ"أعلنوا بإسقاطه في مساء اليوم المذكور عن منصَّة الأحكام، ونادوا بابن أخيه السلطان محمود الأول (1143-1168هـ=1730-1758م) خليفةً للمسلمين وأميرًا للمؤمنين، فأذعن السلطان أحمد الثالث وتنازل عن الملك دون معارضة، وكانت مدَّة حكمه 27 سنة و 11 شهرًا". وبقي معزولًا إلى أن تُوفِّي في سنة (1149هـ=1736م). رحمه لله وجعل الجنَّة مأواه.


حبه للفن والعمارة


نشأ السلطان أحمد محبًّا للموسيقى والفن كما كان شاعرًا وخطَّاطًا، وإن جاءت موهبته الأدبيَّة دون موهبة السلطان مصطفى الثاني، وفي عهده تطلَّع العثمانيُّون نحو أوربَّا الناهضة بانبهارٍ شديد، وكان هو في طليعة النخبة العثمانية التي راحت تُقلِّد مظاهر الحضارة الغربية، فأنفق ببذخٍ على تشييد القصور ذات الحدائق الغنَّاء، التي اقتبس تصميمها من العواصم الأوربيَّة الكبرى وعلى رأسها فيينا.


وكان أحمد الثالث من أشدِّ المغرمين بالزهور، وخاصَّةً زهرة اللالا أو التيوليب، حتى إنَّ البستانيِّين في عهده أنتجوا عشرات الأنواع منها، حتى عُرف عصره باسم (عصر اللالا)، وقد انعكس ذلك على الفنون التركيَّة العثمانيَّة خلال سلطنته التي امتدَّت لقرابة 28 عامًا، فظهر في التصاوير ممسكًا بهذه الزهرة، كما حفلت المنتجات الفنيَّة المختلفة برسوم هذه الزهرة وخاصَّةً في المنسوجات والخزف.


شهدت السنوات الأخيرة من حكم السلطان أحمد الثالث تطوُّرات ملحوظة في مجالات الأدب والموسيقى وفنِّ العمارة المتأثرة بالغرب, وعُرِفت هذه السنوات بالحقبة الزنبقيَّة (نسبةً إلى زهرة الزنبق التي راجت على نحوٍ واسع جدًّا بين الناس)، واشتهر فيها الشاعر نديم, وتُرجمت الكتب عن العربية والفارسية, وبُنيت المكتبات في إسطنبول, ونشطت صناعة الخزف, وبُنيت السفن الحربية.


نافورة السلطان أحمد الثالث


تقع على الطريق المؤدِّي إلى قصر توب كابي، على مقربة من البوابة الخارجية للقصر، بُنيت في زمن السلطان العثماني أحمد الثالث عام (1140هـ=١٧٢٨م)، وكانت تُعتبر مكان ومركز تجمُّع مهم خلال الفترة العثمانية للقسطنطينية، مبنى النافورة يعكس الفن المعماري العثماني التقليدي المميَّز، تتكوَّن النافورة من أربعة أبراج صغيرة في الزوايا وبرج كبير في المركز، وقبَّة تُغطيهم.


سبيل السلطان أحمد الثالث .. السبيل الأجمل في إسطنبول


يقع السبيل عند التقاطع بين شارع "حاكميَّات ميلليا" و شارع "باشا ليماني"، ويُعتبر من أكثر شوارع أوسكودر ازدحامًا، بالإضافة إلى كونه أجمل سبيل في إسطنبول، وأُنشئ هذا السبيل عام (1140هـ=1728م) على شاطئ الخليج من أجل سدِّ حاجات العابرين فيه، وقد نُقِلَ إلى مكانه الحالي في ساحة أوسكودار مقابل الرصيف؛ وذلك لتنظيم الساحة التي يتواجد فيها، بُني هذا السبيل بالرخام الصومي، وقد تجهَّزت الكتابة الموجودة عليه من قِبَلِ السلطان أحمد الثالث والصدر الأعظم إبراهيم باشا، وتمَّت كتابتها بخطِّ الثلث.


والأبيات الموجودة عليه هي أشعار لشعراء مشهورين آنذاك، كالشاعر نديم، وشاكر، ورحمي. كما أنَّ جسم البناء كثير الأضلاع، ويحتوي على الكثير من الأشكال التزيينيَّة الملتوية على شكل حرفي "إس" و "سي" اللاتينية، وهو يتحوَّل إلى شكل هرم مربع بعد ارتفاعٍ معيَّن، كما أنَّ قِطَع البروش المثبَّتة على الجسم الهرمي المتعدِّد الأضلاع تُضفي على البناء جوًّا خاصًّا.


وتُعتبر أزهار القرنفل والكريزانتم في المزهريَّات المستخدمة في التصميم الجبهي للسبيل من أجمل عيِّنات العمل الفني المستخدم التي يُمكن الحديث عنها، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ المقرنصات والجسور الرفيعة وأشكال أشجار النخيل المستخدمة في بناء السبيل هي من الجماليات المعمارية الأخرى، التي تُضفي جمالًا لافتًا للنظر.


أول مطبعة عثمانية


ومن أهمِّ إنجازات السلطان أحمد الثالث هو تأسيس أول مطبعة عثمانية على يد العالم إبراهيم متفرقة عام (1139هـ=1727م)، فإنَّ فترة حُكم السلطان أحمد الثالث (1115-1143هـ=1703-1730م) التي تتَّسم بالاهتمام بالعلم والمعرفة، تماشت في مناخها العلمي على تبنِّي أمر المطبعة بشكلٍ رسمي.


بدأت قصَّة المطبعة الرسمية الأولى في الدولة بإصدار السلطان "أحمد الثالث" فرمانًا عام 1727م يُجيز تأسيس "مطبعة"؛ لكونها تُؤدِّي إلى نشر المعارف والعلوم بين أفراد الأمَّة الإسلامية، فسمح الفرمان بطباعة كافَّة الكتب عدا كُتب "الفقه"، "التفسير"، "الحديث الشريف"، وكتب "علم الكلام" بموافقة شيخ الإسلام "ينيشيهرلي عبد الله أفندي"، الذي أُدرجت فتواه في نصِّ فرمان السلطان، وبتقريظ مجموعة من العلماء والقضاة لرسالة "وسيلة الطباعة" بكلمات تُؤكِّد على تأييدهم لفكرة تأسيس المطبعة، مع وضع كلِّ هذا في بداية أوَّل إنتاج المطبعة، وهو معجم "وان قولو".


شرع (متفرقة) بوضع خطَّة لطباعة مجموعة من العناوين ابتداءً من عام 1729م حتى عام 1742م، ونتج عنها طباعة 17 عنوانًا مختلفًا في المعاجم والسياسة والتاريخ والجغرافيا، وبعدد 500 إلى 1000 نسخة لكلِّ عنوان، فكان باكورة الإنتاج متمثِّلًا في معجم "وان قولو"، أول عمل يرى النور من مطبعة (متفرقة) في مجلدين عام (1141هـ=1729م)، وهو الترجمة العثمانية لمعجم "الصحاح" اللغوي الذي وضعه "إسماعيل بن حمَّاد الجوهري" في القرن الرابع الهجري، وتُرجم إلى التركية العثمانية في القرن السادس عشر بواسطة "مُحمد بن مصطفى الواني"، استمرَّ (متفرقة) في طباعة الكتب بشكلٍ منتظمٍ حتى قبل وفاته عام (1160هـ=1747م)؛ ليطوي بذلك صفحة تاريخيَّة هامَّة من الذاكرة التاريخيَّة الإسلاميَّة لتأسيس هذا الاختراع، الذي أسهم في تغيير شكل العالم الإسلامي في القرون التالية.


وعن هذا الإنجاز يقول محمد فريد بك: "وممَّا يُذكر في التاريخ لهذا الملك (أحمد الثالث) إدخال المطبعة في بلاده، وتأسيس دار طباعة في الأستانة العلية، بعد إقرار المفتي وإصداره الفتوى بذلك، مشترطًا عدم طبع القرآن الشريف خوفًا من التحريف".


_______________


المصادر والمراجع:


- محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية، المحقق: إحسان حقي، الناشر: دار النفائس، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1401هـ / 1981م.


- علي الصلابي: الدولة العثمانية .. عوامل النهوض وأسباب السقوط، الناشر: دار التوزيع والنشر الإسلامية - مصر، الطبعة: الأولى، 1421هـ / 2001م.


- د. أحمد الصاوي: أحمد الثالث .. سلطان العثمانيين الذي جلس على عرش الشعر والأدب، جريدة الاتحاد، يوليو 2013م.


- عبد الكريم رافق: أحمد بن محمد بن إبراهيم، الموسوعة العربية العالمية، المجلد الأول، ص499.


- كريم عبد المجيد: هل رفضت الإدارة العثمانية استخدام المطبعة؟!، موقع إضاءات، مارس 2016م.


- سبيل أحمد الثالث، موقع تركيا بوست.




****
ازدهار العلوم الدينية في الدولة الأموية






*********




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : mohamedb


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي  Emptyالجمعة 16 يونيو - 11:23
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 15817
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
رابطة موقعك : http://www.ouargla30.com
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://houdib69@gmail.com


مُساهمةموضوع: رد: السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي



السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي

بارك الله بك
بداية موفق و حضور طيب
جزيت الفردوس الاعلى
كل الود و التحية




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد





بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fouad


التوقيع
ــــــــــــــــ






الكلمات الدليلية (Tags)
السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي , السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي , السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي ,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب