من بعيد أناديك يا قلمي
الكبد يقسو و يحن... القلب يهفو ويئن... هذا عند الإنسان والجن.. أمَا ما لدي أنا وهي ’ هما قلمان’ توأمان خُلقا دون أسنان برئة واحدة’ كلا هما يتنفس نفَس الأخر ’ ليشارك أخاه أفراحه وأتراحه ’ معا يضحكان ومعا يبكيان’ معا يتقاسمان أقداح الأحزان.. ترى جدولي الثقة بينهما يحرسهما الوفاء والصدق والحنان’ ترى الود والحب والجوى ’ ترى الأله والشغف والغرام والهوى تاجهما تعلوه ماسة الريحان باركهما في علاه الرحيم الرحمن.............
إن تخلف يوما أحدهما وتاه طريقه لا تغرب شمسه إلا وضمه إليه الثاني وكان الثاني أخاه ’ شقيقه ’ نصفه ’ بل كله
مهما تداخلت فصول السنة بحرها أو قرها’ بصفرتها أو بإخضرارها ’ لا ولن تغير من محياهما’ من ابتساماتهما’ من التحامهما’ من صفاء سريرتهما’ من صدق وعدهما ’ هما هكذا خُلقوا ولهذا خُلقوا ومن أجل هذا وُجدوا ليتفقوا فيلتقوا ولو بعد حين ....
من بعيد أناديك يا قلمي .. لا تهن.. لا تحزن. فالله معنا ’ ثق وتحقق’ إني معك لصادق طال الزمن أم قصر أنا لك وبك ملتزم’ ولساني صادق صادق صادق
قلمي هيااستبشر خيرا ’ ودع عنك الهول والويل وأعِني بالدعاء بالنهار والليل
إني مثلك أدعو ربا أن يجمع القريب بالبعيد’ أدعو الذي الناس ليوم أكيد حاشرهم وجامعهم فيه .. أدعو من لا يسهو ولا ينام ’ أن يغيث قلبين لعبدين به استعانا وإليه فرا’ وإياه سألا ’ فلا تحزن ولا مرة ’ إننا بين يدي صاحب المعجزة ذي العلم والمقدرة..
يا قلمي أراكتتغطى بستار وأخوك يتوارى عن الجوار ’ القريب عنه بعيد والبعيد منه قريب ’ فكن أنت البعيد القريب ’ لأنك حقا وصدقا أنت المحب الحبيب .
قلمي إن يوما رأيت وأن محبرتك نقص أو كادمدادها فلا حرج أن توكزني بعز ليل ’ فهذا يسعدني ’ هذا إن كنت بصدق شقيقي ’ وأنت الوارث الأوحد لما على الطبق ’ ..
لو أنك تعلم كم أنا اصارعحروفا مهجنة تلوكها السنة متعفنة ’ لسارعت لنصب خيمتك قرب خيمتي ..
قلمي البصر نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى فلنحافظا عليه بالصبر والدعاء فإني قد رأيت وأن الصبر كعصا موسى وأن الدعاء يحبه الله ويحب من دعاه ’ فليكن كل منا داع ربه .
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا