غابـة وغريـــب
واحة... جنان... حديقة... بستان... أديم الأرض مفروش بزعفران.. نمت فوقه شجيرات ... ما أ بهى ذاك الريحان... لكن ..؟’ لكن ماذا ؟ كلها أحيطت بخط أحمر من مخاض مكر وغدر الإنسان...
غابة وغريب ’ أما الغابة هي اليوم مغلوبة ’ خيراتها مغتصبة منهوبة . تعطي دون قابل’ وتحن على الراكب والراجل’ تطعم البائس الفقير ’ لكن لؤم وحسد وضغينة قلب الأمير وما قذفه فيه من بغض ذاك الوزير’ تاه البعير وتفرق النفير كل يغني عن ليلاه ’ كل ينصب للأخر ’ فيا حسرتي عليك أيتها الغابة لا من مدبر ولا تدبير ... وراحت الغابة تنعي ساقيها ’ تبكي حاميها’ تندب خضرتها وتئد لوعتها’ فقد مات من كان يُسكن أناتها ويمتص عبراتها ويمسح الغبار الذي علا أوراقها ..
أما الغريب لا من أحد يعرفه كما أعرفه أنا القريب ’ وكيف أنكره وقد شربنا معا قدح الحنظل بعد ما قدّمنا لهم مصفى العسل ’ أطعمناهم شهدا وبتنا على فراش مهلهل من يابس جريد النخل ....
رضينا بما قضى ربنا ’ سكتنا عن ظلم وجور ذوي القربى ’ بلعنا غصاتنا ليالي الشتاء وهم متدثرون’ كوت جباهنا وجنوبنا وظهورنا الشمس ’ ونحن حفاة عراة لا من قلة حيل ولكن خشية الفضيحة ’ سترناهم وهم لا يبغون’ جعلنا أصابعنا في أذانا وراحة يدنا تكف نظرةعيوننا فاتهمونا بإختلاس النظر وتسريب الخبر ..
من للغابة اليوم ؟ أمن حام يحميها..’ أمن ضرغام يزأر فيها.. أم من لبؤة تجوس خلال أشجارها ... كل شيئ هلك ’ كل عشب جف واصفر’ كل نبت كهشيم تذروه الرياح’ رياح لا تبقي ولا تذر غارت مياه الأنهار وجُففت قطرات الأبار ’ عمّ الغبار واستأسد الفأر ’ وحق له أن يتفرعن فليس اليوم من هر مغوار .
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا