إتهــــام وإهتمـــــام
هناك من يولَد وفي فمه ملعقة من ذهب ... وعلى الجانب الآخر إحداهن ولدت فكان مولودها من نصيب الذئب’ ولعمرك من زرع شوكا يجني منه العنب...؟
إتهام وإهتمام......... شاءت الأقدار أن يتعارفا ثم تنمو جذور هذه المعرفة فيشتد سوقها فتصبح علاقة حميمية تمخضت فيما بعد عن إرتباط شرعي ووضعي..
وراحت السنين تطحن بعضها ’ فتعاقبت الأيام والليالي ’ وكل منهما في نفسه حاجة ’ في مخيلته حنين يشده ’ إلا أن تطلعاته هو لم تكن بالقدر الذي يؤهله لمسامرة القمر ’ هو من أرض أقل ما يقال عنها رملية ’ زينها خالقها بنخيل وعنب ورمان وشجر ’ بينما هي كانت ولا زالت تطمح لما وراء البحر’ حيث السحاب الممطر ’ حيث السراب المبهر’ حيث ما لا يليق بنا نحن المسلمين العرب ’ هي دنياهم ولا خلاق لهم في الأخرة ’ هي حياتهم هكذا عاشوها ويعيشونها ’ رجاء لا تسأل عن السبب...؟’ ظنوا ظنونا وأنهم بلغوا قمة هرم التحرر ’ وذروة التحضر ’ فأضحوا أصحاب الحل والربط وبأيديهم عقدة الأمر..
وذات مساء من يوم أغبر جلس البائس التعس في ركن ألفه منذ أعوام وسنين عشاءه ينتظر ’ وما هي إلا سويعة من زمن هذا العصر ’ وُضعت أمامه لقمة فكانت لمّا تذوّقها علقما لا ولن يطيقه أحد من البشر ’ وراح يقلب الملعقة ’ يوهم من حوله أنه يأكل ’ أنه يحتسي’أ نه ذو شهية وأكثر ’ وحقيقة أمره مرجل يغلي بداخله تحت لهب أحمر من جمر ...
*- ما لك تدير الملعقة على الظهر؟
فيها حملق’ وفيها مليا ملأ النظر وقال:
*- أتعنين هذه- مشيرا إلى الملعقة المادية التي بيده- أم أمرا آخر.؟
*- بل إياها أعني يا ذا البصر
*- آآآآآه فهمت ..لا لشيئ منه احذر ولكن الذي بين فكاي أراه يحتضر
*- هل هناك ما تخفيه من سر.؟
*- أي والله ولكنني أخمن كيف ومتى به أجهر...
*- أعلم ذلك منك ومن حركاتك وهل يخفى على مثلي في ليلة أنارها القمر..؟
*- آآآآآآآه ’ الآن وضعت سبابتك على مكمن الندب وقد حصص الحق لشرح مفردات الخبر...
*- وكأني بك غير أنت ’ وأنت ما كنت لي يوما كما كنت ’ فاصدع بما تسر..؟
*- لا عليك دعيني أرتب حالي إن أبقى الله لي من أيام العمر ..؟
*- ما ترمي إليه أراه من الشدة و العسر..
*- أوَ ليس بعد العسر من يسر؟
*- لا أزيد ’ أكتفي بهذا لئلا ينبعث الشرر ..
*- صبرا [ صبرا آل ياسر ’ فموعدكم الجنة] – قالها في نفسه ’ سرا دون الجهر
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا