كم كلفت المسيرة الخضراء؟وكيف تم تمويلها؟
حسب الكاتب "موريس باربيي"ن صاحب كتاب "نزاع الصحراء"، كلفت المسيرة الخضراء زهاء 300 مليون دولار، أي ما يقارب 3 ملايير درهم (300 مليار سنتيم) تمّ توفيرها بواسطة اكتتاب وطني ومساعدة خارجية آتية أساسا من المملكة العربية السعودية.
لقد تحمل المغاربة جزءا كبيرا من هذا المبلغ بواسطة اكتتاب وطني نادى به جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وقد أخذ في واقع الأمر شكل "ضريبة" طبقت على الأشخاص المعنويين (الشركات) والأشخاص الذاتيين، تقمصت شكل اقتراض ضخ أكثر من 108 مليار في خزينة الدولة في أقل من 3 أشهر.
أما حسب أحد الاقتصاديين المغاربة فقد كلفت الصحراء، بدءا من سنة 1975 على الأقل، 950 مليار دولار، علاوة على أكثر من 250 مليار درهم كمصاريف مدنية. ويذهب فؤاد عبد المومني إلى القول بأنه تم صرف أكثر من 120 مليار دولار (ما يناهز 1200 مليار درهم) منذ 1975 لسد المصاريف العسكرية والمدنية المرتبطة بالصحراء.
علما أن موضوع كلفة نزاع الصحراء ظل موضوعا نادرا ما يأتي الإعلام المغربي على الاهتمام به، ذلك في وقت ظل فيه ملف الصحراء يكلفنا سنويا، حسب تقدير عبد المومني، ما يمثل 10 بالمائة من الناتج الوطني.
ومهما يكن من أمر تعد الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لملف الصحراء كلفة ضخمة جدا، سيما على امتداد فترة حرب الصحراء، التي دامت 3 سنوات كوضعية حرب واضحة، و30 سنة كوضع "لا حرب لا سلم"، لقد تطلبت من المغرب والمغاربة صرف مئات الملايير من الدراهم.
الكولونيل "بوزيان" مزود متطوعي المسيرة بالماء و الخبز
لم يكن من السهل ضمان الحاجيات اليومية لأكثر من 350 ألف شخص يتحركون على الدوام في اتجاه الصحراء، سيما توفير الماء الصالح الشروب والخبز.
ويعتبر الكولونيل عبد السلام بوزيان المتقاعد حاليا، أحد الطيارين العسكريين، الذين ارتبطت حياة متطوعي المسيرة بتنقلاتهم الجوية أكثر من مرة، يوميا بين الرباط والجنوب. فقد اضطلع الكولونيل عبد السلام بوزيان بمهمة تزويد المتطوعين بحصتهم من الخبز اليومي وبالماء الشروب.
كان الكولونيل ينقل كميات ضخمة من الخبز يوميا لإطعام ما يناهز 400 ألف شخص، وذلك على متن طائرته العسكرية "C-130H".
وفي هذا الصدد قال الكولونيل عبد السلام بوزيان " أنا الطيار، الخباز الأول والطيار الكراب الأول في المغرب.. أفتخر بذلك لأنني كنت أزود المشاركين في المسيرة الخضراء بخبزهم اليومي وأروي ظمأهم.. وقد قضيت أكثر من 350 ساعة في السماء لسد احتياجاتهم من الخبز والماء".
عباس أنجار قائد مجموعة يعيد شريط مشاركته
كان عباس أنجار مشرفاً على إحدى المجموعات البيضاوية المتطوعة للمسيرة الخضراء، أجرينا معه دردشة لاستذكار جوانب وطرائف من مسيرة القرن، وما أن التقينا معه انبسجت الكلمات من فيهه كالبركان بفعل اعتزازه بالمشاركة في المسيرة الخضراء من قلب الحدث. يقول عباس أنجار:
"بعد النداء الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني للمغاربة حول التطوع لتحرير الصحراء، تملكتني الرغبة الجامحة في المشاركة مع إخواني المغاربة في هذه المسيرة العظيمة (..)كُلّفت باۘلإشراف عن مجموعة تضم 45 فرداً وسلموني شارة حمراء علقتها على يسراي علامة على المهمة التي أنيطت بي".
ويصمت عباس برهة ليضيف:
"من فرط الروح الوطنية العالية، جاءت الأفواج المشاركة في المسيرة أربعة أيام قبل الموعد المعلن عنه، وفي اليوم الموعود انطلق 35 ألف متطوع من الدار البيضاء وحدها على متن القطار في اتجاه مراكش، ومن هناك تم نقلنا عن متن شاحنات وحافلات صوب مدينة أكادير، وبعد فترة من الراحلة انطلق الموكب في اتجاه مدينة طرفاية، مروراً ببويزكارن، فكلميم باب الصحراء، ومنها إلى طانطان مدينة العبور.
هناك، وعلى بعد 20 كلم عن المدينة بالقرب من المرسى (طانطان الشاطئ) أخذنا قسطاً من الراحة قبل التوجه إلى مدينة طرفاية للاستقرار في خيام عملاقة نُصبت على حد البصر. وزعت هذه الخيام حسب الأقاليم.
وكان كل مسؤول عن فريق يتسلم المؤونة من رجال السلطة والدرك ليوزعها على المتطوعين. مكثنا في مخيم طرفاية ما يزيد عن 10 أيام إلى أن أعلن جلالة الملك الراحل الحسن الثاني يوم 6 نونبر 1975 يوماً لفتح الصحراء وتحطيم الحدود الزهمية.."
ويستمر عباس أنجار في حكايته، يصمت برهة للتذكير تم يستأنف حديثه:
"كان الاقتراح الأول أن يتقدم البيضاويون المسيرة لكن الوزير الأول وقتها، أحمد عصمان، اعترض على الأمر، مفضلا أن يتقدم متطوعو "قصر السوق (الراشيدية) وورزازات" على اعتبار أن البيضاويين لا يتقنون المشي على الرمال، وكذلك كان. علماً أن العديد من المشاركين ظلوا ممتطين الشاحنات والحافلات يحملون المصاحف والأعلام الوطنية ويهتفون بمغربية الصحراء، وحدهم متطوعو قصر السوق وورزازات من ترجلوا. في تلك الأثناء كان رجال السلطة والدرك يشجعوننا ويذكون حماسنا الوطني الجياش لتحطيم الحدود الوهمية، مؤكدين حمايتهم لنا."
يصمت عباس قليلا ويسترسل:
"يوم 6 نونبر 1975، حطّمنا الحدود الوهمية ووطأت أقدامنا رمال الصحراء. وبعد أن تقدم أحمد عصمان ورفع العلم المغربي توغلنا في الصحراء مسافة، وفجأة حلّقت فوق رؤوسنا أربع طائرات حربية إسبانية من نوع "موغال"، لتهدئة النفوس حومت مروحية مغربية، كان على متنها أحمد عصمان لطمأنتنا، وبعد لحظات حطت المروحية وترجل الوزير الأول".
يفكّر عباس ملياً ويستأنف:
"بعد 15 يوماً راجت في المخيم أخبار مفادها أن خطري ولد سعيد الجماني وخليهن ولد الرشيد بايعا جلالة الملك وأن الجنرال فرانكو على فراش الموت، وبعد يوم أو اثنين وجّه جلالة الملك خطاباً للشعب وأعطى تعليماته برجوع المتطوعين إلى طرفاية.
رجعنا إلى ضواحي طرفاية ونصبنا الخيام، فيما استقرت الوفود الأجنبية المشاركة في المسيرة بمدينة طرفاية."
نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن
كنت إحدى المشاركات في المسيرة الخضراء
شاركت نزهة الصقلي في المسيرة الخضراء في إطار استفادة النساء من الكوطا التي منحت للمرأة والمحددة في 10 بالمائة. وظلت الوزيرة تذكر القائمين على الأمور بالجماعات المحلية بضرورة استخلاص درس المسيرة الخضراء من أجل منح نساء المغرب حق المشاركة في تدبير الِشأن العام الوطني والمحلي.
أقرت نزهة الصقلي أكثر من مرّة أن ذكريات المسيرة الخضراء ستظل راسخة لديها، سيما وأن مشاركتها فيها شكلت مناسبة للتعرف عن قرب على أحوال المغاربة حينما كانت في عزّ عطائها النضالي وفي حاجة لاختبار إمكانياتها بشكل مباشر، خصوصاً وأنها كانت قد عادت للتو من الديار الفرنسية. لذا، تقول نزهة الصقلي : "في نونبر 2008 كانت المسيرة الخضراء معركة كبرى جعلتني أتعرف على مستويات الانخراط الشعبي في قضايا الوطن، وذلك فيما يشبه المعجزة".
لبّت نزهة الصقلي النداء الملكي، إذ كان حزبها (التقدم والاشتراكية)، بعد الخطاب الملكي، وجّه دعوات المشاركة بكثافة لمناضليه ومناضلاته. آنذاك اعتبرت "المناضلة نزهة" أن المغرب، خلال معركته من أجل استكمال وحدته الترابية، قام لأول مرّة في تاريخه بمنح كوطا للنساء حتى يتمكّن من التواجد إلى جانب الرجال في هذه الملحمة ليصنعا معا لحظة التحول الذي تعيش البلاد على إيقاعه اليوم. أكدّت نزهة الصقلي أن النقاش الذي كان سائداً، قُبيل الإعلان عن المسيرة الخضراء، ميزه مطلب أساسي، وهو ضروري أن يوضع أمر تحرير الصحراء واستكمال الوحدة الترابية بين يدي الجماهير الشعبية لأنها معنية أساساً بحرية الوطن، وهذا المطلب كان ضمن التعبيرات السياسية الهامة التي طبعت حينها خطاب حزب التقدم والاشتراكية. وكانت الدعوة للمسيرة الخضراء حقاً عبقرية، لأنها حملت إشارة دالة التقطها الشعب المغربي.
آنذاك، تقول نزهة الصقلي كان إقبال المتطوعين على مكاتب التسجيل منقطع النظير، وقد اعتبر المسجلون منهم أنفسهم محظوظين للمشاركة في هذا الحدث العظيمة مادام أن العدد كان محدوداً فقط في 350 ألف مشارك.
وبخصوص التنظيم، أقرّت نزهة الصقلي أنه كان في أعلى مستوياته مقارنة مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وقتئذ. لقد فكرّ المنظمون في كل شيء تقريبا، من فرشاة الأسنان إلى قنينات الماء، مروراً بالحقائب ومستلزمات الطعام والأغطية.
وتذكر نزهة الصقلي جملة من الذكريات، خصوصاً وأنها كانت دائمة الحركة والتواصل مع المشاركات في المسيرة انطلاقاً من رغبتها الخاصة في اكتشاف عوالمهن. فكانت دائمة السؤال، ،آنذاك كانت مسكونة بإشكالية ضرورة الرفع من قيمة المرأة ووطنيتها في مجتمع ذكوري. واحتفظت نزهة الصقلي بإحدى الذكريات ظلت محفورة في ذهنها، إذ قالت لها إحدى النساء: “ أنا شاركت باش ما يبقاش يكولو العيالات 5 بريال“. ترسخت هذه المقولة لدى نزهة الصقلي لأنها تعكس قوّة إرادة الانعتاق التي ميّزت مشاركة النساء في المسيرة الخضراء.
ومن الطرائف التي احتفظت بها نزهة الصقلي أنها لاحظت لأن القائمين على الأمور فكرّوا في كل شيء بخصوص المشاركين، لكنهم أغفلوا بعض الحاجيات الخاصة بالنساء، علماً أن المرأة لها حاجيات تتميز بخصوصية معينة تهمهن وحدهن دون الرجال، إلا أن الساهرين على التنظيم لم يلتفتوا إلى تلك الحاجيات الدورية التي تحتاج لها كل النساء وفي موعد محدد مرّة في كل شهر، علماً أولئك الساهرين على تدبير أمور المشاركين في المسيرة كانوا كلهم رجالا، ومن الطبيعي إذن أن يفوتهم الانتباه إلى تزويد النساء المشاركات ببعض لوازمهن الخصوصية.
أحمد السنوسي السفير الأسبق بالجزائر والممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة سابقا
"قال لنا سيدنا لما خرج من عند فرانكو: “هذا مسمار الهند“"
أحمد السنوسي، السفير الأسبق بالجزائر والممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة سابقا من القلائل الذين علموا صدفة بإعداد المسيرة الخضراء.
ففي حديث سابق للصحافة أكد أحمد السنوسي أنه لمّا بدأ جلالة الملك التفاوض مع الإسبان حول الصحراء كان التحاور مع فرانكو بدون جدوى، كحديث مع أصم أبكم. وفي هذا الصدد يقول السنوسي:“لمّا كنا نرافق سيدنا إلى مدريد كان يخرج من عند فرانكو ويقول لنا جلالته: “هذا مسمار الهند“، علماً أن الصحراء شكلت القاعدة التي اعتمد عليها الجنرال للسيطرة على مقاليد الحكم بإسبانيا، وهذا ما جعل استرجاع الصحراء صعباً في بداية الاستقلال، كما أن المغرب منذ 1956 بدأ بالمطالبة بالصحراء وشرع في طرح الملف في الأمم المتحدة، وهذا ما أكده خطاب جلالة الملك المرحوم محمد الخامس في محاميد الغزلان والذي خصصه لضرورة استكمال وحدة المغرب وتحرير أقاليمه الجنوبية.
ويضيف أحمد السنوسي، أن المسيرة الخضراء كانت سرية والتحضيرات لها كانت تتم في كتمان بعد أن قرّر الملك خوض حرب سلمية ضد فرانكو المحتضر وكان كل شيء مرهونا بما سيجري في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة قبل توقيف المسيرة.
ويقرّ أحمد السنوسي، وكان سفراً للمغرب بالجزائر وقتئذ، أنه تم إخبار هواري بومدين قبيل المسيرة، وهذا ما أقلقه كثيراً.
ولأحمد السنوسي طريفة تأكد أنه علم بخبر كان من الممكن أن يقوده إلى العلم بالإعداد للمسيرة إلاّ أنه لم يعره الاهتمام اللازم. إنها واقعة حدثت قبل الإعلان عن المسيرة الخضراء بحوالي ثلاثة أو أربعة أشهر على أكبر تقدير، وهاهي الواقعة كما رواها أحمد السنوسي:
"كنت في الرباط والتقيت بأحد أصدقاء الدراسة في الديار الفرنسية، وهو "بيرنار ليفي"، وبعد السلام لم يمهلني وطرح علي السؤال التالي:
"هل تستعدون لحرب؟"
فكان جوابي بالنفي مع الاستغراب الكبير.
لكنه أردف وجدّد إلحاحه قائلا:
"ولماذا اقتنيتم أكثر من 350 ألف غطاء خاص بالجيش؟ "
ورغم استمرار النفي لم يستسلم صديقي للأمر ".
ويسترسل أحمد السنوسي قائلا:
"في تلك الليلة التقيت جلالة الملك، وتحينت الفرصة المناسبة فأخبرت جلالته بفحوى الحديث الذي دار بيني وبين صديقي ليفي، فكان رد جلالته أنه فعلا هناك استعداد لخوض حرب ونحن بصدد طبع 350 ألف مصحف (قرآن) ".
لم يفهم أحمد السنوسي المغزى ولا المرمى من قول جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وفي صباح اليوم الموالي يلتقي بصديقة ليفي ثانية الذي زاده غموضاً على غموض و حيرة على حيرة عندما سأله قائلا:
"لماذا اتجه الجنرال الزياتي إلى تكساس (هيوستن) لزيارة أضخم مستودع للقوات الأمريكية قصد البحث عن أكياس بلاستيكية صلبة ومتينة يمكن قذفها من الطائرات على علو منخفظ، بحجم 5 أطنان وهي تحوي الماء " علماً أن الجنرال الزياتي وقتئذ كان مكلفاً بالعتاد.
في المساء التقى أحمد السنوسي جلالة الملك وأخبر جلالته بما علمه من صديقه ليفي.
في ذلك المساء يقول السنوسي: "وجدت في قاعة الانتظار بالقصر الملكي الجنرال بناني والجنرال القادري و الجنرالالوياتي و الجنرال زوياب و الجنرال بنسليمان وساوتهم شكوك حول حضوري (…) ولمّا دخل سيدنا قال لهم جلالته: "السنوسي عندو أخبار غريبة " ثم أمر الجميع بأداء القسم للحفاظ على سرّ المسيرة الخضراء قبل الإعلان الرسمي عنها من طرف جلالة الملك بشهرين أو ثلاثة ".
وكان الفضل لأحمد السنوسي في مشاركة وفد من شباب عائلات أمريكية في المسيرة الخضراء.
من طرائف المسيرة الخضراء
- من المصادفات الغريبة أن 2000 من المتطوعين ساهموا في إحداث مدرج لهبوط الطائرات بالقرب من مخيم طرفاية خلال يومين فقط، وذلك بنفس المكان الذي سقطت فيه طائرة الكاتب الفرنسي الشهير "سان إيكسوبيرى" في أحد أيام سنة 1926.
وذهب البعض إلى التساؤل لماذا لم يتم التفكير في تمثيل المشاركين في المسيرة، ولو تمثيلا شرفيا في المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء، وحتى في وفد المفاوضات الحالية، وذلك باعتبارهم الذين أعطوا الانطلاقة لآلية جديدة في التاريخ لاسترجاع المسلوب بطريقة سلمية. لقد تكبدوا التكدس جماعات في الشاحنات ولم يعبؤوا بالبرد القارس ولا بالحرارة الشديدة.
- في صبيحة اليوم الموالي لانطلاق المسيرة (7 نونبر) قال جلالة الملك الراحل الحسن الثاني:
" إن الأجيال القادمة ستدرس "المسيرة الخضراء" مثل ما يدرسون المسيرة الكبرى لصديقنا ماوتسي تونع، علما أنه، آنذاك كانت الماركسية اللينينية و"الماوية" (نسبة لماو)، ضاربتين أطنابهما في صفوف الشبيبة المدرسية والحركة الطلابية".
- استقل صحفي إسباني سيارة أجرة (طاكسي) من أكادير للالتحاق بالمسيرة الخضراء في طرفاية. وعلى بعد مائتي كليومتر من أكادير سمع سائق الطاكسي خطاب الملك الراحل الحسن الثاني الذي أعلن فيه أن المسيرة قد أدت مهمتها، وطلب من المشاركين فيها العودة. فتوقف السائق على الفور وعاد على أعقابه. فاندهش الصحفي الإسباني و قال: "ما الأمر؟ ولماذا لا تستمر في المسار؟" فرد عليه السائق: " لقد أمر ملكنا بتوقيف المسيرة الخضراء والعودة، وعليّ الامتثال لأوامر سيدنا ".
- رجل يتجاوز عمره الثمانية عقود قطع أكثر من 1000 كيلومتر مسافراً من بني ملال إلى طرفاية لينقل خروفين كهدية منه إلى متطوعي المسيرة الخضراء.
- إمرأة عجوز سافرت من الراشدية إلى طرفاية من أجل أن تعطي لابنها المتطوع في المسيرة التمر وغطائين.
- لم تكن طرفاية تتوفر على مطار، لكن عمل الجيش على تهيئة أرضية لهبوط الطائرات. وفي إحدى الليالي كانت الرؤية ضعيفة جداً بسبب الزوابع الرملية وتعذر هبوط طائرة عسكرية من نوع "س 130 " محملة بالمؤمن، فابتكر أحد الضباط فكرة لتسهيل الأمر على الربان ، إذ جمع كل السيارات وأمرها بالوقوف مصطفة وإشعال أضوائها وبهذه الطريقة أضاءت مضمار الهبوط وحطت الطائرة بسلام.
امحمد بوستة الوزير السابق وعضو المكتب السياسي لحزب الاستقلال
"المسيرة الخضراء معطى جديد في تحرير أراضي المستعمرات أبدعه الملك الحسن"
في عمق عاصمة النخيل وبين ثنايا رياضها الساحرة يتربع رجل من العيار الثقيل على عرش مملكته الفريدة، التي لم يبرحها ولم يرضى عنها بديلا، قامت الجريدة بزيارة خاصة إلى السيد امحمد بوستة ، واحد من أبرز القادة السياسين الذين وسموا حضورهم بقوة في المشهد السياسي المغربي، وفي إطار الملف الخاص الذي تتولى الجريدة إنجازه بخصوص الذكرى المجيدة للمسيرة الخضراء المظفرة،تم اختيار اسم امحمد بوستة، كمشارك في المسيرة وأحد المدافعين باستماتة عن قضية وحدتنا الترابية وفي مقدمتها الصحراء، في هذا الحوار الحميمي الذي نهلنا فيه من معين ذاكرته الغصة مجموعة من التفاصيل والأحداث التاريخية المرتبطة بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وما علق بها من شوائب وتفاصيل حية كما يرويها السي امحمد بوستة بكل عفوية ودونما تكلف مستحضرا أحلى وأقوى فترات الزمن الجميل بما لها وماعليها والكثير منها ما أفضى عنها لأول مرة .
ـ ونحن نخلد الذكرى العزيزة ذكرى المسيرة الخضراء، لا شك أستاذي أن شعور المغاربة قاطبة يشع فرحا وغبطة بهذا الإنجاز التاريخي المجيد، فكيف يمكن تصور شعوركم وأنتم أحد أكبر رجالات السياسة عايشوا الفترة عن قرب؟ ثم كيف بدأت هته الفكرة الملحمة وكيف انتهت؟
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا