قلب المؤمن
مثل ما هو حال الدنيا وفصولها...كذاك حال القلوب وتقلباتها..والنفوس على ما جُبلت .... إناؤها بما فيه ينضح....
/ اللهم ثبّت قلبي على دينك/
قلب المؤمن . هو قلب قد استقر فيه نورالإيمان واستوطنه ... قلب قد أتقن الكتاب فخاف مقام ربه فخشي العذاب’ ومن أيقن بالموت خشي ضمة القبر .....
الحياة الدنيا يومان’ لك وعليك’ وفي كليهما انظر أيها المؤمن ما أنت فاعل فيهما قبل أن تُقبَر...
وقد علمت يقينا أن الدنيا حلالها حساب وحرامها عقاب ’ وأن بريقها فتان مفتن ’ هالك مهلك’ حلاّق محلّق’ كن فيها لبقا حاذقا’ لسِنا فطنا ’ كيّسا لا مداهنا’’ واعمل في دنياك بمعروف ولأخراك بنهي عن منكر ’ فوالله وتالله ليس لك ساعة تلف الساق بالساق إلا عملك ’ وقد عاد أهلك وذووك وأحبابك ورجع عنك مالك الذي سرعان ما يُوزَّع ’ وتبقى وحيدا في لحدك إلا من عملك ’ إما صالح به تسعد وتفرح وإما طالح به تشقى وفي النار تُلقى....
أيها المؤمن ..أوصيك ونفسي اللوامة الأمّارة الخاطئة الخطاءة’ أن تتذكر أن تواجدك على ظهر الفانية ما كان إلا لهدف محدد معين معلوم.. إنه عبادة الله الواحد القهار وحده لا شريك له ’ دون أن تنسى نصيبك من الدنيا فيما أحله الله لك ولي ولنا جميعا’ وقد جعل لكل منا مسلكا يسلكه بتدبر وتأمل وخشية وخوف ’ رغبة ورهبة’ طمعا في توفيقه ورضاه ورحمته ..
والآن دعني أقول لك : هل القلب ذو فلقتين كما هي ألسنة المرائين ’ الساعين بالفتنة والنميمة’ بالضغينة والحقد والحسد’ بالبغض والأنانية والشح والمكروالتكبر والخداع’ بالإفك والكذب والبهتان بنقض العهود والتملص من الوعود....’ لا والله فقلب المؤمن لا ولن يكون على مثل ذلك الحال أبدا’ وحسب كل منا نحن ابناء أمة الاسلام أن نفقه دورنا ونعي جيدا ما لنا وما علينا إن نحن بالله آمنّا ورسوله – صلى الله عليه وسلم- اتبعنا واقتدينا..شعارنا لا ضرر ولا ضرار وكنا بين ذلك أمة وسطا
أما عن الحياة ومتطلباتها الوجدانية العاطفية من حب وود وأمن وأمان وإخلاص وتضحية وتفان ’ ووفاء والتزام وصدق العبارة من الكلام ’ ورعاية الأيتام والحنو على الأرامل والمعوزين وقضاء حاجات المحتاجين ’ وموافقة المظهر لما في المخبر ’ والصبر والإصطبار ومراقبة الملك الجبار في سرنا ونجوانا ’ في جهرنا وعلننا ’ في حضورها وغيابنا’ ووووو.... كل ذلك عند عندك ربك محمودا مشكورا
أما عن القلب فليس لأحد من المخلوقات عليه من سلطان’ إنما الأعمال بالنيات ....
رب قلبا سليما اسألك... رب حبا صادقا فيك وإليك وفيمن ترضاه لي من عبادك’ رب هب لي من لدنك سلطانا وما ترى لي فيه صلاحا ولك فيه رضا .
الحمد لله رب العالمين.
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا