ما ادعيت يوما ’ ولا يحق لمثلي أن يدعي فيما تبقى لي من العمر أنني كاتب أو جليس حلقات علم وأدب أو طالب شهرة أو مستجد لأفكار أو مستأجر أقلام ’ لكن ما أنا عليه وما أشعر وأحس به أسمى وأنقى وأطهر وأصدق مما اعتاد عليه الكتاب والأدباء من زرع لحروف أو حلب ضرع لشاة مغتصبة منهوبة ’ رغم براءتها ’ رغم جوعها وعطشها ’ رغم هزالها وظهور عظامها ....
شاة ولسنوات عجاف ترعى أصفر القش وتلثم بلل الطين المشقق ..
قلت ذلك لأثبت ذاك ’ وما كان ذلك إلا تكميم الأفواه المتفيهقة المتشدقة و عقر الألسنة الحادة والتي يتوارى دونها لسان الحرباء ولسان الحية ذو الفلقتين ...
أما ذاك ..هنا القيروان ’ أو ليست كلمة القيروان فارسية ’ تعني لنا نحن أصحاب اللسان العربي المبين محط القافلة؟’ فهنا محطتي وهنا خيمتي تتربع كبد باديتي
قلب الكاتب’ صغير كبير’ أما وأنه صغير حيث لم يعد يتحمل الهمز واللمز وهذا الصمت الرهيب ’ صمت أسدل وأرخى ستاره على باب قلبي ’ خنقه فأبكاه فدمعت عيناه... وراح حزينا تعسا بائسا صبحا وعشية على هذا الحال تراه..
أما أنه كبير فبرحمة من ربك ..الحسد والنكد أنكرهما’ الرياء والضغينة طمس معالمهما ’ ’ أما عن غيمة النميمة والنفس اللوامة اللئيمة منهما ربه نجاه ..
صاحبته قناعة بما قدّر القادر والرضا بما كتب المقتدر كانا هما الإثنان فراشه وغطاءه ..
الحمد لله ..الحمد لله... الحمد لله. وكأني بك يا دنيا وبكم أيضا يا أهلها فوق أرجوحة نُسجت بخيط عنكبوت ’ وما زينتك يا فاتنة يا فانية إلا كزهرة سرعان ما تذبل وتدوسها الأرجل ’ وأما يا أهلها أنتم – إلا من رحم ربي- قد قادكم غراب أتى ريحه من غرب ’ ليلكم نهار ونهاركم ليل ’ وما كان الليل إلا ليخفي الويل...هنا أجر حروفي جرا ’ واضح الرسم ’ جلي المعالم’ صاحبها له اسم ’ به عُرف وبه يُعرف
فلا مزايدة إن قلّ الأدب واسودّ الكلِم ’ وإني لمدرك بأننا لا نسع الناس بأموالنا ولا بجاهنا ولا بسلطاننا ولكن نسعهم بحسن أخلاقنا ’ كما علّمنا نبينا ورسولنا محمد – صلاة ربي وسلامه عليه – إني بكلامي هذا زعيم والله أعلم....
يا هذا ويا تلك الجبل أصله من حصى .. أصلها من ذرات...تراه هادئا صامتا ثابتا لكن احذر فإن بداخله بركان ’ وأن البحيرات والبحار’ وأن السواقي والجداول والأنهار كلها من ماء نزل من السماء قطرات ’ ولو شاء الله لجعله أجاجا ألآ كونوا من المسبحين ..؟
فمن حباه الله سبحانه وتعالى بطيب الخلق وزاده بسطة في البهاء والعلم عليه أن يحمد ويشكرالله’ فهذا عطاء الله ’ و عطاء الله غير مجذوذ .......................
ويبقى معي وبصحبتي إلى القبر ذاك المكنون الطاهر من السر
نعم يوما ما سيكون لنا لقاء لا محالة ’ وقوفا صفا أمام الملك الجبار صاحب الملك الواحد القهار ..
هناك يومئذ من قد أفلح وفازوسر’ وهناك من قد خسر ووجهه أغبر ..
وسيبقى في قلبي لوعة ’ وستبقى في حلقي غصة ’ وسأبقى وفيا ملتزما بعهدي ووعدي ’ انتظر يوما فجره ضياء وضخاه بهاء’ وفي ليله نور من رب الأرض والسماء ’ إنها خيوط من حرير أملس ناعم’ أعدها لها بمشيئة الرحيم الرحمن .
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا