أحبك أبـــــــي...
هي كلمة... هي عِبرة...هي عَبرات... هي تنبيه... هي تحذير... هي إنذار...
هي..هي...هي التي أردته قتيلا وهو حي...هي التي تخنق أنفاسه وتسقي مآسيه
هي الندم... هي الألم... هي الغم ... هي الهم... هي السقم... يا ليته على ذلك لم يقدم...يل ليته لم يقدم... يا ليته لم يقدم...
هيا معي قارئي الكريم’ هيا معي قارئتي الكريمة ’ تابعا ’ دققا ’ استخلصا العِبرة والعِبر ’ وإن استطعتما أن تكفكفا دموعكما فافعلا ولكن أنّى لكما ذلك بعد معرفة الخبر..؟
تمنى إقتناء سيارة وكان له ماتمنى بعد سنين من شقاء العمر ’ كان يركنها أمام بيت سكنه حيث الأمن والمقر . وعلى هذا الحال مدة بقي واستمر ’ إلى أن حل اليوم الموعود ’ اليوم المشهود’ اليوم الذي بفعل الغضب تهجّم الوالد ظلماعلى المولود ’ وما شاء الله فعل ..
أيها الوغد – نطقها بأقصى جهد من الغضب والإنفعال-: ماذا تفعل..؟. وهجم عليه كأسد على فريسته وبيده مطرقة من حديد صب طرقها عل يد صغيره ’ فلذة كبده ’ وحيده من بين ست بنات .. قلت سلّطها على يد ولده التي كانت ترسم حروفا على باب السيارة ...
الولد بالمستشفى قرب أمه وووالده .. يده ملفوفة بضمادة بيضاء ’ منها بدت نقاط حمراء .. الأم تمرر راحة يدها على جبين ابنها ’ تردفها ببسمة ودمعة . .. الوالد يجوب طولا وعرضا الحجرة تارة يرفع رأسه للسقف وهو يتمتم وأخرى ينكسه مليا وكأني به في مخاض عسير ’ وإنه لكذلك’ ما جعله غارقا في يم هواجسه ندما وحسرة............................ وينادي الولد والده : أبي متى تنمو أصابعي ...؟
أخي القارئ أختي القارئة تأملا معي يرحمني الله وإياكم الموقف ’ أيا عيني انهمرا ’ ألآ مقلتي عبّرا’ أيا بحار غرغرا’ أيا براكين انفجرا..................... متى تنمو أصابعي يا أبي..؟
الصغير المسكين علم وأنهم قطعوا أصابع يده الأربع ’ التي تضررت بوقع مطرقة الوالد على يد ولده....................................................................... لم يحتمل الأب الموقف ’ جرى.. فر.. هرب.. أسرع.. حتى إنتهى به الحال أمام بيته وتحديدا قرب سيارته جلس أرضا .. يداه على خديه.. دموع تجري من عينيه وقلبه وكبده وفؤاده شهيق وزفير غير منتظمين’ ’ رفس الأرض بقدمه ’ نظر يمنة ويسرة .. الأطفال لاهون يلعبون ’ ’ فجأة إنتفض وراح يحدق في المكان الذي كان ابنه يرسم فيه .. يا للهول .. يا ليتها كانت القاضية..وا أسفاه .. واحسرتاه.. وامصيباته.. يا ويلي ’ وراح ينتحب ويلطم وجه ’ راح يجري يجري يجري ’ والناس من حوله في حيرة من أمره ...وقد ظنوا أنه قد أصيب بمس .. ولكن كلا إنه عصارة من أشد أنواع الندم ’ فالذي كان ابنه قد رسمه هو عبارة : أحبك أبي.
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا