تحليل أسباب تدهور المردودية؟
المردودية والنمو: ترتبط مردودية المؤسسة بتنافسيتها وحصتها في السوق وبتنافسية القطاع أيضا. فيكتسي مفهوم المردودية أهمية كبرى في التحليل، إذ أن علاقتها بالنمو جد وطيدة ودقيقة، حيث تعتبر مؤشرا جيدا للدلالة على النمو الذاتي. وعليه، فإن تحليل المردودية يعد جانبا هامـا في تحليـل ديناميكيـة النمـو في المؤسسات الاقتصادية. وتتشكل المردودية بتفاعل يحصل بين مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والمالية على شكل نسب مالية، هي بمثابة المركبـات المفـسرة والمحددة لمعدل المردودية المحقق، ويسمى ذلك بالتعبير الرياضي لها، وبواسطة هذا الأخير يمكننا إعطاء التفسير المالي لمصدر مردودية المؤسسة ومـن ثم إدراك المنطق المالي لنموها . يوجد في الواقع مدخلين أساسيين للمردودية، يتعلق الأول بمفهوم المردودية من وجهة نظر المؤسسة (المردودية الاقتصادية)، بينما يتعلـق الثـاني بمفهومها من وجهة نظر المساهمين في رأس مالها (المردودية المالية)،
يمكن أن تنتهج المؤسسة ثلاثة سلوكات لتحقيق مردودية مالية :
- سلوك تجاري : ويتمثل في قوة الهامش الصافي، حيث يعتبر هذا السلوك تطبيق للسياسة التجارية للمؤسسة؛
- سلوك مالي : ويتمثل في قوة الرفع المالي، وهو ما يعكس تطبيق السياسة المالية للمؤسسة؛
- سلوك إقتصادي : ويتمثل في الفعالية الإنتاجية المرتفعة.
.الدور الثلاثي للمردودية المالية: يؤدي مؤشر المردودية المالية دورا جد هام في ترشيد القرارات الاستراتيجية والإدارية وخاصة تلك المتعلقة بالنمو . فتبرز أهمية هذا المؤشـر مـن خلال دوره الثلاثي، حيث يمكن اعتبار المردودية المالية قيدا أو نتيجة أو سببا. 1 .المردودية المالية كقيد يمكننا إدراك هذه الرؤية من خلال عملية المفاضلة بين بائل التمويل، حيث أن اختيار المؤسسة لمورد مـالي معين، دون آخر، يتوقف على نتيجة المقارنة بين تكلفة المورد المالي ومعدل المردودية المتولد عنه (تقديريا). فتفرض التكلفة المصاحبة لرأس مال معين علـى المؤسسة تحقيق مردودية تغطي على الأقل تكلفة المورد المالي، وهكذا تظهر المردودية المالية شرطا (أو قيدا) تتقيد به المؤسسة عن اختيارها لتمويـل معـين. فتهدف هذه النظرة إلى تدنية تكلفة مصادر التمويل وهذا ما يعرف باقتصاد الموارد المالية للاختيارات الاستراتيجية. 2 .المردودية المالية كنتيجة أشرنا فيما سبق إلى أن معدل المردودية المالية يمكن تحليله إلى ثـلاث مركبـات، الهـامش، دوران الأصـل 5 الاقتصادي ومعامل الاستدانة.
لمردودية المالية كسبب: تفيد هذه النظرة بأنه في إطار تعظيم المؤسسة لمردوديتها المالية، فإهنا ستحاول استخدام حجم معين من الاسـتثمارات بمقابـل مناسب من الموارد المالية، وهذا ما يؤدي إلى ضرورة الرشادة في تحديد الحجم الضروري للاستخدامات . وعادة ما يكون الرفع في حجـم الاسـتخدامات الثابتة متبوعا بارتفاع في الاحتياج لرأس المال العامل، وبالمقابل فإن تلك الاستخدامات تقابلها مصادر تمويل وهي الأخرى تكون مصحوبة بتكلفة ظاهرة (ما عدا التمويل الذاتي). وتكون بذلك المردودية المالية سببا في انتهاج المؤسسة لسياسة محددة في تمويل استثماراهتا، كالتمويل عن طريق القرض الإيجاري مـثلا . فيتوقف نجاح المؤسسة في قراراهتا الهادفة إلى رفع المردودية المالية بتعظيم الأرباح عند رأس مال ثابت، أي تحسين عائد الأصل الممـوَّل بـذات رأس المـال. والهدف هنا هو تعظيم المردودية الاقتصادية.
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا
السبت 16 يونيو - 3:23
