عمــــــــا تفتشين بعد يا نفســــــــــي..؟
حين اهتزت الأرض وربت.. حين جرت المياه سواقي وأنهارا.. حين اخضرت الأوراق التي على الأغصان .. حين أينعت و حل يوم حصادها من على الأشجار قطفت الثمار.. وأخذت بي النشوة فانتشت نفسي ’ وبدل أن أفترش حلسي رحت أركب البحار ’ شققتها’ وكبد السماء ينذرني إنذرا’ لم أعبأ بقول ولا بنصيحة ’ جست بين الديار ’ زرت عواصم كثيرة مما اشتهت نفسي ساعتها وجبت العديد من الأقطار ’ ما أوقفني إلا سد وكأن وراءه يأجوج ومأجوج وهم قوم لا يفقهون حديثا
عما تفتشين بعد يا نفسي...؟ ألم تشبعي’ ألم ترتوي ألم يغنيك ما أنت عليه من فاخر اللباس ..؟
محير أمرك ’ عجيب حالك’ غريب أناسك ’ ما عساي بفاعل الآن وقد ذهب كل شيئ’ راح كل شيئ’ تبخر كل شيئ ولم يبق لدي شيئ ..
و ولّى العمر فما عدت في نظرك بقادر’ حرمتيني ’ جوّعتيني’ بصمتك الرهيب كثيرا ما أذيتيني ’ ثم بعد ذلك من شاهق ألقيتيني.............. رحمك الله يا عمر...
أنت يا نفسي نفس لوامة ’ لا تثبتين على بساط وإن كان منك على مرمى حجر......
أنت يا نفسي نفس أمّارة ’ طموحك يزداد ’ لا تكتفي ’ لاتشبعي ولو ملّكوك عمارة بعد ألف عمارة’ ولو رفعوك فوق الأعناق ما أنت راضية إلا بسدة الإمارة ’ وكان لك ذلك كله فلِما أنت هكذا دوما غدّارة.. [ عادت لعترها لميس] أهذا ما أنت تكد من أجله يا إبليس ...؟
لا أطيق .. لا أطيق... لا أطيق بعد هذا للُّبس والتلبيس’ كبُر عندي وجع الصمت
لِما بربك أرأيت مني شيئا من الخبث والتدليس ..؟ أجربتيني يوما فوجدتيني وحشا لا أليق بأن أكون نِعم الجليس ..؟ كنت أظنك أنك أنت نفسي المطمئنة الأمينة الآمنة المؤمنة المؤَمّنة ’ ... أنا ما ظلمتك ولكن أنت من ظلمت’ أنا ما خنتك ولكن أنت من تخيلت ثم تخليت, أنا ما ترتك وما أنا باركك’ فهل أنت لازلت على العهد كما كنت..’ أم أن قر الشتاء وحر الصيف واصفرار وجه الخريف كلهم جميعهم تواطأوا على وأد الوعود وقبر بذور الربيع ’ ونحر ذاك اليتيم الرضيع..؟على كل
الحمد لله ذي الجود والمِنّة.
=
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا
الأربعاء 3 أغسطس - 12:58
