كامل الغزي
اسمه ومولده وأسرته:
هو العالم المؤرِّخ الأديب الشاعر الشيخ كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الشهير بالغزي، وُلد بحلب سنة 1270ه=1853م، في أسرة اشتهرت بالعلم والفضل والوجاهة في ميادين الزراعة والتجارة، فوالده الشيخ حسين البالي، وُلِدَ في مدينة غزة بفلسطين، ودرس في الأزهر، ثم رحل إلى جزيرة أرواد أمام شاطئ مدينة طرطوس، ومنها إلى طرابلس الشام، واشتهر بفضله فيها، ثم دُعي إلى التدريس في مدينة حلب، فعالج علوم الشريعة والحديث والمنطق واللغة والأدب العربي، فأحدث نهضةً فكريَّةً وأدبيَّة، تُوفِّي في الخامسة والثلاثين من عمره، تاركًا ابنه كامل يتيمًا في اليوم التاسع من عمره، وتزوَّجت أمُّه بعده الشيخ محمد هلال ابن محمد الآلاجاتي، وأنجبت منه أخاه الشيخ بشير الغزي الذي ربَّاه في حجره صغيرًا حتى غلبت كنيته عليه.
نشأته ودراسته:
نشأ كامل الغزي في كنف زوج أمِّه الذي أحسن رعايته، ولما بلغ سنَّ الدراسة دخل الكتَّاب، فحفظ القرآن الكريم وله ثماني سنوات، ودخل بعد ذلك (المدرسة القرناصية) بحي الفرافرة بحلب، فتابع فيها دروسه الابتدائية والثانوية، وفيها حفظ أكثر من عشرين ألف بيتٍ، منها: ألفية ابن مالك، والشاطبية، وعقود الجمان لـ السيوطي. ثم انتقل بعد ذلك إلى العلوم العالية فدرس التفسير والحديث النبوي والفقه على شيوخ وأعلام بلده مثل الشيخ محمد علي الكحيل والشيخ مصطفى الكردي.
سفره إلى الحجاز:
اتصل كامل الغزي بأصدقاء أبيه ومعارفه، وبلغ إلى مجالس والي حلب آنذاك (محمد رشدي باشا الشرواني) فأعجب الوالي بذكائه ومعرفته، وقرَّبه إليه، ولما نُقل الوالي حاكمًا للحجاز اصطحبه معه وجعله إمامًا لتلك البلاد، فرأى الديار المقدَّسة وعرف بلادًا بعيدة واسعة فتفتَّح عقله وتنبَّه ذهنه، لكن مقامه هناك لم يطل لأكثر من ثمانية أشهر؛ لأنَّ الوفاة أدركت ذلك الوالي الشرواني في مدينة الطائف.
متابعته الدراسة وأعماله ووظائفه:
ولما رجع إلى حلب استأنف دراسته ودخل (المدرسة العثمانية)، وظلَّ فيها حتى سنة 1878م، انقطع خلالها إلى طلب العلوم العقلية والنقلية، ثم تقلَّب في وظائف الدولة؛ فعمل أمين مستودع في قضاء روم قلعة بولاية أورفة، ومترجمًا لمطبعة الولاية بحلب، ثم في كتابة الضبط في محكمة التجارة، ثم عضوًا في المجلس البلدي بحلب لمدَّة عشر سنوات، وتولَّى سنة 1882م تحرير جريدة الفرات الرسميَّة والإسبوعيَّة بحلب نحو عشرين عامًا بعد عبد الرحمن الكواكبي، وصار في أثناء ذلك عضوًا ثم رئيسًا لكتاب المحكمة الشرعيَّة للحكم والنظر في الدعاوى، ومنحته الدولة العثمانية سنة 1898م رتبة «أدرنة» الرفيعة مصحوبة بالوسام المجيدي الثالث.
وفي سنة 1901م أسَّس مكتب صنائع الأحذية والألبسة والنجارة، وبقي مديرًا له أربع سنوات، وكان قد انتسب إليه (160) طالبًا، واستأجرت له دائرة معارف حلب دار الصابوني الواقعة في محلَّة باب قنِّسرين أمام جامع الرومي، ثم صار ثانيةً رئيسًا لكتاب المحكمة الشرعية، ثم عضوًا فرئيسًا لغرفة التجارة، وأنشأ في عام 1908م -مع حكمت ناظم- جريدة «صدى الشهباء»، ثم صار رئيسًا لمجلس المصرف الزراعي بحلب أربع سنوات، وفي سنة 1913م صار تاجرًا للسمن والشمع، وانتخب عضوًا في المجلس البلدي، وبقي كذلك إلى سنة 1922م، ثم أسَّس المكتبة العامة للمدرسة الخسروية التابعة لمديرية أوقاف حلب، ورتبَّها، ووضع برنامجها، وفي أثناء ذلك انتُخب في عام 1923م عضوًا مراسلًا للمجمع العلمي العربي بدمشق، فعيَّنه المجمع مديرًا لشئون فرعه في حلب، ومشرفًا على خزانة كتبه.
وفي سنة 1924م منح وسام المعارف الفرنسيَّة من الدرجة الثانية، وسُمِّي عضو شرف للمجمع العلمي الفرنسي في باريس، وفي سنة 1930م صار أول رئيس لجمعيَّة الآثار القديمة «العاديات»، وعضو اللجنة الإدارية للمتحف الوطني بحلب، ورأس تحرير مجلة «العاديات السورية»، وفي سنة 1931م نال وسام المعارف الفرنسية من الدرجة الأولى ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثانية.
انصرافه إلى دراسة الآثار وتأليفه "نهر الذهب في تاريخ حلب":
في العشرين الأخيرة من سنيِّ حياته انصرف إلى دراسة الآثار، وتدوين الوقائع، وجمْع الوثائق، ومراجعة السجلات الخاصَّة ببلدته الشهباء وأعمالها وتوابعها، وقدَّم جهودًا جبَّارة استنزفت أوقاته وكثيرًا من أمواله لجمع الشوارد وجمع التراجم، ولمـَّا تمَّ له ما أراد وضع كتابه الشهير: «نهر الذهب في تاريخ حلب»، وهو يُعدُّ بحقٍّ أثره الخالد.
وقد جمع في كتابه ألوان البحث عن تاريخ حلب في (صنائعها، ومدارسها، ومذاهبها، وأديانها، وعاداتها، وحياتها الاجتماعية في مختلف أحيائها القديمة والحديثة)، رسمها الغزي بريشته ووقف عليها بنفسه، وقال في مقدِّمته: (وبعد، فإنِّي منذ زمنٍ بعيدٍ أُعاني جمع هذا الكتاب، وأصرف على تأليفه من نقد عمري وجوهر مالي ما يستكثر مثله من أمثالي، وقد تتبَّعت من أجله العدد الكثير من الكتب التاريخيَّة وغيرها، وتصفَّحت زهاء مائة مجلَّدٍ من السجلات المحفوظة في المحكمة الشرعيَّة، وتكبَّدت عناءً زائدًا في الاطلاع على دفاتر الدوائر الرسميَّة، وعلى ما هو مدَّخر في المكتبات الخيريَّة والأهليَّة من المجاميع والرقاع الخصوصيَّة، التي سطَّرها ذووها في بعض شئونٍ تاريخيَّةٍ ذات أهميَّةٍ عظيمةٍ في وقتها، فكنت لا أصل إلى ما يهمُّني أمره من هذه المواد إلَّا بعد عناءٍ شديدٍ ونفقةٍ باهظة، وكنت في أثناء استقصائي أخبار الآثار أضطرُّ في بعضها إلى تحمُّل مشاقِّ الأسفار لأتمكَّن من الاطِّلاع على حقيقة حالها، وأكتب عنها كتابة تحقيقٍ لا كتابة تقليدٍ وتلفيق).
قال الدكتور عبد الرحمن كيالي عن هذا الكتاب: إنَّه صورةٌ ناطقةٌ لأفكار الفقيد وأدبه وأسلوبه العلمي، وهو من حيث المحتويات والعلوم التي تناولها دائرة معارف خاصَّة بالشهباء، وقد ذكر فيه علم الطوبوغرافيا والأقاليم، وعلم المدن والإدارة والإحصاء، وعلم العمران والعادات، ثم علم الآثار، وعلم الحوادث والوقائع، وأخيرًا؛ تراجم الأحوال.
ومن مقدَّمته تَعْلَم كتب التواريخ التي بحثت عن حلب، وتعلم ما قيل عن إقليمها وهوائها وعمرانها في الماضي والحاضر، وتعلم تقسيماتها الإدارية، وأسماء محلَّاتها ومن يسكن تلك المحلَّات من أسرٍ شهيرة، وتعلم منها إحصاءات النفوس والواردات والإنفاقات والاعتبار وبقيَّة الضرائب، وتعلم -أيضًا- بماليَّتها وطوائفها، وبأسماء الأقضية وتاريخ مدنها وأسرها أيضًا، وتطَّلع على منتوجاتها الزراعيَّة ومياهها والأمراض التي تعتريها، وفي الجزء الثاني الذي خصَّصه بالباب الأول تعلم الآثار الدينية والعلمية والخيريَّة الموجودة في مدينة حلب، وتعلم أهم الوقفيات الواردة في سجل المحكمة الشرعية وشروط واقفيها ومستحقِّيها وما تبدَّل في أعيان عقاراتها. وفي الجزء الثالث، الذي هو الباب الثاني تعلم: الحوادث التاريخية والسياسية والاجتماعية والعمرانية من قبل الإسلام وبعده حتى وقتنا الحاضر.
ومن يطَّلع على الأجزاء الثلاثة ويُدقِّق في محتوياتها يُقدِّر عظيم فائدتها، ويعلم أهميَّتها، ويتصوَّر التعب والمشقَّة اللَّتين تحمَّلهما للحصول على ما أورده فيها".
ثم يقول: "ما كاد ينتهي من الأجزاء المذكورة ويتهيَّئ لطبع الباب الثالث والرابع الخاصَّين في تراجم الرجال الماضين والمعاصرين، حتى داركه ضيق اليد وكساد العلم، وأخيرًا القدر، فانتهت أيَّامه المعدودة ولم يُوفَّق لإنهاء ما أراد، فبقي الأثر النفيس ناقصًا، وبقي بنو الشهباء مقصِّرين".
عنايته بالشعر والأدب:
توجَّه الغزي إلى الشعر العربي القديم، فجمع أشعار قومه من بلاد الشام وتناولهم بالدراسة، كما جمع أشعار القدماء، واجتلب المخطوطات النادرة، فقرأ شروح المتنبي ودواوين العباسيِّين، وانتهى إلى فهمٍ عميقٍ للشعر العربي واللغة العربية، لذلك اختاره المجمع العلمي عضوًا فيه، ثم رئيسًا لفرعه بحلب سنة 1921م، وقد جعل هذا الفرع في قلب الأسواق الداخلية للمدينة، وجمع فيه مكتبة غنية، فكان الشيخ كامل الغزي يجتمع إلى إخوانه وأبنائه الطلاب يُحلِّل ويشرح لهم ما جاء في هذه الكتب، لذا كان فرع المجمع نواة لتخريج شباب كثيرين بلغوا مبلغًا عظيمًا من العلم والجاه.
نظم كامل الغزي الشعر، وكان يُساير روح العصر في شعره، كما اشتهر عنه شعر العبث بالناس أو السخرية الجميلة، وسجَّل في شعره الكثير من أغراضه الخاصَّة والعامَّة.
وله قصيدةٌ حكميَّةٌ جعلها في مائة وعشرين بيتًا كلها حكمة وإرشاد، نظمها بمناسبة ولادة ابنه (حسين فيصل) سنة 1338ه، فأراد أن يُبقي لولده -الذي ليس له سواه من الذكور- وصيَّةً جمعت اختباراته وتجاربه في الحياة ليعمل بموجبها؛ فلا يضل الطريق ولا تغرُّه سوآت المجتمع، وشرح هذه القصيدة وعلَّق عليها وجعل فيها كلَّ الآراء التي يُريد لابنه أن يتَّخذها وأن يتعلَّمها، وجعل هذا الشرح في رسالةٍ بعنوان (القول الصريح في الأدب الصحيح)، وهي لا تقف عند النصائح الجامدة وإنَّما تضمُّ معلومات شتَّى عن الفرق والمذاهب والقضاء والقدر، وما أصاب الأمَّة الإسلامية من ذلك كلِّه على مدى التاريخ، كما تضمَّنت آراء سياسيَّة واجتماعيَّة شديدة الجرأة.
كما كتب رسائل عدَّة في الإصلاح، ومقالات كثيرة نشرها في صحف حلب وبيروت والقسطنطينيَّة.
ومن منظوماته: القصيدة المزدوجة وفيها هجو حكومة تلك الأيام، وقد نشر عدَّة قصائد ومقالات في مجلات وصحف حلب ودمشق وبيروت والأستانة.
الروزنامة الدهرية:
أحسَّ الشيخ الغزي حين قرأ التاريخ الإسلامي وذكر السنين الهجريَّة فيه بأيَّامها وشهورها، شدَّة الحاجة إلى جداول تستهلُّ موازنة الشهور الغربيَّة بالعربيَّة والسنين الهجريَّة يالميلاديَّة، فألَّف (الروزنامة الدهريَّة) التي استلبت منه وقتًا طويلًا في حساب الرياضيات ورسم الأرقام، و«الروزنامة الدهريَّة وذيلها» طُبعت في حلب سنة 1922م.
رئاسته جمعية العاديات وكتابته في مجلتها:
اختارته (جمعية العاديات) بحلب عام 1930م رئيسًا لها، وظلَّ على ذلك حتى آخر أيَّامه، وكان يُرسل فيها مقالاته عن حلب وآثارها تنشرها مجلة العاديات معتزَّة ببحوثه وآرائه.
من آثاره:
ـ (نهر الذهب في تاريخ حلب): طُبع منه ثلاث مجلَّدات من أصل أربعة، طبع في المطبعة المارونية سنة 1922م، ثم أُعيد طبعه، وقدَّم له وصحَّحه وعلَّق عليه شوقي شعث، والجزء الرابع منه في التراجم لمـَّا يُطبع بعد، ذكره الغزي في نهاية الجزء الثالث فقال: (انتهى الجزء الثالث من كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب ويليه الجزء الرابع000). وقد أشار الى الجزء الرابع مرارًا في الأجزاء الثلاثة الأولى المطبوعة من كتابه باسم (التراجم والسير)؛ حيث قال أنَّه سيذكر فيه أعلام حلب وسير الأسر العظام فيها متقصِّيًا تاريخها وأحواله، وقد كان الغزي مرجعًا لا سبيل إلى الشكِّ في معلوماته عن تاريخ الأسر الحلبيَّة؛ لأنَّه كان مطَّلعًا -بحكم عمله رئيسًا لديوان المحكمة الشرعية في حلب- على دفاتر المحكمة التي تعود الى أكثر من ثلاثمائة عام في حينه، وتحتوي على تفاصيل العلائق الاقتصادية والاجتماعية الحلبية.
وقد رحل الغزي دون أن ينشر ذلك الجزء، وتبعثرت مكتبته دون أن يظهر الجزء المفقود، والأغلب أنَّ الغزي قد تحرَّج من نشره في حياته خشية أن يُثير حفيظة بعض من تناول ذويهم بالترجمة بذكر مالا يرغبون معرفة الناس به، وإلَّا فلم يكن ثمَّة سبب معقول آخر يمنع الغزي من نشره؛ وهو الذي حرص أن يذكر في كتابه أكثر من مرَّة أنَّ كتابه غير منقول ولا مسبوق، وأنَّه يُريد أن يُوصل حقائق جديدة إلى الناس عوضًا عن تكرار ما كتبه الأسلاف.
ـ (جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة): استخرجه من كتب الحديث والسنة ليُبرهن على ما منحتهم إيَّاه الشريعة الإسلامية من الحقوق، وعنايتها بصيانتهم وكفالتها لحريتهم وسعادتهم. وهو مخطوط يقع في 400 صفحة، والمخطوط في حوزة الشيخ يونس رشدي أمين دار الكتب الوطنية.
ـ «القول الصريح في الأدب الصحيح»: هو شرح في 192 صفحةً لأرجوزته اللاميَّة التي نظمها وصيَّةً لابنه الذي وُلد له عند بلوغه 68 عامًا، وتقع في 121 بيتًا، نشرتها مجلَّة الضاد في العددين 3 و4 لعام 1933م، وقد نُشر جزءٌ من هذا الشرح في مجلَّة المجمع مج5 فيه 51 بيتًا من القصيدة، ولم تزل تتمَّته مخطوطة.
ـ (الروضة الغنَّاء في حقوق النساء): مخطوط، ذكر المؤلف في ترجمته أنَّه في 400 صفحة، وأشار الزركلي إلى أنَّه مخطوط.
ـ (ديوان شعر): مخطوط، أشار الغزي في ترجمته المذكورة آنفًا إلى أنَّه يقع -لو جُمع- في مجلَّدٍ كبير، وقد بلغت الأبيات التي عثر عليها في المصادر مايزيد على 185 بيتًا.
ـ «رسائله إلى المجمع العلمي العربي بدمشق»: لمـَّا تُطبع بعد، وهي بخطِّ الأب جرجس منش زميله في عضوية المجمع.
ـ «إتحاف الأخلاف في أحكام الأوقاف»: عرَّبه من التركيَّة لمؤلِّفه عمر حلمي، وطُبع في مطبعة البهاء بحلب 1327هـ=1909م.
ـ «ترجمة أبيه حسين وأخيه بشير»: نشرها الشيخ محمد راغب الطبَّاخ في كتابه «إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء»، وغير ذلك من رسائل في الصرف والنحو والأدب.
ومن كتبه المار ذكرها وما حرَّره في الجرائد العربية والمجلات في بيروت ودمشق وحلب والآستانة من مقالات، يُستدلُّ على أنَّه كان من الموسوعيِّين الذين وعوا نتاج من سبقهم، وحقَّقوا في منقولاتهم وأضافوا إليها.
وفاته وتأبينه:
تُوفِّي الشيخ كامل الغزي في سحر يوم السادس عشر من رمضان سنة1351ه= الثاني عشر من كانون الثاني 1933م، عن ثمانين عامًا ونيف، ودُفن في مقبرة الشيخ جاكير بحلب، وكان قد تزوَّج امرأتين، وأعقب ولدًا وبنتًا، هما: حسين فيصل، ونفيسة.
وأُقيمت لتأبينه حفلة كبيرة عدَّد فيها الخطباء مزاياه، كما أقامت جمعيَّة العاديات حفلة تذكاريَّة لوفاته في حديقة نادي حلب بتاريخ 21 أيار سنة 1935م، وحضرها نخبةٌ من أصدقاء الفقيه من ذوي العلم والأدب في الشهباء.
***
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا