منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/
منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

أهلا وسهلا في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب نحن سعداء جدا في منتداك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الأستمرار و الاستمتاع بالإقامة معنا و تفيدنا وتستفيد منا ونأمل منك التواصل معنا بإستمرار في منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب و شكرا.

تحياتي

ادارة المنتدي

https://ouargla30.ahlamontada.com/


منتدى علمي ثقافي تربوي ديني رياضي ترفيهي
 
الرئيسيةالبوابة*الأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى ، فيرجى التكرم بزيارةصفحة التعليمـات، بالضغط هنا .كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيعو الإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب .

إعراب القرآن كاملا

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى

منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب :: °ღ°╣●╠°ღ°.. المنتديات الإسلامية ..°ღ°╣●╠°ღ° :: القسم القرآن الكريم

شاطر
 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:08
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا


إعراب القرآن كاملا





سورة البقرة *2* : الآيات 118 الى 119]
وَ قالَ
الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ *118* إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ *119*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 175
الاعراب
:
*

وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ* الواو استئنافية وقال فعل ماض والذين فاعل وجملة لا يعلمون صلة الموصول *لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ* لو لا حرف تحضيض بمعنى هلّا ويكلمنا اللّه فعل ومفعول به مقدم وفاعل *أَوْ* حرف عطف *تَأْتِينا* عطف على يكلمنا *آيَةٌ* فاعل *كَذلِكَ* الجار والمجرور صفة لمفعول مطلق محذوف أو حال وقد تقدم بحثه *قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ* فعل وفاعل ومن قبلهم صلة الموصول *مِثْلَ قَوْلِهِمْ* بدل من كذلك *تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ* فعل وفاعل *قَدْ* حرف تحقيق *بَيَّنَّا الْآياتِ* فعل وفاعل والآيات مفعول به وعلامة نصبه الكسرة *لِقَوْمٍ* الجار والمجرور متعلقان ببينا *يُوقِنُونَ* الجملة صفة لقوم *إِنَّا* إن واسمها *أَرْسَلْناكَ* فعل وفاعل ومفعول به *بِالْحَقِّ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ملتبسا به ومصاحبا له وجملة أرسلناك خبرها *بَشِيراً* حال أيضا *وَنَذِيراً* عطف على بشيرا *وَلا تُسْئَلُ* الواو استئنافية على الأرجح ولا نافية وتسأل فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت *عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ* جار ومجرور متعلقان بتسأل.
[سورة البقرة *2* : الآيات 120 الى 121]
وَ لَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ *120* الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ *121*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 176
الاعراب
:
*

وَ لَنْ* الواو استئنافية ولن حرف نفي ونصب واستقبال *تَرْضى * فعل مضارع منصوب بلن *عَنْكَ* الجار والمجرور متعلقان بترضى *الْيَهُودُ* فاعل *وَلَا النَّصارى * عطف على اليهود *حَتَّى* حرف غاية وجر *تَتَّبِعَ* فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى *مِلَّتَهُمْ* مفعول به والفاعل مستتر تقديره أنت *قُلْ* فعل أمر مبني على السكون والجملة مستأنفة *إِنَّ* حرف مشبه بالفعل *هُدَى اللَّهِ* اسمها والجملة في محل نصب مقول القول *هُوَ* مبتدأ *الْهُدى * خبره والجملة الاسمية خبر إن *وَلَئِنِ* الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وإن حرف شرط جازم *اتَّبَعْتَ* فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط والتاء فاعل *أَهْواءَهُمْ* مفعول به وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم *بَعْدَ* ظرف *الَّذِي* اسم موصول في محل جر بالإضافة والظرف متعلق باتبعت وجملة *جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ* لا محل لها لأنها صلة الموصول ومن العلم في محل نصب حال *ما لَكَ* ما نافية ولك جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *مِنَ اللَّهِ* جار ومجرور متعلقان بولي *مِنْ وَلِيٍّ* من حرف جر زائد وولي مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر *وَلا نَصِيرٍ* عطف على ولي *الَّذِينَ* اسم موصول مبتدأ *آتَيْناهُمُ الْكِتابَ* فعل وفاعل ومفعولا آتينا وجملة آتيناهم لا محل لها لأنها صلة الموصول *يَتْلُونَهُ* فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والهاء مفعول به والجملة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 177

خبر الذين *حَقَّ تِلاوَتِهِ* مفعول مطلق *أُولئِكَ* اسم إشارة مبتدأ *يُؤْمِنُونَ بِهِ* الجملة خبر أولئك ، وجملة أولئك يؤمنون به خبر بعد خبر *وَمَنْ* الواو عاطفة ومن اسم شرط جازم مبتدأ *يَكْفُرْ* فعل الشرط *بِهِ* جار ومجرور متعلقان بيكفر *فَأُولئِكَ* الفاء رابطة واسم الاشارة مبتدأ *هُمُ* مبتدأ ثان *الْخاسِرُونَ* خبر هم والجملة الاسمية خبر أولئك ويحتمل أن يكون هم ضمير فصل أو عماد لا محل له.
الفوائد :
إذا اجتمع شرط وقسم استغني بجواب المتقدّم منهما عن جواب المتأخر لشدة الاعتناء بالمتقدم ما لم يتقدم عليهما مبتدأ فحينئذ يترجح جانب الشرط.
[سورة البقرة *2* : الآيات 122 الى 123]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ *122* وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ *123*
الإعراب
:

*يا بَنِي إِسْرائِيلَ* يا حرف نداء للمتوسط وبني منادى مضاف وإسرائيل مضاف اليه وقد تقدم اعراب نظيره *اذْكُرُوا* فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل *نِعْمَتِيَ* مفعول به والجملة مستأنفة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 178

مسوقة للتذكير بالنعم التي أسبغها اللّه على بني إسرائيل وجحدوا بها *الَّتِي* اسم موصول صفة *أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ* الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *وَأَنِّي* اني وما بعدها عطف على نعمتي أي وتفضيلي إياكم على عالمي زمانكم *فَضَّلْتُكُمْ* فعل وفاعل ومفعول والجملة خبر اني *عَلَى الْعالَمِينَ* جار ومجرور متعلقان بفضلكم *وَاتَّقُوا* الواو حرف عطف واتقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل *يَوْماً* مفعول به على حذف مضاف أي خافوا عذابه *لا تَجْزِي* لا نافية وتجزى فعل مضارع مرفوع *نَفْسٌ* فاعل *عَنْ نَفْسٍ* الجار والمجرور متعلقان بتجزي *شَيْئاً* مفعول به أو مفعول مطلق والجملة الفعلية صفة ليوما *وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ* عطف على ما تقدم وعدل نائب فاعل *وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ* عطف أيضا *وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* عطف أيضا وهم مبتدأ وجملة ينصرون خبر والواو نائب فاعل.
[سورة البقرة *2* : آية 124]
وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ *124*
اللغة :
*إِبْراهِيمَ* : معناه في السريانية أب رحيم.
الاعراب
:
*وَإِذِ* الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة للتأسّي بما جرى للماضين مما يدل الى التوحيد ويزع عن الشرك وإذا ظرف لما
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 179

مضى من الزمان في محل نصب بفعل محذوف تقديره اذكر *ابْتَلى * فعل ماض *إِبْراهِيمَ* مفعول به مقدم *رَبُّهُ* فاعل مؤخر وجملة ابتلى في محل جر باضافة الظرف إليها *بِكَلِماتٍ* جار ومجرور متعلقان بابتلى *فَأَتَمَّهُنَّ* معطوف على ابتلى ومعنى الإتمام أداؤهن أحسن تأدية من غير تفريط أو توان والمراد بالكلمات ما أوحي اليه من أوامر ونواه *قالَ* فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والجملة مفسرة لا محل لها *إِنِّي* ان واسمها *جاعِلُكَ* خبرها والجملة مقول القول *لِلنَّاسِ* جار ومجرور متعلقان بجاعلك ولك أن تعلقه بمحذوف في محل نصب حال لأن كان في الأصل صفة لإماما *إِماماً* مفعول جاعلك الثاني ، أما المفعول الثاني فهو الكاف لأنه من إضافة اسم الفاعل الى مفعوله *قالَ* فعل ماض وفاعله هو *وَمِنْ ذُرِّيَّتِي* الواو عاطفة والجار والمجرور عطف على الكاف كأنه قال وجاعل بعض ذريتي كما يقال لك سأكرمك فتقول : وأخي هذا ما أعربه الكثيرون. وفي النفس منه شي ء فالأولى في رأينا أن يتعلقا بمحذوف والتقدير : واجعل من ذريتي إماما *قالَ : لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ* عهدي فاعل والظالمين مفعول به.
البلاغة :
في هذه الآية فن طريف من فنونهم يقال له : فنّ المراجعة وهو أن يحكي المتكلم مراجعة في القول جرت بينه وبين محاور في الحديث أو بين اثنين غيره بأوجز عبارة ، وأبلغ اشارة ، وأرشق محاورة ، مع عذوبة اللفظ وجزالته ، وسهولة السبك ، انظر الى هذه القطعة من الكلام التي عدة ألفاظها ثلاث عشرة لفظة كيف جمعت معاني الكلام من الخبر والاستخبار ، والأمر والنهي والوعد والوعيد وهذا هو التفصيل :
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 180
1- الخبر في قوله : « إني جاعلك » وهو في الحقيقة وعد باستخلافه على الناس.
ب- الاستخبار في ضمن الخبر لأنه فرع عليه إذ الخبر يصير استخبارا بتصدير ما يدلّ على الاستفهام.

ج- الأمر في قوله : « و من ذريتي » فإن معناه الطلب لذريته ما وعد به من الاستخلاف ، فكأنه قال : رب وافعل ذلك لبعض ذريتي وكل طلب أمر لكنه إذا كان من اللّه سبحانه أوجب حسن الأدب أن يسمى دعاء ولا يطلق عليه لفظ الأمر وإن كان أمرا في أصل الوعد.
د- النهي وهو في ضمن الأمر لأن الأمر بالشي ء نهي عن ضده فكأن معناه ولا تحرم بعض ذريتي ذلك.
ه- الوعد تقدم بيانه في الخبر.
و- الوعيد في قوله : « لا ينال عهدي الظالمين » فإن حاصل ذلك أن الظالمين من ذريتك لا ينالهم استخلافي وحرمان ذلك غاية الوعيد.
و من شواهد هذا الفن الشعرية قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي :
بيننا ينعتني ابصرنني دون قيد الميل يعدو بي الأغر
قالت الكبرى : ترى من ذا الفتى؟ قالت الوسطى لها : هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر؟
و في هذه الأبيات نكتتان بليغتان تدلان على قوة عارضة الشاعر
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 181
صاحب الفستق المقشر ، كما يسمون شعره ، ومعرفته بوضع الكلام مواضعه وهما :
1- أن قوافي الأبيات لو أطلقت لكانت كلها مرفوعة.
2- انه جعل التي عرفته من جملة البنات وعرّفت به وشبهته تشبيها يدل على شغفها بحبه هي الصغرى منه ليدل على أنه فتيّ السن بدليل الالتزام إذ الفتية من النساء لا تميل إلا الى الفتى من الرجال غالبا ليدمج في ذلك عذره بالصّبوة وأنه إنما كان منه ذلك في أيام الشبيبة.

3- ونكتة ثالثة تربو على جميع ما تقدم وهي في التذييل الذي أخرجه مخرج المثل السائر حيث قال في الحكاية عنها : وهل يخفى القمر ولا يحسب أحد أن الصغرى مالت إليه لغرارتها وضعف عقلها وتقاصره عن التمييز وقلة التجربة ، ذلك أنه أخبر عن الكبرى أنها ما كانت تعرفه وقد راقها وشغفها حبا حين رأته حتى لم تتمالك عن التساؤل عنه ، أو أنها عارفة به وإنما سألت عنه تغطية لأمرها وتعمية فيه من باب تجاهل العارف ، إما إظهارا لفرط التّولّه والتّدلّه في الحب أو لأنها كانت تنتظر أن تجاب باسمه فتلتذ بسمعه ، أما الوسطى فقد صرحت باسمه لأن منزلتها في رجاحة العقل وحصافته ورصانة اللب ونزاهته دون منزلة الكبرى فلما سترت الكبرى نفسها بالسؤال عنه لما يقتضيه عقلها صرحت الوسطى باسمه ومعرفته بالنسبة وأبانت الصغرى عما في نفسها منه بوصفها له بصفة تدل على عظم مكانته من قلبها لمكان سنها من الأختين وهذا من عجائب ما يسمع في هذا الباب ولا نحب أن نختم بحث هذا الفن قبل أن نورد بعض الشواهد فمن شواهده قول ديك الجن واسمه عبد السلام بن رغبان :
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 182
مرّت فقلت لها : تحية مغرم ماذا عليك من السلام؟ فسلمي
قالت : بمن تعني؟ فطرفك شاهد بنحول جسم قلت : بالمتكلّم
فتضاحكت ، فبكيت قالت : لا ترع فلربّ مثل هواك بالمتبسّم
قلت : اتفقنا في الهوى فزيارة أو موعدا قبل الزيارة قدّمي
فتبسمت خجلا وقالت : يا فتى لو لم أدعك تنام بي لم تحلم
و للبحتري واسمه الوليد :
و نديم حلو الشمائل كالد ينار محض النّجار عذب المصفّى
بتّ أسقيه صفوة الرّاح حتى وضع الكأس مائلا يتكفّا
قلت : عبد العزيز تفديك نفسي قال : لبيك قلت : لبيك ألفا
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 183
هاكها قال : هاتها قلت : خذها قال : لا أستطيعها ثمّ أغفى
و حسبنا ما تقدم.
[سورة البقرة *2* : آية 125]

وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ *125*
اللغة :
*مَثابَةً* : مباءة ومرجعا للحجاج يتفرقون عنه ثمّ يثوبون إليه فهو من ثاب يثوب أي رجع وقيل : هو من الثواب الذي هو الجزاء ويجوز أن يكون مصدرا ميميا أو اسم مكان والهاء فيه إما للمبالغة كعلّامة ونسّابة لكثرة من يثوب إليه أو لتأنيث المصدر كمقامة أو لتأنيث البقعة.

الاعراب :
*وَإِذْ* تقدم كثيرا اعراب نظائره *جَعَلْنَا* فعل وفاعل والجملة في محل جر باضافة الظرف إليها *الْبَيْتَ* مفعول جعلنا الاول *مَثابَةً* مفعول جعلنا الثاني *لِلنَّاسِ* متعلق بمحذوف صفة لمثابة *وَأَمْناً* عطف على مثابة *وَاتَّخِذُوا* الواو عاطفة واتخذوا فعل أمر
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 184

مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة مقول القول محذوف معطوف على جعلنا *مِنْ مَقامِ* الجار والمجرور متعلقان باتخذوا *إِبْراهِيمَ* مضاف اليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة *مُصَلًّى* مفعول اتخذوا ومن للابتداء كأنه قيل : اتخذوا مصلّى بادئين من هذا المكان ولا داعي لما تكلفه المعربون من أوجه لا يستقيم واحد منها *وَعَهِدْنا* فعل وفاعل *إِلى إِبْراهِيمَ* متعلق بعهدنا *وَإِسْماعِيلَ* عطف على ابراهيم وهو علم أعجمي أيضا وفيه لغتان اللام والنون *أَنْ* الأظهر فيها أنها تفسيرية بمعنى أي لأنها واقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه *طَهِّرا* فعل أمر مبني على حذف النون والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها مفسرة ويجوز أن تكون مصدرية والمصدر المؤول في موضع نصب بنزع الخافض *بَيْتِيَ* مفعول به *لِلطَّائِفِينَ* متعلق بطهرا *وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* عطف على الطائفين ولما كان الركّع والسجود بمثابة واحدة لأن الركوع والسجود يؤلفان الصلاة أسقط حرف العطف ونزلهما منزلة الكلمة الواحدة ولو عطف السجود بالواو لأوهم أنهما عبادتان منفصلتان.
[سورة البقرة *2* : آية 126]
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *126*
الإعراب :

*وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ* تقدم اعرابها *رَبِّ* منادى محذوف منه حرف النداء وهو مضاف الى ياء المتكلم المحذوفة *اجْعَلْ* فعل أمر
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 185

و فاعله أنت *هذا* اسم إشارة مفعول به أول *بَلَداً* مفعول به ثان *آمِناً* صفة *وَارْزُقْ أَهْلَهُ* عطف على اجعل وأهله مفعول به *مِنَ الثَّمَراتِ* متعلق بارزق *مِنَ* اسم موصول بدل من أهله *آمَنَ* الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *مِنْهُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *بِاللَّهِ* متعلقان بآمن *وَالْيَوْمِ الْآخِرِ* عطف على اللّه *قالَ* فعل ماض والجملة استئنافية لا محل لها *وَمَنْ* اسم موصول معطوف على من الأولى *كَفَرَ* الجملة لا محل لها لأنها صلة *فَأُمَتِّعُهُ* الفاء رابطة لتضمن الموصول معنى الشرط وأمتعه فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به *قَلِيلًا* مفعول مطلق *ثُمَّ* حرف عطف *أَضْطَرُّهُ* عطف على أمتعه *إِلى عَذابِ النَّارِ* متعلق باضطره *وَبِئْسَ* الواو استئنافية وبئس فعل ماض جامد لإنشاء الذّم *الْمَصِيرُ* فاعل بئس والمخصوص بالذم محذوف تقديره مصيره.
[سورة البقرة *2* : آية 127]
وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *127*
الإعراب :

*وَإِذْ* الواو عاطفة على ما تقدم وإذ ظرف لما مضى من الزمن وقد تقدم بحثها *يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ* فعل مضارع وفاعل والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها *الْقَواعِدَ* مفعول به *مِنَ الْبَيْتِ* الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ومعنى الرفع هنا البناء *إِسْماعِيلُ* عطف على ابراهيم *رَبَّنا* منادى مضاف محذوف منه حرف النداء ولا بد من تقدير قول محذوف أي يقولان ربنا ويكثر حذف الحال إذا كان
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 186

قولا أغنى عنه المقول *تَقَبَّلْ* فعل أمر معناه الدعاء *مِنَّا* الجار والمجرور متعلقان بتقبل *إِنَّكَ* إن واسمها *أَنْتَ* ضمير متصل لا محل له من الاعراب أو مبتدأ *السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* خبران لإن أو لأنت والجملة الاسمية خبر إن.
]سورة البقرة *2* : الآيات 128 الى 129]
رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *128* رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *129*
اللغة :
*يُزَكِّيهِمْ* : يطهرهم ويصفّي نفوسهم من الحوبات والآثام.

الاعراب :
*رَبَّنا* منادى مضاف وقد تقدم إعرابه *وَاجْعَلْنا* عطف على ما تقدّم *مُسْلِمَيْنِ* مفعول به ثان *لَكَ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت مسلمين *وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا* الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف دلّ عليه المذكور أي واجعل من ذريتنا *أُمَّةً* مفعول به أول للفعل المحذوف ومن ذريتنا هو المفعول الثاني *مُسْلِمَةً* نعت *لَكَ* نعت ثان لأمة *وَأَرِنا* الواو عاطفة وأر فعل أمر مبني
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 187

على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول *مَناسِكَنا* مفعول به ثان *وَتُبْ عَلَيْنا* عطف أيضا *إِنَّكَ* ان واسمها *أَنْتَ* ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ *التَّوَّابُ* خبر أول *الرَّحِيمُ* خبر ثان والجملة الاسمية خبر إن ولك أن تعرب الضمير ضمير فصل لا محلّ له من الاعراب والتواب الرحيم خبران لأن *رَبَّنا* منادى مضاف *وَابْعَثْ* عطف على ما تقدم *فِيهِمْ* متعلقان بابعث *رَسُولًا* مفعول به *مِنْهُمْ* صفة لرسولا *يَتْلُوا* الجملة إما صفة ثانية وإما حال لأن رسولا وصف بقوله منهم *عَلَيْهِمْ* متعلقان بيتلو *آياتِكَ* مفعول يتلو *وَيُعَلِّمُهُمُ* عطف على يتلو والهاء مفعول به أول *الْكِتابَ* مفعول به ثان *وَالْحِكْمَةَ* عطف على الكتاب *وَيُزَكِّيهِمْ* عطف على يعلمهم *إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* تقدم اعرابها قبل قليل.
[سورة البقرة *2* : آية 130]
وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ *130*
اللغة :
رغب عن الشي ء : مال عنه وكرهه. ورغب فيه : أراده ومال اليه وأحبه. السفه : الخفة والمراد به هنا امتهان النفس.
الاعراب :
*وَمَنْ يَرْغَبُ* الواو استئنافية ومن : اسم استفهام معناه النفي
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 188

و الإنكار في محل رفع مبتدأ وجملة يرغب خبره *عَنْ مِلَّةِ* الجار والمجرور متعلقان بيرغب *إِبْراهِيمَ* مضاف اليه وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة *إِلَّا* أداة حصر *مَنْ* اسم موصول في محل رفع بدل من الضمير في يرغب لأن الكلام غير موجب أو نصب على الاستثناء *سَفِهَ نَفْسَهُ* سفه فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول ونفسه منصوب بنزع الخافض أي سفه في نفسه وقيل : إن سفه يتعدى بنفسه كما حكى ثعلب والمبرّد فهو مفعول سفه يقال سفه نفسه : أي امتهنها وقيل : هي نصب على التمييز ولكن فيه تعريف التمييز وهو لا يكون إلا شذوذا فلا يجوز حمل القرآن عليه *وَلَقَدِ* الواو استئنافية واللام جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق *اصْطَفَيْناهُ* فعل ماض وفاعل ومفعول به *فِي الدُّنْيا* الجار والمجرور متعلقان باصطفيناه *وَإِنَّهُ* الواو حالية وان واسمها *فِي الْآخِرَةِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *لَمِنَ الصَّالِحِينَ* اللام المزحلقة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ان.
[سورة البقرة *2* : الآيات 131 الى 132]
إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ *131* وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ *132*
الإعراب :

*إِذْ* إن أضفنا الآيات بعضها الى بعض فالظرف متعلق باصطفيناه والأسهل أن نجري على النسق المتبع في القرآن وقد ألفناه فيها وهو
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 189

تعليقه بمضمر أي اذكر *قالَ* الجملة الفعلية في محل جر باضافة الظرف إليها *لَهُ* الجار والمجرور متعلقان بقال *رَبُّهُ* فاعل قال والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة *أَسْلِمْ* فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول *قالَ* فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو *أَسْلَمْتُ* الجملة الفعلية في محل نصب مقول القول *لِرَبِّ* جار ومجرور متعلقان بأسلمت *الْعالَمِينَ* مضاف اليه وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم *وَوَصَّى* الواو عاطفة ووصى فعل ماض *بِها* الجار والمجرور متعلقان بوصي *إِبْراهِيمُ* فاعل وصى *بَنِيهِ* مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة *وَيَعْقُوبُ* معطوف على ابراهيم داخل في حكمه *يا بَنِيَّ* منادى مضاف على إضمار القول أي قائلين فالجملة حالية *إِنَّ اللَّهَ* إن واسمها *اصْطَفى * الجملة الفعلية في محل رفع خبر إن وفاعل اصطفى مستتر تقديره هو *لَكُمُ* الجار والمجرور متعلقان باصطفى *الدِّينَ* مفعول به *فَلا تَمُوتُنَّ* الفاء الفصيحة وسيأتي معناها أي إذا عرفتم هذا ولا ناهية وتموتن : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والنون المشددة للتوكيد وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والأصل تموتوننّ *إِلَّا* أداة حصر *وَأَنْتُمْ* الواو حالية وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ *مُسْلِمُونَ* خبر والجملة الاسمية في محل نصب حال.
الفوائد :
1- يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا جمع المذكر السالم غير مستوف لشروطه نحو : أولي وأهلين
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 190

و عالمين ووابلين وأرضين وبنين وعشرين الى تسعين وسنين وبابه وهو كل ثلاثي حذفت لامه وعوّض عنها هاء التأنيث نحو عضين وعزين وثبين ومئين وظبين ونحوها ومفردها سنة وعضة وعزة وثبة ومائة وظبة ويلحق به ما سمّي من الأسماء المجموعة جمع المذكر السالم مثل عليّين وسجّين وغيرها.
2- كيفية اجراء الفعل المؤكد الذي تتوالى فيه النونات إذا جزم أن يقال فيه : أصل تموتنّ تموتوننّ النون الأولى علامة الرفع والثانية والثالثة نون التوكيد الثقيلة فاجتمعت ثلاثة أمثال فحذفت نون الرفع للجزم لأن نون التوكيد الثقيلة أولى بالبقاء باعتبارها دالة على معنى مستقبل فالتقى ساكنان : الواو والنون الأولى المدغمة فحذفت الواو لالتقاء الساكنين وبقيت الضمة تدل عليها وهكذا كل ما جاء من نظائره.
البلاغة :
في النهي عن الموت أو الأمر به نكتة بلاغية رائعة فهو في حدّ ذاته ليس بمنهي عنه ولا مأمور به لأنه من الأمور التي لا تدخل في الارادة الانسانية ولكنه نهى عنه هنا لإظهار أن الموت على خلاف الإسلام هو موت لا خير فيه وانه ليس بموت السعداء وكذلك الأمر بالموت تقول مت وأنت شهيد لا تريد الأمر بموته ولكن مت الميتة التي تورثك خلود الذكر في الدنيا والجنة والحياة الراغدة في الآخرة وقد تشبث أبو الطيب المتنبي بهذه النكتة فقال :
عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 191
[سورة البقرة *2* : آية 133]
أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ *133*
الإعراب :

*أَمْ* يجوز فيها أن تكون متصلة عاطفة على محذوف مقدّر كأنه قيل :

أ تدعون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء وحضورا؟ ويجوز أن تكون منقطعة بمعنى بل أي لم تكونوا حاضرين عند ما حضر يعقوب الموت والشهداء الحضور جمع شاهد ويجوز أن تكون لمجرد الاستفهام بمعنى الهمزة *كُنْتُمْ* كان واسمها *شُهَداءَ* خبرها *إِذْ* ظرف لما مضى متعلق بشهداء *حَضَرَ* فعل ماض والجملة في محل جر باضافة الظرف إليها *يَعْقُوبَ* مفعول به مقدم *الْمَوْتُ* فاعل مؤخر *إِذْ* ظرف بدل من إذ الاولى *قالَ* فعل ماض وفاعله مستتر والجملة فعلية في محل جر باضافة الظرف إليها *لِبَنِيهِ* جار ومجرور متعلقان بقال *ما تَعْبُدُونَ* ما اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لتعبدون وتعبدون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل نصب مقول القول *مِنْ بَعْدِي* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *قالُوا* فعل وفاعل والجملة استئنافية *نَعْبُدُ إِلهَكَ* الجملة في محل نصب مقول القول *وَإِلهَ آبائِكَ* عطف على إلهك *إِبْراهِيمَ* بدل من آبائك *وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ* عطف على ابراهيم *إِلهاً* بدل من إلهك أو حال موطئة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 192
أو نصب على الاختصاص لنفي ما قد يخطر على البال من تعدد الإله فأتى به لدفع التوهم *واحِداً* صفة *وَنَحْنُ* الواو اما عاطفة وما بعدها وهو جزء الجواب معطوف على الجزء الاول ومن الجزأين يتألف الجواب وإما اعتراضية وإما حالية نحن مبتدأ *لَهُ* جار ومجرور متعلقان بمسلمون *مُسْلِمُونَ* خبر نحن.
البلاغة :

في قوله تعالى : *نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ* الآية ، فنّ من فنون البلاغة يسمى الاطراد وهو أن يطرد للمتكلم أسماء الآباء المخاطب مرتبة على حكم ترتيبها في الميلاد فقد تجاوز جدهم الأدنى الى جدهم الأعلى لكونه المبتدأ بالملة المتبعة وفيه أيضا فنّ المساواة لأن ألفاظ هذا المعنى لا فضل فيها عنه ولا تقصير وفيه أيضا حسن البيان لأن فيها بيانا عن الدين بأحسن بيان لا يتوقف أحد في فهمه وفيها أيضا فن الاحتراس لأنه لو وقف عند آبائك لاختلت صحة المعنى لأن مطلق الآباء يتناول من الأب الأدنى الى آدم وفي آباء يعقوب عليه السلام من لا يجب اتباع ملته فاحترس بذكر البدل عما يرد على المبدل منه لو كان وقع الاختصار عليه فتأمل واعجب.
[سورة البقرة *2* : الآيات 134 الى 135]
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ *134* وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *135*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 193
اللغة :
*حَنِيفاً* من الحنف بفتحتين وهو الميل وأصله في القدمين وقد تستعمل في اليدين والحاء والنون إذا وقعتا في أول الفعل دلّ على الميل والانعطاف ومنه الحنين الى الوطن أي الميل اليه والنزوع نحوه وحنا عليه أي أعطف ومال وحنق عليه : التصق بطنه بظهره من الألم.
الاعراب
:
*

تِلْكَ أُمَّةٌ* مبتدأ وخبر *قَدْ خَلَتْ* الجملة صفة لأمة *لَها* الجار والمجرور خبر مقدم *ما* مبتدأ مؤخر *كَسَبَتْ* الجملة لا محل لها لأنها صلة ما الموصولية ، *وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ* عطف على الجملة السابقة *وَلا تُسْئَلُونَ* الواو استئنافية وتسألون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة مستأنفة *عَمَّا* الجار والمجرور متعلقان بتسألون *كانُوا* الجملة صلة ما *يَعْمَلُونَ* الجملة الفعلية خبر كانوا *وَقالُوا* الواو استئنافية وقالوا فعل وفاعل *كُونُوا هُوداً* كان واسمها وخبرها والجملة في محل نصب مقول القول *أَوْ* حرف عطف ومعنى أو هنا التفصيل وهذا من اللف والنشر والسامع يرد الى كل فريق قوله *نَصارى * عطف على هودا *تَهْتَدُوا* فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب *قُلْ* فعل أمر والجملة مستأنفة *بَلْ* حرف إضراب وعطف *مِلَّةَ* مفعول به لفعل محذوف أي نتبع أو منصوب على الإغراء بتقدير الزموا *إِبْراهِيمَ* مضاف إليه *حَنِيفاً* حال من ابراهيم *وَما* الواو عاطفة وما نافية *كانَ* فعل ماض ناقص
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 194
و اسمها ضمير مستتر تقديره هو *مِنَ الْمُشْرِكِينَ* جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها.
[سورة البقرة *2* : آية 136]

قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ *136*
اللغة :
*الْأَسْباطِ* : جمع سبط بكسر السين وهو ولد البنت مقابل الحفيد الذي هو ولد الابن.

الاعراب :
*

قُولُوا* فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو فاعل *آمَنَّا* فعل وفاعل والجملة في محل نصب مقول القول *بِاللَّهِ* جار ومجرور متعلقان بآمنا *وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا* عطف على اللّه وجملة أنزل إلينا صلة ما الموصولية *وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ* عطف أيضا *وَما* عطف أيضا *أُوتِيَ* الجملة صلة ما *مُوسى * نائب فاعل *وَعِيسى * عطف على موسى *وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ* عطف أيضا *لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ* الجملة الفعلية حالية ومنهم صفة لأحد *وَنَحْنُ* الواو حالية ونحن
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 195
مبتدأ *لَهُ* جار ومجرور متعلقان بمسلمون *مُسْلِمُونَ* خبر نحن والجملة في محل نصب على الحال.
البلاغة :
النكرة الواقعة في سياق النفي تفيد العموم لفظا حتى يتنزّل المفرد منها بمنزلة الجمع في تناوله الآحاد ، ولذلك صح دخول بين عليه وهي لا تكون إلا بين شيئين.
[سورة البقرة *2* : آية 137]
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *137*
اللغة :
*الشقاق* بكسر الشين : الخلاف لأن كل واحد من المتشاقّين يكون في شق غير شق صاحبه وله في اللغة ثلاثة معان لا تخرج عن المفهوم الأول والثاني العداوة وهي وليدة الخلاف والثالث الضلال وهو سمة المتنازعين والمتشاقّين لأنهم يذهبون مع أهوائهم ومن غريب أمر الشين والقاف أنهما إذا وقعتا فاء للكلمة وعينا لها دلتا على هذا المعنى أو ما يقرب منه فالشّقّ : الصدع والاشتقاق شق الكلمة من الكلمة وهذا مما لم نسبق الى استخراجه.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 196
الاعراب :
*

فَإِنْ آمَنُوا* الفاء استئنافية وان حرف شرط جازم وآمنوا فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط *بِمِثْلِ* جار ومجرور متعلقان بآمنوا *ما* اسم موصول في محل جر بالإضافة *آمَنْتُمْ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول *فَقَدِ* الفاء رابطة لجواب الشرط وقد حرف تحقيق *اهْتَدَوْا* فعل ماض وفاعل والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط *وَإِنْ تَوَلَّوْا* عطف على فإن آمنوا *فَإِنَّما* الفاء رابطة وانما كافة ومكفوفة *هُمْ* مبتدأ *فِي شِقاقٍ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر هم *فَسَيَكْفِيكَهُمُ* الفاء عاطفة للتعقيب وفائدة التعقيب الاشعار بأن الكفاية تأتي عقيب شقاقهم والسين حرف استقبال وهي أقرب في التنفيس من سوف أي في المستقبل القريب ويكفي فعل مضارع مرفوع والكاف مفعول به أول والهاء مفعول به ثان *اللَّهُ* فاعل *وَهُوَ* الواو استئنافية وهو مبتدأ *السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* خبران وتعدد الخبر جائز.
[سورة البقرة *2* : الآيات 138 الى 139]
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ *138* قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ *139*
اللغة :
*صِبْغَةَ* : بكسر الصاد مصدر هيئة من صبغ والمراد بها هنا الدين وسمّي صبغة لظهور أثره على معتنقه.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 197
الاعراب :
*

صِبْغَةَ اللَّهِ* مصدر مؤكد فهو مفعول مطلق لفعل محذوف ، وفيها إشارة الى ما أوجده اللّه في الناس من بدائه العقول *وَمَنْ* الواو عاطفة ومن اسم استفهام وقد خرج الاستفهام هنا الى معنى النفي في محل رفع مبتدأ *أَحْسَنُ* خبر *مِنَ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بأحسن *صِبْغَةَ* تمييز *وَنَحْنُ* الواو عاطفة ونحن مبتدأ *لَهُ* الجار والمجرور متعلقان بعابدون *عابِدُونَ* خبر نحن *قُلْ* فعل أمر وفاعله أنت *أَتُحَاجُّونَنا* الهمزة للاستفهام الانكاري وتحاجون فعل مضارع والواو فاعل والضمير المشترك في محل نصب مفعول *فِي اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بتحاجوننا *وَهُوَ* الواو حالية وهو مبتدأ *رَبُّنا* خبر والجملة الاسمية في محل نصب على الحال *وَرَبُّكُمْ* عطف على ربنا *وَلَنا* الواو عاطفة ولنا الجار والمجرور خبر مقدم *أَعْمالُنا* مبتدأ مؤخر والجملة حالية *وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ* عطف على الجملة السابقة *وَنَحْنُ* الواو حالية ونحن مبتدأ *لَهُ* الجار والمجرور متعلقان بمخلصون *مُخْلِصُونَ* خبر نحن والجملة حالية أيضا.
البلاغة :
في قوله : صبغة اللّه استعارة تصريحية شبّه الدين الاسلامي بالصبغة وحذف المشبه وأبقى المشبه به وقد تشبث بالمعنى واللفظ أعشى همدان حيث قال :
و كل أناس لهم صبغة وصبغة همدان خير الصّبغ
صبغنا على ذاك أولادنا فأكرم بصبغتنا في الصّبغ
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 198
[سورة البقرة *2* : آية 140]
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ *140*
الإعراب :

*

أَمْ* عاطفة متصلة معادلة للهمزة أو منقطعة بمعنى بل *تَقُولُونَ* فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل *إِنَّ إِبْراهِيمَ* إن واسمها *وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ* أسماء منسوقة على إبراهيم والجملة في محل نصب مقول القول *كانُوا* كان واسمها *هُوداً* خبر كان *أَوْ* عاطفة *نَصارى * معطوف على هودا والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن *قُلْ* فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت *أَأَنْتُمْ* الهمزة للاستفهام الانكاري وأنتم مبتدأ *أَعْلَمُ* خبر *أَمِ اللَّهُ* عطف على أنتم *وَمَنْ* الواو استئنافية ومن اسم استفهام مبتدأ *أَظْلَمُ* خبر *مِمَّنْ* الجار والمجرور متعلقان بأظلم والجملة مستأنفة مسوقة للتعريض بكتمانهم شهادة اللّه وهذا ديدن اليهود دائما *كَتَمَ* فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول *شَهادَةً* مفعول به *عِنْدَهُ* الظرف متعلق بمحذوف صفة لشهادة *مِنَ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشهادة تقول : هذه شهادة مني
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 199
لفلان إذا شهدت له ولك أن تعلقها بكتم ولا بدّ لك حينئذ من تقدير مضاف أي من كتم من عباد اللّه شهادة عنده *وَمَا* الواو عاطفة أو استئنافية وما نافية حجازية تعمل عمل ليس *اللَّهُ* اسمها *بِغافِلٍ* الباء حرف جر زائد وغافل مجرور بالباء لفظا في محل نصب خبر ما *عَمَّا* الجار والمجرور متعلقان بغافل *تَعْمَلُونَ* فعل مضارع وفاعل والجملة صلة ما.




أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:11
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

سورة البقرة *2* : آية 140]
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ *140*
الإعراب :

*




أَمْ* عاطفة متصلة معادلة للهمزة أو منقطعة بمعنى بل *تَقُولُونَ* فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل *إِنَّ إِبْراهِيمَ* إن واسمها *وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ* أسماء منسوقة على إبراهيم والجملة في محل نصب مقول القول *كانُوا* كان واسمها *هُوداً* خبر كان *أَوْ* عاطفة *نَصارى * معطوف على هودا والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن *قُلْ* فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت *أَأَنْتُمْ* الهمزة للاستفهام الانكاري وأنتم مبتدأ *أَعْلَمُ* خبر *أَمِ اللَّهُ* عطف على أنتم *وَمَنْ* الواو استئنافية ومن اسم استفهام مبتدأ *أَظْلَمُ* خبر *مِمَّنْ* الجار والمجرور متعلقان بأظلم والجملة مستأنفة مسوقة للتعريض بكتمانهم شهادة اللّه وهذا ديدن اليهود دائما *كَتَمَ* فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول *شَهادَةً* مفعول به *عِنْدَهُ* الظرف متعلق بمحذوف صفة لشهادة *مِنَ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشهادة تقول : هذه شهادة مني
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 199
لفلان إذا شهدت له ولك أن تعلقها بكتم ولا بدّ لك حينئذ من تقدير مضاف أي من كتم من عباد اللّه شهادة عنده *وَمَا* الواو عاطفة أو استئنافية وما نافية حجازية تعمل عمل ليس *اللَّهُ* اسمها *بِغافِلٍ* الباء حرف جر زائد وغافل مجرور بالباء لفظا في محل نصب خبر ما *عَمَّا* الجار والمجرور متعلقان بغافل *تَعْمَلُونَ* فعل مضارع وفاعل والجملة صلة ما.
[سورة البقرة *2* : الآيات 141 الى 142]

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ *141* سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ *142*
الإعراب :

*تِلْكَ* اسم إشارة في محل رفع مبتدأ *أُمَّةٌ* خبر *قَدْ* حرف تحقيق *خَلَتْ* فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء تاء التأنيث الساكنة والفاعل مستتر تقديره هي
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 200

و الجملة الفعلية صفة لأمة *لَها* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *ما* اسم موصول مبتدأ مؤخر *كَسَبَتْ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة ما *وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ* عطف على الجملة قبلها *وَلا* الواو عاطفة ولا نافية *تُسْئَلُونَ* فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل *عَمَّا* الجار والمجرور متعلقان بتسألون *كانُوا* كان واسمها *يَعْمَلُونَ* الجملة الفعلية خبر كانوا والجملة معطوفة على ما قبلها *سَيَقُولُ* السين حرف استقبال ويقول فعل مضارع مرفوع *السُّفَهاءُ* فاعل *مِنَ النَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من السفهاء والقائلون هم اليهود الموسومون بخفة الأحلام والجملة مستأنفة مسوقة للدلالة على استمرار غيهم وسفههم *ما* اسم استفهام مبتدأ *وَلَّاهُمْ* فعل وفاعل مستتر ومفعول به والجملة خبر ما والجملة كلها مقول القول *عَنْ قِبْلَتِهِمُ* متعلقان بولاهم *الَّتِي* اسم موصول في محل جر صفة لقبلتهم *كانُوا* كان واسمها والجملة صلة التي *عَلَيْها* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كانوا ، أي عاكفين عليها في الصلاة وهي بيت المقدس *قُلْ* فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت *لِلَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *الْمَشْرِقُ* مبتدأ مؤخر *وَالْمَغْرِبُ* عطف على المشرق *يَهْدِي* فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر يعود على اللّه تعالى *مِنَ* اسم موصول مفعول يهدي ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول *يَشاءُ* فعل مضارع ، والفاعل مستتر تقديره هو ، والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *إِلى صِراطٍ* الجار والمجرور متعلقان بيهدي *مُسْتَقِيمٍ* صفة لصراط.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 201
[سورة البقرة *2* : آية 143]

وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ *143*
اللغة :
*وَسَطاً* : خيارا عدولا مزكّين بالعلم والعمل ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنما كان الخيار وسطا لأن الخلل إنما يتسرب الى الأطراف وتبقى الأوساط محمية. وقد رمق أبو تمام سماء هذا المعنى فقال :
كانت هي الوسط المحميّ فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا
الاعراب :
*وَكَذلِكَ* الواو استئنافية والكاف حرف جر ، واسم الاشارة في محل جر بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف أي مثل ذلك الجعل جعلناكم *جَعَلْناكُمْ* فعل وفاعل ومفعول به أول لجعلنا *أُمَّةً* : مفعول جعلنا الثاني *وَسَطاً* صفة لأمة *لِتَكُونُوا* : اللام لام التعليل ، وتكونوا فعل مضارع ناقص منصوب
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 202

بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل والجار والمجرور في محل نصب مفعول لأجله ، والواو اسمها *شُهَداءَ* خبرها *عَلَى النَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان بشهداء *وَيَكُونَ* عطف على تكونوا *الرَّسُولُ* اسم يكون *عَلَيْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بشهيدا *شَهِيداً* خبر يكون *وَما* الواو عاطفة ، وما نافية *جَعَلْنَا* فعل وفاعل *الْقِبْلَةَ* مفعول جعلنا الاول *الَّتِي* اسم موصول في محل نصب مفعول جعلنا الثاني *كُنْتَ* كان واسمها *عَلَيْها* الجار والمجرور خبر كنت ، والجملة لا محل لها لأنها صلة التي ، وسيأتي مزيد من اعراب هذه الآية في باب الفوائد. *

إِلَّا* أداة حصر *لِنَعْلَمَ* اللام لام التعليل ، ونعلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن ، وموضع لنعلم مفعول لأجله فهو استثناء مفرّغ من أعمّ العلل *مَنْ* اسم موصول في موضع نصب مفعول نعلم *يَتَّبِعُ الرَّسُولَ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول ، والرسول مفعول به *مِمَّنْ* الجار والمجرور متعلقان بنعلم المضمّنة معنى نميّز *يَنْقَلِبُ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول *عَلى عَقِبَيْهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أي مرتدا على عقبيه *وَإِنْ* الواو حالية ، وإن مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف ، أي والحال أنها *كانَتْ* فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر تقديره التولية إليها ، والجملة الفعلية خبر إن ، وجملة إن وما في حيزها في موضع نصب على الحال *لَكَبِيرَةً* اللام هي الفارقة ، وكبيرة : خبر كانت *إِلَّا* أداة استثناء *عَلَى الَّذِينَ* الجار والمجرور في موضع نصب على الاستثناء ، والمستثنى منه محذوف تقديره : وإن كانت لكبيرة على الناس إلا على الناس الذين هداهم اللّه ، ولك أن تجعل « إلا » أداة حصر لأن الكلام غير تام أو لتضمنه معنى النفي فيتعلق الجار والمجرور بكبيرة *هَدَى اللَّهُ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 203
الذين *وَما* الواو عاطفة ، وما نافية *كانَ اللَّهُ* كان واسمها *لِيُضِيعَ* اللام لام الجحود وهي مسبوقة بكون منفي ، ويضيع فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود ، وخبر كان محذوف تقديره مريدا ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف *إِيمانَكُمْ* مفعول به *إِنَّ اللَّهَ* ان واسمها *بِالنَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان برؤوف أو رحيم *لَرَؤُفٌ* اللام هي المزحلقة ، ورؤوف خبر إن الأول *رَحِيمٌ* خبر إنّ الثاني ، وجملة إن وما في حيزها لا محلّ لها لأنها تعليلية.
البلاغة :

1- التورية في قوله : « وسطا » فالمعنى القريب الظاهر للوسط هو التوسط مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين ، ومعناه البعيد المراد هو الخيار كما تقدم في باب اللغة.
2- الكناية في الوسط أيضا عن غاية العدالة كأنه الميزان الذي لا يحابي ولا يميل مع أحد.
3- المجاز المرسل في قوله : « على عقبيه » والعلاقة هي المصير والمآل ، فليس ثمة أسمج ولا أقبح من رؤية الإنسان معكوس الخلقة ، مخالفا للمألوف المعتاد.
4- التقديم والتأخير : فقد قدم « شهداء » على صلته وهي « على الناس » ، وأخر « شهيدا » عن صلته وهي « عليكم » لأن المنّة عليهم في الجانبين ففي الاول بثبوت كونهم شهداء ، وفي الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية ، والمقدم دائما هو الأهم.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 204
الفوائد :
1- لا مندوحة لنا عن إيراد بعض الأقوال الجديرة بالاهتمام ، فقد أورد العلماء خمسة أعاريب لهذه الآية يضيق المجال عن إيرادها وقد أوردنا ما اخترناه منها واختاره الزمخشري ، واختار الجلال أن تكون « القبلة » المفعول الثاني مقدما و « التي كنت عليها » هو المفعول الأول محتجا بأن التصيير هو الانتقال من حال الى حال ، فالمتلبس بالحالة الثانية هو المفعول الثاني ، ألا ترى أنك تقول : جعلت الطين خزفا. واختاره أبو حيان. وقيل « القبلة » هي المفعول الأول و « التي كنت عليها » صفة ، أما المفعول الثاني فهو محذوف تقديره منسوخا أو نحوه.
لمحة تاريخية :

فقد اتفق الجميع على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى الى صخرة بيد المقدس بعد الهجرة مدة ، ثم أمر بالصلاة إلى الكعبة ، وإنما اختلفوا في قبلته بمكة هل كانت الكعبة أو بيت المقدس ، والمرويّ عن أئمة أهل البيت أنها كانت بيت المقدس ، ثم لا يخفى أن الجعل في الآية مركب لا بسيط ، وقوله تعالى : « التي كنت عليها » ثاني مفعوليه كما نص عليه أكثر المفسرين ، وأما القائلون بأنه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بمكة الى الكعبة ، فالجعل عندهم يحتمل أن يكون منسوخا باعتبار الصلاة بالمدينة مدة الى بيت المقدس ، وأن يكون جعلا ناسخا باعتبار الصلاة بمكة ، وقال الرازي : إن قوله تعالى « التي كنت عليها » ليس نعتا للقبلة وإنما هو ثاني مفعولي جعلنا ، هذا وسميت الكعبة كعبة لتربيعها وسيأتي مزيد بحث بذلك.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 205
2- إذا خففت « إنّ » دخلت على الجملتين الفعلية والاسمية ، فان دخلت على الاسمية جاز إعمالها وإهمالها ، والأكثر الإهمال. وإن دخلت على الفعلية وجب إهمالها ، والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا ، لأن العرب لما أخرجوها عن وضعها الاصلي بدخولها على الفعل أرادوا أن يكون ذلك الفعل من أفعال المبتدأ والخبر لئلا يزول عنها وضعها كليا كما ترى في الآية ، ولا بد من دخول « لام » بعدها تسمى اللام الفارقة للفرق بينها وبين « إن » النافية.
3- لام الجحود أي لام الإنكار ، هي الواقعة بعد كون ماض منفيّ ، وخبر كان مختلف فيه فقيل : هو محذوف يقدّر بحسب المقام وتتعلق به لام الجحود مع المصدر المجرور بها ، لأن « أن » المصدرية تضمر بعدها وجوبا ، وقيل الجار والمجرور في محل الخبر ، وهذا أسهل ولكن الاول أشهر وأضبط لاستقامة الخبر.
[سورة البقرة *2* : آية 144]

قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ *144*
اللغة :
*شَطْرَ* للشطر في كلام العرب وجهان : فأحدهما النصف ، ومن ذلك قولهم « شاطرتك مالي » . والوجه الآخر : القصد ، يقال :
« خذ شطر زيد » أي قصده ، وهو المراد هنا ، ومنه قولهم : « حلبت
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 206
الدهر أشطره » أي مرّ بي خيره وشره ، ومنه سميّ الشاطر وهو من أعيا أهله خبثا.
الاعراب :
*

قَدْ* هنا للتكثير بقرينة ذكر التقلب ، والتكثير بالنسبة الى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وإلا فهو محال على اللّه تعالى *نَرى * فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن *تَقَلُّبَ* مفعول به *وَجْهِكَ* مضاف اليه *فِي السَّماءِ* الجار والمجرور متعلقان بتقلب لأنه مصدر *فَلَنُوَلِّيَنَّكَ* الفاء عاطفة للتعليل ، واللام موطّئة للقسم ، ونولينك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن ، والكاف مفعول به أول *قِبْلَةً* مفعول به ثان ويجوز نصبها على نزع الخافض *تَرْضاها* فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت ، و « ها » مفعول به. والجملة صفة لقبلة ، وجملة فلنولينك لا محل لها لأنها تعليلية *فَوَلِّ* الفاء هي الفصيحة ، وول فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت *وَجْهِكَ* مفعول به ، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة *شَطْرَ الْمَسْجِدِ* مفعول فيه ظرف مكان متعلق بولّ ، والمسجد مضاف اليه *الْحَرامِ* صفة للمسجد وجملة فولّ لا محل لها .. *وَحَيْثُ ما* الواو استئنافية ، وحيثما اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خير كنتم المقدم *كُنْتُمْ* كان فعل ماض ناقص واسمها ، والجملة في محل جزم فعل الشرط ، وكان القياس أن تكون في محل جر بالإضافة لو لا المانع وهو كونها من عوامل الافعال *فَوَلُّوا* الفاء رابطة للجواب لأنه طلبي ، وولوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 207

و الواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط *وُجُوهَكُمْ* مفعول به *شَطْرَهُ* ظرف مكان متعلق بولوا *وَإِنَّ الَّذِينَ* الواو استئنافية ، وان واسمها *أُوتُوا الْكِتابَ* الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول ، والكتاب مفعول ثان لأوتوا ، والأول هو النائب للفاعل وهو الواو *لَيَعْلَمُونَ* اللام هي المزحلقة ، وجملة يعلمون خبر إن *أَنَّهُ الْحَقُّ* أن واسمها وخبرها ، وقد سدت مسد مفعولي يعلمون *مِنْ رَبِّهِمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *وَمَا* الواو استئنافية ، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس *اللَّهُ* اسم ما *بِغافِلٍ* الباء حرف جر زائد ، وغافل مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما *عَمَّا* الجار والمجرور متعلقان بغافل *يَعْمَلُونَ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة ما.
الفوائد :
1- *حَيْثُ ما* اسم شرط جازم محله النصب على الظرفية المكانية ، وأصله حيث ، وزيدت ما فكان اسما جازما ، و « حيث » ظرف مكان مبني على الضم ، وهو مضاف الى الجمل ، فهو يقتضي جر ما بعده ، وما اقتضى الجر لا يقتضي الجزم فلما وصلت ب *ما* زال عنها معنى الاضافة كما تقدم.
2- لمحة تاريخية :
قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم توجّه الى الكعبة وكان ذلك في رجب قبل موقعة بدر بشهرين ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمسجد سلمة ، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر أو العصر فتحول في الصلاة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 208
و استقبل القبلة ، وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال ، فسمي المسجد مسجد القبلتين ، والحكمة في ذلك واضحة بل هي أروع ما تصل اليه المعاملة الانسانية التي تستهدف قبل كل شي ء استمالة القلوب وتلين العواطف ، بيد أن ذلك لم يجد شيئا في ازالة التحجر الذي ران على قلوب اليهود ، وقد علل القرآن هذا التحجر بالآية التالية :



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:12
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

سورة البقرة *2* : آية 145]
وَ لَئِنْ أَتَيْتَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ *145*
الإعراب :

*وَلَئِنْ* الواو استئنافية ، واللام موطّئة للقسم ، وإن شرطية *أَتَيْتَ* فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ، والتاء فاعل *الَّذِينَ* اسم موصول في محل نصب مفعول به *أُوتُوا الْكِتابَ* فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل ، والكتاب مفعول أوتوا الثاني *بِكُلِّ آيَةٍ* الجار والمجرور متعلقان بأتيت *ما* نافية *تَبِعُوا* فعل ماض وفاعل *قِبْلَتَكَ* مفعول به ، والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم ، وقد أغنت عن جواب الشرط لتقدم القسم ، وإذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للمتقدم منهما *وَما* الواو عاطفة ، وما نافية حجازية *أَنْتَ* اسم ما *بِتابِعٍ* الباء حرف جر زائد ، وتابع مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما *قِبْلَتَهُمْ* مفعول به لاسم
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 209
الفاعل تابع ، وهذه الجملة معطوفة على ما سبق *وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ* الجملة عطف على سابقتها *وَلَئِنْ* الواو استئنافية ، ولئن تقدم إعرابها *اتَّبَعْتَ* فعل وفاعل *أَهْواءَهُمْ* مفعول به *مِنْ بَعْدِ* الجار والمجرور متعلقان باتبعت *ما* اسم موصول في محل جر بالإضافة *جاءَكَ* الجملة لا محلّ لها لأنها صلة ما *مِنَ الْعِلْمِ* الجار والمجرور في موضع نصب على الحال *إِنَّكَ* ان واسمها *إِذاً* حرف جواب وجزاء ، وهي مهملة جي ء بها لتوكيد القسم *لَمِنَ الظَّالِمِينَ* اللام هي المزحلقة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن ، وجملة إن وما في حيزها لا محلّ لها لأنها جواب القسم ولذلك لم ترتبط بالفاء.
[

سورة البقرة *2* : الآيات 146 الى 147]
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *146* الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ *147*
اللغة
:
*الامتراء* : الشك ، وقد يساور الغافلين سؤال وهو : هل كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يشك في أن الحق من ربه حتى نهي عن الشك؟
و الجواب : إن ذلك هو الكلام الذي تخرجه العرب مخرج الأمر أو النهي للمخاطب والمراد به غيره.
الاعراب
:
*الَّذِينَ* اسم موصول مبتدأ *آتَيْناهُمُ الْكِتابَ* فعل وفاعل ومفعول به ، والكتاب مفعول به ثان لآتيناهم والجملة الفعلية لا محل
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 210

لها لأنها صلة الذين *يَعْرِفُونَهُ* فعل مضارع وفاعله ومفعوله ، وجملة يعرفونه خبر الذين *كَما* الكاف حرف جر ، وما مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف هو المفعول المطلق *يَعْرِفُونَ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول الحرفي وهو ما المصدرية *أَبْناءَهُمْ* مفعول به *وَإِنَّ فَرِيقاً* الواو حالية ، وان واسمها ، والجملة نصب على الحال ، ولك أن تجعل الواو استئنافية فتكون الجملة مستأنفة لتقرير حالتهم *مِنْهُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لفريقا *لَيَكْتُمُونَ* اللام هي المزحلقة ، ويكتمون فعل وفاعل *الْحَقَّ* مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر إن *وَهُمْ* الواو حالية ، وهم مبتدأ *يَعْلَمُونَ* الجملة الفعلية خبر هم ، والجملة بعد الواو في محل نصب على الحال *الْحَقُّ* مبتدأ *مِنْ رَبِّكَ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر والجملة استئنافية ، *فَلا* الفاء استئنافية ولا ناهية *تَكُونَنَّ* جملة تكونن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية ، واسم تكونن ضمير مستتر تقديره أنت *مِنَ الْمُمْتَرِينَ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.
[سورة البقرة *2* : آية 148]
وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ *148*
اللغة :
ِجْهَةٌ
*
بضم الواو وكسرها وهي الجهة التي تتجه إليها ، يقال :
ضلّ وجهة أمره أي جهته ، والجهة مثلثة الجيم والكسر أشهر.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 211
الاعراب
:
َ لِكُلٍّ*
الواو استئنافية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدمِ جْهَةٌ*
مبتدأ مؤخرُوَ*
مبتدأُوَلِّيها*
خبر ، والجملة الاسمية صفة لوجهةَاسْتَبِقُوا*

الفاء هي الفصيحة ، أي إذا أردتم معرفة الأصوب فاستبقوا ، واستبقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل لْخَيْراتِ*
منصوب بنزع الخافض لأن استبق لازم ، أي الى الخيرات ، والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط مقدرَيْنَ ما*
اسم شرط جازم منصوب على الظرفية المكانية ، وهو متعلق بمحذوف خبر تكونوا المقدمَ كُونُوا*
فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والواو اسمها وجملة تكونوا استئنافيةَأْتِ*
جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلةِكُمُ*
جار ومجرور متعلقان بيأت للَّهُ*
فاعلَ مِيعاً*
حالِ نَّ اللَّهَ*
ان واسمهاَلى كُلِّ شَيْ ءٍ*
الجار والمجرور متعلقان بقديرَدِيرٌ*
خبر إن ، والجملة تعليلية لا محل لها.
]سورة البقرة *2* : آية 149]

وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ *149*
الإعراب :

*وَمِنْ حَيْثُ* : الواو استئنافية ، والجار والمجرور ظاهرهما أنهما متعلقان بول ، ولكن فيه إعمال ما بعد الفاء فيما قبلها وهو ممتنع ، غير أن المعنى متوقف على هذا الظاهر ، فالأولى تعليقهما بفعل

إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 212
محذوف يفسره فولّ أي ولّ وجهك من حيث خرجت *خَرَجْتَ* فعل وفاعل ، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة *فَوَلِّ* الفاء رابطة لما في « حيث » من رائحة الشرط ، وولّ فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والجملة لا محل لها لأنها مفسرة *وَجْهَكَ* مفعول به *شَطْرَ الْمَسْجِدِ* ظرف مكان متعلق بولّ ، والمسجد مضاف اليه *الْحَرامِ* صفة *وَإِنَّهُ* الواو عاطفة أو حالية ، وان واسمها *لَلْحَقُّ* اللام هي المزحلقة ، والحق خبر إنّ *مِنْ رَبِّكَ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ* تقدم إعرابه.
[سورة البقرة *2* : الآيات 150 الى 151]

وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *150* كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ *151*
الإعراب :

*وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ* تقدم اعرابها وهي تأكيد ثان ، وكرر الكلام لتشديد أمر القبلة وإماطة الشبهة بعد أن طرأ النسخ على القبلة التي هي بيت المقدس *وَحَيْثُ ما
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 213
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ*

تأكيد ثالث لئلا تبقى للمعاندين حجة في نظرهم ينفذون منها أو ثغرة يتسرّبون الى الإرجاف عن طريقها *لِئَلَّا* اللام هي لام التعليل وأن المدغمة بلا النافية حرف مصدري ونصب *يَكُونَ* فعل مضارع ناقص منصوب بأن والجار والمجرور « اللام والمصدر المؤول » متعلقان بولوا *لِلنَّاسِ* جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون المقدم. *عَلَيْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لحجة فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالا كما هي القاعدة *حُجَّةٌ* اسم يكون المرفوع المؤخر *إِلَّا* أداة استثناء *الَّذِينَ* مستثنى متصل من الناس *ظَلَمُوا* الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *مِنْهُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *فَلا* الفاء هي الفصيحة أي إذا عرفتم ذلك ورسخت حقيقته في نفوسكم ولا ناهية *تَخْشَوْهُمْ* فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به *وَاخْشَوْنِي* الواو عاطفة واخشوا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة والنون للوقاية والواو فاعل والياء مفعول به *وَلِأُتِمَّ* عطف على لئلا يكون فهو علة ثانية *نِعْمَتِي* مفعول به والياء مضاف إليه *عَلَيْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بأتمّ *وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ* الواو عاطفة ولعل واسمها ، وجملة تهتدون خبرها *كَما أَرْسَلْنا* الكاف حرف جر وما مصدرية وأرسلنا فعل وفاعل والكاف ومجرورها المصدر المؤول في موضع نصب على المفعول المطلق وأعربه سيبويه حالا *فِيكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بأرسلنا *رَسُولًا* مفعول به *مِنْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة *يَتْلُوا* الجملة الفعلية صفة ثانية لرسولا *عَلَيْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بيتلو *آياتِنا* مفعول به ونا مضاف اليه *وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 214

الفعلان المضارعان معطوفان على يتلو *الْكِتابَ* مفعول به *وَالْحِكْمَةَ* عطف على الكتاب *وَيُعَلِّمُكُمُ* معطوف على ما تقدم والكاف مفعول به أول *ما* اسم موصول مفعول به ثان *لَمْ* حرف نفي وقلب وجزم *تَكُونُوا* فعل مضارع ناقص مجزوم بلم والواو اسمها والجملة الفعلية صلة ما *تَعْلَمُونَ* الجملة الفعلية خبر تكونوا.
[سورة البقرة *2* : الآيات 152 الى 154]
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ *152* يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ *153* وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ *154*
الإعراب
:

*فَاذْكُرُونِي* الفاء هي الفصيحة أي إذا شئتم الاهتداء الى محجّة الصواب فاذكروني ، واذكروني : فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء مفعول به *أَذْكُرْكُمْ* فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به *وَاشْكُرُوا* عطف على اذكروني ، وشكر يتعدى بنفسه تارة وتارة بحرف الجر على حد سواء *لِي* جار ومجرور متعلقان باشكروا *وَلا* الواو حرف عطف ولا ناهية *تَكْفُرُونِ* فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي مفعول به والكسرة دليل عليها *يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* تقدم إعرابها كثيرا *اسْتَعِينُوا* فعل أمر مبني
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 215

على حذف النون والواو فاعل *بِالصَّبْرِ* الجار والمجرور متعلقان باستعينوا *وَالصَّلاةِ* عطف على الصبر *إِنَّ اللَّهَ* ان واسمها *مَعَ الصَّابِرِينَ* مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر والصابرين مضاف اليه. وجملة ان وما في حيزها اسمية لا محل لها لأنها تعليلية *وَلا تَقُولُوا* الواو عاطفة على ما تقدم ولا ناهية وتقولوا فعل مضارع مجزوم بلا *لِمَنْ* الجار والمجرور متعلقان بتقولوا وجملة *يُقْتَلُ* صلة الموصول لا محل لها *فِي سَبِيلِ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بيقتل *أَمْواتٌ* خبر لمبتدأ محذوف أي هم أموات والجملة الاسمية مقول القول *بَلْ* حرف إضراب وعطف *أَحْياءٌ* خبر لمبتدأ محذوف والجملة معطوفة على جملة هم أموات *وَلكِنْ* الواو حالية ولكن مخففة من الثقيلة فهي لمجرد الاستدراك *لا* نافية *تَشْعُرُونَ* فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة والجملة نصب على الحال.
البلاغة :
1- الإيجاز في الآية الاخيرة وهو إيجاز الحذف فقد حذف المبتدأ لأهمية ذكر الخبر لأنهم ما كانوا يتصورون أنهم أحياء ففند سبحانه هذه البدائية العجيلة تصويرا رشيقا.
2- الطباق بين أموات وأحياء في الآية هو طباق رشيق لا تكلف فيه.
[سورة البقرة *2* : الآيات 155 الى 157]

وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *155* الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ *156* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ *157*
إعراب
القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 216
اللغة :
*البلاء* : الاختبار والامتحان.
الاعراب
:
*
وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ* الواو استئنافية واللام موطّئة للقسم ونبلونّ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر وجوبا تقديره نحن والكاف مفعول به *بِشَيْ ءٍ* الجار والمجرور متعلقان بنبلونكم *مِنَ الْخَوْفِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لشي ء ، وجملة نبلونكم لا محل لها لأنها جواب قسم محذوف وطّأت له اللام وقد اقترنت بنون التوكيد الثقيلة لأنه مضارع مثبت مستقبل متصل بلامه *وَالْجُوعِ* عطف على الخوف *وَنَقْصٍ* عطف أيضا *مِنَ الْأَمْوالِ* الجار والمجرور متعلقان بنقص لأنه مصدر نقص ، أو بمحذوف صفة لنقص لأنه نكرة *وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ* معطوفان على الأموال وجملة القسم وجوابه مستأنفة مسوقة لاختبار أحوالهم ومدى صبرهم على البلاء واستسلامهم للقضاء بشي ء من الخوف والجوع *وَبَشِّرِ* الواو عاطفة وبشر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت *الصَّابِرِينَ* مفعول به وجملة بشر معطوفة على ولنبلونكم ولا تقل إنه فعل طلبي فكلاهما مضمونه طلبي ، فهو من باب عطف المضمون على المضمون ، أي أن الابتلاء حاصل وقت البلاء ووقت البشارة *الَّذِينَ* صفة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 217

للصابرين *إِذا* ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بجوابه وهو قالوا *أَصابَتْهُمْ* الجملة في محل جر بالإضافة *مُصِيبَةٌ* فاعل وجملة الشرط وجوابه لا محل لها لأنها صلة الموصول *قالُوا* الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم *إِنَّا* ان واسمها *لِلَّهِ* الجار والمجرور متعلقان براجعون *وَإِنَّا إِلَيْهِ* عطف على جملة انا اللّه *راجِعُونَ* خبر إن *أُولئِكَ* اسم الاشارة مبتدأ *عَلَيْهِمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *صَلَواتٌ* مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر اسم الاشارة *مِنْ رَبِّهِمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لصلوات *وَرَحْمَةٌ* عطف على صلوات وجملة الاشارة وما بعدها مستأنفة مسوقة لبيان ما بشروا به *وَأُولئِكَ* الواو عاطفة وأولئك مبتدأ *هُمُ* مبتدأ ثان أو ضمير فصل لا محل له *الْمُهْتَدُونَ* خبر « هم » أو خبر أولئك والجملة خبر أولئك



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:16
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

سورة البقرة *2* : آية 158]
إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ *158*
اللغة :
*الصَّفا* : جبل بمكة ، وأصل معنى الصفا أنه جمع صفاة أي الصخرة الملساء. وألفها منقلبة عن واو *الْمَرْوَةَ* جبل بمكة أيضا.
و أصل معنى المروة الحجارة الرخوة وقيل : التي فيها صلابة.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 218
قال أبو ذؤيب :
حتى كأنّي للحوادث مروة بصفا المشقّر كلّ يوم تقرع
*الشعائر* : جمع شعيرة وهي العلامة.
*حَجَّ* : قصد.
*اعْتَمَرَ* : زار البيت المعظم على الوجه المشروع.
ثم صار الحج والعمرة علمين لقصد البيت وزيارته.
*لا جناح* الجناح : الميل الى المأثم ، ثم أطلق على الإثم ، يقال : جنح الى الشي ء أي مال اليه ، ومنه جنح الليل أي ميله بظلمته ، وجنح الطائر وجناحه.
الاعراب :
*




إِنَّ الصَّفا* إن واسمها *وَالْمَرْوَةَ* عطف على الصفا *مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة ابتدائية لا محل لها *فَمَنْ* الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ *حَجَّ الْبَيْتَ* حج فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر يعود على من والبيت مفعول به *أَوِ اعْتَمَرَ* أو حرف عطف واعتمر فعل ماض معطوف على حج *فَلا جُناحَ* الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ولا نافية للجنس وجناح اسمها المبني على الفتح *عَلَيْهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا *أَنْ يَطَّوَّفَ* أن المصدرية وما في حيزها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض أي في أن يطوف *بِهِما* الجار والمجرور متعلقان بيطوف. وجملة فلا جناح عليه في
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 219
محل جزم جواب الشرط وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من *وَمَنْ تَطَوَّعَ* الواو عاطفة ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ وتطوع فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو *خَيْراً* صفة لمصدر محذوف فهو مفعول مطلق أي يتطوع تطوعا خيرا. ولك أن تعربه منصوبا بنزع الخافض أي بخير ، واختار سيبويه أن يعرب حالا من المصدر المقدر معرفة ، ولو لم يكن سيبويه قائله لخطّأته *فَإِنَّ اللَّهَ* الفاء رابطة لجواب الشرط وإن واسمها *شاكِرٌ عَلِيمٌ* خبر ان لإن وجملة فإن اللّه في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من.
[سورة البقرة *2* : الآيات 159 الى 160]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ *159* إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *160*
الإعراب :

*

إِنَّ الَّذِينَ* إن واسمها *يَكْتُمُونَ* فعل مضارع مرفوع والواو فاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول ، وجملة إن وما في حيّزها مستأنفة مسوقة لبيان حكم من كتم شيئا من أحكام الدين بصورة عامة ، وقد نزلت في حقّ اليهود الذين يجمجمون حبا للجدل والمكابرة ، وخصوص السبب لا يمنع من عموم الحكم *ما* مفعول يكتمون *أَنْزَلْنا* فعل وفاعل والعائد محذوف أي أنزلناه ، والجملة
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 220
لا محل لها لأنها صلة الموصول *مِنَ الْبَيِّناتِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أي حالة كونها مبينة شاهدة بالحقائق. وقد ألمعت الآية الى محاولة اليهود إخفاء بعض الآيات الدّالة على نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم أو التي تصوّر عيوبهم وآثامهم التي يرتكبونها *وَالْهُدى * عطف على البينات *مِنْ بَعْدِ* الجار والمجرور متعلقان بيكتمون *ما بَيَّنَّاهُ* ما مصدرية وبيناه فعل وفاعل ومفعول. والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة أي من بعد تبيانه *لِلنَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان ببيناه *فِي الْكِتابِ* الجار والمجرور متعلقان ببيناه أيضا. وتعلق جار بفعل واحد عند اختلاف المعنى واللفظ جائز.

و لك أن تعلق « في الكتاب » بمحذوف حال من المفعول به أي كائنا في الكتاب *أُولئِكَ* اسم الاشارة مبتدأ *يَلْعَنُهُمُ* فعل مضارع والهاء مفعوله *اللَّهُ* فاعله والجملة الفعلية خبر اسم الاشارة *وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ* عطف على الجملة السابقة ، وجملة الاشارة الاسمية في محل رفع خبر إن *إِلَّا* أداة استثناء *الَّذِينَ* مستثنى من المفعول به أي الهاء في يلعنهم *تابُوا* فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة *وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا* عطف على تابوا *فَأُولئِكَ* الفاء رابطة ، لأن في الموصول رائحة الشرط ، واسم الاشارة مبتدأ *أَتُوبُ* فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره أنا ، وجملة أتوب خبر اسم الاشارة وجملة الاشارة استئنافية *عَلَيْهِمْ* متعلقان بأتوب *وَأَنَا* الواو عاطفة وأنا مبتدأ *التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* خبر ان لأنا والجملة معطوفة.
البلاغة :
1- التكرير في ذكر اللعن ، والغاية منه التأكيد في الذم.
2- الالتفات في قوله « يلعنهم اللّه » وكان السياق يقتضي بأن
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 221
يقول نلعنهم ، ولكنه التفت الى الغائب للدلالة على إظهار السخط عليهم ، وليكون الكلام أوغل في إنزال اللعن عليهم ، وإلحاق الطرد بهم.
[سورة البقرة *2* : الآيات 161 الى 163]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ *161* خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ *162* وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ *163*
الإعراب :

*

إِنَّ الَّذِينَ* إن واسمها *كَفَرُوا* فعل وفاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها *وَماتُوا* الواو عاطفة ، وجملة ماتوا عطف على جملة كفروا *وَهُمْ* الواو حالية وهم مبتدأ *كُفَّارٌ* خبر « هم » والجملة في محل نصب على الحال *أُولئِكَ* اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ *عَلَيْهِمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم *لَعْنَةُ اللَّهِ* مبتدأ مؤخر *وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ* عطف على اللّه ، والجملة الاسمية خبر أولئك وجملة أولئك وما في حيزها خبر إن وجملة ان وما في حيزها مستأنفة مسوقة لبيان مصير القسم الثاني من الكاتبين ، وقد بيّن مصير من تاب في الاستثناء *أَجْمَعِينَ* تأكيد *خالِدِينَ* حال من الضمير في عليهم *فِيها* الجار والمجرور متعلقان بخالدين ، والضمير يعود على النار التي أضمرت للتخويف والتهويل. ويجوز أن يعود على اللعنة مجازا ، والعلاقة المحلية *لا يُخَفَّفُ* لا نافية ويخفف فعل مضارع مبني للمجهول *عَنْهُمُ* جار ومجرور متعلقان
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 222

بيخفف *الْعَذابُ* نائب فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية للذين كفروا من الضمير المستكنّ في خالدين فهي حال متداخلة *وَلا* الواو عاطفة ولا نافية *هُمْ* مبتدأ *يُنْظَرُونَ* فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل ، أي لا يمهلون ولا يؤجلون ، والجملة الفعلية خبر « هم » والجملة الاسمية عطف على جملة لا يخفف *وَإِلهُكُمْ* الواو استئنافية وما بعدها جملة مستأنفة لا محل لها مسوقة للرد على كفار قريش الذين قالوا : يا محمد صف لنا ربك ، وإلهكم مبتدأ *إِلهٌ* خبر *واحِدٌ* صفة لإله *لا* نافية للجنس *إِلهٌ* اسمها مبني على الفتح في محل نصب *إِلَّا* أداة حصر *هُوَ* بدل من محل لا واسمها لأن محلها الرفع على الابتداء ، أو بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف. وسيأتي مزيد من أقوال النحاة والمفسرين في إعراب كلمة الشهادة ترويضا للذهن *الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ* خبر ان لمبتدأ محذوف تقديره هو.
الفوائد :
خاض علماء النحو والمفسرون كثيرا في اعراب « لا إله إلا اللّه » وهي كلمة الشهادة واتفقوا على أن خبر لا محذوف أي لنا ، أو في الوجود ، أو نحو ذلك. وسنورد لك خلاصة مفيدة لما قالوه لأهميته :
الزمخشري :
صنف جزءا لطيفا في إعراب كلمة الشهادة ، فبعد أن أورد ما اتفقوا عليه من حذف خبر لا قال : « هكذا قالوا ، والصواب أنه كلام تام ولا حذف ، وأن الأصل : اللّه إله مبتدأ وخبر ، كما تقول : زيد
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 223
منطلق ، ثم جي ء بأداة الحصر وقدّم الخبر على الاسم وركب مع لا كما ركب المبتدأ معها في نحو لا رجل في الدار ، ويكون « اللّه » مبتدأ مؤخرا و « و إله » خبرا مقدما ، وعلى هذا تخريج نظائره نحو :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا عليّ » .
الزمخشري أيضا :

و قال الزمخشري في المفصّل بصدد كلامه عن خبر لا النافية للجنس : « و قد يحذفه الحجازيون كثيرا فيقولون : لا أهل ولا مال ولا بأس ولا فتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذو الفقار ، ومنه كلمة الشهادة ، ومعناها : لا إله في الوجود إلا اللّه ، وبنو تميم لا يثبتونه في كلامهم أصلا » .
ابن يعيش :
و قال شارح المفصّل موفق الدين بن يعيش : « اعلم أنهم يحذفون خبر لا من : لا رجل ولا غلام ولا حول ولا قوة وفي كلمة الشهادة نحو : لا إله إلا اللّه ، والمعنى : لا رجل ولا غلام ولا حول ولا قوة لنا ، وكذلك لا إله في الوجود إلّا اللّه ، ولا أهل لك ولا مال لك ولا بأس عليك ، ولا فتى في الوجود إلا عليّ ولا سيف في الوجود إلا ذو الفقار ، فالخبر الجار مع المجرور وهو محذوف ، ولا يصح أن يكون الخبر « اللّه » في قولك لا إله إلا اللّه ، وذلك لأمرين :
آ- انه معرفة و « لا » لا تعمل في معرفة.
ب- أن اسم « لا » هنا عام وقولك إلا اللّه خاص ، والخاص لا يكون خبرا عن العام.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 224
و نظيره : الحيوان انسان ، فانه ممتنع لأن في الحيوان ما ليس بانسان ، وقولك : الإنسان حيوان ، جائز لأن الإنسان حيوان حقيقة وليس في الإنسان ما ليس بحيوان ، ويجوز اظهار الخبر نحو :
لا رجل أفضل منك ولا أحد خير منك ، هذا مذهب أهل الحجاز وأما بنو تميم فلا يجيزون تقديم خبر « لا » البتة ويقولون : هو من الأصول المرفوضة ، ويتأوّلون ما ورد من ذلك ، فيقولون في قولهم :
لا رجل أفضل منك : ان « أفضل » نعت لرجل على الموضع ، وكذلك « خير منك » نعت لأحد على الموضع.
البدر الدماميني :
و تعقّب البدر الدّماميني الزّمخشريّ في حاشيته على المغني فقال : « و لا يخفى ضعف هذا القول ، يعني قول الزمخشري ، وانه يلزم منه ان الخبر يبنى مع لا ، ولا يبنى معها إلا المبتدأ. ثم لو كان كذلك لم يجز نصب الاسم العظيم وقد جوزوه » .
الصلاح الصفدي :

و أورد الصلاح الصفديّ في الغيث المسجم بحثا طريفا قال فيه : « و من حذف الخبر قولك : لا إله إلا اللّه ، « فإله » اسمها والخبر محذوف قدّره النحاة في الوجود أو لنا ، هكذا أعربوه » .
الرازي :
و أورد الامام فخر الدين الرازي إشكالا على إعراب الصفدي فقال : هذا النفي عام متفرّق وتقييده بالوجود تخصيص له ، ولنا أكثر
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 225
تخصيصا. وإذا كان كذلك لم يبق النفي عاما ، وحينئذ لا يكون هذا القول إقرارا بالوحدانية على الإطلاق.
الصلاح الصفدي أيضا :
و أجاب الصلاح الصفدي بقوله : « إنّا لا نسلّم تقييده بالوجود إذا كان تخصيصا لا يبقى على العموم المراد من النفي ، لأن المراد نفي الآلهة في الخارج إلا اللّه تعالى ، على معنى أن نفي وجودها مستلزم لنفي ذاتها ، كأنه قال : لا إله يوجد إلا اللّه. وعلى هذا يبقى النفي عاما بالمعنى المراد منه » .
السّمين :
و قال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين : « قوله : إلا هو رفع على أنه بدل من اسم لا على المحل ، إذ محله الرفع على الابتداء أو هو بدل من لا وما عملت فيه ، لأنها وما بعدها في محل رفع بالابتداء » .
أبو حيّان :
و مضى السمين يقول : واستشكل أبو حيّان كونه بدلا من إله ، لأنه لا يمكن تكرير العامل ، لا تقول : لا رجل إلا زيد والذي يظهر لي أنه ليس بدلا من إله ، ولا من رجل في قولك لا رجل إلا زيد ، إنما هو بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف. فإذا قلنا :
لا رجل إلا زيد ، والتقدير لا رجل كائن أو موجود إلا زيد. فزيد بدل من الضمير المستكن في الخبر لا من رجل ، وليس بدلا من موضع
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 226
اسم لا ، وإنما هو بدل مرفوع من ضمير مرفوع ، تقدير ذلك الضمير هو عائد على اسم لا.
ابن هشام :

و قال ابن هشام : « و قول بعضهم في « لا إله إلا اللّه » : إن اسم اللّه سبحانه خبر لا التبرئة أي النافية للجنس يردّه أنها لا تعمل إلا في نكرة منفية ، واسم اللّه تعالى معرفة موجبة ، نعم يصح أن يقال : إنه خبر ل « لا » مع اسمها فانهما في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه » .
ثم أطال ابن هشام في الرد على الزمخشري مما لا يتسع له صدر هذا الكتاب.
الشيخ مصطفى الغلاييني :
و قال الشيخ مصطفى الغلاييني من أدباء بيروت المحدثين :
« قوله تعالى : لا إله إلا اللّه ، أي : لا إله موجود ، واللّه إما بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف ، وإما بدل من محل لا واسمها.
و يجوز في غير الآية نصبه على الاستثناء » .



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:17
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

]سورة البقرة *2* : آية 164]
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *164*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 227
اللغة :
*الْفُلْكِ* : السفن. ويكون واحدا كقوله تعالى : « في الفلك المشحون » ، وهو حينئذ مذكر. ويكون جمعا كما في الآية ________________________________________بدليل قوله :
« التي تجري في البحر » ، وكل ذلك بلفظ واحد. وقد خبط فيه صاحب المنجد خبطا عجيبا ، فجعله يذكّر ويؤنّث. وعبارته : « الفلك :
السفينة تؤنث وتذكر » . ومنشأ الخبط أنه لم يتأمل- وهو ينقل عبارة القاموس نقلا عشوائيا- أن التذكير خاص بالمفرد ، أما التأنيث فطارى ء عليه لجمعه جمع تكسير. ونصّ عبارة القاموس : « و الفلك بالضم السفينة ، ويذكّر ، وهو للواحد والجميع ، أو الفلك التي هي جمع تكسير للفلك التي هي واحد ، وليست كجنب التي هي واحد وجمع ، وأمثاله ، لأن فعلا وفعلا يشتركان في الشي ء الواحد كالعرب والعرب » . فإن قيل : ان جمع التكسير لا بد فيه من تغيّر ، فالجواب أن تغيّره مقدّر ، فالضمة في حال كونه جمعا كالضمة في حمر وبدن ، وفي حال كونه مفردا كالضمة في قفل. على أن ابن برّي استدرك فقال : « إنك إذا جعلت الفلك واحدا فهو مذكر لا غير ، وإن جعلته جمعا فهو مؤنث لا غير » فتأمل هذا الفصل ، فله على كل الفصول الفضل.
*الرِّياحِ* : جمع ريح. وياء الريح والرياح من واو ، والأصل روح ورواح ، وانما قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وهو ابدال مطّرد ولذلك لما زال موجب قلبها رجعت الى أصلها ، فقيل : أرواح.
قالت ميسون بنت بحدل :
لبيت تخفق الأرواح فيه أحبّ إليّ من قصر منيف
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 228
و يغلب عليها الخير في الجمع ، والشرّ في المفرد.
و قد لحن في هذه اللفظة عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ، فاستعمل الأرياح في شعره ، وقال أبو حاتم له : إن الأرياح لا يجوز.
فقال عمارة : ألا تسمع قولهم : رياح؟ فقال له أبو حاتم : هذا خلاف ذلك. فقال له : صدقت ورجع. قلنا : ولكن ورد جمع الأرياح في القاموس للفيروزباديّ ونصّ عبارته : « و الريح مؤنثة وجمعها أرياح وأرواح ورياح وريح كعنب وجمع الجمع أرواح وأراييح » . ونقل صاحب المنجد عبارته بنصها تقريبا.
الاعراب :
*
إِنَّ* حرف مشبه بالفعل *فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن المقدم *وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ* عطف على خلق السموات *وَالْفُلْكِ* عطف أيضا *الَّتِي* صفة للفلك *تَجْرِي فِي الْبَحْرِ* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول *بِما* الباء حرف جر وما اسم موصول في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، ولك أن تجعل ما مصدرية ، فتتعلق مع المصدر المؤوّل المجرور بها بتجري بأسباب نفع الناس *يَنْفَعُ النَّاسَ* الجملة الفعلية لا محل لها لانها صلة ما على كل حال *وَما* عطف على ما الاولى *أَنْزَلَ اللَّهُ* الجملة صلة ما *مِنَ السَّماءِ* الجار والمجرور متعلقان بأنزل *مِنْ ماءٍ* الجار والمجرور بدل من قوله من السماء بدل اشتمال ولا يرد عليه تعليق حرفين متحدين بعامل واحد فإن الممنوع من ذلك أن يتحدا معا من غير عطف ولا ابدال *فَأَحْيا* عطف على فأنزل *بِهِ* الجار والمجرور متعلقان بأحيا *الْأَرْضِ* مفعول به *بَعْدَ مَوْتِها* الظرف متعلق بمحذوف حال *وَبَثَّ* عطف على أنزل
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 229
أو أحيا *فِيها* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ* الجار والمجرور متعلقان ببث *وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ* عطف على « خلق » *وَالسَّحابِ* عطف أيضا *الْمُسَخَّرِ* صفة للسحاب *بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ* الظرف متعلق بمسخر لأنه اسم مفعول *لَآياتٍ* اللام هي المزحلقة وآيات اسم ان المؤخر *لِقَوْمٍ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لآيات *يَعْقِلُونَ* فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة الفعلية صفة لقوم. وهذه الآية حثّ صريح على وجوب التأمل والتدبر وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم : « ويل لمن قرأ هذه الآية فمجّ بها » أي لم يعتبر بها.
فالآية جملة مستأنفة مسوقة للحث على النظر والاعتبار بباهر الحكمة.
[
سورة البقرة *2* : آية 165]
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ *165*
اللغة :
*أَنْداداً* النّدّ : المثل ، والمراد هنا الأصنام أو كل ما سولت لهم أنفسهم عبادته.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 230
الاعراب :
*
وَ مِنَ النَّاسِ* الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لبيان أن بعض الناس لم يعتقد الوحدانية بعد أن ثبت بالدليل القاطع ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *مِنَ* اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر أو نكرة موصوفة في محل رفع مبتدأ مؤخر *يَتَّخِذُ* الجملة الفعلية لا محل لها لانها صلة الموصول أو صفة ل « من » وفاعل يتخذ ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ من *مِنْ دُونِ اللَّهِ* جار ومجرور متعلقان بيتخذ *أَنْداداً* مفعول به *يُحِبُّونَهُمْ* فعل مضارع مرفوع وفاعل ومفعول به والجملة الفعلية صفة لأندادا أو حال من الضمير المستكن في يتخذ *كَحُبِّ اللَّهِ* الكاف ومجرورها في موضع نصب صفة لمصدر محذوف فهو مفعول مطلق ، ويجوز إعرابه حالا وقد رجحه سيبويه والمصدر مضاف الى مفعوله *وَالَّذِينَ* الواو استئنافية أو حالية واسم الموصول مبتدأ *آمَنُوا* فعل وفاعله. والجملة صلة الموصول *أَشَدُّ* خبر الموصول *حُبًّا* تمييز *لِلَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بحبا *وَلَوْ* الواو استئنافية ولو شرطية غير جازمة *يَرَى* فعل مضارع *الَّذِينَ* فاعل *ظَلَمُوا* الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها *إِذْ* ظرف لما مضى من الزمن متعلق بيرى *يَرَوْنَ* الجملة الفعلية في محل جر باضافة الظرف اليه والواو فاعل *الْعَذابَ* مفعول به أول والمفعول الثاني محذوف تقديره نازلا بهم وقت رؤيتهم *أَنَّ الْقُوَّةَ* ان واسمها *لِلَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر. وان وما بعدها سدت مسد مفعولي يرى *جَمِيعاً* حال *وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ* عطف على ما تقدم ، وجواب لو محذوف أي لرأيت عجبا ولكان منهم مالا يدخل تحت الوصف من الندامة والحسرة.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 231
البلاغة :
الإيجاز في الآية وذلك بحذف جواب لو كما تقدم وهو كثير شائع في كلامهم وورد في القرآن كثيرا ، وقد تعلّق بأهداب هذه البلاغة أبو تمام الطائي حين قال في قصيدته « فتح عمورية » :
لو يعلم الكفر كم من أعصر كمنت له المنيّة بين السّمر والقضب
و تقديره لو يعلم الكفر ذلك لأخذ أهبته واحتاط لنفسه وهيهات.
الفوائد :
*دُونِ* ظرف للمكان وهو نقيض فوق ، نحو هو دونه أي أحط منه رتبة أو منزلة ، ويأتي بمعنى أمام نحو : الشي ء دونك أي أمامك ، وبمعنى وراء نحو : قعد دون الصف ، أي وراءه ، وقد يأتي بمعنى ردي ء وخسيس فلا يكون ظرفا ، نحو : هذا شي ء دون ، وهو حينئذ يتصرف في وجوه الاعراب. ويأتي بمعنى غير كما في الآية ، وأكثر ما يستعمل حينئذ مجرورا بمن.
=blue]البقرة *2* : الآيات 166 الى 167]
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ *166* وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ *167*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 232
الاعراب :
*
إِذْ* ظرف لما مضى من الزمن وهي مع مدخولها بدل من إذ المتقدمة في الآية السابقة *تَبَرَّأَ الَّذِينَ* فعل ماض وفاعل *اتُّبِعُوا* فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل ، والجملة صلة الموصول ، وجملة تبرأ في محل جر باضافة الظرف إليها وهم الرؤساء *مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا* الجار والمجرور متعلقان بتبرأ واتبعوا فعل ماض مبني للمعلوم والواو فاعل وهم الاتباع والجملة صلة *وَرَأَوُا* الواو حالية أو عاطفة ورأوا فعل وفاعل *الْعَذابَ* مفعول به والجملة حالية بتقدير قد ، أي تبرءوا منهم في حال رؤيتهم العذاب ، أو معطوفة على جملة تبرأ *وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ* عطف على ما تقدم *وَقالَ* الواو عاطفة وقال فعل ماض *الَّذِينَ* فاعل *اتَّبَعُوا* الجملة صلة الموصول واتبعوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل *لَوْ* شرطية غير جازمة متضمنة معنى التمني *أَنَّ لَنا كَرَّةً* ان وخبرها المقدم واسمها المؤخر وان وما في حيزها مقول القول *فَنَتَبَرَّأَ* الفاء هي السببية ونتبرأ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة بالتمني الذي تضمنته لو وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن *مِنْهُمْ* الجار والمجرور متعلقان بنتبرأ *كَما* الكاف مع مجرورها في موضع نصب مفعول مطلق وما مصدرية *تَبَرَّؤُا* فعل ماض وفاعل *مِنَّا* جار ومجرور متعلقان بتبرءوا *كَذلِكَ* الجار والمجرور صفة لمصدر محذوف أي اراءة مثل تلك الإراءة. واختار سيبويه النصب على الحال وهو صحيح *يُرِيهِمُ* فعل مضارع والرؤية هنا تحتمل أن تكون بصرية فتتعدى
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 233
لمفعولين أولهما الضمير والثاني أعمالهم وتحتمل أن تكون قلبية ولعله أرجح فتتعدى لثلاثة *اللَّهُ* فاعل *أَعْمالَهُمْ* مفعول به ثان *حَسَراتٍ* مفعول به ثالث أو حال *عَلَيْهِمْ* متعلقان بمحذوف صفة لحسرات *وَما* الواو عاطفة وما حجازية *هُمْ* اسم ما الحجازية *بِخارِجِينَ* الباء حرف جر زائد وخارجين مجرور لفظا منصوب خبر ما محلا *مِنَ النَّارِ* الجار والمجرور متعلقان بخارجين.
البلاغة :
1- في الآية فن اللفّ والنشر المشوش ، وهو ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال ، ثم ذكر ما لكل واحد وردّه الى ما هو له ، فتبرؤ بعضهم من بعض راجع لقوله : إذ تبرأ ، وإراءتهم شدة العذاب راجع لقوله : ورأوا العذاب ، والمراد أنه أراهم هذين الامرين عقوبة لهم على اتخاذهم الأنداد للّه ، فكما عاقبهم على عقائدهم عاقبهم على أعمالهم. ولهذا الفن فروع متعددة مبسوطة في كتب البلاغة ، ومنه في الشعر قول أبي فراس الحمداني :
و شادن قال لي لمّا رأى سقمي وضعف جسمي والدّمع الذي انسجما
أخذت دمعك من خدّي وجسمك من خصري وسقمك من طرفي الذي سقما
2- في قوله : إذ تبرأ الذين اتبعوا .. الآية ، فنّ يقال له فنّ الترصيع ، وهو أن يكون الكلام مسجوعا ، وهو في الآية في موضعين ، وقد كثر في القرآن ، وأما في الشعر فمنه قول أبي الطيب المتنبي :
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 234
في تاجه قمر في ثوبه بشر في درعه أسد تدمى أظافره
و قال أبو تمام :
تدبير معتصم باللّه منتقم للّه مرتغب في اللّه مرتقب
3- في قوله : « و تقطعت بهم الأسباب » مجاز مرسل علاقته السببية ، فان السبب في الأصل الحبل الذي يرتقى به الى ما هو عال ثم أطلق على كل ما يتوصل به الى شي ء ، مادة كان أم معنى. ولك أن تجعله من باب الاستعارة التصريحية ، فقد شبه الأعمال التي كانوا يمارسونها في الدنيا بالأسباب التي يتشبّث بها الإنسان للنجاة. ثم حذف المشبّه وأبقى المشبّه به. قال زهير بن أبي سلمى :
و من هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلم
4- فن الحذف ، فقد حذف جواب لو الشرطية وهو مقدر في الآية تقديره- لكان منهم ما لا يدخل تحت الوصف.
الفوائد :
كل اسم كان واحده على وزن « فعلة » مفتوح الاول ساكن الثاني ، فإن جمعه على فعلات بفتح الفاء والعين ، مثل شهوة وتمرة وجمعهما شهوات وتمرات ، متحركة الثواني من حروفها. فأما إذا كان وصفا فإنك تدع ثانيه ساكنا مثل ضخمة وعبلة ، فتجمعها على ضخمات وعبلات ، بإسكان الثواني.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 235




[سورة البقرة *2* : الآيات 168 الى 169]
يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ *168* إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ *169*
اللغة :
*الخطوات* بضمتين : جمع خطوة ، وهي ما بين يدي الخاطي.
و من غريب أمر الخاء والطاء أنهما إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلّ ذلك على الأثر ، فأثر الخطوة معروف ، ولهذا قالوا : اتبع خطواته ، كأنما أثّر عليه فتبعه. والخطأ في الرأي والمسألة واضح الأثر ، ومن أمثالهم : « مع الخواطئ سهم صائب » . والخطب : المصاب وهو بيّن الأثر ، وقل مثل هذا في الخطل أي السفاهة ، وهو استرخاء الأذنين أو السفاهة ، وسمي الشاعر الأموي الأخطل. وهذا كله اكتشفناه بعد التقصي والتمعن فتدبره.
الاعراب :
*
يا أَيُّهَا النَّاسُ* يا حرف نداء للمتوسط ، وأي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه ، والناس بدل من أي *كُلُوا* فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل *مِمَّا* الجار والمجرور متعلقان بكلوا *فِي الْأَرْضِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول *حَلالًا* مفعول به لكلوا أو حال من « ما » *طَيِّباً* صفة. وسيأتي بحث طريف عنها *وَلا* الواو عاطفة ولا ناهية *تَتَّبِعُوا* فعل مضارع مجزوم بلا والواو فاعل *خُطُواتِ* مفعول به وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم *الشَّيْطانِ* مضاف
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 236
اليه *إِنَّهُ* إن واسمها *لَكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، لأنه في الأصل صفة لعدو وقد تقدمت *عَدُوٌّ* خبر إن المرفوع *مُبِينٌ* صفة لعدو وجملة النداء وما تلاه مستأنفة مسوقة لبيان مواطن الحل والحرمة ، وان ذلك منوط باللّه تعالى. وجملة إنه وما تلاها لا محل لها لأنها تعليل للنهي عن اتباع خطوات الشيطان في ذلك *إِنَّما* كافة ومكفوفة ملغاة *يَأْمُرُكُمْ* فعل وفاعل مستتر يعود على الشيطان ومفعول به *بِالسُّوءِ* الجار والمجرور متعلقان بيأمركم والجملة مستأنفة مسوقة لبيان عداوة الشيطان وفضح أهدافها *وَالْفَحْشاءِ* عطف على قوله بالسوء *وَأَنْ تَقُولُوا* المصدر المنسبك من أن وما في حيزها معطوف على السوء أيضا *عَلَى اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بتقولوا *ما* اسم موصول مفعول تقولوا *لا* نافية *تَعْلَمُونَ* فعل مضارع مرفوع وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة ما.
البلاغة :
الاستعارة التبعية في أمر الشيطان ردا على سؤال قد يرد على الخاطر ، وهو : كيف يكون الشيطان آمرا واللّه تعالى يقول : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان؟ فقد شبه تزيين الشيطان لهم وتحريضه إياهم على الشر ، وتأريث نار الشهوات في النفوس بأمر الآمر فهي استعارة تصريحية تبعية ، والواقع أن أمر الشيطان هو عبارة عن الخوالج التي تساورنا وتحدونا الى اجتراح السيئات.
الفوائد :
اختلف المعربون والفقهاء في معنى هذه الصفة أي طيبا فقال :
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 237
بعضهم هي صفة مؤكدة ، لأن معنى طيبا وحلالا واحد ، وأخذ مالك به وقال آخرون هي صفة مخصصة ، لأن معناه مغاير لمعنى الحلال ، وهو المستلذ ، وبه أخذ الشافعي. ولذلك يمنع أكل الحيوان القذر وكل ما هو خبيث.
[سورة البقرة *2* : آية 170]
وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ *170*
الإعراب :

*
وَ إِذا* الواو استئنافية وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بقالوا *قِيلَ* فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو والجملة مستأنفة مسوقة لبيان رسوخهم في الغي وإمعانهم في الضلال *لَهُمُ* الجار والمجرور متعلقان بقيل *اتَّبِعُوا* فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة الفعلية مقول القول *ما* اسم موصول في محل نصب مفعول به *أَنْزَلَ اللَّهُ* الجملة لا محل لها لأنها صلة ما *قالُوا* فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم *بَلْ* حرف إضراب وعطف وكل إضراب في القرآن يراد به الانتقال من قصة الى قصة إلا في هذه الآية وفي آية أخرى ستأتي *نَتَّبِعُ* فعل مضارع وفاعله نحن ، والجملة معطوفة على جملة مقدرة أي لا نتبع ما أنزل اللّه بل نتبع *ما* اسم موصول مفعول به *أَلْفَيْنا* فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *عَلَيْهِ* جار ومجرور في موضع نصب مفعول ألفينا الثاني *آباءَنا* مفعول
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 238
ألفينا الأول. ومعنى ألفينا وجدنا *أَوَ لَوْ* الهمزة للاستفهام الانكاري ، والواو حالية والجملة حالية مسوقة لاستنكار اتباع آبائهم في كل حالة حتى في الحالة التي لا مساغ للعاقل أن يتعها ويجنح إليها وهي عدم تلبسهم بعدم العقول وانتفاء الهداية. ولو شرطية لا تحتاج الى جواب في مثل هذا التركيب لأن القصد منها تعميم الأحوال ، ولذلك لا يجوز حذف الواو الداخلة عليها تنبيها على أن ما بعدها ليس مناسبا لما قبلها *كانَ آباؤُهُمْ* كان واسمها *لا* نافية *يَعْقِلُونَ* فعل مضارع وفاعله والجملة المنفية خبر كان *شَيْئاً* مفعول به أو مفعول مطلق *وَلا يَهْتَدُونَ* الجملة معطوفة على جملة لا يعقلون.
البلاغة :
الالتفات في قوله : لهم .. من الخطاب الى الغيبة تسجيلا للنداء على ضلالهم ، لأنه ليس ثمة أضلّ من المقلد تقليدا أعمى ، يتبع غيره في المواطن التي توبقه وترديه ، وينساق من غير تفكير ولا روية.
[سورة البقرة *2* : آية 171]
وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ *171*
اللغة :
*يَنْعِقُ* النّعيق : هو التصويت مطلقا. قال الأخطل :
فانعق بضأنك يا جرير فإنّما منّتك أمّك في الخلاء ضلالا
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 239
و يقال : نعق المؤذن وسمعت نعقة المؤذن ، وأما صوت الغراب فهو النغيق بالغين المعجمة.
الاعراب :
*وَمَثَلُ* الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لضرب المثل للكافرين في عبادتهم للأصنام ، وقد شغلت هذه الآية المعربين والمفسرين ، واختلفوا فيها اختلافا كثيرا وتبلغ الأوجه التي أوردوها أربعة نختار منها واحدا ونورد في باب البلاغة تفصيلها لأنها تكاد تكون متساوية الرجحان ، ومثل مبتدأ *الَّذِينَ* مضاف اليه *كَفَرُوا* فعل وفاعل والجملة صلة الموصول ، ولا بد من تقدير مضاف قبل الموصول أي مثل داعيهم الى الايمان أي مثل داعي الذين كفروا ، بمعنى ان من يحاول هدايتهم بمثابة من يخاطب مالا يسمع ، وإن سمع فهو لا يعقل شيئا مما يسمعه *كَمَثَلِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر *الَّذِي* اسم موصول مضاف اليه *يَنْعِقُ* فعل مضارع وفاعله هو ، والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول *بِما* الجار والمجرور متعلقان بينعق *لا يَسْمَعُ* لا نافية ويسمع فعل مضارع والجملة الفعلية صلة ما *إِلَّا* أداة حصر *دُعاءً* مفعول به *وَنِداءً* عطف على دعاء *صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ* أخبار ثلاثة لمبتدأ محذوف أي هم *فَهُمْ* الفاء عاطفة وهم مبتدأ *لا يَعْقِلُونَ* الجملة الفعلية المنفية خبرهم.
البلاغة :
في هذه الآية فنون عديدة منها :
1- التشبيه التمثيلي فقد شبه من يدعو الكافرين الى الايمان
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 240
رغم لجاجتهم ومكابرتهم بمن ينعق بالبهائم التي لا تسمع إلا التصويت بها والزجر لها ، فهو تشبيه صورة بصورة أو تشبيه متعدّد بمتعدّد ، ويمكن اختصار الاوجه التي أوردها علماء البيان والنحو بما يلي :
أ- ان المثل مضروب لتشبيه الداعي والكافر بالناعق والمنعوق به.
ب- إن المثل مضروب لتشبيه الكافر في دعاء الرسول صلى اللّه عليه وسلم له بالغنم المنعوق بها.
ج- ان المثل مضروب لتشبيه الكافر في دعائه الأصنام بالناعق على الغنم.
2- الاستعارة التصريحية في تشبيه الكافرين بالصم البكم العمي وحذف المشبه وإبقاء المشبه به.
3- الإيجاز في حذف مضاف تقديره : مثل داعي الذين كفروا ، ولم يصرح بالداعي وهو الرسول تمشيا مع الأدب الرفيع في حسن التلطف بالخطاب ، والتهذيب الذي يجب أن يتسم به الشعراء والكتّاب.
[سورة البقرة *2* : الآيات 172 الى 173]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ *172* إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *173*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 241
اللغة :
*الاهلال* : سبق القول إنه رفع الصوت عند مباشرة أمر من الأمور ، وقد كان دينهم في جاهليتهم أن يرفعوا أصواتهم عند مباشرتهم هذه الأمور كالذبح وغيره فيقولون : باسم اللات والعزّى.
*باغٍ* : ظالم.
*عادٍ* : معتد على غيره.
الاعراب :
*
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* تقدم إعرابها فجدّد به عهدا ، وجملة النداء وما بعده مستأنفة تمهيدا للشروع في بيان أنواع من المحرمات بعد ما أمر سبحانه بأكل الطيبات *كُلُوا* فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل *مِنْ طَيِّباتِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة للمفعول المحذوف ليذهب السامع في تقديره أيّ مذهب تصبو اليه نفسه ومعنى من الجارّة هنا التبعيض أي كلوا بعضها فما أكثر الطيبات المتاحة لنا *ما* اسم موصول في محل جر بالإضافة *رَزَقْناكُمْ* فعل وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول *وَاشْكُرُوا لِلَّهِ* معطوف على كلوا ، وللّه جار ومجرور متعلقان باشكروا ، وسيأتي بحث عنه في باب الفوائد *إِنْ* شرطية تجزم فعلين *كُنْتُمْ* فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها *إِيَّاهُ* ضمير منفصل مفعول
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 242
مقدم لتعبدون *تَعْبُدُونَ* الجملة الفعلية في محل نصب خبر كنتم وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما قبلها أي فاشكروا *إِنَّما* كافة ومكفوفة *حَرَّمَ* فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى *عَلَيْكُمُ* الجار والمجرور متعلقان بحرم *الْمَيْتَةَ* مفعول به *وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ* معطوفان على الميتة *وَما* الواو حرف عطف وما اسم موصول منصوب عطفا على ما تقدم *أُهِلَّ* فعل ماض مبني للمجهول *بِهِ* جار ومجرور قام مقام نائب الفاعل *لِغَيْرِ اللَّهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال والجملة صلة الموصول *فَمَنِ* الفاء الفصيحة أي إذا كانت هناك حالات اضطرار ألجأته الى أكل شي ء مما حرم ، والجملة بعدها لا محل لها لأنها جواب شرط مقدر غير جازم ، ومن اسم شرط جازم مبتدأ *اضْطُرَّ* فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط ونائب الفاعل مستتر تقديره هو يعود على المضطر *غَيْرَ* حال من « من » فكأنه قيل : اضطرّ لا باغيا ولا عاديا فهو له حلال *باغٍ* مضاف اليه وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين *وَلا عادٍ* عطف على غير باغ *فَلا* الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ولا نافية للجنس *إِثْمَ* اسمها المبني على الفتح *عَلَيْهِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها ، والجملة المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه خبر من على الأصح *إِنَّ اللَّهَ* إن واسمها *غَفُورٌ رَحِيمٌ* خبران لإن وجملة إن وما في حيزها لا محل لها لأنها تعليلية.
البلاغة :
1- اشتملت هاتان الآيتان على ايجازين جميلين بالحذف ، وهما
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 243
حذف مفعول كلوا كما تقدم ، وحذف جواب إن الشرطية أي فاشكروه وحذف جواب الشرط شائع في كلام العرب.
2- التقديم في تقديم إياه لإفادة الاختصاص ، لأنه سبحانه مختص بأن يعبدوه.
3- الالتفات من ضمير المتكلم الى الغيبة ، وسياق الكلام يقتضي أن يقول : واشكرونا ، ولكنه التفت الى الغيبة لعظم الاهتمام به سبحانه. وفيه تلميح الى الحديث النبوي وهو : « يقول اللّه تعالى :
إني والجن والإنس في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري » . وقد درج علماء البلاغة على تعريف الالتفات بأنه إنما يستعمل في الكلام للتفنن والانتقال من أسلوب الى أسلوب تطرية لنشاط السامع ، وهو تعريف جميل ، لأن النفس تسأم الكلام الجاري على نسق رتيب. ولكن يرد على هذا التعريف أن التطرية لا تكون إلا بعد حدوث الملل ، ولا ملل في تلاوة القرآن ، فلا بد أن يكون هناك أمر وراء الانتقال من أسلوب الى أسلوب ، بيد أن ذلك لا يمكن تحديده ، لأن الفنّ جمال ، وسر الجمال في عدم تحديده ، لأنه بعيد المنال ، وقد أريناك عند الكلام على الفاتحة أسرارا تكمن وراء السطور ، وهنا عدل عن التكلم الى الغيبة كما تقدم ، وليصرح باسم اللّه ، وفي ذلك من حوافز الشكر ما فيه.
نموذج شعري :
و ما دمنا في صدد أسرار الالتفات يحسن بنا أن نورد للقارى ء مثالا شعريا لأبي تمام الطائي ليقيس طلابنا ومتأدبونا على منواله ، قال يمدح أبا دلف العجليّ ويصف فيها ركبا يسيرون في المهامة البعيد
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 244
ليتخلص الى التنويه بجود الممدوح ، ولا يفوتك ما فيها من تشخيص وتجسيد :
و ركب يساقون الركاب زجاجة من السّير لم تقصد لها كفّ قاطب
ففد أكلوا منها الغوارب بالسّرى وصارت لهم أشباحهم كالغوارب
يصرّف مسراها جذيل مشارق إذا آبه هم عذيق مغارب
يرى بالكعاب الزّود طلعة ثائر وبالعرمس الوجناء غرةّ آئب
كأنّ بها ضغنا على كلّ جانب من الأرض أو شوقا الى كلّ جانب
إذا العيس لاقت بي أبا دلف فقد تقطّع ما بيني وبين النوائب
فقال في الأول : يصرف مسراها ، مخاطبة للغائب جريا على الأسلوب المتقدم في وصف الركب ، ثم قال بعد ذلك : إذا العيس لاقت بي ، فعدل الى خطاب نفسه لأنه لما صار الى مشافهة الممدوح
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 245
و التصريح باسمه خاطب عند ذلك نفسه مبشرا لها بالبعد عن المكاره والقرب من الرغائب ، وهذا من السحر الحلال وان من البيان لسحرا ..
الفوائد :
*شكر* فعل متعد ولكنه قد يستعمل كاللازم فيكتفي بالفاعل إذا أريد به مجرّد حدوث الفعل ، ويستعمل متعديا مباشرة الى مفعول به واحد ، قال تعالى : « ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك » ، ويتعدى الى مفعولين كقول عبد اللّه بن الزبير :
سأشكر عمرا ما تراخت منيتي أيادي لم تمنن وإن هي جلت
و المفعولان هما : عمرا وأيادي ، جمع يد وهي النعمة. وقد يتعدى باللام الى مفعول به واحد كما في الآية هنا.



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:18
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

d]سورة البقرة *2* : الآيات 174 الى 176]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ *174* أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ *175* ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ *176*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 246
الاعراب :
*

إِنَّ الَّذِينَ* إن واسمها ، والجملة مستأنفة مسوقة لسرد قصة رؤساء اليهود وأحبارهم الذين كانوا يصيبون من عامتهم الهدايا والمآكل ، وكانوا يمنون أنفسهم بأن يكون النبي المنتظر الموصوف عندهم في التوراة منهم ، أشفقوا على ذهاب ما كان يترادف عليهم من نعماء ، مما يؤدي بالتالي الى زوال رئاستهم فعمدوا الى كتمان أمره *يَكْتُمُونَ* فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول *ما* اسم موصول مفعول به ليكتمون *أَنْزَلَ اللَّهُ* فعل وفاعل والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة ما *مِنَ الْكِتابِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف العائد على الموصول تقديره : ما أنزله اللّه حال كونه من الكتاب *وَيَشْتَرُونَ* الواو عاطفة ويشترون جملة معطوفة على جملة أنزل اللّه *بِهِ* الجار والمجرور متعلقان بيشترون *ثَمَناً* مفعول به *قَلِيلًا* صفة *أُولئِكَ* اسم الاشارة مبتدأ *ما* نافية *يَأْكُلُونَ* فعل مضارع مرفوع والجملة خبر اسم الاشارة *فِي بُطُونِهِمْ* الجار والمجرور متعلقان بيأكلون لأنها ظروف للأكل *إِلَّا* أداة حصر *النَّارَ* مفعول به. وجملة أولئك ما يأكلون خبر إن *وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ* الواو عاطفة والجملة معطوفة على جملة ما يأكلون *يَوْمَ الْقِيامَةِ* الظرف متعلق بيكلمهم *وَلا يُزَكِّيهِمْ* الجملة عطف على جملة لا يكلمهم اللّه *وَلَهُمْ* الواو حرف عطف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *عَذابٌ* مبتدأ مؤخر *أَلِيمٌ* صفة *أُولئِكَ* اسم الاشارة مبتدأ *الَّذِينَ* اسم موصول خبر *اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى * الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول ، وقد تقدمت بحروفها *وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ* عطف على الضلالة بالهدى ، والمتروك ما دخلت
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 247

عليه الباء *فَما* الفاء الفصيحة كأنها أفصحت عن مصيرهم العجيب ، وما نكرة تامة بمعنى شي ء للتعجب في محل رفع مبتدأ على الأصح ، وإنما قلنا على الأصح دفعا لما تخبط به النحاة من أوجه لا طائل تحتها إلا التكلف ، *أَصْبَرَهُمْ* فعل ماض جامد لإنشاء التعجب وفاعله ضمير مستتر وجوبا هنا خاصة والهاء مفعول به ، والجملة الفعلية خبر ما *عَلَى النَّارِ* الجار والمجرور متعلقان بأصبرهم *ذلِكَ* اسم الاشارة مبتدأ *بِأَنَّ اللَّهَ* الباء حرف جر ، وأن وما في حيزها في محل جر بالباء والجار ومجروره خبر اسم الاشارة ، ومعنى الباء السببية ، وأن واسمها *نَزَّلَ الْكِتابَ* فعل ماض وفاعل مستتر يعود على اللّه تعالى والكتاب مفعول به والجملة الفعلية خبر أن ، أي ذلك العذاب بسبب أن اللّه نزل الكتاب *بِالْحَقِّ* الجار والمجرور متعلقان بنزل أو بمحذوف حال *وَإِنَّ الَّذِينَ* الواو عاطفة أو حالية وإن واسمها *اخْتَلَفُوا* الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول *فِي الْكِتابِ* الجار والمجرور متعلقان باختلفوا *لَفِي شِقاقٍ* اللام هي المزحلقة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن *بَعِيدٍ* صفة.
البلاغة :
1- الاستعارة التصريحية في اشتراء الضلالة بالهدى ، وقد تقدمت الآية بحروفها.
2- المجاز المرسل في أكل النار ، والعلاقة هي السببية ، فقد جعل ما هو سبب للنار نارا.
3- التعريض : في عدم تكليم اللّه إياهم بحرمانهم حال أهل الجنة وتزكيتهم بكلامه تعالى. والتعريض ضرب من الكناية ، لأن
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 248
الكناية إذا كانت عرضية مسوقة لأجل موصوف غير مذكور كان المناسب أن يطلق عليها اسم التعريض. ومن طريف هذا الفنّ قول أبي الطيب المتنبي وهو يرمق سماء القرآن العالية :
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله فإني أغني منذ حين وتشرب

يخاطب كافورا الاخشيديّ فيقول : مديحي إياك يطربك كما يطرب الغناء الشارب ، فقد حان أن تسقيني من فضل كأسك.
4- المقابلة في المطابقة بين الضلالة والهدى وبين العذاب والمغفرة.
و المقابلة فن دقيق المسلك لا يسلكه إلا خبير بأساليب الكلام ، وإلا كان تكلفا ممقوتا. وقد بلغ أبو الطيب فيه الغاية بقوله :
أزورهم وسواد الليل يشفع لي وأنثني وبياض الصبح يغري بي
فقد طابق بين أزور وأنثني وبين سواد وبياض وبين الليل والصبح وبين يشفع ويغري وبين لي وبي. ومنه قول ابن زيدون :
سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 249



سورة البقرة *2* : آية 177
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ *177*
[b]الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 352
الإعراب :
*ليس* فعل ماض ناقص جامد *البرّ* خبر ليس مقدّم منصوب *أن* حرف مصدريّ ونصب *تولّوا* مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل *وجوه* مفعول به منصوب و*كم* ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل *أن تولّوا* في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر.
*قبل* ظرف مكان منصوب متعلّق بـ *تولّوا* ، *المشرق* مضاف إليه مجرور *المغرب* معطوف على المشرق بالواو مجرور مثله *الواو* عاطفة *لكنّ* حرف مشبّه بالفعل للاستدراك *البرّ* اسم لكنّ منصوب « 1 » *من* اسم موصول في محلّ رفع خبر لكنّ على حذف مضاف أي إيمان من آمن « 2 » ، *آمن* فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد *باللّه* جارّ ومجرور متعلّق بـ *آمن* ، *الواو* عاطفة *اليوم ، الملائكة ، الكتاب ، النبيّين* ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة جرّ الأخير الياء ، و*الآخر* نعت لـ *اليوم* مجرور مثله *الواو* عاطفة *آتى* فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من ، *المال* مفعول به ثان منصوب « 3 » ، *على حبّ* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المال و*الهاء* ضمير مضاف إليه *ذوي* مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء لأنه جمع المذكر السالم *القربى* مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف *اليتامى ،
___________
*1* يجوز أن يكون على حذف مضاف أي ذا البرّ ليصحّ الإخبار بالموصول.
*2* أو من غير حذف مضاف إذا قدّر اسم لكنّ : ذا البرّ من آمن.
*3* أو هو المفعول الأول و*ذوي* المفعول الثاني ، والإعراب أعلاه هو قول الجمهور لأن *ذوي* هو الآخذ فلزم تقديمه.
الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 353
المساكين ، ابن ... ، السائلين* ألفاظ معطوفة على ذوي بحروف العطف منصوبة مثله وعلامة النصب في الأخير الياء و*السبيل* مضاف إليه مجرور *الواو* عاطفة *في الرقاب* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره دفع المال .. وهو على حذف مضاف أي في فكّ الرقاب *الواو* عاطفة *أقام* فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو *الصلاة* مفعول به منصوب *الواو* عاطفة *آتى الزكاة* مثل وآتى المال *الموفون* معطوف على من آمن بحرف العطف مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو « 1 » ، *بعهد* جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل « الموفون » ، و*هم* ضمير متّصل مضاف إليه *إذا* ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق بـ *الموفون* ، *عاهدوا* فعل ماض وفاعله. *الواو* عاطفة *الصابرين* مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح وعلامة النصب الياء *في البأساء* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في الصابرين *الضرّاء* معطوف على البأساء بالواو مجرور مثله *الواو* عاطفة *حين* ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ قبله فهو معطوف عليه بالواو *البأس* مضاف إليه مجرور. *أولاء* اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و*الكاف* حرف خطاب *الذين* اسم موصول في محلّ رفع خبر *صدقوا* مثل عاهدوا *الواو* عاطفة *أولئك* مثل الأول *هم* ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ « 2 » ، *المتّقون* خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة : « ليس البرّ أن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة : « تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي *أن*.
وجملة : « لكنّ البرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
___________
*1* يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم ، والجملة حالية أو اعتراضيّة. .....
*2* أو ضمير فصل لا محلّ له جاء للتأكيد فـ *المتّقون* خبر أولئك.
الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 354
وجملة : « آمن باللّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول *من*.
وجملة : « آتى المال .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة : « *دفع* في الرقاب » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتى.
وجملة : « أقام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن باللّه.
وجملة : « آتى الزكاة » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقام الصلاة.
جملة : « عاهدوا » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة : « *أمدح* الصابرين » لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة « 1 » .
وجملة : « أولئك الذين صدقوا » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة : « صدقوا » لا محلّ لها صلة الموصول *الذين*.
وجملة : « أولئك » هم المتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.
وجملة : هم المتّقون في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
الصرف :
*البرّ* ، مصدر سماعيّ لفعل برّ يبرّ باب فتح وزنه فعل بكسر فسكون.
*تولّوا* ، فيه إعلال بالحذف أصله تولّيوا - بضمّ الياء - استثقلت الضمّة على الياء فسكنّت ونقلت حركتها إلى اللام ، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا *الآية 115*.
*قبل* ، اسم بمعنى الجهة وبمعنى عند وبمعنى الطاقة والقدرة ، وجاء في الآية على المعنى الأول وزنه فعل بكسر ففتح.
*آتى* ، فيه إعلال بالقلب أصله آتي - بياء متحرّكة! ثمّ قلبت الياء
___________
*1* أو هي استئنافيّة أصلا لأنها مقطوعة للمدح.
الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 355
ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. ومدّة آتى منقلبة عن حرفين همزة متحرّكة وهمزة ساكنة ، وزنه أفعل أي أصله أأتى لأن مضارعه يؤتي.
*المال* ، اسم جامد لما ملكته من الأشياء ، والألف فيه منقلبة عن واو ، جمعه أموال ، جاءت الواو ساكنة بعد فتح قلبت ألفا ففيه إعلال بالقلب ، وزنه فعل بفتح فسكون *انظر الآية 155 من هذه السورة*.
*السائلين* ، جمع السائل ، اسم فاعل من سأل يسأل الثلاثيّ باب فتح وزنه فاعل.
*الرقاب* ، جمع الرقبة ، اسم للعضو المعروف ، وأستعير هنا للعبد وزنه فعلة بفتحتين ، ووزن الرقاب فعال بكسر الفاء.
*أقام* ، فيه إعلال بالقلب أصله أقوم زنة أفعل ، مجرّده قام يقوم ، جاءت الواو متحرّكة فسكنت ونقلت الحركة إلى ما قبلها فأصبح أقوم بفتح القاف وسكون الواو ، ثمّ قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها فأصبح أقام.
*الموفون* ، جمع الموفي ، اسم فاعل من أوفى الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين .. وفي لفظ *الموفون* إعلال بالحذف أصله الموفيون ، حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل الواو الساكنة .. وكلّ منقوص تحذف ياؤّه حين يجمع جمعا سالما.
*البأساء* ، مصدر بئس يبأس باب فرح ، وزنه فعلاء بفتح الفاء ، ومثله البؤس.
*الضرّاء* مصدر ضرّ يضرّ باب نصر ، وزنه فعلاء.
*البأس* مصدر بؤس يبؤس باب كرم ، ويستعمل اسما جامدا بمعنى الحرب وكلّ أمر شديد ، وزنه فعل بفتح فسكون.
الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 356
البلاغة
1 - « وَفِي الرِّقابِ » أي آتى المال في تخليص الرقاب وفكاكها بمعاونة المكاتبين أو فك الأسارى ، أو ابتياع الرقاب لعتقها ، والرقبة مجاز عن الشخص فهو من قبيل المجاز المرسل.
2 - في الآية فن من فنون البلاغة وهو فن الإيجاز في قوله :
« وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ » فالكلام على حذف مضاف أي - برّ من آمن - إذ لا يخبر بالجثة *من آمن* عن المعنى *البر* ويجوز أن لا يرتكب الحذف ويجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل أو يقال بإطلاق *البر* على البار مبالغة والأول أوفق.
3 - قطع التابع عن المتبوع : وضابطه أنه إذا ذكرت صفات للمدح أو الذم خولف في الإعراب تفننا في الكلام واجتلابا للانتباه بأن ما وصف به الموصوف أو ما أسند إليه من صفات جدير بأن يستوجب الاهتمام ، لأن تغير المألوف المعتاد يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور ومزيد اهتمام ، والآية مثال لقطع التابع عن المتبوع في حال المدح.



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:20
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

سورة البقرة *2* : آية 178
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ ءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ *178*
الإعراب :
*يا* أداة نداء *أيّ* منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب *الذين* اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له *آمنوا* فعل ماض وفاعله *كتب* فعل ماض مبنيّ للمجهول *على* حرف جرّ و*كم* ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ *كتب* متضمّنا

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 357
معنى فرض *القصاص* نائب فاعل مرفوع *في القتلى* جارّ ومجرور متعلّق بـ *كتب* وفي الجارّ معنى السببيّة أي بسبب القتلى *الحرّ* مبتدأ مرفوع *بالحرّ* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أي مقتول بالحرّ أو مأخوذ بالحرّ وهو كون خاص *الواو* عاطفة *العبد بالعبد* مبتدأ وخبر مثل الحرّ بالحرّ *الواو* عاطفة *الأنثى بالأنثى* مثل الحرّ بالحرّ *الفاء* استئنافيّة *من* اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ « 1 » ، *عفي* فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط *اللام* حرف جرّ و*الهاء* ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ *عفي* ، *من أخي* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شي ء - نعت تقدّم على المنعوت - وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة ، وهو على حذف مضاف أي من دم أخيه ، و*الهاء* ضمير مضاف إليه *شي ء* نائب فاعل مرفوع « 2 » ، *الفاء* رابطة لجواب الشرط *اتّباع* مبتدأ مؤخّر مرفوع ، وخبره محذوف متقدّم عليه أي فعليه اتّباع *بالمعروف* جارّ ومجرور متعلّق باتّباع لأنه مصدر « 3 » ، *الواو* عاطفة *أداء* معطوف على اتّباع مرفوع مثله *إلى* حرف جرّ و*الهاء* ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأداء فهو مصدر .. والضمير يعود إلى وليّ المقتول *بإحسان* جارّ ومجرور متعلّق بأداء « 4 » ، *ذا* اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى العفو *اللام* للبعد و*الكاف* للخطاب *تخفيف* خبر مرفوع *من ربّ* جارّ ومجرور متعلّق
___________
*1* يجوز - على رأي بعضهم - أن يكون اسم موصول مبتدأ خبره جملة اتّباع بالمعروف على زيادة الفاء.
*2* هو كناية عن مصدر وهو العفو.
*3* يجوز أن يكون حالا من الهاء في *عليه* أي فعليه اتّباعه عادلا.
*4* يجوز أن يكون حالا من الهاء في *عليه* أي : فعليه أداؤه محسنا.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 358
ب *تخفيف* و*كم* ضمير مضاف إليه *رحمة* معطوف على تخفيف بالواو مرفوع مثله *الفاء* عاطفة *من* مثل الأول *اعتدى* فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو *بعد* ظرف زمان منصوب متعلّق بـ *اعتدى* ، *ذا* اسم إشارة مضاف إليه والإشارة إلى العفو و*اللام* للبعد و*الكاف* للخطاب *الفاء* رابطة لجواب الشرط *له* مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم *عذاب* مبتدأ مؤخّر مرفوع *أليم* نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة النداء « يأيّها الذين .. » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة : « آمنوا » لا محلّ لها صلة الموصول *الذين*.
وجملة : « كتب عليكم القصاص » لا محلّ لها جواب النداء *استئنافيّة*.
وجملة : « الحرّ بالحرّ » في محلّ رفع بدل من القصاص وهو من نوع بدل الاشتمال.
وجملة : « العبد بالعبد » في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة : « الأنثى بالأنثى » في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة : « من عفي .. » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة : « عفي له .. » شي ء في محلّ رفع خبر المبتدأ *من* « 1 » .
وجملة : « *عليه* اتّباع » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة : « ذلك تخفيف » لا محلّ لها اعتراضيّة.
___________
*1* يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 359
وجملة : « من اعتدى » لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفي له ...
وجملة : « اعتدى في محلّ رفع خبر المبتدأ *من* « 1 » .
وجملة : له عذاب في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء « 2 » .
الصرف :
*القصاص* مصدر سماعيّ لفعل قاصّه يقاصّه الرباعيّ ، وزنه فعال بكسر الفاء.
*القتلى* ، جمع قتيل بمعنى مقتول ، ويطّرد الجمع في فعيل بمعنى مفعول على فعلى كأسير وأسرى وجريح وجرحى.
*الحرّ* ، صفة مشبّهة من فعل حرّ يحرّ باب فتح وزنه فعل بضمّ فسكون.
*العبد* ، صفة مشبّهة من فعل عبد يعبد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
*الأنثى* صفة مشبهة من فعل أنث يأنث باب كرم ، وزنه فعلى بضمّ الفاء ، أو هو الاسم منه.
*اتّباع* ، مصدر قياسيّ لفعل اتّبع الخماسيّ ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره ، *أداء* ، اسم مصدر لفعل *أدّى* يؤدّي الرباعي ، والقياسي في المصدر تأدية لأن مصدر فعّل هو تفعيل ، فجاء ناقصا عن عدد حروف الفعل فأصبح اسم مصدر ، وفيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.
___________
*1* يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
*2* أو هي خبر المبتدأ *من* على زيادة الفاء - إذا جعلت *من* اسم موصول ، وحينئذ تكون جملة اعتدى صلة الموصول لا محلّ لها.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 360
*المعروف* اسم لما يؤدّيه المرء من خير وإحسان ، وزنه مفعول.
*تخفيف* ، مصدر قياسيّ لفعل خفّف الرباعيّ وزنه تفعيل ، على وزن ماضيه بزيادة التاء في أوّله وتسكين الخاء وزيادة ياء قبل الآخر.
*اعتدى* ، فيه إعلال بالقلب ، أصله اعتدي بياء متحرّكة في آخره ، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا ، وزنه افتعل.
سورة البقرة *2* : آية 179
وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *179*
الإعراب :
*الواو* عاطفة *اللام* حرف جرّ و*كم* ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم *في القصاص* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من حياة - صفة تقدّمت على الموصوف - *حياة* مبتدأ مؤخّر مرفوع *يا* أداة نداء *أولي* منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر *الألباب* مضاف إليه مجرور *لعلّ* حرف مشبّه بالفعل للترجّي و*كم* ضمير اسم لعلّ *تتقون* مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
جملة : « لكم في القصاص حياة » لا محل لها معطوفة على جملة كتب عليكم ... « 1 » .
وجملة : « يا أولي الألباب » لا محل لها اعتراضيّة.
وجملة : « لعلّكم تتّقون » لا محلّ لها تعليليّة إمّا للمذكور من جعل القصاص حياة وإمّا لمحذوف تقديره شرع لكم ذلك.
وجملة : « تتّقون » في محلّ رفع خبر لعلّ.
___________
*1* في الآية *178* من هذه السورة.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 361
الصرف :
*الألباب* ، جمع اللبّ ، اسم للعقل أو القلب وزنه فعل بضمّ فسكون ، ووزن ألباب أفعال.
البلاغة
1 - « وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ » هو كلام في غاية البلاغة - وكان أوجز كلام عندهم في هذا المعنى - القتل أنفى للقتل - وفضّل هذا الكلام عليه من وجوه :
الأول : قلة الحروف.
الثاني : الاطراد ، وإن في كل - قصاص حياة - وليس كل قتل أنفى للقتل - فإن القتل ظلما أدعى للقتل.
الثالث : ما في تنوين « حياة » من النوعية أو التعظيم.
الرابع : صفة الطباق بين - القصاص والحياة - فإن « القصاص » تفويت الحياة - فهو مقابلها.
الخامس : النص على ما هو المطلوب بالذات - أعني الحياة - فإن نفي - القتل - إنما يطلب لها لا لذاته.
السادس : الغرابة من حيث جعل الشي ء فيه حاصلا في ضده.
السابع : الخلوّ عن التكرار مع التقارب.
الثامن : عذوبة اللفظ وسلاسته. حيث لم يكن فيه ما في قولهم من توالي الأسباب الخفيفة إذ ليس في قولهم : حرفان متحركان على التوالي إلا في موضع واحد ، ولا شك أنه ينقص من سلاسة اللفظ وجريانه على اللسان.
بخلاف آية القرآن.
التاسع : خلوة عما يوهمه ظاهر قولهم من كون الشي ء سببا لانتفاء نفسه - وهو محال.
العاشر : تعريف « القصاص » بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 362
الحكم المشتملة على - الضرب والجرح والقتل - وغير ذلك فسبحانه من علت كلمته وبهرت آيته.
سورة البقرة *2* : آية 180
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ *180*
الإعراب :
*كتب عليكم* مرّ إعرابها « 1 » ، *إذا* ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بالجواب « 2 » ، *حضر* فعل ماض متضمّن معنى أتى *أحد* مفعول به منصوب و*كم* ضمير مضاف إليه *الموت* فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت *إن* حرف موصول *ترك* فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو *خيرا* مفعول به منصوب *الوصيّة* نائب فاعل مرفوع « 3 » ، *للوالدين* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الوصيّة ، وعلامة الجرّ الياء *الأقربين* معطوف على الوالدين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء *بالمعروف* جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الوصيّة *حقّا* مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي إيصاء حقّا أو كتبا حقّا أو مؤكّد لمضمون الحمد ، أي حق ذلك حقا *على المتّقين* جار ومجرور متعلّق بـ *حقّا* أو بمحذوف نعت لـ *حقّا*.
___________
*1* في الآية *178* من هذه السورة.
*2* يجوز أن تكون ظرفية محضة فتتعلّق بالوصيّة أي : أن يوصي أحدكم وقت حضور الموت.
*3* يجوز اعراب الوصيّة مبتدأ خبره للوالدين ، والجملة تصبح جواب الشرط بحذف الفاء .. ونائب الفاعل هو الجار والمجرور *عليكم*.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 363
جملة « كتب عليكم ... » الوصيّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة : حضر أحدكم الموت في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب إذا محذوف أي فليوص.
وجملة : « ترك خيرا » لا محلّ لها اعتراضيّة.
الصرف :
*خيرا* اسم للمال وزنه فعل بفتح فسكون.
*الوصيّة* ، الاسم من الإيصاء أو هو اسم مصدر من وصّى الرباعيّ لأنّ مصدره القياسيّ توصية ..
*الأقربين* ، جمع الأقرب اسم بمعنى القريب على وزن أفعل.
سورة البقرة *2* : آية 181
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *181*
الإعراب :
*الفاء* عاطفة *من* اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ *بدّل* فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و*الهاء* مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الإيصاء *بعد* ظرف زمان منصوب متعلّق بـ *بدّل* ، *ما* حرف مصدريّ *سمع* فعل ماض و*الهاء* مفعول به ، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّل *ما سمعه* في محل جرّ مضاف إليه.
*الفاء* رابطة لجواب الشرط *إنّما* كافّة ومكفوفة لا عمل لها *إثم* مبتدأ مرفوع و*الهاء* ضمير مضاف إليه *على* حرف جرّ *الذين* اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ *يبدّلون* مضارع مرفوع .. والواو فاعل و*الهاء* مفعول به *إنّ* حرف مشبّه بالفعل *اللّه* لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب *سميع* خبر إنّ مرفوع *عليم* خبر ثان مرفوع.

الجدول في إعراب القرآن ، ج 2 ، ص : 364
وجملة : « من بدّله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم ...
وجملة : « بدّله » في محلّ رفع خبر المبتّدأ *من* « 1 » .
وجملة : « إنّما إثمه على الذين » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة : « يبدّلونه » لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة : « إنّ اللّه سميع » لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
- « فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ » وضع الموصول في موضع الضمير الراجع إلى من لتأكيد الإيذان بعلية ما في حيز الصلة الأولى وإيثار الجمع للإشعار بتعداد المبدلين أنواعا أو كثرتهم أفرادا والإيذان بشمول الإثم لجميع الأفراد.



موضوع: رد: إعراب القرآن كاملا 19/8/2010, 2:02 am
________________________________________
أولا شكرا على مرورك الطيب يا أستاذ حمادة
وربنا يجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى إن شاء الله



موضوع: رد: إعراب القرآن كاملا 19/8/2010, 2:17 am
________________________________________
]سورة البقرة *2* : الآيات 180 الى 182]
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ *180* فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *181* فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *182*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 257
اللغة :
*الجنف* بفتحتين : مصدر جنف كفرح أي مال عن الحقّ وانحرف به.
الاعراب :
*

كُتِبَ* : فعل ماض مبني للمجهول *عَلَيْكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بكتب والجملة مستأنفة لا محل لها *إِذا* ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب المحذوف أي فليوص *حَضَرَ* فعل ماض مبني على الفتح *أَحَدَكُمُ* مفعول به مقدم *الْمَوْتُ* فاعل مؤخر والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة *إِنْ* حرف شرط جازم يجزم فعلين *تَرَكَ* فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله ضمير مستتر تقديره هو *خَيْراً* مفعول به أي مالا ، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب إذا المحذوف أي فليوص *الْوَصِيَّةُ* نائب فاعل لكتب وجاز تذكير الفعل لأن الوصية مؤنث مجازي ولوجود الفاصل بينهما *لِلْوالِدَيْنِ* جار ومجرور متعلقان بالوصية *وَالْأَقْرَبِينَ* عطف على قوله للوالدين *بِالْمَعْرُوفِ* أي بالعدل والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أي عادلا غير جائر فلا يوصي للغني ويدع الفقير *حَقًّا* مصدر مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة قبله ، وهي كتب عليكم الوصية. وقيل : هو مصدر مبين للنوع بدليل قوله
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 258
*

عَلَى الْمُتَّقِينَ* الجار والمجرور متعلقان بحقا والمصدر المؤكد لا يعمل ولا يزيد على ما قبله معنى *فَمَنْ* الفاء استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لذكر حكم يتعلق بالأوصياء والشهود ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ *بَدَّلَهُ* فعل ماض في محل جزم فعل الشرط *بَعْدَ ما سَمِعَهُ* بعد ظرف زمان ، وما مصدرية منسبكة مع الفعل بعدها بمصدر مضاف إليه أي بعد سماعه إياه وتحققه منه ، والضمير يعود على الحكم *فَإِنَّما* الفاء رابطة لجواب الشرط وانما كافة ومكفوفة *إِثْمُهُ* مبتدأ *عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر وجملة يبدلونه لا محل لها لأنها صلة الموصول ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من *إِنَّ اللَّهَ* ان واسمها *سَمِيعٌ عَلِيمٌ* خبران لإن ، والجملة مستأنفة مسوقة لوعيد المبدّل *فَمَنْ* الفاء استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لوعيد المنحرف عن الحق ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ *خافَ* فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله هو يعود على من ، ومعنى الخوف هنا التوقع ، كقولك : أخاف أن ترسل السماء مطرها ، تريد التوقع والظن الذي يقوم مقام العلم *مِنْ مُوصٍ* الجار والمجرور متعلقان بقوله : جنفا لأنه مصدر *جَنَفاً* مفعول به *أَوْ* حرف عطف *إِثْماً* عطف على قوله جنفا *فَأَصْلَحَ* الفاء حرف عطف وأصلح فعل ماض معطوف على خاف ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو *بَيْنَهُمْ* ظرف مكان متعلق بأصلح أي بين الموصي والموصى إليهم *فَلا* الفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية للجنس *إِثْمَ* اسم لا المبني على الفتح *عَلَيْهِ* الجار والمجرور متعلقا بمحذوف خبر لا ، والجملة المرتبطة بالفاء في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من *إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* ان واسمها وخبراها ، والجملة تعليل لرفع الإثم لا محل لها.


إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 259
البلاغة :
1- إقامة الظاهر مقام المضمر لزيادة الاهتمام بشأنه ، ولو جرى على نسق الكلام السابق لقال : فإنما إثمه عليه وعلى من يبدله.
و ذلك للتشهير والمناداة بفضائح المبدلين.
2- المجاز المرسل في قوله : خاف. فقد جاءت بمعنى الظن والتوقع ، والعلاقة في هذا المجاز السببية ، لأنه تعبير عن السبب بالمسبب.
[سورة البقرة *2* : الآيات 183 الى 185]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *183* أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *184* شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *185*
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 260
اللغة :
*الصِّيامُ* في اللغة الإمساك عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير ، وله مصدران : صوم وصيام ، وصامت الريح :
ركدت ، وصامت الشمس : كبدت أي كانت في كبد السماء ، وصامت الدّابّة : أمسكت عن الجري ، قال النابغة الذبياني :
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
أي ممسكة عن الجري ثم خصّصه الإسلام بالمعنى المعروف له.
*

رمضان* : في الأصل مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء ، فأضيف إليه وجعل علما ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، والمناسبة بين معناه وعبادة الصائم واضحة والعرب يضيفون لفظ شهر الى كل من أسماء الشهر المبتدئة براء كربيع ورمضان ولم يستثن من ذلك سوى رجب فلا يضيفون اليه لفظ شهر وقد نظم بعضهم ذلك فقال :
و لا تضف شهرا الى اسم شهر إلّا لما أوّله الرّا فادر
و استثن منه رجبا فيمتنع لأنه فيما رووه قد سمع
و المسألة على كل حال خلافية فعليك بالأحوط.
الاعراب :
*يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* تقدم إعرابها *كُتِبَ* فعل ماض مبني على الفتح وهو مبني للمجهول أي فرض *عَلَيْكُمُ* الجار والمجرور
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 261

متعلقان بكتب *الصِّيامُ* نائب فاعل كتب *كَما كُتِبَ* تقدم إعرابها ، والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف أو حال كما اختاره سيبويه *عَلَى الَّذِينَ* الجار والمجرور متعلقان بكتب *مِنْ قَبْلِكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف لا محل له لأنه صلة الموصول وجملة النداء وما تلاها مستأنفة مسوقة لبيان مشروعية الصيام *لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* جملة الرجاء حالية وجملة تتقون خبر لعل *أَيَّاماً* ظرف متعلق بالصيام في الظاهر ولكن فيه فصلا بين المصدر وصلته ، وقد منع النحاة ذلك ، ولهذا نرجح نصبه بفعل محذوف يدل عليه ما قبله والتقدير صوموا أياما *مَعْدُوداتٍ* صفة للأيام وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، والتنوين يفيد القلة تسهيلا على المكلفين *فَمَنْ* الفاء الفصيحة ومن اسم شرط جازم مبتدأ *كانَ* فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط واسمها ضمير مستتر تقديره هو *مِنْكُمْ* جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال *مَرِيضاً* خبر كان *أَوْ* حرف عطف *عَلى سَفَرٍ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف معطوف على « مريضا » والاستعلاء جميل هنا أي مستعليا على السفر مليا به ، فهو حال أيضا *فَعِدَّةٌ* الفاء رابطة لجواب الشرط وعدة مبتدأ خبره محذوف أي فعليه عدة ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره فالحكم عدة ، والجملة الاسمية المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه خبر من *مِنْ أَيَّامٍ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لعدة *أُخَرَ* صفة لايام وعلامة جره الفتحة لانه ممنوع من الصرف ، وسيأتي حكمه في باب الفوائد *وَعَلَى الَّذِينَ* الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم *يُطِيقُونَهُ* فعل مضارع والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة لا محل لها لانها صلة الموصول أي يتكلفونه بجهد ومشقة *فِدْيَةٌ* مبتدأ مؤخر *طَعامُ مِسْكِينٍ* بدل مطابق من فدية ومسكين مضاف اليه *فَمَنْ* إعراب القرآن وبيانه ، ج

1 ، ص : 262
الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ *تَطَوَّعَ* فعل ماض وهو فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو *خَيْراً* منصوب بنزع الخافض أي بالزيادة على القدر المذكور في الفدية ، ولك أن تعربه صفة لمصدر محذوف فهو مفعول مطلق نابت عنه صفته أي تطوعا خيرا *فَهُوَ* الفاء رابطة لجواب الشرط لانه جملة اسمية ، وهو مبتدأ *خَيْرٌ* خبر *لَهُ* الجار والمجرور متعلقان بخير لانه اسم تفضيل ورد على غير القياس ، والجملة الاسمية المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه خبر من *وَأَنْ تَصُومُوا* الواو استئنافية مسوقة لتقرير الافضلية ، وأن وما في حيزها في تأويل مصدر مبتدأ *خَيْرٌ* خبره *لَكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بخير *أَنْ* شرطية *كُنْتُمْ* فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها *تَعْلَمُونَ* الجملة الفعلية في محل نصب خبر كنتم ، وجواب الشرط محذوف ، وقد تقدمت نماذج له ، والجملة الشرطية تفسيرية للخبرية كأنه قال : شرع لكم هذه الاحكام جميعها إيثارا لخيركم ، فإن شئتم الخير فافعلوها ولا تخلوا بها *شَهْرُ رَمَضانَ* خبر لمبتدأ محذوف ورمضان مضاف اليه *الَّذِي* صفة لشهر *أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ* الجملة الفعلية لا محل لها لانها صلة الموصول ، والقرآن نائب فاعل *هُدىً* حال أي هاديا *لِلنَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان بهدى أو صفة لهدى *وَبَيِّناتٍ* عطف على هدى فهو حال أيضا *مِنَ الْهُدى * صفة لبينات *وَالْفُرْقانِ* عطف على الهدى ، أي الفارق بين الحق والباطل *فَمَنْ* الفاء الفصيحة أي إذا شئتم معرفة حكم التشريع فيه ، ومن اسم شرط جازم مبتدأ *شَهِدَ* فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر يعود على من *مِنْكُمُ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال *الشَّهْرَ* منصوب على الظرفية ولا يكون مفعولا به لانه المقيم والمسافر كلاهما شاهد للشهر *فَلْيَصُمْهُ* الفاء رابطة لجواب

الشرط لان الجملة طلبية واللام لام الأمر ويصم فعل
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 263
مضارع مجزوم باللام والهاء ضمير الظرف ولا ينصب على الظرفية ولا يجوز أن يكون مفعولا به فهو منصوب بنزع الخافض أي فليصم فيه والجملة الطلبية في محل جزم جواب الشرط ، وفعل الشرط وجوابه خبر من *وَمَنْ* الواو عاطفة من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ *كانَ* فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط واسمها ضمير مستتر تقديره هو *مَرِيضاً* خبر كان *أَوْ عَلى سَفَرٍ* عطف على « مريضا » وقد تقدم القول به فجدد به عهدا *فَعِدَّةٌ* الفاء رابطة لجواب الشرط وعدة
مبتدأ خبره محذوف أي فعليه عدة ، والجملة في محل جزم جواب الشرط *مِنْ أَيَّامٍ* متعلقان بمحذوف صفة لعدة *أُخَرَ* صفة لايام مجرور بالفتح لانه ممنوع من الصرف وسيأتي حكمه *يُرِيدُ اللَّهُ* فعل مضارع وفاعله والجملة لا محل لها لانها تعليل كما سيأتي في باب البلاغة *بِكُمُ* الجار والمجرور متعلقان بيريد *الْيُسْرَ* مفعول به *وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ* الجملة عطف على سابقتها *وَلِتُكْمِلُوا* الواو عاطفة واللام لام التعليل ، تكلموا فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعدها واللام ومجرورها متعلقان بفعل محذوف أي شرع *الْعِدَّةَ* مفعول به *وَلِتُكَبِّرُوا* عطف على قوله لتكملوا *اللَّهُ* نصب لفظ الجلالة على نزع الخافض أي للّه ولك أن تعربه مفعولا به على تضمين تكبروا معنى تحمدوا والدليل عليه قوله *عَلى ما هَداكُمْ* فالتعدي بالاستعلاء لا يكون إلا للحمد وما مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر مجرور بعلى ، والجار والمجرور متعلقان بتكبروا أي على هدايته إياكم *وَلَعَلَّكُمْ* عطف على ما تقدم ولعل واسمها *تَشْكُرُونَ* الجملة خبر لعل.
البلاغة :
اللف والنشر ، في قوله تعالى « يريد اللّه بكم اليسر » إلخ ..
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 264

و هو يبدو هنا كأخذة السحر لا يملك معه البليغ أن يأخذ أو يدع وقلّ من ينتبه له ، فقوله : « لتكملوا العدة » علة للأمر بمراعاة العدة ، وقوله : « و لتكبروا اللّه » علة للأمر بالقضاء ، وقوله : « و لعلكم تشكرون » علة للترخيص والتيسير ، وقد تقدم القول فيه ، ونزيده بسطا فنقول :
انه ضربان : أولهما أن يكون النشر على ترتيب اللف ، وثانيهما أن يكون على غير ترتيب اللف ، ويعتمد فيه على ذكاء السامع وذوقه ، وسيأتي منه ما يخلب العقول.
الفوائد :
*أُخَرَ* تكون على نوعين :
- جمع أخرى تأنيث آخر وهي اسم تفضيل لا ينصرف لعلتين هما الوصفية والعدل ، ومعنى العدل أنه عدل عن الالف واللام ، وذلك أنها اسم تفضيل ولاسم التفضيل ثلاث حالات :
آ- مقترن بأل.
ب- مقترن بمن الجارة.
ج- مضاف.
و لما كانت أخر لم تقترن بشي ء وليست مضافة قدر عدلها عن الالف واللام.
- جمع أخرى بمعنى آخرة وهي منصرفة لفقدان علة العدل.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 265
مناقشة لا بد منها :
اختلف المفسرون في تأويل قوله تعالى : « و على الذين يطيقونه » إلخ اختلافا شديدا لا يتسع المجال للاسهاب فيه ، فنقتبس ما قالوه بطريق الإلماع ، ثم ندلي بما عنّ لنا واللّه الملهم الى السّداد.
القول بالنسخ :
فمنهم من قال : ان الحكم فيها منسوخ بالآية بعدها « فمن شهد منكم الشهر فليصمه » والرخصة فيها للمريض والمسافر ، وهو ما اختاره الامام الطّبري في تفسيره الكبير ونقله الزمخشري في كشافه وأبو حيان في البحر ، مع التصريح بأن هذا قول أكثر المفسرين ، على أن الامام الطّبري نقل كذلك قول من قالوا ، لم ينسخ ذلك وهو حكم مثبت من لدن نزلت هذه الاية الى قيام الساعة.
رأي ابن كثير :

و احترز ابن كثير فقال بعد تلخيص أقوال المفسرين قبله : فحاصل الأمر أن النسخ ثابت في حق الصحيح المقيم بايجاب الصيام عليه ، وأما الشيخ الفاني الهرم الذي لا يستطيع الصيام فله أن يفطر ولاقضاء عليه لأنه ليست له حال يصير إليها ويتمكن من القضاء.
الزمخشري متردّد :
و تردد الزمخشري بين القول بالنسخ وبين أن يكون تأويل الاية على تقدير : « و من يتكلفونه على جهد منهم وعسر ، وهم الشيوخ
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 266
و العجائز ، وحكم هؤلاء الإفطار والفدية » وهو على هذا الوجه غير منسوخ.
و مشكلة زيادة لا :
على أن القائلين بعدم النسخ ذهبوا في تأويل الآية مذاهب شتى ، فمنهم من صرح بأنها على تقدير حذف « لا » النافية ، وهي مرادة ، ونقلوا عن ابن عباس قوله : « لا رخصة الا للذي لا يطيق الصوم » ، وعن عطاء : « هو الكبير الذي لا يستطيع بجهد ولا بشي ء من الجهد ، وأما من استطاع بجهد فليصم ولا عذر له في تركه » ، وقال ابو حيان في البحر : « و جوز بعضهم أن تكون « لا » محذوفة فيكون الفعل منفيا وتقديره : « و على الذين لا يطيقونه » حذف « لا » وهي مرادة.
أبو حيان يخطّى ء القائلين بالحذف :
و استطرد أبو حيان معقبا فقال : « و تقدير « لا » خطأ. لانه مكان اليأس ، وعلى ذلك درج الجلال » .
الفقهاء لا يختلفون في جواز الفطر للشيخ والمريض :
و لا نعلم خلافا بين الفقهاء في جواز الفطر والفدية للشيخ الهرم والمريض الذي لا يرجى برؤه ، لكنهم اختلفوا في المرضع والحامل قياسا على الشيخ الهرم فالإمام الشافعي قال بالفدية قياسا على الشيخ الهرم ، وأوجب عليهما القضاء مع الفدية أما الامام أبو حنيفة فأوجب على الحامل والمرضع- إذا خافتا على الوليد- القضاء لا الفدية ، وأبطل القياس على الشيخ الهرم لانه لا يجب عليه القضاء.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 267
نستبعد حذف لا :

على أننا نستبعد أن تكون لا محذوفة هنا وهي مرادة ، فالآية من آيات التشريع والأحكام ، والفعل فيها مثبت ، وتأويلها على تقدير « لا » محذوفة ينقض الإثبات بالنفي ولو كانت الفدية على من لا يطيقونه لأخذ حرف النفي مكانه في نص الحكم الشرعي ، ولم يدع لنا مجالا للاختلاف على تأويله بين النقيضين من اثبات ونفي أما الطاقة فهي في العربية أقصى الجهد ونهاية الاحتمال واستعمال القرآن الطاقة اسما وفعلا يؤذن بأنها مما يستنفد الجهد وطاقة الاحتمال ، كما تشهد بذلك آياتها الثلاث ، وكلها من سورة البقرة.
1- « قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده » .
2- « ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به » .
3- « و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين » .
فندرك أن الأمر في احتمال الصوم إذا جاوز الطاقة ، وخرج الى ما لا يطاق سقط التكليف لانه لا تكليف شرعا بما لا يطاق ، واللّه سبحانه لا يكلف نفسا الا وسعها.
3- قد يشرب العرب لفظا معنى لفظ ، فيعطى حكمه ويسمى ذلك تضمينا ، كما ضمن « لتكبدوا » معنى « تحمدوا » ومنه قول الفرزدق :
كيف تراني قالبا مجني؟ قد قتل اللّه زيادا عنّي
فضمن « قتل » معنى « صرف » « الصرف » وذلك كثير في كلامهم.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 268



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



 إعراب القرآن كاملا Emptyالإثنين 15 أكتوبر - 14:21
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو الجوهرة
الرتبه:
عضو الجوهرة
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 17303
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
رابطة موقعك : ffff
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: إعراب القرآن كاملا



إعراب القرآن كاملا

موضوع: رد: إعراب القرآن كاملا 25/8/2010, 2:27 am
________________________________________
[سورة البقرة *2* : الآيات 186 الى 187]

وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *186* أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ *187*
اللغة :
*الرفث* بفتحتين : كلام يقع وقت الجماع بين الرجال والنساء ، يستقبح ذكره في وقت آخر ، وأطلق على الجماع للزومه له غالبا ، وفي المصباح : « رفث في منطقه رفثا من باب طلب ، ويرفث بالكسر لغة. والرفث : النكاح لقوله تعالى : أحل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم » . وفي الأساس واللسان : وقيل : الرفث بالفرج الجماع ، وباللسان المواعدة للجماع ، وبالعين الغمز للجماع. والأصل في تعدية الرفث بالباء ، وانما جاءت تعدية في الآية بإلى لتضمينه معنى الإفضاء.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 269
*تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ* : تخونون أنفسكم وتنقصونها حظها من الخير ، واشتقاق الاختيان من الخيانة كالاكتساب من الكسب وفيه زيادة وشدّة.
الاعراب :
*

وَ إِذا* الواو استئنافية والجملة استئنافية مسوقة لبيان أنه سبحانه يجيب كل من دعاه *سَأَلَكَ* فعل ماض والكاف مفعوله *عِبادِي* فاعل والجملة في محل جر بالإضافة *عَنِّي* الجار والمجرور متعلقان بسألك *فَإِنِّي* الفاء رابطة لجواب وان واسمها *قَرِيبٌ* خبرها والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم *أُجِيبُ* فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا والجملة الفعلية خبر ثان *دَعْوَةَ* مفعول به *الدَّاعِ* مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة ، وقد جرت عادة القراء على إسقاط الياء من الداع ودعاني لأنها لم تثبت لها صورة عندهم في المصحف ، فمن القراء من أسقطها تبعا للرسم وقفا ووصلا ، ومنهم من أثبتها في الحين ومنهم من أثبتها وصلا وحذفها وقفا *إِذا* الظرف متعلق بأجيب *دَعانِ* الجملة في محل جر بالإضافة *فَلْيَسْتَجِيبُوا* الفاء الفصيحة واللام لام الأمر ويستجيبوا فعل مضارع مجزوم بلام الأمر أي فليطلبوا إجابتي لأن السين والتاء في استفعل للطلب ، والمعنى فليستجيبوا إلي بالطاعة ، يقال منه : استجبت له واستجبته بمعنى أجبته قال :
و داع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 270
*

لِي* الجار والمجرور متعلقان بيستجيبوا *وَلْيُؤْمِنُوا بِي* عطف على قوله فليستجيبوا لي *لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ* لعلّ واسمها ، وجملة الرجاء حالية *أُحِلَّ* فعل ماض مبني للمجهول *لَكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بأحل *لَيْلَةَ الصِّيامِ* الظرف ظاهر الكلام أنه متعلق بأحل ، وقد أعربه الكثيرون كذلك ، وفيه أن الإحلال ثابت قبل ذلك الوقت ، فالأولى تقديره بمحذوف مدلول عليه بلفظ الرفث ، أي أن ترفثوا ، ولم نعلقه بالرفث لأن فيه تقديم معمول الصلة المفهومة من ال على الموصول *الرَّفَثُ* نائب فاعل لأحل *إِلى نِسائِكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بالرفث وجملة أحل وما تلاها مستأنفة مسوقة لإزالة اللبس. وإيضاح ذلك أنه كان في مستهل الأمر إذا أفطر الرجل حلّ له الطعام والشراب والجماع الى أن يصلي العشاء الآخرة أو يرقد قلبها. فإذا صلاها أو رقد حرم عليه ذلك الى الليلة القابلة. ثم إن عمر بن الخطاب واقع أهله بعد صلاة العشاء الآخرة ، فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه ، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال :
يا رسول اللّه إني أعتذر الى اللّه وإليك من نفسي هذه الخاطئة ، وأخبره بما فعل ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما كنت جديرا بذلك يا عمر.
فنزلت *هُنَّ* ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ *لِباسٌ* خبر *لَكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لباس والجملة مفسرة لا محل لها لبيان سبب الإحلال *وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ* عطف على سابقتها *عَلِمَ اللَّهُ* الجملة تعليل لسبب نزول الآية *أَنَّكُمْ* أن واسمها *كُنْتُمْ* فعل ماض ناقص والتاء اسمها *تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ* الجملة الفعلية خبر كنتم.

و أن وما في حيزها سدت مسد مفعولي علم *وَعَفا عَنْكُمْ* عطف على جملة علم اللّه *فَالْآنَ* عطف على محذوف مقدر أي فتبتم فتاب عليكم والآن ظرف زمان متعلق بباشروهنّ *بَاشِرُوهُنَّ* فعل أمر وفاعل ومفعول به *وَابْتَغُوا* عطف على باشروهن *ما* اسم موصول في محل نصب
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 271
مفعول به *كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ* فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة ما *وَكُلُوا وَاشْرَبُوا* الواو استئنافية مسوقة لتعميم الحكم ، نزلت في صرمة بن قبس ، وذلك أنه كان يعمل في أرض له وهو صائم ، فلما أمسى رجع الى أهله فقال : هل عندك من طعام؟ فقالت : لا ، وأخذت تصنع له طعاما ، فأخذه النوم من التعب ، فكره أن يأكل خوفا من اللّه ، فأصبح صائما مجهودا في عمله مكدودا ، فلم يكد ينتصف النهار حتى غشي عليه ، فلما أفاق أتى الى النبي صلى اللّه عليه وسلم وأخبره بما وقع ، فنزلت الآية *حَتَّى* حرف غاية وجر *يَتَبَيَّنَ* فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى ، والمصدر المنسبك من أن والفعل متعلقان بكلوا *لَكُمْ* الجار والمجرور متعلقان بيتبين *الْخَيْطُ* فاعل *الْأَبْيَضُ* صفة ، وهو أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق كالخيط الممدود *مِنَ الْخَيْطِ* الجار والمجرور متعلقان بيتبين ، وجاز تعليق الحرفين بفعل واحد وإن اتحد لفظاهما لاختلاف معنييهما *الْأَسْوَدِ* صفة *مِنَ الْفَجْرِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أي حال كون الأبيض هو الفجر. روى البخاري ومسلم عن عدي ابن حاتم قال : لما نزلت عمدت الى عقال أسود وعقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، وجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغدوت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكرت له ذلك ، فقال : إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار. وسيأتي مزيد بيان لذلك في باب البلاغة.
*

ثُمَّ أَتِمُّوا* ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي ، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل *الصِّيامِ* مفعول به *إِلَى اللَّيْلِ* الجار والمجرور متعلقان بأتموا *وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ* الواو عاطفة ، ولا ناهية ، وتباشروهن فعل مضارع مجزوم بلا *وَأَنْتُمْ* الواو للحال ، وأنتم مبتدأ *عاكِفُونَ* خبر *فِي الْمَساجِدِ* جار ومجرور متعلقان
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 272
بعاكفون والجملة الاسمية حالية *تِلْكَ* اسم إشارة مبتدأ *حُدُودُ اللَّهِ* خبر ومضاف إليه وجملة تلك استئنافية *فَلا تَقْرَبُوها* الفاء الفصيحة ، ولا ناهية ، وتقربوها فعل مضارع مجزوم بلا ، أي إذا شئتم السلامة بأنفسكم فانتهوا ولا تقربوها ، فقد كان بعضهم يخرج وهو معتكف ويجامع امرأته ويعود والجملة استئنافية *كَذلِكَ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف مفعول مطلق أو حال *يُبَيِّنُ اللَّهُ* فعل مضارع وفاعله *آياتِهِ* مفعول به والجملة استئنافية *لِلنَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان بيبين *لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ* لعل واسمها ، وجملة يتقون خبرها ، وجملة الرجاء حالية.
البلاغة :
1- الكناية في قوله : « هن لباس لكم وأنتم لباس لهن » لأن اللباس ما يكون بجسم الإنسان ، والرجل والمرأة إذ يشتمل كل واحد منهما على الآخر ويعتنقان يشبهان اللباس المشتمل عليهما. قال النابغة الجعدي :
إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت عليه فكانت لباسا
نماذج من الكناية :
و قد تقدم ذكر الكناية ونزيد هنا الموضوع بسطا فنقول : إن الغرض من الكناية تنزيه اللسان عما لا يليق ذكره ، والكناية عنه بأرشق لفظ ، ولكل كناية غرض ، والأغراض لا عداد لها ، ولهذا كان غور الكناية لا يسبر فمن أمتعها قول الشريف الرضيّ :
برد السّوار لها فأحميت القلائد بالعناق
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 273

أي أنه لما برد سوارها ، آخر الليل ، علمت أن نسمة الفجر طلعت ، فأحميت قلائدها بالعناق كي تصير القلائد مكذبة لما أشار إليه السوار من طلوع الفجر المؤذن بالفراق ، فعدل عن التصريح بذلك الى برد السوار لينقل الذهن الى هبوب نسمة الفجر المؤذنة بالفراق والداعية له ، وقد اشتهرت الكناية في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام تصوّنا منه وترفعا ، فمما جاء من هذا الديباج قوله :
« إن امرأة كانت فيمن كان قبلنا ، وكان لها ابن عمّ يحبها فراودها عن نفسها ، فامتنعت عليه ، حتى إذا أصابتها شدة فجاءت إليه تسأله فراودها ، فمكنته من نفسها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة قالت له : لا يحلّ لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فقام عنها وتركها » وهذه كناية واقعة موقعها. ومن ذلك أيضا قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : « رويدك سوقك بالقوارير » يريد بذلك النساء فكنّى عنهن بالقوارير ، وذلك أنه كان في بعض أسفاره ، وغلام أسود اسمه أنجشة يحدو فقال له : يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير.
و من الكناية أيضا في هذه الآية قوله : « فالآن باشروهن » والمباشرة في قول الجمهور الجماع ، وقيل الجماع فما دونه. وهو مشتقّ من تلاصق البشرتين ، فيدخل فيه المعانقة والملامسة.
2- التشبيه البليغ فقد شبه أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق بالخيط الأبيض الممدود ، وما يمتدّ من غبش الليل بالخيط الأسود الممدود ، وهو تشبيه مألوف كثيرا. ولو لم يذكر من الفجر لكان استعارة تصريحية ، ولكن ذكر المشبّه أعاده الى التشبيه البليغ المحذوف الأداة.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 274
3- الطباق لأنه طابق بين الأبيض والأسود ، أما ذكر بقية الألوان فيسمى تدبيجا كقول أبي تمام :
تردّى ثياب الموت حمرا فما دجا لها الليل إلا وهي من سندس خضر
الفوائد :
« حتّى » في الكلام على ثلاثة أنواع :
1- تكون لانتهاء الغاية ، فتجر الأسماء على معنى ، كقوله تعالى :

سلام هي حتى مطلع الفجر » وتنصب الافعال بأن مضمرة بعدها كالآية.
2- وتكون عاطفة.
3- وتكون حرف ابتداء يبتدأ بها الكلام كقول المتنبي :
هو الجد حتى تفضل العين أختها وحتى يكون اليوم لليوم سيد
فرفع الفعلين بعدها لأنها ابتدائية. وسيأتي مزيد من أبحاث *حَتَّى* التي لا تنتهي ، فقد كان الفراء يقول عند احتضاره : أموت وفي قلبي شي ء من حتى.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 275





سورة البقرة *2* : آية 189]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *189*
اللغة :
*مَواقِيتُ* : جمع ميقات ، وأصله موقات قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها ، وهي معالم يوقّت الناس بها شئون معايشهم.
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 277
الاعراب :
*



يَسْئَلُونَكَ* فعل مضارع مرفوع ، وفاعل ، ومفعول به ، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان الحكمة في اختلاف الأهلة ، بعد أن ألحفوا في السؤال عن ذلك. روي أن معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الأنصاريّ قالا : يا رسول اللّه ، ما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد حتى يمتلى ء ويستوي ، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ ، لا يكون على حال واحدة؟ فجاءت الآية بالحكم الشامل الحاسم. والحكمة المنوخاة من تطور الهلال لتوقيت المعايش واتساقها على نمط واحد باهر ، والهلال مفرد وجمع ، باختلاف زمانه ، ويجمع قياسا على أهلّة ، وهو مقيس في فعال المضعّف ، نحو : عنان وأعنّة ، وزمام وأزمّة ، وسنان وأسنّة. *عَنِ الْأَهِلَّةِ* الجار والمجرور متعلقان بيسألونك *قُلْ* فعل أمر ، وفاعله مستتر تقديره أنت والجملة استئنافية *هِيَ مَواقِيتُ* جملة اسمية من مبتدأ وخبر في محل نصب مقول القول *لِلنَّاسِ* الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمواقيت *وَالْحَجِّ* عطف على الناس *وَلَيْسَ* الواو استئنافية ، والجملة مستأنفة مسوقة للاستطراد ، وسيأتي ذكره ، أو كأنه تعكيس في سؤالهم ، وإن مثلهم فيه كمثل من يترك باب البيت ويدخله من ظهره ، وليس فعل ماض ناقص *الْبِرُّ* اسم ليس *بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ* الباء حرف جر زائد في خبر ليس ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر خبر ليس ، والبيوت مفعول به *مِنْ ظُهُورِها* الجار والمجرور متعلقان بتأتوا *وَلكِنَّ* الواو عاطفة ، ولكن حرف للاستدراك مشبه بالفعل *الْبِرُّ* اسمها المنصوب ، ولا بد من تقدير محذوف ليتسق الكلام ، كأنه قيل :
إن ما تفعلونه من استقصاء في السؤال ليس برا ، ولكن البر *مِنْ* اسم موصول خبر لكن ، ولا من حذف مضاف ، أي برّ من *اتَّقى *
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 278
الجملة صلة الموصول لا محل لها *وَأْتُوا* الواو عاطفة ، وعطف الإنشاء على الخبر جائز ، فقد تقدمت جملتان خبريتان وهما : ليس البر ، ولكن البر من اتقى ، وعطف عليها جملتان إنشائيتان وهما :
و أتوا البيوت ، واتقوا اللّه *الْبُيُوتَ* مفعول به *مِنْ أَبْوابِها* الجار والمجرور متعلقان بأتوا *وَاتَّقُوا اللَّهَ* الجملة عطف على الجملة الأمرية *لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* لعل واسمها ، وجملة تفلحون خبرها ، وجملة الرجاء حالية.
البلاغة :
« الاستطراد » وهو فن دقيق متشعب ، يجنح اليه المتكلم في غرض من أغراض القول يخيل إليك انه مستمر فيه ، ثم يخرج منه الى غيره لمناسبة بينهما ، ثم يرجع الى الاول ، فقد ذكر عن الأهلة واختلافها أنها مواقيت للحج ، وأن مثلهم في السؤال كمثل من يترك باب البيت ويدخل من ظهره ، فقد كان ناس من الأنصار إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا- أي بستانا- ولا دارا ولا فسطاطا من باب ، فاذا كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته ، منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلما فيه يصعد ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء ، فقيل لهم ذلك. ومن جميل هذا الفن قول عبد المطلب :
لنا نفوس لنيل المجد عاشقة فان تسلّت أسلناها على الأسل
لا ينزل المجد إلا في منازلنا كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
الفوائد :
اختلف علماء البلاغة في السؤال : أهو سؤال عن السبب أم عن
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 279
الحكمة؟ واختار الزمخشري والراغب والقاضي البيضاوي أنه سؤال عن الحكمة كما يدل عليه الجواب إخراجا للكلام على مقتضى الظاهر لأنه الأصل ، واختار السّكّاكيّ أنه سؤال عن السبب ، لأن الحكمة ظاهرة لا تستحق السؤال عنها ، والجواب من الأسلوب الحكيم.
و قد أطال كل فريق في الاحتجاج لما يدعيه ، وانتهى بهم الأمر الى التراشق بقوارص الكلام ، مما لا يتسع له المقام فلله درّ رجال التراث عندنا ، ما أشدّ تقصّيهم وأكثر تنقيبهم.
[



أدخل عنوان بريدك الإلكتروني هنا يصــــلك كل جديــــد




الموضوع الأصلي : إعراب القرآن كاملا // المصدر : منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب // الكاتب: fatimazohra

بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا



توقيع : fatimazohra


التوقيع
ــــــــــــــــ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الكلمات الدليلية (Tags)
إعراب القرآن كاملا, إعراب القرآن كاملا, إعراب القرآن كاملا,

الإشارات المرجعية

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..
آلردودآلسريعة :





 إعراب القرآن كاملا Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

اختر منتداك من هنا



المواضيع المتشابهه

https://ouargla30.ahlamontada.com/ منتديات ورقلة لكل الجزائريين والعرب